المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل طريقتي بقراءة سورة البقرة لـ ( علاج عدم الانجاب ) صحيحة أم لا ، ارجو الاجابة ؟؟؟


محبة البراءة
19-11-2005, 09:16 PM
السلا م عليكم ورحمة الله وبركاته....

اخوتي الفضلاء...

لقد اشار علي احدى المشايخ لعلاج تاخر الانجاب قراءة سورة البقرة يوميا كاملة
وعند الانتهاء من قراتها النفث على زيت وماء ومن ثم شرب الماء والتدهن بالزيت
وقال ايضا ان اقراءها لمدة اسبوع او اكثر والمتابعة على القراءة وعدم الانقطاع مع
التوكل على الله واليقين باءنه هو الشافي...
لذا ارجوكم الاجابة عن هذه الاسئلة...
1- قمت بوضع موضوع يتكلم عن هذه الطريقة باحدى المنتديات ووايضا بمتابعة الاخوات
الاتي يقومون بالقراءة لتشجيع بعضنا والدعاء لاخواتنا في ظهر الغيب..
فهل في ذلك باس؟؟
2- اعترضت احدى الاخوات على هذه الطريقة وذكرت انها بدعة ؟؟؟فما رايكم في ذلك لانها تستدل
بذلك عدم وجود دليل صريح لعلاج سورة البقرة من تاخر الانجاب..
3- هل النفث في الماء والزيت والتدهن به يعتبر من البدع او المخالفة للسنن؟؟

وجزاكم الله خيرا وارجوا ان تجاوبوني عل اسئلتي سائلة الله لكم جنان الفردوس...

محبة البراءة
19-11-2005, 09:34 PM
ايضا اشارت الي احدى الاخوات بقراءة سورة ال عمران يوم وسورة مريم يوم
اي على قراتهما بشكل متتالي من اجل الانجاب.....
فهل ترون في ذلك باس ...؟؟افيدوني جزاكم الله خيرا.

CodeR
19-11-2005, 10:17 PM
لا بدعة في الأمر اختي .. كلتا الطريقتين شرعية
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا" .. و في هذا رخصة لكل رقية بكتاب الله او بدعاء لله فكل ذلك من الرقية الشرعية .. داومي على ما تفعليه او اتبعي البرنامج الموضوع في المنتدى و تابعي معنا ..
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك

أبو البراء
20-11-2005, 07:54 AM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

الأخت المكرمة ( محبة البراءة ) حفظها الله ورعاها

بخصوص أسئلتكم يسرني الإجابة على النحو التالي :

السؤال الأول : قمت بوضع موضوع يتكلم عن هذه الطريقة باحدى المنتديات وايضا بمتابعة الاخوات الاتي يقومون بالقراءة لتشجيع بعضنا والدعاء لاخواتنا في ظهر الغيب ، فهل في ذلك باس ، اعترضت احدى الاخوات على هذه الطريقة وذكرت انها بدعة ؟؟؟ فما رايكم في ذلك لانها تستدل بذلك عدم وجود دليل صريح لعلاج سورة البقرة من تاخر الانجاب ؟؟؟

الجواب : فعلكِ صحيح ، وقد ثبت الرقية بسورة البقرة كاملة ، وكذلك ببعض الآيات فيها ، وقد جانبت الصواب الأخت الفاضلة - وفقها الله لكل خير - التي وسمتك بالمبتدعة ، وقولها هذا يلزمها أن تأتي بالدليل على قولها ، ولقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( اعرضوا علي رقاكم ، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ) ( حديث صحيح - السلسلة الصحيحة 1066 ) 0

وقد ثبت من حديث عن عوف بن مالك - رضي الله عنه - قال : كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك فقال : ( اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا ) ( حديث صحيح - الصحيحة 1066 ، أخرجه مسلم في صحيحه ) 0

فالرقية بالقرآن وبأي آية أو سورة وكذلك الرقية بالمأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر مشروع لا يجوز الانكار على فاعله ، والله تعالى أعلم 0

ومعلوم أخيتي الفاضلة بأن القرآن خير وشفاء ورحمة لكافة الأمراض سواء عدم الانجاب ونحوه ، وإليك الدليل :

1)- يقول تعالى في محكم كتابه : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا ) ( سورة الإسراء - الآية 82 ) 0

* قال ابن القيم - رحمه الله - :( والأظهر أن " من " هنا لبيان الجنس فالقرآن جميعه شفاء ورحمة للمؤمنين ) ( إغاثة اللهفان - 1 / 24 ) 0

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي : ( أي : فالقرآن مشتمل على : الشفاء والرحمة 0 وليس ذلك لكل أحد ، وإنما ذلك للمؤمنين به ، المصدقين بآياته ، العاملين به 0
وأما الظالمون بعدم التصديق به ، أو عدم العمل به ، فلا تزيدهم آياته إلا خسارا إذ به تقوم عليهم الحجة 0
فالشفاء : الذي تضمنه القرآن ، عام لشفاء القلوب ، من الشبه ، والجهالة ، والآراء الفاسدة والانحراف السيئ ، والقصود الرديئة 0 فإنه مشتمل على العلم اليقين ، الذي تزول به كل شبهة وجهالة 0 والوعظ والتذكير ، الذي يزول به كل شهوة ، تخالف أمر الله 0
ولشفاء الأبدان من آلامها وأسقامها 0 وأما الرحمة ، فإن ما فيه من الأسباب والوسائل ، التي يحث عليها ، متى فعلها العبد ؛ فاز بالرحمة والسعادة الأبدية ، والثواب العاجل والآجل 0 هذه طبيعة الإنسان ، من حيث هو ، إلا من هداه الله ) ( تيسير الكريم الرحمن - 3 / 128 ) 0

2)- وقال تعالى في محكم كتابه : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ ) ( سورة يونس - الآية 57 ) 0

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي : ( " وشفاء لما في الصدور " وهو : هذا القرآن ، شفاء لما في الصدور ، من أمراض الشهوات الصادرة عن الانقياد للشرع ، وأمراض الشبهات ، القادحة في العلم اليقيني 0 فإن ما فيه من المواعظ ، والترغيب ، والترهيب ، والوعد والوعيد ، مما يوجب للعبد الرغبة والرهبة 0 وإذا وجدت فيه الرغبة في الخير ، والرهبة عن الشر ، ونمتا على تكرر ما يرد إليها ، من معاني القرآن ، أوجب ذلك ، تقديم مراد الله على مراد النفس ، وصار ما يرضي الله ، أحب إلى العبد من شهوة نفسه 0 وكذلك ما فيه ، من البراهين ، والأدلة التي صرفها الله ، غاية التصريف ، وبينها أحسن بيان ، مما يزيل الشبه القادحة في الحق ، ويصل به القلب إلى أعلى درجات اليقين 0 وإذا صح القلب من مرضه ، ورفل بأثواب العافية ، تبعته الجوارح كلها ، فإنها تصلح بصلاحه ، وتفسد بفساده ) ( تيسير الكريم الرحمن - 2 / 326 ) 0

3)- وقال تعالى في محكم كتابه : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ) ( سورة فصلت - الآية 44 ) 0

قال الشيخ عبدالرحمن السعدي : ( ولهذا قال : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ) أي : يهديهم لطريق الرشد ، والصراط المستقيم ، ويعلمهم من العلوم النافعة ما به تحصل الهداية التامة 0 وشفاء لهم من الأسقام البدنية ، والأسقام القلبية ، لأنه يزجر عن مساوئ الأخلاق ، وأقبح الأعمال ، ويحث على التوبة النصوح ، التي تغسل الذنوب ، وتشفي القلب ) ( تيسير الكريم الرحمن - 4 / 403 ) 0

يقول فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان : ( يقول تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) ( سورة الاسراء - الآية 82 ) و ( مِنْ ) هنا بيانية فالقرآن كله شفاء ودواء لكل داءٍ فمن آمن به وأحلَّ حلاله وحرّم حرامه انتفع به انتفاعاً كبيراً ، ومن صَدَقَ الله في قصدِه وإرادتِه شفاه الله تعالى وعافاه من دائِه ) ( ( نشرة لفضيلة الشيخ فك الله أسره بتاريخ 21 / 1 / 1417 هـ – ص 3 ) 0

يقول الشيخ عبدالله بن محمد السدحان : ( القرآن علاج لكل شيء والأصل في التداوي هو : أن يكون بالقرآن ، ثم بالأسباب الدوائية حتى في الأمراض العضوية ، لا كما يزعمه جهلة القراء من أن من كان مرضه عضوياً فليذهب إلى المستشفيات ، ومن كان مرضه نفسياً فليذهب إلى العيادات النفسية ، أما إن كان مرضه روحياً فعلاجه بالقراءة !! فمن أين لهم هذا التقسيم ؟ فالقرآن طب القلوب ودواؤها وعافية الأبدان وشفاؤها ، قال تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ ) 0 وانظر إلى كلمة شفاء ، ولم يقل دواء لأنها نتيجة ظاهرة ، أما الدواء فيحتمل أن يشفي وقد لا يشفي ) ( كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية ؟ - ص 27 ) 0

يقول عبدالمحسن بن ناصر العبيكان - في تقديمه للكتاب الموسوم - " كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية " للشيخ عبدالله بن محمد السدحان : ( والناس في هذا الزمن خاصة في أشد الحاجة للعلاج بالرقية الشرعية لانتشار الأمراض التي لا يوجد لها في الطب الحديث علاج كالسحر والعين ومس الجن ) ( ( كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية ؟ - ص 13) 0

قال الأستاذ سيد قطب - رحمه الله - : ( في القرآن شفاء من الوسوسة والقلق والحيرة ، فهو يصل القلب بالله فيسكن ويطمئن 000 وفي القرآن شفاء من الهوى والدنس والطمع والحسد ، ونزغات الشيطان 000 والقرآن شفاء من العلل الاجتماعية التي تخلخل بناء الجماعات وتذهب بسلامتها وأمنها وطمأنينتها 0
وعندما يصبح القرآن ربيع القلب ، ونور الصدر ، وجلاء الحزن ، وذهاب الهم ، فإنه بمنزلة الدواء الذي يستأصل الداء ويعيد البدن إلى صحته واعتداله بعد مرضه واعتلاله ) ( في ظلال القرآن - باختصار - 4 / 2248 ) 0

قال الأستاذ أحمد الصباحي عوض الله : ( فالقرآن الكريم هو الشفاء التام من جميع الأمراض النفسية والعضوية ، والسنة المحمدية المستمدة من القرآن تبين لنا طرق التداوي به 0
وعلى كل مسلم أن يستلهم من دينه العظيم – قرآناً وسنة – ما ينفعه في دينه ودنياه ، حتى يوفق إلى الاستشفاء بهما 00 وما يستطيع أن يوفق إلا المخلصين الأبرار 0 الذين يتداوون بهما بقبول وصدق ، وإيمان واعتقاد 0
فإن الأمراض مهما عظمت فلن تقاوم كلام الله رب الأرض والسماء وخالق كل شيء – الذي لو نزل على الجبال لخشعت وتصدعت من خشيته – 0
وما من مرض إلاَّ وفي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة سبيل إلى شفائه ، وعلينا أن نتدبر القرآن والسنة ، ففيهما الدواء وفيهما الشفاء 0 والله وحده هو الشافي ، ولا شفاء إلا شفاؤه ) ( الاستشفاء بالقرآن الكريم – ص 3 ) 0

السؤال الثاني : هل النفث في الماء والزيت والتدهن به يعتبر من البدع او المخالفة للسنن ؟؟؟

الجواب : هذا الكلام مجانب للصواب ، وإليك دليل ذلك من خلال النص المقتبس التالي :

الأخوة مشرفي وأعضاء وزوار ( منتدى الرقية الشرعية ) حفظهم الله ورعاهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

في معرض إجابتي على أحدى الأخوات الفاضلات ، ومن خلال الرد آثرت أن أضع هذا الموضوع مستقلاً لفائدة الجميع حول ( كيفية الرقية الشرعية وبعض المسائل المتعلقة بالنفث والتفل وتحوها ) ، وهي على النحو التالي : :

كيفية الرقية :


أولا : حكم النفث والتفل في الرقية :

النفث : قال ابن الأثير : ( النفث : نفخ يسير مع ريق يسير وهو أقل من التفل وقيل أنه بلا ريق ) 0 ( النهاية في غريب الحديث – 5 / 88 ) 0

التفل : قال ابن الأثير : ( التفل شبيه بالبزاق وهو أقل منه ) 0 ( النهاية في غريب الحديث – 1 / 192 ) 0

ومما يدل على هاتين الكيفيتين النصوص الحديثية التالية :

النفث :

1)- عن أبي قتادة – رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( الرؤيا الصالحة من الله ، والرؤيا السوء من الشيطان فمن رأى رؤيا فكره منها شيئا فلينفث عن يساره وليتعوذ بالله من الشيطان فإنها لا تضره ولا يخبر بها أحدا 0 فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر ولا يخبر بها إلا من يحب ) ( صحيح الجامع 3532 ) 0

2)- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه ، وأمسح بيده ، رجاء بركتها ) ( متفق عليه ) 0

3)- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ومسح عنه بيده ) ( متفق عليه ) 0

4)- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات ) 0 ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب السلام ( 50 )- باب استحباب رقية المريض - برقم ( 2192 ) ، أنظر صحيح الجامع 4783 ) 0

5)- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة ، جمع كفيه ثم نفث فيهما وقرأ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ( سورة الإخلاص ـ الآية 1 ) و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) ( سورة الفلق ـ الآية 1 ) و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ( سورة الناس ـ الآية 1 ) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاثا ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب فضائل القرآن - باب فضل المعوذات ( 14 ) - برقم 5017 ) 0

التفل :

1)- عن عائشة – رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى الإنسان أو كانت به قرحة أو جرح ، قال باصبعه : هكذا ووضع سفيان سبابته بالأرض ، ثم رفعها ، وقال بسم الله ، تربة أرضنا ، بريقة بعضنا ، يشفى سقيمنا بإذن ربنا ) ( متفق عليه ) 0

قال الحافظ بن حجر : ( وقوله بريقة بعضنا " يدل على أنه كان يتفل عند الرقية ) 0 ( فتح الباري – 10 / 208 ) 0
2)- عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه – والحديث طويل -والشاهد فيه : ( فصالحوهم على قطيع من الغنم ، فانطلق يتفل عليه ، ويقرأ : الحمد لله رب العالمين ، فكأنما أنشط من عقال ، فانطلق يمشي وما به قلبة ، وأقره الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك ) ( متفق عليه ) 0

* كيفية النفث والتفل :

ولأهمية موضوع النفث والكيفية المتعلقة به ، فسوف أنقل كلاما مختصرا لبعض أهل العلم ومن هؤلاء النووي والزمخشري نقلا عن المناوي أورداه في كتابي صحيح مسلم بشرح النووي وفيض القدير بشرح الجامع الصغير ، مع الإشارة إلى ذلك في موضع آخر من الكتاب في هذا الفصل ، المبحث الثالث ( موقف الاسلام من الرقى ) تحت عنوان ( الرقية بالمعوذتين ) مفاده الآتي :

قال النووي : ( قولها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات هي بكسر الواو والنفث نفخ لطيف بلا ريق 0 فيه استحباب النفث في الرقية ، وقد أجمعوا على جوازه ، واستحبه الجمهـور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم 0 قال القاضي : وأنكر جماعة النفث والتفل في الرقى ، وأجازوا فيها النفخ بلا ريق ، وهذا المذهب والفرق إنما يجيء على قول ضعيف 0 قيل : إن النفث معه ريق 0 قال : وقد اختلف العلماء في النفث والتفل ، فقيل : هما بمعنى ، ولا يكونان إلا بريق 0 قال أبو عبيد : يشترط في التفل ريق يسير ، ولا يكون في النفث ، وقيل عكسه 0 قال : وسئلت عائشة عن نفث النبي صلى الله عليه وسلم في الرقيـة ، فقالت : كما ينفث آكل الزبيب لا ريق معه 0 قال : ولا اعتبار بما يخرج عليه من بلة ، ولا يقصد ذلك ، وقد جاء في حديث الذي رقى بفاتحة الكتاب : فجعل يجمع بزاقه ويتفل 0 والله أعلم 0

قال القاضي : وفائدة التفل التبرك بتلك الرطوبة ( يقول الدكتور ابراهيم البريكان – حفظه الله - : هذا بالنسبـة له صلى الله عليه وسلم دون غيره ، إذ التبرك بآثار غيره أمر محرم بل هو من الشرك الأصغر أو الأكبر بحسب اعتقاد المتبرك ) 0 والهواء والنفس المباشرة للرقية ، والذكر الحسن 0
لكن قال : كما يتبرك بغسالة ما يكتب من الذكر والأسماء الحسنى 0 وكان مالك ينفث إذا رقى نفسه ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 13،14،15 – 351 – 352 ) 0

قال المناوي : ( قال الزمخشري : والنفث بالفم شبيه بالنفخ ويقال نفث الراقي ريقه وهو أقل من التفل والحية تنفث السم ومنه قولهم لا بد للمصدور أن ينفث ، " ومسح عنه بيده " أي بيمينه مسح من ذلك النفث أعضاءه وقال الطيبي الضمير في عنه راجع إلى ذلك النفث والجار والمجرور حال ، أي نفث على بعض جسده ثم مسح بيده متجاوزا عن ذلك النفث إلى جميع أعضائه 0 قال الحكيم : جاء في رواية بدل فنفث فقرأ فدل على أن النفث قبل القراءة ، وفي حديث بدأ بذكر القرآن ثم النفث 0 وفي آخر بدأ بذكر النفث بالقراءة 0 فلا يكون النفث إلا بعد القراءة ، وإذا فعل الشيء لشيء كان ذلك الشيء مقدما حتى يأتي الثاني 0 وفي حديث آخر نفث بـ " قل هو الله أحد " وذلك يدل على أن القراءة تقدم ثم نفث ببركتها ) ( فيض القدير - باختصار - 5 / 101 ) 0

قال ابن حجر في الفتح : ( قال القاضي عياض : فائدة النفث التبرك بتلك الرطوبة أو الهواء الذي ماسه ذكر الله تعالى ، كما يتبرك بغسالة ما يكتب من الذكر ( يقول الدكتور الشيخ ابراهيم البريكان – حفظه الله – هذا النقل فيه نظر فليس المقصود التبرك بالرطوبة والهواء ولكن المقصود مباشرة أثر الرقي للعضو المريض كما هو الظاهر من فعله – صلى الله عليه وسلم – وفعل أصحابه – رضي الله عنهم - ) ، وقد يكون على سبيل التفاؤل بنزول ذلك الألم عن المريض ، كانفصال ذلك عن الراقي ) ( فتح الباري - 10 / 197 ) 0

قال الشوكاني : ( قال ابن أبي جمرة : محل التفل في الرقية يكون بعد القراءة لتحصل بركة القراءة في الجوارح التي يمر عليها 0 ( انظر البند الأول من الهامش السفلي ) 0( نيل الأوطار- 3 / 290 ) 0

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن التوفيق بين كون التبرك بغير ريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين حديث " بسم الله تربة أرضنا000الحديث " فأجاب – حفظه الله - : ( ذكر بعض العلماء أن هذا مخصوص برسول الله صلى الله عليه وسلم وبأرض المدينة فقط وعلى هذا فلا إشكال 0 ولكن رأي الجمهور أن هذا ليس خاصا برسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بأرض المدينة بل هو عام في كل راق وفي كل أرض ولكنه ليس من باب التبرك بالريق المجردة بل هو ريق مصحوب برقية وتربة للاستشفاء وليس لمجرد التبرك 0
وجوابنا في الفتوى السابقة هو التبرك المحض بالريق وعليه فلا إشكال لاختلاف الصورتين ) ( نيل الأوطار- 3 / 290 ) 0

قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ : ( ويتصل بالرقية الشرعية أن الرقية الغرض منها إيصال القرآن أو الدعاء إلى المرء إذا كان عن طريق النفخ أو التفل ورجح أن الجميع جائز ، فإن كان ينفخ وهو إخراج هواء وليس معه شيء من الريق فهو جائز وإن كان ينفث وهو المشروع والذي كان عليه الصلاة والسلام يقرأ ويتعوذ وينفث في يديه وينفث على المريض وأما أن تكون أعظم من النفث الذي هو إخراج بعض الريق مع الهواء فيكون التفل يعني يقرأ الفاتحة وإذا ختم ينفث مع بعض الريق أو يتفل ) ( مجلة الدعوة – صفحة 22 – العدد 1683 من ذي القعدة 1419 هـ ) 0

قلت : فالأحاديث آنفة الذكر وكلام أهل العلم يدل على جواز النفث والتفل في الرقية ؛ وبه قال جماعة من الصحابة وهو مذهب جمهور العلماء0

* قول بعض أهل العلم بعدم جواز النفث والتفل في الرقية :

قال الأستاذ عكاشة عبدالمنان الطيبي : ( قال عكرمة : لا ينبغي للراقي أن ينفث ولا يمسح ولا يعقد 0
وقال إبراهيم : كانوا يكرهون النفث في الرقى 0
وقال بعضهم : دخلت على الضحاك وهو وجع ، فقلت : ألا أعوذك يا أبا محمد ؟ قال : بلى ، ولكن لا تنفث ، فعوذته بالمعوذتين 0
وقال ابن جريج : قلت لعطاء : القرآن ينفخ به أو ينفث ؟ قال : لا شيء من ذلك ولكن تقرؤه هكذا 0 ثم قال بعد : انفث إن شئت 0
وسئل محمد بن سيرين عن الرقية ينفث فيها فقال : لا أعلم بها بأساً ، وإذا اختلفوا فالحاكم بينهم السنة ) ( نقلاً عن الاستشفاء بالقرآن والدعاء – ص 115 ) 0

وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى كراهة النفث في الرقية كإبراهيم النخعي وعكرمة والحكم وحماد والأسود بن زيد ، والضحاك فمنهم من كرهه مطلقا ومنهم من كرهه عند قراءة القرآن 0

وحجتهم في ذلك أن الله عز وجل أمر بالاستعاذة من النفث ومن فاعله قال تعالى : ( وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِى الْعُقَدِ ) 0( سورة الفلق - الآية 4 ) 0

* رد أهل العلم على القائلين بعدم جواز النفث والتفل في الرقية :

وقد أجاب على ذلك أهل العلم حيث أفادوا الآتي :

* قال ابن بطال : ( ليس في ذمه عز وجل نفث أهل الباطل ما يوجب أن يكون كل نافث ونافثة للحق في معناه ، لأن النفاثات التي أمر الله تعالى نبيه بالاستعاذة من شرهن السحرة ، أما من نفث بالقرآن وبذكر الله تعالى على النحو الذي كان صلى الله عليه وسلم وأصحابه ينفثون فليس ممن أمر الله تعالى بالاستعاذة من شره0 وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نفث على نفسه بالمعوذات وأقر الصحابي الذي تفل على اللديغ بالفاتحة ) ( شرح البخـاري لابن بطال – ( خ ) لوحة ( 189 ) – نقلا عن أحكام الرقى والتمائم – 57 ) 0

* قال القرطبي : ( ولأن النفث في العقد إنما أريد به السحر المضر بالأرواح ، وهذا النفث لاستصلاح الأبدان فلا يقاس ما ينفع بما يضر ) ( الجامع لأحكام القرآن – 20 / 258 ) 0

* قال ابن حجر : ( أما من كره النفث عند قراءة القرآن خاصة كإبراهيم النخعي فالحجة عليه الأحاديث التي ثبت فيها نفث النبي صلى الله عليه وسلم بالمعوذات وإقراره للصحابي الذي رقى اللديغ عندما كان يتفل في الرقية ) ( فتح الباري - 10 / 209 ) 0

قال الأستاذ عكاشة عبدالمنان الطيبي : ( وأما ما روى عن عكرمة من قوله : لا ينبغي للراقي أن ينفث ، فكأنه ذهب فيه إلى أن الله تعالى جعل النفث في العقد مما يستعاذ به ، فلا يكون بنفسه عوذة ، وليس هذا هكذا ، لأن النفث في العقد إذا كان مذموماً لم يجب أن يكون النفث بلا عقد مذموماً ، ولأن النفث في العقد إنما أريد به السحر المضر بالأرواح ، وهذا النفث لاستصلاح الأبدان فلا يقاس ما ينفع بما يضر 0 وأما كراهة عكرمة المسح فخلاف السنة ) ( الاستشفاء بالقرآن والدعاء – ص 115 ) 0

قلت : والراجح بل الصحيح في هذه المسألة هو جواز النفث والتفل في الرقية ، ويصح النفث أو التفل في الرقية أو معها أو بعدها كما سوف يتضح لاحقاً ، وهذا ما أكددته النصوص الحديثية ، وإقرار الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك والله تعالى أعلم 0

ثانيا : حكم النفث قبل القراءة أو بعدها أو معها ؟؟؟

إن المتأمل في النصوص آنفة الذكر والواردة في الكيفية الخاصة بالرقية يرى جواز النفث أو التفل قبل القراءة أو بعدها أو معها ، وأذكر هنا بعض النصوص الدالة على ذلك :

* النفث أو التفل قبل الرقية :

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة ، جمع كفيه ثم نفث فيهما وقرأ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ( سورة الإخلاص - الآية 1 ) 0 و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) ( سورة الفلق - الآية 1 ) 0 و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ( سورة الناس - الآية 1 ) 0
ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاثا ) ( صحيح البخاري 716 ) 0

* النفث أو التفل بعد الرقية :

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه ، وأمسح بيده ، رجاء بركتها ) ( متفق عليه ) 0

قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله - : ( ولا بأس أيضا بوضع اليد على موضع الألم ومسحه بعد النفث عليه ، كما أنه يجوز القراءة ثم النفث بعدها على البدن كله وعلى موضع الألم للأحاديث المذكورة ، والمسح هو أن ينفث على الجسد المتألم بعد الدعاء أو القراءة ثم يمر بيده على ذلك الموضع مرارا ، ففي ذلك شفاء وتأثير بإذن الله تعالى ) 0 ( الفتاوى الذهبية - ص 18 ) 0

ثالثا : حكم الرقية دون نفث أو تفل :

إن المتتبع للنصوص الحديثية يرى جواز الرقية بدون نفث وتفل ، وأستعرض بعض تلك النصوص :

1)- عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه – : ( أن جبريل - عليه السلام - أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ! اشتكيت ؟ فقال : ( نعم ) ، فقال جبريل – عليه السلام - : ( باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب السلام ( 40 ) - برقم 2186 ) 0

2)- عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول : ( أعيذكمـا بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب الأنبياء ( 10 ) - برقم 3371 ) 0


رابعا : حكم مسح الجسد باليد بعد الرقية :

بحيث يقوم الراقي أو المريض بعد الرقية الشرعية بمسح جسده أو جسد غيره ، ودليل ذلك :

عن ابن مسعود وعائشة ومحمد بن حاطب وجميلة بنت المجلل - رضوان الله تعالى عنهم أجمعين - : قالوا : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى المريض فدعا له ، وفي رواية يعوذ بعضهم بمسحه بيمينه ويقول : ( أذهب الباس 0 رب الناس 0 واشف أنت الشافي 0 لا شفاء إلا شفاؤك 0 شفاء لا يغادر سقما ) ( متفق عليه ) 0

قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( قال ابن بطال في وضع اليد على المريض : تأنيس له وتعرف لشدة مرضه ليدعوا له بالعافية على حسب ما يبدوا له منه وربما رقاه بيده ومسح على ألمـه بما ينتفع به العليل إذا كان العائد صالحا ) ( فتح الباري - 10 / 126 ) 0

قال النووي : ( قولها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكـى منا إنسان مسحه بيمينه ، ثم قال " أذهب الباس " إلى آخره فيه استحباب مسح المريض باليمين ، والدعاء له ، ومعنى " لا يغادر سقما " أي لا يتـرك ، والسقم بضم السين وإسكان القاف ، وبفتحهما ، لغتان ) 0 ( صحيح مسلم بشرح النووي - 13،14،15 / 351 ) 0

خامسا : حكم وضع اليد على مكان الألم عند الرقية :

بحيث يضع الراقي أو المريض يده مكان الألم عند الرقية ، ودليل ذلك :

عن عثمان بن أبي العاص الثقفي - رضي الله عنه - أنه شكا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ضع يدك على الذي تألم من جسدك، وقل : بسم الله ثلاثا، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد ، وأحاذر ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب السلام ( 67 ) : باب استحباب وضع يده على موضع الألم ، مع الدعاء – برقم 2202 ) 0

قلت : ولا بد للمعالج أن يحرص في تعامله مع النساء ، فلا يجوز له أن يلمس أو أن يضع يده على أي جزء من أجسامهن لثبوت الأدلة النقلية في ذلك ، وبإمكان القارئ الكريم مراجعة بحث هذه المسألة مفصلة في هذه السلسلة ( القواعد المثلى لعلاج الصرع والسحر والعين بالرقى ) تحت عنوان ( التقيد بالأمور الشرعية الخاصة بالنساء ) 0

سادسا : حكم الرقية في الماء وشربه :

وكيفية ذلك أنه يؤتى بماء في إناء ونحوه ثم يقرأ عليه بالرقية المشروعة وينفث أو يتفل فيه ، أو أن يقرأ بالرقية الشرعية ثم ينفث أو يتفل في الماء ، وقد أفاد العلماء الأجلاء بمشروعية ذلك ، حيث قالوا :

قال محمد بن مفلح : ( وقال صالح بن الإمام أحمد : ربما اعتللت فيأخذ أبي قدحا فيه ماء فيقرأ عليه ويقول لي : اشرب منه ، واغسل وجهك ويديك 0
ونقل عبدالله أنه رأى أباه يعوذ في الماء ويقــرأ عليه ويشربه ، ويصب على نفسه منه 0
قال عبدالله : ورأيته قد أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم فغسلها في جب الماء ثم شرب فيها 0 ورأيته غير مرة يشرب ماء زمزم ، فيستشفي به ويمسح به يديه ووجهه 0
وقال يوسف بن موسى : أن أبا عبدالله كان يؤتى بالكوز ونحن بالمسجد فيقرأ عليه ويعوذ ) ( الآداب الشرعية - 2 / 441 ) 0

سئل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - عن النفث في الماء فأجاب : ( لا بأس بذلك فهو جائز ، بل قد صرح العلماء باستحبابه 0
وبيان حكم هذه المسألة مدلول عليه بالنصوص النبوية ، وكلام محققي الأئمة ) 0 ( مجموع فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - 1 / 92 - جزء من فتوى صادرة عن مكتبه برقم ( 12 ) في 5 / 9 / 1374 هـ ) 0

وقد أفاد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - بفتوى تجيز القراءة على الماء والشرب منه ، والفتوى مدونه في هذه السلسلة ( الأصول النديـة في علاقة الطب بمعالجي الصرع والسحر والعين بالرقية ) تحت عنوان ( الاستحمام بالماء المقروء ) 0

يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله - : ( وكذا كنت أقرأ في بعض الماء وأنفث فيه مع القراءة فيشربه المريض ويجد له أثراً بيناً والله أعلم ) ( مخطوطة بخط الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – بحوزة الشيخ علي بن حسين أبو لوز – ص 237 ) 0

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن حكم النفث في الماء ؟؟؟

فأجاب – حفظه الله - : ( النفث في الماء على قسمين :
القسم الأول : أن يراد بهذا النفث التبرك بريق النافث فهذا لا شك
أنه حرام ونوع من الشرك ، لأن ريق الإنسان ليس سببا للبركة والشفاء ولا أحد يتبرك بآثاره إلا محمد صلى الله عليه وسلم أما غيره فلا يتبرك بآثاره ، فالنبي صلى الله عليه وسلم يتبرك بآثاره في حياته ، وكذلك بعد مماته إذا بقيت تلك الآثار كما كان عند أم سلمة – رضي الله عنها – جلجل من فضة فيه شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وسلم يستشفى بها المرضى ، فإذا جاء مريض صبت على هذه الشعرات ماء ثم حركته ثم اعطته الماء ، لكن غير النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز لأحد أن يتبرك بريقه ، أو بعرقه ، أو بثوبه ، أو بغير ذلك ، بل هذا حرام ونوع من الشرك ، فإذا كان النفث في الماء من أجل التبرك بريق النافث فإنه حرام ونوع من الشرك ، وذلك لأن كل ما أثبت لشيء سببا غير شرعي ولا حسي فإنه قد أتى نوعا من الشرك ، لأنه جعل نفسه مسببا مع الله وثبوت الأسباب لمسبباتها إنما يتلقى من قبل الشرع فلذلك كل من تمسك بسبب لم يجعله الله سببا لا حسا ولا شرعا فإنه قد أتى نوعا من الشرك 0
القسم الثاني : أن ينفث الإنسان بريق تلا فيه القرآن الكريم مثل أن يقرأ الفاتحة ، والفاتحة رقية ، وهي من أعظم ما يرقى به المريض ، فيقرأ الفاتحة وينفث في الماء فإن هذا لا بأس به ، وقد فعله بعض السلف ، وهو مجرب ونافع بإذن الله ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينفث في يديه عند نومه بقل هو الله أحد ، وقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس فيمسح بهما وجهه وما استطاع من جسده صلوات الله وسلامه عليه ، والله الموفق ) ( مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين – 1 / 70 – 71 – برقم 35 ) 0

يقول فضيلة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - : ( الأولى أن يقرأ المسلم على أخيه بأن ينفث على جسمه بعدما يقرأ الآيات أو على موضع الألم منه وهذه هي الرقية الشرعية وإن قرأ له في ماء وشربه فكذلك أيضا ) 0( المنتقى - 1 / 72 - برقم 131 ) 0

وقال - حفظه الله - : ( رقية المريض بالقرآن الكريم إذا كانت على الطريقة الواردة بأن يقرأ وينفث على المريض أو على موضع الألم أو في ماء يشربه المريض فهذا العمل جائز ومشروع ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رقى ورقي وأمر بالرقية وأجازها ) ( المنتقى - 2 / 141 ) 0

قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ : ( المقصود أن إيصال الرقية والقراءة بالنفخ " النفس " أو النفخ في الماء ثم يسقاه المريض أو يصب عليه فهذا لا بأس به لفعل السلف له ولا ينكر لأنه له أصل في السنة 0
ولكن كلما كانت الرقية مباشرة بدون وسائط كثيرة كلما كانت أفضل لهذا قال الجد الشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله – ورفع درجته في الجنة : كلما قرب الوقت كان أنفع وكلما كانت الوسائط أقل كان أنفع ) ( مجلة الدعوة – صفحة 22 – العدد 1683 من ذي القعدة 1419 هـ ) 0

هذا ما تيسر لي أخوتي الأفاضل ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

السؤال الثالث : ايضا اشارت الي احدى الاخوات بقراءة سورة ال عمران يوم وسورة مريم يوم ، اي على قراتهما بشكل متتالي من اجل الانجاب ، فهل ترون في ذلك باس

الجواب : ما أشرت إليه الأخت الفاضلة مجانب للصواب ، فلا يجوز تخصيص آية أو سورة لمرض معين ، والتخصيص لا بد أن يكون من المشرع ، وهذا ما لا نعلمه حسب علمنا المتواضع ، والله تعالى أعلم 0


السؤال الرابع : هل القراءه بالصدر ( بالسر ) نفس القراءه بالصوت المسموع ام لا بالتأثير حيث انني اعاني بالصوت ؟؟؟

الجواب : القراءة لا بد أن تكون بتحريك الشفاة ، ودو ن ذلك لا يعد قراءة كما بين ذلك علماء الأمة الأجلاء ، والله تعالى أعلم 0

هذا ما تيسر لي أخيتي الفاضلة ( محبة البراءة ) ، وأرجو بارك الله فيكم لعموم الفائدة أن تنقلي الإجابة لذلك المنتدى كي تعم الفائدة ويستقيم الأمر ، سائلاً المولى عز وجل أن يوفق أعضاء ذلك المنتدى للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عاليه وسلم ، كما أرجو موافاتنا بالرابط المذكور 0

مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ام البنين
20-11-2005, 08:38 AM
السلام عليكم و رحمة الله
"من لا يشكر الناس لا يشكر الله"
نشكرك جزيل الشكر يا شيخ ابو البراء على ردودك الوافية الشافية التي لا نحتاج ان نبحث فيها بعدك لإيرادك مصادرها.فجزاك الله عنا خير الجزاء و بارك الله في جهدك و وقتك و عافيتك....و حفظك من كل سوء.آآآآآمييييييييييييييين.

محبة البراءة
20-11-2005, 08:41 AM
جزاكم الله جنته اخواني الكرام...
وجعل ماقمتم به في ميزان حسناتكم ...
وفرج عليكم كرب الدنيا والاخرة كما فرجتم علي...
واثابكم به جنان الفردوس ..

أبو البراء
20-11-2005, 08:57 AM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

وإياكما أخواتي الفاضلات ( أم البنين ) و ( محبة البراءة ) ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

منبر الحق
20-11-2005, 02:39 PM
بارك الله فيك

أبو البراء
20-11-2005, 04:35 PM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

وفيكم بارك الله أختنا الفاضلة ومشرفتنا الفاضلة ( منبر الحق ) ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

محبة البراءة
21-11-2005, 09:26 AM
اخي ابو البراء حفظه الله...

اعتذر ان كنت سببت لك الازعاج لكن اتمنى ان تجيب على الاخت ماما سعاد
وتجيب عن تساؤلاتها...في هذا الربط....
هـــنا (http://www.wahati.com/pens/index.php?showtopic=44616&st=0&#entry402536)


وجزاك ربي جنته...

أبو البراء
21-11-2005, 11:02 AM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

الأخت المكرمة ( محبة البراءة ) حفظها الله ورعاها

أعتقد أنه أن لا تعارض مطلقاً أخيتي الفاضلة بين ما ذكرته ، وما ذكرته الأخت الفاضلة ( ما ما سعاد ) ، فالذي يظهر لي أنها حريصة على الأخوات من الوقوع في البدعة والاعتقاد دون الدليل النقلي الصريح الصحيح ، وما قصدته الأخت الفاضلة من خلال مراجعة كلامها أنها تعني أن لا يجوز أن نقول نصاً :

( سورة البقرة تنفع للإنجاب بهذا اللفظ )

أو أي سورة أخرى ما لم يرد الدليل على ذلك ، لأن التخصيص لا بد أن يكون من المشرع وهذا ما لا نعلم له أصل ، والقصد الذي أردت أن ابينه أن سورة البقرة عظيمة ونافعة بالعموم وليس بالخصوص ، فلو قرأها المريض أو العقيم من باب الاستشفاء بكتاب الله عز وجل فنعما بها ، أما أن تخصص لشفاء مرض بعينة ، فهذا لا يجوز لعدم ورود الدليل عليه 0

ولفائدة الأخوات الفاضلات ، في منتدانا هذا ، والمنتدى الآخر ( منتديات واحة المرأة ) فإني أقدم هذا البحث القيم بخصوص التخصيص في مسائل الرقية والعلاج مع عرض مفصل يبين عدم جواز ذلك مدعماً بأقوال علماء الأمة الثقات ، وحيث أنني قد استعرضت هذا في مبحث مستقل فإنني أعيده كي لأهميته وهو على النحو التالي ، وأسأل الله أن ينفع به :

( حكم قراءة وتخصيص سور وآيات بكيفيات وأعداد محددة )

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،

يعمد بعض المعالجين بتخصيص قراءة آيات معينة في طريقة علاجه ، أو إيراد ذلك في بعض كتبه دون دليل أو مستند شرعي من الكتاب والسنة يؤكد ذلك ويدعمه ، ومعلوم شرعا أن تخصيص ما لم يرد به مخصص من المشرع بدعة منكرة ، وفعل يخالف الشرع والمنهج ، ولا بد من التحذير للوقوع في ذلك أو اعتقاده ، ومعلوم أن الرقية الشرعية أمر توقيفي تعبدي تتعلق بمسائل اعتقادية كما ذهب لذلك بعض أهل العلم ، وهذا ما أراه وأنتهجه ، وقد تم الإشارة إلى ذلك الأمر سابقا ، فيجب المحافظة على ما ورد به النص للرقية الشرعية من الكتاب والسنة ، دون التعويل على ما سواهما ، ومن أنواع التخصيص الواردة :

1 - تخصيص قراءة سور أو آيات أو أدعية معينة بعدد محدد :

ومن ذلك تحديد قراءة آية الكرسي بعدد محدد لشفاء مرض بعينه ( كالسرطان ) ونحوه ، أو تحديد فائدة معينة نتيجة لقراءة تلك الآية كشفاء صرع أو إبطال سحر أو تعطيل عين ونحو ذلك من أمور أخرى ، ولا يجوز فعل ذلك ونشره بين الناس لما يترتب عليه من خطر عظيم بسبب عدم قيام الدليل على هذه الكيفية وتلك الوسيلة ، علما بأن الأدلة القاطعة الصريحة تؤكد فضل هذه الآية العظيمة ، كما ثبت من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – وقصة الشيطان الذي جاء يحثو من ثمار الصدقة وقوله لأبي هريرة : ( إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي " للَّهُ لا إِلَهَ إلا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّوم " ( سورة البقرة – الآية 255 ) حتى تختم الآية ، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب الوكالة ( 10 ) - برقم 2311 - وكتاب بدء الخلق (11) - برقم (3275) وكتاب فضائل القرآن (10) - برقم 5010 ) الحديث ، أما قراءتها بهذه الكيفية وهذه الصورة فلا أصل له ، وهذا لا يعني مطلقا عدم الاستشفاء بها من كافة الأمراض والأسقام ، إنما لا يجوز الاعتقاد بهذه السورة في الكيفية السابقة للعلاج ، مع كونها أعظم آية في كتاب الله عز وجل 0

وقد ثبت الدليل في مواضع أخرى بتخصيص أذكار أو أوراد محددة العدد للنفع والفائدة المرجوة في الدنيا والآخرة ، كما ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قال لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، في يوم مائة مرة ، كانت له عدل عشر رقاب ، وكتبت له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه ) ( متفق عليه ) 0

فالتخصيص الحاصل في الحديث آنف الذكر تخصيص من مبلغ عن مشرع ، وفعله يؤدي لبلوغ غايته ، لأنه إخبار من الصادق المصدوق ، الذي ينطق بوحي السماء ، ومخالفة ذلك يعتبر ابتداع في الشريعة والدين وقول بغير علم 0
وقس على ذلك كثير ممن يخصص قراءة آيات معينة بعدد محدد لشفاء كثير من الأمراض ، وهم بذلك واهنون مبتدعون منقادون لأهوائهم وشهواتهم وإغواء الشيطان ودسائسه ، دون الانقياد للشريعة السمحة 0

سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ( بعض الناس يجعلون الورد" بسم الله الرحمن الرحيم ) 786 مرة ويقرأون الواقعة 42 مرة وسورة الذاريات 60 مرة وسورة يس 41 مرة عند الميت وغيره ، ويقرأون في الورد ( يا لطيف ) 16641 مرة فهل هذا جائز أم لا ؟؟؟

فأجاب - رحمه الله - : ( لا أعلم لهذا العمل أصلا بهذا العدد المعين ، بل التعبد بذلك واعتقاد أنه سنة ؛ بدعة وهكذا فعل ذلك على هذا الوجه عند الميت وقت الموت أو بعد الموت كل ذلك لا أصل له على هذا الوجه ، ولكن يشرع للمؤمن من الاستكثار من قراءة القرآن ليلا ونهارا ، وأن يسمى الله سبحانه عند ابتداء القراءة وعند الأكل والشرب ، وعند دخول المنزل وعند جماع أهله ، وغير ذلك من الشؤون التي وردت بها السنة ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر ) ( قال الألباني في إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل " ضعيف جدا " الحديث الأول - 1 / 29 ، وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله اسناده صحيح ، وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع برقم 4217 - قلت : والحديث فيه خلاف بين أهل العلم الأجلاء ومع ذلك فمعناه صحيح لما ثبت في مواضع عدة من السنة المطهرة والشواهد الكثيرة تؤكد هذا المعنى وتؤيده ) وهكذا استعمال ( يا لطيف أو يا الله أو نحو ذلك ) بعدد معلوم يعتقد أنه سنة لا أصل لذلك بل هو بدعة ولكن يشرع الإكثار من الدعاء بلا عدد معين 0 كقوله : يا لطيف الطف بنا أو اغفر لنا أو ارحمنا أو اهدنا ونحو ذلك 0
وهكذا يا الله يا رحمن يا رحيم يا غفور يا حكيم يا عزيز أعف عنا وانصرنا وأصلح قلوبنا وأعمالنا وما أشبه ذلك لقول الله سبحانه : ( وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) ( سورة غافر – الآية 60 ) وقوله عز وجل : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِى إِذَا دَعَانِ ) ( سورة البقرة – الآية 186 ) ولكن بدون تحديد عدد لا يزيد عليه ولا ينقص 0 إلا ما ورد فيه تحديد عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل قول : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في كل يوم مائة مرة ) ( متفق عليه ) ، فهذا ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا قول : ( سبحان الله وبحمده مائة مرة في الصباح والمساء ) ( متفق عليه ) 0 وهكذا : ( سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثا وثلاثين مرة بعد كل صلاة من الفرائض الخمس 0 الجميع تسع وتسعون بعد كل صلاة ويختم المائة بقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) ( صحيح الجامع – 6286 ) ( مجلة البحوث الإسلامية - السؤال الثالث لمجموعة من الفتاوى لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - 24/ 98 ، 99 ، 100 ) 0

يقول الدكتور عبدالحميد هنداوي المدرس بكلية دار العلوم في جامعة القاهرة : ( وهم حينما أدخلوا في طريقتهم كتاب الله تراهم يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا ، فيوصون بآيات بعينها غير الآيات المنصوص عليها في الرقية الشرعية الصحيحة كالفاتحة وسورة الاخلاص والمعوذتين وآية الكرسي ونحو ذلك مما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ينصون على لزوم قراءتها مرات معينة ، فيعينون آيات ويحددون أرقاما ويخترعون أذكارا وعزائم ويكتبون تمائم ، كل ذلك بالتشهي بلا دليل من كتاب ولا سنة يتقيدون بها ؛ إذ أنهم لم يرقهم ما ورد في الكتاب والسنة في علاج تلك الأمراض ؛ فأخذوه – لئلا ينسبوا الى رفض الكتاب والسنة – وزادوا عليه أضعاف أضعافه من باطلهم ، فاغتر بذلك الباطل كثير من الناس ، بل كثير من أهل العلم ) ( الدليل والبرهان على دخول الجان بدن الإنسان – ص 7 ، 8 ) 0

قلت : إن المقصود من كلام الدكتور الفاضل هو عدم لي اعناق النصوص لتتمشى مع الباطل والزيغ والضلال ، والرقية الشرعية أمر جائز بالدليل النقلي الصحيح بل قد تصبح أحيانا واجبا شرعيا ، أما التخصيص بقراءة آيات أو سور أو أذكار بعدد محدد ونحوه ، وزرع ذلك في نفوس المرضى والاعتقاد بتلك الكيفيات فهذا مخالف للصواب ويحتاج لوقفة صادقة وإعادة نظر من بعض المعالجين الذين ينتهجون هذا المنهج في طرق علاجهم ، وعليهم العودة الصادقة الى المنهل الحقيقي الصافي والمتمثل بالكتاب والسنة ، وكذلك العودة الى العلماء وطلبة العلم الصادقين المخلصين لتبيان الحق من الباطل والسمين من الغث 0

يقول الأستاذ سعيد عبد العظيم : ( وكثير من كتب العلاج بالقرآن قيدت الأذكار التي أطلقها الشرع بعدد محدد ، أو أطلقت المقيد من هذه الأذكار ؛ فنجد في بعض هذه الكتب أن الذكر أو الآية مثلاً تقال 20 مرة أو 100 مرة 0
ولم يثبت ذلك في نصوص الشريعة ، وقد يُحد المؤلف حداً من عنده كما في كتاب " إثبات علاج جميع الأمراض بالقرآن الكريم " فبعد ما ذكر المؤلف آيات الشفاء في القرآن قال : تكتب في طبق صيني أبيض بدون نقوش بالزعفران وماء ورد ثم تمحى بماء ويسقى للمريض فإنه يشفى في وقته بإذن الله تعالى " !!! 0
ولا ندري من أين أتى بهذه التقيدات ؛ فكتابة الآيات على مثل هذا النحو مختلف فيه بين العلماء ، ومن قال بجواز ذلك ، فما هو دليله على أن الطبق لا بد وأن يكون من الصيني الأبيض غير المنقوش ؟!!
وماذا لو تأخر الشفاء ، ولم يشف المريض في وقته ؟!
وهذا مثل من أمثلة عديدة لو نقلناها من مصادرها لطال بنا الحديث ) ( الرقية النافعة للأمراض الشائعة – ص 23 ، 24 ) 0

وقال أيضاً : ( كثير من المعالجين والكتب المؤلفة في علاج الصرع وغيره ، تحدد أذكاراً معينة وتطالب بترتيبها أو تكريرها ، مما يوهم أنها تستند لدليل شرعي ، والأمر ليس كذلك ، فمثلاً نجد الحث على تكرير آية الكرسي أثناء العلاج !! وقراءة سورة الجن تحديداً لإخراج الجني !!
وقد ذكر صاحب كتاب " إثبات علاج جميع الأمراض بالقرآن الكريم " أن علاج السرطان يتضمن الاستماع إلى القرآن الكريم والاستحمام والشرب من الماء المقروء عليه القرآن ودهان مكان الورم السرطاني بزيت مقروء عليه – وذكر الآيات التي تقرأ – إلى أن قال : وتقرأ الآيات السابقة على كمية من زيت الزيتون تكفي لدهان العضو المصاب لمدة 21 يوماً 000 !!! ا هـ 0
وهذا مثال واحد من أمثلة تحديد الأذكار وترتيبها ، وغيره كثير موجود في هذا الكتاب وغيره من الكتب المشابهة ، ولولا خشية الإطالة لذكرنا بعضها ، ولا ندري من أين أتى الكاتب بهذا الترتيب وهذا التحديد للآيات في علاج السرطان ؟! وماذا لو خالفنا الترتيب أو قرأنا آيات أخر ؟! ولماذا لم يطلق في مقام الإطلاق ويقتصر على ما صح وثبت من أدعية وأذكار ؟! إن الشرع قد أتى بكل ما فيه صلاح القلوب والأبدان إما إجمالاً وإما تفصيلاً ، وقد أكمل سبحانه لنا الدين وأتم علينا النعمة : " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا " " سورة المائدة – الآية 3 " ) ( الرقية النافعة للأمراض الشائعة – ص 101 ، 102 ) 0

وقد وقفت على بعض الفتاوى المتعلقة بهذا الموضوع لفضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله - يجيز فيها تكرار الرقية بعدد محدد ، حيث أفاد بالآتي :

( أرى أنه لا مانع من التكرار سواء بعدد أو بدون إحصاء ، وذلك لأن القرآن شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا فعليه استعمال القراءة بكتاب الله أو الدعاء بالأدعية النبوية ويكون ذلك علاجا نافعا بإذن الله مع إخلاص القارئ ومع استقامة المريض ومع استحضار معاني الآيات والأدعية التي يقرؤها ومع صلاح كل من الراقي والمرقي ، والله الشافي ، وصل الله على محمد وآله وصحبه وسلم ) ( الفتاوى الذهبية – ص 37 ) 0

وسئل فضيلته أن هناك بعض القراء من يخصص بعض الآيات لأمراض معينة مع تكرارها بأعداد معينة مع عدم اعتقادهم بأن العدد هو السبب في الشفاء ، فما حكم هذا التخصيص ؟ وما حكم التكرار ؟؟؟

فأجاب – حفظه الله - : ( لا شك أن القرآن شفاء كما أخبر الله تعالى بقوله : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ) ( سورة فصلت - الآية 44 ) وقوله : ( قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِى الصُّدُورِ ) ( سورة يونس – الآية 57 ) ، فأما قوله تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) ( سورة الإسراء – الآية 82 ) ، فقال كثير من العلماء أن ( من ) ليست للتبعيض وإنما هي لبيان الجنس ، أي جنس القرآن ، ومع ذلك فإن في القرآن آيات لها خاصية في العلاج بها ، ولها تأثير في المرقي بها ومن ذلك فاتحة الكتاب ، ففي حديث أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للذي رقى بها : " وما أدراك أنها رقية " ( متفق عليه ) ، وقد ورد فضل آيات خاصة كآية الكرسي ونحوها وسورتي المعوذتين ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما تعوذ متعوذ بمثلهما " ( صحيح الجامع – 7949 ) ، وكذا سورتا الإخلاص والآيتان من آخر سورة البقرة ، فأما تكرارها ثلاثاً أو نحو ذلك فلا بأس ، فإن القراءة مفيدة سواء تكررت أو أفردت ، لكن التكرار والإكثار أقوى تأثيراً ) ( المنهج اليقين في بيام أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين ) 0

وسئل فضيلة الشيخ عن منشور للرقية من الحسد والعين ومرضى السرطان ، ويذكر صاحب المنشور أن الرقية تقرأ على زيت أو ماء وتستعمل لمدة واحد وعشرون يوماً ، ويشرب الماء ثلاث مرات يومياً ، وتقرأ الرقية مرة واحدة في الأسبوع لمدة ثلاثة أسابيع ، ويقول السائل : أرجو الإفادة عن مدى صحة ما ذكر ، وهل حدد النبي صلى الله عليه وسلم واحد وعشرون يوماً ، وقرأها على زيت وماء ، وهل ورد ذلك الفعل عن أي صحابي في صحيح البخاري ؟؟؟

فأجاب – حفظه الله - : ( وبعد ، فهذه الآيات من كلام الله ، وهو شفاء كما ذكره في قوله تعالى : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ) ( سورة فصلت – الآية 44 ) ، فلا مانع من قراءتها على المريض وتكرارها إلى سبع أو إلى عشرين مرة ونحو ذلك للتأكيد ، ولم يرد التحديد ، لكن حدد جنس الرقية في السنة بالقرآن والأدعية ونحوها ، فكلها صريحة في الجواز ، وتكون الرقية في ماء يشرب أو زيت يقرأ به ، أو على المريض مباشرة أو نحو ذلك ، فالقرآن شفاء ورحمة للمؤمنين ، والله أعلم ، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم ) ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين ) 0

قلت : وحيث أنه يرى خلاف بين أهل العلم في هذه المسألة ، والذي أراه المنع سدا للذريعة المفضية للمخالفة الشريعة أو التوسع في ذلك ، ويكون ذلك بسبب الاعتبارات التالية :

أ)- إن التخصيص بقراءة السور أو الآيات بعدد محدد لم يستند لأصل شرعي في الكتاب والسنة ، وهو تخصيص بلا مخصص ، وقد ورد التخصيص بقراءة آيات أو سور من كتاب الله عز وجل كالفاتحة وآية الكرسي وآخر سورة البقرة والمعوذتين والإخلاص كما أشار لذلك فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله – وكما بينت ذلك آنفا ، وما دون ذلك فالأولى تركه خوفاً من الاعتقاد بهذه الآيات أو السور عما سواها ، ولو كان في مثل ذلك التخصيص العام خير وفائدة معينة لأرشدنا إليه الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه ، أو بينه لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة 0

ب)- سوف يؤدي فتح هذا الباب لذريعة الوقوع فيما هو شر منه ، كما يحصل مع بعض الجهلة ممن يطلبون قراءة سورة الفاتحة أو آية الكرسي بعدد محدد لاستحضار الجني الموكل بها للعون والمساعدة ، وكذبا قالوا وباطل ما كانوا يدعون 0

ج)- لا بد من سد الذرائع التي سوف تفضي للكفر أو الشرك أو البدعة أو المعصية بحسب حالها 0

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ( لا ريب أن الأذكار والدعوات من أفضل العبادات ، والعبادات مبناها على التوقيف والاتباع ، لا على الهوى والابتداع ؛ فالأدعية والأذكار النبوية هي أفضل ما يتحراه المتحري من الذكر والدعاء ، وسالكها على سبيل أمان وسلامة ، والفوائد التي تحصل بها لا يُعبِّر عنها لسان ، ولا يحيط بها إنسان 00
وليس لأحد أن يسن للناس نوعاً من الأذكار والأدعية غير المسنون ، ويجعلها عبادة راتبة ، يواظب الناس عليها ، كما يواظبون على الصلوات الخمس ؛ بل هذا ابتداع دين لم يأذن الله به 00
وأما اتخاذ وردٍ غير شرعي ، واستنان ذكر غير شرعي : فهذا مما يُنهى عنه ، ومع هذا ، ففي الأدعية الشرعية ، والأذكار الشرعية غاية المطالب الصحيحة ، ونهاية المقاصد العلية ، ولا يعدل عنها إلى غيرها من الأذكار المجدثة المبتدعة إلا جاهل ومفرط أو متعد ) ( مجموع الفتاوى - 22 / 510 ، 511 ) 0

قال القاضي عياض – رحمه الله - : ( أذن الله في دعائه ، وعلَّم الدعاء في كتابه لخليفته ، وعلم النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء لأمته ، واجتمعت فيه ثلاثة أشياء : العلم بالتوحيد ، والعلم باللغة ، والنصيحة للأمة ؛ فلا ينبغي لأحد أن يعدل عن دعائه صلى الله عليه وسلم ، وقد احتال الشيطان للناس من هذا المقام ، فقيَّض لهم قوم سوء يخترعون لهم أدعية يشتغلون بها عن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأشد ما في الحال أنهم ينسبونها إلى الأنبياء والصالحين فيقولون : " دعاء نوح ، دعاء يونس ، دعاء أبي بكر الصديق " فاتقوا الله في أنفسكم ، لا تشتغلوا من الحديث إلا بالصحيح ) ( نقلاً عن الرقية النافعة للأمراض الشائعة – ص 24 ) 0

وقال الإمام أبو بكر محمد بن الوليد الطرطوش : ( ومن العجب العجاب أن تُعرِض عن الدعوات التي ذكرها الله في كتابه عن الأنبياء ، والأولياء ، والأصفياء مقرونة بالإجابة وأن تنتقي ألفاظ الشعراء والكتاب كأنك قد دعوت في زعمك بجميع دعواتهم ، ثم استعنت بدعوات من سواهم ) ( نقلاً عن الرقية النافعة للأمراض الشائعة – ص 24 ) 0

ومن ذلك التخصيص أيضا ما يتبعه بعض المعالجين في تحديد قراءة سورة الفاتحة ونحوها من سور القرآن العظيمة سبعا باستدلال نقله المناوي عن الإمام القرطبي - رحمه الله - يتحدث فيه عن تخصيص تمر العجوة بسبع تمرات ، مفاده الآتي :

( قال القرطبي : وتخصيصه بسبع لخاصية لهذا العدد علمها الشارع وقد جاء ذلك في مواضع كثيرة لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في مرضه صبوا علي من سبع قرب وقوله غسل الإناء من ولوغ الكلب سبعا وقد جاء هذا العدد في غير الطلب كقوله تعالى : ( سبع بقرات سمان ) ( وسبع عجاف ) سبع كسني يوسف ( وسبع سنبلات ) وكذا سبعون وسبعمائة فمن جاء من هذا العدد مجيء التداوي فذلك لخاصة لا يعلمها إلا الله ومن أطلعه عليه وما جاء في غيره فالعرب تضع هذا العدد للتكثير لا لإرادة عدد بعينه ولا حصر وقال بعضهم خص السبع لأن لهذا العدد خاصية ليست لغيره فالسماوات والأرض والأيام والطواف والسعي ورمي الجمار وتكبير العيد في الأولى سبع وأسنان الإنسان والنجوم سبع والسبعة جمعت معاني العدد كله وخواصه إذ العدد شفع ووتر والوتر أول وثاني والشفع كذاك فهذه أربع مراتب أول وثان ووتر أول وثان ولا تجمع هذه المراتب في أقل من سبعة وهي عدد كامل جامع لمراتب العدد الأربعة الشفع والوتر والأوائل والثواني والمراد بالوتر الأول الثلاثة وبالثاني الخمسة وبالشفع الأول الاثنين والثاني الأربعة وللأطباء اعتناء عظيم بالسبعة سيما في البحارين وقال بقراط كل شيء في هذا العالم يقدر على سبعة أجزاء وشرط الانتفاع لهذا وما أشبهه حسن الاعتقاد وتلقيه بالقبول ) ( فيض القدير - 6 / 105 ) 0

قلت : ويجاب على ذلك من عدة أوجه :

أ)- مع كل ما ذكره القرطبي – رحمه الله - فيما يتعلق بهذا الرقم ( سبعة ) ، لا نستطيع اعتماده أو التعويل عليه في مسائل وقضايا الرقية الشرعية والتداوي ، لعدم وجود الدليل أو ثبوت أمر من المشرع 0

ب)- وكما أن العدد ( سبعة ) قد ورد في المواضع التي أشار إليها القرطبي - رحمه الله - فقد وردت أعداد أخرى غير ذلك الرقم ، مثل الثلاث والخمسة والمائة ونحوه ، ولا نستطيع القياس على مثل ذلك بقراءة الآيات والسور من القرآن العظيم بهذه الكيفية التي سوف تؤدي لفتح هذا الباب على مصراعيه ، ويبدأ المعالجون بالتوسع الذي قد يوقعهم بعين البدعة 0

ج)- وقد يكون إيراد ذلك العدد بتلك الكيفية التي ذكرها القرطبي نتيجة لما نقله - رحمه الله - في سياق حديثه ، حيث يقول وما جاء في غيره فالعرب تضع هذا العدد للتكثير لا لإرادة عدد بعينه ولا حصر ) ، وقد يكون المقصود من ذلك كله الحصر لا العدد والله تعالى أعلم 0

د)- لا بد أن ندرك حقيقة هامة مفادها أن بعض الفئات الضالة اعتمدت على تلك الأرقام في معتقداتها ومذاهبها وقد بنت على ذلك أحكاما شرعية دون دليل أو تشريع يقودها من الكتاب والسنة 0

هـ)- وبالإمكان أن يستعاض عن كل ذلك بتوجيه العامة والخاصة بالقراءة وترا ، وهذا هو الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه الخير والنفع بإذن الله تعالى 0

و)- ويكتفى في هذا المقام وتحت هذا العنوان القول أن المسلم الحق يجتنب الوقوع في بعض الجزئيات التي قد توقعه في البدعة المحرمة وهذه قاعدة ( سد الذرائع ) ، والشريعة قد سدت الأبواب التي تفضي للمحظور ونحوه والله تعالى أعلم 0

قال النووي معقبا على حديث " السبع تمرات " : ( وعدد السبع من الأمور التي علمها الشارع ولا نعلم نحن حكمتها ، فيجب الإيمان بها ، واعتقاد فضلها والحكمة فيها ، وهذا كأعداد الصلوات ، ونصب الزكاة وغيرها ، فهذا هو الصواب في هذا الحديث ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 13 ، 14 ، 15 / 202 ) 0

2 - تخصيص قراءة سور أو آيات أو أدعية معينة في أوقات محددة :

من الاعتقادات والأخطاء الشائعة تحديد قراءة سور وآيات من كتاب الله عز وجل في أوقات محدده ، كقراءة سورة ياسين صباحا ، وسورة الرحمن مساء ، مع أن النص لم يرد بذلك أصلا ، وبعض النصوص الواردة ضعيفة لا يعول عليها ولا يعتد بها ، خاصة ما يتعلق بقراءة سورة يس ، وقد ثبت النص بقراءة سور معينة في أوقات محددة ، كقراءة سورة تبارك قبل النوم وأنها منجية من عذاب القبر ، وكذلك قراءة ( سورة الكافرون ) والنوم على خاتمتها ، وفعل ذلك يقينا يفضي للبراءة من الشرك ، وقس على ذلك الكثير مما ثبت في السنة المطهرة 0

وأضرب مثلا على ذلك حيث يقول الأخ أبو الفداء محمد عزت : ( يشرب على الريق يوميا فنجان عسل ، وفي المساء تقرأ سورة الجن على كوب ماء ساخن محلى بعسل ويشرب وبعد ذلك ينام المريض ويستمر على ذلك لمدة أسبوع ، ولسوف ينتهي منه الصرع بقوة الله تماما ) ( معجزات الشقاء - ص 32 ) 0

قلت : ومثل هذا الكلام فيه تخصيص دون مخصص - والمخصص هو المشرع - ونقل ذلك وزرعه بين عامة الناس يورث اعتقادا لديهم في قراءة سورة الجن ، وأن لها تأثيرا ومزايا تفوق غيرها من سور القرآن العظيمة ، ومثل هذا الاعتقاد سوف يؤدي حتما إلى اعتقادات أخرى تؤدي بمجملها للوقوع في المحظور ، ومن هنا كان لا بد من الالتزام بالأسس والقواعد الشرعية المتعلقة في الرقية لنظهر هذا العلم وفق الأصول التي نصت عليها الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة ، لننأى بالرقية الشرعية عن كافة الشوائب والرواسب التي الصقت بها نتيجة الممارسات الخاطئة من بعض الجهلة ومدعي الرقية وممن لا خلاق لهم 0

ولا بأس أن يشار لقراءة بعض السور المحددة دون تعيين زمان ومكان لذلك الفعل ، إما بسبب ثبوت الرقية بتلك السور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لما يحتويه البعض الآخر من ترغيب وترهيب وترقيق للقلوب ونحو ذلك من معاني القرآن العظيمة ، كما هو الحال بالنسبة لسور الفاتحة ، البقرة ، الإسراء ، طه ، يس ، الصافات ، الدخان ، الرحمن ، الواقعة ، الحديد ، الملك ، الجن ، الإخلاص ، والمعوذتين ، وغيرها من سور القرآن العظيمة 0
قال الدكتور علي بن نفيع العلياني – تحت عنوان هل الرقى توقيفية ؟؟؟

( لا شك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، علم أمته كثيرا من الرقى النافعة ، من القرآن الكريم ، ومن الأدعية ، وذكر أعدادا وهيئات وصفات في الرقية والراقي ، وزمان الرقية وما كان هذا شأنه فلا يجوز الزيادة عليه ولا النقص منه ، ولا ذكر وقت لم يقله الرسول صلى الله عليه وسلم فما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يقرأ سبع مرات لا يجوز أن نجعلها ثلاث عشرة أو نحو ذلك وما قال يقال في أول الليل مثلا أو إذا أوى الإنسان إلى فراشه ، لا يجوز أن نجعله في الظهيرة أو بعد صلاة العصر ، لأن الزيادة أو النقص في هذا الأمر استدراك على الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو لا ينطق عن الهوى ، بأبي هو وأمي ) ( الرقى على ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة - ص 47 ) 0

3 - تخصيص قراءة سور أو آيات معينة للشفاء من أمراض محددة :

وقد وصل الأمر ببعض المعالجين بادعاء قراءة بعض الآيات النافعة لشفاء مرض محدد بذاته كالسرطان ونحوه ، وتحديد هذه السور والآيات بعينها ، وأن السورة كذا نافعة لعلاج السرطان ، والآية كذا نافعة ومقوية للجماع ، وقس على ذلك كثير من التأويلات التي لم تصب الحق وخالفت الصواب ، وأقل ما يقال في ذلك ، بأنه تخصيص بلا مخصص ، وفعل مبتدع يجب ردع صاحبه وتعريفه بالحق وأهله ، وقد يتذرع البعض بفعل الصحابي الذي رقى سيد القوم من لدغة العقرب بفاتحة الكتاب ، فكأنما نشط من عقال ، وللإجابة على ذلك نقول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أقر ذلك الصحابي على فعله وقال له : ( وما يدريك أنها رقية ) فأصبحت الرقية بفاتحة الكتاب مصدر تشريعي ثابت لا يستطيع أحد أن يقدح فيه ، أو أن يتحدث عنه ، وقد تكلم أهل العلم بكلام مطول في فاتحة الكتاب وفضائلها ، ومنهم العلامة ابن القيم – رحمه الله – فقال بأنها الشافية المعافية ، وهذا بحد ذاته دليل واقرار لفضل هذه السورة والرقية والاستشفاء بها ، أما ادعاء علاج مرض بعينه بسورة أو بآية فلا يجوز لكائن من كان أن يدعي ذلك دون توفر الدليل والحجة والبرهان ، والحجة بيننا وبين هؤلاء الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة 0

يقول الأستاذ سعيد عبد العظيم : ( وبعض من يعالج أيضاً يذكر آيات وسور تقرأ بعدد محدد لأمراض معينة مثل : السرطان والروماتيزم والأمراض الجلدية وأمراض الصدر فمن أين أتى بهذا التحديد ، وهل قرأ هذا التوصيف في كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ) ( الرقية النافعة للأمراض الشائعة – ص 24 ) 0

وخلاصة البحث بخصوص السائل الكريم : أن الأولى القراءة دون تخصيص أعداد إلا ما جاء الشارع يؤكده ، أو أن تكون القراءة بنية الوتر ، والله تعالى أعلم 0

هذا ما تيسر لي أخيتي الفاضلة ( محبة البراءة ) بخصوص هذا الموضوع ، وأعتقد اعتقاداً جازماً أن قصد الأخت الفاضلة ( ماما سعاد ) هو الحرص المطلق على الأخوات الفاضلات للتمسك بأهداب الشريعة الإسلامية السمحة دون الوقوع فيما يخالف شرع الله ومنهجه ، سائلاً المولى عز وجل أن ينفع به الإخوة في ذلك المنتدى وأن يوفقهم للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

محبة البراءة
21-11-2005, 11:32 AM
اخي الفاضل ابو البراء...

جزاك ربي جنان فردوسه على التوضيح وبارك بعملك...
وجعل ماتكتبه في ميزان حسناتك....

بورك بك ...

أبو البراء
21-11-2005, 12:15 PM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

وفيكم بارك الله أختنا الفاضلة ( محبة البراءة ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ام د جانة
21-11-2005, 12:38 PM
جزاكم الله خير

أبو البراء
21-11-2005, 01:25 PM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

وإياكم أختنا الفاضلة ( أم دجانة ) ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0