وحيد01
02-10-2009, 09:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله في صيد خاطره
فصل: تفاوت الناس في تقبل المواعظ
قد يعرض عند سماع المواعظ للسامع يقظة ، فإذا انفصل عن مجلس الذكر عادت القسوة و الغفلة ! فتدبرت السبب في ذلك فعرفته ، ثم رأيت الناس يتفاوتون في ذلك ، فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفته من اليقظة عند سماع الموعظة و بعدها لسببين :
أحدهما : أن الموعظة كالسياط ، و السياط لا تؤلم بعد انقضائها إيلاما وقت وقوعها .
و الثاني : أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مزاح العلة قد تخلى بجسمه و فكره عن أسباب الدنيا و أنصت بحضور قلبه ، فإذا عاد إلى الشواغل اجتذبته بآفاتها و كيف يصح أن يكون كما كان ؟ .
و هذه حالة تعم الخلق إلا أن أرباب اليقظة يتفاوتون في بقاء الأثر :
فمنهم من يعزم بلا تردد و يمضي من غير التفات ، فلو توقف بهم ركب الطبع لضجوا ، كما قال حنظلة عن نفسه " نافق حنظلة ! "
و منهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلة أحيانا و يدعوهم ما تقدم من المواعظ إلى العمل أحيانا ، فمنهم كالسنبلة تميلها الرياح !
و أقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه كماءٍ دحرجته على صفوان .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله في صيد خاطره
فصل: تفاوت الناس في تقبل المواعظ
قد يعرض عند سماع المواعظ للسامع يقظة ، فإذا انفصل عن مجلس الذكر عادت القسوة و الغفلة ! فتدبرت السبب في ذلك فعرفته ، ثم رأيت الناس يتفاوتون في ذلك ، فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفته من اليقظة عند سماع الموعظة و بعدها لسببين :
أحدهما : أن الموعظة كالسياط ، و السياط لا تؤلم بعد انقضائها إيلاما وقت وقوعها .
و الثاني : أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مزاح العلة قد تخلى بجسمه و فكره عن أسباب الدنيا و أنصت بحضور قلبه ، فإذا عاد إلى الشواغل اجتذبته بآفاتها و كيف يصح أن يكون كما كان ؟ .
و هذه حالة تعم الخلق إلا أن أرباب اليقظة يتفاوتون في بقاء الأثر :
فمنهم من يعزم بلا تردد و يمضي من غير التفات ، فلو توقف بهم ركب الطبع لضجوا ، كما قال حنظلة عن نفسه " نافق حنظلة ! "
و منهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلة أحيانا و يدعوهم ما تقدم من المواعظ إلى العمل أحيانا ، فمنهم كالسنبلة تميلها الرياح !
و أقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه كماءٍ دحرجته على صفوان .