المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تبصرة الحليم...آخر مقال عن مارية سليم


علي سليم
11-08-2009, 01:04 PM
تبصرة الحليم...آخر مقال عن مارية سليم
الحمد لله وليّ المؤمنين ناصر المستضعفين و الصلاة و السلام على قائد الغرّ المحجلين و على آله و صحبه أجمعين:
أما بعد:
ماريا ذو أحرفٍ عربيةٍ لكنني أعجزُ أحياناً عن النّطق به!!!
كلما ارتدّا الطّرف تمكثُ حبيبتي تًجاهد فراشها الليّن تارة تصرعه و أخرى تكون الغلبة له....
قالوا بعين الرّحمة و لسان الشّفقة دعنا و حديث ماريا فالعين حق و الحسد واقع لا محالة...
فتوسعتَ في ذكرِ محاسنها و أسهبت,فثمَّ عقيماً يحسدك,و هَنَّا عاقاً يُصيبها بعينه!!!
و قالوا بمقام النّاصحٍ الأمينٍ, احذف ما سطرته أناملك و دع ماريا تًلاعب أقرانها من الفتية و الصّبية!!!
تأملتُ في كلا القولين فكانت الهجرة من دارٍ الى أخرى بله سبع سنين يوسف دونَ الحديث عن ماريا....

و أعجب ما قيل: حبّك لماريا طغى على حبّ الله تعالى...لا حول و لا قوة الاّ بالله...والله المستعان.
سأبكي دماً على ذه المقولة يا ليتني كنتُ ذاك الثرى يُداس روحة و غدوة بنعال النّاس خيرٌ أن أسمع ما أعجز عن تدوينه مرة أخرى...

يا ليت شعري حبّ الله تعالى يعدله حبّ؟؟؟ إن أحببناك ماريا فحبّك لا يتعدّ حبّ الوالد لولده....حبّ من انتظر السّنين الطّوال ليرى وجهك الحسن...حبّ الصّائم ما وصل صيامه...حبّ القائم منْ طال قيامه...حبّ يعقوب ليوسف حتى ابيضتْ عيناه...

فَمَدْحُنا لخصالك البريئة هو مدحٌ لصانعك...لخالقك هل يعي ذاك صاحب النّصيحة!!!
صلى الله عليك يا رسول الله حدثني عن حبّك لفاطمة...لخديجة...لعائشة.....
يكفيني أن اقتدي به صلى الله عليه و سلم و هو أكمل الخلق وأفضلهم يبكي لموت ابراهيم و يفرح لمولده ...
يكفيني أن أتبرأ من أفعال قريش يوم كانت يظلّ وجهها مسوداً اذا بشّرت بأنثى!!!بل تسعى لتكون من أهل (و اذا الموؤدة سئلت)*(بأي ذنب قتلت)
أراكم تجهلون ماهية ماريا؟؟؟
أعدها و الوعد عليكم جارٍ سأبلّل بإذن الله تعالى صفيحتي ذه من دموعكم حتى الرّجال منكم لنْ أدعهم ينقضون عهدي...فالكل سيبكي!!!
ماريا ابنة السّنتان و النّصف تُحسن عدّ أركان الاسلام و ترتيل سورتي الاخلاص و الكوثر بله المعوّذات الثلاث....
تعتقد ما يجهله العامّة منكم فلن تَعدِل لسائلها ((أين الله)) الاّ و تقتدي بالجارية و تشير باصبعها الى السّماء قائلة (فوق)
و لم تفتر أن تجعل لابليس الضعيف حظاً من حديثها (الشيطان تحت) و تشير الى الأرض تحت قدمها...
ماريا تأخذ المصحف و تقبّله مرارا بله ترتّب مكتبة أبيها و عند كل كتاب تتفوه (هذا بابا)...
ماريا تشاطرني الحديث و خاصة عندما اراجع الفية ابن مالك تتمتم مع أبيها تجعلك تقبلها حتى لا تملّ....
حبيبتي تحمد الله عند العطاس و تشمّت العاطس بيرحمك الله...تعدّ الأعداد الأحادية 1,2....10 بالعربية و الانكليزية.
و تُحسن الوقوف للصلاة...تكبّر تكبيرة الاحرام ثم تضع يمينها فوق شمالها على صدرها لتقول الله اكبر...الحمد لله عبودي سليم...الرحمن عبودي سليم..الرحيم عبودي سليم...الصلاة على عبودي سليم....فهي تجعل اخيها في كل شاردة و واردة...

هذه ماريا ابنتي فأروني بُنيّاتكم, ليستْ ماريا ما تتوهمون فهي فوق وصفيَ دون خيالكم...
فرأيتها برؤيا أحتفظ بها لنفسي بيد أبيها يُحسن التعبير بفضل الله تعالى فأراها بإذن الله تعالى مع شأنٍ سيُذكر...

ماريا يحفظها الله برعايته عندما كادت ان تسقط من الشّرفة العالية و العالية جدا...و كذلك كادت أن تصطدم بها سيارة....و عندها كنتُ من سيدوس عليها بعجلات سيارتي!!!

هذه ماريا كم تلحّ على أبيها (خذني الى المسجد) فإن خيّرتها بين كتاب و لعبة ما عدلت عن الكتاب بشئ!!!
تمسك القلم بحرفة و تخطّ من مداده على ورقة بيضاء بخطوط عريضة تخفي من خلالها ما يعلمه الله تعالى في علاه.
بالله عليكم هل يملك منْ رُزق بأمثالها الصوم عنها و عن خصالها!!!

ذه مارية...أتتني اليوم تتمايل في مشيتها كادت أن تتعثّر لشدّة حرارة جسدها إذ تجاوز 40 درجة...بابا مارو محرورة...نزلت تلك الكلمة كالماء الحميم فقطعت أحشائي و مزقت أوصالي...
عندما تسمع الهاتف يرنّ تنادينني (بابا تلفون الك) و أن سمحت لها بالرد تسأل السائل عن صحته و تخبره بحديث اليوم و ما تجده من الم المرض و تختم كلامها ..الحمد لله...بدك شيئ...سلّم على عبودي...

الله...الله...لك يا ماريا...أخشى ما أخشاه أن يأتيك اليقين على حين غفلة من أبيك...فعندها عقارب السّاعة ستتوقف و لسان حالي شيّبني غيابك ماريا....

أراك مع بدوّ الصباح شمساً.... مع دنو الليل بدراً.
أنت ذاك النّجم إذا هوى... أنت الرّبيع زهراً.
يداك حرير الملمس.... ....................

هل خطّتْ دموعكم خطاً على الوجنة ثمّ الخدّ حتى عانقت الأرض بحرارتها!!!
أمّا لسان دمعكم هل منْ مزيد؟؟؟؟
تالله لو أدركتم حرارة فؤاد كاتب ذه السّطور و لين مشاعره و رقّة أحاسيسه و صفاء سريرته لوضعتم له أعذاراً حتى النّفاد....
و حتى ندع السّجال و نختم المقال و المقام و نطبع عليه بطابع رُفعت الأقلام و جفّت الصحف فلن يكتب قلم ماريا بعد اليوم حرفاً إذ هو بمثابة منْ كفنّاه و واريناه الثرى...
و أسأل الله تعالى بفضله و منّه أن يختم لي و لكم بعمل صالح يحبّه و يرضاه....

القصواء
11-08-2009, 01:36 PM
تبارك الله .. الله يحفظ ماريا من كل شر
ويقر عيني والديها بها وبأخيها ...

علي سليم
11-08-2009, 01:39 PM
تبارك الله .. الله يحفظ ماريا من كل شر
ويقر عيني والديها بها وبأخيها ...
و حفظك الله اختنا القصواء....من كل سوء...

أم مريم.
12-08-2009, 12:35 AM
ماشاء الله تبارك الله

اللهم بارك فى ماريا واهلها

همة ايقظت امه
15-08-2009, 11:12 PM
تبارك الخلاق فيما خلقـ

جعلها الله باره نافعه لدينها خادمة

علي سليم
23-08-2009, 01:13 PM
و فيكما بارك الله تعالى...

حيـآتي عذآب
06-11-2009, 05:19 AM
ماشاء الله تبارك الله الله يحفظها ماريا سميتي

أبوسند
06-11-2009, 07:30 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم بارك الله يبعد عنها كل شر والله يحفظها ويقر عينك بها
والله يرزقك برها والله يعطيكم طول العمر وحسن العمل
والله يكفيكم شر كل ذي شر
تحياتي لك و لماريه وعبودي دهن العودي
الله يصلحهم ويبارك فيهم
والله يجعلهم خير سلف لخير خلف

أخوك المحب أسامه الدخان

"ام عبد الملك"
09-11-2009, 08:13 AM
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
نسأل الله أن يقر عينكم بصلاحها وصلاح أخيها
وأن يحفظها وأهلها جميعا من أعين العائنين وحسد الحاسدين
وكيد الكائدين ......اللهم آآمين

زهراء و الأمل
09-11-2009, 02:14 PM
ما أجمل ما كتبت أخي الكريم علي سليم عن المصونة ماريا
لا تتوقف عن الكتابة عن العصفورة الجميلة
فلو لم تكتب عنها ما عرفناها و ما أحببناها
و ما خصصناها بدعوة صالحة كلما تذكرناها و تذكرنا طهرها و براءتها
كتبت يد المزاعم عن كل زاعم... فما بال أقلام الخير يراد أن تكمم أفواهها
أسأل الله أن يحفظها و يجعلها من الصالحات حاملات لواء الجهاد و نصرة هذا الدين العظيم

علي سليم
08-01-2010, 05:28 AM
بارك الله تعالى في جمعكم المبارك