مشاهدة النسخة كاملة : (&&..سلسلة الأحاديث اليومية ...تابعوا معنا &&)
http://www.al-wed.com/pic-vb/1059.gif
سلسلة الأحاديث اليومية ...تابعوا معنا
http://www.al-wed.com/pic-vb/27.gif
أخواني وأخواتي أعضاء المنتدى الكرام ....
وفقكم المولى وسدد خُطاكم على طريق الحق
سوف نبدأ على بركة الله ... بوضع حديث يومي من سلسلة الأحاديث النبوية
الشريفة الصحيحة ... للأئمة علماء الحديث كالبخاري والترمذي والنسائي وغيرهم ...
....فلنُحيي ُسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في قلوبنا ...
ولنحفظ ونفهم معاً شرح هذه الدرر الثمينة....
وقبل أن نبدأ...هذه اللقاءات اليومية المباركة
....ندعوكم لقراءة هذا الرابط القيم ...
((تفصيل وتبيان في علوم الحديث النبوي الشريف ؟؟؟ )) (http://ruqya.net/forum/showthread.php?t=2824)
يمكنكم أيضاً الاستفادة من هذا الرابط
(&&:الأسباب التي يستعان بها في حفظ الحديث::&&) (http://ruqya.net/forum/showthread.php?t=29660)
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
إسلامية
17-07-2009, 02:56 PM
نتابع بإذن الله تعالى
بارك الله فيكِ أختي لقاء
وفقكِ الله لما يحبه ويرضاه
~ عدن ~
17-07-2009, 04:11 PM
مـ ع ــكـِ ان شاء الله
باركـَ الله فيكـِ وجزاكـِ الله خيرا
البلسم*
17-07-2009, 04:49 PM
باركـَ الله فيكـِ وجزاكـِ الله خيرا
بارك الله فيكن أخواتي الفاضلات
لقد أسعدني مروركن وتشريفكن الموضوع
....وفضلاً وكرماً منكن المتابعة ....
...لا حرمنا من تواجدكن المميز ...
رزقكن المولى سعادة الدارين
http://akhawat.islamway.com/forum/uploads/post-14477-1205615192.gif
نبدأ على بركة الله بعرض الحديث الأول في هذه السلسلة المباركة إن شاء الله
حديث فضل الصوم ثم يتبعه أحاديث عن شهر شعبان
الى أن نصل لشهر رمضان الكريم ...ومن ثم نضع بين أيديكم بعض من الأحاديث الخاصة
بهذا الشهر الفضيل وبخاصة الأحكام المتعلقة به
الحديث الأول
فضل الصوم
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ وَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا
شرح الحــديــث (http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=0&Rec=2976)
مع لقاء جديد مع الحديث الثاتي
لنضيف الى رصيدنا حفظ وفهم حديث جديد من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
~ عدن ~
27-07-2009, 06:51 PM
باركـَ الله فيكـِ
وجزاكـِ الله خيرا
وفيكم بارك الله أختي الغاية عدن
لقد أسعدني إشراقتك ....و حُسن متابعتك الواعية
أسأل الله أن يظلك في ظله يوم لا ظل إلا ظله
الحديث الثاني
ما جاء في وصال شعبان برمضان
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ
مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلَّا شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ
وَفِي الْبَاب عَنْ عَائِشَةَ قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ أَيْضًا عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ كَانَ يَصُومُهُ إِلَّا قَلِيلًا بَلْ كَانَ يَصُومُهُ كُلَّهُ حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ وَرُوِيَ عَنْ ابْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ هُوَ جَائِزٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ إِذَا صَامَ أَكْثَرَ الشَّهْرِ أَنْ يُقَالَ صَامَ الشَّهْرَ كُلَّهُ وَيُقَالُ قَامَ فُلَانٌ لَيْلَهُ أَجْمَعَ وَلَعَلَّهُ تَعَشَّى وَاشْتَغَلَ بِبَعْضِ أَمْرِهِ كَأَنَّ ابْنَ الْمُبَارَكِ قَدْ رَأَى كِلَا الْحَدِيثَيْنِ مُتَّفِقَيْنِ يَقُولُ إِنَّمَا مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ كَانَ يَصُومُ أَكْثَرَ الشَّهْرِ قَالَ أَبُو عِيسَى وَقَدْ رَوَى سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ نَحْوَ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو
شرح الحديث (http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=2&Rec=1195)
مع لقاء جديد مع الحديث الثالث
إن شاء الله
الحديث الثالث
إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ..
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي ..
لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ ..
وَلَخُلُوفُ فِيهِ (فمه) أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " رواه البخاري (5927) ومسلم (1151) واللفظ له.
هذا الحديث دليل على فضل الصيام وعظيم منـزلته عند الله تعالى ، وقد جاء في هذا الحديث أربع من فضائل الصوم الكثيرة ..
الأولى :
أن الصائمين يوفون أجورهم بغير حساب ، فإن الأعمال كلها تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد بل يضاعفه الله عز وجل أضعافاً كثيرة .
فإن الصيام من الصبر ، وقد قال الله تعالى : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .
قال الأوزاعي : " ليس يوزن لهم ولا يُكال ، إنما يغرف غرفاً " .
الثانية :
أن الله تعالى أضاف الصوم إلى نفسه من بين سائر الأعمال ، وكفى بهذه الإضافة شرفاً ، وهذا والله أعلم لكونه يستوعب النهار كله ، فيجد الصائم فقد شهوته ، وتتوق نفسه إليها وهذا لا يوجد بهذه المدة في غير الصيام لا سيما في نهار الصيف لطوله وشدة حره ..
وترك الإنسان ما يشتهيه لله تعالى هو عبادة مقصودة يثاب عليها ، ولأن الصيام سر بين العبد وربه لا يطلع عليه إلا الله تعالى ، فهو عمل باطن لا يراه الخلق ولا يدخله رياء .
الثالثة :
أن الصائم إذا لقي ربه فرح بصومه ؛ وذلك لما يراه من جزائه وثوابه ، وترتب الجزاء عليه بقبول صومه الذي وفقه الله له .
وأما فرحه عند فطره فلتمام عبادته وسلامتها من المفسدات ، وحصول ما مُنع منه مما يوافق طبيعته ، وهذا من الفرح المحمود لأنه فرح بطاعة الله ، وتمام الصوم الموعود عليه الثواب الجزيل كما قال تعالى : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ) .
الرابعة :
أن رائحة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، وهذا الطيب يكون يوم القيامة لأنه الوقت الذي يظهر فيه ثواب الأعمال ، لرواية " أطيب عند الله يوم القيامة " مسلم (163) .
كما يكون ذلك في الدنيا لأنه وقت ظهور أثر العبادة لرواية " ولخلوف فم الصائم حين يخلف من الطعام أطيب عند الله من ريح المسك " ابن حبان (8/211) .
وهذه الرائحة وإن كانت مكروهة في مشامِّ الناس في الدنيا ، لكنها أطيب عند الله من ريح المسك لكونها ناشئة عن طاعة الله تعالى .
قال ابن حبان رحمه الله : " شعار المؤمنين في القيامة التحجيل بوضوئهم في الدنيا فرقاً بينهم وبين سائر الأمم ، وشعارهم في القيامة بصومهم طيب خلوفهم أطيب عند الله من ريح المسك ليُعرفوا بين ذلك الجمع بذلك العمل نسأل الله بركة ذلك اليوم . " صحيح ابن حبان 8/211
ومن فضائل الصيام أن الله تعالى اختص الصائمين بباب من أبواب الجنة لا يدخل منه غيرهم إكراماً لهم ، فقد روى سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن في الجنة باباً يقال له الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحدٌ غيرهم ، فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد " رواه البخاري 1896 ومسلم 1152 " ومن دخل شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا " صحيح ابن خزيمة 1903.
لكن هذه الفضائل لا تكون إلا لمن صام مخلصاً عن الطعام والشراب والنكاح ، وصام عن السماع المحرم والنظر عن المحرم والكسب عن المحرم ، فصامت جوارحه عن الآثام ولسانه عن الكذب والفحش وقول الزور .
فهذا هو الصوم المشروع المرتب عليه الثواب العظيم ، و إلا فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " رواه البخاري 1903.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ، ورب قائم حظه من قيامه السهر " رواه أحمد (8693) وابن ماجه (1690).
المرجع ( أحاديث الصيام .. للفوازان ص27 )
اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم .
بارك الله فيك اختنا الفاضلة لقاء كتب الله ذلك في ميزان حسناتك
,وفيكم بارك الله أخي الفاضل أبي سهيل
بُوركت أخي على مرورك الكريم ....
أكرمك الله ...وأحسن اليك ولا حرمك الأجر والمثوبة
الحديث الرابع
عمرة في رمضان تعدل حجة
عن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لامْرَأَةٍ مِنْ الأَنْصَارِ - سَمَّاهَا ابْنُ عَبَّاسٍ فَنَسِيتُ اسْمَهَا - : " مَا مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّينَ مَعَنَا قَالَتْ كَانَ لَنَا نَاضِحٌ فَرَكِبَهُ أَبُو فُلانٍ وَابْنُهُ - لِزَوْجِهَا وَابْنِهَا - وَتَرَكَ نَاضِحًا نَنْضَحُ عَلَيْهِ قَالَ فَإِذَا كَانَ رَمَضَانُ اعْتَمِرِي فِيهِ فَإِنَّ عُمْرَةً فِيه تعدل حَجَّة " رواه البخاري (1782) ومسلم (1256) واللفظ له .
الحديث دليل على فضل العمرة في رمضان وأنها تعدل ثواب حجة ، وهذا من فضل الله تعالى ونعمه على عباده ، فقد صارت العمرة بمنزلة الحج في الثواب بانضمام رمضان إليها ، وهذا يدل على أن ثواب العمل يزيد بزيادة شرف الوقت ، والله تعالى منعم متفضل ، يتفضل بما شاء على من يشاء فيما شاء لا معقب لحكمه ولا راد لفضله .
والعمرة تحصل بأداء مناسكها ولو لم يمكث المعتمر بعدها في مكة لكن من وفقه الله تعالى للبقاء بجوار بيته الحرام شهر رمضان ، أو ما يتيسر منه فقد مُنح نعمة عظيمة لا يقدر قدرها إلا الصالحون المشمرون الذين يدركون قيمة الأوقات الشريفة والأماكن الفاضلة .
إن وجود الإنسان بجوار بيت الله الحرام في هذه الأيام المباركة له أثر كبير في نشاط المسلم وعبادته وإقباله بالكلية على الله تعالى ، معرضاً عن الدنيا بجسمه وفكره حافظاً لوقته ، سهل عليه فعل الطاعة والإقبال على الصدقة والصلاة والذكر وتلاوة القرآن .
وقد جاء في فضل الصلاة في المسجد الحرام قول النبي صلى الله عليه وسلم : " صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام " رواه البخاري (1190) ومسلم (1256).
فعلى المسلم أن ينظم وقته وأن يحفظه ويغتنمه في الأعمال الصالحة لشرف المكان والزمان .
وما هي إلا أيام معدودات تنقضي سريعاً ، يربح فيها الممتثل المطيع ، ويخسر فيها العاصي المضيع ، وعليه أن يصلي التراويح خلف الإمام ولا ينصرف قبله ليكتب له قيام ليلة ، ومن صحب أهله فعليه أن يحفظهم ويتفقدهم ، فإن من الناس من يهمل نساءه وأولاده من بنين وبنات فهم في لهو ولعب وخروج للأسواق وتسكع في الطرقات وإيذاء لعباد الله ، وفي هذا فساد عريض .
وهذا من ضعف القوامة وغلبة النساء والأولاد نسأل الله السلامة ، ومثل هؤلاء الأولياء بلدهم خير لهم لو كانوا يعلمون .
وعلى الإنسان أن يمنع نساءه من التطوع بالطواف طوال أيام رمضان لما في ذلك من المحاذير العظيمة نتيجة الزحام طوال الأيام ، بل إنني أنصح الرجل نفسه ألا يكثر من الطواف أوقات الزحام بل يدع المجال لمن يطوف طواف النسك ، وعليه أن يشتغل بالصلاة وتلاوة القرآن وغير ذلك من أنواع الطاعة .
أنظر كتاب ( أحاديث الصيام .. للفوزان ص 71 )
وعلى المرأة المسلمة أن تعلم أن صلاتها في منزلها أفضل من صلاتها في المسجد سواء في مكة أو في غيرها لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن " رواه أبو داوود (567).
قال الشيخ ابن عثيمين : " السنة تدل على أن الأفضل للمرأة أن تصليّ في بيتها في أي مكان كانت سواء في مكّة أو غيرها ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ، وبيوتهن خير لهن ) ، يقول ذلك وهو في المدينة مع أن المسجد النبوي الصلاة فيه زيادة فضل ، ولأن صلاة المرأة في بيتها أستر لها وأبعد عن الفتنة وكانت في بيتها أولى وأحسن " . انظر الفتاوى الجامعة للمرأة المسلمة ،ج/1 ص/207 ، ويراجع سؤال رقم (3457) ..
وتضعيف الصلاة في الجماعة خاص بالرجال ، وقد قال عليه الصلاة والسلام للمرأة : " قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ تُحِبِّينَ الصَّلاةَ مَعِي ...وَصَلاتُكِ فِي دَارِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلاتِكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ ..) الحديث رواه أحمد ( مسند باقي الأنصار/25842) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم 337
ولكنّ هذه الأفضلية لا تمنع من الإذن لهنّ من الذهاب إلى المساجد كما في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمْ الْمَسَاجِدَ إِذَا اسْتَأْذَنَّكُمْ إِلَيْهَا قَالَ فَقَالَ بِلالُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَاللَّهِ لَنَمْنَعُهُنَّ قَالَ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ فَسَبَّهُ سَبًّا سَيِّئًا مَا سَمِعْتُهُ سَبَّهُ مِثْلَهُ قَطُّ وَقَالَ أُخْبِرُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُ وَاللَّهِ لَنَمْنَعُهُنَّ " رواه مسلم 667
ولكنّ ذهاب المرأة إلى المسجد يشترط فيه ما يلي :
1- أن تكون بالحجاب الكامل
2- أن تخرج غير متطيّبة
3- أن يكون ذلك بإذن الزّوج
وأن لا يكون في خروجها أيّ مُحرّم آخر كالخلوة مع السّائق الأجنبي في السّيارة ونحو ذلك .
فلو خالفت المرأة شيئا مما ذُكِر فإنه يحقّ لزوجها أو وليها أن يمنعها من الذّهاب بل يجب ذلك عليه .
وقد سألت شيخنا الشيخ عبد العزيز عن صلاة التراويح هل لها على وجه الخصوص أفضلية للمرأة في صلاتها في المسجد فأجاب بالنفي وأنّ الأحاديث في أفضلية صلاة المرأة في بيتها عامة تشمل التراويح وغيرها هذا والله تعالى أعلم .
ونسأل الله لنا ولسائر إخواننا المسلمين الإخلاص والقبول وأن يجعل عملنا على ما يحبّ ويرضى وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
المصدر الاسلام سؤال وجواب
فضلاً الاطلاع على هذا الرابط لمزيد من الفائدة
(http://209.85.129.132/search?q=cache:6npZSxJpZwYJ:www.islam-qa.com/ar/ref/104926+%D8%B9%D9%85%D8%B1%D8%A9+%D9%81%D9%8A+%D8%B 1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86+%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D9%84 +%D8%AD%D8%AC%D8%A9&cd=3&hl=ar&ct=clnk&gl=eg)
معنى العمرة في رمضان تعدل حجة (http://209.85.129.132/search?q=cache:6npZSxJpZwYJ:www.islam-qa.com/ar/ref/104926+%D8%B9%D9%85%D8%B1%D8%A9+%D9%81%D9%8A+%D8%B 1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86+%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D9%84 +%D8%AD%D8%AC%D8%A9&cd=3&hl=ar&ct=clnk&gl=eg)
انتظروني في لقاء قادم مع حديث جديد ...إن شاء الله
واذكر نفسي وإياكم ....معا لنحيي سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ..في قلوبنا
بتدبر وحفظ أحاديثه النبوية الشريفة ...وفقنا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه
http://www.ala7ebah.com/upload/brown1/bsmallah.gif
الحديث الخامس
http://www.w6w.net/album/35/w6w2005042308301817223b3b.gif
إقرؤا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه
عن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِي رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ ... " رواه مسلم 804
هذا الحديث دليل على فضل تلاوة القرآن ، وعظيم ثوابه وأنه شفيع لأصحابه يوم القيامة في دخول الجنة ..
وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ أَمْثَالٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ قَالَ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ أَوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا " . رواه مسلم 805
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ قَالَ فَيُشَفَّعَانِ " رواه أحمد 6589
فينبغي للصائم أن يكثر من تلاوة القرآن في هذه الأيام المباركة والليالي الشريفة ، فإن لكثرة القراءة فيه مزية خاصة ليست لغيره من الشهور .
وليغتنم شرف الزمان في هذا الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن ..
وقراءة القرآن في ليالي رمضان لها مزية ، فإن الليل تنقطع فيه الشواغل وتجتمع الهمم ويتواطأ القلب واللسان على التدبر ، والله المستعان .
وقد ثبت أن جبريل صلى الله عليه وسلم كان يَلقى النبي صلى الله عليه وسلم كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، ولو كان الذكر أفضل من القرآن أو مساوياً له لفعلاه دائماً أو في بعض الأوقات مع تكرار اجتماعها ، وقد أفادنا هذا الحديث استحباب دراسة القرآن في رمضان والاجتماع على ذلك وعرض القرآن على من هو أحفظ له .
وقد كان السلف الصالح من هذه الأمة يُكثرون من تلاوة القرآن في رمضان ، وكانوا إذا صاموا جلسوا في المساجد ، وقالوا نحفظ صومنا ولا نغتاب أحدا ..
كانوا يقرأون القرآن في الصلاة وغيرها ..
كان عثمان رضي الله عنه يختم القرآن كل يوم مرة ..
وكان بعض السلف يختمه في قيام رمضان في كل ثلاث ليال ..
وبعضهم في كل سبع ..
وبعضهم في كل عشر .
وكان للشافعي في رمضان ستون ختمه يقرؤها في غير الصلاة ..
وكان الأسود يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان ..
وكان قتادة يختم القرآن في كل سبع دائماً ، وفي رمضان في كل ثلاث ، وفي العشر الأواخر في كل ليلة ، وأخبارهم في ذلك مشهورة .
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله : " إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك ، فأما الأوقات المفضلة ، كشهر رمضان ، وخصوصاً الليالي التي تُطلب فيها ليلة القدر ، أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها ، فيستحب الإكثار فيه من تلاوة القرآن اغتناماً لفضيلة الزمان والمكان ، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة وعليه يدل عمل غيرهم كما سبق ذكره ."
وعلى القارئ أن يتأدب بآداب التلاوة ، ومن ذلك إخلاص النية لله تعالى .
وأن يقرأ على طهارة ..
وأن يستاك ..
وأن يقرأ بتدبر ولا يهذه هذاً ، بل يرتل القراءة ، ويحرك بها القلب ، فإن هذا أعون للقارىء على تقويم حروفه وألفاظه وتدبر معانيه ، وأدعى للخشوع ، قال تعالى : ** كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ** .
ومن آداب التلاوة ألا يقطع القراءة لمحادثة أحد ، فإن كثيراً من الناس إذا جلس يقرأ وبجانبه إنسان ، أكثر قطع القراءة ومحادثة جاره وهذا لا ينبغي لأنه إعراض عن القراءة بلا داع .
وعلى القارئ أن يكون عاملاً بالقرآن يحل حلاله ويحرم حرامه ، ليكون القرآن حجة له يوم القيامة ، يشفع له في دخول جنات النعيم . والله أعلم .
المرجع كتاب ( أحكام الصيام .... للفوزان ص 63).
http://www.ala7ebah.com/upload/brown1/bsmallah.gif
الحديث السادس
http://www.w6w.net/album/35/w6w2005042308301817223b3b.gif
من فطر صائما كان له مثل أجره
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا " رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
هذا الحديث دليل على فضل تفطير الصائم ، وإن في ذلك أجراً عظيماً ، وهو مثل أجر الصائم وهذا والله أعلم ؛ لأنه صائم يستحق التعظيم ، وإطعامه صدقة ، وتعظيم للصوم وصلة بأهل الطاعات .
وهذا أمر اعتاده المسلمون لإدراكهم الثواب الجزيل المرتب على ذلك ، فإن شهر رمضان شهر يجود الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار ، والله تعالى يرحم من عباده الرحماء .
وتفطير الصائم له مجالات متعددة من إطعام الفقير ما يأكل أو دفع مال له يشتري به طعاماً ، على أن ذلك غير خاص بالفقير .
وللجود في شهر رمضان شأن عظيم ، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، وذلك لشرف وقته ومضاعفة أجره ، وإعانة الصائمين والعابدين على طاعتهم فيستوجب المعين لهم مثل أجورهم .
والجود هو سعة العطاء وكثرته ، ويدخل فيه الصدقة وجميع أبواب البر والإحسان ويستفاد من هذا الحديث على الجود في كل وقت ، والزيادة في رمضان .
فينبغي للإنسان أن يتأسى بنبيه صلى الله عليه وسلم فيبذل ويتصدق ليواسي الفقراء والمحتاجين ، ويتفقد الجيران ويصل ذوي الأرحام ، ويساهم في مشاريع الخير .
ولعل مما يحرك داعي الإنفاق أن يتذكر الإنسان بالصوم نعم الله عليه والنعمة لا تُعرف إلا بفقدانها ، فيشكر نعمة الله عليه حيث يسر له الحصول على ما تشتهي مما أباح الله له ، ويتذكر إخوانه الفقراء الذين لا يتيسر لهم ما يحتاجون فيجود عليهم بالصدقة والإحسان .
والجمع بين الصيام وإطعام الطعام أبلغ في تكفير الخطايا واتقاء جهنم إذا انضم إلى ذلك قيام الليل ، قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه : " ألا أدلك على أبواب الخير ؟
الصوم جُنة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ، وصلاة الرجل في جوف الليل ، ثم تلا : ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ . فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
وقد كان السلف الصالح من هذه الأمة يحرصون على إطعام الطعام وتفطير الصائمين ، ويقدمون ذلك على كثير من العبادات سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح ..
ولهم أخبار مشهورة ، قال بعض السلف : " لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلي من أن أُعتق عشرة من ولد إسماعيل " .
وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم منهم عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وأحمد بن حنبل وداود الطائي ومالك بن دينار ..
وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ، ويجلس يخدمهم ويروحهم ، منهم الحسن البصري وعبدالله بن المبارك .
قال الإمام الشافعي رحم الله : " أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم ، ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم ولتشاغل كثير منهم بالصوم والصلاة عن مكاسبهم " أ.هـ
المرجع ( أحكام الصيام .. للفوزان ص67)
اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ..
http://www.ala7ebah.com/upload/brown1/bsmallah.gif
الحديث السابع
http://www.w6w.net/album/35/w6w2005042308301817223b3b.gif
الذين يفطرون قبل تحلة صومهم
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : بينما أنا نائم أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلاً وعراً ، فقالا : اصعد .
فقلت : إني لا أطيقه ، فقالا : سنسهله لك .
فصعدت حتى إذا كنت في سواد الجبل ، إذا بأصوات شديدة ، قلت : ما هذه الأصوات ؟
قالوا : هذا عواء أهل النار ثم انطُلِقَ بي ، فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم ، مشققة أشداقهم ، تسيل أشداقهم دماً .
قال : قلت من هؤلاء ؟
قيل : الذين يفطرون قبل تحلة صومهم ... " رواه النسائي في الكبرى (2/246) وابن حبان والحاكم والبيهقي وصححه ووافقه الذهبي .
هذا الحديث دليل على عظم ذنب من أفطر في نهار رمضان عمداً من غير عذر ، فقد أطلع الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم على عذاب المفطرين قبل وقت إفطارهم ، فرآهم في أقبح صورة وأبشع هيئة ، رآهم معلقين بعراقيبهم كما يُعلق الجزار ذبيحته ، الأرجل إلى أعلى والرأس إلى أسفل ، وقد شقت أشداقهم ، والدم يسيل منها ..
إنه لون من ألوان العذاب والنكال فهل يعتبر به من انتهك حرمة رمضان وهدم الركن الرابع من أركان الإسلام .
إن الفطر في رمضان من غير عذر كبيرة من كبائر الذنوب ، يقول الذهبي رحمه الله في كتابة الكبائر : " الكبيرة العاشرة : إفطار رمضان بلا عذر ولا رخصة .. " الكبائر ص62
وقد عد ابن القيم الإفطار في نهار رمضان من الكبائر .. أنظر أعلام الموقعين (4/401)
وإذا ثبت إفطار شخص في رمضان بلا عذر ، وجب على ولي الأمر إذا بلغه ذلك أن يعزره ويؤدبه بما يردعه ويردع أمثاله ، لأنه اقترف معصية لا حدَّ فيه ولا كفارة ، فثبت فيها التعزير ، وعلى كل مسلم عرف ذلك أن ينهاه عن هذا المنكر العظيم ، ويعظه بما يردعه ، ويخوفه عقاب الله تعالى .
قال الذهبي في كتابه الكبائر ص64 : " وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم شهر رمضان بلا مرض ولا غرض أنه شر من الزاني والمكَّاس ، ومدمن الخمر ، بل يشكُّون في إسلامه ، ويظنون به الزندقة والانحلال .. "
وقال القفال : " ومن أفطر في رمضان بغير جماع من غير عذر ، وجب عليه القضاء وإمساك بقية نهاره ، ولا كفارة عليه ، وعزره السلطان ، وبه قال أحمد وداوود .. " حلية العلماء (3/198)
فعلى من اقترف هذه المعصية العظيمة أن يتوب إلى الله تعالى ، ويصوم ويخشى عقاب الله ، فإن الإفطار في رمضان دليل على فساد القلب ، وقبح السريرة ، والاستهانة بالشرع .
وهل عليه القضاء ؟
من أهل العلم من قال لا قضاء عليه ، بل عليه أن يتوب ، وأن يحافظ على شرائع الدين ، ويكثر من الأعمال الصالحة ، لأن جريمته أكبر من أن يجبرها القضاء ، والله تعالى إنما يقبل الصيام في غير الشهر من المعذور ، كالمسافر والمريض ، وأما المتعمد فلا .
جاء في الاختيارات لشيخ الإسلام ابن تيمية : " ولا يقضي متعمد بلا عذر صوماً ولا صلاة ولا تصح منه " .
وهذا القول مروي عن أبي بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب ، وابن مسعود وأبي هريرة رضي الله عنهم .
ومنهم من قال عليه القضاء ؛ لأن الله تعالى أوجب القضاء على المريض والمسافر مع وجود العذر ، فلأن يجب مع عدم العذر أولى .
وهذا قول سعيد بن المسيب والشعبي وابن جبير وإبراهيم النخعي وقتادة وحماد بن أبي سليمان . والله أعلم .
( أحاديث الصيام .... للفوازان ص 55).
الحديث الثامن
إنك ما دعوتني
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( قال الله عزوجل : يا ابن آدم ، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم ، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ، ثم استغفرتني غفرت لك ، يا ابن آدم ، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا ، لأتيتك بقرابها مغفرة ) رواه الترمذي ، وقال : " حديث حسن صحيح " .
الشرح
بين يدينا حديث يأسر القلب ، ويأخذ بمجامع النفس ، يستمطر الدمع ، ويهيّج في الوجدان مشاعر التوبة والرجاء ، لتتلاشى معه أسباب اليأس والقنوط ، إنه هتاف سماويٌّ لو تردد في جنباتنا لأفاض عليها شوقا وحنينا إلى خير من مُدّت إليه الأيادي ، ولهجت بذكره الألسنة ، فيالها من موعظة ، ويالها من تذكرة .
لقد جاء الحديث ، ليزفّ إلى الناس البشرى ، فرحمة الله واسعة ، وفضله عظيم ، لا يقف عند حدّ ، ولا يحصيه عدّ ، فغدا هذا الحديث إبهاجا للتائبين ، وأملاً للمذنبين ، وفرصة لمن أسرف على نفسه بالمعصية ، أو فرّط فيما مضى من حياته ،
ولعلك – أيها القاريء الكريم – تدرك بذلك سر المكانة التي حازها هذا الحديث دون غيره ، حتى إن كثيرا من العلماء ليرون أنه أرجى حديث في السنة كلها .
وتتجلّى معالم الحديث في بيانه لأسباب حصول المغفرة ، ويأتي الدعاء في مقدّمة تلك الأسباب ، والدعاء قربة عظيمة ، وصلة مباشرة بين العبد وربّه ، وهي سلاح المؤمن الذي يتسلّح به في الشدائد والكربات .
وقد حثنا الله تعالى على الدعاء في عدّة مواضع من كتابه ، فقال تعالى : ** وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ** ( غافر : 60 ) ،
وقال سبحانه : ** وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ** ( البقرة : 186 ) ،
بل جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : ( من لم يسأل الله يغضب عليه ) رواه الترمذي ، وصدق الشاعر إذ قال
الله يغضب إن تركت سؤاله وبنيّ آدم حين يُسأل يغضب
بيد أن لهذه العبادة شروطاً ينبغي استكمالها ، ليكون الدعاء جديراً بالإجابة ، وأدعى للقبول ، فمن ذلك : حسن الظن بالله ، والرجاء والأمل بالمغفرة ،
كما بيّن ذلك النبي صلى الله عليه وسلّم في قوله : ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه ) رواه الترمذي ، ولابد أن يكون لهذا الرجاء رصيداً من العمل الصالح ، لا أن يكون مجرد أمنية وأحلاماً زائفة .
وإضافة إلى ذلك : فإن على المسلم حال دعائه أن يعزم في المسألة ، ويجزم في الطلب ، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يقولن أحدكم : اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت ، ليعزم المسألة ؛ فإنه لا مكره له ) رواه البخاري .
ثم ينتقل بنا المطاف إلى الحديث عن الاستغفار ، وهو طلب الستر والتجاوز عن الذنب ، وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على المستغفرين في كتابه فقال : ** والمستغفرين بالأسحار ** ( آل عمران : 17 )
، كما رتّب حصول المغفرة عليه فقال : ** ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ** ( النساء : 110 ) .
وعلاوة على ذلك ، فإن للاستغفار مزيد فضل على غيره من العبادات ، إذ لا تقتصر بركته على محو الخطايا وتكفير السيئات ، بل يمتدّ خيره إلى السماء فتنزل أمطارها ، وإلى الأرض فتنبت زروعها وثمارها ، ويحصل به النماء في الذريّة ، والقوّة في العُدّة ، ولا أدلّ على ذلك من قوله تعالى : ** فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ، يرسل السماء عليكم مدرارا ، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ** ( نوح : 10 – 12 ) .
فمن هنا : لم يكن غريبا أن ترى الأمر بالاستغفار في كثير من الآيات الكريمات ، ولم يكن غريبا أن يتكرر الاستغفار على لسان كثير من الأنبياء والمرسلين ، بل كان نبينا صلى الله عليه وسلم يُعدّ له في المجلس الواحد مائة استغفار ، كما ورد في سيرته .
ولا يكون الاستغفار صادقا إلا حين يصدر من قلب مؤمن مستحضر لجلال الرب وعظمته ، نادم على ما كان منه من تفريط وتقصير ، عازم على التوبة والإنابة ، وإلا فهي توبة جوفاء ، لا تنفع صاحبها .
ثم إن أعظم أسباب المغفرة وأجلّها تحقيق جوانب التوحيد ، والإتيان به على أكمل وجه ، وقد أعلمنا ربنا بذلك في كتابه حينما قال : ** الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ** ( الأنعام : 82 ) ، فامتدح من كان إيمانه نقيّا خالصا من عوالق الشرك ، وبشّرهم بالسلامة من دخول النار ، ولا عجب في ذلك ،
فإن الذنوب كلها تتصاغر أمام عظمة التوحيد ، ومن ثمّ تكفّل الله تعالى لمن لم يشرك به شيئاً أن لا يعذّبه ،
كما جاء في حديث معاذ رضي الله عنه : ( وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يُشرك به شيئاً ) رواه البخاري .
.
:006:
اذكر نفسي وإياكم ....معا لنحيي سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ..في قلوبنا
بتدبر وحفظ أحاديثه النبوية الشريفة ...وفقنا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه
msn205
26-09-2009, 04:39 AM
بارك الله بكي اختي الكريمة
وجعله الله في ميزان حسناتك ان شاء الله
جزاكم الله خيراً
أهلاً ومرحباً بكم في منتداكم منتدى الرقية الشرعية
لقد شرفني مروركم الكريم ومشاركتكم الطيبة
رزقكم الله خيري الدنيا والآخرة
http://img252.imageshack.us/img252/2028/storm211987852109271701bg3.gif
الحديث التاسع
حديث: ** احفظ الله يحفظك**
عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : " كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما ، فقال : ( يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) . رواه الترمذي وقال :" حديث حسن صحيح ".
وفي رواية الإمام أحمد : ( احفظ الله تجده أَمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك فـي الشدة ، واعلم أَن ما أَخطأَك لم يكن ليصيبك ، وما أَصابك لم يكن ليخطئك ، واعلم أَن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسرِ يسرا ) .
الشرح
اصطفى الله تعالى هذه الأمة من بين سائر الأمم ، ليكتب لها التمكين في الأرض ، وهذا المستوى الرفيع لا يتحقق إلا بوجود تربية إيمانية جادة تؤهلها لمواجهة الصعوبات التي قد تعتريها ، والأعاصير التي قد تحيق بها ، في سبيل نشر هذا الدين ، وإقامة شرع الله في الأرض .
ومن هذا المنطلق ، حرص النبي صلى الله عليه وسلم على غرس العقيدة في النفوس المؤمنة ، وأولى اهتماما خاصا للشباب ، ولا عجب في ذلك! ، فهم اللبنات القوية والسواعد الفتية التي يعوّل عليها نصرة هذا الدين ، وتحمّل أعباء الدعوة .
وفي الحديث الذي نتناوله ، مثال حيّ على هذه التنشئة الإسلامية الفريدة ، للأجيال المؤمنة في عهد النبوة ، بما يحتويه هذا المثال على وصايا عظيمة ، وقواعد مهمة ، لا غنى للمسلم عنها .
وأولى الوصايا التي احتواها هذا الحديث ، قوله صلى الله عليه وسلم : :salla-icon:( احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ) ، إنها وصية جامعة ترشد المؤمن بأن يراعي حقوق الله تعالى ، ويلتزم بأوامره ، ويقف عند حدود الشرع فلا يتعداه ، ويمنع جوارحه من استخدامها في غير ما خلقت له ، فإذا قام بذلك كان الجزاء من جنس العمل ، مصداقا لما أخبرنا الله تعالى في كتابه حيث قال : ** وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم ** ( البقرة : 40 ) ، وقال أيضا : ** فاذكروني أذكركم ** ( البقرة : 152 ) .
وهذا الحفظ الذي وعد الله به من اتقاه يقع على نوعين :
الأول : حفظ الله سبحانه وتعالى لعبده في دنياه ، فيحفظه في بدنه وماله وأهله ، ويوكّل له من الملائكة من يتولون حفظه ورعايته ،
كما قال تعالى : ** له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ** ( الرعد : 11 ) أي : بأمره ، وهو عين ما كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم كل صباح ومساء : ( اللهم إني أسألك العفو والعافية ، في ديني ودنياي وآخرتي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي ) رواه أبو داوود و ابن ماجة ،
وبهذا الحفظ أنقذ الله سبحانه وتعالى إبراهيم عليه السلام من النار ، وأخرج يوسف عليه السلام من الجبّ ، وحمى موسى عليه السلام من الغرق وهو رضيع ، وتتسع حدود هذا الحفظ لتشمل حفظ المرء في ذريّته بعد موته ، كما قال سعيد بن المسيب لولده : " لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن أُحفظ فيك " ، وتلا قوله تعالى : ** وكان أبوهما صالحا ** ( الكهف : 82 ) .
الثاني : حفظ الله للعبد في دينه ، فيحميه من مضلات الفتن ، وأمواج الشهوات ، ولعل خير ما نستحضره في هذا المقام : حفظ الله تعالى لدين يوسف عليه السلام ، على الرغم من الفتنة العظيمة التي أحاطت به وكادت له ، يقول الله تعالى في ذلك : ** كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ** ( يوسف : 24 ) ، وتستمر هذه الرعاية للعبد حتى يلقى ربّه مؤمنا موحدا .
ولكن الفوز بهذا الموعود العظيم يتطلب من المسلم إقبالا حقيقيا على الدين ، واجتهادا في التقرب إلى الله عزوجل ، ودوام الاتصال به في الخلوات ، وهذا هو المقصود من قوله صلى الله عليه وسلم في الرواية الثانية لهذا الحديث : ( تعرّف إلى الله في الرخاء ، يعرِفك فـي الشدة ) ، فمن اتقى ربه حال الرخاء ، وقاه الله حال الشدّة والبلاء .
ثم انتقل الحديث إلى جانب مهم من جوانب العقيدة ، ويتمثّل ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم لابن عباس : ( إذا سأَلت فاسأَل الله ) ، وسؤال الله تعالى والتوجه إليه بالدعاء من أبرز مظاهر العبوديّة والافتقار إليه ، بل هو العبادة كلها كما جاء في الحديث : ( الدعاء هو العبادة ) ، وقد أثنى الله على عباده المؤمنين في كتابه العزيز فقال : ** إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ** ( الأنبياء : 90 ).
وإن من تمام هذه العبادة ترك سؤال الناس ، فإن في سؤالهم تذلل لهم ومهانة للنفس ، ولا يسلم سؤالهم من منّة أو جرح للمشاعر ، أو نيل من الكرامة ، كما قال طاووس لعطاء رحمهما الله : " إياك أن تطلب حوائجك إلى من أغلق دونك بابه ، وجعل دونك حجابه ، وعليك بمن بابه مفتوح إلى يوم القيامة، أمرك أن تسأله ، ووعدك أن يجيبك " ، وصدق أبو العتاهية إذ قال :
لا تسألن بني آدم حاجـة ...وسل الذي أبوابه لا تُحجب
فاجعل سؤالك للإله فإنمـا ...في فضل نعمة ربنـا تتقلب
وقد أثنى الله على عباده المتعففين فقال : ** للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا ** ( البقرة : 273 ) ،
وقد بايع النبي صلى الله عليه وسلم رهطا من أصحابه على ترك سؤال الناس ، وكان منهم أبوبكر الصديق و أبو ذر الغفاري و ثوبان رضي الله عنهم أجمعين ، فامتثلوا لذلك جميعا ، حتى إن أحدهم إذا سقط منه سوطه أو خطام ناقته لا يسأل أحدا أن يأتي به .
إن ما سبق ذكره من الثناء على المتعفّفين إنما هو متوجه لمن تعفّف عن سؤال الناس فيما يقدرون عليه ، وما يملكون فعله ، أما ما يفعله بعض الجهلة من اللجوء إلى الأولياء والصالحين الأحياء منهم أو الأموات ، ليسألونهم ويطلبون منهم أعمالاً خارجةً عن نطاق قدرتهم ، فهذا صرفٌ للعبادة لغير الله عزوجل ، وبالتالي فهو داخل تحت طائلة الشرك .
وفي قوله : ( وإذا استعنت فاستعن بالله ) أمر بطلب العون من الله تعالى دون غيره ، لأن العبد من شأنه الحاجة إلى من يعينه في أمور معاشه ومعاده ، ومصالح دنياه وآخرته ، وليس يقدر على ذلك إلا الحي القيوم ، الذي بيده خزائن السموات والأرض ، فمن أعانه الله فلا خاذل له ، ومن خذله الله فلن تجد له معينا ونصيرا ، قال تعالى : ** إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده ** ( آل عمران : 160 ) ،
ولهذا المعنى كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من قول :
( اللهم أعني ولا تعن علي) ، وأمر معاذا رضي الله عنه ، ألا يدع في دبر كل صلاة أن يقول ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) رواه النسائي وأبو داود .
وإذا قويت استعانة العبد بربّه ، فإن من شأنها أن تعمّق إيمانه بقضاء الله وقدره ، والاعتماد عليه في كل شؤونه وأحواله ، وعندها لا يبالي بما يكيد له أعداؤه ، ويوقن أن الخلق كلهم لن ينفعوه بشيء لم يكتبه الله له ، ولن يستطيعوا أن يضرّوه بشيء لم يُقدّر عليه ، ولم يُكتب في علم الله ، كما قال سبحانه : ** ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ** ( الحديد : 22 ) .
ولما وعى سلفنا الصالح هذه الوصية ، أورثهم ذلك ثباتا في العزيمة ، وتفانيا في نشر هذا الدين ، غير مبالين بالصعوبات التي تواجههم ، والآلام التي تعتريهم ، لأنهم علموا أن طريق التمكين إنما يكون بالعمل بهذه الوصية النبوية ، وأن الفرج يأتي من بعد الكرب ، وأن العسر يعقبه اليسر ، وهذا هو الطريق الذي سلكه أنبياء الله جميعا عليهم السلام ، فما كُتب النصر ل نوح عليه السلام ، إلا بعد سلسلة طويلة من الجهاد مع قومه ، والصبر على أذاهم ، وما أنجى الله نبيه يونس عليه السلام من بطن الحوت ، إلا بعد معاناة طويلة عاشها مستغفرا لربّه ، راجيا فرجه ، معتمدا عليه في كل شؤونه ، حتى انكشفت غمّته ، وأنقذه من بلائه ومحنته ، وهكذا يكون النصر مرهونا بالصبر على البلاء والامتحان .
إننا نستوحي من هذا الحديث معالم مهمة ، ووصايا عظيمة ، من عمل بها ، كتبت له النجاة ، واستنارت له عتبات الطريق ، فما أحوجنا إلى أن نتبصّر كلام نبينا صلى الله عليه وسلم وتوجيهاته ، ونستلهم منها الحلول الناجعة لمشكلات الحياة ، ونجعلها السبيل الأوحد للنهضة بالأمة نحو واجباتها .
http://img252.imageshack.us/img252/2028/storm211987852109271701bg3.gif
الى كل الاعضااء الذين يتابعون معنا إحياااء سنة المصطفى :salla-icon:..في قلوبهم وانطلاقاً من أن تعلم العقيدة فرض عين على كل مسلم ..
فقد قال الله في سورة الزمر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%85% D8%B1) {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ****{65****
رأينا أن العودة إلى
المنبع العذب من كلام النبي :--mohammed--: هو من سيعيد لعلم العقيدة رونقه، وسيجعل المسلمين يقبلون لينهلوا من هذا النبع الصااافي الذي يرقق القلوب وينبت بذور حب العطااء لنيل الدرجات وهذا من أبلغ مقاصد العقيدة وغاياتها .
وسنبدأ على بركة الله بشرح مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة المتعلقة بالعقيدة
أتمنى لكم الفائدة ....وأرجو منكم المتابعة
التوحيد أول واجب على الناس
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com74.gif
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: لما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذ بن جبل إلى نحو أهل اليمن قال له: ( إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى، فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا صلوا فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة في أموالهم تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم، فإذا أقرّوا بذلك فخذ منهم، وتوق كرائم أموال الناس ) متفق عليه .
المفردات :
أهل الكتاب: هم اليهود والنصارى.
كرائم: أي أحسن وأكمل ما يملكون.
المعنى الإجمالي :
الحديث يوضح فرض التوحيد وأنه أول ما يخاطب به أهل الكتاب حيث أوصى النبي - صلى الله عليه - معاذاً أن يدعو أهل اليمن - وكانوا أهل كتاب - إلى التوحيد أولاً وهو إفراد الله بالربوبية والألوهية وإفراده بأسمائه وصفاته .
كما يوضح الحديث أهمية البدء بالتوحيد، وعدم مخاطبة الناس بغيره من الفرائض حتى يأتوا بالتوحيد أولاً .
ويوضح الحديث أهمية بعث العلماء إلى الأقطار لتعليم الناس وتفقيههم في الدين، وأهمية تعريف الداعية والعالم بحال من يُرسل لتعليمه، والبدء بالأهم فالأهم في الدعوة والبلاغ .
الفوائد العقدية:
1- أن أول واجب يتعين مخاطبة الناس به هو التوحيد، كونه الفريضة الأولى التي افترضها الله على عباده.
2-أن التوحيد شرط في قبول الأعمال الصالحة، فلا يقبل عمل صالح من عامله إن لم يأت بالتوحيد أو أخلَّ بأصله وشرطه، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ( فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى، فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات ) حيث رتب – صلى الله عليه وسلم – مخاطبتهم بالفرائض على قبول التوحيد .
3- أنه لا يحكم بإسلام أحد ما لم ينطق بالشهادتين.
4- أن النطق بالشهادتين وحده لا يكفي حتى يتبع ذلك بالعمل الصالح من أداء الواجبات والفرائض حيث لم يكتف النبي – صلى الله عليه وسلم - ببعث معاذ بالتوحيد فحسب وإنما أمره أيضاً بتعليمهم فرائض الإسلام وشرائعه.
يُتبع إن شاء الله
نقصان الإيمان بالمعاصي
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com74.gif
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن ) متفق عليه .
المفردات
نهبة: الأخذ على وجه العلانية والقهر.
المعنى الإجمالي
الإيمان كالشجرة يزيدها الماء نموا، وتزيدها التغذية قوة، ويقضي عليها الجفاف والعطش، وتذبل وتضمحل إن قل غذاؤها،
وكذلك الإيمان يزيد ويكبر ويقوى بالعمل الصالح، والترقي في مراتب الإيمان من خوف الله، ورجائه، وحبه، ويضمحل ويبطل بالكفر والشرك، ويضعف ويهزل بالمعاصي والسيئات من السرقة والزنا وشرب الخمر وغير ذلك من المعاصي .
فالعلاقة بين الإيمان والعمل علاقة طردية عكسية، فهو يزيد ويقوى بالعمل الصالح، ويضعف ويهزل بارتكاب المعاصي والسيئات،
ومن أراد زيادة إيمانه وقوته فعليه بفعل الصالحات واجتناب الموبقات، وفي هذا الحديث يبين لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أثر المعاصي على الإيمان، وكيف أنه يضعف ويهزل حتى لا يبقى منه إلا القليل، كل ذلك بسبب المعاصي،
فعلى المسلم الذي يريد أن يحافظ على منسوب إيمانه عالياً مرتفعاً أن يواظب على الطاعات، ويجتنب المعاصي والسيئات، ففي ذلك نجاته في الدنيا والآخرة .
الفوائد العقدية
1- نقصان الإيمان بارتكاب المعاصي.
2- أن الجهر بالمعصية لا يعد كفراً.
3- أن الزنا والسرقة وشرب الخمر والانتهاب من كبائر الذنوب .
4- أن نفي الإيمان في الحديث هو نفي لكماله لا نفي لصحته وأصله؛ بدليل إجماع السلف على أن المعاصي لا يكفر فاعلها إلا باستحلالها.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوركت أخيتي الغالية لقاء وبوركت جهودكِ المميزة
وفقكِ الله لما يحبه ويرضاه
جزاك الله خيراً أختي الغالية عطر
لقد اسعدني مرورك ومتابعتك الواعية ..
لا حرمنا الله من نسيم مرورك العطر أختااه ...
وفقك الله في دينك ودنياااك
نقصان الإيمان بالمعاصي
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com74.gif
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن ) متفق عليه .
المفردات
نهبة: الأخذ على وجه العلانية والقهر.
المعنى الإجمالي
الإيمان كالشجرة يزيدها الماء نموا، وتزيدها التغذية قوة، ويقضي عليها الجفاف والعطش، وتذبل وتضمحل إن قل غذاؤها،
وكذلك الإيمان يزيد ويكبر ويقوى بالعمل الصالح، والترقي في مراتب الإيمان من خوف الله، ورجائه، وحبه، ويضمحل ويبطل بالكفر والشرك، ويضعف ويهزل بالمعاصي والسيئات من السرقة والزنا وشرب الخمر وغير ذلك من المعاصي .
فالعلاقة بين الإيمان والعمل علاقة طردية عكسية، فهو يزيد ويقوى بالعمل الصالح، ويضعف ويهزل بارتكاب المعاصي والسيئات،
ومن أراد زيادة إيمانه وقوته فعليه بفعل الصالحات واجتناب الموبقات، وفي هذا الحديث يبين لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أثر المعاصي على الإيمان، وكيف أنه يضعف ويهزل حتى لا يبقى منه إلا القليل، كل ذلك بسبب المعاصي،
فعلى المسلم الذي يريد أن يحافظ على منسوب إيمانه عالياً مرتفعاً أن يواظب على الطاعات، ويجتنب المعاصي والسيئات، ففي ذلك نجاته في الدنيا والآخرة .
الفوائد العقدية
1- نقصان الإيمان بارتكاب المعاصي.
2- أن الجهر بالمعصية لا يعد كفراً.
3- أن الزنا والسرقة وشرب الخمر والانتهاب من كبائر الذنوب .
4- أن نفي الإيمان في الحديث هو نفي لكماله لا نفي لصحته وأصله؛ بدليل إجماع السلف على أن المعاصي لا يكفر فاعلها إلا باستحلالها.
بارك الله فيك وعليك أختنا الفاضلة لقاء جزاك الله خيرا
بما أن هذا الحديث أشكل على طوائف كثيرة من الناس فقد شرحه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة وهي تنشر لأول مرة
اسم الرسالة & شرح حديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن & طبعة دار ابن حزم بيروت لبنان
الطبعة الاولى1422 ه 2001م
تحقيق دغش بن شبيب العجمي حفظه الله
يرفع للفائدة رفع الله قدركم
جزاك الله خيرا أخي الفاضل ابي عقيل
بُوركت على تواجدكم الدائم ..سدد الله خُطاكم ..
بما أن هذا الحديث أشكل على طوائف كثيرة من الناس فقد شرحه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة وهي تنشر لأول مرة
اسم الرسالة & شرح حديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن & طبعة دار ابن حزم بيروت لبنان
الطبعة الاولى1422 ه 2001م
تحقيق دغش بن شبيب العجمي حفظه الله
باارك الله فيك أخي على هذا التنويه الطيب رحم الله شيخ الاسلام ابن تميمة
وجزى الله خيراً أخي الفاضل دغش بن شبيب العجمي حفظه الله
وفقك الله في دينك ودنيااك ..وأنااار قلبك وبصيرتك
الإسلام دين الفطرة
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com74.gif
عن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء . ثم يقول أبو هريرة واقرؤوا إن شئتم ** فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ** الآية رواه البخاري ومسلم واللفظ له .
المفردات :
الفطرة : هي ما ركز في النفوس من الإيمان بوجود الله والاعتراف بربوبيته، وقيل: الاستعداد والقابلية لقبول خطاب الإيمان .
يهودانه: يصيرانه يهودياً .
ينصرانه: يصيرانه نصرانياً .
يمجسانه: يصيرانه مجوسياً .
جمعاء: سالمة من العيوب.
جدعاء: مقطوعة الأذن .
المعنى الإجمالي
:
يشير هذا الحديث إلى قضية غاية في الأهمية، وهي أن الأصل في الإنسان هو الإيمان بالله المعبر عنه بالفطرة، والتي يوحي أصلها اللغوي بأنه شيء خلق مع الإنسان وركب فيه، كما يركب سائر أعضائه، وأن الإنسان إنما يخرج عن مقتضى فطرته بمؤثرات خارجية من تربية وبيئة وتعليم، وقد مثل النبي - صلى الله عليه وسلم – لحالة الإنسان حين ولادته على الفطرة بحالة البهيمة في كمال خلقها وخلوها عن العيوب والنقائص حتى إذا كبرت قطعوا آذانها وأنوفها وغيروا خلقتها، فكذلك ما يتعرض له الإنسان من انحراف في فطرته هو بتأثير خارجي، فلو قُدر أن إنسانا نشأ وحده، وتربى وحده دون مؤثر خارجي لنشأ مؤمناً عارفاً بالله .
الفوائد العقدية :
1- أن أول واجب على العباد هو توحيد الله، وذلك أن الإيمان بالله وهو المعبر عنها بالفطرة مركوز في النفس الإنسانية والخلل الطارئ على البشر إنما هو في الشرك بالله واتخاذ آلهة أخرى، وعليه فأول ما يخاطب به من هذا حاله هو توحيد الله ونفي الشركاء، أما من كان الخلل عنده في قضية الوجود الإلهي بأن كان ملحداً فأول ما يخاطب به هو أدلة وجود الله .
2- أن الفطرة لا يمكن أن تزول، وإنما قد تطمس وتغطى بعوارض الكفر والإشراك، فإذا زالت تلك العوارض وموجباتها رجع الإنسان إلى فطرته فآمن بربه وعاد إليه .
3- أن التدين بالدين الحق ضرورة إنسانية لا يمكن للإنسان أن يتغافل ويعرض عنها، أو أن يمحوها من قائمة اهتماماته؛ وذلك لما ركز في أعماق النفس الإنسانية من نزوع إلى من تعبده وتعظمه وتلجأ إليه في النوائب والمصائب والمحن .
4- أن أولاد المؤمنين ناجون يوم القيامة وهي من المسائل المجمع عليها، واختلف العلماء في أولاد المشركين الذين ماتوا قبل أن يبلغوا، والراجح نجاتهم لكونهم ماتوا على الفطرة قبل أن تُغيَر، قال الإمام ابن حجر عن أولاد المشركين: " أنهم في الجنة، قال النووي : هو المذهب الصحيح المختار الذي صار إليه المحققون لقوله تعالى ** وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا **(الإسراء:51 ) ..
ومن الأدلة أيضا على نجاتهم ما رواه البخاري عن سمرة بن جندب عن النبي - صلى الله عليه وسلم – في الحديث الطويل حديث الرؤيا، وفيه قوله - صلى الله عليه وسلم – ( وأما الرجل الطويل الذي في الروضة، فإنه إبراهيم - عليه السلام - وأما الولدان حوله فكل مولود يولد على الفطرة، قال: فقيل: يا رسول الله وأولاد المشركين ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأولاد المشركين ) .
5- أن الحكم بنجاة أولاد المشركين في الآخرة لا يعني اختلاف حكمهم عن حكم آبائهم في الدنيا فهم يرثون آبائهم ويرثهم آباؤهم، ويدفنون في مقابر الكفار، ويأسرهم المسلمون في حال الحرب، ويدل على هذا قوله - صلى الله عليه وسلم – وقد سئل عن أبناء المشركين: ( هم من آبائهم ) رواه مسلم .
اللهم آمين
أسأل الله أن يرفع قدرك ويعلي منزلتك في الدارين أختي الفاضلة لقاء
جزاك الله خيراً أخي ابي عقيل
وفقك الله في دينك ودنيااك ويسر لك دروب الخير
أسأل الله أن يرفع قدرك ويعلي منزلتك في الدارين
اللهم آمين
الإيمان بالقدر
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com74.gif
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق: ( إن خلق أحدكم يُجْمَعُ في بطن أمه أربعين يوماً وأربعين ليلة، ثم يكون علقة مثله، ثم يكون مضغة مثله، ثم يبعث إليه الملك فيؤذن بأربع كلمات، فيكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينها وبينه إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار، فيدخل النار، وإن أحَدَكم ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل عمل أهل الجنة فيدخلها ) رواه البخاري .
المفردات
يُجْمَعُ: يضم بعضه إلى بعض.
علقة: دماً غليظاً جامداً.
مضغة: قطعة لحم بمقدار ما يمضغ .
المعنى الإجمالي
متع الله الإنسان بعنايته من مبدئه إلى منتهاه، فهو في بطن أمه يتقلب في نعم الله وحفظه، فينشئه الله ويرقيه من نطفة إلى علقة، ومن علقة إلى مضغة، حتى إذا اكتملت صورته أذن الله بنفخ الروح فيه، وقد بلغ أربعة أشهر كاملة، فيأتيه الملك لهذا الغرض، ويؤمر بكتابة رزقه وأجله ومصيره من شقاء أو سعادة، وهذه الكتابة لا تحدد مصير الإنسان وإنما تكشفه،
فما يكتبه الملك ما هو إلا علم الله في الإنسان، وما يؤول إليه أمره في هذه الحياة من سعادة وشقاوة، فضلاً عن طبيعته الخَلْقية من ذكر أو أنثى.
وقد أوضح الحديث تقلبات أحوال الإنسان في حياته، فبينما هو سائر على طريق الحق والصواب، إذ به ينقلب على عقبه ويسلك طريق الهلاك والضلال، ويموت على ذلك، وبالعكس فالبعض يقضي جل حياته في المعاصي والشرور، ولكنه يتخذ القرار المناسب في آخر لحظات حياته، فيتوب ويؤوب .
الفوائد العقدية
1- علم الله المحيط بكل شيء.
2- عناية الله بالإنسان في جميع مراحل حياته.
3- كتابة علم الله عن الإنسان في كتاب خاص.
4- تولي الملائكة نفخ الروح في بني آدم وكتابة أعمالهم.
5- تقلب الإنسان في أطوار حياته صلاحاً وفساداً.
6- العبرة بالخاتمة في الكفر والإيمان.
7- مسؤولية الإنسان عن عمله .
8- أن التوبة تهدم الذنوب قبلها.
9- أن الكفر إذا مات عليه الإنسان أبطل عمله الصالح.
منزلة العمل من الإيمان
http://www.islamweb.net/cachepic/143002.gif
عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( الإيمان بضع وسبعون .. شعبة فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان ) رواه مسلم .
المفردات
بِضع: مقدار من العدد، قيل: من ثلاثة إلى تسعة.
شُعْبة: قطعة، والمراد: الخصلة أو الجزء.
المعنى الإجمالي
أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث أن يعطي تصوراً مجملاً عن الإيمان، وأنه متعدد الأركان والشرائع، وأنه مشتمل على الأعمال الصالحة القلبية، والفعلية، والقولية، فذكر أعلى مراتب الإيمان وهو التوحيد،
وأدنى مراتبه وهو ما لا يقيم له الناس وزناً من الأعمال الصالحة كإماطة الأذى عن الطريق، وذكر "الحياء" للدلالة على ما بينهما من أعمال صالحة يَصْدُقُ على جميعها مسمى الإيمان .
الفوائد العقدية
1- أن الإيمان عبارة عن شرائع الدين كلها، سواء كانت أعمالاً بالقلب، أم بالجوارح، أم باللسان.
2- أن أعلى شرائع الإيمان وفرائضه شهادة ألا إله إلا الله بإخلاص ويقين .
3- أن "إماطة الأذى" عن طريق الناس من الإيمان.
4- أن "الحياء" من الإيمان، وهو خلق يحجز الإنسان عن فعل الرذائل وارتكاب القبائح.
5- تفاوت الأعمال الصالحة في مراتبها من الإيمان، فمنها ما يكون في أعلى مراتب الإيمان، ومنها ما يكون في أدناها، وما بين أعلى الإيمان وأدناه شعب متعددة .
6- فضل شهادة التوحيد وأنها أفضل شعب الإيمان .
7- دخول العمل الصالح في مسمى الإيمان وحقيقته .
يرفع للفائدة بارك الله فيكم
عمروالدمرداش
20-01-2010, 11:25 AM
نتابع بإذن الله تعالى
جزاكم الله خيراً ...وبااارك فيكم
وفقكم الله في دينكم ودنيااكم ويسر لكم دروب الخير
أسأل الله أن يرفع قدركم ويعلي منزلتكم في الدارين
اللهم آمين
أعظم الذنوب وأقبحها
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com74.gif
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - أي الذنب أعظم عند الله ؟ قال: ( أن تجعل لله ندّاً وهو خلقك، قلت: إن ذلك لعظيم . قلت: ثم أي ؟ قال: وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك، قلت: ثم أي ؟ قال: أن تزاني حليلة جارك ) متفق عليه .
المفردات
ندّاً : شريكاً .
حليلة: الزوجة.
المعنى الإجمالي
كان الصحابة - رضوان الله عليهم – يسألون النبي – صلى الله عليه وسلم - عن الذنوب ومراتبها كي يجتنبوها، ويعلموا قبحها فيحذروها، وفي هذا الإطار سأل الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه – النبي – صلى الله عليه وسلم -
عن أعظم الذنوب أي: أشدها إثماً وأعظمها قبحاً، فأخبره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أعظمها هو الشرك بالله، بأن يجعل الإنسان لله شريكاً يعبده ويلجأ إليه، ويتوكل عليه، ويترك عبادة ربه، وهو الذي خلقه ورزقه .
فسأله عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - عما يلي ذنب الشرك من الذنوب في القبح وعظيم الإثم ؟ فقال له: أن يقتل المرء ولده خوفاً من أن يشاركه طعامه وشرابه، وهو خوف ينم عن اعتقاد فاسد في الله سبحانه بأنه لم يتكفل برزق عباده، كما أنه ينم عن قسوة بالغة حين يقدم الإنسان على قتل فلذة كبده وثمرة فؤاده، ما يجعل هذه الجريمة في المرتبة الثانية بين أسوأ الجرائم وأفظعها عند الله، ثم يسأل عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عما يلي هاتين الجريمتين - جريمة الشرك، وجريمة قتل الولد - فيجيبه النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه الزنا بزوجة الجار، وتتجلى شناعة هذا الجرم كون الجار مؤتمن على شرف جاره، فالاعتداء على محارمه يعد خيانة لحق الجوار الذي عظمه الله ورسوله .
الفوائد العقدية
1- تفاوت الذنوب والمعاصي في شناعتها وقبحها.
2- أن الشرك بالله أعظم الذنوب على الإطلاق.
3- بيان حقيقة الشرك وأنه مساواة غير الله بالله في ذاته وأفعاله وأسمائه وصفاته.
4- استحقاق الله للعبادة كونه الخالق الذي أوجد النفوس وأحياها.
5- حرمة صرف أي نوع من العبادات لغير الله.
6- حرمة مساواة الله بغيره .
7- فضل التوحيد وأنه أعظم العبادات .
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2025