كمال ابو وسيم
06-06-2009, 03:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول الشيخ عبد المالك رمضاني الجزائري في كتابه ** من كل سورة فائدة **
مجي لفظ (أحد) نكرة خاص بالله قال الله تعالى (قل هو الله أحد. الله الصّمد.)
( الإخلاص 1_2) كلمة( أحد) جاءت نكرة و كلمة (الصّمد) جاءت معرفة بالألف واللام,
مع أن الموصوف
بهما واحد, ومعلوم أن الصفة المضافة لله تعرف إذا كانت تستعمل أيضا لغير الله, فتعرف
لبيان تفرد الله بالصفة مطلقا, و أما ما استعمل للمخلوق مقيد و ناقص وتابع, كما سيأتي
في كلام ابن تيمية, و قد استعملت العرب في إشعارها كلمة (صمد) للمخلوق, قال
البخاري في ”صحيحه“ (5/ 739 _ لفتح) ”و العرب تسمي شرافها”الصمد“
واستشهد له ابن جرير رحمه الله في”تفسيره“ لهده السورة بقول الشاعر׃
ألا بكّر النّاعي بخيري بني أسد ........... بعمرو بن مسعودي و بالسّيد الصّمد
.أما سبب مجيء لفظة ( أحد ) نكرة، فقد علّله ابن الكثير بقوله ׃ « ولا يطلق هذا اللفظ
على أحد في الإثبات.
إلا على الله عز و جل، لأنه الكامل في جميع صفاته و أفعاله »، و لم تأت في القرآن هذه
اللفظ مثبتة
مفردة غير مضافة إلا لله سبحانه، فلم تحتج حينئذ إلى أن تعرف بالألف و لام، ولم تأت في حق غير الله
إلا منفية أو مضافة، كقول الله عز و جل׃( وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة
فلا تكفر فيتعلمون
منهما ما يفرقون به بين المرء و زوجه و ما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله)
(البقرة 109)
وقوله׃(إذ تصعدون و لا تلوون على أحد) ( آل عمران 153 ). وقوله׃ ( ولوط إذ قال
لقومه أتأتون الفاحشة
ما سبقكم بها من احد من العلمين )(الأعراف 80) وقوله׃( فيومئذ لا يعذب عذابه أحد )
( الفجر25 ) هذا في النفي،
و أما في الإضافة فمثل قوله تعالى׃ (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهم فلا تقل لهما
أف و لا تنهرهما)
( الاسراء23) ، ومثل هذه الآيات كثير، و قد قال بها من أئمة اللغة الأزهري رحمه الله
فاعترض عليه الشيخ عطيه سالم رحمه الله بقوله تتمّته على « أضواء البيان» (9/) ׃
و أما قوله׃ إن (أحد)
تستعمل في النفي ، فقد جاء استعمالها في الإثبات أبضا ، كقوله ׃ ( أو جاء أحد منكم من
الغائط )(المائدة 6) ،
فتكون أغلبية في استعمالها، ودلالتها في العموم واضحة، و هذا الاعتراض معترض ،
ودليله متناقض ،
لأن كلمة (أحد) في الآية التي استدل بها جاءت في سياق الشرط المنفي، كما تجيء في
سباق الاستفهام
المنفي، و هي من صيغ النفي لا الإثبات كما هو معلوم، و مثله_ و لعلّه أقوى من حيث
الاستثناء_ قوله׃
تعالى مخبرا عن اليهود أنهم يقولون ׃ ( ولا تؤمنوا إلا لمن تبع
دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أتيتم أو يحاجوكم عند ربكم )
( آل عمران 73). وهذه الآية على طريقة ما سبق كما فسرها بعض السلف، أي إن كلمة
(احد) سيقت مساق النفي ، و نصره ابن الجرير. في« تفسيره» (5/505_هجر)
و قال׃« فيكون تأويله حينئذ ׃ و لا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ، و لا تؤمنوا أن يؤتى أحد
مثل ما أوتيتم ،
بمعنى ׃ لا يؤتى أحد مثل ما أتيتم ، و ذكر أن قوله تعالى ( قل إن الهدى هدى الله)
( آل عمران 73).جملة اعتراضية من خطاب الله لنبيه صل الله عليه و سالم و سائر
الكلام خطاب اليهود لقومهم. و قال ابن تيمية في« المجموع الفتاوى» (17/235_38)
قال الله تعالى ׃ (قل هو الله أحد الله الصمد) فأدخل اللام في ( الصّمد ) و لم يدخلها في
( أحد ) ، لأنه ليس في الموجدات ما يسمى أحدا في الإثبات مفردا غير مضاف إلا الله
بخلاف النفي و ما في معناه، كالشرط وإلا استفهام، فأنه يقال׃هل عندك أحد،
و إن جاءني أحد من جهتك أكرمته، و إنما استعمل في العدد المطلق، يقال׃ أحد، اثنان،
و يقال أحد عشر، و في أول الأيام يقال يوم أحد....... و المقصود هنا أن لفظ ( الأحد )
لم يوصف به شيء من الأعيان إلا الله وحده، وإنما يستعمل في غير الله في النفي، قال
أهل اللغة ׃ يقول ׃ لا أحد في الدار، و لا نقل فيها أحد، و هذا لم يجيء في القرآن إلا
في فير الموجب كقوله ׃ ( فما منكم من أحد عنه حاجزين ) ( الحاقة 47) و كقوله ׃
( لستن كأحد من النساء )
( الأحزاب 32 ) وقوله ׃ ( و إن أحد من المشركين أستأجرك فأجره ) ( التوبة 6 ) ،
و في الإضافة كقوله ׃ ( فا بعث أحدكم ) (الكهف 19 ) و ( جعلنا لأحدهما جنيتي )
( الكهف32 ) ، و أما اسم الصمد فقد استعملته أهل اللغة في حق المخلوقين كما تقدم فلم
يقل׃ الله صمد، بل قال ׃ ( الله الصمد ) ( الإخلاص 2 ) ، فبيّن أنه المستحقّ لأن يكون
هو الصّمد دون ما سواه، فأنه المستوجب لغايته على الكمال، والمخلوق _ و إن كان
صمدا من بعض الوجوه_ فٳنّ حقيقة الصّمديّة منتفيةٌ عنه، فٳنه يقبل التّفرّق و التّجزئة،
و هو أيضا محتاج إلى غيره، فٳن كلّ ما سوى الله محتاج إليه من كل وجه
فليس أحدُ يصمد إليه كل شيء، ولا يصمد هو إلى شيء إلاّ الله تبارك وتعالى و ليس في
المخلوقات إلاّ ما يقبل أن يتجزّأ و يتفرّق ويتقسّم و ينفصل بغضه من بعض، و الله
سبحانه هو الصمد الّذي لا يجوز عليه شيء من ذالك»، وانظر« بصائر ذوي التميز
في لطائف الكتاب العزيز » للفيروزآبادي (2/91/92).
وصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول الشيخ عبد المالك رمضاني الجزائري في كتابه ** من كل سورة فائدة **
مجي لفظ (أحد) نكرة خاص بالله قال الله تعالى (قل هو الله أحد. الله الصّمد.)
( الإخلاص 1_2) كلمة( أحد) جاءت نكرة و كلمة (الصّمد) جاءت معرفة بالألف واللام,
مع أن الموصوف
بهما واحد, ومعلوم أن الصفة المضافة لله تعرف إذا كانت تستعمل أيضا لغير الله, فتعرف
لبيان تفرد الله بالصفة مطلقا, و أما ما استعمل للمخلوق مقيد و ناقص وتابع, كما سيأتي
في كلام ابن تيمية, و قد استعملت العرب في إشعارها كلمة (صمد) للمخلوق, قال
البخاري في ”صحيحه“ (5/ 739 _ لفتح) ”و العرب تسمي شرافها”الصمد“
واستشهد له ابن جرير رحمه الله في”تفسيره“ لهده السورة بقول الشاعر׃
ألا بكّر النّاعي بخيري بني أسد ........... بعمرو بن مسعودي و بالسّيد الصّمد
.أما سبب مجيء لفظة ( أحد ) نكرة، فقد علّله ابن الكثير بقوله ׃ « ولا يطلق هذا اللفظ
على أحد في الإثبات.
إلا على الله عز و جل، لأنه الكامل في جميع صفاته و أفعاله »، و لم تأت في القرآن هذه
اللفظ مثبتة
مفردة غير مضافة إلا لله سبحانه، فلم تحتج حينئذ إلى أن تعرف بالألف و لام، ولم تأت في حق غير الله
إلا منفية أو مضافة، كقول الله عز و جل׃( وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة
فلا تكفر فيتعلمون
منهما ما يفرقون به بين المرء و زوجه و ما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله)
(البقرة 109)
وقوله׃(إذ تصعدون و لا تلوون على أحد) ( آل عمران 153 ). وقوله׃ ( ولوط إذ قال
لقومه أتأتون الفاحشة
ما سبقكم بها من احد من العلمين )(الأعراف 80) وقوله׃( فيومئذ لا يعذب عذابه أحد )
( الفجر25 ) هذا في النفي،
و أما في الإضافة فمثل قوله تعالى׃ (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهم فلا تقل لهما
أف و لا تنهرهما)
( الاسراء23) ، ومثل هذه الآيات كثير، و قد قال بها من أئمة اللغة الأزهري رحمه الله
فاعترض عليه الشيخ عطيه سالم رحمه الله بقوله تتمّته على « أضواء البيان» (9/) ׃
و أما قوله׃ إن (أحد)
تستعمل في النفي ، فقد جاء استعمالها في الإثبات أبضا ، كقوله ׃ ( أو جاء أحد منكم من
الغائط )(المائدة 6) ،
فتكون أغلبية في استعمالها، ودلالتها في العموم واضحة، و هذا الاعتراض معترض ،
ودليله متناقض ،
لأن كلمة (أحد) في الآية التي استدل بها جاءت في سياق الشرط المنفي، كما تجيء في
سباق الاستفهام
المنفي، و هي من صيغ النفي لا الإثبات كما هو معلوم، و مثله_ و لعلّه أقوى من حيث
الاستثناء_ قوله׃
تعالى مخبرا عن اليهود أنهم يقولون ׃ ( ولا تؤمنوا إلا لمن تبع
دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أتيتم أو يحاجوكم عند ربكم )
( آل عمران 73). وهذه الآية على طريقة ما سبق كما فسرها بعض السلف، أي إن كلمة
(احد) سيقت مساق النفي ، و نصره ابن الجرير. في« تفسيره» (5/505_هجر)
و قال׃« فيكون تأويله حينئذ ׃ و لا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ، و لا تؤمنوا أن يؤتى أحد
مثل ما أوتيتم ،
بمعنى ׃ لا يؤتى أحد مثل ما أتيتم ، و ذكر أن قوله تعالى ( قل إن الهدى هدى الله)
( آل عمران 73).جملة اعتراضية من خطاب الله لنبيه صل الله عليه و سالم و سائر
الكلام خطاب اليهود لقومهم. و قال ابن تيمية في« المجموع الفتاوى» (17/235_38)
قال الله تعالى ׃ (قل هو الله أحد الله الصمد) فأدخل اللام في ( الصّمد ) و لم يدخلها في
( أحد ) ، لأنه ليس في الموجدات ما يسمى أحدا في الإثبات مفردا غير مضاف إلا الله
بخلاف النفي و ما في معناه، كالشرط وإلا استفهام، فأنه يقال׃هل عندك أحد،
و إن جاءني أحد من جهتك أكرمته، و إنما استعمل في العدد المطلق، يقال׃ أحد، اثنان،
و يقال أحد عشر، و في أول الأيام يقال يوم أحد....... و المقصود هنا أن لفظ ( الأحد )
لم يوصف به شيء من الأعيان إلا الله وحده، وإنما يستعمل في غير الله في النفي، قال
أهل اللغة ׃ يقول ׃ لا أحد في الدار، و لا نقل فيها أحد، و هذا لم يجيء في القرآن إلا
في فير الموجب كقوله ׃ ( فما منكم من أحد عنه حاجزين ) ( الحاقة 47) و كقوله ׃
( لستن كأحد من النساء )
( الأحزاب 32 ) وقوله ׃ ( و إن أحد من المشركين أستأجرك فأجره ) ( التوبة 6 ) ،
و في الإضافة كقوله ׃ ( فا بعث أحدكم ) (الكهف 19 ) و ( جعلنا لأحدهما جنيتي )
( الكهف32 ) ، و أما اسم الصمد فقد استعملته أهل اللغة في حق المخلوقين كما تقدم فلم
يقل׃ الله صمد، بل قال ׃ ( الله الصمد ) ( الإخلاص 2 ) ، فبيّن أنه المستحقّ لأن يكون
هو الصّمد دون ما سواه، فأنه المستوجب لغايته على الكمال، والمخلوق _ و إن كان
صمدا من بعض الوجوه_ فٳنّ حقيقة الصّمديّة منتفيةٌ عنه، فٳنه يقبل التّفرّق و التّجزئة،
و هو أيضا محتاج إلى غيره، فٳن كلّ ما سوى الله محتاج إليه من كل وجه
فليس أحدُ يصمد إليه كل شيء، ولا يصمد هو إلى شيء إلاّ الله تبارك وتعالى و ليس في
المخلوقات إلاّ ما يقبل أن يتجزّأ و يتفرّق ويتقسّم و ينفصل بغضه من بعض، و الله
سبحانه هو الصمد الّذي لا يجوز عليه شيء من ذالك»، وانظر« بصائر ذوي التميز
في لطائف الكتاب العزيز » للفيروزآبادي (2/91/92).