المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أكتب وإن طال المدى فلسوف يأتي قارئ


زهراء و الأمل
01-05-2009, 07:22 PM
و طبيب عادني في علتي .. و مضى يكتب لي بعض الدواء
ظن في صدري وباء هدني .. و ارتضى الراحة لي بعد العناء

في ليلة هوجاء النار فيها كانت تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله
الأنوار اغتيلت عنوة فأسدلت على مد البصر ستائر حالكة الظلام
و على طرق جميعها موحش لا بيوت و لا مبان و لا حتى خيام
لهيب النيران غط وجه الشفق فيها و راح يقذف حممه كالبركان
الأعاصير تقتلع الجبال الرواسي و تتداعى عليها وسط الزحام
الجثت الممزقة الأوصال من كثرتها أبت أن تستتر تحت الركام
أبيد جل من فيها و أحرق كل شبر و زاوية من زواياها
كنت أسير في خوف و روعة مروعة يلفني برد السقا
و قد احتضنني الذهول و رافقتني الأحزان
و بقسوة عضتني بأنيابها الآلام
أقلب ناظريا في ربوع الأرض المقدسة
أهي بلدي التي رجعت إليها حقيقة أسير فوق ترابها أتنفس هواءها أم مجرد أوهام
أهي حبيبتي التي أجبرت للتغرب عنها و فرقت بيننا أيادي الجبن و الغدر و الحرمان
أين المباني أين المساكن أين المساجد أين الأهل و الأصدقاء أين الأحبة و الجيران
أغبت عنها أم غابت عني أشجار الزيتون و التين و التفاح و الليمون و الرمان
أخيال أن أرضي صارت قاعا صفصفا أم هي حقيقة صارخة و و اقع
أحقا تلك الوهاد و الجنات و الأراضي الطيبات و المساكن صارت بلاقع
تفطرت فيها السماء بلهيب صبغ الشفق و مارت
و جبالها الشامخات كادت أن تكون كثيبا مهيلا
ويح الرياح تصفر في أجوائها و كأني بها تغني أقسى ملاحمها
و حياة بشر و شجر مسحت على جنباتها فقصدتها هوام الأرض
و أوت إليها البوم و حلقت في سمائها الغربان
دخلاء من البغات إستنسروا فعاثوا فيها فسادا
الألغام زرعت كحبات الرمال و فحيح الأفاعي ينذر بزعاف سمومه الملونة
لا عشب أخضر و لا يابس غير أشواك تربعت على حنضل و في أحضانه نمت
الدماء امتزجت و روت و سقت و أشبعت الأرض حتى ارتجت بعدها و ربت
و الأشلاء احتشدت حتى امتزجت بين رجال و نساء و أطفال
تمزقت و احترقت و تحللت و تفرقت عن الأجساد الأوصال
أبيدت بقوة فيها كل مقومات الحياة
و أصبحت أسمى أماني لمن تبقى من الناس فيها المماة
..... ..... ..... .....
تجمدت الدموع على الخدود كما وئدت على أرضنا كل الورود
قالوا :
توقفي فقد بلغ منا و منك الحزن مداه
و نخاف عن ذاك الفؤاد الجريح من أن يتفطر و يختفي عنا صداه
و عيناك لا نريدها أن ترى مزيدا من المئاسي
فجرحك في الصدر غائر
لا نريد مزيدا من النزيف و لا مزيدا من الخسائر
فقالت :
كلا و ألف كلا لا أريد التوقف و إن على جمر المخاطر أمشي
و إن كنت حافية و رأيتم أني بيدي أنسج كفني و على كتفي أحمل نعشي
سأسير وعلى تربها الطاهر سأواصل المسير
باذن المعز ستهون الصعاب و يتذلل كل عسير
و سأخطو خطواتي في عزة و ثبات
إن كان أبالسة الغدر بعدة الموت يلحقوننا
و شياطين المكر بعتاد فنائهم يتبعوننا
بصوت حق عاليا سأسمعهم و سيسمعوننا
يمينا فلسطين لن أركع و لن أقبل الذل أو أخضع
يمينا تجلجل في الخافقين و تمتلك القلب و المسمع

قالت :
تفرقوا عني أحبتي إن شئتم فلن أتوقف و سأحفظ العهد و الذمة
و بما تبقى لي من قوة و بكل ما أوتيت من همة
سأصل هناك رغم الجراح الداميات
و لو زحفا و إن كنت وحدي إلى القمة
أنتظر بلهفة و شوق سماع صوتك الشجي
أنت يا مؤذن الفلاح و العزة
لا أبالي بالنزيف من جراحي
و ان تكالبت على صدري كل الرماح

كيف يا جراح أرضى راحة ...أنا جندي على خط الفداء
و جراح الصدر لا تؤلمني ...إنما يؤلمني جرح الإباء
يتبع

فاديا
01-05-2009, 08:33 PM
تابعي حديثك أختاه ...
ما جدوى الصمت ، إن كانت حتى الجدران الصامتة تُذكّرنا بآلام و تخاطبنا ؟؟

زهراء و الأمل
05-05-2009, 11:05 PM
تابعي حديثك أختاه ...
ما جدوى الصمت ، إن كانت حتى الجدران الصامتة تُذكّرنا بآلام و تخاطبنا ؟؟
حياك الله يا كريمة بنت الكرام
و رحم والديك و جعلهما من أهل الجنان
قلت مقالة بليغة أخيتي فاديا
لكن في بعض الأحيان تأسرنا الأحداث .. و تخنقنا العبرات من هول المصاب ..
و تتضاءل بل تيتم الكلمات ..و لا نستطيع التعبير..فاليراع قد جف لكثرة النزيف ..
و مع ذلك فلا نريد للقلب غير الحياة ..
سنواصل قريبا بإذن الله

عبق الريحان
06-05-2009, 09:12 PM
ننتظر

فقد زاد شوقنا ياغاليه

زهراء و الأمل
14-05-2009, 05:41 PM
قالت :
تفرقوا عني أحبتي إن شئتم فلن أتوقف و سأحفظ العهد و الذمة
و بما تبقى لي من قوة و بكل ما أوتيت من همة
سأصل هناك رغم الجراح الداميات
و لو زحفا و إن كنت وحدي إلى القمة
أنتظر بلهفة و شوق سماع صوتك الشجي
أنت يا مؤذن الفلاح و العزة
لا أبالي بالنزيف من جراحي
و ان تكالبت على صدري كل الرماح
فانتظرت و انتظرت و لكن صوتك يا مؤدن غزة و القدس و الأقصى لم يصل
و كأنك ناديت أمتك لنصرتك فأبت لأنها مشغولة على لعاعة الدنيا الدنية تقتتل
ضيعت أثرك و محت عنوانك و لم يبق غير اسمك مرسوما على الأزل
سرت و أبيت التوقف عن المسير حتى وجدت مأذنتك وسط ازدحام الركام
كانت واقفة شامخة مغروسة بجذورها و قد تحطم كل من حولها
على جبينها قصة مكلومة روت المئاسي للجميع و حكت عن هولها
هناك
على عتبات بابك المحطم يا مسجدي بعدها وقفت
هناك أحسست أن قدمايا أبتا أن تواصلا المسير كاعتيادي
حنتا و أشفقتا ورقتا حتى لم تقويا بعدها على ارتيادي
كتمت المصاب بقلب من زجاج يتفطر تهشمه مكابدة الأنين
و ذكرياتي معك تنازعني و قد رسمت على صم شجي بالحنين
أيا مسجدي و قد تهدجت الحروف فما لها بعد رؤيا حالك انطاق
كأني بك أردت إحتضاني أنت الجريح و مواساتي في اشفاق
جذبني حبي إليك معلمي و مؤدبي يا أحب البيوت الى اعتناق
قالت و الصدق يسبق كلماتها
كما اخزنني أن خارت قوايا بعد جهد مسير تمنيته أن يطول
فقد أسعدني أن صارت الدماء بغزارة من عروقي تسيل
و لعل روحي تخرج بعدها هنا على أرضك الطيبة
حرة طليقة إلى السماء الأمنيات كنسيم طاهرعليل
لا أريد بعد اليوم دموعي أن تحرق الخدود
فشر سلاح المرء دمع يريقه إذا الحرب شبت نارها بالصوارم
أحست بأن جسدها يتهاوى مرغما ليتمدد فيعانق الترب و الثرى
فقالت له
رويدك أيها الجسد لا أريدك أن تسقط
رحماك بي فأنا كما تعرفني أبدا لا أحب السقوط
أكرمتني و سأرد لك الجميل
انزل فقد آن لك بعد العناء أن تستريح
و لكن انزل و أنت شامخ الأنف رافع الرأس رافلا في خلاخل العزة و الإباء
تماما كما فعل إخوانك الشباب و الشيوخ و الأطفال و النساء
عندما اختاروا أن يمضوا بكل الحب و الرضا لله شهداء
شباب لم تحطمه الليالي و لم يسلم إلى الخصم العرينا
و لم تشهدهم الأقداح يوما و قد ملأوا نواديهم مجونا
و ما عرفوا الأغاني مائعات و لكن العلا صيغت لحونا
و ما عرفوا الخلاعة في بنات و لا عرفوا التخنث في بنينا
و لم يتشدقوا بقشور علم و لم يتقلبوا في الملحدينا
و لم يتبجحوا في كل أمر خطير كي يقال مثقفونا
لي رجاء واحد أيها الجسد فهل تحرمني و قد آن الفراق ذاك الرجاء

~ عدن ~
14-05-2009, 06:50 PM
بارك الله فيكِ...


وفقك الله...

زهراء و الأمل
14-05-2009, 08:38 PM
ننتظر

فقد زاد شوقنا ياغاليه

حياك الله يا كريمة الكرام يا عبق الريحان
رفعك الله مقاما محمودا و نلت من خيري الدنيا و الأخرة
أشرقت صفحة قلبي قبل صفحتي بمرور الأحبة
فيا حيا و هلا بأهل الفضل يغمرنا منهم الجود و الكرام

لقاء
14-05-2009, 10:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيراً أختي الغالية زهرة الأمل

جميل جداً ما نسجته أناملك المبدعة ..فأنت كما عهدناك ..متميزة بسحر

قلمك ..الذي ..يترجم ويجسد المشاعر الصادقة ...فنشعر بنبض قلبك في كل حرف ....وعند

قراءة حروفك الشجية أرحل معها ..إلى هذه البقعة المقدسة العزيزة على قلوبنا ... كما

لوان قدماي وطأت هذه الأرض ..واستظل جسدي بأشجار الزيتون ...صدى المآذن ...لا

يفارق مسامعي ...وأتمنى أن أقبل كل حبة رمل من أراضيها ....

ونحن معك حبيبتي نتابع بقلوبنا حروفك .الشجية .. وتنزف قلوبنا في صمت...نظراً

لعجزنا...ولكننا نملك سلاح لا يصدأ أبداً وهو الدعاء الصادق...


رزقك الله سعادة الدارين