المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( &&&& الخوف من الله - عز وجل - &&&& ) !!!


المحب في الله
13-09-2005, 05:15 AM
الخوف من الله - عز وجل -












محمد بن إبراهيم الحمد



منزلة الخوف و حكمه :



من أجلّ منازل العبودية و أنفعها، وهي فرض على كل أحد قال - تعالى-: (( فلا تخافوهم و خافون إن كنتم مؤمنين ))، وقال - عز وجلّ -: (( ولمن خاف مقام ربه جنتان )).





تعريف الخوف :



قيل: الخوف توقع العقوبة على مجاري الأنفاس.



الخوف قوة العلم بمجاري الأحكام.



الخوف هرب القلب من حلول المكروه عند استشعاره.



الخوف غمّ يلحق بالنفس لتوقع مكروه.





قال ابن المناوي في كتابه "التوقيف على مهمات التعاريف ":( الخوف توقع مكروه، أو فوت محبوب؛ ذكره ابن الكمال، و قال الحرالي: حذر النفس من أمور ظاهرة نضرة، وقال التفتازاني: غمّ يلحق الإنسان مما يتوقعه من السوء، وقال الراغب: توقع مكروه عن أمارة مظنونة أو معلومة كما أن الرجاء توقع محبوب كذلك، وضده الأمن، ويستعمل في الأمور الدنيوية و الأخروية، وعند الصوفية: ارتعاد القلب لما عمل من الذنب، وقيل أن يترقب العقوبة ويتجنب عيوبه، وقيل انزعاج السريرة لما عمل من الجريرة).





فوائد الخوف:



قال أبو حفص عمر بن مسلمة الحداد النيسابوري: الخوف سراج القلب؛ به يبصر ما فيه من الخير و الشر، وكل أحد إذا خفته هربت منه إلا الله - عز جلّ - فإنك إذا خفته هربت إليه.




قال أبو سليمان : ما فارق الخوف إلا خرب.




قال إبراهيم بن سفيان: إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها، وطرد الدنيا عنها.




قال ذو النون: الناس على الطريق ما لم يَزُل عنهم الخوف، فإذا زال الخوف ضلّوا الطريق.





أنواع الخوف من حيث الحُكم:



1 - الخوف المحمود الصادق: هو ما حال بين صاحبه وبين محارم الله - عز وجلّ -، فإذا تجاوز ذلك خيف منه اليأس والقنوط، قال عثمان الحيري: صدق الخوف هو الورع عن الآثام ظاهراً و باطناً، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله.




2 - الخوف الواجب: هو ما حمل على فعل الواجبات وترك المحرمات.





3 - الخوف المستحب: هو ما حمل على فعل المستحبات وترك المكروهات.





الجمع بين الخوف و الرجاء و الحب:




لا بد للعبد من الجمع بين هذه الأركان الثلاثة لأن عبادة الله بالخوف وحده طريقة الخوارج؛ فهم لا يجمعون إليه الحب والرجاء؛ ولهذا لا يجدون للعبادة لذة وإليها رغبة، وهذا يورث اليأس والقنوط من رحمة الله، وغايته إساءة الظن بالله، والكفر به سبحانه.





وعبادة الله بالرجاء وحده طريقة المرجئة الذين وقعوا في الغرور والأماني الباطلة، وترك العمل الصالح، وغايته الخروج من الملة، وعبادة الله بالحب وحده طريقة غلاة الصوفية الذين يقولون: نعبد الله لا خوفاً من ناره، ولا طمعاً في جنته، وإنما حباً لذاته، وهذه طريقة فاسدة لها آثار وخيمة منها: الأمن من مكر الله، وغايته الزندقة والخروج من الدين، قال بعض السلف كلمة مشهورة وهي: " من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري - أي خارجي -، ومن عبده بالرجاء و حده فهو مرجيء، ومن عبده بالخوف والحب والرجاء فهو مؤمن موحد"، قال ابن القيم : " القلب في سيره إلى الله - عز وجل - بمنزلة الطائر، فالمحبة رأسه والخوف والرجاء جناحاه، فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيد الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر".





أيهما يُغلَّب الرجاء أم الخوف؟



قال ابن القيم: " السلف استحبوا أن يقوي في الصحة جناح الخوف على الرجاء، وعند الخروج من الدنيا يقوي جناح الرجاء على جناح الخوف، هذه طريقة أبي سليمان و غيره، وقال: ينبغي للقلب أن يكون الغالب عليه الخوف، فإذا غلب الرجاء فسد،وقال غيره: أكمل الأحوال اعتدال الرجاء والخوف، وغلبة الحب، فالمحبة هي المركب، والرجاء حادٍ، والخوف سائق، والله الموصل بمنّه وكرمه.





أقسام الخوف:



1 - خوف السر: وهو خوف التأله والتعبد والتقرب، وهو الذي يزجر صاحبه عن معصية من يخافه خشيةً من أن يصيبه بما شاء من فقر، أو قتل، أو غضب، أو سلب نعمة.. ونحو ذلك بقدرته ومشيئته، فهذا القسم لا يجوز أن يصرف إلا الله - عز وجل -، وصرفه له يعد من أجلّ العبادات، ومن أعظم واجبات القلب، بل هو ركن من أركان العبادة، ومن خشي الله على هذا الوجه فهو مخلص موحد، ومن صرفه لغير الله فقد أشرك شركاً أكبر؛ إذ جعل لله نداً في الخوف، وذلك كحال المشركين الذين يعتقدون في آلهتهم ذلك الاعتقاد، ولهذا يخوِّفون بها أولياء الرحمن كما قال قوم هود - عليه السلام - الذين ذكر الله عنهم أنهم خوفوا هوداً بآلهتهم فقالوا: (( إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء))، و كحال عُبّاد القبور فإنهم يخافون أصحاب القبور من الصالحين بل من الطواغيت كما يخافون الله بل أشد، ولهذا إذا توجهت على أحدهم اليمين بالله أعطا لك ما شئت من الأيمان صادقاً أو كاذباً، فإذا كانت اليمين بصاحب التربة لم يقدم على اليمين إن كان كاذباً، وما ذاك إلا لأن المدفون في التراب أخوف عنده من الله.





وكذا إذا أصاب أحداً منهم ظلم لم يطلب كشفه إلا من المدفونين في التراب، وإذا أراد أحدهم أن يظلم أحداً فاستعاذ المظلوم بالله لم يعذه، ولو استعاذ بصاحب التربة أو بتربته لم يقدم عليه بشيء، ولم يتعرض له بالأذى.





2 - الخوف من وعيد الله الذي توعد به العصاة: وهذا من أعلى مراتب الإيمان، وهو درجات ومقامات وأقسام كما مضى ذكره قبل قليل.





3 - الخوف المحرم: وهو أن يترك الإنسان ما يجب عليه من الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بغير عذر إلا لخوف الناس، وكحال من يفر من الزحف خوفاً من لقاء العدو؛ فهذا خوف محرم ولكنه لا يصل إلى الشرك.





4 - الخوف الطبيعي: كالخوف من سَبُع أو عدو أو هدم أو غرق ونحو ذلك مما يخشى ضرره الظاهري فهذا لا يُذم، وهو الذي ذكره الله عن موسى - عليه السلام - في قوله - عز وجل -: (( فخرج منها خائفاً يترقب))، وقوله: (( فأوجس في نفسه خيفةً موسى ))، و يدخل في هذا القسم الخوف الذي يسبق لقاء العدو، أو يسبق إلقاء الخطب في بداية الأمر؛ فهذا خوف طبيعي و يُحمد إذا حمل صاحبه على أخذ الأهبة والاستعداد، ويُذم إذا رجع به إلى الانهزام وترك الإقدام.





5 - الخوف الوهمي: كالخوف الذي ليس له سبب أصلاً، أو له سبب ضعيف جداً فهذا خوف مذموم، ويدخل صاحبه في وصف الجبناء، وقد تعوذ النبي - صلى الله عليه و سلم - من الجبن فهو من الأخلاق الرذيلة، ولهذا كان الإيمان التام والتوكل الصحيح أعظم ما يدفع هذا النوع من الخوف، ويملأ القلب شجاعةً، فكلما قوي إيمان العبد زال من قلبه الخوف من غير الله، وكلما ضعف إيمانه زاد وقوي خوفه من غير الله، ولهذا فإن خواص المؤمنين وأقوياءهم تنقلب المخاوف في حقهم أمناً وطمأنينة لقوة إيمانهم، ولسلامة يقينهم، وكمال توكلهم (( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل . فانقلبوا بنعمةٍ من الله وفضل لم يمسسهم سوء )) للاستزادة يُنظر: مدارج السالكين 1/ 507 - 513 ، و شروح كتاب التوحيد باب (( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياء )).





ومن الأسباب التي تورث الخوف من الله - عز وجل -:




1 - إجلال الله وتعظيمه ومعرفة حقارة النفس.




2 - خشية التقصير في الطاعة والتقصير في المعصية.




3 - زيارة المرضى والمصابين والمقابر.




4 - تذكر أن الله شديد العقاب، وإذا أخذ الله الظالم لم يفلته.



5 - تذكر الموت وما فيه.




6 - ملاحظة الله ومراقبته.




7 - تذكر الخاتمة.




8 - تدبر آيات القرآن الكريم.




9 - المحافظ على الفرائض والتزود من النوافل وملازمة الذكر.



10 - مجالسة الصالحين والاستماع لنصائحهم.








منقول




المحب في الله

أبو البراء
13-09-2005, 07:56 AM
بارك الله فيكم أخي الحبيب ( المحب في الله ) ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0