المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهمية العلاج بالقرآن والسنة


زهور الحياة
16-04-2009, 04:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أهمية العلاج بالقرآن والسنة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.

اما بعد فلا شك ولا ريب ان العلاج بالقرآن الكريم وبما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم هو علاج نافع وشفاء تام ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ) ( سورة فصلت - الآية 44 ) " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين " (سورة الاسراء- الآية 82 ) ،فإن القرآن كله شفاء كما في الآية المتقدمة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ. [يونس:57] .

فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية،وأدواء الدنيا والآخرة،وماكل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء بالقرآن ،وإذا احسن العليل التداوي به وعالج به مرضه بصدق وإيمان ،وقبول تام ،واعتقاد جازم ،واستيفاء شروطه ،لم يقاومه الداء أبدا.وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماءالذي لو نزل على الجبال لصدعها ،أو على الأرض لقطعها ،فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على علاجه ،وسببه والحمية منه لمن رزقه الله فهما لكتابه .والله عز وجل قد ذكر في القرآن أمراض القلوب والأبدان ،وطب القلوب والأبدان.

فأما أمراض القلوب فهي نوعان :مرض شبهة وشك،ومرض شهوة وغي ،وهوسبحانه يذكر أمراض القلوب مفصلة ويذكر أسباب أمراضها وعلاجها قال تعالى ( أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون ( 51 ) ) (سورة العنكبوت)، قال العلامة ابن القيم رحمه الله ( فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله ومن لم يكفه فلا كفاه الله )
وأما أمراض الأبدان فقد أرشد القرآن الى أصول طبها ومجامعه وقواعده،وذلك أن قواعد طب الأبدان كلها في القرآن العظيم وهي ثلاثة:حفظ الصحة ،والحمية من المؤذي ،واستفراغ المواد الفاسدة المؤذية،والاستدلال بذلك على سائر أفراد هذه الأنواع .

ولو أحسن العبد التداوي بالقرآن لرأى لذلك تأثيرا عجيبا في الشفاء العاجل.

قال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى : ( لقد مر بي وقت في مكة سقمت فيه ولا أجد طبيبا ولا دواء فكنت أعالج نفسي بالفاتحة ، فأرى لها تأثيرا عجيبا آخذ شربة من ماء زمزم وأقرؤها عليها مرارا ثم أشربه فوجدت بذلك البرء التام ،ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع به غاية الانتفاع فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألما فكان كثير منهم يبرأ سريعا ) .

وكذلك العلاج بالرقى النبوية الثابتة من أنفع الأدوية ،والدعاء اذا سلم من الموانع من أنفع الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب فهو من أنفع الأدوية وخاصة مع الالحاح فيه ، وهو عدو البلاء ، يدافعه ويعالجه ، ويمنع نزوله ، أو يخففه إذا نزل ، فعن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (الدعاء ينفع مما نزل و مما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء ) وقال ايضا صلى الله عليه وسلم (لا يرد القضاء الا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر ) ولكن هاهنا أمر ينبغي التفطن له : وهو أن الآيات والأذكاروالدعوات والتعوذات التي يستشفى بها ويرقى بها هي في نفسها نافعة شافية ، ولكن تستدعي قبول وقوة الفاعل وتأثيره فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل ، أو لعدم قبول المنفعل ، أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجح فيه الدواء ، فإن العلاج بالرقي يكون بأمرين :

أمر من جهة المريض ، وأمر من جهة المعالج ، فالذي من جهة المريض يكون بقوة نفسه وصدق توجهه الى الله تعالى، واعتقاده الجازم بأن القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين ،والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان ،فإن هذا النوع محاربة ،والمحارب لا يتم له الانتصار من عدوه إلا بأمرين:

أن يكون السلاح صحيحا في نفسه جيدا ، وأن يكون الساعد قويا ،فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل فكيف إذا عدم الأمران جميعا : يكون القلب خرابا من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه ولا سلاح له .

الأمر الثاني من جهة المعالج بالقرآن والسنة أن يكون فيه هذان الأمران أيضا ، ولهذا قال ابن التين رحمه الله تعالى ( الرقى بالمعوذات وغيرها من أسماء الله هو الطب ال****** إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء بإذن الله تعالى )
وقد أجمع العلماء على جواز الرقي عند اجتماع ثلاثة شروط :
1- أن تكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته أوكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم .
2- أن تكون باللسان العربي أو بما يعرف معناه من غيره .
3- أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بقدرة الله تعالى والرقية انما هي سبب من الأسباب .

منقول من كتاب الشفاء بالقرآن
كلام الشيخ سعيد بن علي بن وهف القحطاني