المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهمية العلاج بالقرآن والسنة


أسامي عابرة
25-03-2009, 01:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قد يكون الموضوع مكرر ولكن الموضوع أعجبني وأردت نقله للتذكرة ..

أهمية العلاج بالقرآن والسنة

إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين وسلم تسليما كثيرا . أما بعد : فلا شك ولا ريب أن العلاج بالقرآن الكريم وبما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من الرقى هو علاج نافع وشفاء تام ** قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ** ، (1) ، ** وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ** (2) ، ومن هنا لبيان الجنس ، فإن القران كله شفاء كما في الآية المتقدمة (3) ** يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ **** مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ** . (4) .
_________
(1) سورة فصلت ، الآية : 44 .
(2) سورة الإسراء ، الآية : 82 .
(3) انظر الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم ، ص 20 .

أسامي عابرة
25-03-2009, 01:14 PM
فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية ، وأدواء الدنيا والآخرة ، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء بالقرآن ، وإذا أحسن العليل التداوي به وعالج به مرضه بصدق وإيمان ، وقبول تام ، واعتقاد جازم ، واستيفاء شروطه ، لم يقاومه الداء أبدا . وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها ، أو على الأرض لقطعها ، فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على علاجه ، وسببه ، والحمية منه لمن رزقه الله فهما لكتابه . والله - عز وجل - قد ذكر في القرآن أمراض القلوب والأبدان ، وطب القلوب والأبدان .
فأما أمراض القلوب فهي نوعان : مرض شبهة وشك ، ومرض شهوة وغي ، وهو سبحانه يذكر أمراض القلوب مفصلة ويذكر أسباب أمراضها وعلاجها (1) قال تعالى : ** أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ** (2) ، قال العلامة ابن القيم رحمه الله : " فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله ومن لم يكفه فلا كفاه الله " . (3) .
_________
(1) انظر : زاد المعاد 4 / 6و 4 / 352 .
(2) سورة العنكبوت ، الآية : 51 .
(3) زاد المعاد 4 / 352 .

أسامي عابرة
25-03-2009, 01:36 PM
وأما أمراض الأبدان فقد أرشد القرآن إلى أصول طبها ومجامعه وقواعده ، وذلك أن قواعد طب الأبدان كلها في القرآن العظيم وهي ثلاثة : حفظ الصحة ، والحمية عن المؤذي ، واستفراغ المواد الفاسدة المؤذية ، والاستدلال بذلك على سائر أفراد هذه الأنواع . (1) .
ولو أحسن العبد التداوي بالقرآن لرأى لذلك تأثيرا عجيبا في الشفاء العاجل .
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - : " لقد مر بي وقت في مكة سقمت فيه ، ولا أجد طبيبا ولا دواء فكنت أعالج نفسي بالفاتحة ، فأرى لها تأثيرا عجيبا ، آخذ شربة من ماء زمزم وأقرؤها عليها مرارا ثم أشربه فوجدت بذلك البرء التام ، ثم صرت أعتمد ذلك عند كيثر من الأوجاع فأنتفع به غاية الانتفاع ، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألما فكان كثير منهم يبرأ سريعا " . (2) .
_________
(1) المرجع السابق 4 / 352 و 4 / 6 .
(2) انظر : زاد المعاد 4 / 178 ، والجواب الكافي ص 21.

أسامي عابرة
25-03-2009, 01:45 PM
وكذلك العلاج بالرقى النبوية الثابتة من أنفع الأدوية ، والدعاء إذا سلم من الموانع من أنفع الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب ، فهو من أنفع الأدوية ، وخاصة مع الإلحاح فيه ، وهو عدو البلاء ، يدافعه ويعالجه ، ويمنع نزوله ، أو يخففه إذا نزل (1) ، « الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء » (2) « لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر » (3) ولكن ها هنا أمر ينبغي التفطن له : وهو أن الآيات ، والأذكار ، والدعوات ، والتعوذات التي يستشفى بها ويرقى بها هي في نفسها نافعة شافية ، ولكن تستدعي قبول وقوة الفاعل وتأثيره فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل ، أو لعدم قبول المنفعل ، أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجع فيه الدواء ؛ فإن العلاج بالرقى يكون بأمرين :
أمر من جهة المريض ، وأمر من جهة المعالج ، فالذي من جهة المريض يكون بقوة نفسه وصدق توجهه إلى الله تعالى ، واعتقاده الجازم بأن القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين ، والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان ؛ فإن هذا نوع محاربة ، والمحارب لا يتم له الانتصار من عدوه إلا بأمرين :
_________
(1) انظر الجواب الكافي ص 22- 25 .
(2) الترمذي والحاكم وأحمد وحسنه الألباني . انظر صحيح الجامع 3 / 151 برقم 3403 .
(3) الحاكم والترمذي وحسنه الألباني . انظر : سلسلة الأحاديث الصحيحة 1 / 76 برقم 154 .

أسامي عابرة
25-03-2009, 01:49 PM
أن يكون السلاح صحيحا في نفسه جيدا ، وأن يكون الساعد قويا ، فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل فكيف إذا عدم الأمران جميعا : يكون القلب خرابا من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه ، ولا سلاح له .
الأمر الثاني من جهة المعالج بالقرآن والسنة أن يكون فيه هذان الأمران أيضا (1) ، ولهذا قال ابن التين - رحمه الله تعالى - : " الرقى بالمعوذات وغيرها من أسماء الله هو الطب ال****** إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء بإذن الله تعالى " . (2) .
وقد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط :
ا- أن تكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم .
2- أن تكون باللسان العربي أو بما يعرف معناه من غيره .
3- أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بقدرة الله تعالى (3) والرقية إنما هي سبب من الأسباب .
_________
(1) انظر : زاد المعاد 4 / 68 ، والجواب الكافي ص21 .
(2) فتح الباري 10 / 196 .
(3) انظر فتح الباري10 / 195 ، وفتاوى العلامة ابن باز 2 / 384 .

أسامي عابرة
25-03-2009, 01:59 PM
ولهذه الأهمية البالغة اختصرت قسم الرقى من كتابي " الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة " وزدت عليه فوائد نافعة إن شاء الله تعالى . وأسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعني به ، وأن ينفع به من قرأه ، أو طبعه ، أو كان سببا في نشره ، وجميع المسلمين إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
الفقير إلى الله تعالى
سعيد بن علي بن وهف القحطاني
حرر في 18 / 6 / 1414هـ



http://www.ruqya.net/forum/images/icons/icon41.gif