المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حـــســـرات


عبق الريحان
26-02-2009, 11:54 AM
قال تعالى :

"و أنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون "

هذه كلمات من خطبة للشيخ د / علي عبدالخالق القرني يبين فيها مواقف

يوم يُجمع الله سبحانه الأولون والآخرون يتحسر فيها الإنسان على

أوقات ضيعها وعبادات غفل عن القيام بها ..

لعل هذه الكلمات تحرك القلوب فتنقاد الجوارح إلى علام الغيوب .

][®][^][®] [®][^][®][

ومن هذه الحسرات :

الحسرة على أعمال صالحة

شابتها الشوائب وكدرتها مبطلات الأعمالِ من رياء وعُجب ومنة ، فضاعت

وصارت هباء منثورا ، في وقت الإنسان فيه أشد ما يكون إلى حسنة واحدة :

" وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون "

والحسرة على أعمال صالحة أخرى

كان الأمل بعد الله عليها ، ولكنها ذهبت في ذلك اليوم العصيب إلى من تعديت

حدود الله فيهم فظلمتَهم في مال أو دم أو عرض ، فكنت مفلسا حقا :

" وقد خاب من حمل ظلما "

فيأخذ هذا من حسناتك وهذا من حسناتك ، ثم تفنى الحسنات فيطرح عليك

من سيئات من ظلمتَهم ثم تطرح في النار .

الحسرة على التفريط في طاعة الله

وتصرم العمر القصير في اللهث وراء الدنيا حلالها وحرامها ، والاغترار

بزيفها مع نسيان الآخرة وأهوالها :

" أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين "

الحسرة على التفريط في النفس والأهل

أن تقيهم من عذاب جهنم ، يوم تفقدهم وتخسرهم مع نفسك بعد ما فتنت بهم

ذلك هو الخزي والخسار والحسرة والنار :

" قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ، آلا ذلك هو

الخسران المبين "

حسرة جلساءِ أهلِ السوء

يوم انساقوا معهم يقودونَهم إلى الرذيلة ، ويصدونهم عن الفضيلة ، إنها

لحسرة عظيمة في يومِ الحسرة يعبرون عنها بعضِ الأيدي يوم لا ينفع

عض الأيدي كما قال ربي :

" ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسولِ سبيلا *

ياويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني

وكان الشيطان للإنسان خذولا "

حسرة الأتباع المقلدين لكلِ ناعق

يوم يتبرأ منهم من تبعوه بالباطل فلا ينفعهم ندم ولا حسرة :

" ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا

لله ولو يرى الذين كفروا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب *

إذ تبرأ الذين أتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب * وقال

الذين اتبعوا لو أن لنا كرةً فنتبرأ منهم كما تبرأؤوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم

حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار "

حسرة الظالمين المفسدين في الأرض

الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا ، حين يحملون أوزارهم وأوزار

الذين يضلونهم بغير علم ، وحين يسمعون عندها قول الله :

" فأذن مؤذن بينهم أن لعنت الله على الظالمين * الذين يصدون عن سبيلِ الله

ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون "

الحسرة على أعمال محدثة

وعبادات لم يأذن الله بها ولم يتبع فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويحسب

أهلها أنهم يحسنون صنعا :

" قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون

أنهم يحسنون صنعا "

لكنها تضيع في وقت الحاجة الماسة إليها فهم الأخسرون أعمالا .

الحسرة على أموال جمعت من وجوه الحرام

ربا ورشِوة وغش غصب وسرقة واحتيال وغيرها.

فأي حسرة أكبر على امرؤ يؤتيه الله مالا في الدنيا ، فيعمل فيه بمعصية الله

فيرثه غيره فيعمل فيه بطاعة الله ، فيكون وزره عليه وأجره لغيره.

أي حسرة أكبر على امرؤ أن يرى عبدا كان الله ملكه إياه في الدنيا يرى في

نفسه أنه خير من هذا العبد ، فإذا هذا العبد عند الله أفضل منه يوم القيامة.

أي حسرة أكبر على امرؤ أن يرى عبدا مكفوف البصر في الدنيا قد فتح الله له

عن بصره يوم القيامة وقد عمي هو ، إن تلك الحسرة لعظيمة عظيمة.

أي حسرة أكبر على امرؤ علم علما ثم ضيعه ولم يعمل به فشقي به ، وعمل به

من تعلمه منه فنجى به.

أي حسرة أعظم من حسرات المنافقين الذين يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم.

يوم تبلى السرائر وينكشف المخفي في الضمائر ويعرضون لا يخفى منهم على

الله خافية ، ثم يكون المأوى الدرك الأسفل من النار ثم لا يجدون لهم نصيرا.

أما الحسرة الكبرى فهي

عندما يرى أهل النار أهل الجنة وقد فازوا برضوان الله والنعيم المقيم وهم

يقولون :

" ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل

وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين "

وحسرة أعظم

يوم ينادي أهل النار أهل الجنة :

" ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم

الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين "

وحسرة أجَل

حين ينادي أهل النار مالكا خازن النار:

" ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون * لقد جئناكم بالحق ولكن

أكثركم للحق كارهون "

ومنتهى الحسرة وأقساها

حين ينادون ربهم عز وجل :

" ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون "

فيجبهم الله سبحانه بعد مدة :

" اخسئوا فيها ولا تكلمون "

فلا ينبسون ببنت شفة وإنما هو الشهيق والزفير.

منقوووووول

لقاء
26-02-2009, 05:51 PM
جزاك الله خيراً أختي عبق الريحان

أشكرك على موضوعك القيم

رزقكم الله سعادة الدارين

حفظكم الله من كل سوء

عبق الريحان
27-02-2009, 09:13 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية لمرورك الكريم

نورتي غاليتي