المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثورة الشكّ


فاديا
07-01-2009, 02:30 PM
من المفروغ منه ، أن الشكّ حين يتملك الإنسان تصبح حياته جحيما وعذابا لا يُطاق .

الإنسان الشكّاك ،
هو ذلك الآدمي الذي يحمل رغبة مكبوتة في عقله الباطن بالنزوع الى المغامرة العاطفية والطيش الجنسي ،
نظرا للكبت الإنفعالي والإجتماعي الذي عاشه طفلا ومراهقا .

وهكذا ينفجر الصراع في نفسه،
بين نزوعه الوهمي للخيانة ، وتعاليم ضميره الصارمة ،
وحتى يوفق بين الاثنين ، تظهر هواجس الشك لتخدم تكيفه المرضي ،
ويكون اتهامه للشخص القريب بما في نفسه ، لكي يجد مخرجا مريحا تستقر اليه وتهنأ به نفسه .


إن عاملا نفسيا واحد يكفي لحدوث الاضطرابات النفسية ، والأسباب النفسية تعمل بعدة طرق ،
وحياة كل فرد مليئة بالحوادث والتجارب الشخصية التي تكوّن شخصيته ،
وبناء الشخصية يكرر درجة المرض النفسي .
هنا ، يجب وضع الأجزاء الأكثر ظلاما في الشخصية تحت الضوء.


إن محور حياة الإنسان ،،، هو علاقاته الشخصية ،، منذ ولادته وحتى الشيخوخة ،
وقد ترى من الناس من ينظر إلى أسرته ومن حوله نظرة الثقة والإطمئنان،
فهو المتفائل المستبشر الذي يعيش في نور الأمل ،
ويرقب الشمس وراء الغيوم ، ويردد الحكمة القائلة : " الجو العاصف لا يمكنه أن يبقى طوال الوقت "

ومنهم من تعكس الحياة على نفسيته ظلا قاتما ،
فلا يثق بأي إنسان ، ولا يرى غير الشكّ والظلم ،
فهو الشكّاك المتشائم الذي يعيش في ظلام اليأس والتردد والشك ،

ومنهم من هو بين بين ، يتخذ لنفسه مركزا وسطا لا ترف فيه ولا مغالاة ،
تدفعه سفينة الحياة كما تشاء ،
فتارة يرجو الخير فينشرح ،
وتارة يرقب فيغتم ويتردد ويشكو .


من أهم عوامل الشك ، فقدان الحماس والولع والطموح ،
وهذا ما يسمى " خمول الروح "

كثيرون هم الذين يداعبون في خيالهم الحصول على أعلى المناصب ، الإرتباط بشخص ما ، أو أي نتيجة تسرهم ،
ولكنهم لا يشعرون تجاهها بذلك الحماس الحار المتحرر المتحرك ،
الذي يدفعهم الى بذل كل ما في حوزتهم من موارد لتحقيقها .


الخمول الروحي ،
قد يكون من أسبابه هزال صحي بدني ، يتم علاجه عضويا .
وقد يدل في الغالب على " عبودية نفسية " أملتها تربية فاسدة ،آلية ، وأوحاها محيط ضيق ،

نبع من الخوف يتدفق في عروقه من حين لآخر ، ليصنع منه قالبا من الجمود النفسي ،
بسبب الإخفاقات المتكررة التي حررت التشاؤم ،
وما يصاحب هذا من مشاعر الرهبة والتحسب،
فهو لا يرى من وراء أعماله إلا العاقبة الوخيمة .
ولا يجد من الحماس المبدع غير " الغرور"

فقد علقت في ذهنه خواطر الفشل والإخفاق المتوالية السابقة ،
لا يفكر الا بالجانب المؤلم الحزين في حياته .

باختصار...

إنه يسير باتجاه الجمود النفسي .




إن المران والإستقرار وبذل الجهد يؤدي مع الزمن إلى نمو الخيال السليم ،
ومرونة الذهن كفيلة بمواجهة الصعوبات بثقة واطمئنان
ويجعل كافة الأمور المستحيلة ... ممكنة !

أبوسند
23-03-2009, 09:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير إختي الكريمه وبارك الله فيك
والله يجعل جهدك في ميزان حسناتك
والله يكتب لك الخير حيث كان

أخوكم عماد
25-03-2009, 12:57 PM
ما أكثر المصابين بهذا المرض الخطير
و سمعنا و رأينا العجب العجاب بسبب الشكوك الغير المبررة
و هذا المرض يصيب النساء أكثر من الرجال
أتمنى ألا تنزعج أخواتنا مما ذكرت :)

فاديا
25-03-2009, 02:18 PM
جزاك الله خيرا اخي الفاضل أبو سند وبارك الله فيك .

أضحك الله سنك اخي الفاضل عماد ، ولكنك اثرت نقطة مهمة جدا تستحق القاء الضوء

ولا بد ان ما قلته صحيح ، المرأة تشك أكثر ، وتتصرف بطبيعتها المعتادة عندما تشك .
خاصة ( ان كان هذا الشك في تصرفات الزوج المصون ) ،
فتبدأ رحلة التجسس على موبيله وعمليات البحث في المسنجر وفي حقيبته الشخصية، في سيارته ، وغير ذلك من الخصوصيات
وتبدأ عمليات التحقيق والتحري حول مشاويره ، شروده ، عباراته.
وتتمنى في اعماقها ان تفتح رأسه لتعرف ماذا يوجد خلف العبارات والصمت، أوالشرود والنظرات ، من كلمات لم يقلها !


يُفترض ان تفكر في البداية ان الانسان يجب ان يحترم خصوصيات الآخرين ولا يعبث بها مهما كانت درجة العلاقة بهذا الشخص
وانه يُفترض ان لا تفرط في جدار الاحترام بينها وبين غيرها على اختلاف اشكال هذا الجدار ( هناك جدار من الاحترام والخصوصية ) يجب ان يكون بينها وبين الاشياء ايّ كانت.

قال تعالى : :" يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاء إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ "
قد تعرف تفاصيل طبعا ، ولكن هذا قد يشق عليها و لن يزيد المرار الا مرارا.

يجب ان تفهم المرأة التي تشكّ ، انه لا فائدة من البحث والتنقيب
قد تصبح مجروحة أكثر من السابق.
فالحقيقة دوما مؤلمة ..
ولنفرض ان الزوجة نقبت وبحثت ثم انكشف لها المستور وكان حقيقة مؤلمة ؟
ماذا ستفعل ؟؟
كل النتائج ستكون حزن والم وعذاب وانهيار بيوت على رؤوس ساكنيها جميعا ، ان كتمت وان صرّحت.


نصيحة :
إذا رأت الزوجة ما لا يرضيها من زوجها ، لا داعي لأن تنتحل شخصية شارلوك هولمز او كونان.
وان تتمرن على ( صرف النظر ) قدر استطاعتها ، ولكن عما ( لا يرضيها )، وليس صرف النظر عن ( الصفات الجيدة ) فيه ، ليس هناك انسان كامل.

وعليها ان تتذكر حقوق طاعة الزوج ( والثقة فيه ) مهما كان ، لأن في هذا طاعة لأوامر لله.

عطر
25-03-2009, 05:27 PM
بارك الله فيك أخيتي فاديا

موضوع مهم ويستحق الدراسة

أيضاً الرجل تأتيه هذه الشكوك وأحياناً...

تكون أكثر بكثير مما تكون عليه المرأة

فتجده يقلِب كل أوراقها ويبحث عن كل جديد لها

وبجكم " سطوته" عليها يمنعها من إستخدام الهاتف المحمول

ويمنعها أيضاً من إستخدام الإنترنت....ومع هذا لايتوانى عن التنقيب والبحث

في خصوصياتها......مما يؤدي لحدوث مشاكل بينهم تصل أحياناً إلى "الطلاق"

وأظن أن هذه الشكوك التي تراود كل من الرجل والمرأة على حد سواء نتيجة "الغيرة"

التي غالباً ماتكون نهايتها مؤلمة

أعذريني أخيتي على المداخلة

وجزاك الله كل خير على ماتطرحينه من مواضيع شيقة

فاديا
25-03-2009, 06:27 PM
جزاك الله خيرا اختي عطر الجنة ،

اشكر لك هذه المشاركة ، ، وقد فتحتِ أبوابا اخرى

عندما نتحدث هنا عن الشك فنحن نتحدث عن المرض
عن الرجل المريض الذي يشك بلا اسباب ، أو لأسباب واهية ،فيدمر بيته واسرته
أو المرأة المريضة التي تشك بكل شيء فتقلب حياتها جحيما

ومن الظلم وضع الغيرة ، السبب الرئيسي للشك
فالغيرة شعور طبيعي لدى المرأة من بنات جنسها ، كما وتجري الغيرة في دماء الرجل
اما الشك فهو : غيرة + انعدام الثقة بالنفس + خوف مرضي + وساوس الشيطان

من الطبيعي ان يغار الرجل على زوجته ، وقد يسعد هذا المرأة ، ولكن ليس من الطبيعي ان يشك فيها
و المرأة تغار ، ويشعر الزوج بالزهو لهذه الغيرة ويتخيل نفسه فارس الفرسان ،ولا نستغرب أن يحاول بعض الازواج اذكاء هذا الشعور لديها دوما ليشعر بحرارة الحب ، ولكن سرعان ما يغير رأيه عندما يتطور لديها هذا الشعور الى شك ، فتقلب ( حرارة الحب ) جحيما لا يُطاق.

من الطبيعي ان يطلع الزوج على كل ما يخص زوجته ( بوصفه القيم والمسؤول ) لكي يطمأن .
ولكن من باب رفق ولين التعامل ومراعاة المشاعر ينبغي ان يستأذن كلاهما الاطلاع على خصوصيات الآخر، ان كانت هناك ضرورة لذلك .
او ان يكون الامر ضمنيا مسموح كما في اغلب البيوت .


وان كان من حق الزوج الاطلاع على كل ما يخص زوجته ، فليس هذا الحق معطى للزوجة على الاطلاق،
هل يحق للزوجة مثلا زيارة عمل زوجها للاطمئنان على ان الامور تسير بخير وان زوجها في امان ؟
هل يحق لها الدخول على مكالماته لتتأكد ان من يحادثه على الطرف الآخر ليس امرأة.

قد يمنع الرجل زوجته من دخول الانترنت ، او من استخدام الهاتف ، او من الخروج الا معه
هل نستطيع القول أنه لا يحق له ذلك ؟
وهل على المرأة ان تطيعه ام لا ؟

على اي حال الامر واسع ويتطلب دراسة الاسباب لكل حالة فليس هناك حالة تشبه الأخرى ، ثم النظر ان كان هناك مشكلة حقا ، والسعي الى علاجها ،

وهناك عدة حلول امام المرأة ان كان زوجها من النوع الشكّاك
- ان تستسلم للخلافات التي قد تصل كما قلتِ الى الطلاق
- ان تحاول البعد عن كل ما يمكن ان يثير شكّه وان تتنازل عن امور شخصية كثيرة حتى تطيل عمر حياتها الزوجية .
- ان تحاول ايجاد سبل للتفاهم معه وتفسير اسباب شكه ، وقد تعتمد هنا على مهارتها او تعتمد على مستشارين ثقة .

أما بالنسبة الى الزوج الذي يصل تفكيره الى الشك بزوجته وسلوكها دون أسباب فليس ثمة نصيحة انصحها اليه الاّ التوجه الى اقرب عيادة نفسية ، وتعميق العلاقة الدينية ( وتقوى الله ) فيمن هو مسؤول عنها امام الله ، حتى يتخلص من الوساوس والظنون السيئة ، التي لن تعود على حياته بخير .

د.عبدالله
31-03-2009, 08:06 PM
شكرا لك مشرفتنا الفاضلة وأديبة منتدانا الغالي ، على هذا الكلام الرائع والهام جدا ، ونرجو من الله ان لا يصل بنا الحد الى العيادة النفسية ، وأرى أن نرجع إلى عيادة القرآن ( كتاب الله ) ففيه الشفاء من كل الأمراض بإذن الله .

والشكر موصول لكل من شارك بهذا الموضوع الهام والرائع ، مع خالص احترامي وتقديري للجميع .

فاديا
01-04-2009, 09:47 AM
واياكم ، وفقكم الله وبارك الله فيكم د. أبو شعيب