المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سوق الحُقَن


فاديا
31-12-2008, 07:44 PM
لماذا يكثر في عصور الهزيمة العربية دائما ،
التغني بأمجاد يا عرب أمجاد ؟
أهي حقن المورفين لكي يبقى الشعب مخدرا خاضعا ذليلا ؟


ومن أين يظهر هؤلاء المؤلفون ؟
أهم على علم مسبقا بما سيلحق بنا من هزيمة ؟؟،
فيرتبون مقاطع ألاغاني ويختارون نغمتها ولا يبقى إلا إذاعتها صبيحة يوم الهزيمة ؟؟؟؟؟؟


ثم سرعان ما يتخدّرون عن آلامهم وسخطهم واستنكارهم.... بنوع آخر من الحقن،
فها هي نانسي عجرم تشدو بصوتها الجميل ، في احد المهرجانات ...
وتحطم كل شعور بالألم الديني او الهزيمة الوطنية
وها هي نجوى كرم تطرب السامعين بأغنية الشاب الاسمر ....
الذي سّدد سهما موفقا اصاب قلبها في الحال!!
بدل ان يسدد قنبلة الى الاعداء
و
و

وغير ذلك من الحقن التي أدمنّا عليها
بعد كل مسلسل وطني كئيب....

فما ان بدأت الستائر تُسدل على المسلسل العراقي .....
الذي أصاب مشاهديه ( بالملل والنعاس) في ( حلقاته ) الأخيرة،

حتى أطل ( المسلسل اللبناني ) برأسه
ليحرّك النائمين....... ( ناموا ولا تستيقظوا )
بل استيقظوا.... وانزعوا عنكم غمامات الحزن السوداء.....
فلا زال ( سوق الحقن ) مكتظا بالبضاعة...ومكتظا بالزبائن


ثم الجولات الفلسطينية التي لا تفتر ولا تتوقف
في جنين أو في غزة ،
والتي تصاحب أحداثها كل مسلسل آخر
وتغطي كساد ( السينما ) في العالم العربي في معظم فصول السنة
للمشاهدين والسامعين ، الذين ينشغلون بأحداثها ويقتلون يقصصها ساعات يومهم
ويمضون في متابعة أعداد القتلى وأعداد الجرحى كل يوم ، وكأنما يتابعون نشرة السوق المالي .


متى نتخلص من غمامات الجهل السوداء....

متى نتخلص من كوننا.... منتجات أخبار مصنوعة
لا ندري حتى من صنعها لنا ولماذا ؟!






في ايامنا هذه ......... اختلط الحق بالباطل ، وكثر اللبس ،
واهتزت الثوابت لدى كثير من المسلمين ،
وأصبح المسلم في حيرة من أمره ،
وبخاصة بعد أن تولت كثير من وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة وزر هذا التخبط ،
وتكلم في هذه المسائل أناس ليس لهم من العلم الشرعي نصيب ،
فانطلقوا يرجفون في الأمة ، ويشككونها في دينها وعقيدتها ،
ويظاهرون عليها أعداءها ، كما فعله أسلافهم من المنافقين من قبل.


الى متى سنظل مغفّلين...أو مُستَغفلين.......لا فرق

مخدوعة مشاعرنا
مخدوعة آذاننا
مستباحة حناجرنا

لمن ننهتف ونصفق ؟؟؟؟

لأصحاب المبادئ؟؟؟؟؟؟؟

علما ... بأن ( الدراسات ) اثبتت انه ....
إن كان أكثرهم اصحاب مبادئ نظيفة ... فهذا لأنهم يغيّرونها باستمرار !!!


حذار ثم حذار.......فليس كل ما يلمع ذهبا....

وتعلموا.....أن رموز الشر والإرهاب في العالم والتي نمطرها بسخطنا واستنكارنا......
لا يعنى بالضرورة ...
وجود رموز الخير والصلاح على الكفة الأخرى فنمطرها بوابل التصفيق والهتاف.....


فالآن..... أصبحت اعلم ، أننا كشعب ضحية ....
يجب أن ننزع عنا كل خجل قد يندى له الجبين لنكشف عن واقعنا المؤلم...


ففي مقولة قديمة.....

إذ قالت الرذيلة... ألبسوني ملابس الفضيلة
وقال الكذب... غطوني برداء الصدق
وقال الشر...ارموا علي أغطية الخير
عندها هب الحق واقفا وقال...اتركوني عاريا...فأنا لا اخجل..!!!!!!!!


فلا يجب ان يعترينا الخجل ابدا من مواجهة واقعنا المؤلم
ومن مواجهة تاريخنا المُخزي

وهل بقي ان نخجل ؟؟؟


في الوقت الذي يُشتم فيه رسولنا الكريم............... ويستهزئ به وبرسالته.... ،
بينما يلجأ شياطين الانس الى دفن وجوههم بالوحل والطين ،
تهيبا وخجلا من وقاحة وصفاقة وجرأة الكافرين ...........
محاولين اخفاء عقلياتهم المهترئة ، والتي اصبحت مستودعات للزيف والنفاق .......


ولا أرى أي أثر لهذا الشتم لأشرف خلق الله ، والاستهزاء برسالته..........
الا فقاعات صابون هنا وهناك تفقأها عبارة "حرية التعبير!



هل بقي ان نخجل ؟؟؟


فالنسب الدقيقة ... يحدّدها اعداؤنا مسبقا ،
من مستقبلنا وعدد أطفالنا ودمنا وارضنا ومشاعرنا و جروحنا وآلامنا وآهاتنا......
ويقبض الثمن.... ،


من هم أعداؤنا !!!!!؟



بل كلهم اعدائي....

لا فرق...



ومن ليس معي....فهو ضدّي وعدوّي...





إن المعركة في حقيقتها......... معركة كبيرة حامية بين الحق والباطل ،
بين الإسلام والكفر ،
بين الخير والشر ،

والحق لا يخشى ولا يهاب ،

فإذا خفنا وخشينا لومة لائم.... انطبق علينا قوله تعالى :

(.....يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) (المائدة:52)


اما الساكت عن الحق ، فاسمع وتمعن في قوله تعالى اشارة له :
(واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب) الانفال :25



ان مسؤوليتنا ناحية الاجيال القادمة تتطلب منا ان نعطيهم الحقيقة.....بعيدا عن الشعارات والهتافات،
حتى ولو كانت....مخزية.....!

لان الجيل القادم او من بعده.... سيتمكن من الاخذ بدعائم الحقيقة كأساسات صحيحة، حقيقية للبناء

فخلف الزهور....... براعم يوما سوف تثور......
وعميقا في التراب ...تكمن البذور

ومن يدري... فقد يستطيع تعديل وجهة التاريخ الاسلامي ،
ويحمل راية الاسلام عاليا.... ولن يخاف في الحق لومة لائم.....

فبحكم التاريخ الاسلامي العريق.....
العرب هم المسؤلون عن حمل راية الاسلام والجهاد بها..
باسم كل المسلمين في كافة بقاع هذا الكون....


والتاريخ العربي المسلم .....
جزء من التاريخ الاسلامي العريق...
وحلقاته لا تتجزأ عن سلسلته...
ولا يمكن فصلها..


شئنا أم أبينا....