الجنــــان
30-11-2008, 02:39 AM
غريبة هي الحياة تلك التي نعيشها تحمل بين ثناياها أسرارا غير معلنة
كنت وما زلت أؤمن بأن الحياة لغز ممتع أحاول فك رموزه وخباياه
مرحلة من بدايات عمري الباسم كانت أشبه بطيف جميل رسم على محيّا
وجهي ابتسامة عاشت لحظات معدودة , كان الجلوس قرب نافذتي الصغيرة
يعد من أقرب أعمالي المحببة إلى نفسي , أرقب القمر وتقاسيمه الجميلة في كل مرحلة
مرّ بها , كان كاتم أسراري منذ نعومة أظفاري , في نهاية اليوم وعند رحيل الشمس
لتترك مكانها معلنة انتهاء دورها ليحل محلّها رفيق السماء وما أن يستقر في مكانه حتى
يراني أرقب عودته بكل لهفة , كطفل ترتسم السعادة ملء وجهه لحصوله على لعبة
ارتقبها طويلا وها هي باتت بين يديه
أبدأ أسرّ إليه بلحظات سرور عشتها في ذلك اليوم أو أبوح إليه بما يخالج النفس من
أماني وآمال , في كل يوم أحكي له فصل من فصول حكاية وأحداث أعايشها
باختصـار ... أنقل له تفصيل كل يوم أعيشه منذ تفتق ضوء النهار إلى حين التقائي به
إلى أن دق ناقوس الفراق ليعلن عن اقتراب سحابة تحمل بين طياتها ظلاماً دامساً وليالي
حالكة السواد حاجبة عن سمائي ذلك الصديق المؤنس ومطفئة نور رفيق الطفولة
بحثت عنه كثيراً , وسألت الشمس عنه لكنني لم أجد إجابة شافية حتى أيقنت أن
صديق الطفولة اختفى !!
أين أنت ؟؟
ألم تعاهدني أن تبقى معي حتى الممات !!
ألم تخبرني أنك ستبقى تستمع لحكاياتي وأسراري الصغيرة !!
ألم نتعاهد على الالتقاء كل ليلة في نفس الموعد ونفس المكان !!
لماذا رحلت وتركتني وحدي , أنا الآن لا أستطيع أن أبصر السماء المظلمة
دون أن أرى نورك الوضّاء يتلألأ فيها
تلاشى بعدك ذلك السرور وخبت تلك الإبتسامة ليحل محلها حزن ولوعة أرقت
الفؤاد وأسهرت العيون لفراقك
لم يعد لليلي بهجة ولا أنس دون رؤيتك
طال الفراق وأكاد أنسى ملامحك وصورتك تتلاشى من ذاكرتي
ما أقسى قلوبهم وما أشد حقدهم , حرموني منك وأبعدوني عنك
ولم يكفهم ذلك بل أرادوا أن يمحوا ما تبقى منك في ذاكرتي
من المذنب أنا أم هم ؟؟
أليس من حقي أن أعيش لحظة سرور دون أن يكدر صفوها الحزن !!
هل أجرمنا حين كانت جلّ أمانينا ومطالبنا الراحة والحبور !!
مللت وأنا أتساءل ولم أجد من مجيب لتساؤلي ..
لكنني سأبقى أنتظر لقاءه وأرتقب عودته قرب نافذتي الصغيرة
قد تكون كلماتي مبعثرة أو غير منسقة
واقع عشته وما زلت أجول بين جنباته أحاول استدراك ما بقي من رذاذ المطر
في آخر ليلة اجتمعت فيها مع أحبة الأمس الذين أصبحوا في طيات الماضي البعيد
أختكم
الجنــــــان
كنت وما زلت أؤمن بأن الحياة لغز ممتع أحاول فك رموزه وخباياه
مرحلة من بدايات عمري الباسم كانت أشبه بطيف جميل رسم على محيّا
وجهي ابتسامة عاشت لحظات معدودة , كان الجلوس قرب نافذتي الصغيرة
يعد من أقرب أعمالي المحببة إلى نفسي , أرقب القمر وتقاسيمه الجميلة في كل مرحلة
مرّ بها , كان كاتم أسراري منذ نعومة أظفاري , في نهاية اليوم وعند رحيل الشمس
لتترك مكانها معلنة انتهاء دورها ليحل محلّها رفيق السماء وما أن يستقر في مكانه حتى
يراني أرقب عودته بكل لهفة , كطفل ترتسم السعادة ملء وجهه لحصوله على لعبة
ارتقبها طويلا وها هي باتت بين يديه
أبدأ أسرّ إليه بلحظات سرور عشتها في ذلك اليوم أو أبوح إليه بما يخالج النفس من
أماني وآمال , في كل يوم أحكي له فصل من فصول حكاية وأحداث أعايشها
باختصـار ... أنقل له تفصيل كل يوم أعيشه منذ تفتق ضوء النهار إلى حين التقائي به
إلى أن دق ناقوس الفراق ليعلن عن اقتراب سحابة تحمل بين طياتها ظلاماً دامساً وليالي
حالكة السواد حاجبة عن سمائي ذلك الصديق المؤنس ومطفئة نور رفيق الطفولة
بحثت عنه كثيراً , وسألت الشمس عنه لكنني لم أجد إجابة شافية حتى أيقنت أن
صديق الطفولة اختفى !!
أين أنت ؟؟
ألم تعاهدني أن تبقى معي حتى الممات !!
ألم تخبرني أنك ستبقى تستمع لحكاياتي وأسراري الصغيرة !!
ألم نتعاهد على الالتقاء كل ليلة في نفس الموعد ونفس المكان !!
لماذا رحلت وتركتني وحدي , أنا الآن لا أستطيع أن أبصر السماء المظلمة
دون أن أرى نورك الوضّاء يتلألأ فيها
تلاشى بعدك ذلك السرور وخبت تلك الإبتسامة ليحل محلها حزن ولوعة أرقت
الفؤاد وأسهرت العيون لفراقك
لم يعد لليلي بهجة ولا أنس دون رؤيتك
طال الفراق وأكاد أنسى ملامحك وصورتك تتلاشى من ذاكرتي
ما أقسى قلوبهم وما أشد حقدهم , حرموني منك وأبعدوني عنك
ولم يكفهم ذلك بل أرادوا أن يمحوا ما تبقى منك في ذاكرتي
من المذنب أنا أم هم ؟؟
أليس من حقي أن أعيش لحظة سرور دون أن يكدر صفوها الحزن !!
هل أجرمنا حين كانت جلّ أمانينا ومطالبنا الراحة والحبور !!
مللت وأنا أتساءل ولم أجد من مجيب لتساؤلي ..
لكنني سأبقى أنتظر لقاءه وأرتقب عودته قرب نافذتي الصغيرة
قد تكون كلماتي مبعثرة أو غير منسقة
واقع عشته وما زلت أجول بين جنباته أحاول استدراك ما بقي من رذاذ المطر
في آخر ليلة اجتمعت فيها مع أحبة الأمس الذين أصبحوا في طيات الماضي البعيد
أختكم
الجنــــــان