المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حَادثَةُ الإفكِ وأَحدَاثُها (7)


علي سليم
29-10-2008, 03:55 PM
الحمد لله الذي ميّز الخبيث من الطيّب و جعل الطيبين للطيبات و كانت دار الدنيا دار الزرع و دار الآخرة دار الحصاد..

و الصلاة و السلام على أطيب خلق الله تعالى فكان طيباً كما أزواجه طيبات و الجنة لا يمكث فيها غير الطيّب و الخبث مكانه جهنّم...

أما بعد:
فهذا الدرس السابع نسأل الله تعالى التوفيق..


(حتى أيتنا الجيش بعد ما نزلوا معرسين في نحر الظهيرة،)
و الجيش بالمفرد و الجمع جيوش و يقال الجيش جماعة من الجند...

و لم تقم دولة ما من دون جيشٍ إذ هم الشوكة و هم يمين السلطان و لا تنفع الجيوش من دون عتاد تُقاتل بها كما أنّه لا ينفع عتاد من دون جيشٍ...

و المعادلة تختلف من جيشٍ الى آخر فإن كان الجيش مسلما يقاتل لدين الله تعالى فيكفيه العدد اليسير و كذاك العدة...

فالمسلمون عندما قاتلوا بعددهم خسروا و عندما كان قتالهم قدر الاستطاعة و قلّة العدد و العتاد سجّلوا فتوحات عظيمة ...
بينما هذه المعادلة غير صالحة عند الجيوش الكافرة...

و الجيوش في القرون الأولى عصر الخلافة الراشدة و ما بعدها كانت جيوشاً و عمّالاً و تجّارا و ما سواهما من المهن...

فلم يكن لدولة الاسلام الاولى جيشاً نظامياً بمعنى جيشٌ متفرغٌ للقتال بل كلّ من بلغ أشدّه من الرجال فهو مقاتل و مجاهد وجند من الجنود...

و عندما يهبّ النفير فلا يبقى ذو لحية أو ذو شاربٍ الاّ و النفير يعنيه و لو كان ذا المقاتل في فراشه يُداعب زوجه بله جَليس شُعَبها الأربع كغسيل الملائكة حنظلة رضي الله عنه و أرضاه.

فكان النّاس كلهم هم الدولة و بهذا باتوا قادة يُحتذى بهم,بينما جيوشنا اليوم جيشاً بمثابة مكسٍ و ضرائبٍ يدفع ثمنها كلّ ما دبّ على الارض من انسانٍ أو حيوانٍ....

و كانت أفراد جيش الاسلام بعضا منها يعادل الفاً من جيش العدوّ كالقعقاع و غيره فكانت النّوعية لا الكميّة ذا ما لم تجده عند غير المسلمين الذين قاتلوا لله تعالى.
ثمّ كانت الجند لا تحكمهم الرتّب فكلهم قادة تارة يقاتل بعضهم تحت امرة فلان و تارة تحت امرة علان...
و كان ثمن قتالهم الجنّة و لذا كان شعارهم بخٍ بخٍ و عداً عليه حقا في التوراة و الانجيل و القرآن كما في سورة التوبة.

و كانت عدّتهم عتادا بحوزتهم الم أقل لك انه ليس كان هناك جيشاً نظاميّاً!!!
فكان قتالهم ليس من وراء جدر إذ السيوف تحكم المقاتل أن يصافح وجهه وجه عدوّه و هنا تكمن الشّجاعة تقطّع اطرافك فتحتضن الرآية بين ضلوعك كجعفر الطيّار و أمثاله...

أمّا جيوشنا اليوم و الحديث عن بطولاتهم يجعل المرء عند الحديث عن ذا كحال زوج موسى عليه السلام (وجاءت احداهما تمشي على استحياء...)
فلم تواضعوا لله تعالى رفعهم و عندما نازعوه في كبريائه قصمهم و هذه سنة الله تعالى في عباده و لن تجد لسنة الله تعالى تبديلا و لا تحويلا...

كان معاوية رضي الله عنه يحكم الشّام بدويلاتها الأربع و هو فرد من الامراء و عندما تُدرك الرقعة الواسعة التي يحكمها خليفة المسلمين و مع ذا لم يكن الامير فضلاً عن الخليفة دونه الحجب تمنعه من متابعة أخبار بله معاينة المسلمين....
و قارن ذا بزعمائنا و رقعة حكمهم و عدد حجّابهم و عتاد حرّاسهم تظن ظنّ اليقين أنّ العدل عند ذاك الكوكب!!!
و لولا عدلوا بين الرعية لأمنوا على أرواحهم و لكان شتّان و هيهات!!!

(معرّسين...)
و هو نزول المسافر ليلا أو نهارا ليأخذ قسطاً من الراحة و لذا كان العروس راحته ليلة دخلته و يُطلق العروس على الرجل و المرأة فيُقال رجل عروس و امرأة عروس...

و عند اهل اللغة و أربابها منعوا تأنيث الأسماء في أربعة منها و الاّ لكانت بمنزلة السبّ و الشتم...
فالقاضي يُطلق على الرجل و المرأة لا يُقال عن المرأة حيّة كما يُقال عن الرجل حيّ و كذلك للنائب فالنائبة هي المصيبة و أيضا للمصيب في أمر ما فلا يُقال للمرأة مصيبة...و نسيت الرابعة.

(في نحر الظهيرة..)نحر الشيئ هو أعلاه و نحر الانسان فوق صدره و هو مكان الذّبح و أُطلق مجازاً على جزءٍ من الزمن كناية عن شدّة الحر إذ عند الظهيرة تكون الشمس في وسط السماء أقرب الى الأرض في أيّ وقتٍ مضى...
و وهو وقت القيلولة و هو وقتٌ مباركٌ يكفي المرء بله المقاتل أن يُعيد نشاطه و البركة لا تُقاس بالكثرة و انمّا بالاتّباع...

و أضف الى ذا أنّ القيلولة عبادة يُخالف بها المسلم معاشر الشياطين من الانس و الجانّ و قال صلى الله عليه و سلم (اقيلوا فإنّ الشياطين لا تقيل) و المسلم يتعبّد الله تعالى بمخالفة أصحاب الجحيم حتى في صلاته ينتعل لأن اهل الكتاب كانت لا تنتعل و في شكله يوفّر لحيته ويحفّ شاربه لأن اهل الكتاب على غير هذا..

و بمخالفتهم تصيبنا العزّة و بموافقتهم تعرّس فينا المذلّة على قدر الموافقة...
و ما نحصده اليوم عائدٌ الى اتّباعنا لتقاليدهم و لو دخلوا جحر ضبّ لادخلناه و الله المستعان...
يتبع ان شاء الله تعالى.

القصواء
01-11-2008, 05:23 AM
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم ..




فكان النّاس كلهم هم الدولة و بهذا باتوا قادة يُحتذى بهم,بينما جيوشنا اليوم جيشاً بمثابة مكسٍ و ضرائبٍ يدفع ثمنها كلّ ما دبّ على الارض من انسانٍ أو حيوانٍ....



بارك الله فيك يا شيخ علي ..

فحينما كان المسلم يقاتل بقلب مخلص ..وهدفه

أن ينال إحدى الحسنيين كان حليفهم النصر ..

إما نصرا في الدنيا ..أو نصرا في الآخرة ..


وننتظر الجزء الثامن بإذن الله

عبق الريحان
02-11-2008, 03:25 AM
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم ..

ننتظر البقيه

علي سليم
02-11-2008, 04:10 PM
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم ..






بارك الله فيك يا شيخ علي ..

فحينما كان المسلم يقاتل بقلب مخلص ..وهدفه

أن ينال إحدى الحسنيين كان حليفهم النصر ..

إما نصرا في الدنيا ..أو نصرا في الآخرة ..



وننتظر الجزء الثامن بإذن الله

صدقت اختاه...جزيت خيرا...تعقيبكم دوما فيه الفوائد...

علي سليم
02-11-2008, 04:12 PM
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم ..

ننتظر البقيه
و اياكم جزيتم خيرا اختاه...

علي سليم
16-11-2008, 01:07 PM
حَادثَةُ الإفكِ وأَحدَاثُها (6)
http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?t=23655