المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( && من أساليب الغـواية عند الشياطين && ) !!!


أبو عبد الرحمن اليوسف
04-08-2008, 08:46 PM
الحمد لله ربِّ العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعـــد :

فقد يسمع الإنسان سواء كان به مسُّ من الجان ، أو لا : خطاباً مسموعاً يحثه على فعلٍ أو ترك شيء ما ، وهذا الخطاب قد يكون من مؤمني الجن ، وقد يكون من شيطان يريد غوايةً لذلك الإنسان .

وهذا الخطاب : قد يسمعه المرء بأذنه ، أو يلقى في قلبه عندما يلمُّ به ذلك المخاطب .
وقد عقد اتفاق أهل السنة والجماعة : أنَّ العصمة في تلك المخاطبات والمسموعات منتفية !! يعني : أنه لا يكون معصوماً من خداع الشياطين إلا الرسُل ، ومجموع الأمة .

ولـمَّا كان الأكثر من الناس لا يستطيع التمييز بين ما هو حق وضلال :لعدم وجود المرجح من برهان أو دليل قطعي .. وكذلك لـمَا للشياطين من تصرُّفٍ وتلاعب بالممسوسين والمسحورين ، وكثير من الناس = وجب التنبه لمكر الجن ، وعدم التصديق بهذه السَّمَاعات والمخاطبات ..

والواجب - أيضاً - : عرضها على من له دراية بعلم الاعتقاد ، وأحوال الجن = حتى يميز للعبد صدقها من كذبها .


والله الهادي للصواب .



وكتب : أبو عبد الرحمن .
3 شعبان 1429

إسلامية
04-08-2008, 09:26 PM
جزاكم الله خيرا

مشارك1
11-08-2008, 08:55 AM
موفق اخي

أبو البراء
11-08-2008, 08:59 AM
:bism:
:icon_sa1: ،،،،،،

بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( أبو عبدالرحمن اليوسف ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أبو عبد الرحمن اليوسف
11-08-2008, 08:03 PM
وفي الجميع اللهم بارك .. ولكم تحياتنا أستاذنا الحبيب ( أبا البراء ) ..

طلعت
12-08-2008, 05:08 AM
حرر بواسطة ..أبو عبد الرحمن.
فقد يسمع الإنسان سواء كان به مسُّ من الجان ، أو لا : خطاباً مسموعاً يحثه على فعلٍ أو ترك شيء ما ، وهذا الخطاب قد يكون من مؤمني الجن ، وقد يكون من شيطان يريد غوايةً لذلك الإنسان .
وهذا الخطاب : قد يسمعه المرء بأذنه ، أو يلقى في قلبه عندما يلمُّ به ذلك المخاطب
..بارك الله فيكم .أخانا الحبيب ..ابو عبد الرحمن.. فإنك ذكرت الشيطان وفى المقابل الجن المسلم
عن ابن مسعود رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال: « إن للشيطان لمة بابن آدم, و(للملك) لمة, فـ أما لمة الشيطان, فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق, وأما لمة الملك, فإيعاد بالخير وتصـديق بالحق فمن وجـد من ذلك شيئًا, فليعلم أنه من الله, وليحمد الله, ومن وجـد الأخـرى فليتعوذ من الشيطان.
كما يتبن من خلال الحديث يوجد لمة من ( الملك ).
فسؤالى ..كيف لنا ان نفصل إذا ما كانت لمة الخير من جنى مُسلم , أم من الملك ؟
جزاكم الله كل خير

أبو البراء
12-08-2008, 06:39 AM
:bism:
:icon_sa1: ،،،،،،

بارك الله في الجميع ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ابو احمد 1
12-08-2008, 08:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله بكم على هذا الموضوع المهم جدا .
وبعد التوكل على الله اود المشاركه بالتالي
ان ما يتعرض له الأنسان من الشر اربعة انواع :
المس الشيطاني :
هنا يشعر الأنسان بالوسوسة الظاهرة في عقله . والكلام يكون داخل الرأس , اي داخل المخ
وسوسة القرين
عندما يكون القرين نشيطا في وسوسة السوء , تصل درجة هذه الوسوسه ان يفكر الأنسان هو الذي يفكر بهذه الأمور السيئه (طبعا بينه وبين نفسه ) , ومما جمعت ودرست وكما قال المثل من عاشر قوم اربعين يوم صار منهم
المثال على ذلك كالتالي
قرين انسان عانى طويلا وصنوفا كثيره من السحر والتي يخدمها عدة شياطين , تؤدي بهذا القرين ان يتمرس بالسوء ووسوسة السوء ,
اما قرين انسان لم يعاني من السحر وزد على ذلك درجة الأيمان , فلقلما ما يشعر بوجود قرينه ووسوسته
ضرر الجن
هنا نوعين
الأول : تلبس الجن
وهنا يغزو الجن جسد الأنسان , ولا يكون هناك ضرر عقلي وانما ضرر جسدي والضرر حسب اوامر الساحر وشيطان السحر
الجن يرافق الأنسان ويضره من الخارج بالكلام والوسوسة الظاهره بالكلام بالأذن وهنا النتيجة حسب قوة ايمان الأنسان وعزيمته او ضعفهما .
نأتي الى لمة الملك
حسب ما نعلم جميعا بأن الشيطان والجني غير قادرين على قراءة افكار الأنسان , لكن القدرة على الوسوسة داخل المخ هي من اختصاص الشيطان . والجني غير قادر عليها
قبل ما ادخل الى الملك
كلنا يعرف ماكينة ال par code والتي استطاع الأنسان صناعتها لقراءة خطوط الكترونيه هي عبارة عن معلومات مكتوبه.
فما بالكم بخلق الله سبحانه وتعالى
ارى ان لمة الملك .
الملك يقرأ افكار الأنسان المؤمن وممكن ان يكلمه بالدماغ وان يتم التحاور بدون حركة شفاه او لسان وكل ذلك الحوار يكون للخير . والحديث النبوي الشريف الذي اورده الأخ طلعت هو تفسير للآية الكريمة
"ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلا من غفور رحيم ) الآيات 30,31,32 سورة فصلت
هذه خلاصة تجربة ذاتيه وتجارب اشخاص معروفين لدي
اطلب من الله المغفرة ان انا اخطأت
بارك الله بكم

منذر ادريس
12-08-2008, 03:10 PM
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ابو عبدالرحمن اليوسف

منذر ادريس
12-08-2008, 03:10 PM
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ابو عبدالرحمن اليوسف وجزاكم

منذر ادريس
12-08-2008, 03:10 PM
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ابو عبدالرحمن اليوسف وجزاكم الله خيرا

أبو عبد الرحمن اليوسف
12-08-2008, 09:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

مُـقدَّمـــــــــــــة ابتدائيــــــة :

( القرين )

ممَّا تم تسيطره سابقًا من الفضلاء في موضوع القرين - الذي خاض كثير من الداخلين فيه تأصيلاً وتفريعاً وتنظيراً - محذرين وناصحين ، أعني : ( ثلة الصلاح والاتباع .. ) أنه : لا يمكن لأحد من البشر الوصول إلى حقيقة القرين تفصيلا لعالمه إلا ما جاءنا من قبل الشارع الكريم .. ومن خاض في ذلك فليس معه سوى التكلف ، والاتيان بكلام يظن أنه أتى بما لم تأتي به الأوائل ..

والتجربة والاستقراء - ناقصاً كان أو تاماً - ليس بنافع في هذا الموضع .

وهنا أذكر مما قيل من الأفاضل في هذا الموضوع :

فاديا (http://ruqya.net/forum/member.php?u=8185)
مساعد المدير العام لموقع ومنتدى الرقية الشرعية :

( أما سؤالك عن القرين

مسألة القرين غيبية بالنسبة للإنسان بالعموم ، ولم يثبت فيها إلا ما أثبته القرآن والسنة ، وإليكَ بعض الأحاديث الصحيحة التي تحدثت عن القرين :

الحديث الأول : ( إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه 0 فإن أبي فليقاتله 0 فإن معه القرين ) ( صحيح – مسلم – المسند الصحيح – 506 ) 0

الحديث الثاني : ( ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الملائكة وقرينه من الجن قالوا وإياك يا رسول الله قال وإياي إلا أن الله تعالى أعانني عليه فأسلم ) ( صحيح – ابن تيمية – الرد على البكري – 462 ) 0

الحديث الثالث : ( إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه فإن أبى فليقاتله فإن معه القرين ) ( صحيح – الألباني – صحيح ابن ماجة – 780 ) 0

الحديث الرابع : ( ما منكم من أحد، إلا و قد وكل به قرينه من الجن، و قرينه من الملائكة . قالوا : و إياك ؟ قال : و إياي، إلا إن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير ) ( صحيح – الألباني – صحيح الجامع – 5800 ) 0

ومن هنا يلاحظ أن ما ثبت في حق القرين تقريراً في النصوص النقلية الصريحة الصحيحة هو الآتي :

أولاً : الذي يقطع الصلاة يكون بفعل القرين 0

ثانياً : إن كل من البشر قد وكل به قرين يوسوس له بفعل الشر

فلو أننا جئنا بإنسان سليم وقرأنا عليه ليل نهار هل يتأثر من تلك الرقية ، الجواب : لا يتأثر ، فكيف إذن نقيس فعل القرين بفعل الجن ممن يتسلطون على الإنس ، وقد يقول قائل : ولكن ثبت لنا أن هناك علاقة مطردة ، عندئذ نقول : أين الدليل 0

والواجب على المسلم أن يقتدي في سلوكه وتصرفه بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في تقرير المسائل الشرعية ، ولا يتخطى ذلك قيد أنملة ، وإلا فقد يكون ذلك مدعاة للضلال والشر والعياذ بالله ، والله تعالى أعلم 0 )



أبو البراء (http://ruqya.net/forum/member.php?u=3)

http://ruqya.org/qabbas%20files/qabbas%20admin.gif لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
قال - حفظه الله - :

(وأما بخصوص مسألة ( القرين ) فهو ما قالته الأخت الفاضلة والمشرفة القديرة ( فاديا ) ، فالقرين لا نثبت له إلا ما أثبته الكتاب والسنة في حقه وما دون ذلك لا يجوز لنا أن نتحدث في ذلك قيد أنملة ، ومن لك ما ذكر من قبلكم - يا رعاكم الله - فليس للقرين دخل لا من قريب ولا من بعيد بمثل ذلك ، والله تعالى أعلم 0) .

________


قال أبو عبد الرحمن اليوسف - غفر الله له - مؤكدا لما سبق ذكره ، وتم تقريره : ( تأصيلٌ علمي رائع دالٌّ على استقراء نصوص الشرع .. وحكايةُ ترجيحٍ مسكتةٍ لتفريع خاض فيه كثير من الناس بغير دليل شرعي .. ولا نقلٍ لمعتبر من أئمة الإسلام ..

وهذه حقيقة كاشفة لقضية غيبية ينبغي عند النظر فيها .. والكلام عنها : أن أصل البناء لها = دليل من المعصوم في قوله وفعله ؛ولمَّـا لـمْ ينقل في دلائل الشرع .. وجب اتباعاً واقتداء : الوقف عند المنصوصات وكفى ..

وهنا وفي هذا الموضع : لا ينفع التجربة الحاصلة .. ولا الواقع العملي ؛ لأنَّ ذاك غيب لا يمكن الاطلاع عليه إلا من قبل من له قدرة .. ولاقدرة لأحد إلا من أوحي إليه ، وهذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم ... ) .


والله الموفق لا رب سواه .

أبو عبد الرحمن اليوسف
12-08-2008, 10:16 PM
مقدمة تأصيلية :

يقول ( أبو عبد الرحمن ) : تقرير مسائل الغيب .. وأمور الاعتقاد .. أصل الاستماد فيها بناؤه على الكتاب والسنة ، وإجماع مُسلَّم ، وقياس صحيح .. ؛ فإن تعذر تحصيل ذلك على الصواب = فالرجوع إلى أئمة الإسلام .. وهداة الشريعة ، ومن حُكِمَ له بالفضل والعلم والمعرفة ..

والوسوسة في تضاعيف كتب العلم المعتبرة .. هذا حدها وتعريفها :
)الوسوسة : حديث النفس والأفكار الرديئة ، وما يلقيه شياطين الجن والإنس في قلب المرء مما لا خير ولا نفع فيه لقصد إضلاله )(1)
_______

1-المفرادات، للراغب(ص552)والنهاية(5/186)وفتح الباري(5/161)وآكام المرجان،(ص192)ولقط المرجان(128) .

أبو عبد الرحمن اليوسف
12-08-2008, 10:21 PM
كيفية وسوسة الشياطين والجن :
الشيطان له استطاعة -بإذن الله تعالى- في الوصول إلى فكر الإنسان وقلبه بكيفية غير معلومة لنا معاشر بني آدم،وهذا الوصول ما يسمى بالوسوسة .

وهي قسمان : القسم الأول :
من داخل الجسد ،ومحـلها صـدور الناس ،كما قـال سبحانه : ) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ( .
يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-: (قوله تعالى:)الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ(صفةٌ ثالثة للشيطان ،فذكر وسوسته أولاً، ثم ذكر محلها ثانياً، وأنها في صدور الناس ، وقد جعل الله للشيطان دخولاً في جوف العبد، ونفوذاً إلى قلبه وصدره،فهو يجري منه مجرى الدم ،وقد وُكِلَ بالعبد فلا يفارقه إلى الممات ) .
ويقول في موضع آخر: (وتأمل السر في قوله تعالى:) يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ(ولم يقل في قلوبهم،والصدر هو ساحة القلب وبيته ، فمنه تدخل الواردات إليه، فتجتمع في الصدر ثم تَلِجُ في القلب،فهو بمنـزلة الدِّهْليز له، ومن القلب تخرج الأوامر والإرادات إلى الصدر ، ثم تتفرق على الجنود،ومن فـهم هـذا فهم قوله تعالى: )وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ(سورة آل عمران،الآية: 154 .
فالشيطان يدخل إلى ساحة القلب وبيته، فيُلقي ما يريد إلقاءه في القلب ،فهو موسوس في الصدر ووسوسته واصلة إلى القلب ،ولهذا قال تعالى : ) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ(سورة طـه،الآية:120.


ولم يقل فيه ،لأن المعنى : أنه ألقى إليه ذلك وأوصله إليه فدخل في قلبه )(1).
وقال القاضي أبو يعلى-رحمه الله- (الوسواس يحتمل أن يكون كلاماً خفياً يدركه القلب،ويمكن أن يكون هو الذي يقع عند الفكر،ويكون منه مس ودخول في أجزاء الجسد ..) .
ويجيب الإمام ابن عقيل-رحمه الله-عن كيفية الوسوسة ،فيقول:
( فإنْ قال لك قائل:كيف الوسوسة من إبليس،وكيف وصوله إلى القلب ؟ قل : هو كلام على ما قيل تميل إليه النفوس والطبع .وقد قيل : يدخل في جسد ابن آدم لأنه جسم لطيف ويوسوس ،وهو أنه يحدث النفس بالأفكار الرديئة )(2).
ومن الأدلة على ذلك :
ما جاء في الصحيحين من حديث الزهري عن علي بن حسين عن صفيـة بنت حيي-رضي الله عنها- قالت:كان رسـول الله rمعتكـفاً ، فأتيتـه أزوره ليـلاً، فحــدثته ، ثم قُـمتُ فانقلبتُ ، فقام معي ليقلِبَني- وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد- فمرَّ رجلان من الأنصار، فلمَّا رأيا النبيrأسرعا ، فقال النبيr : على رسلكما إنها صفية بنت حيي ) فقالا: سبحان الله يا رسول الله ! فقال : (إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ،وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءاً ) .
__________
1-بدائع الفوائد(2/793و802-803) .
2-انظر:آكام المرجان(193-194)ولقط المرجان(127-128).

أبو عبد الرحمن اليوسف
12-08-2008, 10:23 PM
وفي الصحيحين- أيضاً- عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن أبي هريرة -رضي الله عنه-قال: قال رسول الله r : ( إذا نُودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضُرَاطٌ ،فإذا قُضِيَ أقبل، فإذا ثُوِّب بها أَدْبَر ،فإذا قُضِيَ أقبل حتى يخطر بين الإنسان وقلبه ،فيقول: اذكرْ كذا اذكر كذا ،حتى لا يدري أثلاثاً صلى أم أربعاً، فإذا لم يَدرِ أثلاثاً صلى أم أربعاً سجد سجدتي السهو ) .

ومن الآثار الواردة عن السلف:ما قاله ابن عباس-رضي الله عنه- : (قال الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس ،وإذا ذكر الله خنس ) .
وقال مجاهد-رحمه الله -في قوله تعالى: ) الوسواس الخناس ( قال: الشيطان يكون على قلب الإنسان، فإذا ذكر الله خَنَسَ ) .

وعن قتادة-رحمه الله-في قوله تعالى : )مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ( (يعني: الشيطان يوسوس في صدر ابن آدم ،ويخنس إذا ذكر الله)(1).
فالخناس : فعَّالٌ من خَنَس يَخْنِسُ : إذا توارى واختفى.وأصل الخنوس : الرجوع إلى الوراء .
يقول ابن القيم : (العبد إذا غفل عن ذكر الله جَثَم على قلبه الشيطان وانبسط عليه، وبذر فيه أنواع الوساوس التي هي أصل الذنوب كلها ، فإذا ذكر العبد ربه، واستعاذ به انخنس وانقبض كما ينخنس الشيء ليتوارى ،وذلك الانخناس والانقباض هو- أيضاً-تجمُّعٌ ورجوعٌ وتأخـرٌ عن القلب إلى خارج، فهو تأخرٌ ورجوعٌ معه اختفاء … وجيء من هذا الفعل بوزن فعَّال الذي للمبالغة دون الخانِس والمُنْخَنِس إيذاناً بشدة هروبه ورجوعه وعظم نفوره عند ذكر الله، وأنَّ ذلك دأبه ودَيْدَنُهُ، لا أنه يعرض له ذلك عند ذكر الله أحياناً ،بل إذا ذكر الله هرب وانخنس وتأخر ، فإنَّ ذكر الله هو مِقْمَعَتُه التي يُقمع بهـا كما يُقمع المفسـد والشرير بالمقامع التي تردعه؛ من سياط وحديد وعصي ونحوها .
__________
1-انظر: تفسير الطبري(12/752-753)والبغوي(4/548)وفتح الباري(8/614)والدر المنثور،للسيوطي(6/722).

أبو عبد الرحمن اليوسف
12-08-2008, 10:24 PM
فذكر الله يَقمع الشيطان ،ويؤلمه ويؤذيه ،كالسِّياط والمقامع التي تُؤذي من يُضرب بها ،ولهذا يكون شيطان المؤمن هزيلاً ضئيلاً مُضنىً مما يعذبه المؤمن ويقمعه به من ذكر الله وطاعته ..
فمن لم يعذبْ شيطانَه في هذه الدار بذكر الله تعالى وتوحيده واستغفاره وطاعته، عذَّبه شيطانُه في الآخرة بعذاب النار ،فلا بدَّ لكلِّ أحدٍ أن يُعَذِّبَ شيطانَه أو يُعذِّبُه شيطانُه )(1).
وما تَقَدمَ ذِكْرهُ : هو في وسوسة إبليس وجنده ، أمَّا المُصاب بنوع مسٍّ من الجنِّ ؛ فكذلك له تسلط على الإنسي بالوسوسة. وطرائقُها كالشيطان القرين ، وقد يزيد على ذلك بإسماع الإنسي أصوات حديث من صدر الممسوس ،أو بطنه،أو غير ذلك .. وترى المبتلى بالمسِّ متكلماً مع نفسه في كثير من الأوقات خاصة في خلواته .
وهذا الكلام حقيقته : حوار يكون بينه وبين الجان الماسِّ له،نعوذ بالله من فتن الشيطان ،والجن وإغوائهم ، وهو سبحانه حسبنا ونعم الوكيل .

__________
1-بدائع الفوائد (2/791-793) .

أبو عبد الرحمن اليوسف
12-08-2008, 10:26 PM
القسم الثاني من وسوسة الشياطين والجن :
وهذا القسم تكون كيفيَّة الوسوسة الإبليسية ، وكذلك الجان المتسلط على بني آدم: من الخارج،ولهم-نعوذ بالله تعالى منهم- أساليب متباينة،ومكر كبَّار(1)لا يفطن له كثير من الناس إلاَّ من رحم الله سبحانه وعصم ، ومن ذلك :
أنه قد يسمع الإنسي أصوات الشيطان ولا يرى له جسماً ، والممسوس يسمع هذه الأصوات دون غيره من الناس .

وقد تتشكل الجنُّ بصور مختلفة يراها البعض من البشر ، ويراهم الممسوس ويكون بينهما حوارات وكلام .. وقد تزين له الفاحشة وغيرها من أمور الفساد .

وأحيــاناً تأتي النـاس وتُعرِّفـهم بأنهـــا من الجن ، وفي بعض الأحيان تكـذب في قـولها فتزعم أنهـا من المــلائكة..

__________
1-المكر الكبَّار: هو المكر العظيم ،ومنه قوله تعالى : ) وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً ( سورة نوح،الآية:22 .

أبو عبد الرحمن اليوسف
12-08-2008, 10:27 PM
وأحياناً تسمي نفسها برجـال الغيب(1) ، أو تدعي أنها من عالم الأرواح(2) .. وغير ذلك من وسائل الوسوسة الخارجية ،والتلاعب والغواية لابني آدم ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- في مجموع الفتاوى(17/509-510) : (ليس من شرط الموسوِس أن يكون مستتراً عن البصر،بل قد يُشاهد، قال تعالى: )فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ%وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ( سورة الأعراف،الآية:20-21.


__________
1-انظر: منهاج السنة ،لاين تيمية (1/552 ،و3/380،و8/262)ومجموع الفتاوى(1/362،و11/294،و443،و13/71،و216و17/و465 وشرح الطحاوية (571) .
2-انظر : عالم الجن ،لعمر الأشقر(93وما بعدها)وعالم الجن،لعبيدات(425)وتحضير الأرواح،لمجدي الشهاوي . وكتاب الفراقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان،لشيخ الإسلام ابن تيمية ، فهو غاية في فضح أساليب الجن ،وطرق الغواية عندهم .

أبو عبد الرحمن اليوسف
12-08-2008, 10:27 PM
وهذا كلام من يعرف قائله ليس شيئاً يُلقى في القلب لا يدرى ممن هو، و إبليس قد أُمر بالسجود لآدم فأبى و أستكبر ، فلم يكن ممن لا يعرفه آدم وهو ونسـله يرون بني آدم من حيث لا يرونهم ، وأما آدم فقد رآه .
وقد يرى الشياطينَ و الجنَّ كثيرٌ من الإنس ،لكـن لهم من الاجـتنان والاستتار ما ليس للإنس ،وقد قال تعالى: )وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُم( سورة الأنفال،الآية:48 . وفى التفسير و السيرة أن الشيطان جاءهم في صورة بعض الناس(1)، وكذلك قوله : ) كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ( سورة الحشر،الآية:16 .
__________
1-جماهير المفسرين على أن الشيطان جاءهم في سورة سراقة بن مالك بن جعشم ،وقاله شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية(2/492) .وهذا مروي عن ابن عباس-رضي الله عنهما- عند ابن جرير في التفسير،وابن أبي حاتم في التفسير(5/1715)والبيهقي في الدلائل(3/111) وابن مردويه كما في الدر المنثور(4/77-78).وانظر: سيرة ابن هشام(2/89)وسبل الهدى والرشاد(3/231)وزاد المعاد(3/50)وشرح المواهب اللدنية(2/94) .

أبو عبد الرحمن اليوسف
12-08-2008, 10:28 PM
ويقول الإمام ابن القيم-رحمه الله-في البدائع(2/808) :
( فالموسوس نوعان : إنس وجن، فإن الوسوسة هي الإلقاء الخفي في القلب ،وهذا مشترك بين الجن والإنس ،وإنْ كان إلقاء الإنسي ووسوسته إنما هي بواسطة الأذن ،والجني لا يحتاج إلى تلك الواسطة ؛لأنه يدخل في ابن آدم ويجري منه مجرى الدم .
على أن الجني قد يتمثَّلُ له ويوسوس إليه في أذنه كالإنسي،كما في البخاري عن عروة عن عائشة عن النبي r أنه قال: (إنَّ الملائكة تُحَدِّثُ في العَنَانِ-والعنان الغمام-بالأمر يكون في الأرض،فتَسْتَمِعُ الشياطين الكلمةَ فتَقُرُّها في أُذُن الكاهنِ كَمَا تَقُرُّ القارُورَةُ(1)فَيَزيدُونَ معَها مائةَ كَذْبةٍ مِنْ عِنْدِ أنفُسِهم ) فهذه وسوسة وإلقاء من الشيطان بواسطة الأذن .. ) .

__________
1-قوله r : (كَمَا تَقُرُّ القارُورَةُ ) معناه : أنه كما يسمع صوت الزجاجة إذا حلت على شيء أو ألقي فيها شيء ،وقال القابسي: المعنى: أنه يكون لما يلقيه الجني إلى الكاهن حس كحس القارورة إذا حُركت باليد، أو على الصفا . وقال الخطابي:المعنى: أنه يطبق به كما يطبق رأس القارورة برأس الوعاء الذي يفرغ فيه منها ما فيها ) الفتح(10/220) .

أبو عبد الرحمن اليوسف
12-08-2008, 10:29 PM
والآثار في تشكل الجنِّ وإغوائهم لابني آدم كثيرة ، وذكرها في هذا الموضع يطول ، وللكشف عنها تُنظر الكتب المؤلفة في البحث عن أخبار الجن والشياطين(1).

والمقصود معرفته : أن الجن لهم قدرة -بإذن الله تعالى- في الوسوسة والتسلُّط الخارجي على الإنسان ،والمحفوظ من حفظه الله عزَّ وجلَّ ، والله سبحانه العاصم والموفق لكلِّ خير .






__________
1-ومنها : آكام المرجان،للشبلي،ولقط المرجان،للسيوطي،وعِقْد المرجان،لابن برهان الحلبي،وعالم الجن،لعمر الأشقر،وعالم الجن،لعبد الكريم عبيدات،وكذلك المذكور في تضاعيف كتب الصحاح والسنن ،والسير والتاريخ .. في سلسلة يطول تعدادها .

أبو عبد الرحمن اليوسف
12-08-2008, 11:06 PM
..بارك الله فيكم .أخانا الحبيب ..ابو عبد الرحمن.. فإنك ذكرت الشيطان وفى المقابل الجن المسلم


عن ابن مسعود رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال: « إن للشيطان لمة بابن آدم, و(للملك) لمة, فـ أما لمة الشيطان, فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق, وأما لمة الملك, فإيعاد بالخير وتصـديق بالحق فمن وجـد من ذلك شيئًا, فليعلم أنه من الله, وليحمد الله, ومن وجـد الأخـرى فليتعوذ من الشيطان.

كما يتبن من خلال الحديث يوجد لمة من ( الملك ).

فسؤالى ..كيف لنا ان نفصل إذا ما كانت لمة الخير من جنى مُسلم , أم من الملك ؟

جزاكم الله كل خير










الجواب على السؤال :


اعلم أخي الحبيب ( طلعت ) حفظه الله وسدده في العلم والعمل .. أنَّ قولنا ( .. وهذا الخطاب : قد يسمعه المرء بأذنه ، أو يلقى في قلبه عندما يلمُّ به ذلك المخاطب . ) فالضمير في ( يلمّ به ) عائد على الشيطان ، وليس على الجني ؟! وبعبارة أكثر في الوضوح .. يقال :



( وقد يكون المخاطب جنياً مؤمناً صالحاً ، وقد يكون شيطاناً ،وهو نوعان – أي الخطاب الشيطاني :

أحدهما : أن يخاطبه خطابا يسمعه بأذنه . والثاني: أن يلقي في قلبه عند ما يلمّ به ، ومنه : وعده وتمنيته حين يعد الإنسى ويمنّيه ويأمره وينهاه كما قال تعالى : ( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً ) وقال سبحانه : ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ) فمن أين للمخاطب أن هذا الخطاب رحماني أو ملكي؟ وبأي برهان؟ أو بأي دليل؟ والشيطان يقذف في النفس وحيه ويلقي في السمع خطابه ؛ فيقول المغرور المخدوع : قيل لي وخوطبت ) .





أرجو أن يكون وضح المقصود .. وظهر المراد مما تم رقمه آنفاً .





والله الموفق لا رب سواه .



محبكم / أبو عبد الرحمن ...

أبو البراء
13-08-2008, 09:42 AM
:bism:
:icon_sa1: ،،،،،،

بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( أبو عبدالرحمن اليوسف ) ، فقط ومن باب الأمانة العلمية فالأخت الفاضلة والمشرفة القديرة ( فاديا ) نقلت كلامي في المسألة ، وهذا ما أدين الله به ، وهو من الغيب الذي لا يجوز الخوض فيه بأي حال من الأحوال كما هو واقع بعض الرقاة - وفقهم الله لكل خير - حيث خاضوا وشرقو وغربو دون الدليل النقلي الصريح الصحيح 0

زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

طلعت
13-08-2008, 12:02 PM
حرر بواسطة..أبو عبد الرحمن..
فقد يسمع الإنسان سواء كان به مسُّ من الجان ، أو لا : خطاباً مسموعاً يحثه على فعلٍ أو ترك شيء ما ، وهذا الخطاب قد يكون من مؤمني الجن ، وقد يكون من شيطان يريد غوايةً لذلك الإنسان .
وهذا الخطاب : قد يسمعه المرء بأذنه ، أو يلقى في قلبه عندما يلمُّ به ذلك المخاطب .

...كما هو واضح من قولك بإن الخطاب ممكن من كلا الطرفين وهو الجن المؤمن والشيطان .


حرر بواسطة ..ابو عبد الرحمن.
وهذا الخطاب : قد يسمعه المرء بأذنه ، أو يلقى في قلبه عندما يلمُّ به ذلك المخاطب . ) فالضمير في ( يلمّ به ) عائد على الشيطان ، وليس على الجني ؟!

..أاما هنا كما يتبين إنك تنفي أمر الخطاب من جهة الجنى المؤمن كما هو واضح .
نرجوا أخى الحبيب أن تزيل هذا التناقض بصورة تجعل الامر يسير وفق الرؤية ليكتمل المعنى .
..من جهة أخرى ,كما وإننا ليس مختلفين بأن اللمة هى تعود على الضمير وهو الشيطان سوااء بالسمع او الوسوسة فى القلب ...
على غرار ذكرك الجنى المسلم وهو ما يمكنه التخاطب مع المصاب بالمس او غيره ...وحتى نركز أكثر نقول الشخص المُصاب (متلبس) ...إذ إنه يشعر بلمة الخير تعترى قلبه وتفكيره , وهى تستثنى الشيطان بلمته المتمثلة بالايعاز بالشر وتزين للنفس بهواها ..
سؤالى ..كيف نستطيع ان نُفرق بإن لمة الخير الحاصلة فى هذا الشخص هى ..من لمة (الملك) أم لمة جنى( مؤمن).

أحسن الله بكم

أبو عبد الرحمن اليوسف
13-08-2008, 08:48 PM
أخي الكريم ( طلعت ) وفقتَ لإصابة الخير حيث كان .. وجعلك ربي باحثاً عن الحق أينما حلّ ..

اعلم : أنَّ فهم دَِلالة(1) المكتوب على المقصود يعرف بالتأمل والروية .. ولإيضاح ما تقدم ذكره أقول : المخاطِبُ نوعان : جني مؤمن .. ، وشيطان مريد .. فخطاب الجني يكون خارجياً مسوعاً ، وخطاب الشيطان يكون حدوثه خارجيا مسموعا .. وداخلي عندما يلم بالإنسان ..

والفارق بين المسوس وغيره : أنَّ السَّمَاع للسالم من المس يكون خارجياً .. أما من به مسٌّ فقد يسمع من الداخل حثا للخير على سبيل الندرة لا لقصد الخير ؛ بل للمكر بذلك الممسوس..
ثم يكون المكر بجعل ذلك الإنسان يقع في مكائد الشيطان ومكره في مرات يتتابع حدوثها ..

وقد يحدث ذلك من الشيطان الملازم ( القرين ) تتدرجا في الغواية .

ولهذا جاءت الشريعة بمنع قبول تلك الواردات على القلب والفكر .. ووجوب ردها إلى ظاهر مطالب الشرع لا غير .

أمَّا لمة الملك : فالاطراد في الخير دائم فيها .. ولمَّا كان التمييز قد يغيب عن كثير من الناس = وجب التوقف في الخواطر .. والحاكم في الصواب ، أو الخطأ من تلك المخاطبات إنما هو للشارع الكريم .

وإنما زلَّ من زلَّ من المتصوفة .. وبعض الرقاة .. والأغمار من المسلمين : إنما هو بسبب التسليم المطلق لتلك الخواطر والمخطبات والسماعات .


والله الموفق


_______
1- دَِلالة : بالكسر أفصح ، وبالفتح وارد ، أما الضم فضعيف متروك .

طلعت
13-08-2008, 09:29 PM
حرر بواسطة..أبو عبد الرحمن .
والفارق بين المسوس وغيره : أنَّ السَّمَاع للسالم من المس يكون خارجياً .. أما من به مسٌّ فقد يسمع من الداخل حثا للخير على سبيل الندرة لا لقصد الخير ؛ بل للمكر بذلك الممسوس..
ثم يكون المكر بجعل ذلك الإناس يقع في مكائد الشيطان ومكره في مرات يتتابع حدوثها ..
وقد يحدث ذلك من الشيطان الملازم ( القرين ) تتدرجا في الغواية .
ولهذا جاءت الشريعة بمنع قبول تلك الواردات على القلب والفكر .. ووجوب ردها إلى ظاهر مطالب الشرع لا غير .

أحسنت أخى الحبيب .أبو عبد الرحمن.. هذا هو عين الصواب , أنار الله لك بصيرة العلم والمعرفة للحق وأهله.
بارك الله فيكم

أبو عبد الرحمن اليوسف
13-08-2008, 10:27 PM
وأنت أيها الفاضل الكريم ( طلعت ) أحسنت .. ولك الفضل في حسن الظن بأخيك .. وتصويب ما ذكر ،وهذا يدل على كمال عقل .. وحُسن علم .. ومداخلتك الحكيمة : حركت فينا جانب البحث والتنقيب ..

والكلمة الرائعة : لها خير نافع .. وفضل ذائع .. والله يرعاكم .


محبك / أبوعبد الرحمن .

أبو البراء
14-08-2008, 01:56 PM
:bism:
:icon_sa1: ،،،،،،

بارك الله في الجميع ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0