المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على درب الشيطان


همس القوافي
02-08-2008, 11:12 PM
قصتي معها تصلح أن تكون فيلماُ بما تحتويه من أحداث وأحداث. مفاجآت تهز الروح وتتركها خاوية باردة لا شيء هنا غير الوقوف بصمت خلف جدران الصدمات الموحشة. أعرفها منذ إحدى عشر عاماً ، كل تلك الذكريات الأفراح والأتراح تمر أمامي كأنني في إحدى قاعات السينما وحدي ولكنني الآن اكتشفت أني لم أعرفها. رسمت لها صورة جميلة بريئة كبراءة الأطفال، نقية كقطرات المطر وبنيت لها في مملكة قلبي قصراُ وحديقة تتغنى فيها الزهور وتجري فيها رياح المحبة الدافئة.
منذ سنتين في عصر إحدى الأيام في الجامعة اعترفت لي بسرها الدفين بفرح كبير. نظرت إلي بكل جرأة وقالت "أنا أحب تعرفت على شاب من إحدى الدول العربية" أسئلة كثيرة عصفت بذهني وتاهت أفكاري في طوفان الذهول فالموقف أصبح أكبر من الكلمة. قلت لها ماذا كيف حدث هذا ومنذ متى؟ صمت للحظات ثم قالت " وصلتني عدة إضافات في المسنجر ولكن عندما رأيته إيميله قال لي قلبي أن أضيفه وهذا منذ سنة ونصف". دارت بي الدنيا وتذكرت أيام المدارس كنا نسخر من هذه النوعية من الفتيات وكيف يستسلمن لشياطين شبكة المعلومات وينغمسن في طريق المعصية المظلم المليء بالأشواك والذئاب البشرية. حاولت كثيراً أن أنصحها بشتى الوسائل ولكن لا فائدة ترجي كأنني كمن يخاطب صخرة لا إنسانة. قالت " ببساطة أحببته ويحبني وسوف نتزوج" قلت لها " مستحيل فأهلك لن يرضوا فأنت ابنة قبيلة لها عادات وتقاليد ولو علم أهلك بالموضوع فسوف تنتهين" ردت علي " سوف أقنعهم لا تقلقي".
مرت أيام وأيام حاولت فيها إيجاد طرق جديدة لإقناعها بتركه فكيف لي أراها تتقدم تاركة الشاطئ لتغوص في بحر عاصف لم يعرف النور له طريقاً يوماً. بعد تفكير طويل قررت أن أجعل نفسي موافقة على ما تفعله وإن ما يحدث ليس إلا طيش وسينتهي مثل عاصفة صيفية تنتهي برحيل الغيوم وفعلاً صدقت أنني اقتنعت بهذا "الحب" فكانت تحكي لي عما يفعله ومكالمتها الطويلة وسهر الليل لمحادثته على المسن وتبادل الصور ، كنت استمع لها وقلبي يحترق وببطئ شديد كانت صورتها تنكسر في عيني.
في هذا العام صرحت لي بأنه تخرج من الجامعة تخصص أدب إنجليزي وسيأتي إلى الدولة وسيعمل في مكتب استعلامات أحد الفنادق ويقيم عند عمه. والأهم من هذا سيقابلها اتفقا وفعلاً جاء إلى مدينتنا وتقابلا في إحدى الحدائق العامة. لم أدري ماذا أقول أو افعل. بعد ذلك أقتصر لقائي بها على السلام في أروقة الجامعة لانشغالي بدراسة وحاولت قدر استطاعتي تحاشي رؤيتها كنت أشعر بالاختناق من أفعالها والحزن. كنت أردد في نفسي سقطت أجل سقطت بقوة فليس بضرورة أن تسمع صوت انكسارهم لتتأكد أنهم وقعوا وسقطوا من عينك.

في آخر فصل دراسي لي في الجامعة شاءت الأقدار أن تكون معي في أغلب المحاضرات وكما هو معروف في الجامعة هناك أبحاث وواجبات تؤدى على هيئة مجموعات وبطبع كانت معي في كل ذلك..
خلال المحاضرات وأوقات الفراغ كانت تقول لي أخباره وتريني صوره وأنا أكتفي بصمت وابتسامة صفراء. قبل موعد امتحانات النهائي قالت لي أنها ستقابله للمرة الثانية واتفقت مع ابنة عمها على سيناريو حتى لا يشك أهلها وفعلا ذهبتا وقابلته في الحديقة لثلاث ساعات ونصف مع وفي اليوم التالي أرتني الصور. صعقت للغاية من منظرها المكياج الصارخ ، شعرها ظاهر والشيلة مجرد زينة لا غطاء والأهم من ذلك كان يمسك يدها ويحتضنها وهيه ضاحكة في الصور واعترفت لي بخجل أنها تعبت من النزول في درج الحديقة الطويل فحملها بين ذراعيه.. كيف سمحت له بذلك هو ليس أباها ولا أخاها ولا عمها ولا خالها ليس بمحرم. لو كان رجلاً يعرف الله وحدوده لما سمح لنفسه أن يقابلها في الخفاء وأن يراها بتلك الصورة الماجنة.
في ذلك اليوم عرفت أن علي اتخاذ قرار نهائي فبعد اليوم لا يوجد مجال لتراجع انتظرت حتى انتهينا من الامتحانات وبدأت الإجازة الصيفية بعثت لها بآخر رسالة بين حروفها آخر كلماتي. استرجعت فيها شريط ذكرياتي وكيف تعارفنا وكيف عندما رحلت لمنطقة أخرى ظللنا على تواصل يومي بالهاتف "كنا نتكلم بساعات كل يوم تحكين لي يومك وأحكي لك يومي. عندما كنتي تصفين لي وجوه وأشكال المعلمات والمواقف كنت أتخيلها فأبتسم وأضحك. الجميع استغرب من صداقتنا فكيف لصداقة أن تستمر عبر الهاتف فقط لخمس سنوات!!" ثم أكملت رسالتي بتالي

أريد منك وبكل صراحة أن تسألي نفسك هذه الأسئلة:


هل ما أفعله حلال أم حرام؟


ماذا سيحدث لو عرف أهلي؟


ماذا سيحدث لو حصل لي حادث في سيارة وأنا معه ومت كيف سألقى ربي وما هو مصيري؟ أنسيتي قبض الروح ، عذاب القبر ، منكر ونكير وضمة القبر التي لم يسلم منها أحد ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو أن ألم شعرة من شعر الميت وضع على أهل السماوات والأرض لماتوا أجمعين ) لأن في كل شعرة ألم الموت, ولا يقع الموت ولا يحل في شي إلا مات.


وفي بعض الأخبار للموت ثلاثة آلاف سكرة كل سكرة أشد من ألف ضربة بالسيف. وفي بعض الأخبار أن الدنيا كلها بين يدي ملك الموت كالمائدة بين يدي الرجل يمد يده إلى ما شاء منها فيتناوله ويأكله بل هو أقرب ، وإن معه أعوناً الله أعلم بعدتهم ليس منهم ملك إلا لو أذن الله أن يلتقم السماوات والأرض في لقمة واحدة لفعل. وما تقرب ملك الموت من حملة العرش إلا ازدادوا فزعاً منه حتى يردعوا. وفي كل ما خلق الله البركة إلا في الأجل فإنه مؤقت لوفاء العدة وانقضاء المدة.


حاولت كثيراً أن أنصحك ولكن لا فائدة ، جعلت نفسي موافقة على ما تفعلينه عسى أن تكون نزوة وتهتدي ولكنك استمريتي بل تمادت أفعالك مع الأيام. أتسأل في أي عالم تعيشين وأي حلم كاذب تروينه ، أنسيتني أنك مسلمة وابنة عائلة محترمة سكنت في هذه الأرض الطيبة . لا أدري أين ذهبت تلك الفتاة التي أعرفها وأعتز بصداقتها هل أغواها الشيطان وقتلها أم مازالت حية تمشي عمياء في الظلمة؟ أجل أعرفك منذ سنوات طويلة ولكنني الآن لا أعرفك أبداً.


أما آن لك أن تتوبي وتعودي , أما اشتقت لجنة الله , آما اشتقت لمجاورة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
شروط التوبة:
الشرط الأول : أن تقلع عن المعصية فورا
الشرط الثاني : أن تندم على فعلها
الشرط الثالث : أن تعزم ألا تعود إليها أبدا
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كل أمتي معافي إلا المجاهرون) والمجاهرة أن يفعل الذنب ثم يصبح يحدث الناس يقول فعلت كذا وكذا والعياذ بالله. ويقول رسول الله (إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. والغرغرة أن تصل الروح الحلقوم وهو عند الاحتضار.



يابنيه عمر الحب مايبدأ بالخيانه
والنفس بالعاده تعاف كل خّّوان
****
اللـه خـلق الأنـسان وبالعقل زانـه
وبـيّـن لـه طريق الحق والخسران
****
والمبنى لو يـدوم مايدوم في مكانه
وأسـاسـه يابنت خارب وتعبـان
****
حـتى حـب هالأيام مايطّـول زمـانه
واسـاسه معصيه تغضب الرحـمـن
****
هـذا حـب اليوم وهـاذي أوطـانه
هـذا يكذب ويقول انّه هيـمان
****
وهـاذي مسـكينه بالحيـل هـيمانه
وتقول متـى راح نصيـر عرسان
****
انسـي سـيرة العرس وانسي زمـانه
مـاأحدً يـأخذ أنسان قـد خان
****
مادام خنـتي الثقة وخنتي الأمانـه
ثـقـة أبـوك وأمـك والأخـوان
****
والله لو قدمـتي المسـتحيلات عشـانه
صعبـا يأخـذًأنسانه مالهاأمان
****
تـدرين وهـو يدري أنـك غـلطانه
والعاقل يرجــع لوكان غلطان
****
ترضي يمـس شــرف أهـلك أهـانــه
وشرف العزيز أغلى من الأوطان
****
ﺇستغفري ربك وتوبـي ياأنـسانـه
وأطـلبي من الله العفو الغفران
****
ومابُني عالباطل الصحـيح بطّــلانه
لو يطـول! مـايدوم هالبنيان
****
ترى حب هالأيام مايــطّول زمـانه
مـادام أسـاسه خارب وتـعبان


وختمت الرسالة بقولي " إذا لم تقتنعي بكلامي فأنسيني وانسي إني كنت في حياتك وامسحي كل شيء يذكرك بي. أنتي الآن واقفة عند ملتقى طريقين طريق التوبة والعودة إلى الله وطريق مظلم نهايته سودا خزي في الدنيا والآخرة. لا أقول هذا الكلام لكي أضايقك، السبب هو أني أعزك وخايفة عليك وأحاتيك "

يمكن ما يأثر فيك كلامي أو يمكن تقولين ما يخصني في حياتك. أجل هذه حياتك ولكنني أبرئ ذمتي أمام الله الخالق عزوجل فعلت كل ما أستطيع (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان). لم أخبر أحد بسرك ولن أخبر (من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة). ماذا ستفعلين لو كشف الله سرك وماذا سيحدث لو تطور علاقتك معه إلى.... والعياذ بالله هل تضمنين نفسك؟ ماذا تفعلين لو قامت الساعة وقفلت أبواب التوبة جميعها واستعد الناس للحساب على أعمالهم وفي تلك اللحظة لن يفيدك الندم ولا الحسرة ولا الدموع خافي الله.


شعرت بالأيام تمر ببطئ فلم يصلني رد منها كنت أدعو الله أن تكون اهتدت وأثر فيها كلامي . بعد يومين وجدتها على المسنجر وقلت لها هل وصلتك رسالتي وما هو ردك؟


قالت لقد صدمني كلامك كثيراً جعلتني أشعر بأني كافرة وأنتي لا تعرفين العيش في مجتمع جبار قلت لها مهما كان ومهما كانت الظروف صعبة لا أعطي لنفسي الضوء الأخضر لأفعل ما فعلته لا ترضى نفسي ولا ديني ولا أخلاقي وتربيتي.حاولت أن أنصحها ولكنها قالت لي خلاااص فهمت الزبدة.


كتبت لها وأنا أبكي دموع ساخنة وقلب مجروح إذاً لقد وصلنا إلى النهاية أنا أمضي في طريق وأنتي في طريق آخر.. أتمنى أن تهتدي في يوماً ما وتذكريني وتقولي أجل كانت لي صديقة صارحتني ونصحتني وأنا لم أستمع فابتعدت عني


مرغمة فلم تحتمل أن تراني أضيع وتقف ضاحكة مصفقة.


إلى......


أسأل الله أن يهديك وأن اهتديت يوماً تذكري أني مازلت موجودة وسوف أستقبلك بقلب دافئ ودموع اللقاء.



أحبتي في الله


هذه حكاية عشت جميع فصولها بكل ماتحويه من أحداث. لم أنشر تفاصيلها إلا للموعظة وتفكر الفتاة ويفكر الشاب قبل أن يقرورا دخول هذا الطريق. رجاءً أدعوا لها بالهداية وانشروا حكايتها لعلها تكون سبب هداية وصلى الله وسلم على سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وعلى من أتبعه ووالاه. اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.

( أم عبد الرحمن )
30-09-2008, 02:33 PM
نسأل الله العلى العظيم لصديقتك الهداية وأن تعود الى صوابها ورشدها قبل لقاء ربها
اللهم ارزقها وأمثالها توبة قبل الموت ... اللهم ردها وأمثالها اليك مردا جميلا
واصرف عنهم مكائد الشيطان انك ولى ذلك والقادر عليه

وبارك الله فيك أختنا الفاضلة همس القوافى ونفع بك وجزاك الله خيرا على نصيحتها ... ولكنى أرجو ألا تتركيها البته فلربما لاتجد من يذكرها بالله غيرك
كونى بجانبها ولو على فترات متباعدة
وفقك الله أختاه ونفع بك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عبق الريحان
30-09-2008, 08:49 PM
نسأل الله العلى العظيم لصديقتك الهداية وأن تعود الى صوابها ورشدها قبل لقاء ربها

اللهم ارزقها وأمثالها توبة قبل الموت ... اللهم ردها وأمثالها اليك مردا جميلا
واصرف عنهم مكائد الشيطان انك ولى ذلك والقادر عليه

وبارك الله فيك أختنا الفاضلة همس القوافى ونفع بك وجزاك الله خيرا على نصيحتها ... ولكنى أرجو ألا تتركيها البته فلربما لاتجد من يذكرها بالله غيرك
كونى بجانبها ولو على فترات متباعدة
وفقك الله أختاه ونفع بك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



وهذا رأيي ايضا:icon_neutral:

إسلامية
01-10-2008, 02:51 AM
يابنيه عمر الحب مايبدأ بالخيانه
والنفس بالعاده تعاف كل خّّوان
****
اللـه خـلق الأنـسان وبالعقل زانـه
وبـيّـن لـه طريق الحق والخسران
****
والمبنى لو يـدوم مايدوم في مكانه
وأسـاسـه يابنت خارب وتعبـان
****
حـتى حـب هالأيام مايطّـول زمـانه
واسـاسه معصيه تغضب الرحـمـن
****
هـذا حـب اليوم وهـاذي أوطـانه
هـذا يكذب ويقول انّه هيـمان
****
وهـاذي مسـكينه بالحيـل هـيمانه
وتقول متـى راح نصيـر عرسان
****
انسـي سـيرة العرس وانسي زمـانه
مـاأحدً يـأخذ أنسان قـد خان
****
مادام خنـتي الثقة وخنتي الأمانـه
ثـقـة أبـوك وأمـك والأخـوان
****
والله لو قدمـتي المسـتحيلات عشـانه
صعبـا يأخـذًأنسانه مالهاأمان
****
تـدرين وهـو يدري أنـك غـلطانه
والعاقل يرجــع لوكان غلطان
****
ترضي يمـس شــرف أهـلك أهـانــه
وشرف العزيز أغلى من الأوطان
****
ﺇستغفري ربك وتوبـي ياأنـسانـه
وأطـلبي من الله العفو الغفران
****
ومابُني عالباطل الصحـيح بطّــلانه
لو يطـول! مـايدوم هالبنيان
****
ترى حب هالأيام مايــطّول زمـانه
مـادام أسـاسه خارب وتـعبان


جزاك الله خيرا أخيتي الفاضلة ونفع الله بكِ

وفقك الله لما يحبه ويرضاه

همس القوافي
01-10-2008, 07:37 PM
أخواتي العزيزات أم عبد الرحمن وإسلامية

في البداية عيدكم مبارك وعساكم من عواده.

بخصوص صديقتي يعلم الله كم أحبها وأعزها.. سنتين وأنا أنصح فيها لا فائدة

أسأل الله أن يهديها ويهدي كل بنات الاسلام