المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا لا اصدق مسألة العلاج بالرقية وغيرها إلا على سبيل الدعاء مع استخدام الادوية ؟؟؟


عاطف عثمان حلبية
14-06-2008, 09:30 AM
الاخوة الاحباء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1- انا طبيب استشارى بطب وجراحة الفم والاسنان واعمل بذلك المجال منذ خمسة وعشرين عاما
2- انا لا اصدق مسألة العلاج بالرقية وغيرها ( الا على سبيل الدعاء مع استخدام الادوية المادية )
3- هل لدى الاخوة على المنتدى طريقة لخلع الاسنان مثلا بالرقية والدعاء ؟
4- افيدونا واجركم على الله

علينا باليقين
14-06-2008, 10:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،، ثم أما بعد ،،،

إن المتدبر والمتأمل بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاحظ اهتمامه بتنبيه المؤمنين على نعمة الصحة ، واتخاذ كافة التدابير للمحافظة عليها والتمتع بها على الوجه الأكمل الذي أراده الله سبحانه لعباده المؤمنين ، وقد ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف00الحديث ) ( صحيح الجامع - 6650 ) 0

وتعاليم الإسلام وشرائعه تدعو إلى المحافظة على الصحة الروحية والبدنية والنفسية وتنميها وترقيها إلى أقصى ما يمكن أن تصل إليه في هذه الحياة الدنيا ، وهي تدل في ظاهرها على ارتباط وثيق بالطب وأهله ، ومن ذلك ما ذكر من أنواع العلاج بالرقية والنبات والغذاء وعلاج الأمراض الروحية والجسدية وما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم من أصول الطب ومجالاته المتنوعة ، وقد كتب بعض رجالات أهل العلم في ذلك كتبا قيمة نافعة ككتاب " الطب النبوي " لابن القيم والذهبي – رحمهما الله - ، ومن هنا فإنه يرى لتعاليم الإسلام مردودا حسنا على الصحة النفسية والروحية والبدنية 0 فعلى سبيل المثال نجد الصلاة وما يتقدمها من الطهارة والاستنجاء والوضوء واستخدام السواك ، لها أعظم الأثر على صحة الإنسان وسمو روحه وطهارة بدنه وتجنبه الأمراض والأسقام النفسية والبدنية 0

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالتداوي من الأمراض التي تصيب الإنسان ، كما ثبت من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء ، علمه من علمه ، وجهله من جهله ، إلا السأم ، وهو الموت ) ( السلسلة الصحيحة - 451 ) 0

وهذا يؤكد على أهمية الطب وأهله ، ويؤكد أيضا على اعتناء الإسلام غاية الاعتناء بهذا الجانب في حياة الإنسان ، كيف لا وهو الجانب الذي يجعل المؤمن قويا في بدنه وعقله ، ويؤهله للارتقاء والتقرب من الخالق سبحانه بالطاعة على اختلاف أشكالها وتنوع طرقها ، علماً بأن الطب قبل الإسلام كان يعتمد على عقائد خرافية وتعاويذ سحرية ، ترتبط بالكهانة والعرافة والسحر ، ومن درس طب القدماء لرأى العجب العجاب مما كان يعتقد أنه طب 0

ومن هنا نرى عظمة الإسلام في تقديمه وعرضه للقواعد والأسس الرئيسة لعلم الطب ، مما أدهش العلماء ووضعهم في حيرة من أمرهم إزاء المعلومات الطبية القيمة التي لا تزال تكتشف تباعاً ، ويتقرر مع البحث والدراسة من قبل المتخصصين أنها حق وصدق وتعتبر من العوامل الرئيسة في العلاج والاستشفاء 0

إن دراسة الطب بكافة تخصصاته تؤصل في نفسية دارسه قدرة الله سبحانه وتعمق نظرته في كنه هذا الإنسان الذي يعتبر بحد ذاته معجزة إلهية تفوق الوصف والتصور ، والطبيب يعلم أكثر من غيره عن حقائق مذهلة يقف أمامها عاجزا بفكره وتصوره وإدراكه ، ولا يستطيع أن يضع التفسيرات لبعض تلك المظاهر التي يراها ويتعامل معها من الناحية الطبية ، مع توفر كافة المخترعات والمكتشفات الطبية المذهلة ، وهذه النظرة أكدها الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه قائلا : " أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِى أَنفُسِهِمْ " ) ( سورة الروم – جزء من الآية 8 ) 0

إن ما يثلج الصدور فرحة وغبطة ما نراه ونسمعه اليوم من بروز أطباء إسلاميين متخصصين بكافة التخصصات ، وعلى مستوى علمي متقدم ، قد أثروا الطب وأهله بالدراسات والأبحاث الغنية النافعة ، وإننا تواقون إلى أن نرى الاهتمام بالجانب النفسي وربطه بالناحية الروحية ، وإثراء ذلك بالدراسات والأبحاث التي سوف يكون لها شأن عظيم في كافة المحافل الدولية والعالمية 0

إن من تصدر الدراسات والأبحاث في الطب النفسي حتى يومنا الحاضر أناس بعيدون عن المنهج الرباني ، تقوم دراساتهم على النظريات والفرضيات والتجربة والخبرة ، وأما الطب النفسي الإسلامي فله جانبان : فأما الجانب الأول فيعتمد على أصول قرآنية وحديثية وهي وحي لا تقبل الخطأ كما هو الحال في الطب العضوي أو النفسي ، وهي بالتالي تقوم على حقائق ووقائع ثابتة ليست عرضة للتغيير والتبديل ، وأما الجانب الآخر فيعتمد على العلوم التجريبية والممارسة والخبرة في هذا المجال وهو أمر اجتهادي قد يعتريه الخطأ والصواب ، والتركيز على هذين الجانبين والاهتمام بهما غاية الاهتمام سوف يقود للنتائج الأكيدة التي سوف تقلب موازين الطب النفسي رأسا على عقب ، وهذا الكلام لا يعني مطلقا عدم الاستفادة من الدراسات والأبحاث الغربية ، إنما يجب توظيف تلك الدراسات بما يتماشى مع أحكام الشريعة لخدمة الإسلام والمسلمين ، وما دون ذلك لا نلقي له بالا ونلقيه وراء ظهورنا ، ونستبدله بما هو خير وأبقى وأصلح للأمة الإسلامية 0

إن المتأمل في النصوص الحديثية وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يدرك بما لا يدع مجالا للشك اهتمام السنة المطهرة بالناحية النفسية وعلاج الانحرافات الطارئة عليها ، وما يؤكد ذلك ويدعمه ، اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بمواقف كثيرة وعلاجها من جانب نفسي ، ومثال ذلك قصة الفتى الذي طلب الإذن بالزنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قصة بول الرجل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونحوه من مواقف كثيرة تعبر أيما تعبير عن هذا الاتجاه ، فالإسلام جاء بتعاليم ربانية تضبط السلوك والتعامل ، فوضع القواعد والأسس ، وتعامل مع النفس البشرية بما يتناسب مع فطرتها وجبلتها ، فصحح الانحرافات ، وقوم السلوك بما يتلائم مع العوامل التي تؤثر في حياة الإنسان من قريب أو بعيد ، والدارس لتلك النصوص يعلم حقا عظم الإسلام وتعاليمه النبيلة السامية واهتمامه بكافة مجالات الحياة المتشعبة 0

وللأسف فقد اختلط الأمر بالنسبة لكثير من الناس وخاصة المعالجين بالقرآن والأطباء العضويين والنفسيين وموقفهم من الأمراض بشكل عام ، فمنهم من ركز على النواحي الروحية المتعلقة بالرقية الشرعية وألقى جانبا النواحي الحسية المتمثلة بالعلاج لدى الأطباء والمستشفيات والمصحات النفسية ، والقسم الآخر ركز على النواحي الحسية متناسيا تماما اتخاذ الأسباب الروحية المتمثلة بالرقية الشرعية ، وكلا الأمرين مجانب للصواب ، وفئة قليلة جمعت في طريقة علاجها بين اتخاذ الأسباب الشرعية والأسباب الحسية ، وهذه الفئة هي الموفقة والمسددة بإذن الله تعالى بسبب اتباعها المنهج النبوي من خلال اتخاذ الأسباب الشرعية والأسباب الحسية حيث أن أخذ العبد بالأسباب أمر مطلوب شرعاً ، وهذا ما أصله رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال سيرته العطرة 0

وما يهمنا تحت هذا العنوان أن نؤصل العلاقة بين الطبيب المسلم والراقي أو المعالج ، خاصة أن العلاقة التي تجمع بينهما علاقة هامة ، كما سوف يتضح من خلال ثنايا هذا المقال ، ومن الأمور التي يجب التركيز عليها والتنبيه إليها الآتي :

أولاً :- يجب أن تكون العلاقة بين الطبيب المسلم سواء كان متخصصا بالطب العضوي أو الطب النفسي ، وبين الراقي علاقة أخوية متميزة :

مبنية أساسا على العلم الشرعي ثم الطب البشري التطبيقي 0

ولا بد أن يدرك الراقي أن لهذا العلم أسسا وقواعد اكتسبها الأطباء من خلال الاختصاص العلمي والتجربة العملية التطبيقية 0

كذلك بالنسبة للطبيب المسلم يجب أن يدرك أن الأمراض التي تصيب النفس البشرية من صرع وسحر وعين وحسد ونحوه ، هي حق وصدق ، وقد وردت بها الأدلة الصريحة الثابتة في الكتاب والسنة ، فعليه أن يقر وأن يسلم بذلك ، وأن يعلم أنه لا يمكن تشخيص تلك الحالات عن طريق الأجهزة الطبية المتنوعة مهما بلغت دقتها وتقدمها العلمي وتطورها ، لأنها خارجة عن النطاق المادي المحسوس الملموس الذي يتعامل معه الأطباء ، ومن ثم لا يمكن الكشف عن تلك الأمراض من خلال الإمكانات الطبية المتاحة مهما بلغت في التطور والرقي 0

ثانياً :- إن الشعور بأية أعراض وآلام مرضية ، تتطلب من المرضى التوجه للطبيب المختص ، لإجراء الفحوصات الطبية الدقيقة اللازمة :

وعند التأكد من كافة هذه الفحوصات وعدم وضوح وتحديد أية أمراض عضوية أو نفسية نتيجة لتلك المعاناة ، عند ذلك لا بد للطبيب المسلم من توجيه النصح والإرشاد للحالة المرضية بالتوجه أولا إلى الله سبحانه ، ثم اللجوء للرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة 0

أما إن أثبتت الفحوصات الطبية بأن المريض يعاني من مرض عضوي أو نفسي ، فواجب الطبيب المسلم إضافة إلى تحديد الداء ووصف العلاج اللازم والمناسب ، أن يربط المريض بخالقه سبحانه ، وأن يوضح له أن الشفاء مرهون بتوجهه إلى الله سبحانه وتعالى وحده 0

ثالثاً :- من الأمور التي يجب أن يهتم بها الراقي العودة للطبيب واستشارته في بعض الاستخدامات التي قد يلجأ إليها مع المرضى :

لمعرفة مدى ضررها من الناحية الطبية ، ولا بد أن يدرك المعالج أن المرضى أمانة في عنقه وهو ضامن من الناحية الشرعية ، كضمان الطبيب المسلم ، فعليه أن يستشير أهل الخبرة والدراية ليكون على بينة وبصيرة فيما يقوم به ، لكي لا يقع في محظورات طبية تؤدي لمحظورات شرعية قد تكلفه الكثير 0

رابعاً : من الأمور الهامة التي يجب مراعاتها من قبل الطبيب والراقي عدم تدخل كل منهما في عمل الآخر :

فلا يحق للراقي أن يتدخل في المسائل الطبية كتشخيص المرض بجوانبه العضوية أو النفسية إلا في حالة حصوله على إجازة أو درجة علمية لممارسة مهنة الطب ، كأن يجمع بين الرقية والطب ، أما أن يشخص للمرضى من خلال قراءة الكتب والخبرة والاطلاع الثقافي ، فهذا يجب ردعه وإيقافه عند حده لخطورة النتائج المترتبة عن فعل ذلك ، أو أن يطلب من المريض التوقف عن أخذ الدواء أو العلاج ، أو صرف أي نوع من أنواع الدواء الطبي ، أو طلب تحاليل أو صور أشعة أو تقارير طبية ، وهذا كلام بغير علم ، ولا يقل خطورة عن سابقه ، وقد يعجب الكثير من طرح مثل تلك القضايا وإمكانية حدوثها ، وهذا واقع محسوس مشاهد عاينته بنفسي وعشت معاناته وقهره ، بل قد وصل الأمر بأحدهم ممن تفنن بأساليب التلاعب بعقول الناس إلى حد فاق التصور والوصف حيث عمد إلى تعليق وسائل تعليمية طبية في عيادته ليشرح للمرضى تأثير الجن والسحر والعين على هؤلاء المرضى ، وإن كنت أنقل هذا الكلام وأنشره على صفحات هذه المجلة الغراء فإني والله أتألم غاية الألم من أمثال هؤلاء وتصدرهم لحمل أمانة هذا العلم ومعالجتهم للمسلمين ممن ابتلي بهذه الأمراض ، وواقع الأمر أن أمثال هؤلاء يحتاجون لعلاج أنفسهم قبل أن يعالجوا الآخرين ، وما أظن أولئك إلا أنهم قد أصيبوا بلوثة فكر ، أو نظرة كبر اعتقدوا من خلالها أنهم أصحاب علم لدني لا يباريهم فيه أحد ، ولا يجاريهم فيه مجد ، فإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله 0

وعليه فمهمة المعالج حال وقوفه على الأسباب الرئيسة للمعاناة وأنها ناتجة بسبب التعرض للإصابة بمرض من الأمراض التي تصيب النفس البشرية ، هو الاهتمام بالجانب المتعلق بعمله فقط وهو الرقية الشرعية ، دونما الخوض في القضايا الطبية والبحث فيها ، أو إعطاء أي توجيهات للحالة المرضية تتعلق بهذه الناحية كترك المراجعة الطبية أو العزوف عن استخدام الدواء ، وقد تكون المعاناة مزدوجة ، أي أن المريض يعاني من مرض عضوي ومرض آخر من الأمراض التي تصيب النفس البشرية كالصرع والسحر والعين والحسد ونحوه ، وهذا يؤكد على أمر في غاية الأهمية يتعلق بتركيز المعالج على النواحي والجوانب التي تهمه فقط دون الخوض والبحث في المسائل الأخرى التي قد يؤدي البحث فيها لعواقب وخيمة تضر بالرقية الشرعية وأهلها وتعطي فكرة للعامة والخاصة ملوثة بالشوائب والرواسب ، مع أن الرقية الشرعية علم قائم بذاته جعلت لتحقيق أغراض وأهداف سامية ونبيلة يتحقق من ورائها المصلحة الشرعية العامة للمسلمين 0

وكذلك الأمر بالنسبة للطبيب المسلم فعليه واجب شرعي يتمثل بتوجيه المرضى وتعلقهم بالخالق سبحانه وتعالى والتضرع إليه ، وكذلك توجيههم للرقية الشرعية وحثهم على رقية أنفسهم للاستشفاء بالكتاب والسنة ، وكذلك تحفيزهم على طلب الرقية الشرعية إذا احتاجوا إليها عند أصحاب العقيدة الصحيحة ومن يتوسم فيه الخير والصلاح من أهل الخبرة والاختصاص في هذا المجال ، خاصة إذا علم أنه يقوم بعمله وفق منهج شرعي سليم محافظا على سلامة المرضى وصحتهم ، وأن لا يمانع من الرقية الشرعية كما قد يفعل البعض وإظهار أن الطب بشقيه العضوي والنفسي لا يؤمن بتلك الأمراض وأعراضها وتأثيراتها والطرق الشرعية المتاحة لعلاجها 0

خامساً : حرص المعالج على استخدام كل ما هو نافع وثابت في الكتاب والسنة :

كالعسل والحبة السوداء وماء زمزم وزيت الزيتون ونحوه ، والابتعاد عن وصف أو إعداد أية مواد طبية أو أعشاب متنوعة دون علم ودراية ودون ترخيص أو إجازة من الجهات المسؤولة عن ذلك ، وقد يؤدي مثل ذلك التصرف لإيذاء المرضى ، وقد يتسبب استخدام تلك الأعشاب دون علم ودراية لمضاعفات جسيمة ذات عواقب وخيمة لا يعلم مداها وضررها إلا الله ، وتكون المسؤولية عظيمة آنذاك أمام الخالق سبحانه وتعالى ، وأمام الآخرين من ذوي العلاقة والحسبة 0

قال الشوكاني - رحمه الله - : ( قال ابن رسلان وقد اتفق الأطباء على أنه متى أمكن التداوي بالأخف لا ينتقل إلى ما فوقه فمتى أمكن التداوي بالغذاء لا ينتقل إلى الدواء ومتى أمكن بالبسيط لا يعدل إلى المركب ومتى أمكن بالدواء لا يعدل إلى الحجامة ومتى أمكن بالحجامة لا يعدل إلى قطع العرق ) ( نيل الأوطار – 8 / 205 ) 0

سادساً : حرص الطبيب المسلم على الجمع بين دراسته الأكاديمية التخصصية في مجال الطب وبين الأمور الشرعية :

التي تعتبر عاملا أساسيا في التوفيق والسداد لو استغلت على الوجه المطلوب ، فيبدأ الطبيب بالتسمية وذكر الله قبل معاينة المرضى ، وكذلك وضع اليد مكان الألم قبل أو بعد المعاينة ، ويقول سبعا : ( اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ) ( صحيح الجامع 5766 ) ، أو أن يقول ( بسم الله 000 بسم الله 000 بسم الله 000 أعيذك بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر ) ( صحيح الترمذي – 1696 ) ، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة ، وبذلك يجمع الطبيب بين الطب العضوي وبين النصوص الثابتة التي لو خرجت من قلب صادق مخلص لتعدى نفعها وفائدتها أضعافا مضاعفة لما يمتلكه الطب العضوي من مقومات ، وهذا يساهم ويساعد في العلاج الطبي لاعتماده على الله في العلاج والتشخيص ومعرفته التامة بأن تيسير الشفاء على يديه هو توفيق من الله وحده ، وبذلك يتم الجمع بين أسباب الشفاء المختلفة ، وهذا العمل يساهم بشكل فعال في نفسية المرضى وتقبلهم للطبيب والدواء 0

سابعاً : لا بد للطبيب المسلم أن يعتقد جازما أن نظريات الطب وقوانينه عرضة للتبديل والزيادة والنقص :

وربما تعدى ذلك إلى إلغاء تلك القوانين والنظريات من أساسها ، لما يشوبها من خطأ أو زلل أو انحراف أثبتته الأيام والخبرة والتجربة على مر السنين ، وكم من دواء أثبتت الأيام نتائجه السلبية الضارة على جسم الإنسان ووظائفه المختلفة بحيث تم سحبه من الأسواق وإلغاء اعتماده كدواء ناجح وفعال ، وكل ذلك يعزى إلى أن تلك النظريات والأبحاث من تفكير وإبداع البشر ، وأما النصوص الثابتة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في علاج كثير من الأمراض ليست عرضة للخطأ أو الزلل وهي قائمة إلى قيام الساعة ، وتحتاج لتوظيف الكوادر التي تقوم في البحث والدراسة للاستفادة منها على أكمل وجه وأنفعه ، وهذا يؤكد ضرورة اهتمام الطب في العصر الحاضر بهذا الجانب ، ودراسة وعمل الأبحاث الخاصة باستخدامات العسل والحبة السوداء والزيت ونحوه ، واستخدامها في العلاج إضافة للوصفة الطبية الخاصة بالمرض 0

واليوم نرى بجلاء ووضوح بعض الباحثين والدارسين الإسلاميين الذين تصدروا مثل هذا العمل ، ومن هؤلاء الدكتور أحمد القاضي والدكتور أسامة قنديل في الولايات المتحدة الأمريكية ، وكذلك بعض الأبحاث الصادرة في المملكة العربية السعودية عن جامعة الملك عبدالعزيز بجده ، فجزى الله الجميع على مجهوداتهم وشكر سعيهم ووفقهم لما فيه الخير والمصلحة الشرعية للمسلمين 0

وفي ذلك يقول ابن القيم – رحمه الله - : ( وليس طبه صلى الله عليه وسلم كطب الأطباء ، فإن طب النبي صلى الله عليه وسلم متيقن قطعي إلهي ، صادر عن الوحي ، ومشكاة النبوة ، وكمال العقل ، وطب غيره ، أكثره حدس وظنون ، وتجارب ، ولا ينكر عدم انتفاع كثير من المرضى بطب النبوة ، فإنه إنما ينتفع به من تلقاه بالقبول ، واعتقاد الشفاء به ، وكمال التلقي له بالإيمان والإذعان ، فهذا القرآن الذي هو شفاء لما في الصدور – إن لم يتلق هذا التلقي – لم يحصل به شفاء الصدور من أدوائها ، بل لا يزيد المنافقين إلا رجسا إلى رجسهم ، ومرضا إلى مرضهم ، وأين يقع طب الأبدان منه ، فطب النبوة لا يناسب إلا الأبدان الطيبة ، كما أن شفاء القرآن لا يناسب إلا الأرواح الطيبة والقلوب الحية ، فإعراض الناس عن طب النبوة كإعراضهم عن الاستشفاء بالقرآن الذي هو الشفاء النافع ، وليس ذلك لقصور في الدواء ، ولكن لخبث الطبيعة ، وفساد المحل ، وعدم قبوله ، والله الموفق ) ( زاد المعاد – 4 / 35 ، 36 ) 0

وأعجب مما يتناقله بعض العلماء والأطباء العضويين على أن القرآن الكريم هو كتاب للعقيدة والشريعة وهداية الإنسان وضبط حياته ، وليس كتاباً في الطب ، أو أن القرآن شفاء للأمراض الاجتماعية والأخلاقية والانحرافات بكل أنواعها فأنى له أن ينقل من ميدانه هذا ليوضع في المستشفيات كي يكون علاجاً للمرضى 0

وكذلك يزداد العجب من كلام قرأته في مجلة " الأسرة " في مقالة تحت عنوان " قرَّاء أم مشعوذون " مع أن مجلة الأسرة من المجلات الإسلامية المتميزة في الطرح والعطاء ، وكان من المفترض أن يعطى هذا التقرير حقه من البحث والتحقيق العلمي الموضوعي لأهمية هذه الموضوعات على الساحة اليوم من جهة وعلاقتها بمسائل العقيدة من جهة أخرى ، ولا يخفى علينا جميعاً التجاوزات والشطحات والترهات التي اتسع فيها الخرق على الراقع في هذا المجال ، إلا أن الحق أبلج لا يمكن رده بادعاء بعض المحررين الصحفيين بما يمتلكونه من معلومات شرعية ضئيلة لا تؤهلهم للخوض في هذا الموضوع الدقيق والحساس ، ولا أقصد من خلال هذا الكلام الإساءة لأحد بعينه ، إنما المصلحة الشرعية تحتم علينا تقوى الله سبحانه وتعالى في كافة المعلومات التي نقدمها للجمهور المسلم لما يترتب عن هذه المعلومات من غرس للأفكار والمعتقدات التي قد توقع العامة ممن لا يملكون كماً من العلم الشرعي في الضلال ومن ثم الوقوع في الإثم العظيم ، مع تقديري واحترامي لأسرة مجلة الأسرة ، والدعاء لهم بالتوفيق والسداد ، ومما جاء في هذا التقرير :

( والغريب أن بعض أدعياء العلاج بالقرآن في مصر يصر على زيارة أحد مشاهير العلماء ويأخذ صورة معه ثم يدعي أنه بارك عمله في العلاج بالقرآن 0 وهذا ما فعله 00000 الذي قال إن الشيخ متولي الشعراوي – رحمه الله – دعا له وبارك قيامه بالعلاج بالقرآن 0 على الرغم من أن الشيخ الشعراوي صرح أكثر من مرة " أن علاج الأمراض العضوية بالقرآن دجل وشعوذة ويجب على كل مسلم أن يجتهد في العبادة ويأخذ بأسباب العلاج من خلال الأطباء المتخصصين الذين هم أهل الذكر الذين أمرنا الله بسؤالهم إذا تعرضنا للمرض 0

إن الذين يدعون العلاج بالقرآن ممن أسمع عنهم مجموعة من الدجالين ، فالقرآن شفاء لأنه يهدي إلى الحق ويحذر من الباطل أما الرحمة فهي نزع الغفلة من قلب المؤمن 0 إن المرض والأوجاع نوع من الاختبار الإلهي يهدف إلى تعليم الإنسان كيفية استقبال قدر الله ) ( مجلة الأسرة – ص 10 – 11 – العدد 75 جمادى الآخرة 1420 هـ ) 0

وكافة ما ذكر فيه وجه حق وآخر باطل ، أما وجه الحق فهو ما قرره علماء الأمة من أن القرآن كتاب عقيدة وشريعة وهداية ، وكذلك شفاء للأمراض الاجتماعية والأخلاقية والانحرافات بكل أنواعها ، وأما وجه الباطل فإنكار حقيقة العلاج بالقرآن بل وصف ذلك بالدجل والشعوذة والدروشة التي ينبغي أن يتجرد منها العلم الإسلامي ، مع أن النصوص النقلية الصحيحة قد أكدت بما لا يدع مجالاً للشك هذه الحقيقة ، كما أكد علماء الأمة الأجلاء ذلك ، ومما لا شك فيه أن العلامة الرباني ابن القيم قد أوضح ذلك في كلامه آنف الذكر بأروع بيان وأوضح برهان ، وفي ذلك كفاية عن كل مقولة ورواية ، نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة 0

وأذكر في ذلك كلاماً جميلاً ذكره العيني نقلاً عن الأمام الخطابي يقول فيه : ( الرقية التي أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي ما يكون بقوارع القرآن ، وبما فيه ذكر لله تعالى على ألسن الأبرار من الخلق الطاهرة النفوس ، وهو الطب ال****** ، وعليه كان معظم الأمر في الزمان المتقدم الصالح أهله ، فلما عزّ وجود هذا الصنف من أبرار الخليقة مال الناس إلى الطب الجسماني ، حيث لم يجدوا للطب ال****** نجوعاً في الأسقام ، لعدم المعاني التي كان يجمعها الرقاة ، وما نهي عنه هو رقية العزَّامين ومن يدعي تسخير الجن ) ( عمدة القاري - 17 / 403 ) 0

ثامناً : ومن الأمور الهامة التي يجب أن تتبلور بين الراقي والطبيب عقد اجتماعات ولقاءات دورية لتدارس الحالات :

ووضع الملاحظات التي ستؤدي لنتائج ذات فائدة عظيمة للطرفين ، ولما يترتب عن تلك اللقاءات من مصلحة شرعية عامة للمسلمين ، بحيث يكتسب الطبيب رؤية واضحة جلية عن تلك الأمراض التي أقرها الشرع وأثبتها ، وبذلك يزداد إيمانا بخالقه وهو يرى أمام ناظريه بعض الحقائق عن هذا العالم الغيبي التي لم تستطع كافة المكتشفات الطبية بلوغه بكل ما وصلت إليه من التطور والرقي العلمي ، وأن يسترشد الراقي بإرشادات الطبيب لعدم الوقوع في أخطاء تتعلق بصحة وسلامة المرضى 0

ومما يؤكد هذا المفهوم كلام جميل أنقله للدكتور الفاضل محمد بن عبدالله الصغير الطبيب النفسي في جامعة الملك سعود بالرياض – قسم الباطنية – فرع النفسية - في تقديمه للكتاب الموسوم " كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية ؟ " للشيخ عبدالله بن محمد السدحان – حفظه الله - ، يؤكد من خلاله ثمرة التعاون في هذا المجال لعلاج عدد من الحالات المرضية حيث يقول :

( وقد اختلفت مع الأخ عبدالله في بعض النقاط المتعلقة بالأمور النفسية من واقع ما أعايشه – وزملاء المهنة في الطب النفسي – وقد استجاب مشكوراً ، حرصاً منه على التقارب في وجهات النظر وسعياً إلى إيجاد حلول عملية واقعية لكثير من الممارسات والأخطاء التي تقع في هذا الجانب ولئلا يكون المريض وأقاربه في حيرة وقلق ولئلا يقع منهم ما يخلّ بالأمور المشروعة 0 وكان ثمرة هذا التعاون علاج عدد من الحالات المرضية النفسية بصورة أكمل وتماثلت للشفاء في وقت أسرع بعد توفيق الله تعالى ، والله الموفق ) ( كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية ؟ - ص 17 ) 0

قلت : قد يحصل الاختلاف ولكن من خلال الاعتماد على الله سبحانه وتعالى ثم الدراسة الموضوعية الدقيقة لا بد أن يتوصل كلا الطرفين المعالج والطبيب النفسي لقاسم مشترك ، وهذا يؤكد على البحث عن الحقيقة والوصول إليها دون الركون لهوى النفس أو انتصار للذات ، والدراسة الجدية الموضوعية لا بد أن تحقق مصلحة شرعية تعود فائدتها على المعالج والطبيب والمريض وهذا ما تحقق فعلاً للدكتور والشيخ – حفظهما الله – "

تاسعاً : إن بعض الأطباء النفسيين يقعون في خطأ إعادة كافة الأعراض المتعلقة بالحالات المرضية في حالة اليقظة أو النوم لأسباب نفسية بحتة :

وكذلك الحال بالنسبة لبعض المعالجين ممن يعيد تلك الأعراض للإصابة بالأمراض الروحية كالصرع والسحر والعين والحسد ونحوه ، وكل ذلك مخالف للصواب ، فلا بد أن تكون الدراسة الموضوعية والبحث والتقصي في هذا المجال كفيلين للوصول لما يصبو إليه الطبيب والمعالج وهو سلامة وشفاء المريض بإذن الله تعالى ، وبما أن الهدف والغاية واضحة فلا بد من التقاء جاد بين الطرفين الأطباء والمعالجين لدراسة تلك الأعراض وتحديد الوجهة الصحيحة للعلاج ، وهذا لا يعني مطلقا ترك اتخاذ أسباب العلاج بالرقية الشرعية ، بل المقصود من ذلك تحقيق الغاية والهدف الذي يسعى له الجميع 0

ولا بد أن تكون تلك الدراسة بعيدة عن التخبط أو الانحياز والتعصب لرأي خاطئ ما لم تكن الأعراض والأدلة تشير إلى طبيعة الحالة ومعاناتها ، وبذلك يستفيد كل طرف من الآخر ، ويسعى الجميع لتحقيق المصلحة الشرعية 0

تلك هي بعض الملامح المحددة التي لا بد أن تتبلور في العلاقة بين الراقي والطبيب ، ونحن على يقين تام بأن الالتزام بهذه المنهجية في التعامل بين الطرفين تؤتي ثمار أكلها طيب ونفعها عظيم وشامل بإذن الله تعالى ، وإن كنت أقدم نصيحة لإخوتي الأطباء والمعالجون فهي تقوى الله سبحانه وتعالى في السر والعلن ، وأن يكون القصد والغاية من العمل وجه الله سبحانه ، لا أن يكون انتصار للذات أو تقديم علم البشر على علم الخالق أو تحقيق أي أمر من أمور الدنيا الزائلة 0

سائلاً المولى عز وجل أن يوفق الجميع للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
0
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

عاطف عثمان حلبية
15-06-2008, 12:12 PM
الاخ الفاضل / ابو البراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1- اشكر لك رسالتك هذه التى اود ان يقرأها جميع الاطباء وجميع المعالجين بالقران
2- استأذنك فى نشر هذه الرسالة فى موضوع بحث حول التصوف انشره حاليا على موقع الصوفية العالم المجهول
3- اؤيد كل ماقلته اجمالا من حيث انه لايغنى الطب العضوى عن الطب النفسى ( والعلاج بالقران فرع منه) فلقد علمنا جميع اساتذتنا ان المريض هو انسان بمعنى ان له خصائص غير عضوية يجب مراعاتها
4- كما لا استطيع ان اصف لك سعادتى بحديثك هذا عن ان العلاج بالقران ليس بديلا للطب العضوى
فكثير من المعالجين يوهمون الناس انهم يستطيعون شفاء امراضهم العضوية وليس ذلك صحيح
5- لقد قمت بتحميل موسوعتك كاملة ( 12 مجلد) واعكف حاليا على قراءتها
6- بارك الله فيك ونفعك ونفع الناس بعلمك

منذر ادريس
15-06-2008, 12:24 PM
وفيكم بارك الله فلا تنافر بين العلوم النفسية ولا الطبية ولا الشرعية ومن أصيب بداء من الأدواء فأسباب الشفاء موجودة والشافي هو الله فقد يتعلق الشفاء بواحد منها أوباثنين أو بجميعها حسب الحالة المرضية

سهر
15-06-2008, 05:56 PM
بارك الله في الجميع
والشكر موصول لأختنا علينا باليقين

أبو البراء
03-07-2008, 12:25 AM
:bism:
:icon_sa1: ،،،،،،

الأخ الفاضل ( عاطف ) حفظه الله ورعاه

قبل أن أجيب على تساؤلكم ، فإنه لا يليق بنا إلا أن نحتفل بكم في منتدانا الغالي فنقول :

هلا باللي نهليبــــه......وشوفته تشرح البال
ولو رحبت مايكفي.......لك مليون ترحيبــــه

هلا وغلا بالأخ الحبيب ( عاطف )

في منتداكم ( منتدى الرقية الشرعية )

احدى الصروح الرائدة المتواضعة في عالم المنتديات الصاعدة

والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة

كلنا سعداء بانضمامكم لمنتدانا الغالي

وكلنا شوق لقراءة حروف قلمكم ووميض عطائكم

هلا فيكم

ونحن بانتظار قلمكم ومشاركاتكم وحضوركم وتفاعلكم

تمنياتي لكم بالتوفيق وإقامة مفعمة بالمشاركات النافعة

http://www.ojqji.net/vb/images/welcom/81.gif


ونحن نعلم بأنكم قد زرتم الموقع لأسباب واعتبارات خاصة ، ولكن واجب الضيافة يحتم علينا ذلك 0

الشكر موصول لاخهتنا الفاضلة ومشرفتنا القديرة ( علينا باليقين ) ، ولم ألاحظ الموضوع إلا اليوم ، وبقي أن أقدم لكم هذا البحث حول مسألة العلاج بالقرآن والسنة وهو على النحو التالي :

( && هل القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة شفاء للأمراض العضوية && ) (http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?t=321)

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( عاطف ) وأل الله أن ينفعك بالموسوعة وأن يخلص لي القول والعمل ، وحياكم الله وبياكم مرة ثانية في منتداكم ( منتدى الرقية الشرعية ) وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ام عبد الهادي
07-08-2008, 11:56 AM
باركالله فيكم وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه مع تمنياتي لكم بالصحة والعافية

ولد مكه
07-08-2008, 12:24 PM
أخي عاااااااطف كما جعلك الله سبب لعلاج الامراض
فقد جعل أياته سبب للعلاج أيضا فهو ينزل الاسباب كما يريد أما الشفااااااااااا فهو بيده سبحانه
وليس للاسباب أي دوووور الا من بعد أذنه

إسلامية
07-08-2008, 12:32 PM
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه

عبق الريحان
07-08-2008, 02:19 PM
بارك الله في الجميع
والشكر موصول لأختنا علينا باليقين وللشيخ ابو البراء

عاطف عثمان حلبية
22-08-2008, 03:10 PM
الاخوة الاعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1- اشكر للاخ ابو البراء ولجميع الاخوة هذه الحفاوة التى تدل على خلق رفيع هو شأن المسلم الحقيقي
2- الاخ ولد مكة ، انا لست سببا وانما انا استخدم الاسباب ، ولسنا هنا فى معرض الحديث عن قدرة الله تعالى المطلقة وانما محل بحثنا يدور فى نقطة محددة ( هل القران الكريم سبب لشفاء الامراض العضوية؟)
3- الاجابة على هذا السؤال ايها الاخوة ليست بناء على رأي فرد واحد وانما هى بناء على مايتفق عليه علماء الامة الموثوق فى علمهم
4- موقع اسلام اون لاين
شاعت في هذا العصر ظاهرة لم تعرف ـ بهذا الوضوح والانتشار ـ في عصر من عصور الإسلام التاريخية. وهي ظاهرة المتخصصين في العلاج بالقرآن، الذين يزعمون أنهم يستطيعون أن يعالجوا أي مريض يأتيهم عن طريق قراءة آي معينة من القرآن عليه، وقد يستجيب بعض الناس فيشفى، بينما آخرون لا يؤثر فيهم هذا العلاج، فما حقيقة هذا الأمر؟ وما وجهة نظركم فيه من الناحية الشرعية؟ نرجو بيان الرأي الصحيح بالأدلة الموثقة، نفع الله بكم وجزاكم خيرًا.
العلامة الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :

1- فالقرآن الكريم فيه هدى ونور، وشفاء لأمراض الصدور، يهدي الله تعالى به من يشاء من عباده، وليس معنى أنه شفاء أن نترك التداوي؛ فقد حث النبي –صلى الله عليه وسلم- على التداوي، وأرشد إلى اختيار الماهر من الأطباء.
2- أن هذه ظاهرة قد شاعت في كثير من البلدان، فهناك أُناس زعموا أنهم متخصصون في العلاج بالقرآن، بل فتحوا عيادات علنية للعلاج بالقرآن، يذهب الناس إليهم في هذه العيادات كي يعالجوهم بالقرآن الكريم.
3- ونحن نؤمن بأن القرآن هدى وشفاء كما قال تعالى:" وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ" فصلت:44. وقال تعالى:" وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً" الإسراء:82.
4-ولكن، ما معنى الشفاء هنا؟ هل هو الشفاء العضوي، على معنى أن الإنسان إذا أوجعه بطنه أو أوجعته عينه أو أحس بألم في جسده، فماذا عليه أن يفعل؟هل يذهب إلى عيادة القرآن أم يذهب إلى الطبيب المختص الخبير في شأن هذا النوع من المرض؟
5- الذي رأيناه من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه، أنه شرع الطب والدواء، كما قال صلى الله عليه وسلم:" إنما الشفاء في ثلاث: في شربة عسل، أو شرطة محجم، أو لذعة بنار". فذكر الأنواع الثلاثة للدواء الذي يتناول عن طريق الفم، والجراحة، وهي شرطة المحجم أو المشرط، والكي، وذلك هو العلاج الطبيعي،
6- والنبي صلى الله عليه وسلم تداوى وأمر أصحابه بالتداوي، وكان يقول لبعض أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين:"اذهبوا إلى الحارث بن كلدة الثقفي"، وهو طبيب مشهور منذ الجاهلية عرفه العرب، فكان النبي صلى الله عليه وسلم ينصحهم بالذهاب إليه،
7- بل جاءه رجلان يعرفان الطب من بني أنمار فقال لهما:"أيكما أطب؟"، يعني أيكما أحذق وأمهر في صنعة الطب؟ فأشاروا إلى أحدهما، فأمره أن يتولى هو علاج المريض، يعني أن الإنسان يبحث عن أمهر الأطباء وأفضلهم ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
8- وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم:"ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله". وهذا أعطى كل مريض أملاً في أن يجد لدائه علاجًا، وأعطى الأطباء أنفسهم أملاً في أن يجدوا لكل داء دواء. فليس هناك داء عضال بمعنى أنه لا علاج له، لا في الحال ولا في الاستقبال، بل كل مريض له علاج موجود، ولكن لم نعثر عليه بعد، فإذا أصاب دواء الداء برئ بإذن الله.
9- ولما سُئل صلى الله عليه وسلم:"يا رسول الله، أرأيت أدوية نتداوى بها وتُقاة نتقيها؟ هل ترد من قدر الله شيئًا؟ قال (هي من قدر الله)". يعني أن الأمراض من قدر الله، والأدوية من قدر الله. لماذا إذن نعتبر المرض من قدر الله ولا نعتبر الدواء من قدر الله؟ هذا من قدر الله، وهذا من قدر الله، فنحن ندفع قدرًا بقدر، ونرد قدرًا بقدر. هذه سنة الله، أن تدفع الأقدار بعضها البعض، ندفع قدر الجوع بقدر الغذاء، وقدر العطش بقدر الشرب، وقدر الداء بقدر الدواء.

10- هذه هي السنة الإسلامية، ومن أجل هذا شاع الطب بين المسلمين، وتقدم الطب تقدمًا هائلاً في الحضارة الإسلامية، وكان المسلمون أئمة العالم وأساتذته في الطب، وعُرف منهم أسماء لامعة على مستوى العالم، مثل أبي بكر الرازي، وابن سينا، وابن رشد والزهراوي، وغيرهم من المسلمين، وكُتب هؤلاء انتشرت في العالم مثل (الحاوي) للرازي، و(القانون) لابن سينا، و(الكليات) لابن رشد، و(التصريف لمن عجز عن التأليف) للزهراوي، بل وجدنا من علماء المسلمين الفقهاء مَن يجيد الطب، فابن رشد نفسه كان فقيهًا، ألّف كتابه (بداية المجتهد ونهاية المقتصد) في الفقه المقارن، وفخر الدين الرازي صاحب الكتب الشهيرة في التفسير والأصول وعلم الكلام وغيرها. قالوا: كانت شهرته في علم الطب لا تقل عن شهرته في علوم الدين، وابن النفيس، مكتشف الدورة الدموية الصغرى، يُعدُّ من فقهاء الشافعية، وترجم له تاج الدين السبكي في كتاب (طبقات الشافعية) على أنه أحد فقهاء هذا المذهب.
11- ولأن المسلمين اعتمدوا سنة الله في الكون، فقد اعتمدوا الطب ولم يعتمدوا على الشعوذات التي انتشرت بين الأمم من قبلهم، ولم يعتمدوا على الأحجبة والتمائم وغيرها، التي اعتبرها النبي صلى الله عليه وسلم ضربًا من الشرك.
12- صحيح أن الإسلام شرع لنا الأدوية الروحية، مثل الاستعاذة بالله والرقى والدعاء، فالإنسان يرقي نفسه أو يرقي مريضه بقول:" اللهم رب الناس أذهب البأس، اشف أنتَ الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا". أو" أرقيك والله يشفيك"، أو كما كان عليه الصلاة والسلام يرقي الأطفال الصغار مثل الحسن والحسين "أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامّة". فالرقى والتعاويذ والأذكار والأدعية مشروعة، ولكن بجوار الأسباب المادية التي تكملها وتقويمها الأسباب الروحية.
13- ولكن، لا يكفي المسلم أن يذهب الإنسان إلى شخص يقول له أقرأ عليك القرآن أو المعوذات أو آية الكرسي، ويكتفي بهذا. كيف ذلك إذا كان يعاني من مرض عضوي؟ فلا بد من علاج هذا المرض العضوي، وإذا كان مصابًا بفيروس، لا بد من علاج هذا الفيروس،
14- فهذا هو الذي شرعه الإسلام وعاشه المسلمون، فنحن لم نرَ في الصحابة مَن فتح بيته، وقال"أنا متخصص في العلاج بالقرآن، حتى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو سيد المعالجين وسيد أطباء الروح، لم يفعل هذا، وإنما شرع الطب وشرع التداوي بما يعهده الناس.
15- أما هؤلاء الذين فتحوا عيادات، كما سمعنا في القاهرة مثلاً، أن فلان الفلاني يعالج بالقرآن، ويذهب المغفلون والذين يصدقون كل ما يُقال ولا يمتحنون الأمور بعقولهم، أرى هؤلاء يذهبون إليهم زرافات ووحدانا، ويدفعون النقود للشيخ، وبركة الشيخ الذي يزعم علاج هؤلاء بالقرآن، أو بإخراج الجن من أجسادهم، وأحيانًا رأيت مناظر فظيعة، مثل شخص يُضرب ضربًا مبرحًا، أو أشياء من هذا النوع، وقد نشرت الصحف ووكالات الأنباء أن بعضهم مات من الضرب في يد واحد من هؤلاء وقدم للمحاكمة،
16- كل هذا لا أعتبر أنه من الإسلام الصحيح في شيء، إنما يمكن إذا سحر الإنسان أو نحو ذلك أن نعالجه بالاستعاذة والأذكار والرقى، وهذه الأشياء، على أن تكون معروفة ومفهومة؛ ولذلك اشترطوا في الرقية أن تكون باللغة العربية لا بلغات غير مفهومة أو بحروف مقطعة لا نعرف ماذا فيها، وبذكر الله تعالى وصفاته، وألا تشتمل على شيء من الشركيات، فهذا هو الذي شرعه الإسلام.
17- أما هذه الظواهر التي ابتدعها الناس، فليس هذا من هدي الإسلام، ولا من عمل الصحابة ولا من عمل سلف الأمة في خير قرونها، وإنما هي بدعة اخترعها الناس في هذا العصر، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
18- إن الإسلام شرع لنا أن نذهب في كل أمر إلى خبرائه نسألهم عنه، ونستفتيهم فيه، سواء أكان في أمور الدين أم أمور الدنيا، كما قال تعالى:{ولا ينبئك مثل خبير**فاطر:14.
وقال عز وجل:{فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون**النحل:43.
19- ففي أمور الهندسة نرجع إلى الخبراء من المهندسين، وفي أمور الطب والدواء نرجع إلى الصيادلة والأطباء، وإلى كل طبيب في اختصاصه، وفي أمور الدين نرجع إلى علماء الدين الثقات.
20- إذن، فما معنى أن القرآن شفاء؟ وهنا نقول: إن القرآن نفسه قد بين معنى الشفاء المذكور بإطلاق في بعض الآيات، فقد قيدته آية أخرى، يقول الله تعالى فيها:{يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين**يونس:57. بيَّنت الآية أن القرآن شفاء لما في الصدور من الشك والحيرة والعمى، وما فيها من الهم والحزن والخوف والقلق؛ ولذا كان من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم:" اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي".وكل هذه الأمور المدعو لها أمور معنوية لا مادية، تتعلق بالقلب والصدر، لا بالجسد والأعضاء.
21- إن القرآن الكريم لم ينـزله الله تعالى ليعالج الأمراض العضوية، وإنما يعالج الناس أمراضهم بحسب السنن التي وضعها الله في الكون، والتي بيَّن القرآن أنها سنن لا تتبدل ولا تتحول. أ.ه
5- هذا رأي واحدا من اعلام العصر فما رأيكم فيما

يقوله ؟
يتبع

عاطف عثمان حلبية
22-08-2008, 04:01 PM
الاخ العزيز ابو البراء
انقل من كلامك حول الاستفشاء بالقران من امراض الابدان مايلى ثم نعلق عليه باذن الله
تقول :
سؤال محير يواجه كثير من طوائف المجتمع ، والسؤال هو : هل القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة شفاء لكافة الأمراض العضوية ؟؟؟
في حقيقة الأمر فإن الأدلة النقلية الصريحة من كتاب الله ومن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم تؤكد على هذه الحقيقة
أولاً : النصوص القرآنية الدالة على أن القرآن شفاء :
1-يقول تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا ) ( سورة الإسراء – الآية 82 ) 0
أ- قال الشيخ عبدالرحمن السعدي : ( فالشفاء : الذي تضمنه القرآن ، عام لشفاء القلوب ، ولشفاء الأبدان من آلامها وأسقامها )
ب- قال ابن القيم – رحمه الله - : ( وقد اشتملت الفاتحة على الشفاءين : شفاء القلوب ، وشفاء الأبدان 0
ت- قال الشوكاني : ( واختلف أهل العلم في معنى كونه شفاء على قولين :-
الأول : أنه شفاء للقلوب بزوال الجهل عنها وذهاب الريب وكشف الغطاء عن الأمور الدالة على الله 0
والقول الثاني : أنه شفاء من الأمراض الظاهرة بالرقي والتعوذ ونحو ذلك 0 ولا مانع من حمل الشفاء على المعنيين من باب عموم المجاز ، أو من باب حمل المشترك على معنييه )
ث- وقد ذهب عدد من العلماء إلى أن القرآن يتضمن شفاء الأبدان كما تضمن شفاء الروح 0 ومن هؤلاء العلماء الإمام الرازي في التفسير الكبير والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن
ثانيا : النصوص الحديثية الدالة على أن القرآن والسنة شفاء :
1- عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب ، فاستضافوهم ، فأبوا أن يضيفوهم ، فلدغ سيد ذلك الحي ، فسعوا له بكل شئ لا ينفعه شيء ، فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعلهم أن يكون عند بعضهم شيء ، فأتوهم ، فقالوا : يا أيها الرهط ! إن سيدنا لدغ ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه ، فهل عند أحد منكم من شيء ؟ فقال بعضهم : نعم والله إني لأرقي ، ولكن استضفناكم، فلم تضيفونا، فما أنا براق حتى تجعلوا لنا جعلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم ، فانطلق يتفل عليه، ويقرأ : الحمد لله رب العالمين ، فكأنما أنشط من عقال ، فانطلق يمشي وما به قلبة ، قال : فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم : اقتسموا ، فقال الذي رقى : لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنذكر له الذي كان ، فننظر ما يأمرنا ، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له ذلك ، فقال وما يدريك أنها رقية ؟ ) ، ثم قال قد أصبتم ، اقسموا واضربوا لي معكم سهما ) ( متفق عليه ) 0
2-عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يعود مريضا لم يحضر أجله فيقول سبع مرات : أسأل الله العظيم ، رب العرش العظيم ، أن يشفيك ، إلا عوفي ) 0
ثالثا :
1-بعد هذا العرض الشامل للنصوص القرآنية والحديثية يتضح أن القرآن والسنة شفاء لكثير من الأمراض المتنوعة على اختلاف أنواعها ومراتبها، وهذه الخاصية لا ينكرها إلا جاحد أو جاهل أو حاقد لا يعلم حقيقة هذين الأصلين
2- ولا بد للمؤمن أن يعتقد أن القرآن دواء وشفاء بإذن الله لكافة الأمراض العضوية والنفسية والأمراض التي تصيب النفس البشرية من صرع وسحر وعين وحسد ونحوه ، وأن يتيقن أن العلاج بالقرآن الكريم حقيقة واقعة ، أثبتتها الأدلة القطعية من الكتاب والسنة ومن ثم الخبرة والتجربة العملية
رابعا :ما هي أسباب فشل توظيف القرآن الكريم والسنة المطهرة في الرقية والعلاج والاستشفاء ؟
1- والمسألة التي لا بد من بحثها للوقوف على حقيقتها في العصر الحاضر هي أسباب فشل توظيف القرآن الكريم والسنة المطهرة في الرقية والعلاج لكافة الأمراض العضوية والنفسية وأمراض النفس البشرية ؟

2- إن المتأمل في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يعلم جازما متيقنا ، أن الرقية والعلاج بالكتاب والسنة تحتاج إلى قلوب طاهرة عامرة بالإيمان ، ألقت الضغائن والأحقاد جانبا ، وملئت القلوب بالمحبة الخالصة لله ولرسوله وللمسلمين ، فتسلحت بالعقيدة والمحبة والطاعة ، وهذا ما سوف يظهر أثر القرآن والسنة على سمت من عرف قدرهما وعلم حقهما ، والسيف بضاربه ، وكل إناء بما فيه ينضح (ات)
تعليق :
1- ان قولك : (يتضح أن القرآن والسنة شفاء لكثير من الأمراض المتنوعة على اختلاف أنواعها ومراتبها، وهذه الخاصية لا ينكرها إلا جاحد أو جاهل أو حاقد لا يعلم حقيقة هذين الأصلين
2- ولا بد للمؤمن أن يعتقد أن القرآن دواء وشفاء بإذن الله لكافة الأمراض العضوية)
لايتفق مع قول الشيخ القرضاوي الذي نقلناه انفا ونعيد نقله :
12- صحيح أن الإسلام شرع لنا الأدوية الروحية، مثل الاستعاذة بالله والرقى والدعاء، فالإنسان يرقي نفسه أو يرقي مريضه بقول:" اللهم رب الناس أذهب البأس، اشف أنتَ الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا". أو" أرقيك والله يشفيك"، أو كما كان عليه الصلاة والسلام يرقي الأطفال الصغار مثل الحسن والحسين "أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامّة". فالرقى والتعاويذ والأذكار والأدعية مشروعة، ولكن بجوار الأسباب المادية التي تكملها وتقويمها الأسباب الروحية.
13- ولكن، لا يكفي المسلم أن يذهب الإنسان إلى شخص يقول له أقرأ عليك القرآن أو المعوذات أو آية الكرسي، ويكتفي بهذا. كيف ذلك إذا كان يعاني من مرض عضوي؟ فلا بد من علاج هذا المرض العضوي، وإذا كان مصابًا بفيروس، لا بد من علاج هذا الفيروس،
14- فهذا هو الذي شرعه الإسلام وعاشه المسلمون، فنحن لم نرَ في الصحابة مَن فتح بيته، وقال"أنا متخصص في العلاج بالقرآن، حتى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو سيد المعالجين وسيد أطباء الروح، لم يفعل هذا، وإنما شرع الطب وشرع التداوي بما يعهده الناس.
15- أما هؤلاء الذين فتحوا عيادات، كما سمعنا في القاهرة مثلاً، أن فلان الفلاني يعالج بالقرآن، ويذهب المغفلون والذين يصدقون كل ما يُقال ولا يمتحنون الأمور بعقولهم، أرى هؤلاء يذهبون إليهم زرافات ووحدانا، ويدفعون النقود للشيخ، وبركة الشيخ الذي يزعم علاج هؤلاء بالقرآن، أو بإخراج الجن من أجسادهم، وأحيانًا رأيت مناظر فظيعة، مثل شخص يُضرب ضربًا مبرحًا، أو أشياء من هذا النوع، وقد نشرت الصحف ووكالات الأنباء أن بعضهم مات من الضرب في يد واحد من هؤلاء وقدم للمحاكمة،(ات)
فهل القرضاوي حاقد ام حاسد ام جاهل ؟
بالطبع انت لاتقصد ذلك ولهذا وجب ان يكون الحوار بيننا عقلانيا يعتمد الادلة والبراهين دون تجريح لاحد
2- نقلت عن بن عباس :
ما من مسلم يعود مريضا لم يحضر أجله فيقول سبع مرات : أسأل الله العظيم ، رب العرش العظيم ، أن يشفيك ، إلا عوفي (ات)
وهذا ليس قرانا فما علاقته ببحثنا؟
3- تقول :
ولا بد للمؤمن أن يعتقد أن القرآن دواء وشفاء بإذن الله لكافة الأمراض العضوية (ات)
ونرد عليك اننا قرانا الطحاوية وغيرها من كتب العقيدة فلم نجد فيها ان الاعتقاد بان القران شفاء للامراض العضوية من عقائد المسلمين فمن اين جئت بهذه العقيدة ؟
4- ان الاحاديث وردت فى رقية اللديغ فمن الذى يقول بتعميمها على كل الامراض ؟
5- تقول :
أن العلاج بالقرآن الكريم حقيقة واقعة ، أثبتتها الأدلة القطعية من الكتاب والسنة ومن ثم الخبرة والتجربة العملية (ات)
واقول لك اين هذه الادلة ، لو كان هناك ادلة لما انكر عالما كالقرضاوي وجود تلك الادلة ، واما عن الخبرة فلقد طلبت منك مايفيد فى طب الاسنان فلم اجد شيئا ، هل علاج الاسنان وقياسا عليه الجراحات مستثنى من بين الامراض العضوية التى تعالج بالقران ؟
ماهى خبراتك العملية فى طب الاسنان ؟
يتبع

طلعت
23-08-2008, 07:38 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..الاخ الحبيب الدكتور ..عاطف ..جعلك الله من التابعين بإحسان إلى يوم الدين انت والمحبين للرسول الكريم والسائرون على نهجه المستقيم .
فى الحقيقة إستحضار طيب منك لهذه الإشكاليات والتى توارت فى عصرنا حتى إنطمست كثير من معالم الرؤية الصحيحة لواقع ونهج حياتنا .
...إسمح لي بمداخلتى البسيطة ..حول حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما رقى أحد صحابته صلى الله عليه وسلم (سيد القوم )بفاتحة الكتاب , مؤكداً بإنها رقية .
..سؤالى حول إصابة الافعى او العقرب ..هل يأتى تصنيفها ظمن الإصابات (((العضوية )))ام (((الروحية )))؟
وإذا كان الجواب إنها تأتى ظمن الاصابات (العضوية ), أليس فاتحة الكتاب هى سبب مُعالجتها ؟

وإذا كانت الجواب إنها تأتى ظمن الإصابات (الروحية) ...فلماذا يتم ترك وهجران سُنة الحبيب صلى الله عليه سلم وفاتحة الكتاب والبحث عن غيرها من أسباب ؟
بارك الله فيكم

أبو البراء
23-08-2008, 11:42 AM
:bism:
:icon_sa1: ،،،،،،

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( عاطف ) ، نصيحة أخ لأخية أن تقرأ كتابي الموسوم :

( && الأصول الندية في علاقة الطب بمعالجي الصرع والسحر والعين بالرقية && )

بعناية ودقة ، وأذكرك - يا رعاكم الله - بأن :

( الدين حجة على الناس وليس الناس حجة على الدين )

وكذلك :

( فإن الرجال يعرفون بالحق وليس الحق يعرف بالرجال )

وأركز على مسألة في غاية الأهمية ألا وهي بأن القرآن شفاء لكافة الأمراض العضوية والنفسية والروحية وهذا ما أكد عليه الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة ، وهذا الكلام لا يعني مطلقاً ترك الاستشفاء لدى المصحات والمشتشفيات وأهل الاختصاص ، فالرقية الشرعية أسباب شرعية في العلاج والاستشفاء ، والعلاج لدى المصحات والمسشتشفيات والمتخصصين أسباب حسية وكون أن نجمع بين الأسباب الشرعية والأسباب الحسية فهذا خير وذاك خير وقد جمعنا خير على خير 0

يبقى أن أقول لكم - غفر الله لنا ولكم - فلو أنكم من طلبة العلم الشرعي لدخلت معكم في نقاش حتى نصل إلى الحق المطلوب ، وكون أنك أخي الحبيب من أهل الاختصاص في الطب العضوي فالأولى في حقكم الاهتمام بهذا الجانب خدمة للإسلام والمسلمين 0

وأختم فأقول :

( سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك )

وقد قال بعض أهل العلم :

( من تكلم في غير فنه أتى بالغرائب والعجائب )

زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

عاطف عثمان حلبية
23-08-2008, 03:08 PM
الاخ العزيز ابو البراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1- اخى العزيز انا لا اتحدث فى علوم شرعية هنا (رغم اننى والحمد لله ممن بلغوا فى العلوم الشريعة قدرا لابأس به ولى سبعة كتب بعنوان جامع العقائد وهى موسوعة فى العقيدة المقارنة واقوم حاليا بكتابة الجزء السابع ، كما اننى بحمد الله من حفظة كتاب الله وقد تعلمت كثيرا من علوم الفقه والحديث والتفسير )
2- اخي العزيز اننى اريد الاستفادة اذا كانت هناك فائدة ممكنة لصالح مرضاي الذين اقوم بعلاجهم
3- اذا كان القران الكريم يستخدم فى علاج الامراض العضوية فلماذا لاينشر طريقة العلاج ؟
4- مثلا اذا كان لدى مريض مصاب بالالتهاب الكبدي هل يمكن علاجه بالقران ؟ ماهى طريقة العلاج؟
5- لم اجد فى الموسوعة ايات لعلاج امراض مثل التى اعالجها كالخراريج والام الاسنان .....
6- لماذا لاتدلني على هذه الايات وكيفية استخدامها فى علاج الامراض واجرك عند الله.
--------------------------------------------------------------------------------------
الاخ طلعت
1- نعم اخى الحبيب اللدغة اصابة عضوية ولكن هنا اسئلة اريدك ان تجيبنى عليها
2- هل اللدغة علي سبيل الحصر اما لا ؟
3- فاذا كانت على سبيل الحصر فلا تستخدم فى غير اللدغ
4- واذا كانت علي سبيل المثال فيعنى انها تستخدم فى كل الامراض العضوية وهذا مستحيل لان امراض الاسنان من الامراض العضوية فهل يمكن علاج تسوس الاسنان بقراءة الفاتحة؟
5- اذا كنت فعلت ذلك فاخبرنى عن الكيفية واذا لم تكن فعلت فجرب واخبرنا
............................................
الاخوة الاحباء
1- ليس هذا جدل ونقاش بلا جدوي لنسترسل فى قلنا وقالوا
2- الاخ ابو البراء يقول انه يمكن الجمع بين الاسلوبين فلماذا لايعلمنا اسلوبه ؟او على الاقل يوضحه لنا علنا نستطيع خدمة المرضى باكثر مما نفعل
...............................................
الخلاصة
1- ايها الاحباء اننى اريد من الاخوة المعالجين بالقران الذين لديهم خبرة فى علاج الاسنان بالقران اممدادي بخبراتهم لتجربتها
2- فى ثمانينات القرن الماضى قام احد الاخوة جراحين الاسنان فى مصر بتجربة عسل النحل فى الغيار على الجروح بعد العمليات ونجح واتبعناه فى بعض العمليات رغم اننا لم ندرس هذا فى كليات الطب ففتح لنا وللمرضى باب جديد للشفاء
3- لماذا تضنون علينا بخبراتكم ؟ الا يتنافى هذا مع اخوة الاسلام وتعاون الزملاء؟

أسامي عابرة
23-08-2008, 08:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حفظكم الله ورعاكم

هناك العديد من الأمراض العضوية شفيت بالقرآن الكريم وكما أوضح شيخنا الفاضل أبو البراء ..

ــ القرآن الكريم شفاء لكل الأمراض ولكن ليس لجميع المرضى والمصابين
لذلك لم يفتح له السلف عيادات

ــ لأنه لا ينفع إلا لمن كان قلبه عامراً بالإيمان ، متيقناً بالشفاء بإذن الله ، كحال الشفاء بالدعاء ، والشفاء بالصدقة ولا توجد آيات محددة للأستشفاء
وأنما النية واليقين بأن الله سوف يشفي إذا أخذت الأسباب

وحتى دواء الطبيب لا يشفي أن لم يأذن الله ..

وهو دواء له مضاعفات يصلح للذين لديهم الكثير من الذنوب ..

أما المؤمن النقي ،التقي الذي تعلق قلبه بالله فإنه يشفى بالقرآن


والذين يلجاؤون إلى العيادات يبحثون عن طرق سهلة وميسرة للشفاء
وقد ينتفع بها البعض

غفر الله لنا ولكم

رفع الله قدركم وأعلى نزلكم

تمنياتي لكم بوافر الصحة والسلامة والرضى والقبول من الله عز وجل

في أمان الله ورعايته

طلعت
23-08-2008, 10:24 PM
حرر بواسطة..عاطف.
الاخ طلعت
1- نعم اخى الحبيب اللدغة اصابة عضوية ولكن هنا اسئلة اريدك ان تجيبنى عليها
2- هل اللدغة علي سبيل الحصر اما لا ؟
3- فاذا كانت على سبيل الحصر فلا تستخدم فى غير اللدغ
4- واذا كانت علي سبيل المثال فيعنى انها تستخدم فى كل الامراض العضوية وهذا مستحيل لان امراض الاسنان من الامراض العضوية فهل يمكن علاج تسوس الاسنان بقراءة الفاتحة؟
5- اذا كنت فعلت ذلك فاخبرنى عن الكيفية واذا لم تكن فعلت فجرب واخبرنا

2- هل اللدغة علي سبيل الحصر اما لا ؟
طبعاً ليس على سبيل الحصر , بل إنه تعدى فى علاجته إصابة اللدغ ! .
وهو ما عالج به شيخ الاسلام إبن تيميه رحمه الله ..النزيف مرض (الرعاف ) والمرأة حين تتعسر ولادتها بالاضافة إلى الكتابة على جهة الالم فى موضع وجع الضرس , هذا عدى الصرع والذى عجز الطب العضوى عن التعامل معه وعلاجه .
ولعلك قراءت ما أشار عليك به شيخنا الحبيب ..ابو البرااء ..من رابط ففيه الخير الكثير حول العلاجات وبشكل موسع .
لكن إذا سئلتك حول أمراً حدث مصادفاً معك ...حين قيااامك برحلة مع احد ابنائك فى أحدى الاماكن الخالية حتى قدر الله أن تدلغ الحية أبنك ...فماذا يا ترى سيكون تصرفك فى هذا الموقف .
...هل يأخذ قلبك إستقراره وإستعادة إتصاله ببارءه وإستحضار آياته لترقى بها بفاتحة الكتاب او ما تيسر من القرآن إبنك بإتباع سُنة الحبيب صلى الله عليه وسلم ...أم تُسارع فى ركوب سيارتك متجهاً إلى أقرب مستشفى او عيادة محاولاً من خلالها إنقاذ إبنك !؟ .

حرر بواسطة ..عاطف.
فهل يمكن علاج تسوس الاسنان بقراءة الفاتحة؟
5- اذا كنت فعلت ذلك فاخبرنى عن الكيفية واذا لم تكن فعلت فجرب واخبرنا

نحن ليس بحاجة إلى التجربة هنا أخى الطيب _ بل يحتاج الامر إلى وقفة مع العقل قبل الانتقال إلى الفعل .
قد يزول الآم بقراءة القرآن لفترة مؤقتة ولكن هل معنى ذلك زال مُسببه !!
إذا كان هنلك دمُل (خراج) فى جسم الانسان ,هل يجب علينا أن نقراء القرآن على موضع الآم أم نحتاج إلى تنظيفه وتعقيمه حتى زوال أثاره.
كذلك .الامر مع أوجاع الاسنان وغيرها من الامراض ما يمكن لنا إستئصاله كالتسوس وزوال مُسبب الآلآم كان بها ..وإذا كان الامر خارج عن قدرات الإنسان فى الوصول إلى موضع الآم سوااء كان من الامراض المستعصية والذى لا يمكن السيطرة عليها كالذى تنتشر بالدم وتعجز العقاقير الطبية عن معالجتها بالاضافة إلى الاورااام السرطانية الخبيثة والتى لا يمكن الوصول لها وإستأصالها , كالخلايا الدماااغ وغيرها ..هنا يكون العلاج على حسب اليقين والذى يعجز العقل عن تدارك إبعاده ومؤثراته إلا بصلة رابط وتواصل وثيق بين العبد وربه وهو ما يُحقق النتيجة الإيجابية بإمره تعالى.

فاديا
23-08-2008, 10:41 PM
- ايها الاحباء اننى اريد من الاخوة المعالجين بالقران الذين لديهم خبرة فى علاج الاسنان بالقران اممدادي بخبراتهم لتجربتها


نعم أخي هناك طريقة ...

أولا ...عندما تعالج مرضاك إبدأ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، واحمد الله على ان منحك العلم والخبرة للقيام بهذا العمل الانساني العظيم ، وتوسّل الى الله تعالى ليقدّرك على علاج مريضك وتخليصه من آلامه.
ثانيا ... بعد أن تبذل ما في وسعك من علم وجهد مخلص لعلاج اسنان مريضك ،
حدّثه عن الايمان بالله واوصه بالاذكار الذي تحفظه من السوء صباحا ومساءا، وحذّره من هجر القرآن الكريم.
ثالثا .. قدّم له التوصيات اللازمة طبيا حتى لا تنتكس أسنانه مرة أخرى.
رابعا....أدعو الله دوما ان يوفقك في عملك ويجعله في ميزان حسناتك.

وهدانا الله واياكم

ابو احمد 1
24-08-2008, 09:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور عاطف المحترم
انا لست متعمقا بالأمور الدينيه مثلك ومثل الأخوة الأعزاء جميعا
لكن تستحضرني من خلال قراءاتي في مواضيع متعدده , ان اليقين بالله والتوكل على الله وأن ترد كل شيء الى الله سبحانه وتعالى بيقين كامل لا لبس فيه , من هنا يأتي العلاج بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفه
لقد قرأنا عن الصحابي الذي يكون علاجه بقطع ساقه , ابى ان يأخذ الأدوية كي يشعر بالألم , وطلب منهم قطع ساقه اثناء ادائه للصلاة ---------------------- وتكملة الروايه لدى شيوخنا الأعزاء .
تجربة شخصية ايها الأخ العزيز :
في بعض الأيام اشعر بآلام حاده في اربطة احدى الركبتين ويكون الألم والأصابة واضحه اثناء الركوع والسجود
واثناء المشي وخصوصا صعود الدرج
اتعرف بماذا اعالجها بأذن الله ولا اصل للطبيب
بقراءة اخر اخر ايات سورة الحشر الكريمه مع وضع يدي على مكان الألم
لذلك يجب التركيز على الأيمان واليقين بالله وقدرته , وهذه متفاوته من انسان الى انسان والله اعلم

طلعت
24-08-2008, 01:02 PM
فإننا نقدر أهتمامك بما تحاول الوصول إليه ..دكتورنا العزيز ..عاطف..و أستحضر لك موضوع وهو بطلب من قبل أختنا الطيبة ..أم سلمى.. تبحث لها عن حل لأخت لها كما هو فى هذا الرابط

http://ruqya.net/forum/showthread.php?t=21972

أسامي عابرة
24-08-2008, 01:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ الفاضل طلعت

حفظكم الله ورعاكم

شكر الله لكم نبل أخلاقكم و رقي صفاتكم وطيب معدنكم أحسن الله إليكم
ووفقكم لكل خير وأثابكم الفردوس الأعلى من الجنة
غفر الله لنا ولكم

رفع الله قدركم وأعلى نزلكم

تمنياتي لكم بوافر الصحة والسلامة والرضى والقبول من الله عز وجل

في أمان الله ورعايته

عاطف عثمان حلبية
25-08-2008, 03:58 PM
الاخوة الاحباء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الاخ ابو البراء:
1- سؤال محير يواجه كثير من طوائف المجتمع ، والسؤال هو : هل القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة شفاء لكافة الأمراض العضوية ؟؟؟
في حقيقة الأمر فإن الأدلة النقلية الصريحة من كتاب الله ومن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم تؤكد على هذه الحقيقة
2- بعد هذا العرض الشامل للنصوص القرآنية والحديثية يتضح أن القرآن والسنة شفاء لكثير من الأمراض المتنوعة على اختلاف أنواعها ومراتبها،
3- ولا بد للمؤمن أن يعتقد أن القرآن دواء وشفاء بإذن الله لكافة الأمراض العضوية
4- أن العلاج بالقرآن الكريم حقيقة واقعة ، أثبتتها الأدلة القطعية من الكتاب والسنة ومن ثم الخبرة والتجربة العملية ،(ات)
.................................................. .........................
ماذا يقصد ابو البراء بكافة الامراض العضوية؟
اليست امراض الاسنان عضوية؟
اريد قائمة بالامراض العضوية التى يمكن شفائها بايات القران الكريم
.................................................. .................................................. .....................
الاخ طلعت
1- انا لااريد مافعله بن تيمية وانما اريد مافعله رسول الله صلى الله عليه وسلم
2- انقل لك من موسوعة ابو البراء :
صفحة 29 ( الحمى من فيح جهنم فابردوها بالماء )
ولقد تتبعت ذلك المجلد العاشر ( الفواكه الدوانى) فما وجدت مريضا ذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعالجه بتلاوة الايات فقط
3- ماذا فعلت السيدة فاطمة يوم جرح النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد ؟ هل قرأت الفاتحة على الجرح ؟ ام عالجته برماد البردي ؟

طلعت
25-08-2008, 07:40 PM
حرر بواسطة ..د/عاطف.
1- انا لااريد مافعله بن تيمية وانما اريد مافعله رسول الله صلى الله عليه وسلم

..أخى الدكتور ..إن أمر الاتباع لايكون إنحصاره والأهتماااام به من زاوية دون الاخرى.
بل يجب ان يكون الإتباع كامل ومُستند على الايمان والذى يعزز قدره والذى يسموا بإفعاله .
...إذ كنت أُد أن أستشهد لك من واقع تجربتى , حتى أعزز أقوالى من منطلق أفعالى ...ولكن إستصغاراً لنفسي وتواضعاً لها ..أحببت أن استشهد لك بمن هم أعلم وأتقى منى حتى يكونوا مرجعاً لى ولغيرى بعد هدى الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه ...
إن الصحابي الجليل عندما رقى سيد القوم ,والذى لم يأخذ تلك الرقية عنه وهو فى زمانه اخى الطيب , بل رقاه بما حباه الله بفاتحة الكتاب , ولم يعترضه احد الصحابة حينها على ذلك , بل هو من توجه بنفسه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يفصل فى أمر رقيته والذى فعلها دون مشورة او إتباع لنبيه الكريم فى حينه .
وهو ما أخبره بقوله تعالى صلى الله عليه وسلم ..وما أدراك بإنها رقية ! حتى تيقن الجميع بإن فاتحة الكتاب رقيه !
حتى ختم بقوله ..إعرضوا على رقياكم ..بمعنى ما دااام الامر ليس بحرااام ولا به نوع من الثبه كانت رقية ينتفع بها المُسلمون ,...وهو ما لم ينحصر على مرض بعينه حتى يهدى الله لخلقه برقية من أشخاص ينتفعون بها لاى مرض كان سواااء بالدُعاااء او بإسماااءه الحُسنى او بآياته المباركات.
فخلاصة القول إن التداوى سواااء بالامراض الروحية او العضوية لا يكون امر تداويهاًَ عبثاً بل يأتيه الله لمن حباه بصيرة اللايمان وعززها بقوة اليقين .
...وكذلك مفهوم التداوى لجميع الامراض ومنها العضوية ,لا يُخذ هذا المفهوم من الزاوية الضيقة للتداوى بل يجب ان يتحرر العقل من التصلب الفكرى ,والذى يقف أماااام معضلة إنطلاق الرقية لكافة الامراض العضوية ..فلذلك قلنا اخى الحبيب ..إن الامر لا يحتاج لتجربة , بل لوقفة مع العقل قبل الانتقال للفعل , وهو ملا يصح ويُعقل بإن نُعالج جرح نازف نستطيع السيطرة عليه بضمده ومداواته بالاشياااء المقدرة حتى تعمل على إلتآمه ,وندع الدم ينزف ونقرأ عليه القرآن !
فلو تلاحظ كافة الامور والتى تم علاجها بالقراءن حتى صُنفت ظمن الامراض العضوية هى من عجز الانسان على السيطرة عليها بل من وهبه الله الحكمة لمواجهتا فى حينها .
ولو تريد العودة لهدى الحبيب وعلاجته للدغة نجدها تختلف بعض الشىء عن ذاك الصاحبى فى رقيته لسيد القوم , وهو بإضافة الملح والماااء فى إناااء حتى عالجها الرسول صلى الله عليه وسلم , ليس إلا لحكمة أبعد من إن نتصورهاااا
روى ابن أبي شيبة في " مسنده " من حديث عبد الله بن مسعود قال ... بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إذ سجد فلدغته عقرب في أصبعه فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال " لعن الله العقرب ما تدع نبيا ولا غيره قال ثم دعا بإناء فيه ماء وملح فجعل يضع موضع اللدغة في الماء والملح ويقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين حتى سكنت .
..إن رسولنا الكريم عالج الصاحبى الجليل عثمان حين أعترضه الشيطان فى صلاته ..حتى قال ادنوا منى ..وتفل فى فمه ...هل تقبل من أحد الرقاه التقاه أخى الحبيب أن يفعل معك بمثل فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حيال هذا الصحابي إذا ما شكوت بالمثل وهو إتباع لسنته صلى الله عليه وسلم .

حرر بواسطة ..طلعت
لكن إذا سئلتك حول أمراً حدث مصادفاً معك ...حين قيااامك برحلة مع احد ابنائك فى أحدى الاماكن الخالية حتى قدر الله أن تدلغ الحية أبنك ...فماذا يا ترى سيكون تصرفك فى هذا الموقف .
...هل يأخذ قلبك إستقراره وإستعادة إتصاله ببارءه وإستحضار آياته لترقى بها بفاتحة الكتاب او ما تيسر من القرآن إبنك بإتباع سُنة الحبيب صلى الله عليه وسلم ...أم تُسارع فى ركوب سيارتك متجهاً إلى أقرب مستشفى او عيادة محاولاً من خلالها إنقاذ إبنك !؟ .

كنت اود ان استمع لجوابك فى سوالى اخى الطيب إذا لم يكن عندك مانع .
بارك الله فيكم

طلعت
25-08-2008, 07:50 PM
ام سلمى2 بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




الأخ الفاضل طلعت



حفظكم الله ورعاكم



شكر الله لكم نبل أخلاقكم و رقي صفاتكم وطيب معدنكم أحسن الله إليكم
ووفقكم لكل خير وأثابكم الفردوس الأعلى من الجنة
غفر الله لنا ولكم




رفع الله قدركم وأعلى نزلكم



تمنياتي لكم بوافر الصحة والسلامة والرضى والقبول من الله عز وجل



في أمان الله ورعايته



أختى الطيبة ..أم سلمى.. طيب الله محضرك وغيابك ورزقك الله الفردوس الاعلى ...وجزاكم الله كل خير على حُسن نواياكم وبُعد رؤياكم ...وغمرنا الله وياكم والمسلمين جميعاً فضائل قدم شهره العظيم ..شهر رمضان المبارك للنال بركاته ونزداد بحسناته .
بارك الله فيكم

عاطف عثمان حلبية
26-08-2008, 03:25 PM
الاخ طلعت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1- الرد على سؤالك هو السؤال الاتى :
لو انك كنت مع قريب لك فى رحلة كما تقول واصيب هذا القريب بازمة قلبية او حالة اغماء هل ستنقله للمستشفى ام انك ستقوم برقيته ؟
2- تقول اخى الفاضل :كافة الامور والتى تم علاجها بالقراءن حتى صُنفت ظمن الامراض العضوية هى من عجز الانسان على السيطرة عليها (ات)
ان ذلك يعنى ان تقوم بتعديل نقطة الخلاف فبدلا من القول بان القران شفاء لكافة الامراض العضوية - كما يقول ابو البراء - نضيف ، التى عجز الانسان عن السيطرة عليها
3- نستكمل الحوار حول تلك النقطة فنقول :
4- الامراض التى عجز الطب عن السيطرة عليها حاليا هى الايدز وبعض انواع السرطان والالتهاب الكبدى ..... فهل قمت انت او بعض الاخوة المعالجين بالقران بعلاج تلك الامراض ؟
5- نرجو التفاصيل مع الدليل للحالات التى تم علاجها
يتبع

طلعت
26-08-2008, 03:35 PM
حرر بواسطة ..د/عاطف.
الاخ طلعت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1- الرد على سؤالك هو السؤال الاتى :
لو انك كنت مع قريب لك فى رحلة كما تقول واصيب هذا القريب بازمة قلبية او حالة اغماء هل ستنقله للمستشفى ام انك ستقوم برقيته ؟
...لم افهم ...اخى الطيب ..هل هذا جواب إلتفافى تم تغيره بسؤال منك !؟ ...أم هو فرار منك لسؤالى الواضح !؟

أبو البراء
27-08-2008, 06:48 AM
:bism:
:icon_sa1: ،،،،،،

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( عاطف ) ، قلتم - يا رعاكم الله - في معرض ردكم الكريم :


( 1- سؤال محير يواجه كثير من طوائف المجتمع ، والسؤال هو : هل القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة شفاء لكافة الأمراض العضوية 000 في حقيقة الأمر فإن الأدلة النقلية الصريحة من كتاب الله ومن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم تؤكد على هذه الحقيقة 000


ثم نقلتم وقلتم :

2- بعد هذا العرض الشامل للنصوص القرآنية والحديثية يتضح أن القرآن والسنة شفاء لكثير من الأمراض المتنوعة على اختلاف أنواعها ومراتبها ،
3- ولا بد للمؤمن أن يعتقد أن القرآن دواء وشفاء بإذن الله لكافة الأمراض العضوية
4- أن العلاج بالقرآن الكريم حقيقة واقعة ، أثبتتها الأدلة القطعية من الكتاب والسنة ومن ثم الخبرة والتجربة العملية ، 000 انتى )



وكان من باب الأمانة العلمية أن تنقل كلامي من أوله إلى آخرة حتى يقف القارئ الكريم على النصوص التي بناء عليها تم اعتماد ما نقل عني ، عموماً أنقل ما ذكرته كاملاً ثم أعقب على كلامك الكريم :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

سؤال محير يواجه كثير من طوائف المجتمع ، والسؤال هو : هل القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة شفاء لكافة الأمراض العضوية ؟؟؟

في حقيقة الأمر فإن الأدلة النقلية الصريحة من كتاب الله ومن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم تؤكد على هذه الحقيقة ، ولا بد قبل الإجابة عن هذا التساؤل من استقراء النصوص القرآنية والحديثية للوقوف على حقيقة الأمر ، وهي على النحو التالي :

* أولاً : النصوص القرآنية الدالة على أن القرآن شفاء :

1)- يقول تعالى :

( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا )

( سورة الإسراء – الآية 82 )

* قال ابن القيم - رحمه الله - : ( والأظهر أن " من " هنا لبيان الجنس فالقرآن جميعه شفاء ورحمة للمؤمنين ) ( إغاثة اللهفان – 1 / 24 ) 0

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي : ( فالشفاء : الذي تضمنه القرآن ، عام لشفاء القلوب ، ولشفاء الأبدان من آلامها وأسقامها ) ( تيسير الكريم الرحمن – باختصار – 3 / 128 ) 0

2)- وقال تعالى :

( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ )

( سورة فصلت – الآية 44 )

قال الشيخ عبدالرحمن السعدي : ( ولهذا قال : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ) أي : يهديهم لطريق الرشد ، والصراط المستقيم ، ويعلمهم من العلوم النافعة ما به تحصل الهداية التامة 0 وشفاء لهم من الأسقام البدنية ، والأسقام القلبية ، لأنه يزجر عن مساوئ الأخلاق ، وأقبح الأعمال ، ويحث على التوبة النصوح ، التي تغسل الذنوب ، وتُشفي القلب ) ( تيسير الكريم الرحمن – باختصار – 4 / 403 ) 0

* أقوال أهلم العلم والباحثين على أن القرآن الكريم شفاء للأمراض على اختلاف أنواعها :

قال ابن القيم – رحمه الله - : ( وقد اشتملت الفاتحة على الشفاءين : شفاء القلوب ، وشفاء الأبدان 0
أما تضمنها لشفاء الأبدان : فنذكر منه ما جاءت فيه السنة،ثم ساق - رحمه الله – حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – الى أن قال : فقد تضمن هذا الحديث حصول شفاء هذا اللديغ بقراءة الفاتحة عليه ، فأغنته عن الدواء وربما بلغت من شفائه ما لم يبلغه الدواء 0

هذا مع كون المحل غير قابل ، إما لكون هؤلاء الحي غير مسلمين ، أو أهل بخل ولؤم ، فكيف إذا كان المحل قابلا ) ( تهذيب مدارج السالكين – باختصار – 53 ، 55 ) 0

وقال - رحمه الله - : ( ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه ، وفقدت الطبيب والدواء ، فكنت أتعالج بها ، آخذ شربة من ماء زمزم ، وأقرؤها عليها مرارا ( يعني فاتحة الكتاب ) ، ثم أشربه ، فوجدت بذلك البرء التام ، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع ، فأنتفع بها غاية الانتفاع ) ( الطب النبوي – ص 178 ) 0

* قال النووي : ( وفي هذا الحديث استحباب الرقية بالقرآن وبالأذكار، وإنما رقى بالمعوذات لأنهن جامعات للاستعاذة من كل المكروهات جملة وتفصيلا ، ففيها الاستعاذة من شر ما خلق ، فيدخل فيه كل شيء ، ومن شر النفاثات في العقد ، ومن السواحر ، ومن شر الحاسدين ، ومن شر الوسواس الخناس ، والله أعلم ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 13 ، 14 ، 15 / 351 ، 352 ) 0

قال المناوي : ( قال ابن حجر : وهذا لا يدل على المنع من التعوذ بغير هاتين السورتين بل يدل على الأولوية سيما مع ثبوت التعوذ بغيرهما ، وإنما اكتفى بهما لما اشتملتا عليه من جوامع الكلم والاستعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلا ) ( فيض القدير - 5 / 202 ) 0

قال النسفي : ( قال ابن عباس : إذا اعتللت أو اشتكيت فعليكم بالأساس – أي فاتحة الكتاب - ) ( تفسير النسفي - 1 / 3 ) 0

* قال الشوكاني : ( واختلف أهل العلم في معنى كونه شفاء على قولين :

الأول : أنه شفاء للقلوب بزوال الجهل عنها وذهاب الريب وكشف الغطاء عن الأمور الدالة على الله 0

والقول الثاني : أنه شفاء من الأمراض الظاهرة بالرقي والتعوذ ونحو ذلك 0 ولا مانع من حمل الشفاء على المعنيين من باب عموم المجاز ، أو من باب حمل المشترك على معنييه ) ( فتح القدير – 3 / 253 ) 0

وقال أيضاً : ( أخرج البيهقي في "شعب الإيمان" عن وائلة بن الأسقع : أن رجلاً شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجع حلقه 0 فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عليك بقراءة القرآن والعسل فالقرآن شفاء لما في الصدور والعسل شفاء من كل داء " " قلت : ولم أقف على مدى صحة الحديث آنف الذكر إلا أن معناه صحيح كما يتضح من خلال نصوص الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة الدالة على ذلك " 000 ) ( فتح القدير – 2 / 454 ، أنظر سنن البيهقي الكبرى – 9 / 345 ) 0

* قال السيوطي : ( وأخرج البيهقي عن طلحة بن مصرف قال : كان يقال : أن المريض إذا قرئ عنده القرآن وجد له خفة 0 فدخلت على خيثمة وهو مريض فقلت : إني أراك اليوم صالحا0 قال : إنه قرئ عندي القرآن ) ( الدر المنثور – 3 / 553 ) 0

* روى الخطيب أبو بكر البغدادي – رحمه الله – بإسناده قال : ( أن الرماوي الحافظ الحجة أبي بكر بن منصور كان إذا اشتكى شيئاً قال : هاتوا أصحاب الحديث ، فإذا حضروا ، قال " اقرءوا علي الحديث " قال الإمام النووي : فهذا في الحديث فالقرآن أولى ) ( تذكرة الحافظ - 2 / 546 ، وقد ذكره النووي في " التبيان في آداب حملة القرآن " ) 0

* قال الدكتور محمد محمود عبدالله مدرس علوم القرآن بالأزهر : ( والإيدز ، لا يرتقي إلا أن يكون داء ضمن عامة الأمراض التي تشفيها ( فاتحة الكتاب ) بإذن الله تعالى كدواء معنوي يقرأ على المريض أو يقرأه المريض على نفسه أو يقرأ على ماء يشرب منه ويغتسل ) ( بديع القرآن - ص 40 ) 0

* قال الدكتور عمر يوسف حمزة : ( وقد ذهب عدد من العلماء إلى أن القرآن يتضمن شفاء الأبدان كما تضمن شفاء الروح 0 ومن هؤلاء العلماء الإمام الرازي في التفسير الكبير 21 / 35 والإمام أبو حيان في البحر المحيط 6 / 74 والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن 9 / 316 وغيرهم ، وذكروا في تأييد رأيهم بأن القرآن شفاء من الأمراض الجسمانية فلأن الترك بقراءته يدفع كثيراً من الأمراض ، ولما اعترف الجمهور من الفلاسفة وأصحاب الطلسمات بأن لقراءة الرقي المجهولة والعزايم التي لا يفهم منها شيء آثاراً عظيمة في تحصيل المنافع ودفع المفاسد، فلأن تكون قراءة هذا القرآن العظيم المشتمل على ذكر جلال الله وكبريائه وتعظيم الملائكة المقربين وتحقير المردة والشياطين سبباً لحصول النفع في الدين والدنيا كان أولى ويتأكد ما ذكرنا بالأحاديث الصحيحة ) ( التداوي بالقرآن والسنة والحبة السوداء – ص 41 ) 0

* قال الأستاذ سعيد اللحام : ( القرآن الكريم هو هدى وشفاء للذين آمنوا ، وهو شفاء لكل ما تسببه أدواء وأوصاب العقل والنفس والصدر من أمراض ، وهو شفاء أيضاً لبعض ما قدَّره الله على العباد من أمراض ) ( التداوي بالقرآن الكريم – ياختصار – ص 22 ، 23 ) 0

وبالجملة فالقرآن كله خير وشفاء كما أفاد بذلك أهل العلم الأجلاء ، وهو شفاء لأمراض القلوب من حقد وحسد ونميمة ونحوه ، وكذلك شفاء لأمراض الأبدان ، والرقى والتعاويذ من أعظم ما يزيل أثر الأمراض بشكل عام سواء العضوية أو النفسية أو الروحية من صرع وسحر وعين وحسد بعد وقوعها بإذن الله تعالى ، وهناك بعض الآيات أو السور التي ثبت نفعها في الرقية بشكل عام ، كما ثبت وقعها وتأثيرها في إزالة أثر تلك الأمراض على اختلاف أنواعها ومراتبها ، وكل ذلك يحتاج من المريض للإرادة والعزيمة واليقين التام بكل آية بل بكل حرف من كتاب الله عز وجل ، وبكل ما نطق به رسول الله صلى الله عليه وسلم من السنة المأثورة 0

* ثانيا : النصوص الحديثية الدالة على أن القرآن والسنة شفاء :

1)- عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال :

( انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب ، فاستضافوهم ، فأبوا أن يضيفوهم ، فلدغ سيد ذلك الحي ، فسعوا له بكل شئ لا ينفعه شيء ، فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعلهم أن يكون عند بعضهم شيء ، فأتوهم ، فقالوا : يا أيها الرهط ! إن سيدنا لدغ ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه ، فهل عند أحد منكم من شيء ؟ فقال بعضهم : نعم والله إني لأرقي ، ولكن استضفناكم، فلم تضيفونا، فما أنا براق حتى تجعلوا لنا جعلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم ، فانطلق يتفل عليه، ويقرأ : الحمد لله رب العالمين ، فكأنما أنشط من عقال ، فانطلق يمشي وما به قلبة ، قال : فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم : اقتسموا ، فقال الذي رقى : لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنذكر له الذي كان ، فننظر ما يأمرنا ، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له ذلك ، فقال وما يدريك أنها رقية ؟ ) ، ثم قال قد أصبتم ، اقسموا واضربوا لي معكم سهما )

( متفق عليه )

ومن تتبع النص السابق يتبين بأن القرآن الكريم شفاء لأمراض الأبدان ، وقد يبلغ به حصول شفاء الأمراض البدنية ما لا يبلغه الدواء 0

وفي ذلك يقول ابن القيم - رحمه الله - : ( فقد تضمن هذا الحديث حصول شفاء هذا اللديغ بقراءة الفاتحة عليه 0 فأغنته عن الدواء 0 وربما بلغت من شفائه ما لم يبلغه الدواء ) ( مدارج السالكين - 1 / 67 ) 0

قال ابن كثير – رحمه الله - : ( وقد ورد أن أمير المؤمنين عمر – رضي الله عنه – كان يرقى ويحصن بالفاتحة 00 وقد سمّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم " بالرَّاقية والشَّافية" ) ( تفسير القرآن العظيم – تفسير سورة الفاتحة ) 0

قال الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله - : ( لقد استوقفتني هذه القصة من وجوه عدة 000 فإن فاتحة الكتاب سورة عظيمة القدر بما حوت من تمجيد لله ودعاء ، فكان ظني أنها تنفع قارئها وحده ، أما أن تنفع المقروء له ، فذاك ما أثبتته القصة هنا ) ( الشافيات العشر – ص 27 ) 0

قال الشيخ عطية محمد سالم – رحمه الله – معقباً على حديث عم خارجة بن الصلت التميمي – رضي الله عنه – بعد اسلامه ومروره على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد ورقيته بفاتحة الكتاب وشفاءه بإذن الله عز وجل :

( فهذا معتوه فاقد الأهلية والتمييز ذاهب العقل ، سواء كان لخلل في المخ والعقل أو لمس من الجن ، فهو أمر معنوي ، وقد شفي بالفاتحة ، فتكون الفاتحة رقية للأمور المحسوسة كلدغ العقرب والأمور المعنوية كالمعتوه ، وهذا أيضا ليس عن علم مسبق ، ولا نص يعتمد عليه ، إنه كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وفي طريق عودته إلى دياره مر بهذا الحي ، وفيه هذا المعتوه ، ولما رجع الي النبي صلى الله عليه وسلم أقره على ذلك ، وسماها رقيا حق ، وأباح له الجعل من الغنم مائة شاة 00 وعليه فإن استشفى بالفاتحة لكل مرض فعنده أصل من هاتين الصورتين اللديغ والمعتوه ) ( العين والرقية والاستشفاء من القرآن والسنة - ص 102- 103 ) 0

2)- عن ابن مسعود وعائشة ومحمد بن حاطب وجميلة بنت المجلل - رضوان الله تعالى عنهم أجمعين - : قالوا : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى المريض فدعا له ، وفي رواية يعوذ بعضهم بمسحه بيمينه ويقول :

( أذهب الباس 0 رب الناس 0 واشف أنت الشافي 0 لا شفاء إلا شفاؤك 0 شفاء لا يغادر سقما )

( متفق عليه )

قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( قال ابن بطال في وضع اليد على المريض : تأنيس له وتعرف لشدة مرضه ليدعوا له بالعافية على حسب ما يبدوا له منه وربما رقاه بيده ومسح على ألمه بما ينتفع به العليل إذا كان العائد صالحا ) ( فتح الباري – 10 / 126 ) 0

قال النووي : ( قولها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ، ثم قال " أذهب الباس " إلى آخره فيه استحباب مسح المريض باليمين ، والدعاء له ، ومعنى " لا يغادر سقما " أي لا يترك ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 13 ، 14 ، 15 / 351 ) 0

3)- عن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - أنه قال : أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وبي وجع قد كاد يهلكني ، فقال :

( امسح بيمينك سبع مرات وقل : أعوذ بعزة الله وقدرته وسلطانه ، من شر ما أجد 0 قال : ففعلت فأذهب الله ما كان بي ، فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم )

( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب السلام ( 67 ) : باب استحباب وضع يده على موضع الألم ، مع الدعاء – برقم 2202 )

قال المباركفوري : ( وللترمذي في الدعوات وحسنه والحاكم وصححه عن محمد بن سالم قال : قال لي ثابت البناني : يا محمد إذا اشتكيت فضع يديك حيث تشتكي ثم قل بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد من وجعي ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك وترا ، قال فإن أنس بن مالك حدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه بذلك " قال " أي عثمان " ففعلت " أي ما قال لي " فأذهب الله ما كان بي" أي من الوجع "فلم ازل آمر به أهلي وغيرهم" لأنه من الأدوية الإلهية والطب النبوي ، لما فيه من ذكر الله والتفويض إليه والاستعاذة بعزته وقدرته ، وتكراره يكون أنجع وأبلغ كتكرار الدواء الطبيعي لاستقصاء إخراج المادة ) ( تحفة الأحوذي - 6 / 212 ) 0

قال النووي : ( ومقصوده أنه يستحب وضع يده على موضع الألم ، ويأتي بالدعاء المذكور 0 والله أعلم ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 13 ، 14 ، 15 / 357 ) 0

4)- عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( ما من مسلم يعود مريضا لم يحضر أجله فيقول سبع مرات : أسأل الله العظيم ، رب العرش العظيم ، أن يشفيك ، إلا عوفي )

( صحيح الجامع 5766 )

5)- عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( عليكم بالشفاءين العسل والقرآن )

( أنظر كتاب الأمراض والكفارات والطب والرقيات – للإمام أبي عبدالله ضياء الدين المقدسي – تحقيق الشيخ أبو اسحاق الحويني الأثري ، قال – حفظه الله – في هذا الحديث : " صحيح موقوفا " ، وقد ضعفه الألباني – ضعيف الجامع 3765 )

قلت : ومع أن الحديث فيه كلام لبعض أهل العلم ، إلا أن معناه صحيح ، لما له من شواهد دالة على صحته سواء من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وما ذكرته آنفا في أدلة كتاب الله على أن القرآن شفاء يغني عما سواه ، وقد دلت النصوص النقلية من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على أن العسل شفاء بإذن الله 0


قال ابن طولون : ( وقوله صلى الله عليه وسلم : " عليكم بالشفاءين العسل والقرآن " وجمع في هذا القرآن بين الطب البشري والطب الإلهي ، وبين الفاعل الطبيعي والفاعل ال****** ، وبين طب الأجساد وطب الأنفس ، وبالسبب الأرضي والسبب السماوي 0 وقوله صلى الله عليه وسلم " عليكم بالشفاءين " فيه سر لطيف أي لا يكتفى بالقرآن وحده ويبطل السعي ؛ بل يعمل بما أمر ويسعى في الرزق كما قدر ، ويسأله المعونة والتوفيق ) ( المنهل الروي في الطب النبوي - بتصرف - ص 250 - 252 ) 0

6)- عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وامرأة تعالجها أو ترقيها ، فقال :

( عالجيها بكتاب الله )

( أخرجه ابن حبان في صحيحه - برقم ( 1419 ) ، أنظر السلسلة الصحيحة 1931 )

7)- عن جابر – رضي الله عنه – أنه دعي لامرأة بالمدينة لدغتها حية ليرقيها فأبى فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه ، فقال عمر : إنك تزجر عن الرقى !! فقال : اقرأها علي ، فقرأها عليه 0 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( لا بأس ، إنما هي مواثيق فارق بها )

( أخرجه الإمام أحمد في مسنده ، وابن ماجة في سننه ، والسيوطي في " الكبير " ، وقال الألباني حديث حسن ، أنظر صحيح ابن ماجة 2833 – السلسلة الصحيحة 472 )

قال صاحب الفتح الرباني : ( وإنما قال صلى الله عليه وسلم " اقرأها علي " خشية أن يكون فيها شيء من شرك الجاهلية ، فلما لم يجد شيئا من ذلك قال :" لا بأس وأذن له بها " ) ( الفتح الرباني – 17 / 178 ) 0

8)- عن عائشة بنت سعد أن أباها قال :

( تشكيت بمكة شكوى شديدة فجاءني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني 0 قلت : يا نبي الله إني أترك مالا وإني لم أترك إلا بنتا واحدة فأوصي بثلث مالي وأترك الثلث ؟ فقال : لا0 قلت: فأوصي بالنصف وأترك النصف ؟ قال : لا 0 قلت : فأوصي بالثلث وأترك الثلثين ؟ قال : الثلث والثلث كثير 0 ثم وضع يده على جبهته ثم مسح يده على وجهي وبطني ثم قال : " اللهم اشف سعد وأتمم له هجرته " )

( أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المرضى ( 13 ) - برقم ( 5659 ) – أنظر صحيح أبو داود 2661 )

بعد هذا العرض الشامل للنصوص القرآنية والحديثية يتضح أن القرآن والسنة شفاء لكثير من الأمراض المتنوعة على اختلاف أنواعها ومراتبها، وهذه الخاصية لا ينكرها إلا جاحد أو جاهل أو حاقد لا يعلم حقيقة هذين الأصلين ، ولم يدرك المنبع والمصدر لكليهما ، أو أنه يتجاهل تلك الحقائق، ويقيس الحياة بمقياس معنوي مادي محسوس ، دون النظر إلى القرائن والأدلة الثابتة من الكتاب والسنة التي تبين ذلك وتؤكده 0

ولا بد للمؤمن أن يعتقد أن القرآن دواء وشفاء بإذن الله لكافة الأمراض العضوية والنفسية والأمراض التي تصيب النفس البشرية من صرع وسحر وعين وحسد ونحوه ، وأن يتيقن أن العلاج بالقرآن الكريم حقيقة واقعة ، أثبتتها الأدلة القطعية من الكتاب والسنة ومن ثم الخبرة والتجربة العملية ، ومن فسر شفاء القرآن على أنه شفاء للقلوب فهو تفسير قاصر ، لأنه شفاء لأمراض القلوب والأبدان معا 0

* ثالثا : أقوال أهل العلم في الرقية الشرعية :

* قال النووي -رحمه الله تعالى- في شرح " وما أدراك أنها رقية " : ( فيه التصريح بأنها رقية فيستحب أن يقرأ بها على اللديغ والمريض وسائر أصحاب الأسقام – أي الأمراض - والعاهات – أي البلايا والآفات - ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 13 ، 14 ، 15 / 356 ) 0

* قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( قال الإمام القرطبي معلقا على حديث عائشة " بسم الله ، تربة أرضنا ، بريقة بعضنا ، يشفي سقيمنا ، بإذن ربنا " : فيه دلالة على جواز الرقى من كل الآلام ) ( فتح الباري – 10 / 208 ) 0

* وقال أيضا : ( قال البغوي - رحمه الله - : " تجوز الرقية بذكر الله سبحانه وتعالى في جميع الأوجاع " ) ( فتح الباري - 12 / 162 ) 0

* قال ابن القيم - رحمه الله - : ( فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية ، وأدواء الدنيا والآخرة ، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به ، وإذا أحسن العليل التداوي به ، ووضعه على دائه بصدق وإيمان ، وقبول تام ، واعتقاد جازم ، واستيفاء شروطه ، لم يقاومه الداء أبدا ، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها أو على الأرض لقطعها ، فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحمية منه لمن رزقه الله فهما في كتابه ، قال تعالى : ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) ( سورة العنكبوت - الآية 51 ) فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله ، ومن لم يكفه القرآن فلا كفاه الله ) ( الطب النبوي - 352 ) 0

* وقال في موضع آخر : ( وقد علم أن الأرواح متى قويت ، وقويت النفس والطبيعة تعاونا على دفع الداء وقهره ، فكيف ينكر لمن قويت طبيعته ونفسه ، وفرحت بقربها من بارئها ، وأنسها به ، وحبها له ، وتنعمها بذكره ، وانصراف قواها كلها إليه ، وجمعها عليه ، واستعانتها به ، وتوكلها عليه ، أن يكون ذلك لها من أكبر الأدوية ، وأن توجب لها هذه القوة دفع الألم بالكلية ، ولا ينكر هذا إلا أجهل الناس ، وأغلظهم حجابا ، وأكثفهم نفسا ، وأبعدهم عن الله وعن حقيقة الإنسانية ) ( الطب النبوي – ص 12 ) 0

* وقال أيضا : ( ومن المعلوم أن بعض الكلام له خواص ومنافع مجربة ، فما الظن بكلام رب العالمين ، الذي فضله على كل كرم كفضل الله على خلقه ، الذي هو الشفاء التام ، والعصمة النافعة ، والنور الهادي ، والرحمة العامة ، الذي لو أنزل على جبل لتصدع من عظمته وجلاله ، قال تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) ( سورة الإسراء – الآية 82 ) و " من " هنا بيان الجنس ، لا للتبعيض 0 هذا أصح القولين ) ( زاد المعاد – 4 / 177 ) 0

* وقال : ( واعلم أن الأدوية الإلهية تنفع من الداء بعد حصوله ، وتمنع من وقوعه ، وإن وقع لم يقع وقوعا مضرا وإن كان مؤذيا ، والأدوية الطبيعية إنما تنفع بعد حصول الداء ، فالتعوذات والأذكار إما أن تمنع وقوع هذه الأسباب ، وإما أن تحول بينها وبين كمال تأثيرها بحسب كمال التعوذ وقوته وضعفه، فالرقى والعوذ تستعمل لحفظ الصحة، ولإزالة المرض ) ( زاد المعاد - 4 / 182 ) 0

إن التدبر والتفكر في تلك الكلمات والمعاني التي أطلقها ابن القيم - رحمه الله - يورث صفاء ونقاء في طبيعة النفس البشرية ، وفهما يربط العبد بخالقه أيما ارتباط ، ويؤصل مفهوما حقيقيا في التوكل والاعتماد واللجوء والخوف والرجاء ، بحيث تسمو النفس بكل ذلك لتصل لمرتبة عظيمة من مراتب الإيمان ، قل أن يصلها العبد دون إدراك وفهم لتلك المقومات ، إن كثيرا من الناس أصيبوا بمرض عضال ، وقد بين الطب استحالة شفائهم من ذلك المرض ، وذكروا لهم أن أيامهم في الحياة معدودة ، وعلم أولئك أن الموت والحياة بيد الله سبحانه ، فأناخوا جنابهم له ، وتضرعوا بسرهم ونجواهم إليه ، وسألوه من قلب مخلص ذليل مسألة المحتاج ، وانطرحوا على أعتاب بابه يسألونه الصحة والعافية ، بعد علمهم أن الحول والقوة بيده سبحانه ، ولجأوا إلى قرآنه ، والرقية بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفجأة ينقلب الأمر ، ويعود ذلك الإنسان إلى سابق عهده بصحته وعافيته ، ويقف الطب المادي عاجزا عن تفسير ذلك ، مع أن تفسيره سهل ميسور ، فالذي أودع الحقائق في هذا الكون وسخره ودبره ، هو القادر وحده سبحانه وتعالى على التحكم بكافة أمور الحياة ، وأمره أن يقول للشيء كون فيكون ، فهو الذي جعل النار بردا وسلاما على إبراهيم عليه السلام ، وهو الذي جعل الرقية سببا للشفاء والعلاج ، إذا توفرت الشروط والقواعد والأسس التي تضبطها من قبل المعالِج والمعالَج ، فهو الذي كتب الأمراض ويسر الشفاء بأمره سبحانه ، يقول تعالى في محكم كتابه :

( وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ )

( سورة القمر – الآية 50 )

ويقول في موضع آخر :

( إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَىءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )

( سورة النحل – الآية 40 )

ويقول سبحانه في موضع آخر :

( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )

( سورة البقرة – الآية 117 )

إن الذي أرشدنا لطريق الرقية وأسلوبها ومنهجها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فلله الحمد والمنة على ما أنعم به على عباده 0

* قال ابن حزم : ( جربنا من كان يرقي الدمل الحاد القوي الظهور في أول ظهوره، فيبدأ من يومه ذلك بالذبول ، ويتم يبسه في اليوم الثالث ، ويقلع كما تقلع قشرة القرحة إذا تم يبسها، جربنا من ذلك مالا نحصيه ، وكانت هذه المرأة ترقي أحد دملين قد دفعا على إنسان واحد ، ولا ترقي الثاني ، فيبس الذي رقت ، ويتم ظهور الذي لم ترق ، ويلقى منه حامله الأذى الشديد ، وشاهدنا من كان يرقي الورم المعروف بالخنازير ، فيندمل ما يفتح منها ، ويذبل ما لم ينفتح ، ويبرأ ) ( الفصل في الملل والأهواء والنحل - 2 / 4 ) 0

* أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع قال : ( اكتوى ابن عمر من اللقوة – داء في الوجه - ، ورقى من العقرب ) ( مصنف عبدالرزاق – 11 / 18 ) 0

* أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عن سماك بن الفضل قال : ( أخبرني من رأى ابن عمر ورجل بربري يرقي على رجله من حمرة – ورم من جنس الطواعين - بها أو شبهة ) ( مصنف عبدالرزاق – 11 / 18 ) 0

* قال الشبلي : ( وفي التطبب والاستشفاء بكتاب الله عز وجل غنى تام ، ومنفع عام ، وهو النور ، والشفاء لما في الصدور ، والوقاء الدافع لكل محذور ، والرحمة للمؤمنين من الأحياء وأهل القبور 0 وفقنا الله لإدراك معانيه ، وأوقفنا عند أوامره ونواهيه 0 ومن تدبر من آيات الكتاب ، من ذوي الألباب ، وقف على الدواء الشافي لكل داء مواف، سوى الموت الذي هو غاية كل حي ، فإن الله تعالى يقول : ( مَا فَرَّطْنَا فِى الْكِتَابِ مِنْ شِىْءٍ ) ( سورة الأنعام – الآية 38 ) 0 وخواص الآيات والأذكار لا ينكرها إلا من عقيدته واهية ، ولكن لا يعقلها إلا العالمون لأنها تذكرة وتعيها أذن واعية والله الهادي للحق ) ( أحكام الجان – ص 140 ) 0

* سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز عن التداوي والعلاج بالقرآن والاستشفاء به من الأمراض العضوية كالسرطان ونحوه ، وكذلك الاستشفاء به من الأمراض الروحية كالعين والمس وغيرهما ؟؟؟

فأجاب – رحمه الله - : ( القرآن والدعاء فيهما شفاء من كل سوء – بإذن الله - والأدلة على ذلك كثيرة منها قوله تعالى : ( 000 قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ 00 ) ( سورة فصلت – الآية 44 ) وقوله سبحانه : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ 00 ) ( سورة الإسراء – الآية 82 ) وكان النبي صلى الله عليه وسلم " إذا اشتكى شيئا قرأ في كفيه عند النوم سورة " قل هو الله أحد " و " المعوذتين " ثلاث مرات ثم يمسح في كل مرة على ما استطاع من جسده فيبدأ برأسه ووجهه وصدره في كل مرة عند النوم ، كما صح الحديث بذلك عن عائشة – رضي الله عنها – " " أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – كتاب فضائل القرآن – باب فضل المعوذات ( 14 ) - برقم 5017 ) ( مجلة الدعوة - العدد 1497 - 1 صفر 1416 هـ ) 0

* سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان عن علاج الأمراض العضوية بالقرآن فأجاب – حفظه الله - : ( قد جعل الله القرآن شفاء للأمراض الحسية والمعنوية من أمراض القلوب وأمراض الأبدان ، لكن بشرط إخلاص النية من الراقي والمرقي ، وأن يعتقد كل منهما أن الشفاء من عند الله ، وأن الرقية بكلام الله سبب من الأسباب النافعة 0

ولا بأس بالذهاب إلى الذين يعالجون بالقرآن إذا عرفوا بالاستقامة وسلامة العقيدة ، وعرف عنهم أنهم لا يعملون الرقى الشركية ، ولا يستعينون بالجن والشياطين ، وإنما يعالجون بالرقية الشرعية 0
والعلاج بالرقية القرآنية من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وعمل السلف ، فقد كانوا يعالجون بها المصاب بالعين والصرع والسحر وسائر الأمراض ، ويعتقدون أنها من الأسباب النافعة المباحة، وأن الشافي هو الله وحده ) ( السحر والشعوذة – باختصار – ص 94 ، 95 ) 0

* سئل الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع عن حكم العلاج بالقرآن فأجاب – حفظه الله - : ( لا شك أن الرقية جائزة 0 فقد ثبت أن جبريل عليه السلام رقى الرسول صلى الله عليه وسلم ، وثبت كذلك أن بعضا من أصحابه صلى الله عليه وسلم كانوا في سفر واستضافوا بعض الأعراب فلم يضيفوهم فأصيب سيدهم بلسعة عقرب فجاءوا إليهم يسألونهم هل فيهم قارئ فأجابوا نعم ولكن بأجرة، فقرأ عليه أحدهم بفاتحة الكتاب الحمد لله رب العالمين - فبرأ من لسعته وأعطوهم أجرتهم قطيعا من الغنم 0 فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نتصرف في هذا إلا بعد سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه فأقرهم على هذا وفي بعض الروايات قال :" واضربوا لي معكم بسهم " والأخذ بالرقية لا ينافي التوكل ) ( مجلة الأسرة - صفحة 38 - العدد 69 ذو القعدة 1419 هـ ) 0

* يقول فضيلة الشيخ عبدالمحسن بن ناصر العبيكان – حفظه الله – في تقديمه للكتاب الموسوم " كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية " للشيخ عبدالله بن محمد السدحان : ( والناس في هذا الزمن خاصة في أشد الحاجة للعلاج بالرقية الشرعية لانتشار الأمراض التي لا يوجد لها في الطب الحديث علاج كالسحر والعين ومس الجن ) ( كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية ؟ - ص 13 ) 0

* قال فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي - حفظه الله – تحت عنوان من أي شيء تكون الرقية ؟ ما نصه : ( أثبتت الأحاديث الصحاح : أن الرقية مشروعة من كل الآلام والأمراض التي تصيب المسلم ) ( موقف الإسلام من الإلهام والكشف والرؤى ومن التمائم والكهانة والرقى – ص 167 ) 0

* رابعا : أقوال الدعاة والباحثون والكتاب والمتخصصون في الرقية الشرعية :

* قال الأستاذ سيد قطب : ( القرآن شفاء من العلل الاجتماعية التي تخلخل بناء الجماعات وتذهب بسلامتها وأمنها وطمأنينتها 0

وعندما يصبح القرآن ربيع القلب ، ونور الصدر ، وجلاء الحزن ، وذهاب الهم ، فإنه بمنزلة الدواء الذي يستأصل الداء ويعيد البدن إلى صحته واعتداله بعد مرضه واعتلاله ) ( في ظلال القرآن – ياختصار – 4 / 2248 ) 0

* قال الدكتور الحسيني أبو فرحة - رئيس قسم التفسير - جامعة الأزهر : ( إن العلاج بالقرآن الكريم من مختلف الأمراض أمر صحيح يحتاج إلى رجل صالح يمتلئ قلبه إيمانا بالله عز وجل ويقينا في قدرته سبحانه وتعالى ، فقد ثبت في الصحيح أن بعض الصحابة عالجوا سيد أحد أحياء العرب من لدغة العقرب بقراءة سورة الفاتحة على موضع اللدغ مقابل قطيع من الغنم كأجر ، وعندما عرضوا الأمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرهم على العلاج بالقرآن وعلى أخذهم الأجر على ذلك 0

وكان صلى الله عليه وسلم يؤتى إليه بالمريض فيأخذ في علاجه بالدعاء وقراءة القرآن فيبرأ المريض ، وقد اختلف العلماء هل هذا العلاج لكل من اتبعه صلى الله عليه وسلم من كبار الربانيين أي العلماء العاملين أهل الصدق والولاية ، فذهب إلى هذا قوم ، وذهب إلى ذاك قوم آخرون ، والذي أرجحه أن كل ولي في المسلمين في أي زمان ومكان يمكنه أن يعالج بهذا العلاج النبوي الشريف ) ( العلاج بالقرآن من أمراض الجان - 151 ، 152 ) 0

* يقول الدكتور عبدالمنعم القصاص، الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية وعضو لجنة الفتوى بالأزهر : ( أنه يجوز علاج جميع الأمراض حين قال سبحانه وتعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) ( سورة الإسراء – الآية 82 ) ولكن مع العلاج بالقرآن لا بد أن نذهب إلى الأطباء ولا ننسى دورهم في هذا الشأن ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بالتداوي ، فهذه الأمراض الفتاكة بجسم الإنسان يجب أن يتداوى الناس منها بالقرآن وعند الأطباء المتخصصين ) ( العلاج بالقرآن من أمراض الجان – ص 152 ) 0

* يقول الشيخ الدكتور محمد الخميس المدرس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - كلية أصول الدين – قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة - في تقديمه للكتاب الموسوم " كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية " : ( وخصوصا أن الناس في زماننا قد انتشرت بينهم أمراض كثيرة نتيجة الغفلة عن شرع الله والإعراض عن ذكره ، وكثير منهم لا يلتفت إلى الرقية الشرعية ، ولا يعيرها بالاً بل يكتفي بالأدوية المادية فقط ، والبعض يطعن في إثبات العين وأثرها ، ولا يشير باستعمال الرقية الشرعية ، هذا مع أن الطب قد عجز عن كثير من هذه الأمراض ) ( كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية ؟ - ص 9 ، 10 ) 0

* وقال الشيخ سعد البريك في تقديمه لكتاب " الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية " : ( لقد باتت الحاجة ماسة إلى توسيع دائرة الانتفاع والعلاج بالرقى الشرعية ، لما ثبت لها من أثر جلي في شفاء كثير من الأمراض النفسية وغيرها تلك التي استعصت على الطب الحديث كالصرع والمس والعين والسحر ) ( الفتاوى الذهبية – ص 7 ) 0

* قال صاحبا الكتاب المنظوم فتح الحق المبين : ( فإن من أعظم العلاجات وأنفعها بإذن الله الرقى الشرعية بالكتاب والسنة 0

ففي الرقية المشروعة خير كثير بإذن الله تعالى ، وقد دلت الأحاديث الصحيحة على ذلك ) ( فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين - ص 92 ) 0

وقالا في موضع آخر : ( فلقد جاءت السنة المطهرة بعلاج جميع الأدواء لكن الناس يفرطون في ذلك ، ولو أن المسلم اعتنى بالتحصينات الشرعية وندب إليها أهله ومن تحت يده لسلموا بإذن الله تعالى من كل شر ومكروه0

فكل أمر ثبت في السنة أنه نافع لمرض من الأمراض فهو نافع لا محالة حتى لو ظن من أتى به أنه غير نافع بناء على عدم استفادته ، ذلك أنه قد يكون عدم استفادته من جهة المصاب نفسه أو من جهة المعالج وصدق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( صدق الله وكذب بطن أخيك ) ( متفق عليه ) 0

ومن واقع تجربتنا ثبت لنا أن أكثر المصابين قد فرطوا في هذه الأدعية والأذكار التي هي حصن حصين بإذن الله من كل شر ظاهر أو خفي ) ( فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين – باختصار – ص 38 ، 39 ) 0

* قال الدكتور عبدالغفار البنداري في تعليقه على كتاب الطب النبوي للإمام البخاري - رحمه الله - : ( والذي قد تأكد من شرعة الله أن مجتمع المسلمين قد تميز عن كل مجتمع دونه بقوى علاج هي في مظهر تعد من القوى الخفية التي جعلها الله تعالى ميزة الالتزام بأمره والتوكل عليه ، لقد قدر الله تعالى أن يكون في الدواء قوة تأثير فعالة وهذا مدرك ومرصود ، لكن جعل الله تعالى فيما عرف بالرقية قوة الدواء على المرض بل أكثر - ولا يعني توصل الطب وعلومه الحديثة إلى معرفة نواميس الشفاء بتلك القوى الخفية أنها ليست موجودة ، بل الثابت والمسجل فعلا أن حالات العلاج بالرقية والشفاء قد سجلت وعرفت فعلا وكم مريض أوشك على الهلاك ولم تجدي فيه وسائل العلاج المعروفة من الطب والجراحة حتى إذا يأسوا من شفائه ولجأوا إلى الذكر وتلاوة القرآن والرقية بالقرآن برأ وشفي بإذن الله 0
إن اليقين بالشفاء بالقرآن لهو عنصر من عناصر فعالية الشفاء بالقرآن والرقية ) ( الطب النبوي – ص 64 ، 65 ) 0

* يقول الأخ فتحي الجندي : ( مما لا شك فيه أن الإسلام جاء بالعلاج الشافي لأمراض القلوب والأبدان ، إما نصا وإما إجمالا على سبيل الدلالة ، وقد تداوى النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بالتداوي ) ( النذير العريان – ص 35 ) 0

* قال الأستاذ عكاشة عبدالمنان الطيبى : ( إن الأذكار والآيات والأدعية التي يستشفى بها ويرقى بها هي نافعة شافية بإذن الله تعالى ، وتستدعي قبول المحل وقوة همة الفاعل وتأثيره ، فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل ، أو لعدم قبول المنفعل أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجح فيه الدواء ، كما يكون ذلك في الأدوية والأدواء الحسية ، فإن عدم تأثيرها قد يكون لعدم قبول الطبيعة لذلك الدواء ) ( الإصابة بالعين وعلاجها – باختصار – ص 73 ) 0

* قال الأستاذ أحمد الصباحي عوض الله : ( فالقرآن الكريم هو الشفاء التام من جميع الأمراض النفسية والعضوية ، والسنة المحمدية المستمدة من القرآن تبين لنا طرق التداوي به 0

وعلى كل مسلم أن يستلهم من دينه العظيم – قرآناً وسنة – ما ينفعه في دينه ودنياه ، حتى يوفق إلى الاستشفاء بهما 00 وما يستطيع أن يوفق إلا المخلصين الأبرار 0 الذين يتداوون بهما بقبول وصدق ، وإيمان واعتقاد 0

فإن الأمراض مهما عظمت فلن تقاوم كلام الله رب الأرض والسماء وخالق كل شيء – الذي لو نزل على الجبال لخشعت وتصدعت من خشيته – 0

وما من مرض إلاَّ وفي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة سبيل إلى شفائه، وعلينا أن نتدبر القرآن والسنة ، ففيهما الدواء وفيهما الشفاء 0 والله وحده هو الشافي ، ولا شفاء إلا شفاؤه ) ( الاستشفاء بالقرآن الكريم – ص 3 ) 0

قال سعد صادق محمد : ( والرقى في الحقيقة دعاء وتوسل يُطلب فيها من الله سبحانه وتعالى شفاء المريض وذهاب العلة من بدنه ) ( صراع بين الحق والباطل – ص 147 ) 0

وكل ما سبق لا يعني مطلقا الامتناع عن اتخاذ الأسباب الحسية في العلاج كالذهاب إلى الطبيب والمصحات والمستشفيات ، فالأصل في ذلك اتباع الأسباب الحسية المؤدية للشفاء بإذن الله سبحانه وتعالى0 فالمسلم يجمع في سلوكياته وتصرفاته بين اتخاذ الأسباب الشرعية والحسية المباحة ، وهذا ما أكدته النصوص القرآنية والحديثية في أكثر من موضع 0

فالطب في مجالاته المختلفة علم قائم له أخصائيوه ورجاله ، وهو علم واسع ومتشعب ، وسوف يظهر جليا أهمية هذا الجانب الحسي في حياتنا من خلال مراجعة كافة مباحث الكتاب الذي بين أيديكم ، وهذا ما يؤصل في نفسية المريض اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى واتخاذ كافة الأسباب الداعية إلى الشفاء بإذن الله تعالى 0

* ما هي أسباب فشل توظيف القرآن الكريم والسنة المطهرة في الرقية والعلاج والاستشفاء ؟؟؟

والمسألة التي لا بد من بحثها للوقوف على حقيقتها في العصر الحاضر هي أسباب فشل توظيف القرآن الكريم والسنة المطهرة في الرقية والعلاج لكافة الأمراض العضوية والنفسية وأمراض النفس البشرية ؟؟؟

إن المتأمل في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يعلم جازما متيقنا ، أن الرقية والعلاج بالكتاب والسنة تحتاج إلى قلوب طاهرة عامرة بالإيمان ، ألقت الضغائن والأحقاد جانبا ، وملئت القلوب بالمحبة الخالصة لله ولرسوله وللمسلمين ، فتسلحت بالعقيدة والمحبة والطاعة ، وهذا ما سوف يظهر أثر القرآن والسنة على سمت من عرف قدرهما وعلم حقهما ، والسيف بضاربه ، وكل إناء بما فيه ينضح ، وقد تجلى ذلك الأثر في رقية سيد الحي بفاتحة الكتاب ، وانتفع بها أيما انتفاع بإذن الله تعالى ، فكأنما نشط من عقال ، والشواهد والأحداث كثيرة على ذلك 0

ولا بد من وقفة متأنية تبين لنا أسباب القصور في استعمال القرآن والسنة لمثل ذلك العمل الجليل ، وهذه الوقفة تتجلى في الاهتمام بالمعالِج والمعالَج ، وكذلك الاعتناء بكافة الضوابط الخاصة بهذا الأمر وهذا ما سوف يتضح من خلال هذه السلسلة العلمية بإذن الله تعالى 0

قصص واقعية تؤكد أن القرآن شفاء ورحمة للأمراض العضوية :

( القصة الأولى )

( هند ) طفلة كويتية ؛ أصيبت بأشد أمراض السرطان في إحدى ساقيها وقد أجريت لها فحوصات طبية مكثفة في مركز ( حسين مكي جمعة ) لجراحة السرطان بالكويت ، كما تلقت علاجا مكثفا في مركز ( أجلستون ) التخصصي لمعالجة السرطان في مدينة ( أتلنتا ) بولاية جورجيا الأمريكية ، وقد بلغت تكاليف العلاج حوالي نصف مليون دولار ، كما تعرضت لعمليات فحص وتشخيص حصيلتها ملف ضخم من التقارير ، وما يربو على مائتين وخمسين صورة أشعة تؤكد أصابتها بالمرض 0

وفي إحدى مراحل العلاج ، وبعد تشخيص دقيق ، خضعت هند لمرحلة علاج كيماوي ( كيموثيروبي ) ( CHEMOTHERAPY ) لم يؤد إلى أي نتيجة ، في الوقت الذي ذكر فيه الأطباء المختصون في المركزين المذكورين أن هذه النوعية من العلاج يجب أن تؤدي إلى نتيجة رئيسة خلال ثلاثة أسابيع على أبعد تقدير 0
وفي مرحلة ثالثة نصح الأطباء والدي هند ببتر ساقها مع احتمال ظهور الخلايا السرطانية في أجزاء أخرى من الجسم في وقت لاحق لا يتعدى السنوات القليلة 0

إحدى عناصر المأساة تمثلت في وجود عدد غير قليل من أقرباء هند مصابين بالمرض نفسه 0

حالة الحزن التي بدت على وجه الطفلة الصغيرة هند جعلت والدها يتعثر في برنامجه لتقديم أطروحة الدكتوراه في الكمبيوتر في إحدى الجامعات الأمريكية ، في حين كانت الليالي الطويلة تمر على والدة هند وسط هاجس من الخوف والقلق على مستقبل ابنتها الصغيرة ، ولكن إيمانها بالله جعلها تسلم بقضاء الله وقدره 0

وفي ليلة من الليالي أوت أم هند إلى فراشها ؛ فسافر ذهنها بعيدا ، وأخذت تسبح في بحر من الأوهام والخيالات ، فتمثلت لها صورة ابنتهـا الصغيرة وهي تمشي على ساق واحدة وتتوكأ على عصا ، فانهمرت عيناها بالدموع حتى بللت الفراش ؛ فاستعاذت بالله من الشيطان الرجيم وأخذت بذكر الله - عز وجل - 0
وفجأة 000

تذكرت أم هند شيئا مهما قد نسيته 00 إنها الاستخارة 00 فقامت مسرعة وبادرت إلى أدائها 0

وفي الصباح كرهت أم هند جميع أنواع العلاجات والأدوية التي تقدم لابنتها ، وقررت عدم الإقدام على بتر ساق ابنتها ؛ فقد هداها الله إلى علاج آخر يختلف عن سائر الأدوية والعلاجات 00 إنه القرآن الكريم الذي جعله الله شفاء ورحمة للمؤمنين 0

فقد ذكر لها شيخ فاضل يعالج بالقرآن والرقى الشرعية فانطلقت بابنتها إليه ، وبعد عدة جلسات قام فيها الشيخ بالقراءة والنفث على ساق هند ودهنها بالزيت كانت المفاجأة 000

فقد بدأ التحسن يطرأ على ساق هند ، وبدأ الشعر ينمو في رأسها بعد أن تساقط معظمه بسبب العلاج السابق ، ثم شفيت بإذن الله وعادت إلى حالتها الطبيعية 0

لقد كانت النتيجة مذهلة للجميع 00 للطفلة التي عادت إليها الحيوية والنشاط ونضارة الطفولة 00 ولذويها الذين كادوا أن يفقدوا الأمل في شفائها من هذا المرض العضال بعد أن أجمع الأطباء على أن لا علاج إلا البتر ، أما الشيخ فابتسم وهو يقول : إن الأمر غير مفاجئ له ؛ فمعجزات القرآن عادية لكل مؤمن ؛ وهي أكثر من أن تحصى ، وقد جعل الله آياته شفاء لكل داء 00 قال سبحانه : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا ) ( سورة الإسراء – الآية 82 ) 0

اختصاصي كبير في مستشفى ( أجلستون ) الأمريكي أكد أنه لا يستطيع تصديق التطور الذي طرأ على صحة هند حتى يرى الحالة على الطبيعة ، وعندما علم أن هندا تستطيع الركض الآن ، وأن الشعر برأسها وأجزاء جسمها الأخرى قد نما بعد سقوطه أصيب بحالة من الذهول ، وطلب هند بأية طريقة ) ( سر النجاح ومفتاح الخير والبركة والفلاح - بتصرف - ص 3 ، 6 ، نقلا عن بعض الصحف الكويتية ) 0

( القصة الثانية )

وتلك القصة حصلت عندما كنت أقوم بمراجعة الكتاب في مراحله الأخيرة ، حيث أخبرني أحد الثقات عن رجل كان يعاني من مرض السرطان في الأمعاء ، حيث قرر الأطباء إجراء عملية جراحية نهائية له وذلك بعد إجراء عدة عمليات جراحية لاستئصال هذا المرض الخطير ، وكان الرجل لا يستطيع التبرز بشكل طبيعي إلا بواسطة كيس خارجي وضع خصيصا لتلك الحاجة ، وعندما علم بذلك وأيقن أن لا ملجأ له إلا لله ، وقبل إجراء العملية الجراحية بيوم أخذ بقراءة القرآن من بعد صلاة المغرب متوجها إلى الله منيبا إليه طارحا نفسه على أعتاب بابه وبقي على هذا الحال حتى صلاة الفجر ، عند ذلك أحس بحاجته إلى التبرز الطبيعي واستطاع بفضل الله سبحانه وتعالى أن يقوم بذلك بطريقة عادية ، وعندما حضر الطبيب المشرف لمعاينته قبل إجراء العملية الجراحية ، أخبره بذلك فتعجب غاية العجب ، وتم الكشف عليه بواسطة الأشعة لأكثر من مرة وكانت المفاجأة أن كافة أعراض المرض قد تلاشت نهائيا ، فسبحان القائل : ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين ) ( سورة الشعراء – الآية 80 ) 0

( القصة الثالثة )

كنت ذات يوم في زيارة لأحد الزملاء ، وفجأة رأيت رجلاً قادماً عن بعد ، فاحتضنني بحرارة شديدة ، نظرت إليه فلم أعرفه ، قال لي : أظنك لا تذكرني ، ولكن أنظر إلى تلك الفتاة ، وأشار إلى فتاة في عقدها الأول ، ثم قال : هذه الفتاة أصيبت بمرض السرطان في الرأس عندما كان عمرها سنتين ، وقد تم استئصال العين اليسرى لها آنذاك ، ومن ثم قرر الأطباء بأنها لن تعيش أكثر من ثلاثة أشهر على الأرجح ، وكان هذا الأمر صدمة عنيفة لأهل البيت جميعاً ، ولكننا تيقنا بأن هذا قضاء الله وقدره فصبرنا واحتسبنا الأجر عنده سبحانه وتعالى ، وأشار إلينا البعض برقية الفتاة بالرقية الشرعية ، وكان ذلك واستمر الحال لمدة من الزمن ، وبعد فترة من العلاج بالرقية الشرعية ، تم إجراء الفحص الطبي لهذه الفتاة ، فتبين بأن المرض قد اختفى نهائياً ، وتعجب الأطباء من ذلك ، ولكن سبحان من بيده الأمر ، وأمره إذا أراد للشيء أن يقول له كن فيكون 0

فحمدت الله سبحانه وتعالى وأثنيت عليه ، وبينت لهذا الرجل نعمته سبحانه بأن منَّ على هذه الفتاة بالصحة والعافية ، وتذكرت قوله سبحانه في محكم كتابه : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا ) ( سورة الإسراء – الآية 82 ) 0

( القصة الرابعة )

جاءني ذات يوم أحد الأصدقاء يشكو لي حال قريبة له ، حيث قال لي : ذهبت هذه الأخت لعيادة المستشفى نتيجة التهابات جلدية ، وفوجئت بأن التحاليل الطبية تبين أنها تعاني من سرطان الجلد ، وعندما علمت بذلك جاءها انهيار عصبي وخارت قواها ، فهدأت من روعه ونصحته باللجوء إلى الله سبحانه وتعالى ثم الرقية الشرعية ، واتفقنا أن يُحضِر هذه الأخت من منطقة الرياض إلى المنطقة الشرقية ، وبعد أيام حضرت وكانت في حالة يرثى لها ، فبدأت أزرع اليقين في نفسها وأذكرها بالله سبحانه وتعالى وبرحمته ، وطلبت منها أن تبقى مدة شهر من الزمن ، وبدأت مرحلة العلاج وكنت أقرأ عليها عدة أيام من الأسبوع بحسب القدرة والاستطاعة، وبعد مضي شهر من الزمن لاحظت أن نفسيتها تحسنت كثيراً وتعلق قلبها بالله سبحانه وتعالى راجيةً أن يمن عليها بالشفاء ، خاضعة لأمره سبحانه وتعالى ، وعادت إلى الرياض ، وبعد يوم يتصل بي هذا الأخ الكريم ليبشرني بالبشارة حيث راجعت هذه الأخت الفاضلة المستشفى الذي أجرى لها التحاليل الأولى حيث تبين بفضل الله سبحانه وتعالى ومنه وكرمه تلاشي كافة الأعراض وعودة المرأة سليمة معافاة ، واحتار الأطباء من ذلك وسألها أحدهم عن الطريق الذي سلكته أو العلاج الذي استخدمته ، فقالت له : ثقتي بالله سبحانه وتعالى كانت أعظم مما تملكون ، لجأت إليه سبحانه وتعالى واستشفيت بالرقية الشرعية وماء زمزم والعسل والحبة السوداء وهذا كل ما هنالك ، وفَرِحتُ فرحاً عظيماً بهذا الخبر وشكرت الله سبحانه وتعالى وحده الذي أنعم على هذه الأخت الفاضلة بالعافية والسلامة 0

قلت : وتلك رسالة إلى كل مسلم في شتى بقاع الأرض ، كي يتيقن الجميع بأن كتاب الله خير وشفاء ورحمة ، خاصة لأولئك الذين أرادوا أن يثبتوا للعالم أجمع بأن القرآن لا يمكن أن يؤثر في شفاء الأمراض العضوية ، فأرادوا إجراء التجارب لتأكيد أو رفض هذه الخاصية ، وحالهم في ذلك حال بعض الأطباء النفسيين الذين تتلمذوا على الأفكار والمعتقدات الغربية فنسوا الله فأنساهم أنفسهم ، أنصح كل أولئك بتقوى الله سبحانه وتعالى وإعادة حساباتهم وتصحيح معتقداتهم وقراءة هذا البحث مرات ومرات ، كي يعلموا اليقين ويعرفوا الحق وأهله ، فالقرآن كلام الله الكامل المكمل ، وهو منزه عن كل عيب ونقص وهو المعجزة الخالدة إلى أن يرفع من الأرض ، وكل حرف بل كل كلمة نطقت من الحق وبالحق ، واليقين الذي نقطعه في هذه المسألة أن المجربين الذين أرادوا أن نخضع كتاب الله للتجربة والقياس قد ضلوا وأضلوا وهذه الفئة لو قرأت القرآن مرات ومرات فإنها لن تحرك شعرة في جسد مريض ، لأنها تفتقد إلى اليقين واستشعار المعاني الحقيقية في كتاب الله - عز وجل- وهذا المعنى الذي أكده آنفا كثير من أهل العلم ورواده 0

نقل عن ابن العربي – رحمه الله – تعالى أنه قال عن نفع ماء زمزم : " وهذا موجود فيه إلى يوم القيامة لمن صحت نيته ، وسلمت طويته ، ولم يكن به مكذبا ، ولا يشربه مجربا ، فإن الله مع المتوكلين ، وهو يفضح المجربين " 0

إن استقراء النصوص القرآنية والحديثية آنفة الذكر وكذلك أقوال العلماء تؤكد على جواز الرقية الشرعية وتحديد السبل الخاصة بها ، وتبيان الأسلوب الشرعي الأمثل لها ، وأكدت على حقيقة العلاج والاستشفاء لكافة الأمراض العضوية والنفسية وأمراض النفس البشرية من صرع وسحر وعين وحسد ، والله تعالى أعلم 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصجبه وسلم 0

ثم أعقب بالتالي :

أولاً : أراك أخي الفاضل مصمماً على رأيك والخوض في ما لا طاقة لك به ، نعم القرآن شفاء لكافة الأمراض العضوية والنفسية والروحية وهو سبب لذلك ، فالرقية سبب في العلاج والاستشفاء وليست علاجاً بذاتها ، فاذا توفرت الشروط وانتفت الموانع تحقق الشفاء بإذن الله عز وجل ، كما هو حال الطب العضوي والنفسي فهي أسباب حسية للعلاج والاستشفاء والطبيب سبب ولكن الشفاء من الله عز وجل ، وقد يتحقق الشفاء وقد لا يتحقق وكل ذلك مرهون بإرادة الله عز وجل ، وهذا ما أكد عليه أثبات علماء الأمة قديماً وحديثاً :

قال ابن القيم - رحمه الله - : ( فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية ، وأدواء الدنيا والآخرة ، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به ، وإذا أحسن العليل التداوي به ، ووضعه على دائه بصدق وإيمان ، وقبول تام ، واعتقاد جازم ، واستيفاء شروطه ، لم يقاومه الداء أبدا ، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها أو على الأرض لقطعها ، فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحمية منه لمن رزقه الله فهما في كتابه ، قال تعالى : ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) ( سورة العنكبوت - الآية 51 ) فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله ، ومن لم يكفه القرآن فلا كفاه الله ) ( الطب النبوي - 352 ) 0

وقد قال العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبيدالله بن باز - رحمه الله - : ( القرآن والدعاء فيهما شفاء من كل سوء – بإذن الله - والأدلة على ذلك كثيرة منها قوله تعالى : ( 000 قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ 00 ) ( سورة فصلت – الآية 44 ) وقوله سبحانه : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ 00 ) ( سورة الإسراء – الآية 82 ) وكان النبي صلى الله عليه وسلم " إذا اشتكى شيئا قرأ في كفيه عند النوم سورة " قل هو الله أحد " و " المعوذتين " ثلاث مرات ثم يمسح في كل مرة على ما استطاع من جسده فيبدأ برأسه ووجهه وصدره في كل مرة عند النوم ، كما صح الحديث بذلك عن عائشة – رضي الله عنها – " " أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – كتاب فضائل القرآن – باب فضل المعوذات ( 14 ) - برقم 5017 ) ( مجلة الدعوة - العدد 1497 - 1 صفر 1416 هـ ) 0

وانظر إلى ما نقله ( القرضاوي ) حيث قال كما أسلفت وتحت عنوان : " من أي شيء تكون الرقية ؟ " ما نصه : ( أثبتت الأحاديث الصحاح : أن الرقية مشروعة من كل الآلام والأمراض التي تصيب المسلم ) ( موقف الإسلام من الإلهام والكشف والرؤى ومن التمائم والكهانة والرقى – ص 167 ) 0

ثانياً : هل رأيتني أو أحداً من المشرفين الأفاضل وجه مريضاً للسرطان أو للأسنان أن يعالج بالرقية فقط ، لسنا جهلة حتى ننقل ذلك ، نحن على يقين تام بأن الطب بكافة تخصصاته أسباب حسية للعلاج والاستشفاء وكذلك الرقيةالشرعية أسباب شرعية للعلاج والاستشفاء ، ومن هنا ترانا ننصح المريض العضوي ونوجهه للتوجه للعلاج لدى المتخصصين وكذلك الرقية الشرعية ، وكذلك ترى أن المنتدى يحوي قسم خاص للطب العضوي والنفسي وطب الأعشاب ويشرف عليه متخصصون في ذلك ، أما فهمك حول هذه الجزئية فهو قاصر مع احترامي وتقديري لأنك تطلب مني أن أقدم لك قائمة بما يعالج بالرقية الشرعية ، ولو عدت لأقوال علماء الأمة لوجدت أنهم يؤكدون على هذا المفهوم ولكن ليس بفهمك انت وقوائمك المطلوبة، ومن وجهة نظري فأرى أن من الطوام الكبرى أن تؤلف موسوعة في العقيدة المقارنة وأنت حتى هذه اللحظة لا تستقرئ كلام علماء الأمة فهماً صحيحاً في دلالاته وأبعاده 0

ثالثاً : هل حفظك لكتاب الله عز وجل وتأليفك يجعلك تقف مثل هذا الموقف مع عالم جليل كشيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله - ، مع أنك نقلت عن القرضاوي ما نصه :

( العلامة الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي ، بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله )

ثم تنقل عن شيخ الاسلام - رحمه الله - فتقول :

( أنا لا أريد مافعله بن تيمية وانما اريد مافعله رسول الله صلى الله عليه وسلم )

وأرى أن في ذلك اساءة أدب مع عالم معتبر من علماء الأمة الأجلاء ، والقارئ الكريم يتبين له بما لا يدع مجالاً للشك الفرق بين الاسلوبين فالقرضاوي علامة وينقل عنه ، وأما ابن تيمية فلا نأخذ بما يقول ، وهذا قمة الاساءة في الأدب مع علماء الأمة 0

رابعاً : أما قولكم - يا رعاكم الله - : ( ولقد تتبعت ذلك المجلد العاشر ( الفواكه الدوانى) فما وجدت مريضا ذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعالجه بتلاوة الايات فقط )

قلت وبالله التوفيق : وهذا يؤكد على جهلكم في المسألة من أساسها ، إلا تعلم بأن الرقية الشرعية هي العوذة ، وهي الدعاء للمريض بالشفاء ، كما ذكر ذلك ابن القيم - رحمه الله - ، وهل تعلم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم وجه الكثير من الصحابة للعلاج بالدعاء ، والدعاء من جنس الرقية وإليكم الدليل :

* عن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - أنه قال : أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وبي وجع قد كاد يهلكني ، فقال :

( امسح بيمينك سبع مرات وقل : أعوذ بعزة الله وقدرته وسلطانه ، من شر ما أجد 0 قال : ففعلت فأذهب الله ما كان بي ، فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم )

( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب السلام ( 67 ) : باب استحباب وضع يده على موضع الألم ، مع الدعاء – برقم 2202 )

* عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( ما من مسلم يعود مريضا لم يحضر أجله فيقول سبع مرات : أسأل الله العظيم ، رب العرش العظيم ، أن يشفيك ، إلا عوفي )

( صحيح الجامع 5766 )

ومن هنا فسوف يتم اغلاق هذا الموضوع ونرجو أيها الطبيب الاستشاري أن تفهم النصوص النقلية الصريحة الصحية بفهم علماء الأمة دون التخبط ودون تقديم علم البشر على علم الخالق ، وقد أكدت لكم سابقاً ما نصه :

( من تكلم في غير فنه أتى بالغرائب والعجائب )

ولن يسمح لكم الكتابة في نفس الموضوع ولو حصل فسوف يتم حظركم ، وأرجو أن تكون قد وصلت الرسالة 0

زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0