المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أجـــفــت الـــعــيــــون مــــن الــدمــوع.. أم لـم يـعــد بـالـقـلـب خـشـوع .. ؟؟!!


أزف الرحيل
20-05-2008, 12:34 PM
أجـــفــت الـــعــيــــون مــــن الــدمــوع.. أم لـم يـعــد بـالـقـلـب خـشـوع .. ؟؟!!
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القوي المتين ، الحق المبين ، لا يخفى على سمعه خفي الأنين
ولا يغيب عن بصره حركات الجنين ، ذَلَّ لكبريائه جبابرة السلاطين
وقضى القضاء بحكمـته وهـو أحكـم الـحاكـميـن
أحمده حمد الشاكرين ، وأسأله معونة الصابرين
وصلى اللهم وسلم على خير المرسليـن
صاحب الشفاعة العظمى يوم الدين
وقائـد الغـر المحجليـن
وآله وصحبه أجمعين


ثـم أمـا بـعـد :

إن من نعم الله تعالى عليّ والتي لا تعد ولا تحصى أنه سبحانه
في وقت حرمتُ فيه من محاضرة الدروس ، ومشاهدة المشايخ الربانين
ولزوم الطلب ومرافقة الإخوان ومدارسه العلم أنعم علي بفضل وكرم من عنده
بكثرة الرؤى لمشايخنا في المنام ، ففي ليلة قرأت لإحدى الفاضلات موضوع عن
الشيخ الشريم حفظه الله تعالى أنه صلى صلاة بدون غتره فنمتُ من ليلتي هذه بعدما
حال بيني وبين رؤية المقطع ظروف ، ورأيت الشيخ يتقدم المصلين في الحرم المكي
وفتح الناس له المجال دفعة واحده ، وبدى عليه أثر الخشوع والإنكسار إذ هو مقبل على ربه
وهذا هو الأصل في العبد فجزاه الله تعالى خير الجزاء وجزى طارحة الموضوع خير الجزاء

عجيبٌ امر هذا الشيخ ، لما نظرت في سيرته ومدى حب القوم له
رأيت من أمره عجبًا إن كان في مجال القرآن أو مجال قبوله لدى الناس
أمور عدة أعجبتني في هذا الشيخ القرآني حفظه الله تعالى ورعاه والذي لفت
إنتباهي هذه الصلاة

أريد منك ان تسمع إلى هذا المقطع المشهور
استمع هنا (http://tokklt.jeeran.com/fate7h.swf)

أرجوك اعد الإستماع وتدبر (http://tokklt.jeeran.com/fate7h.swf)


هــا أخي ماذا شعرت ، ماذا وجت في نفسك
وجدت فيها الحسرة ام غرتك صلاتك ومظهرك
أخبرني بالله متى آخر مرة بكيت من خشية الله تعالى
متى آخر مرة بكيت في صلاتك ، في قيامك ، متى بكيت
وانت واقف بين يدي ربك ، ألست ملتزم وتعي حقيقة
الجنة والنار أكثر من غيرك ، إذا لابد من زفرات وحسرات
لابد من بكاء وخشوف

بكى الشيخ الشريم حفظه الله تعالى ، في اول قراءته للفاتحه
وانتشرت وقتها كثير من الشائعات لأنه أمر غير مألوف لدى
العوام الذين يظنون ان البكاء للألم فحسب ، أو لفقد عزيز فحسب
غفلوا أن هناك قلوب منفطرة من خشية الله تعالى ، مبكيه
من خوفها من ربها وخالقها سبحانه

بكت القلوب وتنوعت في بكائها
فهناك قلوب تبكي بكاء رحمة ورقه
وآخر خوف وخشيه ، وآخرى محبة وشوق
وبكاء فرح وسرور ، وحزن وصدمه
وهناك بكاء الخور والضعف

كما أن هناك بكاء النفاق وهي ان تدمع العين والقلب قاسٍ
وهناك بكاء الموافقه يرى الناس تبكي فيبكي

أخبرني الآن يا ملتزم من أين القلوب قلبك
ومن أين الدموع دموعك ، ومن أين يأتي بكائك

سامحني اسمع للمقطع مرة أخرى
نعم اسمع هنا رجاء (http://tokklt.jeeran.com/fate7h.swf)

ما هذا أيها الشيخ الكريم ، علام تبكي ، علام خشع قلبك
اوتبكي من أم القرآن ، أوتبكي من فاتحة الكتاب
هذا على غير عادة البشر في عصرنا
إنها تقرأ يوميًا عشرات المرات
ولا تحرك فينا ساكنًا غالبنا

تعودنا أن البكاء من آيات العذاب أو الحرمان
أو حتى آيات فيها فضل ربنا المنان
تبكي الدموع أحيانًا من ذكر الجنة أو النار
يرتجف القلب أوقات من ذكر
القبر والبعث والنشور

اخبريني يا نفسي لماذا لم تبكي على حالك والشيخ بكى امامك
لماذا لم تتحسر على حالك وانت ترى بكائين من خشية الله
لماذا لا تتحرك همتك وينتفض قلبك وترتعد جوارحك

أرضيت بحالك أم أنك أغتررتي بمظرهك وكلامك
أرضيت بقلبك القاسي وعيونك الجافه أهذا إنصاف

آآآهٍ عليك أيتها العين أين دمعتك أن بكائك أجفت الدموع أم قست القلوب
والله إني أسأل بكل جديه أين دموعنا أين خشوعنا يا أخوة نحن نبكي لفقد عزيز
نبكي لظلم قريب أو بعيد نبكي لحال الدنيا بل نبكي من دراما الإعلام ولا نبكي على حالنا
لا نبكي على انفسنا ، لا نبكي خشية لربنا ، وخوف منه ، ورجاءٌ فيه ، لا نبكي لحال قلوبنا

نحن فعلا نحتاج إلى الدموع والخشوع ، نحتاج لدمعة خاشعة غير متكلفة متصنعه
فالخشوع ضراعة القلب وطمأنينته وسكونه لله تعالى
وانكساره بين يديه ، ذلاّ، وافتقارا ً، وإيماناً به وبلقائه

الخشوع في القلب ، لا على الوجه ولا في الكلام والصيحات والنباحات
الخشوع نرى ثمراته وتظهر على الجوارح ولذا قيل إذا ضرع القلب ، خشعت الجوارح
وذلك لأن القلب مَلِك البدن ، وأمير الأعضاء ، تصلح بصلاحه ، وتفسد بفساده

الخشوع من الإيمان ؛ الذي هو في القلب ، وإنما يزيد الإيمان بحياة القلب
وذلك بالاشتغال بالعلم النافع والعمل الصالح ، كما أنه ينقص بمرض القلب
ويذهب بموته ، وذلك بالانصراف إلى الشبهات والشهوات
فلابد أن نتعاهد قلوبنا في جميع أحواله لندفع عنه القسوة
فإنها إذا استبدت به منعته الخشوع

إخوتاااااااااااااه إن الله تعالى عاتب المؤمنين الذين لم يبلغوا قمة الخشوع
حيث تدل حركتهم البطيئة على ضعف لا يرضاه الله للعصبة المؤمنة حاملة المنهج الرباني
لتبليغه للناس كافة ، عاتبهم فقال سبحانه : ** ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون **

ثم قطع الله تعالى دابر اليأس ، وبَعَث الأمل ، فإن القلب القاسي يمكن عودته إلى الله وإقباله عليه ،
كالأرض يحييها الله بعد موتها ، قال تعالى: ** اعلموا أن الله يحيى الأرض بعد موتها
قد بينا الآيات لعلكم تعقلون **

هذا هو خشوع الإيمان الذي يريده الله تعالى من عباده ، ليس منه الزعيق والصياح
ولا الرقص والتصفيق ، ولا ضرب الخدود وشق الجيوب

وشتان بين خشوع الإيمان وخشوع النفاق الذي يبدو على الجوارح تصنعاً وتكلفاً ومراءاة
مع كون القلب غير خاشع ، والنفس منطوية على إرادة الشهوات

إخوتااه .... نحن نبكي هذا لا ينكره أحد
ولكن يا ترى علاما نبكي ، علاما تسقط دمعتنا
نبكي على أبٍ أو أمٌ ، أم على أخٍ واخت
أم ياترى هل نبكي على صاحب وحبيب وقريب
أم نبكي لخسارة مادية أو مشكلة اجتماعية
أم ياترى نبكي على خسارة مباره ودرامه إعلاميه

شتان والله بين دموعهم ودموع الخاشعين لله تعالى
لقد ضرب النبي صلوات ربي وسلامه عليه وأصحابه
أروع مثل للخشوع والبكاء الحق ماذا عساى أن أقول
عنهم وعن أخبارهم وأنا أخشى التطويل كالعادة
منهم من بلَّ الأرض بدموعه ، ومنهم من إذا ذُكرت
النار خرَّ على وجهه مغشياً عليه بل منهم من إذا سمع
الأذان ارتعدت فرائصه وارتجفت وارتعشت
ومنهم من إذا توضأ للصلاة احمَّر وجهه ، وسالت دموعه


قال ابن عثيمين رحمه الله تعالى : والله لو أنَّ القلوب سليمة لتقطّعت
ألماً ولتفطّرت حزناً وهي تقرأ قول الله مخاطباً عباده:
{واتقوا الله واعلموا انكم ملاقوه وبشر المؤمنين **

وأي بشارة أعظم من لقاء الحبيب
فكل حبيب يشتاق إلى لقاء حبيبه
واعلم أنَّ البكاء من مفاتيح التوبة
ألا ترى أن القلوب ترق حينها فتندم

اسأل التائبين عندما يتوجهون إلى ربهم بقلب كسير وعيون خاشعة ذليلة
فتنهمر الدموع لتكون دليلاً على الندم والتوبة

يا اخوة إن الله تعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين

إن لم نبكي على ذنوبنا فمن يبكي عليها لنا !!!!!؟؟

أسمع للغفورِ الودود الرحيم الرحمن وهو يقول:
** قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رجمة الله
إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم **

الله بعظمته وجلاله ينادينا نحن عباده ليغفر لنا ذنوبنا ؟؟!!

ثم لا نبالي بنداء الله سبحانه وتعالى إلينا ؟؟

ألا نخجل من أنفسنا عندما لا نشكره ونبارزه سبحانه وتعالي بالمعاصي
ويقولُ سبحانه في الحديثِ القدسي

{يا عبادي إنكم تذنبونَ في الليلِ والنهار، وأنا أغفرُ الذنوبَ جميعا ، فاستغفروني أغفر لكم **

** يا ابنَ أدم إنك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرتُ لك على ما كانَ ولا أبالي
يا أبن أدم لو بلغت ذنوبَك عنانَ السماء ، ثم استغفرتني غفرتُ لك على ما كان ولا أبالي
يا أبن أدم لو أتيتني بقرابِ الأرضِ خطايا ثم لقيتني لا تشركُ بي شيئاً لقيتكَ بقراب الأرضِ مغفرةً **

إلى هذه الدرجة الله يحبنا !!

ولكن هل نحن نحبه بنفس الدرجة ؟؟؟

إن أسعد لحظات الدنيا يومَ أن تقفَ خاضعاً ذليلاً خائفاً مستغفرا باكيا
فكلماتُ التائبينَ صادقةُ ودموعُهم حارة ُ، وهممهم قوية ذاقواُ حلاوةَ الإيمانِ
بعد مرارةِ الحرمان ووجدوا برد اليقينِ بعد نارِ الحيرةَ وعاشوا حياةِ الأمنِ
بعد مسيرةِ القلقِ والاضطراب فلماذا نحرمُ أنفسنا هذا الخير وهذه اللذة والسعادة ؟

يا اخوة أذنبنا فتعالوا لنتب ، وإن أسأنا فتعالوا نستغفر

إن اعظم ما في التوبة هي حب الله تعالى وإنه نعم المولى ونعم النصير

(( أعتذر والله على طول طرحي ولكنه من جهل قلمي ))

اسمع هنا مرة أخرى وإلا فأنت لا تهتم (http://tokklt.jeeran.com/fate7h.swf)



لــحــظــه : ** يقولون بأن كلمة الحق مرة ، أقول ولكن ثمرتها حلوة **

هذا ، وصلي اللهم وسلم علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..... نسألكم الدعاء

@ كريمة @
20-05-2008, 01:32 PM
بارك الله فيك اختي العزيزة ومشرفنتا القديرة ازف الرحيل ....وجزاك الله خيرا على ما تقدمين من مواضيع قيمة...ولا يحرمك الله الاجروالثواب
...

أزف الرحيل
01-06-2008, 01:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وفيك بارك الله مشرفتنا القديرة والرائعة والممتعة بإشراقتها وطلتها العبقة ...
كريمة الكريمة شمعة المنتدى المضيئة ...
وعلى طريق الحق سدد الله خطاك ...

عبق الريحان
10-06-2008, 09:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .