المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (&& قالوا عن الله جل في عُــــــــلاه &&)!!!


بنت الجزيرة
13-05-2008, 11:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،


قالوا عن الله سبحانه وتعالي >>

في الأرض أنت وفي السماء إلهُ **** والكــل منــك فأنـت أنـــت الله ُ >>
يا من له عنت الوجوه ضراعــةً **** وهو العزيز ولا عزيز ســـواه ُ >>
متفـــردٌ بالملـــك جـــــلَّ جلالـه **** مبسوطتان علي الوجود يـــداهُ >>
الله ربي مـــا قصــــدتُ ســــواهُ **** سبحانـــه في أرضــه وسمــاهُ >>
والله حسبـــي لا ألــــوذُ بغيـــره **** يومــاً ولا أسعى لغيــر حمــاهُ >>
والله محبوبـــي وســـر سعادتي **** فكــــر الحبيــب وفيضه ونَدَاهُ >>
والله في قلبــي ودمعـي والنهـي **** نـــور يلـــذُّ لمُهجتــي رؤيــاهُ >>
يحنــو علــيَّ بعطفــه ورضائـه **** فأعيشُ في النعماء بين رضاهُ >>
يا خالــق الملكـوت يا رب العُلا **** يــا مــن دعت بجلالك الأفواهُ >>
مـــــولاي عبـــدك قد أتاك مُلبياً **** فاعطـف علي عبـد دعا مولاهُ >>
يـــارب عُــدتُ إليــك فاقبل تائباً **** مستغفــراً يبكــي علي دُنيـــاهُ >>
أيــــن الطريـــق إليك ربي دُلَّني **** للحــــق إنــي مُغــــــــرمٌ أوَّاهُ >>
ومَــــــن الكريــم سواك يا أغلي **** وأعظـــم مـــن يفيـــضُ نــداهُ
>
إخواني في الله
أرجو أن أري تواجدكم هنا الدائم >>
فما أحوجنا أن نتكلم مع الله , وأن نقول كلاماً في حق الله , وأن نناجي الله عز وجل , ففيه من الخير الكثير >>
>

بنت الجزيرة
13-05-2008, 11:33 AM
الحديث في رب السموات والأرض دواء القلوب وبلسمها ،،،

وهذه قصة رائعة (من كتاب منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين )

وقبل سنتين ونصف تقريباً حدثني أحد الإخوان في الله أن صاحباً له كان ممن مَنَّ الله عليه بمعرفته والشوق إليه والإقبال عليه ، وكان كلما جلس في مجلس وسمع البعض يتكلمون فيه عن الحور العين والشوق إليهن قال لهم متعجباً : أفلا أدلكم على ما هو أعظم من الحور العين ؟! ، فيسألونه بتعجب عن ذلك وقد كانوا غافلين عنه ! . فيقول لهم : إن رؤية الله تعالى والشوق إليه أعظم نعيماً من الحور العين والشوق إليهن ! . >>
وفي حدود عام 1423هـ توفي ذلك الرجل الصالـح ، فرآه أحدُ أصحابه في المنام بعد أيام من وفاته فسأله : أين أنت الآن ؟ ، فقال : أنا في الجنة بحمد الله ؛ فقال له الرائي : هل تصف لنا الجنة وحورها الحسان ؟ . فقال له : ويحك ! ، أفَلاَ تسألني عن رؤية الله تعالى ! ، ثم قال : ( والله لقد أعطانـي الله أن أرى وجهه الكريم متى ما أردتُّ ! ) انتهى .>>
فتأمل ذلك ! ، ولا عجب فقد جاء في حديث صهيب الرومي - رضي الله عنه – الذي تقدم ذكره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في رؤية أهل الجنة لربهم - سبحانه وبحمده - : ( فَمَا أُعطُوا شَيئـاً أحَبّ إليهِمْ مِنَ النَّظـَرِ إلى رَبـِّهِـمْ ) (1) ، وقال الإمـام ابن القيـم - رحمه الله - : ( الشوق إلى مجرد الأكل والشرب والحور العين في الجنة نـاقـص جـداً بالنسبة إلى شوق المحبين لله تعالى ، بل لا نسبة له إليه البتة ! ) انتهى (2) . >>
وقال الإمام ابن الأثير - رحمه الله - : ( رؤية الله هي الغايـة القصـوى في نعيم الآخـرة ، والدرجـة العليـا من عطايا الله الفاخـرة ، بلغنا الله منـه ما نرجو ) انتهى (1) .>>
ولذلك فإن الملائكة - عليهم السلام - لا يأكلون ولا يشربون وليست لهم شهوة إلى النساء ، ومع هذا فهم في نعيم لا يبلغه وصفنا من قربهم لربهم وحبهم له وشوقهم إليه !.>>
وبهذه المناسبة فقد أورد الإمام ابن رجب - رحمه الله – أبياتاً رقيقة في محبة الله تعالى لأحد العارفين ، يقول فيها (2) :>>
هَنِيئاً لِمَنْ أضْحَى وَأنتَ
حَبِيبُـهُ وَطُوبَـى لِصَبٍّ
أنتَ سَاكِن سِرِّهِ وَمَا ضَرَّ
صَباً أن يَبِيتَ وَمَا لَهُ
وَمَنْ تكُ رَاضٍ عَنْهُ في
طَيِّ غَيْبهِ فَيَا عِلَّـةً في
الصَّدْرِ أنتَ شِفَاؤهَا
عُبَيْدُكَ فِي بَـابِ الرَّجَا مُتَعَلِّقٌ .>>

>>

وَلَوْ أنَّ لَوْعات الغرَامِ
تـُذِيـبُهُ وَلَوْ بَـانَ عنهُ
إلفُهُ وَحَبِيـبُـهُ نصِيبٌ مِنَ
الدُّنيَـا وأنتَ نَصِيبُهُ فمَا
ضرَّهُ في الناسِ مَن
يَستغيبُهُ وَيَا مَرَضاً فِي
القلْبِ أنتَ طَبيبُهُ إذا لَمْ
تـُجِبْهُ أنتَ مَنْ ذا يُجيبُهُ!..>>

بنت الجزيرة
13-05-2008, 11:41 AM
من هو الله
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرًا أما بعد.

لانستطيع أن نعلم مَن الله إلا مِن الله ، وذلك عن طريقين اثنين :
• الأول : التدبر فى آيات الله الشرعية المتلوة فى كتابه العزيز وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم .
• الثانى : النظر فى مخلوقات الله وآياته الكونية .
سنجد فى هذين الطريقين ما ينطق بعظمة الله الخالق عز وجل ووحدانيته فى ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته فإن كتاب الله إن تأملته يأخذك فى جولاتٍ وجولات ترتاد آفاق السماء وتجول فى جنبات الأرض والأحياء يريك عظمة الله وقدرة الله وتقديره فى المخلوقات ثم يكشف لك أسرار الخلق والتكوين ويهديك الى الحكمة من الخلق والتصوير ثم يقرع الفؤاد بقوله ** ءإلهٌ مع الله تعالى الله عمّـا يُشـركون ** رحلة طويلة لكنها مع ذلك شائقة وجميلة تتحرك لها المشاعر وتستجيب لها الفطرة السليمة المستقيمة كما أنها تُنبّـه الغافل وتدمغ المُجادل .
وأما آياته الكونية : كل مافيها ينطق بوحدانيته سبحانه ، فالكون كتاب مفتوح يُقرأ بكل لغة ويُدرك بكل وسيلة يُطالعه ساكن الخيمة وساكن القصر ، كلٌ يُطالعه فيجد فيه زاداً من الحق إن أراد التطلع الى الحق .. فهيا معى نتعرف الى الله فى جولة أرجو ألا يستطيلها ملول وألا يستكثرها مشغول .

أولاً ( أ ) من القرآن :
• ** هو الذى أحسن كل شئٍ خلقـه ** النمل 63
• ** الله لا إله إلا هو الحى القيوم ** البقرة
• ** هو الله الذى لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم . هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يُشركون . هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يُسبح له ما فى السموات والأرض وهو العزيز الحكيم ** آخر الحشر .
وغير ذلك كثير جداً فى القرآن ...

( ب ) من السـُـنة :
• عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب : " لا إله إلاالله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم " .. أخرجه البخارى ومسلم .
• عن ابن الزبير رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول دُبر كل صلاة حين يُسلّم : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا إله إلا الله لانعبد إلا إيّـاه ، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن ، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون " .
• وعن أبى هريرة أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أصبح وإذا أمسى وإذا إضطجع : " اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شئٍ ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسى وشر الشيطان وشركه " .

النظر فى آيات الله الكونية ومخلوقاتـه :
يا أيها الماء المهـين من سـواكا *** ومن الذى فى ظلمة الأحشاء قد والاكا
ومن الذى غـذاك من نـعمـائه *** ومن الكـروب جميعهـا نجـّـاكـا
ومن الذى شـقّ العيون فأبصرت *** ومـن الـذى بالعقـل قـد حـلاكـا
ومن الذى تعصى ويغفر دائمـاً *** ومـن الـذى تنســى ولا ينســاكا

عجائب خلق الله فى النوم :
هل تأملت النـوم يوماً ؟ أنت تعرفه وتمارسه كل يوم ، بل أن نصف عمرك أو أقل يذهب فيه ، وهو ضرورة لا غنى عنها بل إن حياتك مؤلفة من قسمين اثنين :
1) يقظة تبتغى بها فضل الله وفق شرع الله.
2) نوم تبتغى به الراحة لتعاود العمل فى طاعة الله .
قال تعالى : ** هو الذى جعل لكم اللـيل لتسـكنوا فيه والنهار مُبصـراً إن فى ذلك لآياتٍ لقومٍ يسمعون ** يونس 67 . فى النوم تتعطل وظائف الحس إجمالاً يتوقف البصر بإغماض الجفون وإن لم تغمض كما فى بعض الناس فإن الرؤية تكون مفقودة . والحاسة التى تبقى تعمل خلال النوم هى السمع .. فالنوم آية .. قال تعالى ** ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن فى ذلك لآيات لقومٍ يسمعون ** فجمع بين النوم والسمع فى سياق واحد . . وكما فى سورة الكهف ** فضربنا على آذانهم فى الكهف سنين عدداً ** أما الدماغ فلا ينام بالمعنى المفهوم ولكنه يتغير ، فبعد أن كان يبث على موجات عالية يصبح على موجات أقل تردداً ، ولذا رُفع القلم عن النائم حتى يستيقظ لأن العقل مناط التكليف .
أيضاً هل تأملت نائمين متجاورين ودار بخلدك أن أحدهما ربما ينعم بالرؤى الصالحة ويود ألا يستيقظ الدهر كله مما يجد من لذة .. والذى يجاوره فى شقاء ويُعذب بالأحلام الشيطانية المزعجة يود لو لم ينم .. هل ساءلت نفسك هل يعلم هذا عن مجاوره ؟ أو يعلم ذاك عن هذا ؟ هل إستعظمت هذا ؟ !!
إن هناك ما هو أعظم وأكبر .. قال تعالى ** لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون ** غافر 57

عجائب خلق الله فى الجـنين :
هل تعلم أن للجنين نفسية لا ينفصل فيها عن أمه ، فتراه فى حالات إنكماش واكتئاب مرة ، وحالات إنشراح وانبساط أخرى ، فنجده مضطرباً حين تقع أمه فى أزمة إنفعال حادة كغضب أو تأثر جسدى كوقوع على الأرض أو إصطدام بشئ تبعاً لتأثر أمه بذلك ، وتجده هادئاً عندما تنصت أمه لسماع ما تستريح إليه النفس من قرآن وعلم دينى ، بل أنها حين تسمع صوت أبيه وتنصت له رأوه عن طريق أجهزة التصوير الضوئى كالمنصت له تبعاً لأمه .. والأعجب من هذا أنهم شاهدوا الجنين يتأذى ويبدى الإنزعاج لبعض المخالفات الشرعية كالتدخين – عافانا الله وإياكم – فقد وجد الطبيب فى تجربة عملية أن الجنين هادئاً ساكناً وعند تدخين أمه لسيجارة وبمجرد إلتقاطها وإشعالها أشار المقياس الى إضطراب الجنين تبعاً لإضطراب قلب أمه فسبحان الله الذى جعله فى وسط ظلمات ثلاث يتأذى مما تتأذى منه أمه وإن كانت هى لم تشعر بذلك .

عجائب خلق الله فى السـماء :
إن علماء الفلك يكتشفون من خلال تجاربهم ومراصدهم ومناظيرهم كل يوم ما يُدهش العقول فى هذا الكون الفسيح حتى قال مكتشف الجاذبية معبراً عن إكتشافه وضآلة ما إكتشفه بجانب ذلك الخلق العظيم : لست أدرى كيف أبدو فى نظر العالم ولكنى فى نظر نفسى أبدو وأنا أبحث فى هذا الكون كما لو كنت غلاماً صغيراً يلعب على شاطئ البحر فيلهو بين حين وآخر بالعثور على حجر أملس أو محارة بالغة الجمال فى الوقت الذى يمتد فيه محيط الحقيقة أمامى دون أن يسبر ( يكتشف ) أحد غوره .
وصدق الله : ** وما أوتيتم من العلم إلا قليـلاً ** الإسراء 85 . لقد رأى أحبتى فى الله مجموعة النظام الشمسى وقد تألفت من مائة مليار نجم قد عُرف ، وعُرف منها الشمس ، وتبدو هذه المجموعة كقرص قطره 90 ألف سنة ضوئية وسُـمكه 5 آلاف سنة ضوئية ومع هذا البُعد الشاسع فإن ضوء الشمس يصلنا فى لحظات ، وكذلك ضوء القمر . بل لقد رأى هناك مجموعات تكبرها بعشرات المرات أخص منها مائة مليار مجموعة تجرى كلها فى نظام دقيق بسرعة هائلة كلٌُ فى مساره الخاص دون إصطدام ** كلٌ يجرى لأجلٍ مسـمى ** الزمر 5 . هذا الذى رآه ، وما لم يره أكثر ، فقد قال الله تعالى ** فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون ** الحاقة 38 و 39 ..
لذا أدعوك أن تخلو بنفسك دقائق فى ليل صفا أديمه وغاب قمره ثم تأمّـل عالم النجوم وأعلم أن ما تراه ماهو إلا جزء يسير من 100 مليار مجموعة عُرفت وكثير منها لم يُعرف كل منها فى مسار معين لا يختلط بغيره ثم انقل تفكيرك الى ما بثـّـه الله فى السموات من ملائكته لا يُحصيهم إلا هو سبحانه فما من موضع أربع أصابع إلا ومَلَك قائم لله راكع أو ساجد يطوف منهم بالبيت المعمور كل يوم 70 ألف لا يعودون إليه الى قيام الساعة . . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنى أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون . أطّت السماء وحق لها أن تئـط مافيها موضع أربع أصابع إلا ومَلَك واضع جبهته ساجداً لله تعالى . والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً وما تلذذتم بالنساء على الفُرش ولخرجتم الى الصعدات تجأرون الى الله " الصعدات : الصحارى .قال أبو ذر : والذى نفسى بيده لوددت أنى كنت شجرة الأرض – صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة رقم 5347 .
ثم أنقل نفسك وتجاوز تفكيرك الى بصيرة يسير بها قلبك الى عرش الرحمن ، وقد علمت بالنقل سعته وعظمته ورفعته ، عندها ستعلم أن السماوات بملائكتها ونجومها ومجراتها ومجموعاتها ، والأرض ببحارها وجبالها وما بينهما بالنسبة للعرش كحلقة ملقاة بأرض فلاة .. فلا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير .

تأمل خلـق الأرض :
تأمل هذه الأرض بينما هى هادئة ساكنة وادعة ، مهاد وفراش ، قرار وذلول ، خاشعة فإذا بها تعتز ، تتحرك تثور ، تتفجر ، تدمر ، تبتلع ، تتصـدع ، زلازل ، خسف ، براكين ، تجدها آية من آيات الله ، وكم لله من آية يُخـوِّف الله بها عباده لعلهم يرجعون ، وهى مع ذلك جزاءً لمن حق عليه القول ، وهى أيضاً تذكير بأهوال الفزع الأكبر يوم يُبعثون ويُحشرون .
يذكر صاحب علوم الأرض القرآنية أنه قبل حوالى خمسة قرون ضرب زلزال شمال الصين عشر ثوان فقط : هلك بسببه 430 ألف شخص ، وقبل ثلاثة قرون ضرب زلزال مدينة لشبونة فى البرتغال لعدة ثوان هلك فيه 600 ألف شخص ، وأنفجرت جزيرة كاراكاتو فى المحيط الهندى قبل قرن فسُمع الإنفجار الى مسافة خمسة آلاف كيلو متر مربع وسجلته آلات المراصد فى العالم وتحولت معه فى ثوان جزيرة حجمها 20 كيلومتر الى قطع نثرها الإنفجار على مساحة مليون كيلومتر مربع وأرتفعت أعمدة الدخان والرماد الى 35 كيلومتر فى الفضاء وأظلمت السماء على مساحة مئات الكيلومترات حاجبة ضوء الشمس لمدة سنتين ، وأرتفعت أمواج البحر الى 30 متر فأغرقت 36 ألف نسمة من سكان جزيرتى جاوة وسومطرة . ** وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هى إلا ذكرى للبشر ** قال تعالى ** قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم ** الأنعام 65 .. فنعوذ بالله أن نُغتال من تحتنـا ..

التأمـل فى خـلق الهـواء :
إذا تأملت ذلك وجدت آية من آيات الله الباهرة ، وقد حبسه الله بين السماء والأرض ، يُدرك ولا يُرى ، جعله الله مِلكاً للجميع ولو أمكن الإنسان التسلُـط عليه لباعه وأشتراه ولتقاتل مع غيره عليه كما فعل بأكثر الأشياء التى سخرها له المولى عز وجل وعلا ..
جعل الله الهواء بحكمته يجرى بين السماء والأرض ، والطير محلقة سابحة ، يحركه الله بأمره فيجعله رياحاً رخاء وبُشرى بين يدى رحمته فيه مبشرات ولواقح وذاريات ومرسلات ، ويحركه فيجعله عذاباً عاصفاً قاصفاً فى البحر وعقيماً صرصراً فى البر ، تتوزع الرياح على سطح الأرض تحت نظام مُحكم فتلقح الأزهار ، فتبارك من جعلها سائقاً للسحاب تذروه الى حيث الله شاء .. فهل تأملت يوماً من الأيام سحاباً مظلماً قد إجتمع فى جو صاف لا كدر فيه وهو لين رخو حامل للماء الثقيل بين السماء والأرض حتى إذا أذن له خالقه أرسل الريح تلقحه وتسوقه فينزل قطرة قطرة لا تختلط قطرة بأخرى ولا تدرك قطرة صاحبتها فتمتزج بها ، بل كل واحدة فى طريق مرسوم لها حتى تصيب الأرض التى عُيـنت لها لا تتعداها الى غيرها .. ** وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون ** الجاثية 5 .. هل تأملت هذا ؟ أحسب أنك تقول نعم ومعها لا إله إلا الله ..

التفكر فى عجائب البحـر :
إن لله فى البحر لآيات ، وأعلم أن الماء يملأ ثلاثة أرباع سطح الأرض ، فما الأرض بجبالها ومدنها وسهولها وأوديتها بالنسبة الى الماء إلا كجزيرة صغيرة فى بحر عظيم يعلوها الماء من كل جانب ، وطبعه العُلو لولا إمساك الرب سبحانه وبحمده له بقدرته ومشيئته لطغى على الأرض فأغرقها ودمرها وجعل عاليها سافلها ، فتبارك الله لا إله إلا هو رب العالمين ..
ذكر ابن القيم فى مفتاح دار السعادة : فى البحار حيوانات كالجبال لا يقوم لها شئ ، وفيه من الحيوانات ما يُرى ظهورها فيظن من عِظمها أنها جزيرة فينزل عليها الركاب ويُشعلوا نارهم ، فتحس بالنار إذا أوقدت فيُعلم أنه حيوان ..
ثم أنظر الى السفن وسيرها فى البحر تشقه وتمخر عبابه بلا قائد يقودها ولا سائق وإنما قائدها وسائقها الريح التى سخرها الله لإجرائها ، فإذا حُبست عنها الريح ظلت راكدة على وجه الماء فذاك قول الله تعالى ** ومن آياته الجوار فى البحر كالأعلام إن يشأ يُسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن فى ذلك لآيات لكل صبّـار شكور ** الشورى 32 – 33 .
فى أواخر القرن 19 الميلادى صنع الإنجليز باخرة عظيمة كانت فخر صناعتهم كما يقولون ، ثم انطلقت فى رحلة ترفيهية حاملة على متنها علية القوم ونخبة المجتمع – كما يصفون أنفسهم – وقد بلغ الفخر والغرور ببُـناة السفينة درجة كبيرة فسموها الباخرة التى لا تُقهـر – بل إن أحد أفراد طاقمها قال بما ترجمته ( حتى الله نفسه لا يستطيع أن يُغرق هذا المركب ) جلّ الله وتعالى وتقدس لا يعجزه شئ فى الأرض ولا فى السماء ، وفى اليوم الثالث من سيرها فى المحيط الأطلسى إصطدمت بجبل جليدى عائم ففتح فيها فجوة بطول 90 متر ، وبعد ساعتين وربع تستقر الباخرة التى لا تُقهر فى قعر المحيط ومعها 1504 راكب وحمولة بلغت 46 ألف طن .
وتأمل معى كيف مد الله البحار وخلطها ومع ذلك جعل بينها حاجزاً ومكاناً محفوظاً فلا تبغى محتويات بحر على بحر ولا خصائص بحر على بحر عندما يلتقيان .. فى إيران أنهار عندما تلتقى بمياة البحر ترجع عائدة الى مجاريها التى أتت منها .. وتلتقى مياة المحيط الأطلسى بمياة البحر الأبيض فتبقى مياة البحر الأبيض أسفل لثقلها ولكثرة ملحها وتعلو مياة المحيط لخفتها ، وكلٌ فى مجراه ، ** فتبارك الذى مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخاً وحجراً محجوراً ** الفرقان 53

عجائب خلق الله فى مخلوقاته :
قال : انظر وتأمل تلك النملة الضعيفة ترى عبراً وآيات باهرات تنطق بقدرة رب الأرض والسماوات : تنقل الحبَّ الى مساكنها وتكسره حتى لا ينبت إذا أصابه بلل وتُخرجه الى الشمس إذا خافت عليه من العفن ثم ترده الى بيوتها .. كما أنها تعتنى بالزراعة وفلاحة الأرض : تشق الأرض وتحرثها وتزيل الأعشاب الضارة وتنظف الأرض ثم تتسلق الشجر وقت الحصاد وتذهب بها الى مخازنها ، بل إن لها مدافن جماعية تدفن فيها موتاها ، وفوق هذا تعرف ربها وتعرف أنه فوق سماواته مستوٍ على عرشه بيده كل شئ ..
روى الإمام أحمد فى الزهد من حديث أبو هريرة رضى الله عنه يرفعه ، قال : خرج نبى من الأنبياء بالناس يستسقون فإذا هم بنملة مُستلقية على ظهرها رافعة قوائمها الى السماء تدعو ربها ، فقال : إرجعوا فقد سُقيتم بغيركم ( رواه الدارقطنى فى سننه والحاكم فى المستدرك وصححه الألبانى فى المشكاة )
ومن عجيب أمر القردة ماذكره البخارى فى صحيحه عن عمرو بن ميمون قال : رأيت فى الجاهلية قرداً وقردة زنيا ، فأجتمع عليهما القرود فرجموهما حتى ماتا .. – رواه البخارى فى مناقب الأنصار – عجباً لها قرود تُقيم الحدود حين عطّلها بعض بنى آدم !! إن هدايتها فوق هداية أكثر الناس !!
وأغرب من ذلك أن الحيوانات فيها مشاعر الإحساس بالذنب وتعاقب نفسها على ذلك ، ومن ذلك ما ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى فى كتاب الخيل ( له من طريق الأوزاعى ) أن مُهراً أنزى على أُمه ليلقحها فأمتنع ، فأُدخلت فى بيت وجللت ( أى : غطوها ) بكساءٍ فأنزى عليها فنزى ، فلما شم ريح أمه عمد الى ذكره فقطعه بأسنانه من أصله . فتح البارى 7 / 161 ..
ومن عجيب أمر الفأرة ما ذكره صاحب كتاب ( العقيدة فى الله ) أنها إذا شربت من الزيت الذى فى أعلى الجرة ينقص ويعز عليها الوصول إليه فى أسفل الجرة فتذهب وتحمل فى أفواهها الماء ثم تصبه فى الجرة حتى يرتفع الزيت فيقترب منها ثم تشربه .. من علمها ذلك ؟ !! إنها لم تتعلم الكثافة وموازينها ولم تتعلم أن الماء أثقل من الزيت فيعلو الزيت على الماء .. فمن علمها هذا ؟ !! إنه الله ، أحق من عُبد وصُلى له وسُجد .
سبحان من يُجرى الأمور بحكمة فى الخلق بالأرزاق والحرمان ..
وتأمل معى النحل : فهى مأمورة بالأكل من كل الثمرات بخلاف كثير من الحشرات التى تعيش على نوع معين من الغذاء وتعجب أنها لا تأكل من التبغ ، فلا تأكل إلا الطيبات ، فهل يعتبر بذلك أهل العقلات !!
ومما يُذكر أن ألدّ أعداء النحل هو الفأر يُهاجم الخلية فيشرب العسل ويلوث الخلية فماذا تفعل النحلة الصغيرة أمام الفأر الذى هو لها كجبل عظيم ؟ إنها تُطلق عليه مجموعة من العاملات فتلدغه حتى يموت . لكن : كيف تُخرجه ؟ إن بقى أفسد العسل ولوث أجواء الخلية ، ولو إجتمع نحل الدنيا كله على إخراجه ما استطاع . فماذا يفعل ؟؟
جعل الله عز وجل له مادة شمعية يفرزها ويُغلف بها ذلك الفأر فلا ينتن ولا يتغير ولو بقى ألف عام حتى يأتى صاحب الخلية فيُخرجه .. فسبحان من خلق فسوى وقدّر فهدى ..
فيا عجباً من مضغة لحم أقسى من الجبال تسمع آيات الله تُتلى فلا تلين ولا تخشع !!لله فى الآفـــاق آيـات لعـل أقـلها هو ما إليـه هـداكا
ولعل مافى النفـس من آيـاته عجب عجـاب لو تـرى عيناكا
والكون مشحون بأسـرار إذا حاولت تفســيراً لها أعيـاكـا
قل للمريض نجا وعوفى بعدما عجزت فنون الطب : من عافاكا ؟
قل للصحيح يموت لا من علةٍ : من بالمنايا يا صـحيح دهـاكا ؟
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه فأسأله : من ذا بالسـموم حشـاكا ؟
وأسـأله كيف تعيـش يا ثعبـان أو تحيا وهذا السـم يملأ فاكا ؟
وأسأل بطون النحل كيف تقاطرت شهداً ، وقل للشهد من حلاكا؟
بل سـائل اللبن المصـفى كان بين دمٍ وفرث مالذى صـفّاكا ؟
قل للهواء تحسه الأيدى ويخفى عن عيون النـاس : من أخفاكا ؟
وإذا رأيت النبت فى الصحراء يربو وحده فأسـأله من أرباكا ؟
قل للمرير من الثـمار من الذى بالمُـر دون الثـمار غـذّاكا ؟
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى فأسأله من يا نخل شـق نواكا ؟
سـتجيب مافى الكون من آياته عجب عُجـاب لو ترى عيناكا
ربى لك الحمـد العظيم لذاتـك حمـداً وليـس لواحـدٍ إلاكا
يا مدرك الأبصـار والأبصـار لا تـدرى له ولكنهه إدراكا
إن لم تكن عينى تراك فإننى فى كل شـئ أسـتبين عُـلاكا
يا أيها الإنسـان مهلاً ما الذى بالله جـل جـلاله أغراكا ؟!!

إنه الله ** الذى أحسن كل شئٍ خلقه ** لا إله إلا هو ، أنت من آياته ، والكون من آياته ، والآفاق من آياته تشهد بوحدانيته .. سبحان الله .. جمع وترتيب
ام شهاب
هالة يحيى صادق

منقول من صيد الفوائد

بنت الجزيرة
13-05-2008, 11:43 AM
من هو الله؟


بسم الله الرحمن الرحيم

اخي ..اختي...في الله ، هل تفكرت يوما وانت تنطق شعار حياتك القادمة: ( لا اله الا الله)، من هو هذا الاله؟ ، الذي بنطقك هذه الشهادة، فانك تجعله محور فعلك القادم في كل العمر، وتجعل من الحياة فرصة مكرسة لمعرفته من كتابه المسطور( القران) وكتابه المنظور ( الكون) ، ثم الاستعداد للقاءه بالفناء في امره ونهيه، والصبر على مقدوره!

ما من احد يملك ان يعرفك بالله، كما عرف الله نفسه، وتعرف اليك باسمائه وصفاته، فاعط القلب فرصة لتلك المعرفة، عساها ان تعينه على الاستعداد لذلك اللقاء العظيم، وانت وحدك مع ربك، لا تملك الا ما قدمت هنا، لتعرف وتستعد!...

الله

هل تساءلت يا اخي يوما عن ما احتارت فيه العقول من سر وراء الوجود؟، ورايت قلبك قلقا وهو يتقلب بين الاهواء ليبحث عما يفتقد من الحق، وينشد معرفة اصل قدومك الى هذه الدنيا؟، انه : ( الله) الذي تالهه القلوب عما سواه، فتعبده وحده بحق، لانه وحده الاله الحق، وهو (اعرف المعارف) ، فبه وحده يكتسب كل ما سواه امكان ان يعرف!

الرب الحي القيوم

وهل تعجبت وانت ترى الطفل ينمو، والشجرة تزهر، والبحر يموج في كون متغير، لا ينفك يتدرج وهو يصل كمالات غير محدودة؟ ،او هلا نظرت الى تاريخك الشخصي لترى كيف اعطيت الصورة والاسم ، وصنعت لتصل هذه اللحظة الان؟، ان الله هو ( الرب) الذي تدرج بكل شئ للوصول به الى كماله، فهو يربي كل ما سواه من بداية ايجاده، وحتى ابعد مدى لامداده، وما من مرب كالله ( الحي) بذاته، والذي يستمد كل ما سواه حياته منه، ولا يستمد هو حياته مما سواه ، لكمال اوصافه، ( القيوم) بكل شئ سواه، فلا يدور كوكب ولا يدق قلب الا بقيومية ( الله) عليه، وذلك لكمال افعاله

الرحمن الرحيم

ان امر الكون لعجب، في غمرة من الاحداث المتداخلة، وكل منها باتقان يؤدي دوره، ليصنع لك اللحظة،واصل الاتقان احسان، وهو من مقتضيات الرحمة التي وسعت ذلك الكون، ذلك ان الله هو ( الرحمن) بذاته، الذي ما من رحمة الا منه، ولا يكون منه الا الرحمة، وهذا يقتضي ان ما من احسان في الوجود الا منه، ولا يكون منه الا الاحسان، كما انه (الرحيم) بفعله بكل ما سواه، الذي رحمته دائمة لا تنقطع، ورحمته عمت كل من سواه، فكل من سوى الله مرحوم بالله، وهو موجود باحسان الله: وهواتقانه خلقه ومنته عليهم بلا انتظار الجزاء منهم ، لانه ( الغني) بذاته عنهم ، ( المغني) لكل ما سواه

اللطيف الحكيم العدل

وانك قد لا تفقه بعض قدر الله عليك وهو يربيك، حين يعتريك الالم، فتظن في الرحيم الظنون، وتنسى انه ( اللطيف) الذي يتوصل الى مراده بما خفي من الاسباب، فيجعل من الالم طريقا لارادة القرب منه، فيكون في اصله احسانا لقلبك التائه، من الله ( الحكيم) الذي يعمل بعلم، ( العدل) الذي يضع الشئ موضعه،فتطمان انك في كل ذلك تكتنفك رحمته التي وسعت كل شئ

الملك

في اغماض عينك الصغيرة، او دوران الشمس الكبيرة في فلكها، فان ثمة امر واحد نافذ، لـ ( الملك) لا يتخلف شئ في الوجود عن الخضوع لسلطانه ،مهما ظننت ببصرك القصير ان في الظاهر هناك من يكون له بعض السلطان عليك ممن سواه، واجدر فعل يكون منك، هو ان تقرر ان تكون عبدا لهذا الملك، بدل ان تجعل من نفسك المسكينة لنفسك ربا، او تتخذ من بصرك القصير هاديا فتطيع ربا من ذوي السلطان قد جعل من نفسه لنفسه ربا!

الاحد الصمد

ان القلب الذي يعرف الله يعرف قدر نفسه، لان الله هو ( الصمد) الذي يفتقر اليه كل ما سواه ، ولا يفتقر هو الى ما سواه ، وهل تملك الا الافتقار اليه وانت تعلم ان الخاطرة التي تمر في بالك في لحظة ادق من دقة قلبك، لا تكون الا به،كما انه ( الاحد) في صمديته، اي انه( الواحد) الذي هو كامل الذات والصفات بذاته، بائن عن خلقه ، (المتفرد) الذي ليس كمثله شئ ولم يكن له كفؤا احد

ذو الجلال والاكرام

ان القلب الذي يعرف الله، لا يملك الا ان يحبه ابلغ الحب، ذلك ان الحب يكون في القلب اما لكمال وجمال في ذات المحبوب، كما تحب زهرة، او يكون لفضل واحسان في فعل المحبوب، كما تحب اباك او امك، والله تعالى هو ( ذو الجلال والاكرام) ، فما من جلال وجمال ذاتي كجمال وجلال الله، وما من احسان ومنة كاكرام الله واحسانه الى كل من سواه، وبالتالي فلا يكون للحب معنى ابدا كما يكون حين يحب القلب ربه الجليل الكريم

الاول والاخر والظاهر والباطن

هل تحسرت على لحظة مضت ولن تعود؟، او قلقت من لحظة لا تدري ان كانت ستكون؟، ونظرت الى عمر الوجود السحيق او امتداده بعد موتك الى اعمار طويلة؟، وتساءلت اين الله من ذلك الزمن؟، الا فاعلم ان الله هو ( الاول) الذي ليس قبله شئ ، و ( الاخر) الذي ليس بعده شئ، فاستغرق ما قبل الزمان وما بعد الزمان، وما من زمان يحيط بخالق الزمان

لعل من المدهش ان تشهد سعة السماء، وتتخيل افاق الكون المنظور وغير المنظور التي لا يحدها تصور، لتعرف مكانك في الوجود، وتتساءل اين الله؟، الا فاعلم ان الله هو ( الظاهر) الذي ليس فوقه شئ فما من علو اعلى منه، و ( الباطن) الذي ليس ادنى منه شئ، فليس من شئ اقرب اليك من الله، حتى نفسك التي بين جنبيك، فاستغرق المكان وخارج المكان احاطة وعلما

طيب جميل حيي كريم

انك يا اخي قد الهت ربا ( طيبا جميلا حييا كريما ) حين الهت الله، فهو طيب لا يكون منه الا الخير، وجميل يحب الجمال الذي بثه فيك وفي كل ما حولك،ويحب منك تذوق الجمال وصناعته، وهو حيي كريم يستحيي منك اذا رفعت يديك اليه بالدعاء ان يردهما صفرا، وخزائنه ملأى لا تنفذ، فما من مقيد او حاصر لـ ( كن) التي يوجد بها من العدم ما يشاء

النور

هل ذقت لذة العلم بعد الجهل؟، وهل تطلعت روحك للمزيد؟ عن الكون وعن من كونه؟، ان الله هو ( النور) الذي يعرف به كل ما سواه، ولا سبيل لمعرفة شئ على وجه التحقيق ان لم تعرف الله

العلي العظيم القدوس

ان الله يا اخي هو ( العلي) في المكانة وعلى كل تصور للمكان يمكن ان يرد في خاطرك الكليل عن علو ذاته، وهو ( العظيم) الذي تعالت قدرته عن ان ينازعها من سواه، فهلا اعطيت قلبك فرصة ان يسبح ربنا ( القدوس) لعلوه وعظمته.

وبعد، فهل تراك قد تعرفت على الله؟ ام هل عرفته بعض المعرفة؟،ان ذاق قلبك الان بعض تلك النعمة، فقلها من قلبك: ( لا اله الا الله ) ولو مرة، فان النبي صلى الله عليه وسلم يقول (من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه دخل الجنة) ، فاخلو بها وحدك، ليغفر بها ذنبك، وافن بها عمرك لتدخل بها قبرك، ولتلقى بها الله ربك

انه طريق طويل صراطه مستقيم، وعساك الان تضع قدميك على اولى اعتابه، لترقى في مدارج السالكين اليه، ثم انه وحده (الهادي) وعليه الاعتماد ليوصلك اليه

بنت الجزيرة
13-05-2008, 11:45 AM
الله عز وجل

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

لا شيء أعظم من الله، ولا حديث أحسن من الحديث عنه، فذكره دواء، وكتابه شفاء، واتباع أمره نجاء..

الله العظيم المتفرد بالصفات العلى والأسماء الحسنى، كمل فيها وعظم، فما من صفة عظيمة في مخلوق إلا وهي فيه أتم شيء {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير**..

فلا يداخله نقص، ولا تأخذه سنة ولانوم، ولم يتخذ صاحبة ولا ولدا، وليس له شريك في الملك، وليس له ولي من الذل، له الخلق والأمر..

تبارك وتعالى، عز وتكبر، هيمن وتجبر، فاطر السموات والأرض، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار..

نور السموات والأرض ومن فيهن، وهو قيوم وملك، ورب وإله، وهو ُيطعِم ولا يُطعَم، وهو القاهر فوق عباده..

لا تخفى عليه خافية، يعلم ما في البر والبحر، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين..

السموات والأرض في قبضته، والعباد تحت قدرته، يحيي ويميت، بيده الضر والنفع..

هو الذي خلق، وهو الذي ربَّى ورزق، وهو الذي يهدي، وهو الذي يشفي، وهو الذي يميت ، وهو الذي يحيي، وهو الذي يبعث، وهو الذي يثيب:
** الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون**.

يجب على الناس أن يتعبوا أنفسهم في ذكره، فذكره حياة القلوب:
{الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب**..

فالله أجل وأعظم من كل شيء، ينبغي أن يستعلي على كل اهتماماتنا، وأن يستحوذ على قلوبنا وعقولنا، حتى لا نمشي إلا ونحن نذكره...

نذكره في فرشنا، وفي طرقنا، وفي بيوتنا، وفي أعمالنا، وفي أسواقنا، وفي أفراحنا، وفي أتراحنا، في كل مكان، إلا مكانا نهانا الشارع أن نذكره فيه( كالحمام)، فذلك هو طريق السعادة وزوال الهموم والبلايا وارتفاع المحن والنقم والفتن..

فالمعظمون لله المحبون له يفرحون بذكره ويشمئزون من ذكر من هو دونه، والأشقياء هم الذين يشمئزون إذا ذكر، ويفرحون من ذكر من هو دونه:
** وإذا ذُكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون**.

فإذا أردنا سعادة الدنيا فلنكن مع الله دائما وأبدا، نجعله نصب أعيننا في كل كبيرة وصغيرة، لا نقدم ولا نؤخر إلا بأمره، ولا نتكلم إلا بما يرضيه، ولا نقتحم إلا مراضيه، ولا نسأل إلا عما يقربنا إليه، ونجتنب سخطه، ونترك الحيل والأماني الكاذبة، فالله لن يخدعه أحد، ولن يكذب عليه أحد، ولن يفر منه أحد:

** يخادعون الله وهو خادعهم**..

** يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان**.

لا بد من أن نحبه حبا يفوق كل شيء، فهو أهل المحبة، نحن نحب آباءنا لأنهم ربونا وسعوا لأجلنا وحفظونا، ولولا أن الله أعطاهم القدرة والنعم لما قدروا على ذلك، ولولا أن الله عطف قلوبهم علينا لما قدموا إلينا خيرا..

فالله أحق بالمحبة منهم..

ونحن نحب أبناءنا وأزواجنا لأنهم أنس ولذة وتفريج للهموم وسكن ومودة، والله تعالى هو الذي ينجينا من الكرب، وهو الذي يفرح قلوبنا، وهو الذي ينزل السكينة في نفوسنا، وهو الذي جعل في أبنائنا تلك المزايا، ولولا ذلك لكانوا عذابا علينا، فهو المنعم أولا وآخرا..

فهو أحق بالمحبة..

ونحن نحب العلماء والعظماء لكمالهم وقدرتهم، والله تعالى علمه لا يحاط به، وكلماته لا تنفد:
{ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله **.. وهو كامل القدرة والعظمة..

فهو الأحق بالمحبة لو تفكر الناس، لكن أكثر الناس لا يتفكرون: ** أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها **.

الله تعالى رحيم بنا، رحمته تتجلى في منعه كما تتجلى في عطائه، فكم من إنسان منعه الله المال لأنه يعلم أنه لو أعطي المال لكفر ** ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن يبنزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبيرًٌ بصيرٌ ** ، وكم من إنسان منعه الصحة لأنه يعلم أنه لو أعطاه الصحة لطغى، فما يصيب الإنسان من مصائب لا يدل على سخط الله عليه، بل ربما كانت رحمة به..

الله أجل وأعظم مما نخاف ونحذر، فهو الذي بيده الملك والأمر، فلا يجري في الكون شيء إلا بأمره، فيجب علينا أن نتعلق به حبا وخوفا ورجاء..

ونعلم أن الأُمَّة لو اجتمعت على إيقاع الضر بإنسان والله أراد غير ذلك مضت إرادة الله وتعطلت إرادة البشر..

ولو اجتمعت على إنزال النفع بإنسان والله لم يرد ذلك مضت إرادته وتأخرت إرادة البشر، فإذا كان كذلك فمن العيب أن نخاف من مخلوق مهما كان:
** أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد، ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام، ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادنيَ الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون**.

الله يملك الرزق كله فمن الخطأ أن نتطلع إلى فضل أحد من خلقه، نبذل له ماء وجهنا من أجل دراهم، فهو لا يملك، وإن بدا كذلك، فالمالك هو الله ، له خزائن السموات والأرض، لو شاء لقلب ما بأيدينا ذهبا وفضة، ولو دعوناه بصدق متوكلين لرزقنا رزقا لا نحتسبه، فإن أخر عنا الرزق لم يؤخر عنا الرضى، فيغرس في قلوبنا الرضى والقناعة، وتلك أعظم الرزق:
** إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون **.

الله يعفو عن زلاتنا، فمهما ركبنا الخطايا، وتعدينا الحدود ثم ندمنا وصدقنا في التوبة قبِلَنَا ولم يردنا، بل يفرح بتوبتنا أشد من فرح المضيع راحلته في صحراء عليها طعامه وشرابه فلما أيس منها، نام تحت ظل شجرة ينتظر الموت، ثم قام فإذا هي قائمة عند رأسه..

إذا تقربنا إليه شبرا تقرب منا ذراعا..

وإذا تقربنا منه ذراعا تقرب منا باعا..

وإذا أتيناه نمشي أتانا هرولة، يتلقى عبده التائب من بعيد، وإذا أعرض ناداه من قريب، وإذا استغفره غفر له، وإذا جاءه بقراب الأرض خطايا ثم لقيه لا يشرك به شيئا جاءه بقرابها مغفرة، غفر لرجل قتل مائة نفس، وغفر لزانية لما سقت كلبا:
** وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات **..

أينما توجهنا فثم وجه الله، فالله معنا بعلمه وإحاطته، ونصرته لمن آمن به:
{ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا **..

ألا يعطينا ذلك شعورا بالأمان.

فالله معنا، ولن يتخلى عنا، ولن يكلنا إلى عدونا ما دمنا مستمسكين بحبله المتين، ما دمنا نحبه ونخافه ونرجوه، فالله مع أوليائه وأحبائه، يسكن قلوبهم ويدفع عنهم أذى الظالمين، ولما لحق فرعون بموسى ومن معه قال أصحاب موسى:
** إنا لمدركون **.. قال موسى: {كلا إن معي ربي سيهدين **..

قالها مقالة الواثق بوعد ربه، كما قالها محمد عليه السلام لأبي بكر لما خشي أن يستدل القوم على مكانهما:

{إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا **.

إن الشياطين لن تقدر على أذانا إذا كنا مع الله نذكره ونشكره ونعبده ونلتمس رضاه، فإنها تفر من الذاكرين لله المتبعين لأمره، وكل من آذته الشياطين بسحر أو عين أو مس أو نفس أو كرب أو هم فلبعده عن ذكر الله..

الله يرى ويسمع كل ما يحدث في العالم، يرى من يعمل صالحا، ومن يعمل سيئا، يرى ويسمع من يدعو إلى سبيله ويوقف وقته في نصرة دينه..

يرى ويسمع أنات المظلومين والمقهورين الذين ليس لهم ذنب إلا أن يقولوا ربنا الله..

يرى ويسمع اعتداء المجرمين الكافرين على حرمات المسلمين، يرى ويسمع تخاذل كثير من المسلمين عن النصرة والذب عن إخوانهم المستضعفين..

يرى ويسمع كل شيء، وفي يوم ما سيرى وسيسمع كل إنسان ما كان قدمه من خير أو شر رآه وسمعه رب العالمين..

قال ابن القيم: " قال أعلم الخلق صلى الله عليه وسلم: ( لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك) [رواه مسلم في الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود]: وكيف نحصي خصائص اسم لمسماه كل كمال على الإطلاق، وكل مدح وحمد، وكل ثناء وكل مجد، وكل جلال وكل كمال، وكل عز وكل جمال، وكل خير وإحسان، وجود وفضل وبر، فله ومنه، فما ذكر هذا الاسم في قليل إلا كثره، ولا عند خوف إلا أزاله، ولا عند كرب إلا كشفه، ولا عند هم وغم إلا فرجه، ولا عند ضيق إلا وسعه، ولا تعلق به ضعيف إلا أفاده القوة، ولا ذليل إلا أناله العز، ولا فقير إلا أصاره غنيا، ولا مستوحش إلا آنسه، ولا مغلوب إلا أيده ونصره، ولا مضطر إلا كشف ضره، ولا شريد إلا آواه، فهو الاسم الذي تكشف به الكربات، وتستنزل به البركات، وتجاب به الدعوات، وتقال به العثرات، وتستدفع به السيئات، وتستجلب به الحسنات، وهو الاسم الذي قامت به الأرض والسموات، وبه أنزلت الكتب، وبه أرسلت الرسل، وبه شرعت الشرائع، وبه قامت الحدود، وبه شرع الجهاد، وبه انقسمت الخليقة إلى السعداء والاشقياء" [انظر: فتح المجيد ص13 ]

إن الكلام عن الله تعالى يشفي القلوب ويغسل النفوس من كل بلايا الدنيا ولعناتها، والإقبال عليه بكل القلب والنفس والبدن هو الحل الصحيح للخروج من كل المآزق والمشاكل التي تعترض طريقنا.

بنت الجزيرة
13-05-2008, 11:46 AM
ان كل الناس تدعي حب الله ...... ولكن لمحبة الله اثار وعلامات فاذا تمكنت محبة الله من القلب ظهر ذلك واضحا جليا على الجوارح

اليكم اثار وعلامات محبة العبد لله

الجد في الطاعه
النشاط في العبادة
الشوق للقائه
الاستيحاش من غيره
الانس بذكره
التلذذ بمناجاته
اللهج بذكره في كل الاحوال
خروج الدنيا من القلب
الحرص على مرضاته
محبة كل مايحب الله وبغض كل مايبغضه
الاشتغال بالصلاة لانها الصلة بينه وبين الله
هذه بعض العلامات


لكن من جمع كل تلك الاثار او معظمها فلابد من ان يحببه الله


ولمحبة الله للعبد ايضا علامات واثار وهي

ان يحبب الله الخلق في محبوبه فأذا احب الله عبدا القى محبته في قلوب الناس
ان الله يحميه من الدنيا ويخرجها من قلبه
ان الله لايعذب حبيبه ان الله لايلقي حبيبه في النار كما قال عليه الصلاة والسلام
تهيأته للطاعه وتيسيرها له وسهولتها عليه
ان الله يحب لقاء محبوبه وتتمثل بلحظة الوفاة والخروج من الدنيا فمن احب لقاء الله احب الله لقاءه
ان الله يبتلي محبوبه وذلك حتى يرقيه ويكفر سيئاته فأن الله اذا احب قوما ابتلاهم

لكن كيف نصل الى محبة الله ؟

ووصولنا الى محبة الله يتم بمتابعة
الحبيب صلى الله عليه وسلم ) قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله(
البحث عن العمل الصالح والبدء بالفرائض ثم النوافل والاستمرار عليها
ايانا والقرب من الحب الشيطاني فأنه اذا خلط بالقلب فسدت محبة الله ولا خير في لذة من بعدها النار
يحكى ان رجل دخل على الرجل الصالح مالك ابن مغفور رحمه الله وهو وحيدا في داره بالكوفه فقال له : اما تستوحش لوحدك في هذه الدار .
قال : ماكنت اظن ان احدا يستوحش مع اللـــــــــــه ......

abdullh
17-05-2008, 08:35 PM
سبحانك ماعبدناك حق عبادتك



اللهم ارحمنا وعافنا وأعف عنا يالله

( أم عبد الرحمن )
17-05-2008, 08:54 PM
الله يفتح عليكى أختى العزيزة بنت الجزيرة
تجميع راااائع
تقبل الله منك
ولا اله الا الله وحده لاشريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير

بنت الجزيرة
17-05-2008, 10:20 PM
بارك الله فيكم الأخ الفاضل / عبدالله ،،،

وجزاك الله خير اختي الغالية / ام عبدالرحمن ،،،

وفقكم الله وسدد خطاكم ،،،،