المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( && الحسد : " سليمان بن عبدالكريم المفرج " && ) !!!


@ كريمة @
06-02-2008, 08:11 PM
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، وآله وصحبه والتابعين، أمّا بعد:

خلق ذميم يجب علينا استئصاله من أنفسنا ومحاربته والقضاء عليه؛ لأنّه إذا وصل إلى القلوب أفسدها، وبعد بياضها سودها، ويتأكد علينا اجتنابه في كل زمان ومكان، ألا وهو الحسد المذموم،إذا هو من الذنوب المهلكات، وهو أن يجد الإنسان في صدره وقلبه ضيقاً وكراهية لنعمة أنعمها الله على عبد من عباده في دينه أو دنياه، حتى إنّه ليحب زوالها عنه، بل وربّما سعى في إزالتها، وحسبك في ذمه وقبحه أنّ الله أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة منه ومن شره، قال تعالى: {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ** [الفلق:5].

والحسد المذموم مدخل من مداخل الشيطان إلى القلب، فبالحسد لعن إبليس وجعل شيطاناً رجيماً، ولقد ذم الله الحسد في القرآن الكريم وشدد النكال على من اتصف به، لأنّ الحاسد عنده شيء من الاعتراض على أقدار الله التي قدرها على عباده، وهو داء عظيم من أصيب به تبلد حسه وفتح عينيه على كل صغير وكبير، فلا يهمه إلاّ زوال الخير عن الغير، فلا هو قانع بما قسم الله له ولا هو راض بما قسم الله لغيره، ومّمّا يدل على تحريمه قوله صلى الله عليه وسلم: «الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النّار الحطب» [رواه أبو داود وابن ماجه]. وقوله: «لا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد» [رواه البيهقي وابن حبان].

وهو نتيجة من نتائج الحقد، وثمرة من ثمراته المترتبة عليه، فإنّه من يحقد على إنسان فإنّه يتمنى زوال النعمة عنه، ويغتابه في المجالس، ويعتدي على عرضه ويشمت فيه.

ومن أهم أسبابه: العداوة والبغضاء بين النّاس لأي سبب كان، ومنها: التعزز والترفع، وهو أن يثقل على الحاسد أن يرتفع عليه غيره، ومنها العجب والكبر وهو استحقار وتنقص عباد الله؛ لأنّهم حصلوا على مالم يحصل عليه، ومنها حب الرياسة وطلب الجاه والثناء؛ لأنّ بعض النّاس يريدون أن يمدحوا في المجالس، وأن يجلسوا ويتربعوا على ذلك الكرسي الذي يسيل لأجله لعاب الكثيرين، ومنها خبث النفس وحبها للشر وشحها بالخير، فتجد الحاسد إذا ذكر عنده رجل ومدحه النّاس تلون وجهه وتوغر صدره ولم يطق المكان الذي هو فيه، أمّا إذا ذكر عنده رجل حصلت له مشاكل ونكبات استنار وجهه، وخرج إلى مجلس آخر ليبث وينشر خبره وربّما أتى بإشاعات في صورة الترحم والتوجع، وهذا من ذله وخسة طبعه اللئيم.

ولذلـكـ يعسر معالجة هذا السبب؛ لأنّ الحاسد ظلوم جهول، وليس يشفي صدره و يزيل حزازة الحسد الكامن في قلبه إلاّ زوال النعمة عن غيره، فحينئذ قد يتعذر الدواء.

وداريت كل النّاس لكن حاسدي *** مداراته عزت وعز منالها

وكيف يداري المرء حاسد نعمة *** إذا كان لا يرضيه إلاّ زوالها

والطامة الكبرى أن تجتمع كل الأسباب في شخص واحد، فهذا لا خير فيه، ولا أمل في علاجه إلاّ أن يشاء الله.

أعطيت كل النّاس من نفسي الرضا *** إلاّ الحسود فإنّه أعياني

لا أنا لي ذنباً لديه علمته *** إلاّ تظاهر نعمة الرحمن

يطوي على حنق حشاه إذا رأى *** عندي كمال غنى وفضل بيان

مــا أرى يرضيه إلاّ ذلتي *** وذهاب أموالي وقطع لساني

وللحسد أضرار عظيمة منها: أنّه يورث البغضاء بين النّاس، ويقطع حبل المودة؛ لأنّ الحاسد يبغض المحسود، وهذا يتنافى مع واجب الأخوة بين المؤمن وأخيه، يقول صلى الله عليه وسلم: «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخواناً» [متفق عليه].

ومنها: أنّه يحمل الحاسد على محاولة إزالة النعمة عن الحسود بأي طريقة ولو بقتله كما حصل مع ابني آدم عندما قتل أحدهما الآخر.

ومن أضراره: أنّه يمنع الحاسد من قبول الحق خاصة إذا جاء عن طريق المحسود، ويحمله على الاستمرار في الباطل الذي فيه هلاكه، كما حصل من إبليس لما حسد آدم فحمله ذلك على الفسق على أمر الله والامتناع عن السجود، فسبب له الحسد الطرد من رحمة الله.

كما أنّه يحمل الحاسد على الوقوع في الغيبة والنميمة والبهتان وهي من الكبائر، كما يحمله على ارتكاب ما حرم الله في حق أخيه، ويجعله في هم وقلق لما يرى من تنزل فضل الله على عباده وهو لا يريد ذلك ولا يقدر على منعهِ فيبقى مهموماً مغموماً.

اصبر على كيد الحسود *** فإنّ صبرك قاتله

كالنّار تأكل بعضها *** إن لم تجد ما تأكله

فيعيش الحاسد منغص البال، مكدر المزاج، وكلّه بما جنته يداه.

أوما رأيت النّار تأكل نفسها *** حتى تعود إلى الرماد الهامد

تضفو على المحسود نعمة ربّه *** ويذوب من كمد فؤاد الحاسد

إضافة إلى أنّ الحسد يوقع المجتمع في التخلخل والتفكك؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد، والبغضاء» [رواه البيهقي].

أدعو كل حاسد بأن يتقي الله في نفسه، وأن يقنع بما أعطاه الله ولا يفتح عينيه فيما أعطى الله لغيره، ولا يتمنى زوال النعمة عنه، وليدع الخلق للخالق، وليعلم أنّ الله يقول: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ** [فاطر:43].

لا تحسدن عبداً على فضل نعمة *** فحسبك عاراً أن يقال حسود

وليعلم أنّ الحسد ممقوت، وهو من تتبع الزلات والعورات، وفي الحديث «من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف بيته» [رواه الترمذي وأبو داود].

ولله سطوات وانتقامات ليست من الظالمين ببعيد: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ** [إبراهيم:42].

وأدعو كل مسلم ألاّ يسيء الظن بأخيه المسلم، ولكن مع هذا ليكن كيساً فطنان وليحذر من لؤماء الطبع ولا يغتر بهم، ولا ينخدع بمظهرهم، فالحاسد إذا جلس معك أعطاك من حلو الكلام ما تتمنى أنّك لا تفارقه أبداً، وخاصة أنّك ترى ابتسامات عريضة في وجهه؛ فتنطلي عليك حيلته ومجاملته، ولكن إذا غبت عنه ألبسك ثياباً من التهم والسب والشتم.

يعطيك من طرف اللسان حلاوة *** ويروغ منك كما يروغ الثعلب

يأتيك يحلف أنّه بك واثق *** وإذا توارى عنك فهو العقرب

وإذا علمت بحاسد فلا تجالسه ولا تخالطه؛ لأنّه ضرر على المجتمع إلاّ أن تنصحه.

إذا رأيت أنياب الليث بارزة *** فلا تظن أنّ الليث يبتسم

وأدعو كل محسود عندما يصله الخبر أنّ فلاناً حسده أو تكلم فيه أن يتثبت ولا يتسرع، فربّما هي وشاية من واش أو نميمة من نمام يريد الإيقاع بين المسلمين، وليكن حليماً واسع الصدر، ولا ينتقم فما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه من أحد أبداً. ولا تجادله، ولا تكن سباباً ولا صخاباً، فمكانتك محفوظة ورايتك مرفوعة.

ولا تجادل أية حاسد *** فإنّه أدعى لهيبتك

وامش الهوينا مظهراً عفة *** وابغ رضي الأعين عن هيئتك

أفش التحيات إلى أهلها *** سيطلع النّاس إلى رتبتك

فإن تأكدت من الأمر فقل لمن أخبرك:

وإذا أتتك مذمتي من ناقص *** فهي الشهادة لي بأنّي فاضل

ثم قل لمن حسدكـ:

إذا أدمت قوارضكم فؤادي *** صبرت على أذاكم وانطويت

وجئت إليكم طلق المحيا *** كأنّي ما سمعت ولا رأيت

واعلم أنّ هذا ابتلاء من الله وأذية من بعض عباد الله {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ** [العنكبوت:3:2].

ولم يحصل لك شيء بالمقارنة مع ماحصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وعليك بالصبر والاحتساب، فكل شيء يعلم أجره إلاّ الصبر؛ لأنّ الله يقول: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ** [الزمر:10].

كم سيد متفضل قد سبه *** من لا يساوي طعنة في نعله

وإذا استغاب أخو الجهالة عالماً *** كان الدليل على غزارة جهله

أهل المظالم لا تكن تبلي بهم *** فالمرء يحصل زرعه من حقله

أرأيت عصفوراً يحارب باشقاً *** إلاّ لخفته وقلة عقله

واحرص على التقوى وكن متأدباً ***وارغب عن القول القبيح وبطله

واستصحب الحلم الشريف تجارة *** واعمل بمفروض الكتاب ونقله

واجف الدنيء وإن تقرب إنّه *** يؤذيك كالكلب العقور لأهله

واحذر معاشرة السفيه فإنّه *** يؤذي العشير بجمعه وبشكله

واحبس لسانك عن رديء مقاله *** وتوق من عثر اللسان وزله

واعلم أنّ رب ضارةٍ نافعة، وقد تكتسب خيراً بحسد الحاسد لم تكن تتوقعه وهو لا يشعر به:

وإذا أراد الله نشر فضيلة *** طويت أتاح لها لسان حسود

لولا اشتعال النّار في جزل الغضا *** ما كان يعرف طيب نفح العود

وكان بعض السلف إذا علموا أنّ شخصاً تكلم فيهم واغتابهم وحسدهم أهدوا إليه هدية كما فعل الشافعي رحمه الله عندما أهدى حاسده هدية وقال له: لقد أهديتني حسنات كثيرة وأنا أكافئك بهدية صغيرة فاقبلها، ثم قال لحاسده: والله لو أحبني أمثالك لشككت في نفسي.

لما عفوت ولم أحقد على أحد *** أرحت نفسي من هم العدوات

إنّي احيي عدوي عند رؤيته *** لادفع الشر عني بالتحيات

أخيراً: فإنّ داء الحسد من أعظم الأدواء، والابتلاء به من أشد البلوى يحمل صاحبه على مركب صعب، ويبعده عن التقوى، وحق للحاسد أن يعاتبه ربّه بقوله: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ** [النساء:54].

وليس للحسد علاج إلاّ أن يعرف الحاسد ضرره عليه لا على المحسود؛ لأنّ النعمة لا تزول بالحسد، وأن يتقي الله في لسانه؛ لأنّ اللسان ليس كغيره من الأعضاء، فالعين لا تصل إلى غير الصور والألوان، والأذن لا تصل إلى غير الأصوات، واليد لا تصل غلى غير المحسوسات، أمّا اللسان فيصل ويجول في كل شيء، وبه يتبين الربح من الخسران، والمؤمن من أهل الطغيان.

لسانك لا تذكر به عورة امرىءٍ *** فكلك عورات وللنّاس ألسن

وعينك إن أبدت إليك معائباً *** فصُنْها وقل يا عين للنّاس أعين

وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى *** وفارق ولكن بالتي هي أحسن

أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين، وأن يبصره لسلوك الطريقالمستقيم، منقول من : طريق الإسلام

أبو البراء
06-02-2008, 10:02 PM
:bism:
:icon_sa1: ،،،،،،

بارك الله فيكم أخيتي الفاضلة ومشرفتنا القديرة ( كريمة ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

@ كريمة @
09-02-2008, 01:22 PM
بارك الله فيك شيخنا الفاضل ابو البراء جزاك الله خيرا و حفظك من كل شر امين يا رب

طلعت
10-02-2008, 03:15 PM
جزاكم الله كل خير الاخت الفاضلة..كريمة ..وبارك الله فيكم

@ كريمة @
10-02-2008, 07:23 PM
جزاكم الله كل خير الاخت الفاضلة..كريمة ..وبارك الله فيكم



و فيكم بارك الله اخي الفاضل طلعت جزاك الله خير و تقبل احترامي و تقديري اخي نفع الله بك الاسلام و المسلمين

أبو البراء
11-02-2008, 05:18 PM
:bism:
:icon_sa1: ،،،،،،

بارك الله في الجميع ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

المراقب
14-02-2008, 12:52 PM
بارك الله فيك ولكن ابغى سؤال عن جد هل بعض الامراض المزمنة تصيب الانسان بسبب الحسد وكيف علاجة برغم ما تسببه من مضار للجسم يصعب منه الشفاء

أبومعاذ
15-02-2008, 10:25 AM
الأخت الفاضله كريمة

بارك الله فيكي

ووفقكم الله لحسن العمل

@ كريمة @
21-05-2008, 02:23 PM
بارك الله فيك ولكن ابغى سؤال عن جد هل بعض الامراض المزمنة تصيب الانسان بسبب الحسد وكيف علاجة برغم ما تسببه من مضار للجسم يصعب منه الشفاء



شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

@ كريمة @
21-05-2008, 02:24 PM
الأخت الفاضله كريمة

بارك الله فيكي

ووفقكم الله لحسن العمل



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شـكــ وبارك الله فيك

أبو البراء
22-05-2008, 01:28 PM
:bism:
:icon_sa1: ،،،،،،

الأخ الفاضل ( المراقب ) حفظه الله ورعاه

قبل أن أجيب على تساؤلكم ، فإنه لا يليق بنا إلا أن نحتفل بكم في منتدانا الغالي فنقول :

هلا باللي نهليبــــه......وشوفته تشرح البال
ولو رحبت مايكفي.......لك مليون ترحيبــــه

هلا وغلا بالأخ الحبيب ( المراقب )

في منتداكم ( منتدى الرقية الشرعية )

احدى الصروح الرائدة المتواضعة في عالم المنتديات الصاعدة

والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة

كلنا سعداء بانضمامكم لمنتدانا الغالي

وكلنا شوق لقراءة حروف قلمكم ووميض عطائكم

هلا فيكم

ونحن بانتظار قلمكم ومشاركاتكم وحضوركم وتفاعلكم

تمنياتي لكم بالتوفيق وإقامة مفعمة بالمشاركات النافعة

http://www.ojqji.net/vb/images/welcom/81.gif


ونحن نعلم بأنكم قد زرتم الموقع لأسباب واعتبارات خاصة ، ولكن واجب الضيافة يحتم علينا ذلك 0

اعلم أخي الحبيب بأنني قد تعرضت لهذا النوع من أنواع الإصابة بداء العين في كتابي الموسوم :

( && المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين && )

تحت عنوان ( أنواع العين ) وهو على النحو التالي :

( && العين المؤثرة بتأثير مرضي && )

وهذا النوع من أنواع العين يؤدي للإصابة بالأمراض المتنوعة ، وقد تظهر بعض أعراض تلك العين على المريض ، فقد ثبت من حديث جابر بن عبدالله – رضي الله عنه – قال :

( رخص النبي صلى الله عليه وسلم لآل حزم في رقية الحية ، وقال لأسماء بنت عميس : مالي أرى أجسام بني أخي ضارعة تصيبهم الحاجة ، قالت : لا ، ولكن العين تسرع إليهم ، قال : " ارقيهم " قالت : فعرضت عليه فقال : " ارقيهم " )

( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – برقم 2198 )

وقد ثبت من حديث أم سلمة – رضي الله عنها – زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجارية في بيت أم سلمة رأى بوجهها سفعة :

( استرقوا لها فإن بها النظرة )

( متفق عليه )

وهذا يؤكد أن آثار العين قد تظهر على المعين وتسبب له الأمراض والأسقام 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين السؤال التالي : ( هل النسيان والصداع والدوخة والنزيف والإسقاط وغيرها لها علاقة بالعين أو الحسد أو السحر ؟؟؟

فأجاب – حفظه الله - : ( هذه الأمراض معتادة وتحدث كثيراً ، ويتولى علاجها الأطباء والممرضون ، ويحصل الشفاء منها بإذن الله بواسطة العقاقير والأدوية ، فمن وقعت به هذه الأمراض فإن عليه مراجعة الأطباء والمستشفيات ، وهم يعرفون هذه الأدواء ويتولون علاجها ، ومع ذلك فيمكن أن تحدث كلها أو بعضها بسبب عين أو سحر ، بحيث أن العائن يصيب المعين ويحسده على قوة الذاكرة فيحدث معه النسيان ، ويحسده على النشاط والصحة فيحدث له الصداع والدوخة ، ويحسد المرأة على الحمل فيحدث معها الإسقاط ، وكذا قد يعمل الساحر فيسلط شيطانه على إنسان فيصاب بمثل هذه الأمراض ، أو على امرأة فيسقط حملها ، وعلاج ذلك كغيره من علاج المعين والمريض بالسحر والحسد ونحوه كما هو معلوم ) ( المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين - ص 86 - مخطوطة بخط الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - بحوزة الشيخ علي بن حسين أبو لوز – ص 132 ) 0

يقول الشيخ عطية محمد سالم – رحمه الله - : ( ولما كانت الإصابة بالعين من أخطر الأمراض كما قيل ، إنها تورد البعير القدر ، وتدخل الرجل القبر ، وتشترك إصابات " العين " مع الأمراض التي تصيب الإنسان على اختلاف أنواعها وتفاوت آثارها 0 وقد وجدت النصوص في الوقاية منها عند التخوف من وقوعها ، والعلاج من إصابتها بعد وقوعها ) ( العين والرقية والاستشفاء من القرآن والسنة – ص 5 ) 0

ومما لا شك فيه أن بعض الأمراض المعروفة اليوم قد يكون سببها الإصابة بالعين والحسد ، ويستغرب الكثيرون من تلك الحقيقة ، بل قد يقدح بعض الأطباء المتخصصين في ذلك ، وقد يصل الأمر بهم درجة القذف والتهجم واعتبار ذلك الكلام من الهرطقات والخزعبلات ، وادعاء أن العلم يقف ضد ذلك بل ويحاربه ، معتمدين بذلك على الدراسة النظرية والعملية وكافة الأساليب والوسائل التقنية الحديثة التي توصل إليها الطب الحديث وأهله ، ومع كل ذلك فلا بد من الإقرار والإذعان لهذه الحقيقة الهامة ، وقد قررت النصوص الحديثية ذلك قبل ألف وأربعمائة سنة حيث ثبت من حديث جابر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين )

( السلسلة الصحيحة 747 )

إن انتشار الأمراض المتنوعة والخطيرة وموت الكثيرين من الناس نتيجة لذلك لا يعني مطلقا أن كافة هذه الأمراض أمراض عضوية بحتة ، فقد تكون بعض تلك الأمراض نتيجة التعرض للإصابة بالعين والحسد ، ولم يقرر الطب التخصصي بكافة فروعه وأقسامه في يوم من الأيام أن فلانا قد مات نتيجة للإصابة بداء العين والحسد ، وهذا الكلام لا يعني مطلقا أن كافة الأمراض الموجودة على الساحة اليوم تعزى نتيجتها للإصابة بهاذين الداءين العظيمين ، فلا إفراط ولا تفريط ، بل إن الواجب الشرعي يحتم اتخاذ كافة الأسباب الشرعية والحسية المباحة للاستشفاء من كافة الأمراض على اختلاف أنواعها ومراتبها ، ومن ثم فلا بد من الاعتراف بهذه الحقيقة الهامة التي سوف توفر الفرصة المواتية لعلاج كافة الأمراض سواء كانت عضوية أو روحية عن طريق مراجعة المصحات والمستشفيات والأطباء المتخصصين ، وكذلك اللجوء للرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، والتيقن بأن الشفاء من الله سبحانه وتعالى وحده 0

ويقسم هذا النوع من أنواع العين إلى قسمين :

الأول : العين المؤثرة بالأمراض العضوية المعروفة :

وهذا النوع من أنواع العين يؤدي إلى أمراض عضوية تحدد وتشخص من قبل الأطباء والمتخصصين وتكون معروفة لديهم كمرض السرطان والسل ونحو ذلك من أمراض متنوعة أخرى ، ويكون الأصل في هذه الأمراض نتيجة التعرض للإصابة بالعين والحسد ، ويقسم هذا النوع إلى الأنواع التالية :

1)- العين المؤثرة بالآلام والأسقام :

أ- العين المؤثرة بألم عضوي ذا تأثير كلي :

وفيه يتعرض المعين لأمراض وآلام تصيب جميع أنحاء الجسد ، ويشعر من خلال ذلك بالتعب والإرهاق والخمول وعدم القدرة على القيام بالأعمال الدورية المعتادة 0

ب- العين المؤثرة بألم عضوي ذا تأثيرجزئي :

وفيه يتعرض المعين لمرض يتركز في جهة محددة من الجسد ، وله أعراض معينة ، وعند قيام المريض بالفحص الطبي يتبين وجود أسباب طبية نتيجة لتلك المعاناة 0

ج- العين المؤثرة بألم عضوي متنقل :

وفيه يتعرض المعين لأمراض وآلام متنقلة في جميع أنحاء الجسد ، فتارة يشعر بألم في الرأس وتارة أخرى يشعر بألم في المفاصل وهكذا 0

2)- العين المؤثرة بإحداث تشنجات عصبية : وتنقسم إلى قسمين :

أ- العين المؤثرة بإحداث تشنجات عصبية قصيرة الأمد :

وفيه يتعرض المعين من فترة لأخرى لتشنجات عصبية دون أن تحدد بزمان أو مكان ، وتستمر تلك التشنجات لفترات قصيرة الأمد نسبيا ، وقد ترتبط تلك التشنجات أحيانا مع المؤثرات الاجتماعية للمريض كالغضب والفرح ونحوه ، وتعتمد تلك التشنجات في قوتها على قوة العين والحسد 0

ب- العين المؤثرة بإحداث تشنجات عصبية طويلة الأمد :

وفيه يتعرض المعين من فترة لأخرى لتشنجات عصبية دون أن تحدد بزمان أو مكان ، وتستمر تلك التشنجات لفترات طويلة نسبيا ، وقد ترتبط تلك التشنجات أحيانا مع المؤثرات الخارجية للمريض كما أشرت في الفقرة السابقة ، وتعتمد تلك التشنجات في قوتها على قوة العين والحسد 0

3)- العين المؤثرة في تعطيل الحواس العضوية : وتنقسم إلى قسمين :

أ )- العين المؤثرة في تعطيل الحواس العضوية الدائم :

يتعرض المعين من خلال هذا النوع لتعطيل الحواس الخاصة بالسمع والإبصار والشم تعطيلا دائما ، فلا تعود تلك الحواس للمعين إلا بعد انتهاء العين وشفاء المريض بإذن الله تعالى 0

ب)- العين المؤثرة في تعطيل الحواس العضوية المؤقت :

يتعرض المعين من خلال هذا النوع لتعطيل الحواس الخاصة بالسمع والإبصار والشم تعطيلا مؤقتا ، ويتقلب الحال من وقت إلى وقت ومن زمن إلى زمن 0

4)- العين المؤثرة بالشلل العضوي : وتنقسم إلى :

أ)- العين المؤثرة بالشلل العضوي الكلي :

يتعرض المعين من خلال هذا النوع لشلل عضوي كلي في جميع أنحاء الجسد ، فلا يستطيع المريض الحراك مطلقا ، ولا تعود له عافيته إلا بعد انتهاء العين بإذن الله تعالى 0

ب)- العين المؤثرة بالشلل العضوي الجزئي :

يتعرض المعين من خلال هذا النوع لشلل عضوي جزئي يختص بمنطقة معينة كاليد أو القدم أو الرأس ونحوه ، ويبقى العضو معطلا فترة من الزمن ثم يعود إلى سابق عهده ، وتنتهي المعاناة بإذن الله تعالى عند انتهاء العين 0

ج)- العين المؤثرة بالشلل العضوي المتنقل :

يتعرض المعين من خلال هذا النوع لشلل عضوي جزئي متنقل ، فتارة يصيب الشلل منطقة اليد ، وتارة أخرى منطقة القدم وهكذا ، ولا ينقطع هذا الأمر إلا بعد انتهاء العين بإذن الله تعالى 0

5)- العين المؤثرة بالخمول : وتنقسم إلى قسمين :

أ)- العين المؤثرة بالخمول الدائم :

يتعرض المعين من خلال هذا النوع لخمول دائم ينتاب جميع أنحاء الجسم ، فيشعر المريض دائما بالفتور والخمول وعدم القدرة على العمل أو ممارسة أي نشاط يذكر 0

ب)- العين المؤثرة بالخمول المؤقت :

يتعرض المعين من خلال هذا النوع لخمول مؤقت ينتابه بعض الفترات وتتراوح نسبة ذلك الخمول بحسب قوة العين وتأثيرها ، فيشعر المريض أحيانا بالفتور والخمول وعدم القدرة على العمل أو ممارسة أي نشاط يذكر ، وتارة أخرى يكون نشيطا قويا يعيش كأي إنسان طبيعي آخر 0

6)- العين المؤثرة في حصول الاستحاضة :

وعادة ما يصيب هذا النوع النساء 0

الثاني : العين المؤثرة بالأمراض العضوية غير المعروفة :

وطبيعة هذه الأمراض أنها لا تشخص من قبل الأطباء ولا يقفوا على الأسباب الحقيقية ورائها ، وهنا لا بد من الإشارة لنقطة هامة جدا وهي أن بعض الأمراض لم يقف الطب على حقيقتها ومعرفة أسبابها لعدم توفر الإمكانات الطبية أو العلمية المتاحة لاكتشافها والوقوف على حقيقتها ، والمقصود من الكلام السابق أن كل مرض لم يقف الطب على حقيقته لا يعني مطلقا أنه تأتى بسبب الإصابة بالعين والحسد ، ومن هنا كان الواجب يحتم الدراسة العلمية الموضوعية المستفيضة للحالة للوقوف على الأسباب الرئيسة للمعاناة والألم والاهتمام بالجانب الديني والمتمثل في الرقية الشرعية ، وكذلك التركيز على الجوانب الطبية الأخرى في الاستشفاء والعلاج ، ومن هنا يكتمل البحث والدراسة في الأسباب الشرعية والحسية التي تسعى بمجملها لتقديم جل ما تستطيع لخدمة الإسلام والمسلمين وتحقيق المصلحة الشرعية من وراء ذلك ، وتقسم تلك الأمراض إلى قسمين :

1)- العين المؤثرة بالأمراض العضوية ذات التأثير الكلي الدائم :

ويؤدي هذا النوع من أنواع العين للآلام والأوجاع المستمرة والعامة في جميع أنحاء الجسد ، وقد تتنقل تلك الآلام من عضو لآخر دون تحديد وتشخيص أعراضها من الناحية الطبية 0

2)- العين المؤثرة بالأمراض العضوية ذات التأثير الجزئي الدائم :

وتؤدي للآلام والأوجاع المستمرة ولكنها تختص بعضو من أعضاء الجسم البشري ، وكذلك لا يتم تشخيص تلك الأعراض من الناحية الطبية 0

أما علاج ذلك فلا يختلف عن علاج باقي الأنواع وتجد ذلك من خلال البرنامج العلاجي التالي :

( && -- البرنامج العلاجي للإصابة بداء العين أو الحسد -- && ) (www.ruqya.net/forum/showthread.php?t=756)

كما أنصحكم يا رعاكم الله بالتالي لعلاج أثر العين كما ذكره ابن القيم - رحمه الله - عن بعض السلف :

1)- يوضع كمية بسيطة من الزعفران ( ملعقة صغيرة ) في فنجان قهوة ويضاف إلى نصف الفنجان ماء 0

2)- يترك ذلك لمدة نصف ساعة حتى يحل الزعفران 0

3)- تحضر قلم سائل وتقوم بسحب بعض ماء الزغفران 0

4)- تكتب الآيات التالية على ورقة طاهرة نظيفة :

- الفاتحة 0

- أول خمسة آيات من سورة البقرة 0

- آية الكرسي 0

- أواخر سورة البقرة من ( آمن الرسول 00000 ) 0

- سورة الطارق 0

- سورة الكافرون 0

- المعوذتين 0

- الإخلاص 0

5)- توضع الورقة أو الأوراق في جركن ( 20 لتر ) لمدة أربعة وعشرون ساعة 0

6)- يتم إخراج الورقة بعد المدة المحددة 0

7)- تعبأ خمسة غراش ( قناني ) ماء وتوضع في الثلاجة ويشرب منها يومياً كوب صغير على الريق 0

8)- يومياً ولمدة سبعة أيام يتم الاغتسال بالماء المذكور ( ماء الزعفران ) 0

9)- بعد الانتهاء يتم أخذ دوش ماء فاتر وينشف الجسم جيداً ثم يوضع مسك أسود وبخاصة على منطقة البطن والصدر ومقدمة الرأس 0

10)- تكتب نفس الآيات على صحن صيني أبيض بواسطة ريشه أو مسواك وتحل الكتابة بزيت زيتون ، ويعاد الزيت المحلول إلى غرشة زيت عبوة لتر ونصف يدهن منه قبل النوم مباشرة 0

( يمكن استخدام ربع تولة ماء ورد وربع تولة مسك أبيض ونصف ملعقة زعفران عوضاً عن الماء ) 0

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( المراقب ) وحياكم الله وبياكم مرة ثانية في منتداكم ( منتدى الرقية الشرعية ) وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

@ كريمة @
05-07-2008, 01:30 PM
بارك الله في الجميع

المراقب
06-07-2008, 06:05 AM
سيدى الفاضل جزاء الله عنا كل الجزاء واسف على تاخرى فى الرد نظرا لظروف مرض والدتى ارجوا منك الدعاء لها بظهر الغيب