المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : &( القلق المزمن قد يسبب أزمات قلبية )&


د.عبدالله
22-01-2008, 05:47 PM
أضاف العلماء عاملا جديدا لمسببات أمراض القلب بعد أن أثبتت دراسة أن القلق المزمن قد يعرض، الرجال تحديدا لمخاطر الإصابة بنوبات قلبية. وقال باحثون امريكيون ان الازمات القلبية قد لا تكون اسبابها الرئيسية من جانبي العداء والاندفاع حيث يتعرض الاشخاص الذين يتسمون بالقلق والخوف لمخاطر اعلى ايضا للاصابة بأزمات قلبية. ووجد الباحثون ان الرجال الذين سجلوا أعلى نقاط في الاختبارات بشأن القلق زادت احتمالات اصابتهم بأزمات قلبية بنسبة تتراوح بين 30 و40 في المائة مقارنة بالآخرين.





قالت الدكتورة نيسا غولدبيرغ من كلية طب جامعة نيويورك، والناطقة باسم جمعية أمراض القلب الأمريكية، إن الدراسة، التي لم تشارك في أعدادها، تثبت ارتباطا بين “الرأس والقلب”.

وأشارت إلى أهمية الدراسة القصوى نظرا لتغاضي الأطباء عن الجانب السيكولوجي في الإصابة بأمراض القلب وحصر الاهتمامات بالأسباب العضوية منها الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم.

وقالت غولدبيرغ: ان الأطباء ليسوا بحاجة للتركيز بشدة فقط على العوامل التقليدية، بل سبر أغوار رؤوس مرضاهم أيضا.

ومن جانبه قال المتخصص النفسي بينج جين شين وزملاء له بجامعة ساوثرن كاليفورنيا في لوس انجليس ان هذه النتائج ظلت قائمة حتى بعد الاخذ في الاعتبار مخاطر معيارية تتعلق بأمراض القلب مثل النظام الغذائي والتدخين.

وقال شين في بيان “ما نشهده يتجاوز ما يمكن تفسيره بضغط الدم والبدانة والكوليسترول والعمر وتدخين السجائر ومستويات السكر بالدم وعوامل مخاطر امراض الأوعية الدموية للقلب الاخرى”.

واضاف ان “الرجال الاكبر عمرا الذين يتسمون بقلق دائم اكثر عرضة فيما يبدو لمخاطر الاصابة بأزمات قلبية حتى بعد الاخذ في الاعتبار مستوياتهم من الاكتئاب والغضب والعداء وسلوك (النوع أ)”.

واستند شين في بحثه على بيانات “دراسة تقدم السن المعيارية”، (The Normative Aging Study) التي تتابع الأوضاع الصحية ل 735 رجلا منذ العام 1986.

يشار الى ان شخصيات “النوع أ” تضم الاشخاص الذين يتسمون بالطموح والحزم وكذلك العدائيين.

وحلل شين وزملاؤه في دراسة نشرت بدورية كلية دراسات القلب الامريكية معلومات من دراسة شملت 735 رجلا. واخذوا اختبارات نفسية اجريت في عام 1986 عندما كانت صحتهم جيدة ثم تتبعوهم لمدة 12 عاما.

وتمتع كافة المشاركين بصحة جيدة، مع بداية الدراسة، وخضعوا لاختبارات دورية -نفسية وطبية مكثفة - كل ثلاث سنوات. وبحلول عام 2004 عانى المشاركون من 75 حالة نوبة قلبية.

ووجد د. شين أن المشاركين، الذين يعانون من حالات القلق المزمن، وليس المؤقت الذي ينتاب الجميع بين حين لآخر، كمرضى الهوس المفرط، والرهاب phobias، والإجهاد النفسي، أكثر عرضة ما بين 30 في المائة إلى 40 في المائة للإصابة بأمراض القلب عن سواهم.

ووجدت الدراسة ان هؤلاء الذين سجلوا اعلى 15 في المائة من القلق كانوا اكثر احتمالا لمواجهة ازمات قلبية في وقت لاحق.

وقال شين ان هذه النتائج ليست مفاجئة.

وقال ان التفاعلات الجسمانية للقلق مماثلة لدرجة كبيرة للاشارات والتغيرات التي يعتقد انها تؤدي الى تفاعلات بعضلة القلب، مشيرا الى الازمات القلبية.

واضاف “لتنظر ماذا يحدث عندما ينتابك القلق. يتفاعل جسمك كما لو كنت في خطر. فاما الاستجابة بالهروب أو القتال. هذه التفاعلات مماثلة بشكل كبير لتلك التي يحدثها الغضب او الشخصية من “النوع أ”.

واضاف شين ان الاشخاص القلقين يمكن ان يقللوا من مخاطر اصابتهم بأزمات قلبية. وقال “الشيء الطيب بشأن القلق انه قابل للعلاج الى حد كبير”.

وكانت دراسة نشرت في مجلة العلوم النفسية “سايكوجيكال ساينس” قد توصلت الى ان المصابين بالقلق الدائم وبالتطير والتشاؤم يشقون طريقهم بسرعة نحو القبر.

وقد رصدت الدراسة، التي اشرف عليها باحثون من جامعة بورديو الأمريكية، حالات 1663 رجلا من الاعمار المتوسطة أو اكبر، على مدى 12 عاما منذ بدايتها عام 1988 وجرى اختبار حالة “التنبه العصبي” لديهم ضمن خصائص دراسة الشخصية.

ووجد الباحثون أن الرجال الذين سجلوا مؤشر 50 وحدة احصائية من التنبه العصبي، والذين ازداد المؤشر سوءا لديهم عند صعوده 20 وحدة اخرى، كانوا اكثر عرضة للموت بنسبة 40 في المائة مقارنة بالرجال الذين ظل مؤشر التنبه العصبي لديهم مستقرا.

ويقول إيمانويل ادينبورغ عالم النفس في جامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس ان اعراض حالة التنبه العصبي تتجلى في حدوث القلق وتفاقمه بسبب احداث او اخفاقات يسيرة نسبيا، وهي حالة توضع فيها توقعات مبالغ فيها بأن ما يمكن ان يحدث سيكون مخيفا، اضافة الى وضع توقعات متواضعة جدا حول قدرات الشخص للتعامل معها.

وقال الخبراء: ان هذه الدراسة تشكل معلما مهما في ابحاث السلوك الذي يقود الى الوفاة، فعلى الرغم من رصد بعض خصائص السلوك التي تقود الى زيادة مخاطر الموت، فان هذه الدراسة هي الاولى من نوعها التي تفترض بأن التغيير في هذه الخصائص خلال مدة من الزمن بمقدوره ايضا التأثير في حدوث الموت، إيجابا او سلبا.

وقال هوارد فريدمان البروفيسور الشهير في علم النفس في جامعة كاليفورنيا في ريفيرسايد والباحث في الصحة وطول العمر، ان “هذه الدراسة واحدة من عدد من الدراسات التي تؤسس لتحول مهم في تفكيرنا حول عوامل الخطر الشخصية، المسببة للمرض وللوفاة المبكرة”.

وتعني فكرة ان بالإمكان تغيير حالة التنبه العصبي عبر الزمن، انه يمكن التقليل منها بدلا من زيادة حدتها. واشار دانيال مروجيك الاستاذ المساعد في دراسات النمو في بورديو الذي اشرف على الدراسة الى ان حالات الوفاة العالية بين المصابين بالتنبه العصبي يمكن ارجاعها الى التغيرات الكيميائية التي تطرأ بعد افراز الجسم لهرمون التوتر “الكورتيزول”. واضاف: “عندما نكون واقعين تحت ظروف التوتر المزمن، او نشعر بالإجهاد الدائم، فان اجسامنا تفرز مستويات عالية من الكورتيزول الذي يضر بأجسامنا”. يشار أن معدل الإصابة بأمراض القلب بين تلك الفئة يوازي المعدلات التي يسجلها مرضى ارتفاع مستوى الكوليسترول.

المصدر : الصحة والطب .