المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أصل طب الأعشاب


عبداللطيف حسان
30-12-2007, 04:17 PM
أصل طـــب الأعشاب

لقد اختلف في أصل طب الأعشاب من قبل العلماء فقيل الكثير عن هذا الموضع ونريد أن نلقي الضوء ونوضّح للقارئ الكريم عن أصل هذا العلم الطيب لحتى نجدد الثقة فيه بعدما تأثرت بسبب بعض من الناس من كلا الجانبين مدعي الطب ومرضى ، مدعي الطب من حيث وصفهم للعلاج بدون دراية وعلم ورثوه عن أسلافهم ، ومرضى يستعملون أدوية من أي شخص يسمعون عنه أنه معالج.


فقيل عن أصل طب الأعشاب كما ورد في كتاب ابقراط انه وحى الله والهام رباني ، وقالوا آخرون أن أحد أبناء آدم وهو شيث عليهما السلام أنه أظهر الطب وورثه عن آدم ، وآخرون يقولون أنه رأى في المنام أدوية واستعملها فشفي ، وفريق آخر قال بالتجربة .


ذهب فريق آخر أن أهل بلاد النيل استخرجوا الطب ، حيث القصة المشهورة أن امرأة كانت في مصر وكانت تعاني من عدة أمراض وصاحبه هم وحزن ، وصاحبة ألم في المعدة ، ومحتبسة الحيض ، فعلى سبيل الصدفة أخذت عشبة تسمى الراسن ولها عدة مسميات(الانيون ، جَناح شامي ،زنجبيل شامي ، قَسط شامي ، عرق الجناح) فشفيت من جميع عللها فعُممت هذه العشبة واستعملها الكثير وشفوا تماماً سبحان الله العظيم .


كما قيل بأن الهنود استخرجت هذا العلم ، وقيل أن السحرة هم أصحاب السبق في ذلك ، وقيل أن النبي إدريس عليه السلام هو استخرج جميع الصناعات والفلسفة والطب ، وفي الحديث الذي رواه الحاكم4/197 والطبراني 11/452 روي عن ابن عباس رضي عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال(كان سليمان بن داود عليهما السلام إذا صلى رأى شجرة نابتة بين يديه فيسألها: ما اسمك؟ ما نفعك؟ فإن كانت لغرس غُرست وإن كانت لدواء كُتبت) .


نستطيع أن نفهم من طبيعة الإنسان من حيث تصرفاته الحياتية تعتبر قواعد طبية فإذا جاع طلب الأكل ، وإذا أصابه مرض رفض الأكل ، وكذلك طلبه للماء في حالة العطش وشعوره بالبرد والحر واتقائه لذلك ففي حالة شعوره بقشعريرة يدفئ نفسه وإذا شعر بالحرارة برد نفسه وهكذا وهذه قاعدة طبية بذاتها تقوم على استعمال النافع ودفع الضار ، وكذلك وردت قصص كثيرة من تجارب الحيوانات والتي استفاد منها الإنسان فعلى سبيل المثال :


1.قصة الحيات بعد البيات الشتوي الذي تقوم فيه في فصل الشتاء فتصاب الحيات بضعف في البصر فعندما يبدأ فصل الربيع تخرج الحيات من جحورها وتبحث عن نبات الرازيانج فتأكل منه وتحك أعينها به حتى تعود إليها حدة البصر .


2. قصة الطائر الغواص الذي كان يقوم بالغوص ويأكل السمك وقد شاهدوه في كل مرة يمسك بسمكة ويأكلها وفي آخر مرة غاص ثم خرج وحقن نفسه بماء البحر حيث أحس باحتباس الطبيعة لديه فبعد حقن نفسه بماء البحر فأسهله فأخرج ما في بطنه فأستعمل الإنسان هذه الفكرة من الطائر من أجل احتباس الطبيعة فحُقن من يعاني من الإمساك وسميت بالحقنة الشرجية أو ما يسمى حاليا بغسيل القولون والمسلمون لهم الفضل في هذا السبق حيث يعتبر ابن سينا أول من عمل عملية غسيل للقولون ، وقصص كثيرة أخرى لا يتسع المجال لسردها ومنها فراخ الخطاف إذا اصيبت بالعمى ، وتعسر انثى النسر بالبيض وغيرها .....الخ ، فسبحان الله(أعطى كل شئ خلقه ثم هدى)سورة طه آية رقم 50

أما بالنسبة لتعاقب الحضارات وتأثيرها في علم الطب فقد برع المصريون(الفراعنة) القدماء في هذا العلم ووصلوا موصلاً عظيماً حتى لهذه الفترة توجد بعض الأسرار الطبية لم تُحل فقد وجدت برديات منحوتة على جدران المعابد وصف فيها زيت الحلبة وغيرها من العلاجات لأمراضهم ، وجاء بعد ذلك الحضارات الرومانية واليونانية وبرعوا في هذا الأمر وظهر منهم الأطباء الأفاضل :


1.أبقراط حيث ولد عام 450 قبل الميلاد في جزيرة قوس باسيا الصغرى وذلك أثناء ازدهار الحضارة الرومانية وكان من أمهر الأطباء في ذلك الوقت .


2.ثيوفراستس وهو عالم نباتات وأعشاب وقد ظهر في عام 370 قبل الميلاد وكان تخصصه في عالم النباتات والأعشاب الطبية حيث ترك كتباً كثيرة في هذا المجال .


3.ديوسقوريدس كان صاحب اليد كما كان يقال سابقا(جراح) وتنقل مع الجيش واكتسب خبرة وجمع من العقاقير الكثير وصنفها وشرحها شرحا تفصيليا.


4.جالينوس وقد عاش في عصر بعد مولد المسيح عليه السلام بثمانية وثمانين عاما وقد كتب الكثير من الكتب والمؤلفات في مجال الصيدلة والطب ضلت تدرس حتى القرن الثامن عشر في جميع اوروبا.


أما في العصر الإسلامي فنعتبر هذا الطب ألا وهو الطب النبوي الذي هو في الحقيقة من وحى السماء ومشكاة النبوية فقد وضع أسسه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحاديث النبوية التي تعتبر من أشهر القواعد الطبية في هذا المجال منها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(عليكم بالسنا والسنوت فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام قيل يا رسول الله ةما السام قال الموت) وكما قال (عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام.والسام) : الموت حيث اكُتشفت في زيتها مادة النيجلون التي تلعب على جهاز المناعة في الجسم وتقويه وتقضي على الشوارد الحرة وتستعمل حاليا في دول الغرب على شكل كبسولات تُعطى لمرضى السرطان والإيدز لتقوية المناعة ، ثم ألف ابن القيم الجوزية كتاب الطب النبوي الذي بحق يعتبر كنزاً كبيراً من كنوز الطب النبوي الذي إذا تعمقت فيه تجده عبارة عن صيدلية كاملة مأمونة الغوائل(الآثار الجانبية) .


فبعد انهيار الحضارتين اليونانية والرومانية وظهور الحضارة الإسلامية برع علماء المسلمين في ذلك وهم كُثر وعلى سبيل المثال وليس الحصر :


1.جابر بن حيان وكان أشهر كيميائي حيث أبدع في علم الكيمياء من جميع النواحي في الموازين ، التفاعلات ،البلورة ، الترشيح ، التقطير ، الترسيب وغيرها من أسس الكيمياء.


2.أبو بكر الرازي حيث ولد عام 854 وتوفي في عام 936 وهو يعتبر من المشاهير في علم الطب والكيمياء ومن اشهر مؤلفاته الحاوي في الطب .


3.ابن سينا حيث ولد عام 980 ميلاديه وألّف الكثير ومن أشهر مؤلفاته القانون في الطب الذي دُرس في الجامعات الاوربية .


4.ابن البيطار حيث يعتبر من اشهر علماء النبات ومن اشهر مؤلفاته الجامع لمفردات الأدوية والأغذية.


5.داود الانطاكي الذي ولد عام 950 هجرية الذي وهب نفسه من أجل الطب حيث عاني من المرض الكثير ومن اشهر كتبه تذكرة داود.

أما في هذه الحقبة التاريخيه التي نحن نعيشها أصبح طب الأعشاب ينظر إليه كطب تكميلي للطب الحديث ويدرّس على أسس علمية كما في المعهد العربي للطب النبوي وعلوم الأعشاب بالشارقة وتُجرى التحاليل على النباتات الطبية من حيث المواد الفعالة ونسبة السمية وكيفية استعمالها ونسبة الدوس (الجرعة العلاجية) ، بل نستطيع أن نقول أن طب الأعشاب قطع شوطاً كبيراً حيث أسهم بنسبة كبيرة في علاج كثير من الأمراض وأُثبت جدارته في ذلك.

بعد كل هذه التوضيحات أنا برأي الشخصي أن أصل طب الأعشاب هو من وحى السماء ومشكاة النبوة لحتي يعين الله سبحانه وتعالى هذا الإنسان الذي استخلفه في الأرض وكرّمه ، ثم بدأ الإنسان يُجري التجارب ويكتشف رويداً رويداً من كنوزها التي أودع الله له فيها ما يعينه في حياته .

وصف المقاله: هذه المقالة احدى مقالاتي التي نشرتها مجلة الصحة والطب التابعة لجريدة الخليج الاماراتية جزاهم الله كل خيروالتي تصدر في الشارقة عاصمة العرب الثقافية في العدد 350 يوم السبت بتاريخ6/8/2005 ، فحواها تتحدث عن أصل طب الأعشاب ومصادره حتى تعم الفائدة للجميع.لا تنسونا من خالص دعائكم

طلعت
31-12-2007, 02:06 AM
أحسن الله بكم أخانا الحبيب الخبير ..عبد اللطيف حسن ..وجعله الله فى موازين حسناتك ورفع شانك.

د.عبدالله
02-01-2008, 05:44 PM
بارك الله فيك أخي الحبيب الأستاذ الفاضل عبداللطيف حسان وجزاك الله خير ووفقك الله لخدمة الإسلام والمسلمين اللَّهم آمين .