د.عبدالله
14-05-2005, 10:56 AM
إعداد: محمد هاني عطوي
يمتلك كل منا منذ ولادته ثروة صحية، لديه القدرة على ادخارها واستثمارها يوماً بعد يوم، وسواء أكان المرء نحيفاً أم سميناً، فإن رأسماله في هذه الحياة يكمن في امتلاك صحة وعافية، ولكن ما الذي يفعله المرء بهذه النعمة؟ إنه يساهم بكل بساطة في تبديدها لا لشيء إلا لأنه يفتقد الى المعلومات الأساسية البسيطة الضرورية للحفاظ على صحته. ومن هذا المنطلق، يبدو أنه من الواجب على الانسان أن يتعرف بشيء من التفصيل إلى طبيعة جسده وتكوينه وآليات عمله ومناطق قوته وضعفه، لأن ذلك يساعده بلاشك على التدخل سريعاً للحد من أخطار التعرض لبعض الأمراض المستعصية، واذا كان المرء غير معني بمعرفة أن التدخين ضار وأنه يمكن ان يودي بحياته اذا لم يتوقف عن تعاطي السجائر، فإن الوقاية ربما تكون سبباً مهماً في حماية الانسان من أمراض اخرى كالسرطان او السكتات القلبية لاسيما اذا ترافق ذلك مع بعض العادات الغذائية.
واذا أردنا ألا نذكّر سوى بالسمنة، أم العديد من الأمراض، فلابد ان نعلم أن تمرين العضلات والدماغ يعتبر من المفاتيح الاساسية لمستقبل مليء بالحيوية والنشاط. واليوم، أصبح الطب قادراً على صنع “المعجزات”، لكن علينا ان نعي دائماً أن الفاعل الاول للحفاظ على صحة ممتازة يتمثل في الانسان نفسه بكل بساطة وفي طريقته في الحياة، فالحكماء يقولون “تعلم كيف تعيش لتحيا حياة طويلة”.
التنفس فن
هل فكر أحدنا بعملية التنفس وبكيفية حدوثها وهل تخيل ما الذي يمكن ان يحدث لو توقف الجهاز التنفسي للحظات عن عمله؟ ربما يفكر البعض بذلك، وربما ينسى تماماً أنه يتنفس وأن قلبه ينبض بين أضلاعه!
والواقع ان الجهاز التنفسي عند الكائنات الحية عامة ضروري جداً للاستمرار في الحياة، فهو حقاً رأسمال ثمين لكنه ضعيف ولابد أن نحافظ عليه بأي ثمن لأن التنفس فن بحد ذاته. والرئة من الناحية التشريحية عضو معقد التركيب تتمثل وظيفته الأساسية في تأمين ما يلزم من أوكسجين لكامل خلايا الجسم، لذا تعتبر عملية التنفس وسيلة ضرورية للبقاء على قيد الحياة، وأي عطب في هذه العملية يؤدي في الحال الى الحد من النشاطات اليومية نظراً لحدوث ضيق في التنفس عند المرء أو ما يعرف بأزمة اللهاث. ويقول البروفسور ميشيل أوبييه رئيس وحدة أمراض الرئة والتنفس في مستشفى بيشات الفرنسي إنه يبدو من الضروري المحافظة قدر الإمكان على هذا الجهاز الكنز المعرض دائماً وعلى مدار حياتنا الى تأثيرات البيئة الخارجية عن طريق الهواء المستنشق الذي يدخل الى الرئتين مع كل شهيق وزفير.
يذكر ان الانسان في حالة الراحة، يستنشق حوالي 10 الاف ليتر من الهواء يومياً، وعندما يبذل مجهوداً متوسطاً على مدى 24 ساعة، فإن هذا الحجم من الهواء يبلغ 20 الف ليتر، اما في حالة بذل مجهود اضافي فإن كمية الهواء المستنشقة تصل الى 30 الف ليتر يومياً. ويدخل مع هذه الكمية المتنشقة الى رئتينا كل ما نتخيل وما لانتخيل من ملوثات وعوامل معدية ومثيرة للحساسية.. الخ، ويزداد ذلك كلما كانت عملية التنفس سريعة.
ولكي يمكن للمرء ان يتجنب كل هذه الملوثات، فإن رئتيه مدعمتان بنظام دفاعي غاية في التطور والتعقيد، ويشير البروفيسور أوبييه الى أن أفضل وسيلة للمحافظة على وظيفة التنفس الحيوي، تتمثل في الحد من كمية المواد السامة المستنشقة على مدار اليوم.
ويضيف أوبييه بأنه اذا كان المرء غير قادر على التحكم باستنشاق بعض المركبات الملوثة الموجودة في الجو، فيجب على الأقل الابتعاد قدر الإمكان عن تلك المركبات التي يستطيع التحكم بعدم استنشاقها كدخان السجائر مثلاً.والواقع ان المركبات الموجودة في السجائر تعتبر وبالاً على الانسان، فعلاوة على امكانية تسببها بسرطان في الرئة، فإنها تساهم بدرجة خطيرة في تدمير البنى الرئوية برمتها كالشعب الهوائية أو القصبات الرئوية التي تعمل على نقل الهواء الى أعماق الرئة، والحويصلات الرئوية التي تتم في داخلها عملية مرور الأوكسجين الى الدم.
ومن الأهمية ان نعلم ان الرئتين تستمران في النمو بعد الولادة، وحتى سن العشرين تقريباً. وبدءاً من السن الواقعة بين 25 - 30 سنة يبدأ الانسان بفقد قدرته الكاملة المثالية على التنفس، فتعاطي السجائر في سن المراهقة مثلاً يساهم الى حد كبير في إحداث اضطراب خطير في عملية اكتمال نمو الرئتين، كما ان التدخين في مرحلة النضوج يسرّع في فقدان المقدرة على التنفس الجيد.
ويرى البروفسور أوبييه أن ما ينطبق على دخان السجائر، ينطبق كذلك على سائر المواد السامة التي يتم استنشاقها في الأماكن العامة أو الخاصة كالمصانع مثلاً. وتشير التقديرات الطبية إلى ان الانسان يقضي في الوسط المدني اكثر من 95% من يومه وكأنه يعيش داخل إناء مغلق، ولذا فمن الأهمية بمكان أن تكون بيوتنا ومكاتبنا جيدة التهوية.
تحسين عملية التنفس
لا يمكن للرئات ان تعمل جيداً دون توفر مضخة تنفسية جيدة، وتتمثل هذه المضخة في العضلات الخاصة بالحجاب الحاجز الذي يفصل بين التجويف الصدري والبطن. وتساهم هذه المضخة في تمكين الرئتين من الانتفاخ للسماح للهواء بالدخول إليهما، ولذا فإن العضلات التنفسية يجب ان تخضع لتمرين دائم مثل كل عضلات الجسم، فهذا التمرين يمكّن المضخة التنفسية من الانقباض بشكل جيد وزيادة مقدرتنا على التنفس والحد من حالة اللهاث التي تعترضنا أثناء القيام بمجهود عضلي. ويمكن للمرء القيام بتمرينات فعالة للعضلات التنفسية من خلال المداومة على نشاط جسدي رياضي منتظم، وتعتبر الرياضات التي تتطلب منا جهداً إضافياً كقيادة الدراجة، والمشي والسباحة من أفضل الطرق والوسائل لتحسين وظيفة المضخة التنفسية.
تعلم كيف تتنفس
اذا أردت ان تتمتع بأداء تنفسي فعال، فما عليك الا القيام ببعض حركات الشهيق والزفير العميق بشكل يومي، فإن ذلك يساهم الى حد بعيد في انبساط الحويصلات الرئوية وتوسيع سطحها الذي تتم عن طريقه عملية التبادل بين الهواء الداخل الى الرئتين والدم الذي سيحمل بدوره الأوكسجين الى الخلايا. وفي النهاية، اذا كان المرء على اطلاع جيد بمساوىء التدخين وتأثيره الخطير على الرئتين، وكان خبيراً بطرق التنفس الفعال، فإنه يكون قد ساهم الى حد بعيد في المحافظة على كنزه التنفسي وعاش حياته بملء رئتيه، فالهدف اولاً واخيراً يتمثل في معرفة الكيفية المثلى لاستنشاق الحياة. منقول ...
مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية .
يمتلك كل منا منذ ولادته ثروة صحية، لديه القدرة على ادخارها واستثمارها يوماً بعد يوم، وسواء أكان المرء نحيفاً أم سميناً، فإن رأسماله في هذه الحياة يكمن في امتلاك صحة وعافية، ولكن ما الذي يفعله المرء بهذه النعمة؟ إنه يساهم بكل بساطة في تبديدها لا لشيء إلا لأنه يفتقد الى المعلومات الأساسية البسيطة الضرورية للحفاظ على صحته. ومن هذا المنطلق، يبدو أنه من الواجب على الانسان أن يتعرف بشيء من التفصيل إلى طبيعة جسده وتكوينه وآليات عمله ومناطق قوته وضعفه، لأن ذلك يساعده بلاشك على التدخل سريعاً للحد من أخطار التعرض لبعض الأمراض المستعصية، واذا كان المرء غير معني بمعرفة أن التدخين ضار وأنه يمكن ان يودي بحياته اذا لم يتوقف عن تعاطي السجائر، فإن الوقاية ربما تكون سبباً مهماً في حماية الانسان من أمراض اخرى كالسرطان او السكتات القلبية لاسيما اذا ترافق ذلك مع بعض العادات الغذائية.
واذا أردنا ألا نذكّر سوى بالسمنة، أم العديد من الأمراض، فلابد ان نعلم أن تمرين العضلات والدماغ يعتبر من المفاتيح الاساسية لمستقبل مليء بالحيوية والنشاط. واليوم، أصبح الطب قادراً على صنع “المعجزات”، لكن علينا ان نعي دائماً أن الفاعل الاول للحفاظ على صحة ممتازة يتمثل في الانسان نفسه بكل بساطة وفي طريقته في الحياة، فالحكماء يقولون “تعلم كيف تعيش لتحيا حياة طويلة”.
التنفس فن
هل فكر أحدنا بعملية التنفس وبكيفية حدوثها وهل تخيل ما الذي يمكن ان يحدث لو توقف الجهاز التنفسي للحظات عن عمله؟ ربما يفكر البعض بذلك، وربما ينسى تماماً أنه يتنفس وأن قلبه ينبض بين أضلاعه!
والواقع ان الجهاز التنفسي عند الكائنات الحية عامة ضروري جداً للاستمرار في الحياة، فهو حقاً رأسمال ثمين لكنه ضعيف ولابد أن نحافظ عليه بأي ثمن لأن التنفس فن بحد ذاته. والرئة من الناحية التشريحية عضو معقد التركيب تتمثل وظيفته الأساسية في تأمين ما يلزم من أوكسجين لكامل خلايا الجسم، لذا تعتبر عملية التنفس وسيلة ضرورية للبقاء على قيد الحياة، وأي عطب في هذه العملية يؤدي في الحال الى الحد من النشاطات اليومية نظراً لحدوث ضيق في التنفس عند المرء أو ما يعرف بأزمة اللهاث. ويقول البروفسور ميشيل أوبييه رئيس وحدة أمراض الرئة والتنفس في مستشفى بيشات الفرنسي إنه يبدو من الضروري المحافظة قدر الإمكان على هذا الجهاز الكنز المعرض دائماً وعلى مدار حياتنا الى تأثيرات البيئة الخارجية عن طريق الهواء المستنشق الذي يدخل الى الرئتين مع كل شهيق وزفير.
يذكر ان الانسان في حالة الراحة، يستنشق حوالي 10 الاف ليتر من الهواء يومياً، وعندما يبذل مجهوداً متوسطاً على مدى 24 ساعة، فإن هذا الحجم من الهواء يبلغ 20 الف ليتر، اما في حالة بذل مجهود اضافي فإن كمية الهواء المستنشقة تصل الى 30 الف ليتر يومياً. ويدخل مع هذه الكمية المتنشقة الى رئتينا كل ما نتخيل وما لانتخيل من ملوثات وعوامل معدية ومثيرة للحساسية.. الخ، ويزداد ذلك كلما كانت عملية التنفس سريعة.
ولكي يمكن للمرء ان يتجنب كل هذه الملوثات، فإن رئتيه مدعمتان بنظام دفاعي غاية في التطور والتعقيد، ويشير البروفيسور أوبييه الى أن أفضل وسيلة للمحافظة على وظيفة التنفس الحيوي، تتمثل في الحد من كمية المواد السامة المستنشقة على مدار اليوم.
ويضيف أوبييه بأنه اذا كان المرء غير قادر على التحكم باستنشاق بعض المركبات الملوثة الموجودة في الجو، فيجب على الأقل الابتعاد قدر الإمكان عن تلك المركبات التي يستطيع التحكم بعدم استنشاقها كدخان السجائر مثلاً.والواقع ان المركبات الموجودة في السجائر تعتبر وبالاً على الانسان، فعلاوة على امكانية تسببها بسرطان في الرئة، فإنها تساهم بدرجة خطيرة في تدمير البنى الرئوية برمتها كالشعب الهوائية أو القصبات الرئوية التي تعمل على نقل الهواء الى أعماق الرئة، والحويصلات الرئوية التي تتم في داخلها عملية مرور الأوكسجين الى الدم.
ومن الأهمية ان نعلم ان الرئتين تستمران في النمو بعد الولادة، وحتى سن العشرين تقريباً. وبدءاً من السن الواقعة بين 25 - 30 سنة يبدأ الانسان بفقد قدرته الكاملة المثالية على التنفس، فتعاطي السجائر في سن المراهقة مثلاً يساهم الى حد كبير في إحداث اضطراب خطير في عملية اكتمال نمو الرئتين، كما ان التدخين في مرحلة النضوج يسرّع في فقدان المقدرة على التنفس الجيد.
ويرى البروفسور أوبييه أن ما ينطبق على دخان السجائر، ينطبق كذلك على سائر المواد السامة التي يتم استنشاقها في الأماكن العامة أو الخاصة كالمصانع مثلاً. وتشير التقديرات الطبية إلى ان الانسان يقضي في الوسط المدني اكثر من 95% من يومه وكأنه يعيش داخل إناء مغلق، ولذا فمن الأهمية بمكان أن تكون بيوتنا ومكاتبنا جيدة التهوية.
تحسين عملية التنفس
لا يمكن للرئات ان تعمل جيداً دون توفر مضخة تنفسية جيدة، وتتمثل هذه المضخة في العضلات الخاصة بالحجاب الحاجز الذي يفصل بين التجويف الصدري والبطن. وتساهم هذه المضخة في تمكين الرئتين من الانتفاخ للسماح للهواء بالدخول إليهما، ولذا فإن العضلات التنفسية يجب ان تخضع لتمرين دائم مثل كل عضلات الجسم، فهذا التمرين يمكّن المضخة التنفسية من الانقباض بشكل جيد وزيادة مقدرتنا على التنفس والحد من حالة اللهاث التي تعترضنا أثناء القيام بمجهود عضلي. ويمكن للمرء القيام بتمرينات فعالة للعضلات التنفسية من خلال المداومة على نشاط جسدي رياضي منتظم، وتعتبر الرياضات التي تتطلب منا جهداً إضافياً كقيادة الدراجة، والمشي والسباحة من أفضل الطرق والوسائل لتحسين وظيفة المضخة التنفسية.
تعلم كيف تتنفس
اذا أردت ان تتمتع بأداء تنفسي فعال، فما عليك الا القيام ببعض حركات الشهيق والزفير العميق بشكل يومي، فإن ذلك يساهم الى حد بعيد في انبساط الحويصلات الرئوية وتوسيع سطحها الذي تتم عن طريقه عملية التبادل بين الهواء الداخل الى الرئتين والدم الذي سيحمل بدوره الأوكسجين الى الخلايا. وفي النهاية، اذا كان المرء على اطلاع جيد بمساوىء التدخين وتأثيره الخطير على الرئتين، وكان خبيراً بطرق التنفس الفعال، فإنه يكون قد ساهم الى حد بعيد في المحافظة على كنزه التنفسي وعاش حياته بملء رئتيه، فالهدف اولاً واخيراً يتمثل في معرفة الكيفية المثلى لاستنشاق الحياة. منقول ...
مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية .