المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : &( التصلب المتعدد... العلاج المبكر يؤخر العجز )&


د.عبدالله
29-11-2007, 08:41 AM
وسط حضور مكثف لأكثر من 4000 طبيب وباحث من جميع أنحاء العالم، شهدت العاصمة التشيكية براغ مؤخرا أعمال المؤتمر الدولي الثالث والعشرين للجمعية الأوروبية لأبحاث وعلاج مرض التصلب المتعدد للجهاز العصبي ms)) Multiple sclerosis والذي تستضيفه سنويا إحدى العواصم الأوروبية.




من المعروف أن التصلب المتعدد للجهاز العصبي هو مرض مزمن لا يمكن التنبؤ به، يصيب الجهاز العصبي المركزي الذي يتكون من المخ، النخاع الشوكي، والعصب البصري. في هذا المرض يحدث تدمير لما يسمى »مايلين« وهو العازل الواقي المغلف للألياف العصبية مما يعيق التواصل بين المخ والنخاع الشوكي والعصب البصري مؤديا لظهور أعراض المرض.


وقد أظهرت أحدث الدراسات البحثية المقدمة للمؤتمر بعنوان Betaferon والتي استغرقت 5 سنوات أن العلاج المبكر والمستمر للمرض باستخدام عقار »البيتافيرون« يؤدي إلى نتائج مبشرة ويساهم في عدم تطور المرض.


ويقول د. مارك س. فريدمان أستاذ الأمراض العصبية في جامعة أوتاوا والباحث في تجربة Betaferon »ان هذه التجربة الرائدة وفرت للمجتمع الطبي أولى الدلائل الواضحة على أهمية العلاج المبكر بواسطة بيتافيرون عند ظهور أول أعراض للمرض حتى يؤخر ظهور العجز« وأضاف أن النتائج أوضحت أنه على مدى 3 سنوات من العلاج المبكر ببيتافيرون للمرضى الذين يظهر عليهم الأعراض لأول مرة أن هناك 40% من الانخفاض في معدل ظهور العجز و 41% من الانخفاض في خطورة التطور الاكلينيكي للمرض مقارنة بالمرضى الذين تأخر البدء في علاجهم.


لم يظهر من أي نوع علاج آخر لهذا المرض مثل هذا التأثير في علاج المرضى المصابين حديثا. قد تمت الموافقة عالميا على استخدام بيتافيرون في علاج حالات الانتكاسة في مرض التصلب المتعدد للجهاز العصبي لخفض معدلات التفاقم الاكلينيكي للمرض، كما يستعمل أيضا في المرضى الذين تظهر عليهم الأعراض لأول مرة.


ويقول أ.د طه كامل أستاذ الأمراض العصبية بكلية الطب جامعة عين شمس إن مرض التصلب المتعدد للجهاز العصبي عبارة عن إصابة أو عطب في الغلاف المحيط بالأعصاب وهو مرض لا يمكن التوقع أو التنبؤ بالإصابة به وبالرغم من اكتشافه في أواخر القرن التاسع عشر فإن أول علاج له قد ابتكر في بداية التسعينات من القرن الماضي.


ويؤكد أ.د طه كامل أن هذا المرض يصيب الأعمار في سن مبكرة في مقتبل عمر الشباب بين العقد الثاني والثالث ومعدل إصابة السيدات به تبلغ الضعف وتتنوع الإصابة من إصابة بالعصب البصري وجذع المخ أو النخاع الشوكي ومن المهم التشخيص المبكر والعلاج المبكر بالعقاقير الحديثة مثل العلاج بواسطة عقار البيتا انترفيرون.


وذلك لمنع حدوث مضاعفات المرض، وتقول الإحصاءات إن عدد المصابين بهذا المرض علي مستوى العالم حوالي 2.5 مليون شخص وتتراوح نسبة الإصابة به ما بين 85 في البلاد الاسكندنافية وحوالي 30 في الشرق الأوسط لكل 100 ألف مواطن وفي مصر يبلغ عدد الأفراد المصابين حوالي 20 ألف مريض.


ويقول د. حسن عبدالله رئيس الجمعية اللبنانية لأمراض الأعصاب إن المرض ليس نادراً في الدول العربية والإحصاءات تشير أن من بين 100000 شخص يصاب 38 مريضا، وبالتالي نحن نتحدث عن حوالي 2000 مريض في لبنان ونفس العدد في الأردن وكذلك باقي الدول، هذا المرض السبب الرئيسي فيه هو اضطرابات المناعة ولم يعرف حتى اليوم السبب الأول للمرض ولكن العلم يدرك ماذا يحدث في الجسد حيث إن الجهاز المركزي »الدماغ والنخاع الشوكي« مبنيا من مادة رمادية ومادة بيضاء.


وفي هذا المرض تصبح المادة وكأنها عدوة للجسد وبعبارة أخرى أن الجهاز الدفاعي المناعي للجسد يتعرف على المادة البيضاء وكأنها عدوه أو جسم غريب وعليه مقاتلته أو الهجوم عليه، وطبعاً هذه الآفات التي تحدث في المادة البيضاء لها أعمار ولها مكان حيث كل مكان يكون مسؤولا عن وظيفة لديه وبالتالي تنشر هذه الآفات في الزمان والمكان مما يؤدي إلى تعدد الاصابات دون الربط بينها بسبب انتشارها المكاني أو بسبب الزمن.


ويضيف قائلا المرضى في بداية هذا المرض يتعرضون إلى شيء من الفرح المفرط وفي مراحل لاحقة، بسبب الإعاقات الحسية والحركية، يعانون من الاكتئاب الشديد. ويمكن تقسيم الشكل السريري للمرض إلى ثلاث حالات: الشكل السريري الحميد وهو كناية عن هجمات خفيفة الأعراض وقليلة بالعدد وهذا يعتبر أقلها حدة، الشكل الثاني هو المتطور سنويا أي لاحقا وهو أكبر نسبة تصل إلى 80% من المرضى وفيه تأخذ الإصابات الحسية والحركية شكل هجمات متلاحقة مما يؤدي إلى إعاقات فيصبح المريض متعلقا بالآخرين »معتمداً على مساعدة الآخرين« ثم المتطور الأولي بشكل تدريجي وهو أخطرهم.


ويشير د. حسن عبدالله أن هذا المرض تتحكم به أشكاله بالأساس على أن الأدوية ليست شفائية بشكل كلي ولكنها ضرورية لمنع التدهور بشكل سريع ولمنع الوصول المبكر على الكرسي المتحرك. وحول أهم الأعراض التي يشعر بها المريض يقول د. سالم الحلبي طبيب استشاري بمستشفى الأسد الجامعي بدمشق إن المرض يمكن أن يصيب أي مكان في الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والنخاع الشوكي).


وبالتالي حسب المكان الذي يصيبه تحدث أعراض فإذا أصاب العصب البصري حدث تشويش في الرؤية لإحدى العينين وكأن المريض ينظر من خلال زجاج مغشى وإذا أصاب المنطقة المسئولة عن الحركة حدث ضعف في العضلات المصابة وإذا أصاب المنطقة المسؤولة عن التوازن حدثت صعوبة في التحرك رغم أن العضلة غير ضعيفة كما أنه قد يصيب مراكز التحكم بالتبول فيحدث صعوبة في ضبط البول وقد يحدث إصابة في أكثر من مكان في نفس اللحظة أو على مدى الهجمات.


إذا كانت هذه أول هجمة للمرض والمريض تم إخباره عن المرض، فعادة ما يكون ذلك مصدر شدة نفسية عصبية مبكرة. ويضيف قائلاً: »عادة ما أحاول أن أعطي التشخيص والمعلومات بشكل تدريجي بحيث تتولد لدى المريض قناعة أولاً أنه ليس كل المرضى المصابين بالمرض ينتهون بالعجز الشديد، ثانياً هناك علاجات تعطى أثناء الهجمة وأخرى تعطى بأمل التخفيف من احتمال العجز الذي قد يخلفه المرض وثالثاً أخبر المريض أن هناك أبحاثا بملايين الدولارات لإيجاد العلاج الشافي الذي يقضي على المرض.


ثم أشجعه أن يتابع حياته ونشاطاته كأفضل ما يستطيع وكما لو كان لم يصب بأي شيء. وعبر السنين تتراجع وظيفة الأعضاء بشكل تدريجي أو نادراً بشكل مفاجئ، فبعض المرضى لا تتراجع عندهم الهجمة من المرة الأولى ولكن تخلف آثارا مستديمة لكن معظم المرضى لا تحصل عندهم هذه الآثار المستديمة إلا بعد سنين طويلة من المرض. فتحدث صعوبة في المشي عادة واضطراب بالتوازن وصعوبة بالتحكم بالبول.


ولا يوجد أي وقاية قبل الإصابة بهذا المرض لكن بعد التشخيص هناك أدوية تخفف من حدة المرض ولم نصل بعد للدواء الشافي. ومن المفيد للمريض المصاب بالتصلب المتعدد للجهاز العصبي أن يمارس الرياضة الخفيفة، ويتجنب العادات السيئة كالتدخين، ويجد الكثيرون من المرضى تخفيفاً من آلامهم باشتراكهم بالجمعيات الأهلية لمرضى التصلب المتعدد للجهاز العصبي التي تحميهم مع أقرانهم من المرض.


ويشرح د. علي حسين الرفاعي الأستاذ في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية قسم علوم الأعصاب بداية هذا المريض قائلاً: تكون هناك أعراض من أمراض الدماغ مثل عدم وضوح الرؤية، عدم الاتزان، ضعف في الأطراف، تستمر لمدة أيام أو أسابيع، ويتلوها تحسن بدرجات قد تصل إلى اختفاء هذه الأعراض وفي هذه الحالة قد لا يذهب المريض إلى الطبيب.


إلا عندما تتكرر هذه الأعراض وبالتالي يكتشف الطبيب أن هذه هي المرة الثانية ويطلب من المريض عمل الرنين المغناطيسي مع بزل ظهري (أخذ عينة من سائل النخاع الشوكي) وأشعة الرنين تظهر على بعض أماكن مختلفة في المخ تجعل احتمالية الإصابة بالمرض عالية.


ويضيف د. علي حسين تبدأ رحلة العلاج من هذه النقطة وفيها يتم إعطاء الكورتيزون للإسراع من عملية الشفاء من الهجمة، ثم يقيم الطبيب حاجة المريض إلى حقن النترفيرون والتي يوجد أنواع مختلفة منه، والهدف من هذه الحقن تقليل مرات حدوث الهجمات مع العلم بأن هذا العلاج لا يعتبر علاجاً شافياً لهذا المرض، ولكنه يمكن أن يؤجل من تطور هذا المرض والعلم مازال يبحث والتطور مستمر وقد يتم اكتشاف علاج فعال بإذن الله.


ويوضح د. راجي العمدة مستشار مفوض طب المخ والأعصاب باللجنة الطبية الدائمة للأمم المتحدة أن أهم الاتجاهات الحديثة في العلاج تحث على ضرورة تلقي المريض للعلاج عند حدوث أول نوبة انتكاسية للمرض يتم تشخيصها اكلينيكيا ويتم التأكد منها بالفحوصات الطبية.


وينقسم العلاج الخاص لمرض التصلب المتعدد للجهاز العصبي إلى ثلاث مراحل رئيسية: أولاً العلاج المكثف الأولي ويهدف إلى تقليل حدة الالتهاب بالجهاز العصبي ويعتمد أساساً على جرعات مكثفة من إحدى مشتقات الكورتيزون ويتم تقليلها تدريجياً لتجنب الآثار الجانبية المصاحبة لاستخدامها، ثم علاج الأعراض المصاحبة للمرض وتختلف هذه المرحلة من مريض لآخر حسب الأعراض المصاحبة.


مثال: يعطى المريض الأدوية المنسقة لديناميكية التبول في حالة ظهور أعراض اضطراب في طبيعة التبول، وهكذا إلى جانب الاهتمام بالتوعية الخاصة بنوعية التغذية المناسبة لمرضى التصلب المتعدد للجهاز العصبي. ثم العلاج المغير لمسار المرض وتعتمد هذه المرحلة على استخدام بعض الأدوية الحديثة المؤثرة في مسار المرض والتي تساعد على تقليل عدد نوبات الانتكاسات المرضية كذلك الإقلال من شدة هذه النوبات إلى جانب زيادة الفترة الزمنية بين النوبة والأخرى مثل عقار البيتا ــ انترفيرون وكذلك بعض الأدوية الأخرى التي تعمل في هذا المجال.


ويعلق د. سليم عطروني أستاذ في كلية الصحة بالجامعة اللبنانية على أهم طرق العلاج قائلاً: تم اكتشاف علاجات لأول مرة في التسعينات من القرن الماضي، وهذا المرض ناتج عن أن جسم الإنسان يولد مضادات ضد المادة المغلفة للأعصاب لذا يحدث اضطراباً بوظيفة العصب وهو نقل التيار الكهربائي بهدفين: أولاً إعطاء القدرة للعقل للعمل. ثانياً: نقل الإحساس من كافة أنحاء الجسم.


فإذا تم اكتشاف أن هناك مضادات ضد المادة البيضاء فإن هذا يعتبر بداية حدوث المرض، لذلك خلال العقدين الأخيرين تم التركيز على العلاجات التي تخفف من إنتاج الجسم للأجسام المضادة للمادة المغلفة للأعصاب.


ولعل من أهم العلاجات التي ابتدئ فيها هي الكورتيزون ثم العلاجات المضادة للأمراض السرطانية لأن تلك العلاجات تخفف من المناعة أو بالأحرى إفراز الجسم للمواد المضادة بدءًا من الخمس عشرة سنة الماضية ظهرت علاجات جديدة أهمها الانترفيرون والتي كان الهدف منها أساس تخفيف الحالة الالتهابية بشكل قوي مما يؤدي إلى التخفيف من عدد الأزمات أو الهجمات ومن قوتها أي تأثيرها على الجهاز العصبي لكن المزعج في علاجات الانترفيرون هو كونه في شكل حقن مستمرة في العضل أو تحت الجلد وذلك على مدى الحياة مما يعد إرهاقاً جسمانياً للمريض.


ويقول د. فنكاتيسا ناجاراجان، استشاري الأمراض العصبية بمستشفى ابن سينا بالكويت إن عدد المرضى المصابين بمرض التصلب المتعدد للجهاز العصبي قد زاد بعد حرب الخليج، فأصبح عدد الحالات 13 حالة في الألف، وربما يرجع ذلك إلى عوامل متعددة منها: التدخين، المواد الكيميائية، التعرض للأبخرة السامة أو التلوث، وقد أصبح المعدل الآن حالة أو حالتين في كل شهر ويمكن اكتشاف المرض من خلال MRI (أشعة الرنين المغناطيسي) حيث يتم اكتشاف حالات كثيرة من المرض.


ويضيف قائلاً إن مرض MS هو مرض مزمن يصاب به الجهاز العصبي المركزي الذي يتكون من المخ والنخاع الشوكي والعصب البصري ويُعتقد أنه يحدث نتيجة الاختلال في الجهاز المناعي للجسم، حيث يبدأ جهاز المناعة الطبيعي في جسم المريض في مهاجمة خلايا الجسم الطبيعية للشخص المصاب.


وفي هذا المرض يحدث تدمير للمادة المغلفة للألياف العصبية، مما يعيق التواصل بين المخ والنخاع الشوكي والعصب البصري مؤدياً لظهور أعراض المرض. وهذا ما يسمى بالهجمة الأولى. وقد يحدث انتكاسة بعد سنتين أو أكثر.


ويؤكد أنه إذا لم يتم العلاج مبكراً فإن الأعراض تتضاعف وقد لا يستطيع المريض التحكم في أجهزة الجسم الحسية والحركية، وبذلك فإن هناك احتمالية حدوث عجز تتزايد مع طول المدة التي يعاني فيها المريض من هذا المرض وقد تشمل التعب والإرهاق، ضعف الرؤية في إحدى العينين أو كليهما، ضعف أحد الساقين أو كليهما، الإحساس بالتنميل في الوجه أو جذع الجسم، الدوخة، اللعثمه في الكلام أو عدم التحكم في التبول.


ويستعرض د. كوتيكار كوتكار، استشاري أعصاب بالمستشفى الكويتي بالشارقة أنواع المرض قائلاً هناك أربعة أنواع من المرض، لكل منها صفاته الخاصة، على الرغم من أنها جميعها لا يمكن التنبؤ بها. - النوع الحميد: مرضى هذا النوع يستمرون معافين لسنوات عديدة بعد الهجمة الأولى للمرض. ويشخص هذا النوع فقط عندما يبقى المريض من دون عجز أو بنسبة عجز ضئيلة لمدة 10 ــ 15 عاماً بعد الهجمة الأولى.


- النوع الانتكاسي: يعاني مرضى هذا النوع من انتكاسات واضحة (تسمى نشاطا أو هجمة أو تفاقما للحالة) والتي تسبب تأثير أكثر سوءاً وحدة للوظائف العصبية، يتبعها فترات شفاء جزئي أو كلي للأعراض. ويتم تشخيص معظم المرضى في البداية تحت هذا النوع. - النوع المتطور الثانوي: خلال 10 سنوات من ظهور أول الأعراض معظم مرضى النوع الانتكاسي يتطور المرض عندهم إلى حالة عجز متقدم ويسمى حينئذ النوع المتطور الثانوي.


- النوع المتطور الأولي: مرضى هذا النوع يعانون من تقدم مستمر في المرض منذ أول ظهور للأعراض من دون فترات شفاء أو انتكاسة واضحة. ومع ذلك قد تمر على المريض فترات مؤقتة من التحسن الطفيف.


ويشيد د. كوتيكار كوتكار بالحضور المتميز ففي ندوة باير شيرنج فارما فاق عدد الحضور أربعة آلاف فرد من الأطباء والباحثين مما يدل على الاهتمام العالمي الملحوظ بهذا المرض، ويضيف قائلاً إن الدراسة التي تم عرض نتائجها في المؤتمر والمعروفة باسم BENEFIT أوضحت أن العلاج المبكر للمرضى الذين أصيبوا حديثاً بهذا المرض بواسطة Betaferon يبطئ بصورة واضحة تطور حالات العجز.


وحول أساليب تشخيص المرض يقول أ. د. عمر الصيرفي أستاذ الأمراض العصبية بكلية الطب جامعة القاهرة أن تشخيص مرض التصلب المتعدد للجهاز العصبي ما زال يعتمد على التشخيص الإكلينيكي وبعد ذلك يأتي دور الفحوصات مثل الرنين المغناطيسي أو بزل النخاع أو الجهد المثار البصري لتأكيد التشخيص الإكلينيكي للمرض. ويضيف زن مرض التصلب المتعدد للجهاز العصبي يعتمد في تشخيصه الإكلينيكي على تناثر الأعراض في أماكن متفرقة بالجهاز العصبي، ثم مرور المرض بمراحل نشاط وخمول.


وهذه القاعدة تنطبق أيضاً على التشخيص بجهاز الرنين المغناطيسي وتتضمن ظهور إصابات متفرقة بالجهاز العصبي في الرنين المغناطيسي ثم ظهور إصابات بالجهاز العصبي في الرنين المغناطيسي على مراحل زمنية مختلفة وهذا يعتبر مؤشراً مهماً في تشخيص المريض. وقد تم في المؤتمر التأكيد على دور تصوير الحبل الشوكي والفقرات بالرنين في التشخيص.


كما تم أيضاً التأكيد على أنه ليس هناك علاقة ما بين حدة المرض الإكلينيكية وعدد الإصابات بالمرض في الجهاز العصبي بتشخيص الرنين بمعنى قد تظهر في صور الرنين المغناطيسي إصابات عديدة بينما الأعراض الإكلينيكية بسيطة والعكس صحيح. وينبه أ.د. عمر الصيرفي أن نتيجة الرنين المغناطيسي الإيجابية لمرض المتصلب المتناثرة قد تتشابه مع أمراض عدة أخرى والتفرقة بينها تعتمد على الفحص الإكلينيكي بجانب الفحوصات المعملية.


ويمكن فحص المرض بالرنين المغناطيسي التقليدي أو بالرنين المغناطيسي غير التقليدي، وفي مرض التصلب المتعدد للجهاز العصبي دور الرنين المغناطيسي الغير تقليدي ما زال تحت البحث ويمكن أن يكون له في المستقبل دور مهم في تشخيص ومعرفة حدة المرض. وأخيراً للرنين المغناطيسي دور لمعرفة تأثير العقاقير مثل الانترفيرون على الجهاز العصبي وتكرار الفحص قبل وبعد العلاج له دور في تحديد نجاح علاج مرض التصلب المتعدد للجهاز العصبي.


وينصح د. سمير عطوي أستاذ العلوم العصبية بالجامعة الأميركية ببيروت بضرورة أن يفهم المريض أن هذا المرض هو مرض مزمن لابد له من علاجات بصورة مستمرة، وقد ساعد الإعلام على ذلك، وفي الوقت الحاضر وضعنا أفضل مما كان عليه منذ عشر سنوات، لأنه في الأصل كان التصور أن المرض ليس له علاج، ولكن هناك أدوية مطبقة في العلاج منذ 15 عاماً، وهذا المرض يصيب صغار السن وهو أكثر سبب للشلل بين الشباب وعدم التوازن ويجعل المريض يجد صعوبة في التنقل.


ويضيف قائلاً إن نتائج دراسة BENFIT سوف تساعد على تحسين علاج المرضى في المراحل الأولى للمرض وتؤيد نتائج هذه الدراسة المعلومات التي سبق نشرها بالأبحاث السابقة والتي أظهرت أن وجود الأجسام المضادة المعادلة لا تؤثر على كفاءة الــ Betaferon.


ويقول د. يعقوب البهو أستاذ مشارك من الجامعة الأردنية قسم الأعصاب أن مرض MS (التصلب المتعدد للجهاز العصبي) يصيب عدة مناطق من الجهاز العصبي المركزي، وإذا كانت هناك هجمات متعددة أو انتكاسات تظل عدة أسابيع ثم يتحسن الغشاء العصبي ويعاد بناؤه ولكن كل هجمة أو انتكاسة تترك وراءها آثاراً على الغشاء الخارجي في الأعصاب، وإذا استعمل الانتروفيرون مبكراً في بداية المرض يمكن أن تمنع إصابة العصب.


وأضاف: من أهم الأوراق العلمية التي قدمت للمؤتمر، الإعلان عن استمرار الدراسة في عقار كامباث وهو في المرحلة الثالثة وتمت الدراسة على 1200 مريض، وتأثيره على تطور المرض والهجمات والتي أثبتت حتى الآن فعالية لهذا العقار أكثر من الآنتروفيرون لأنه يستخدم مرة واحدة لمدة 5 أيام في السنة وتسير الدراسة الآن لبحث تلافي الآثار الجانبية التي يسببها هذا الدواء، وينصح د. يعقوب المصاب بالمرض بالابتعاد عن الحرارة والإرهاق النفساني والجسماني، كما ينصح الشخص الطبيعي بعدم التأخر في استشارة الطبيب عند الشعور بأي أعراض خفيفة كالتي ذكرناها.


ويشرح د. خالد حموليلا مدير مستشفى ابن النفيس بدمشق طريقة التعامل مع المريض قائلاً: بعد وضع التشخيص من قبل الطبيب علينا أولاً معالجة الهجمة المرضية ثم علينا وضع خطة العلاج الوقائي لتأخير تطور المرض بقدر الإمكان ويكون العلاج أولاً بمثبطات المناعة مثال الكورتيزون وعند خروج المريض من هجمته نبدأ بالشرح له كيف أن بعض الأدوية لها دور كبير في تأخير تطور المرض سريرياً وعضوياً.


ولأن هذا المرض يصيب الشباب فهذا يخلق حالة قلق شديد لدى المريض خاصة عند معرفة سير المرض وكيف يمكن أن يؤدي هذا إلى إقعاد المريض مستقبلاً ولذلك سيكون المريض متقبلاً بشكل جيد لتلقي علاج دائم بهدف إبطاء هذا السير ومن هنا تكون المشكلة المادية في بعض البلدان التي لا تغطي تكلفة العلاج بشكل كامل من قبل المؤسسات الصحية الحكومية وغالباً ما يرضى المريض بتعاطي العلاج الدائم وهو على أمل بان تكون هناك علاجات جديدة ذات فعالية أكبر في المستقبل.


ولدينا بسوريا تجربة لإنشاء جمعيات لمرضى MS كانت بتشجيع مجموعات المرضى بإنشاء جمعية لهم من خلال شرح فوائد إنشاء مثل هذه الجمعيات التي تكون جمعيات توعية صحية وجمعيات مطالبة للمؤسسات الصحية بتغطية تكاليف العلاج بأكبر نسبة ممكنة، وفعلاً تم إنشاء جمعية التصلب المتعدد للجهاز العصبي السورية من قبل المرضى والتي تشكلت منذ عدة أشهر.


وحول إعادة تأهيل المرضى يقول أ.د.شريف حمدي استاذ الأمراض العصبية بالقصر العيني إن المؤتمر تحدث عن التأهيل والعلاج لهؤلاء المرضى ليحيوا حياة طبيعية حيث ننصح ببدء العلاج المبكر والعرض المبكر على أخصائي الأمراض العصبية.


حيث توجد بعض العقاقير المهمة للمرضى مثل عقار بيتافيرون والأدوية المثبطة للمناعة وبالنسبة للتأهيل فيشمل العلاج الطبيعي وأنواع مختلفة تستعمل في الدول الأوروبية مثل العلاج المائي والعلاج الطبيعي بوسائله المختلفة والاعتماد على الغذاء الطبيعي وأنواع من التأهيل النفسي والطبي لهؤلاء المرضى ومنع عوامل الاكتئاب ومحاربة الاعتقاد الخاطئ أن هؤلاء المرضى ليس لهم علاج حيث إن هذا المرض يحتاج إلى المتابعة والاهتمام والعلاج الطبي الدوائي وغير الدوائي والعلاج الطبيعي لإعادة هؤلاء المرضى ليحيوا حياة طبيعية آمنة ومليئة بالأمل والحياة.


المصدر : المجلة الصحية ( الصحة أولا ) .