المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة ( عبادات بائدة وعادات سائدة ) الرقص !!!


جند الله
09-05-2005, 04:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



من الشائع بيننا اليوم في المناسبات السعيدة والأفراح [الرقص] ما يمارسنه الفتيات والنساء فضلا عن الرجال في أحيان كثيرة جدًا، ولا مانع مطلقًا أن ترى تبادل الرقص مع الرجال والنساء، هذا فضلا عن استئجار الراقصات المشهورات وأخذ الصور التذكارية معهن، وصار الناس يتفاخرون فيما بينهم بإحياء الراقصات شائعات الصيت لاحتفالاتهم، ويتباهون بالمبالغ الباهظة التي يدفعونها إلى هؤلاء الراقصات، خاصة اللاتي يمارسن ما يعرف بالرقص الشرقي والمنتشر في الملاهي الليلية، حيث تستعرض الراقصة مفاتن جسدها بحركات إغرائية مثيرة للغرائز، ولا خلاف بين الرقص الشرقي ولا الشعبي ولا ما يعرف بفن (البالية) فكله عرى و استعراض لمفاتن الجسد، سواء كان بغرض الفن و الإبداع أو إثارة الغرائز، فالأصل في الرقص أنه طقس من الطقوس السحرية والوثنية، بخلاف أن العرى فيه إهانة لخصوصيات الجسد، وابتذال لمفاتنه، وعامل مؤثر من عوامل إلهاب السعار الجنسي وإشعال جذوته، وهذا يعد إهانة صريحة لكرامة الجسد البشرى وحسنه في مقابل إهانة الجسد الشيطاني ومسخه وكأن إبليس يهزأ ببني آدم قال تعالى: يَا بَنِى ءَادَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَتِهِمَآ [الأعراف: 27].

فإن الرقص الطقوسي:
(هو الرقص الذي يؤدى وفقا لشعائر أو مبادئ معينة وتصاحبه أعمال وأدوات تقليدية، ومنه الرقص الديني، والجنائزي... وفى الرقص الطقوسي يتدخل العامل الديني أو السحري ويستخدم كعامل أساسي في الرقص لمحاربة قوة خفية والانتصار عليها). ()

وهنا يجب أن نتنبه إلى شيء هام قد يوضح لنا الفارق بين مجرد العادات بوجه عام وبين العادات السحرية بوجه خاص، من حيث مخالفتها للفطرة السليمة والذوق العام، فهي تشكل ممارسات شاذة لا تقبلها الفطرة السليمة طالما انحرفت عن ذلك المسلك القويم، وبتتبع منشأ الرقص يتبين ارتباطه بالكفر والوثنية، مما يكشف فساد الرقص والراقصون واستحلالهم لهذه الممارسات الشاذة ذات الأصل الوثني.

بدأ الرقص في نشأته الأولى كطقوس سحرية كان يقصد منها جذب الحيوانات المرغوب فيها، (من ذلك أننا نجد أن بعض الرقصات إنما هي محاكاة أو تقليد لحركات حيوانات بعينها، وأنها سبب أن تؤدى كشيء مرغوب فيه من وجهة نظر الصياد البدائي بغية اجتذاب هذه الحيوانات أو اقتناصها بطريقة سهلة).. فهم كانوا يتعبدون الشياطين كي تساعدهم في اقتناص الصيد، فكان الرقص يعد طقسا تعبديا رجاء عونهم على الصيد، واستمر الرقص كطقوس سحرية إلى مرحلة الزراعة أملاً في نمو النبات والخصوبة، (أما رقصات الحرب، والرقصات الشعائرية (الطقوس Ritu) فقد ظهرت متأخرة عندما بدأ الإنسان يذهب إلى الحرب ويعبد الأرباب، ويليها رقص الحلقات الجماعية، الذي كان تعبيرًا انفعاليًا عن أفراح الإنسان وأحزانه).()

(في العبادة القديمة لدى الإغريق للإله ديونيسوس (الذي يعرف أيضًا باسم باخوس) كان ذلك الإله الخامل، إله الخمول والرخاوة، يعبد من خلال الرقص الانتشائي العنيف المدفوع الذي يعين على استمراره المضغ لأوراق اللبلاب ولنباتات الفطر. كانت تلك الطقوس _ التي كانت تتم في حماية مجموعة من النساء يطلق عليهن اسم الـ Bakkai تحدث على الجبال في الشتاء وتنتهي بالقتل الرمزي لديونيسوس الذي كان يتمثل على هيئة عنز (Teagos) يتم قتلها وتقطيع أوصالها وأكلها نيئة. هكذا يصبح المحتفلون متعصبين دينيين مفعمين بالحماسة Rnthusi(stikos (يحملون الله بداخلهم) فيما بعد. كانت دويلات عدة تقيم احتفالاتها بديونيسوس، وقد انتقلت هذه الاحتفالات إلى الربيع بدلا من الشتاء، وكانت دائما مفعمة بالابتهاج والسرور الخاص بالترجوياداى Tragoidiy أو أغاني الماعز Goat Songs. ومع نهاية القرن السادس قيل الميلاد أصبح الاحتفال بدنيسوس مكرسًا على نحو خاص لتقديم المسرحيات التي نطلق عليها الآن اسم المسرحيات التراجيدية).()

وفي جزر (هايتي) و(البرازيل) ينتشر نوع من السحر يسمى (الفودو Voodoo)، وفيه يستخدم السحرة الرقص كوسيلة لاستحواذ شياطين الجن على أجسادهم لتحقيق أهدافهم الشريرة. (ويجتمع القائمون بهذا الأمر في احتفال راقص، ويزعمون أن الروح تستولي على جسد امرأة، فتقوم تلك المرأة برقصة، وهذه الرقصة جزء من هذه الشعوذة التي يضحك فيها الشيطان على عقول البشر. ويستخدم في (الفودو) الدمى ومشية الموت ليجلبوا المرض والموت إلى الشخص الذي يريدون أذيته، وخلال الترانيم السحرية يستخدمون الدم والمنى والنباتات السامة وبقايا الجثث الآدمية. ويلاحظ أن ممارسي هذا النوع من السحر يصابون بنوع من الصرع، يتبعه دخول روح (أزرويل) في الشخص الذي يقوم بالرقص، ويزعمون أن المرأة التي تدخل الروح جسدها لا تشعر بجسدها، ولكنها تشعر بوجود قوة تتجه لتفجير رأسها، وتبقى على هذه الحال لمدة ثلاث أو أربع ساعات إلى أن يحدث السحر. ومن الضلال الذي يصاحب هذه الديانة الكفرية أن المرأة التي تقوم بهذه الرقصات يسمح لها بالزواج من عدد من الرجال بقدر عدد الخواتم التي كانت تلبسها، كما أنه يجوز لها أن تقيم علاقات أخرى مع الرجال من غير زواج بالقدر الذي تراه. وعند الانتهاء من الرقص تطلب الروح المرطبات أو المشروبات الكحولية، وتطلب نقلها على كرسي لتنام ثم تفارق بعد ذلك جسد المرأة).()

والآن وقد صار الرقص يمارس من باب المرح والتسلية والوجاهة والفخر، حيث لا تكاد تخلو منه مناسبة اجتماعية أو قومية أو حتى دينية إلا وجدت ذلك الرقص الفردي أو الجماعي، حيث يتشارك فيه الرجال مع النساء في هز أجسادهم والتمايل، وللأسف أن فاتورة هؤلاء الراقصين تدفع من رصيد الأمة، وعلى حساب الفقراء والمرضى الذين لا يستطيعون الرقص ولا التحرك بالمرة. حيث يقدم هذه الاستعراضات ما يعرف بالفرق الاستعراضية والفنون الشعبية، والتي كثيرًا ما استغلها القوادين والديايثة ستارًا لترويج الدعارة والتسويق لسلعته الرديئة، والإيقاع بالساذجات والساقطات، حيث نجد في الجرائد الرسمية إعلانات تطلب [فتاة ذات مظهر حسن]، و[مواهب جديدة للانضمام في فرق الفنون الشعبية]، ومثل هذه الفرق لا تمارس نشاطها المشبوه داخل البلاد فقط، بل تنتقل إلى الدول المحيطة لنشر فجورها في خارج البلاد، وهكذا تنتقل الدعارة باسم الرقص والفن إلى الخارج، بينما نحن نشجع هذه الفرق ونصفق لها وندفع لها من قوت المساكين الذين هم أولى بهذه الأموال، وليمارس البغاء سرًا تحت مسمى الرقص والفن، بعد أن كان يمارس جهارًا في منطقة ((الأزبكية) وما يتفرع عنها من مناطق (ككلوت بك) و(وش البركة) و(الوَسَعَة) حيث كانت خلال النصف الأول من القرن العشرين تمثل حي البغاء في القاهرة حتى صدور قرار الحكومة (1949) بإلغاء البغاء الرسمي في مصر).() وكان وراء إلغاء قانون البغاء في مصر، البرلماني الثائر الأستاذ (سيد جلال) (1901_ 1984).

(قد أشار تقرير عصبة الأمم 1927م: إلى أن هناك طائفة من الفتيات يجد سماسرة الأعراض بينهن موردًا عظيمًا لا ينضب، وهذه الطائفة من الممثلات و(الراقصات) وفتيات المسارح والحانات وأمثالهن، ومما يدعو إلى الأسف أن كثيرًا من مديري تلك المسارح والحانات، يشترطون في الفتيات اللاتي يستخدموهن، أن لا يرفضون بيع أعراضهن إذا طلب منهن ذلك، هذه هي الصورة الغربية التي يجب أن تكون أمام المرأة المسلمة، وهى تقرر موقفها من هذه الحركة الضالة التي تقودها القوى الأجنبية في بلادنا، ولقد كانت حركة تحرير المرأة في أوائل هذا القرن مؤامرة خطيرة استهدفت، كما وصفها الأستاذ محمد فريد وجدي، تدهورًا مروعًا في الآداب العامة وانتشار مفزعًا لمبدأ العزوبية وأصبحت جلسات المحاكم غاصة بقضايا هتك الأعراض وهرب الشابات.. إلخ). ()

ومن الجدير بالذكر أن أصحاب فرق الرقص الشعبي يقومون باقتباس تصميم حركات الرقص من الزار والحضرات والطرق الصوفية، وإدخالها في الرقصات ليعطوا إيحاءً زائفًا للمتلقي بالجو الإسلامي، مما يشوه صورة الإسلام، بوجه خاص في تلك الرقصات الدينية في ذكرى مولد الرسول الكريم r، وفي ذكرى الهجرة، فنجد المباخر والأوشحة الخضراء والضرب بالدفوف والتمايل والتفقير، وكل ذلك في جملته يعد طقوس وثنية يتعمدون إلصاقها بالإسلام وأتباعه، في حين أن الله ورسوله والمسلمين أبرياء من فعلهم.

فما نراه مشاهدًا اليوم من رقص في حلقات [الزار] ما هو إلا طقوس يتعبد بها الشيطان والجن، ذلك ما يطلقون عليه [التفقير] وهو تلك الحركات العنيفة والمتنوعة التي تقوم بها الملبوسات حيث يقمن بهز جميع أعضاء جسدهن لتنتهي بالصرع والإغماء، فلكل جن رقصة خاصة به، ويتضح لنا من ذلك أن الرقص كحركات إيقاعية سواء مرتبطة بالموسيقى والغناء أو بالنشوة والمرح فهو ذو ارتباط وثيق بالوثنية وعبادة الشيطان من خلال عبادة الأوثان على اختلاف أنواعها، حيث يهز المتعبدون الصدور والأرداف والأيادي خيلاء، يستعرضون فيها مفاتن أجسادهم أمام الشيطان أملا في نيل رضاه والحظوة عنده، أما اليوم فيمارس لإرضاء شياطين الإنس فضلا عن إرضاء شياطين الجن، هذا برغم أن الشرع يأمرنا بستر العورات وصيانة الجسد عن كل نقيصة ورذيلة قال تعالى: يَا بَنِى ءَادَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَتِهِمَآ [الأعراف: 27] ولقد حذرنا عز وجل من تلصص الجن ونظرهم إلى عورات بنى آدم فقال تعالى: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ [الإسراء: 37].

قال أبو الوفاء ابن عقيل: (قد نص القرآن على النهى عن الرقص، فقال عز وجل: وَلا تَمْشِ في الأَرْضِ مَرَحًا [لقمان: 18] وذم المختل، فقال تعالى: إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [لقمان: 18]، والرقص أشد المرح والنظر أولسنا الذين قسنا النبيذ على الخمر لاتفاقهما في الإطراب والسكر، فما بالنا لا نقيس القضيب وتلحين الشعر معه على الطنبور والمزمار والطبل لاجتماعهما في الإطراب؟ وهل شيء يزري بالعقل والوقار ويخرج عن سمت الحلم والأدب أقبح من ذي لحية يرقص؟ فكيف إذا كان شيبة ترقص وتصفق على وقاع الألحان والقضبان خصوصًا إذا كانت أصوات نسوان ومردان، وهل يحسن بمن يبن يديه الموت والسؤال والحشر والصراط، ثم هو إلى إحدى الدارين صائر أن يشمس بالرقص شمس البهائم، ويصفق تصفيق النسوة ، والله لقد رأيت مشايخ في عصري ما بان لهم سن في تبسم فضلا عن ضحك مع إدمان مخالطتي لهم، كالشيخ أبي القاسم بن زيدان، و عبد الملك بن بشران، و أبي طاهر بن العلاف، والجنيد، والدينوري). ()

الرقص عبادة جنسية: (ونجد أن العرى لم يكن بالظاهرة المثيرة عند المصريين القدماء، فلقد كانت الفتيات يرقصن وهن عرايا، أو مرتديات عباءات مفتوحة من أمام _ حول القارب المقدس _ أثناء إجراء المراسم الدينية، وبمصاحبة الموسيقى، وكن يعملن بعريهن التام أو الجزئي على طرد الأرواح الشريرة… وكان الملك أو من ينوب عنه مضطرًا إلى ممارسة الرقص في أعياد الحصاد إكرامًا للمعبود (مين) إله الخصب).()

(والواقع أن دور الغوازي في مجتمعات القرون الماضية إن هو إلا امتداد للدور الذي كانت تقوم به كاهنات المعابد المصرية القديمة، وبالطبع لم يكن لهؤلاء الكاهنات وجود في ظل الديانة الإسلامية، إلا أنه يبدو أن فئة الغوازي استطاعت أن تحتل مكانة الكاهنات القديمة في نفوس النساء فكن يطفن بالأهالي ويرشدن ربات البيوت إلى حل بعض مشكلاتهن وإلى الذوق في الملبس وطرق تصفيف الشعر وطريقة الكلام والحركة ويعلمن الزوجات كيف يعاملن أزواجهن ونوع الحديث ويرشدنهن إلى خير طريقة لاستعمال الكحل والعطور ولبس الحلي وغير ذلك من مشكلات تدخل في صميم ذوق المرأة) أضف إلى ذلك قيامهن بقراءة الكف والرمل والودع، وقيامهن ببعض الأعمال السحرية وصناعة الأحجبة ودق الوشم). ()

يقول أستاذ الأنثروبولوجيا (برنسلاو مالينوفسكى) لقد اعتبر الجنس على وجه الخصوص في كثير من الأحيان من بعض المؤلفين القدماء حتى مدرسة التحليل النفس، المصدر الرئيسي للدين. رغم هذا، في الواقع، يلعب دورًا غير مهم، بدرجة تثير الدهشة في الدين بالنظر إلى قوته وتغلغله في الحياة الإنسانية عمومًا. بالإضافة إلى سحر الحب واستخدام الجنس في ممارسات سحرية معينة وهى ظواهر لا تنتمي إلى مملكة الدين. يبقى أن نشير هنا فقط إلى الأعمال الإباحية في احتفالات الحصاد أو التجمعات العامة الأخرى، حقائق الدعارة المقدسة (في المعبد) وعند مستوى البربرية والحضارة الدنيا، عبادة الآلهة الفالوسية (للعضو الجنسي). على العكس مما قد يتوقع المرء في المرحلة الهمجيه Savagery تلعب عبادات الجنس دورًا غير مهم، يجب أن نتذكر أيضًا أن أعمال الإباحة الاحتفالية ليست مجرد تساهل، بل إنها تعبر عن نزعة التبجيل نحو قوى الخلق والخصوبة في الإنسان والطبيعة، قوى يعتمد عليها صميم وجود المجتمع والثقافة. لقد كان على الدين، المصدر الدائم للسيطرة الأخلاقية، الذي يغير حدوثه لكنه يظل يقظا أبديا، أن يوجه انتباهه إلى هذه القوى، في البداية يجذبها فقط إلى مجاله، فيما بعد يخضعها للكبت، أخيرًا يقيم مثال العفة وتكريس الرهبانية).()

وإن كنا لا نتفق مع ما انتهى إليه من الكبت والرهبنة، ولا نتفق مع ما ذهبت إليه مدرسة التحليل النفسي من القول بأن الجنس هو المصدر الأساسي للدين، كوجهين متضادين وشاذين، فقد جاء الإسلام لينظم تلك الغريزة، فوضع الضوابط الشرعية لحفظها وصيانتها عن الممارسات الشاذة التي قد تؤدى إلى تدمير النظام الديني والاجتماعي والأخلاقي. ولهذا جاء السحر الذي هو دين الشيطان ليضاد توجهات دين الفطرة فنجد عبادة العضو الذكرى، وزنا المحارم، واستخدام المنى ودماء الحيض وعموم النجاسات [خاصة المرتبطة بعموم إفرازات الأعضاء التناسلية] كمداد نجس يكتب به [كلام الله] عز جاره وجل ثنائه، في تعبير صارخ ينم عن محاربة صريحة لله عز وجل، وازدراء للدين تقربا للشيطان.

( وهناك نشاط آخر تشيع ممارسته بين الكهنة -السحرة ويتمثل في طرد الشياطين أو الأرواح الشريرة التي سيطرت على شخص ما أو امتلكته، ويتم هذا من خلال تكرار الضرب للمريض أو تغطيسه في ماء بارد أو إلقاء بعض النصائح أو التحذيرات اللفظية له، وتسمى هذه الممارسات بالرقى أو التعويذ Exorcism. تعتبر طقوس الكهنة - السحرة من الأمور الأساسية بالنسبة لتشكيلة متنوعة من فنون الأداء. فالسحر والشعوذة، والخدع الإدراكية، والكلام من البطن، والأكروبات، وأفعال المهرجين، وأكل النار، وتحريك الدمى (أو العرائس) والتنويم المغناطيسي على خشبة المسرح، والحفلات التنكرية، وفنون المكياج، يبدو أنها كلها مشتقة من الأفعال الغريبة للكاهن الساحر، ويعتقد بعض المؤرخين أن الرقص والغناء والتمثيل قد نشأت أيضًا، وإلى حد ماأيضا، من المصدر نفسه).()

وإن كان الرقص لا يؤدى اليوم بقصد ممارسة طقوس سحرية مباشرة يتعبد بها الشيطان ويتقرب بها إليه، إلا أن الرقص لازال مظهرًا شاذًا وخدش للحياء، حيث استمرأ الرقص رغم ما يسوده من العرى وإثارة الغرائز وإشعال جذوة السعار الجنسي، وتحريض على الفسوق والفجور، سواء سموه الرقص الإيقاعي، أو التوقيعي، أو البالية، أو الشرقي، أو البلدي، أو الشعبي، أو فردى، أو ثنائي، أوجماعى،...إلخ، فهو لا يخلو من فساد بين لا يخفى ويتعارض مع الدين والمروءة والحياء والفطرة السليمة، والعبرة ببطلان الأصل والمنشأ كعبادة وثنية تبطل عموم الرقص، فالرقص لا يقف عند حد المرح وإثارة الغرائز فقط، بل هو في الأصل إحدى الطقوس الوثنية التي يتقرب بها إلى الشيطان، لأن الرقص في حقيقته هو إحدى صور ممارسة طقوس (الدعارة المقدسة) الذي يأثم فاعله ضد (الزواج الشرعي) الذي يثاب فاعله، مما يعد مواجهة صريحة بين (السنة الشيطانية) في مواجهة (السنة الربانية)، وبين عبادة الله وعبادة الشيطان من خلال السحر الذي هو في حقيقته دين إبليس عليه اللعنة، عن طريق الرقص وعبادة الذكر كرمز للعضو المنتج في الإنسان الرجل.

الرقص الشرقى عبادة وثنية فرعونية:
الرقص المقدس في كثير من المناسبات: في الأعياد (عيد السد Sad، وذكرى إقامة عمود الجد، وعيد أوبت Opat، وموكب السفن)… وفى أثناء الاحتفالات بطقوس صحور الدينية، وأمامها كان الفرعون: (يأتي ليرقص، ويأتي ليغنى، انظري أيتها الملكة، كيف يرقص، انظري يا زوجة حورس، كيف يقفز)... من الصعب أن نتخيل الرقصة كلها برؤية الحركات المصورة في لحظة معينة واحدة. وقد درس الأستاذ السويسري (هنري فيلد)، المتخصص في الآثار المصرية، جميع مناظر الرقص هذه فتعرف على هذه الأوضاع والخطوات: تبقى القدمان ساكنتين بينما تقوم الذراعان والأرداف بحركات عنيفة (طليعة بعيدة لرقصة العوالم المصريات الحديثة).()

إذًا فمنشأ الرقص الشرقي كان في مصر، حيث كان يتعبد به الأوثان ومن ورائها الشيطان، فالرقص في الأصل يعد طقس من الطقوس السحرية الوثنية لاسترضاء الآلهة والشيطان، ولكنه يثبت كعبادة بنص فرعوني في تعاليم الحكيم آني (الغناء والرقص والبخور هي وجبات الإله، وتقبل العبادة، هي من حقوقه).()

( ومن الخطأ الظن بأن هذه الممارسات أعنى ارتباط السحر بالرقص، كانت مقصورة على الإنسان البدائي، لأنها ظلت مستمرة حتى مرحلة الزراعة، ومثل هذه الممارسات التي كان يقصد منها اجتذاب الحيوان المرغوب فيه، يمكن أن تتحول لكي تؤدى إلى نمو المحاصيل الزراعية... وفى بعض الأحيان يكون الغرض من الرقص هو إبعاد القوى الشريرة فحسب، وذلك يفسر لنا وجود رقصات السيف عند الزواج، وفى الجنازات، فبعض الرقصات الجنائزية يكون القصد منها هو أن تحمى الميت من عقاب خصمه في الحياة. هذا ولقد مارست المجتمعات البدائية رقصات الحرب، سواء قبل زحف الجيوش، أو بواسطة النساء أثناء المعركة، لما لها في اعتقادهم، من خصائص سحرية كاملة. هذا وسوف نجد أن رقصات الحرب قد تطورت وأصبح غرضها الأول هو إثارة القتال لدى المحاربين).()

الرقص الدينى:
فإذا كان الرقص في عصرنا الحالي قد اتخذ كتعبير عن الفرح والحزن والمرح، إلا أنه في أصل اتخذ كعبادة وثنية وطقوسًا سحرية بغية النمو والخصب ودفع الأرواح الشرير، وإبعادها وهناك رقصات مخصوصة في كل ذلك فهناك رقصات الخصب والرقص الجنائزي ورقص الضحية ورقصات النصر ورقصات الحرب والرقص الديني على مختلف الديانات وبالتالي يسقط القول باستحلال الرقص الديني عند الصوفية.

(وعلى الرغم من أن سائر أنواع الرقص التي تحدث عنها تتخذ لها وضعًا في بعض أشكال الطقوس الدينية على الرغم من ذلك، فإننا نجد أن هنالك نمطًا من هذه الأنماط الذي غايته رغبة العابد في أن يبلغ حالة (الاتصال) الإلهي عن طريق (الوجد) الفكري الذي يؤدى به إلى الشعور بأنه بلغ درجة من السمو. تصل به إلى حد الحديث من فوق حدود النفس، أو خارج الجسد).()

ونجد أن الرقص قد ارتبط أيضا بين طقوس الطرق الصوفية، ويظهر في الموالد بوجه خاص، وأبرز هذه الطرق التي ارتبطت بالرقص الطقوسي الطريقة (المولوية).() (مارس الرقص والخلاعة في الموالد والمناسبات في مصر شبان كانوا يسمون (خولات)، يقومون بدور النساء فيرقصون رقصهن، ويستعملون الصنوج، لكنهم مع هذا يدفعون فكرة كونهم من النساء، فيرتدون ما يناسب حرفتهم الطبيعية، فيلبسون سترة ضيقة وحزامًا وجبة، لكن الأنوثة تغلب على هيئتهم العامة، فهم يرسلون شعورهم ويضفرونها، وينتفون شعر الوجه، ويتكحلون ويتخضبون، وفى الأحيان يتنقبون عندما يسيرون في الشوراع في غير وقت الرقص تقليدًا للنساء، وكانوا يفضلون على الغوازي فيستخدمون للرقص في الحفلات الخاصة وكثيرًا ما كانوا يرقصون في الحفلات العامة، ويطلق على الفرد من تلك الطبقة (غايش). وكانت توجد طبقة أخرى من الراقصين الذكور، يشبهون أولاء (الخولات) في الرقص والملبس والهيئة العامة، وتميزهم تسمية مختلفة (جنك). والجنك تحمل أكثر من معنى فهي آلة ذات أوتار تستخدم في العزف عند الفرس، أما عند الجبرتى وأحمد الدمرداس فهي تحمل معنى ممارسة نوع من أنواع التسلية والرقص. ففي الجبرتي (1/255)، (وزفت العروس في موكب عظيم شقوا به من وسط المدينة بأنواع الملاعيب والبهلونات والجنك والطبول) وفى (4/218) (وببعض الأماكن والحانات ملاه وأغان وسماعات وقيان وجنك رقاصات). وفى الدمرداش (43): (وأتى أبو اليسر الجنكي ديوان الفوري بمماليك وجنك اليهود في ديوان قايتباى)، (44): (فكان أول يوم يوم قاضى عسكر بقضاة المحاكم والجنك في ديوان الفوري)، (45) (وأعطى خازندار إبراهيم بك أبو شنب عشرين عثماني وإلى كل مملوك خمسة ذهب طرة وأرضى الجنك وأرباب الملاهي). وفى التركية الجنك تعنى الفجر. وكانت فرقة الجنكية في مصر من اليهود والأرمن والأروام والأتراك. ()
(أجريت دراسات علمية على الراقصين و الراقصات حول وجود الجنسية المثلية عندهم ( فقد استدلت هذه الدراسات على وجود الجنسية المثلية فقط من بعض مقاييس الشخصية الخاصة بالذكورة _ الأنوثة Frminity _ Masculimty، و هي مقاييس تقيس، في حقيقة الأمر، الخشونة في مقابل الحساسية أو الرقة الانفعالية. وبهذا المعنى، وجد أن راقصي الباليه هم الأكثر أنوثة في شخصيتهم مقارنة بغيرهم من المجموعات الضابطة أو الأنماط الأخرى من المؤدين . إن الراقصين، كمجموعة، يبدون رقيقي الحساسية و معتمدين على غيرهم، وحساسين انفعاليا مقارنة بغير الراقصين من النوع نفسه (ذكر أنثى )، ويتم التعرف على هذه السمات عادة على أنها سمات أنثوية).()

(فإذا تمكن الطرب من الصوفية في حال رقصهم جذب أحدهم بعض الجلوس ليقوم معه، ولا يجوز على مذهبهم للمجذوب أن يعقد، فإذا قام قام الباقون تبعًا له. فإذا كشف أحدهم رأسه كشف الباقون رؤوسهم موافقة له، ولا يخفى على عاقل أن كشف الرأس مستقبح وفيه إسقاط مروءة وترك أدب. وإنما يقع في المناسك تعبدًا لله وذلا له).()

(إن حالة (الوجد) هذه التي تحدثنا عنها تعنى بالنسبة للعابد، قديمًا وحديثًا، أن الإله قد دنا منه، إنه ليس في حضرة الإله فحسب، بل إن الإله قد حل في بدنه فعلا، إنه قد صار متحدًا مع الإله، إننا نجد المثال الواضح لهذا القول في (باكستان)، حيث نرى أ، تمايل الرأس يعتبر جزءا من الشعائر المشتركة عند الدراويش. وعندما يتم بلوغ حالة الوجد الضرورية نجد أن الدرويش يعلن عن هذه الحالة قائلاً: (أنا الله). لا شيء في الفردوس غير الله).()

أنـا من أهـوى نحن روحـــان فإذا أبصرتنــى وإذا أبصـرتــه ومن أهوى أنــا حللنـا بــدنا أبـــصرتــه أبــصرتـنـــا
قال الطرسوسي: (وقد سئل عن قوم في مكان يقرؤون شيئا من القرآن، ثم ينشد لهم منشد شيئا من الشعر، فيرقصون ويطربون: إن هذا بطالة وضلالة، وما الإسلام إلا كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأما الرقص والتواجد، فإن أول من أحدثه أصحاب السامري، لما اتخذ لهم عجلا جسدا له خوار، فأتوا يرقصون حوله ويتواجدون، فالرقص دين الكفار وعباد العجل، وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلسون معه، كأن على رؤوسهم الطير من الوقار، فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر، أن يحضر مع هؤلاء، ولا أن يعينهم على باطلهم).()

وعقيدة اليهود في الرقص على حسب التلمود: (يحب الشيطان الرقص بين قرون ثور خارج من المياه وهو مغرم أيضا بالرقص بين النسوة اللاتي يرجعن من دفن ميت!) () هذا حسب معتقدات اليهود الذين يتبعون السحر فالرقص عندهم قربه للشيطان، بل ويتطاولون فيقولون وأمهات الشياطين المشهورات أربعة استخدمهن سليمان الحكيم بما كان له عليهن من السلطة وكان يجامعهن!!.. ونبي الله سليمان عليه السلام براء من إفكهم. ويقولون أيضا: (أنه توجد شيطانة من الأربعة المذكورات دأبها الرقص بدون أن تستريح وهى تصحب معها مائة وتسعة وسبعين روحًا شريرة).()

ولا عجب أن بلغت بهم الوقاحة سب الأنبياء عليهم السلام، هذا إذا علمنا أنهم قاتلهم الله أنى يؤفكون، وتعالى عما يصفون علوا كبيرا قالوا: (ولم يلعب الله مع الحوت بعد هدم الهيكل!، ومن ذلك الوقت لم يمل إلى الرقص مع حواء بعد أن زينها بملابسها!، ونسق لها شعرها.!!).()

(ومن أقدم رقصات التعبير المدونة، الرقص حول العجل الذهبي [الخروج: 32]. وعندما سمع موسى يوشع الصياح، ظن يوشع أن الصوت هو صيحات القتال، غير أن موسى بدا واضحًا أن ثمة إيقاع، وأنها ليست ضوضاء مختلطة: (ليس صوت صياح النصرة، ولا صوت صياح الكسرة). [الخروج: 18،32]. عندئذ رأى موسى العجل والرقص، وكذلك رأى موسى أن القوم عراة)، لأن هارون قد عرى الشعب للهزء بين مقاوميه ( ..وقد شرح هارون لموسى سبب ذلك، وهو أن القوم أضاعوا ثيابهم، ولذلك فهم يرقصون عراة. وعلى الرغم من أن المصادر لم تذكر صراحة أن الراقصين كانوا جميعًا من الرجال فإن ذلك يستدل منها بوضوح).()

وكل ما ذكرته هو جزء من دراساتي وأبحاثي (عبادات بائدة وعادات سائدة) وهي تعبر عن صلة الجن والسحر بالعادات والتقاليد السائدة في عصرنا، وتعتبر مجهولة الصلة بينها وبين أصول سحرية وثنية، وأهتم في هذه الدراسات والأبحاث على وجه الخصوص بمجهول الصلة بينه وبين الحكم الشرعي.

واسأل الله العظيم أن تحوز هذه الأبحاث والدراسات رضى أعضاء المنتدى، وان يكون فيها نفع للأمة.

بهاء الدين شلبي



.

أبو البراء
09-05-2005, 05:27 AM
بارك الله فيكَ أخي الحبيب ( جند الله ) ، مع تمنياتي لكَ بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أبو فهد
07-07-2006, 10:05 PM
... بسم الله الرحمن الرحيم ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الجمبع وجزاكم خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

... معالج متمرس ...

أبو البراء
08-07-2006, 05:42 AM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

وفيكم بارك الله أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( معالج متمرس ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0