د.عبدالله
11-11-2007, 08:32 PM
يتسبب في الوفاة المبكرة والإعاقة لثلث البشر
سوء التغذية عدو الإنسانية
احتفل العالم في 16 من أكتوبر/تشرين اول الماضي بيوم الأغذية العالمي، وهو يوافق اليوم الذي أنشئت فيه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة عام ،1945 وفي هذه المناسبة من كل عام تتجدد الدعوة إلى أن الحق في الغذاء هو حق طبيعي لكل إنسان.
فبالرغم من أن إنتاج العالم من الغذاء يكفي كل البشر بمعدل 2720 سعراً حرارياً لكل إنسان يوميا، وبما يزيد على احتياجات كل فرد منا، فإننا نفاجأ بأن 10 ملايين شخص يموتون سنويا بسبب الجوع، من بينهم طفل يموت كل خمس ثوانٍ بمعدل 16 ألفاً كل يوم.
القاهرة - “الصحة والطب”:
تشير الدراسات إلى أن سوء التغذية يتسبب في الوفاة المبكرة أو الإعاقة لثلث البشر والسبب الكامن وراء ذلك ليس عدم توافر الغذاء فقط، بل أيضاً الفقر والتفاوت في الدخل والرعاية الصحية والتعليم والمياه النظيفة.
ويقول الدكتور مجدي بدران استشاري طب الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة إن من أسباب الحرمان الغذائي: الحرمان من الرضاعة الطبيعية، وعدم المساواة في الحصول على الغذاء لتفضيل الذكور على الإناث والأمية الغذائية مما يترتب عليها تناول وجبات غير صحية من ناحية الكم والنوع قبل تناول أطعمة غير مناسبة للعمر أو الحالة المرضية أو تناول كميات أقل من المطلوب أو أكثر، فضلا عن الوجبات السريعة التي تحرم الإنسان من الغذاء الحقيقي.
وأضاف: إن سوء التغذية يعني نقص عنصر أو أكثر من العناصر الغذائية اللازمة لصحة الإنسان ومنها:
* نقص البروتين والطاقة، فأكثر أنواع سوء التغذية شيوعا والأشد فتكا خاصة بالأطفال ينتج بسبب الوجبات الغذائية التي تفتقر إلى الطاقة والبروتينات لنقص المكونات الغذائية الرئيسية أي الكربوهيدرات والدهون والبروتينات.
* فشل النمو الغذائي كأن يعاني الطفل من عدم زيادة الوزن مطلقا ويصبح ضئيلا مقارنة بالأطفال من نفس فئته العمرية.
* مرض كواشيركور الذي يحدث بسبب نقص البروتينات في غذاء الطفل، حيث يعاني من الأنيميا وتزايد سقوط الشعر الذي يصبح هشا خفيفا، مع انخفاض الجهاز المناعي مما يجعله فريسة للالتهابات المتكررة مثل الالتهاب الرئوي والنزلات المعوية التي تسبب الجفاف وربما تودي بحياة الطفل.
وأشار إلى أن هذا المرض يسبب أيضا تورم الوجه والأقدام والأرجل، بالإضافة إلى اضطرابات عقلية مما يفقد الطفل الإحساس بما حوله وفقد الشهية والكسل وتضخم الكبد نتيجة ترسب الدهون به مع مشاكل جلدية مميزة حيث يصبح لون الجلد داكنا ويتشقق مع ظهور حساسية جلدية.
* نقص العناصر الغذائية الدقيقة، أي نقص المعادن والفيتامينات وهذا يصيب 33% من العالم النامي.
وقال إن سوء التغذية من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض والوفيات المبكرة وهو يصيب ربع أطفال العالم، فهناك 150 مليون طفل يعانون من نقص الوزن و182 مليوناً يعانون من تأخر النمو.
وأوضح الدكتور بدران أن جودة وفائدة الطعام أكثر أهمية من كميته، مشيراً إلى أن هناك 800 مليون نسمة يعانون من نقص مزمن في الأغذية على مستوى العالم، ويعاني ما يقرب من 20 مليون طفل دون الخامسة من أعراض نقص الأغذية الحاد أو المزمن.
وأشار إلى أن الأبحاث أكدت أن هناك علاقة بين سوء تغذية الأجنة والأطفال وبين الأمراض المزمنة التي تصيب البالغين فيما بعد مثل أمراض القلب والسكر وضغط الدم المرتفع.
وانتقل للحديث عن نقص الحديد كأحد أسباب سوء التغذية موضحاً أن وجود الحديد حيوي لخلايا الجسم حيث يدخل في تركيب الهيموجلوبين اللازم لحمل الأوكسجين بواسطة خلايا الدم الحمراء من الرئة إلى الأنسجة ولتكوين العضلات كما أن وجود الحديد يعني كفاءة الجهاز المناعي وزيادة القدرة على مكافحة العدوى والعكس صحيح، ويحتاج الجسم إلى الحديد وأيضا لإنتاج الطاقة.
وأشار إلى أن نقص الحديد يسبب الأنيميا التي تصيب الحمل الثاني دائماً و40% من طلبة المدارس كما يؤدي إلى تأخر النمو الحركي والذكاء ونقص المناعة.
وأوضح أن مضاعفات الأنيميا في المواليد ينتج عنها: طفل مبتسر، وقلة وزن المولود، وفيات أكثر، تأخر النمو العقلي والبدني، وتأخر معامل الذكاء 10 درجات، أما مضاعفاتها بالنسبة للأطفال: تأخر النمو العقلي والبدني وتأخر معامل الذكاء 10 درجات، وتأخر التحصيل الدراسي.. وبالنسبة للحوامل فإن 20% من وفيات الحمل والولادات سببها الأنيميا.
وأوضح أنه من الأغذية الغنية بالحديد: الكبد، اللحوم، الأسماك، الدجاج، العسل الأسود، الخضراوات خاصة الطازجة، ويستطيع الجسم أن يستفيد من عنصر الحديد الموجود في البصل والموز بمعدل 90% بينما لا يستفيد من عنصر الحديد الموجود في المواد الغذائية الأخرى بأكثر من 60%.
وأشار إلى أنه لزيادة فرص امتصاص الحديد يتم خلط مصدر نباتي له مع مصدر حيواني، مثل تناول الفول مع البيض، أو اللحوم مع الفاصوليا، كما أن تناول الليمون أو البرتقال يزيد من امتصاص الحديد، عكس الشاي الذي يطرد الحديد خارج الجسم إذ يقلل من امتصاصه.
وأضاف أن نقص اليود من أسباب سوء التغذية أيضا حيث تحتاجه الغدة الدرفية لإنتاج هرمون الثيروكسين، وعند نقصه تتضخم تلك الغدة، مشيرا إلى أن اليود له دور مهم في النمو خاصة نمو وتطور وكفاءة الجهاز العصبي كما يساعد على إنتاج كرات الدم الحمراء، ويحافظ على تماسك الكورجين، الذي يدخل في تركيب الأنسجة الضامة في الجسم والعظام والأسنان وأربطة العضلات.
وأضاف أن اليود مهم أيضا للشعر والجلد والأظافر ويحد من ارتفاع الكوليسترول ويساعد على تحويل البيتاكاروتين إلى فيتامين “أ”.
أوضح أن نقص اليود يؤدي إلى تقليل معامل الذكاء 15 درجة وتلف المخ، والتخلف العقلي في المواليد والرضع، وعدم الإنجاب مشيراً إلى أن نقص اليود أدى إلى إصابة 50 مليون إنسان حتى الآن بالدمار العقلي الدائم.
وأشار إلى أن الوقاية سهلة وأبسطها تناول الملح الغني باليود.
وعن نقص فيتامين “أ” كسبب من أسباب سوء التغذية قال إن هذا الفيتامين يمنع العمى ويرفع مناعة الأغشية المخاطية للجهازين الهضمي والتنفسي، ويعتبر نقصه من المشاكل الصحية العالمية، فهو ثالث أمراض سوء التغذية انتشارا بعد مرضى نقص البروتين ونقص الحديد.
وأضاف أن نقص فيتامين “أ” لا يحدث بمفرده بل ضمن حالات سوء التغذية خاصة في الأطفال مشيرا إلى أنه تبين حديثا أن هناك علاقة طردية بين العدوى ونقص فيتامين “أ” فالعدوى تسرع من ظهور أعراض نقص فيتامين “أ” حتى في الحالات التي تعاني من بداية النقص، ونقص هذا الفيتامين يقلل المناعة وبالتالي يساعد الميكروبات على إحداث العدوى.
وأوضح أن فيتامين “أ” مهم لنمو العظام والأسنان وتكوين الهرمونات وتنسيق عملها وانقسام الخلايا وتطورها وهو المسؤول عن المحافظة على سلامة وحيوية الأسطح سواء الجلد أو الأسطح الداخلية للجسم مثل العين والقناة الهضمية والجهاز التنفسي والجهاز البولي، وإذا نقص هذا الفيتامين في الجسم تشققت تلك الأسطح وانتشرت بها الثقوب التي تسمح للميكروبات بالدخول إلى الجسم وبداية العدوى.
وأشار إلى أن نقص فيتامين “أ” يؤدي إلى إصابة 500 ألف طفل سنويا بالعمى كما يموت 250 ألف طفل سنوياً في أقل من 12 شهراً بعد الإصابة بالعمى لهذا السبب، ونقصه يساهم أيضاً في وفاة 600 ألف امرأة في العالم خلال الولادة ويفقد كل أربع دقائق شخص لبصره بسبب هذا النقص.
وأوضح أن من مصادر فيتامين “أ”: البيض، اللبن، الزبدة، الكبد، الخضراوات مثل الجزر، البطاطا، السبانخ، البنجر، الطماطم، الفلفل الرومي، والبسلة، والفواكه مثل :المانجو، الكانتولوب، المشمش، والبرتقال.
وتحدث عن نقص الزنك كأحد أسباب سوء التغذية موضحا أن الزنك يلعب دورا مهما في الجسم فهو يدخل في تكوين 300 انزيم، وتحتاجه أغلب خلايا الجسم خاصة في نمو الخلايا، ويشارك في العديد من التفاعلات الكيماوية داخل الجسم حتى في تكوين الشفرة الوراثية “دي.ان.ايه” وتكاثر الخلايا، ويحافظ على كفاءة الجهاز المناعي ويساعد على التئام الجروح وينشط حاستي الشم والتذوق ويساهم في بناء العظام والأسنان.
وأضاف أن نقص الزنك يؤدي إلى ضمور طفح جلدي مميز حول الفم والشرج ومنطقة الحفاضة ويتم تشخيصه خطأ كحساسية للطعام ولا يستجيب للأدوية التقليدية، كما يؤدي إلى سقوط الشعر وفقدان حيويته وغياب بريق الجلد وانتشار الحساسية به وظهور علامات بيضاء على الأظافر مع التهابها، وتشقق راحة اليد، تلون الجلد باللون الداكن، وبطء التئام الجروح، فقدان الشهية، نقص وزن الجنين والطفل، قصر القامة، نقص المناعة بل قد يهاجم جهاز المناعة الجسم نفسه بدلا من حمايته، انخفاض الخصوبة، تأخر البلوغ، العقم، التأخر العقلي وبطء الإدراك.
وأشار إلى أن الرضاعة الطبيعية من الحلول المهمة لحماية الأطفال من سوء التغذية حيث يحتوي لبن الأم على كل العناصر الغذائية التي يحتاجها المولود وبنسب مثالية وهو متوافر في أي وقت ومعقم وطازج وذو درجة حرارة مناسبة، وهو يحتوي على البروتينات سهل الهضم، كما يحتوي على عامل مهم لنمو المخ، وفيه الدهون اللازمة للشعر والجلد ونمو المخ والأعصاب، ويحتوي على سكر اللاكتوز الذي يساعد في امتصاص الكالسيوم والفسفور والحديد، كما يرفع مناعة الرضيع لتوفيره أجساما مضادة للفيروسات ويحمي من حدوث الحساسية ويقلل من فرص إصابة الطفل بأمراض السكر، القلب، والسمنة.
المصدر : مجلة الصحة والطب .
سوء التغذية عدو الإنسانية
احتفل العالم في 16 من أكتوبر/تشرين اول الماضي بيوم الأغذية العالمي، وهو يوافق اليوم الذي أنشئت فيه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة عام ،1945 وفي هذه المناسبة من كل عام تتجدد الدعوة إلى أن الحق في الغذاء هو حق طبيعي لكل إنسان.
فبالرغم من أن إنتاج العالم من الغذاء يكفي كل البشر بمعدل 2720 سعراً حرارياً لكل إنسان يوميا، وبما يزيد على احتياجات كل فرد منا، فإننا نفاجأ بأن 10 ملايين شخص يموتون سنويا بسبب الجوع، من بينهم طفل يموت كل خمس ثوانٍ بمعدل 16 ألفاً كل يوم.
القاهرة - “الصحة والطب”:
تشير الدراسات إلى أن سوء التغذية يتسبب في الوفاة المبكرة أو الإعاقة لثلث البشر والسبب الكامن وراء ذلك ليس عدم توافر الغذاء فقط، بل أيضاً الفقر والتفاوت في الدخل والرعاية الصحية والتعليم والمياه النظيفة.
ويقول الدكتور مجدي بدران استشاري طب الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة إن من أسباب الحرمان الغذائي: الحرمان من الرضاعة الطبيعية، وعدم المساواة في الحصول على الغذاء لتفضيل الذكور على الإناث والأمية الغذائية مما يترتب عليها تناول وجبات غير صحية من ناحية الكم والنوع قبل تناول أطعمة غير مناسبة للعمر أو الحالة المرضية أو تناول كميات أقل من المطلوب أو أكثر، فضلا عن الوجبات السريعة التي تحرم الإنسان من الغذاء الحقيقي.
وأضاف: إن سوء التغذية يعني نقص عنصر أو أكثر من العناصر الغذائية اللازمة لصحة الإنسان ومنها:
* نقص البروتين والطاقة، فأكثر أنواع سوء التغذية شيوعا والأشد فتكا خاصة بالأطفال ينتج بسبب الوجبات الغذائية التي تفتقر إلى الطاقة والبروتينات لنقص المكونات الغذائية الرئيسية أي الكربوهيدرات والدهون والبروتينات.
* فشل النمو الغذائي كأن يعاني الطفل من عدم زيادة الوزن مطلقا ويصبح ضئيلا مقارنة بالأطفال من نفس فئته العمرية.
* مرض كواشيركور الذي يحدث بسبب نقص البروتينات في غذاء الطفل، حيث يعاني من الأنيميا وتزايد سقوط الشعر الذي يصبح هشا خفيفا، مع انخفاض الجهاز المناعي مما يجعله فريسة للالتهابات المتكررة مثل الالتهاب الرئوي والنزلات المعوية التي تسبب الجفاف وربما تودي بحياة الطفل.
وأشار إلى أن هذا المرض يسبب أيضا تورم الوجه والأقدام والأرجل، بالإضافة إلى اضطرابات عقلية مما يفقد الطفل الإحساس بما حوله وفقد الشهية والكسل وتضخم الكبد نتيجة ترسب الدهون به مع مشاكل جلدية مميزة حيث يصبح لون الجلد داكنا ويتشقق مع ظهور حساسية جلدية.
* نقص العناصر الغذائية الدقيقة، أي نقص المعادن والفيتامينات وهذا يصيب 33% من العالم النامي.
وقال إن سوء التغذية من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض والوفيات المبكرة وهو يصيب ربع أطفال العالم، فهناك 150 مليون طفل يعانون من نقص الوزن و182 مليوناً يعانون من تأخر النمو.
وأوضح الدكتور بدران أن جودة وفائدة الطعام أكثر أهمية من كميته، مشيراً إلى أن هناك 800 مليون نسمة يعانون من نقص مزمن في الأغذية على مستوى العالم، ويعاني ما يقرب من 20 مليون طفل دون الخامسة من أعراض نقص الأغذية الحاد أو المزمن.
وأشار إلى أن الأبحاث أكدت أن هناك علاقة بين سوء تغذية الأجنة والأطفال وبين الأمراض المزمنة التي تصيب البالغين فيما بعد مثل أمراض القلب والسكر وضغط الدم المرتفع.
وانتقل للحديث عن نقص الحديد كأحد أسباب سوء التغذية موضحاً أن وجود الحديد حيوي لخلايا الجسم حيث يدخل في تركيب الهيموجلوبين اللازم لحمل الأوكسجين بواسطة خلايا الدم الحمراء من الرئة إلى الأنسجة ولتكوين العضلات كما أن وجود الحديد يعني كفاءة الجهاز المناعي وزيادة القدرة على مكافحة العدوى والعكس صحيح، ويحتاج الجسم إلى الحديد وأيضا لإنتاج الطاقة.
وأشار إلى أن نقص الحديد يسبب الأنيميا التي تصيب الحمل الثاني دائماً و40% من طلبة المدارس كما يؤدي إلى تأخر النمو الحركي والذكاء ونقص المناعة.
وأوضح أن مضاعفات الأنيميا في المواليد ينتج عنها: طفل مبتسر، وقلة وزن المولود، وفيات أكثر، تأخر النمو العقلي والبدني، وتأخر معامل الذكاء 10 درجات، أما مضاعفاتها بالنسبة للأطفال: تأخر النمو العقلي والبدني وتأخر معامل الذكاء 10 درجات، وتأخر التحصيل الدراسي.. وبالنسبة للحوامل فإن 20% من وفيات الحمل والولادات سببها الأنيميا.
وأوضح أنه من الأغذية الغنية بالحديد: الكبد، اللحوم، الأسماك، الدجاج، العسل الأسود، الخضراوات خاصة الطازجة، ويستطيع الجسم أن يستفيد من عنصر الحديد الموجود في البصل والموز بمعدل 90% بينما لا يستفيد من عنصر الحديد الموجود في المواد الغذائية الأخرى بأكثر من 60%.
وأشار إلى أنه لزيادة فرص امتصاص الحديد يتم خلط مصدر نباتي له مع مصدر حيواني، مثل تناول الفول مع البيض، أو اللحوم مع الفاصوليا، كما أن تناول الليمون أو البرتقال يزيد من امتصاص الحديد، عكس الشاي الذي يطرد الحديد خارج الجسم إذ يقلل من امتصاصه.
وأضاف أن نقص اليود من أسباب سوء التغذية أيضا حيث تحتاجه الغدة الدرفية لإنتاج هرمون الثيروكسين، وعند نقصه تتضخم تلك الغدة، مشيرا إلى أن اليود له دور مهم في النمو خاصة نمو وتطور وكفاءة الجهاز العصبي كما يساعد على إنتاج كرات الدم الحمراء، ويحافظ على تماسك الكورجين، الذي يدخل في تركيب الأنسجة الضامة في الجسم والعظام والأسنان وأربطة العضلات.
وأضاف أن اليود مهم أيضا للشعر والجلد والأظافر ويحد من ارتفاع الكوليسترول ويساعد على تحويل البيتاكاروتين إلى فيتامين “أ”.
أوضح أن نقص اليود يؤدي إلى تقليل معامل الذكاء 15 درجة وتلف المخ، والتخلف العقلي في المواليد والرضع، وعدم الإنجاب مشيراً إلى أن نقص اليود أدى إلى إصابة 50 مليون إنسان حتى الآن بالدمار العقلي الدائم.
وأشار إلى أن الوقاية سهلة وأبسطها تناول الملح الغني باليود.
وعن نقص فيتامين “أ” كسبب من أسباب سوء التغذية قال إن هذا الفيتامين يمنع العمى ويرفع مناعة الأغشية المخاطية للجهازين الهضمي والتنفسي، ويعتبر نقصه من المشاكل الصحية العالمية، فهو ثالث أمراض سوء التغذية انتشارا بعد مرضى نقص البروتين ونقص الحديد.
وأضاف أن نقص فيتامين “أ” لا يحدث بمفرده بل ضمن حالات سوء التغذية خاصة في الأطفال مشيرا إلى أنه تبين حديثا أن هناك علاقة طردية بين العدوى ونقص فيتامين “أ” فالعدوى تسرع من ظهور أعراض نقص فيتامين “أ” حتى في الحالات التي تعاني من بداية النقص، ونقص هذا الفيتامين يقلل المناعة وبالتالي يساعد الميكروبات على إحداث العدوى.
وأوضح أن فيتامين “أ” مهم لنمو العظام والأسنان وتكوين الهرمونات وتنسيق عملها وانقسام الخلايا وتطورها وهو المسؤول عن المحافظة على سلامة وحيوية الأسطح سواء الجلد أو الأسطح الداخلية للجسم مثل العين والقناة الهضمية والجهاز التنفسي والجهاز البولي، وإذا نقص هذا الفيتامين في الجسم تشققت تلك الأسطح وانتشرت بها الثقوب التي تسمح للميكروبات بالدخول إلى الجسم وبداية العدوى.
وأشار إلى أن نقص فيتامين “أ” يؤدي إلى إصابة 500 ألف طفل سنويا بالعمى كما يموت 250 ألف طفل سنوياً في أقل من 12 شهراً بعد الإصابة بالعمى لهذا السبب، ونقصه يساهم أيضاً في وفاة 600 ألف امرأة في العالم خلال الولادة ويفقد كل أربع دقائق شخص لبصره بسبب هذا النقص.
وأوضح أن من مصادر فيتامين “أ”: البيض، اللبن، الزبدة، الكبد، الخضراوات مثل الجزر، البطاطا، السبانخ، البنجر، الطماطم، الفلفل الرومي، والبسلة، والفواكه مثل :المانجو، الكانتولوب، المشمش، والبرتقال.
وتحدث عن نقص الزنك كأحد أسباب سوء التغذية موضحا أن الزنك يلعب دورا مهما في الجسم فهو يدخل في تكوين 300 انزيم، وتحتاجه أغلب خلايا الجسم خاصة في نمو الخلايا، ويشارك في العديد من التفاعلات الكيماوية داخل الجسم حتى في تكوين الشفرة الوراثية “دي.ان.ايه” وتكاثر الخلايا، ويحافظ على كفاءة الجهاز المناعي ويساعد على التئام الجروح وينشط حاستي الشم والتذوق ويساهم في بناء العظام والأسنان.
وأضاف أن نقص الزنك يؤدي إلى ضمور طفح جلدي مميز حول الفم والشرج ومنطقة الحفاضة ويتم تشخيصه خطأ كحساسية للطعام ولا يستجيب للأدوية التقليدية، كما يؤدي إلى سقوط الشعر وفقدان حيويته وغياب بريق الجلد وانتشار الحساسية به وظهور علامات بيضاء على الأظافر مع التهابها، وتشقق راحة اليد، تلون الجلد باللون الداكن، وبطء التئام الجروح، فقدان الشهية، نقص وزن الجنين والطفل، قصر القامة، نقص المناعة بل قد يهاجم جهاز المناعة الجسم نفسه بدلا من حمايته، انخفاض الخصوبة، تأخر البلوغ، العقم، التأخر العقلي وبطء الإدراك.
وأشار إلى أن الرضاعة الطبيعية من الحلول المهمة لحماية الأطفال من سوء التغذية حيث يحتوي لبن الأم على كل العناصر الغذائية التي يحتاجها المولود وبنسب مثالية وهو متوافر في أي وقت ومعقم وطازج وذو درجة حرارة مناسبة، وهو يحتوي على البروتينات سهل الهضم، كما يحتوي على عامل مهم لنمو المخ، وفيه الدهون اللازمة للشعر والجلد ونمو المخ والأعصاب، ويحتوي على سكر اللاكتوز الذي يساعد في امتصاص الكالسيوم والفسفور والحديد، كما يرفع مناعة الرضيع لتوفيره أجساما مضادة للفيروسات ويحمي من حدوث الحساسية ويقلل من فرص إصابة الطفل بأمراض السكر، القلب، والسمنة.
المصدر : مجلة الصحة والطب .