المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صحة القلب . د.حـسان وصفي شمسي بـاش


محمد170
05-11-2007, 08:13 PM
ضجة الستاتين .. حقيقة أم مبالغة ؟ (1)



نشرت هذه المقالة في مجلة العربي

1 / 8 / 2004



هل يكفي أن تتناول قرصًا من مركبات (الستاتين) وتتمتع بتناول ما لذّ وطاب من الدهون واللحوم والحلويات? هل صحيح أن أدوية الستاتين ينبغي أن تكون كالأسبرين يستعملها كل مرضى شرايين القلب? وهل صحيح أنه ينبغي أن نخفض مستوى الكولسترول الضار عند مرضى القلب إلى أدنى مستوى ممكن? وأن على مرضى السكر تناول أحد مركبات الستاتين بغض النظر عن مستوى الكولسترول لديهم?

أدوية (ستاتين) هي مجموعة من الأدوية الخافضة للكولسترول تتشابه في طريقة تأثيرها وتنتهي أواخر أسمائها بمقطع (ستاتين), ومن هذه الأدوية Atorvastatin Pravastatin, Simvastatin, Fluvastatin HMG Co A-reductase.



ظهرت هذه الأدوية في أواخر الثمانينيات من القرن العشرين, وانتشرت بسرعة بحيث أصبحت أكثر الأدوية المستخدمة في خفض الكولسترول على الإطلاق...وإذا لم تكن أنت ممن يتناولون هذه الأدوية, فإن أحدا من أقربائك أو أصدقائك ربما يتناول أحد هذه المركبات. وفي أمريكا هناك أكثر من 15 مليون شخص يتناولون هذه الأدوية, ووفق آخر التوصيات الصحية فإن على 21 مليون آخرين تناول هذا الدواء للوقاية من مرض شرايين القلب التاجية. يقول الدكتور روي كوليتر من جامعة أكسفورد: (إن مركبات الستاتين ربما تكون الأسبرين الجديد لمرضى القلب!!).

وفي دراسة تحليلية نشرت في 28 يونيو 2003 في مجلة BMJ الشهيرة, أظهر الباحثون أن كل خفض للكولسترول بمقدار 1.8 ميلي مول/لتر (150/ملغ/100مل) يؤدي إلى خفض احتمال حدوث مرض شرايين القلب بمقدار 60% وخفض في احتمال حدوث السكتة الدماغية بمقدار 17%. ومركبات الستاتين المستعملة حاليا يمكن أن تخفض الكولسترول الضار بهذا المقدار.

وهناك دراسات بدئية تشير إلى أن مركبات الستاتين لا تقي من مرض شرايين القلب فحسب, بل إن فوائدها تمتد إلى الوقاية من خرف الزهايمر, وهشاشة العظام, بل ربما حتى بعض أنواع السرطان.

وقبل الحديث عن قاهر الكولسترول دعونا نعرف شيئا عن هذا العدو الرهيب!

الكولسترول مادة مهمة لكل خلية من خلايا الجسم, وهي بحق أكثر الجزيئات العضوية شيوعا في الدماغ. وتعتبر ضرورة لتشكيل الوصلات العصبية في الدماغ, التي تسمح للخلايا العصبية بنقل رسائلها من خلية إلى خلية. والكولسترول ضروري لتشكيل كل الهرمونات الستيروئيدية, بما فيها الأستروجين والتستوسترون والكورتيزون. ويقوم الكولسترول بتنظيم وظيفة أغشية كل خلايا الجسم, إضافة إلى تنظيم وظائف عدد من الأنزيمات. فالكولسترول مهم جدا للجسم ولكن المشكلة تكمن عندما تزداد مستوياته إلى معدلات عالية. وهي - بلاشك - إحدى أهم المشاكل الصحية في العالم المتحضر, وعلى الرغم من كل النشاط الإعلامي المركز في الولايات المتحدة في التنبيه على خطر الكولسترول, فإن نصف الأمريكان تقريبا مصابون بارتفاع كولسترول الدم!!

وخطر حدوث مرض شرايين القلب التاجية يزداد عندما يكون مستوى الكولسترول في الدم مرتفعا. وبالمقابل, فإن حمية فقيرة بالدهون, غنية بالألياف, إضافة إلى تغيير نمط الحياة يمكن أن يساعدا في خفض كولسترول الدم. ولكن الحقيقة المرة هي أن هذه الأمور قد لا تكفي للوصول بالكولسترول إلى المستوى المرغوب, ولحسن الحظ, فإن هناك الآن باقة من الأدوية الفعّالة التي يمكن أن تخفض كولسترول الدم بسرعة, ومن ثم تخفض خطورة ارتفاعه.

ولعل البعض يتساءل: كيف يرتفع كولسترول الدم عندي وأنا لا أتناول الحلويات أو الدهون في الطعام?

والحقيقة أن كبدك يصنع 80% من الكولسترول الموجود في جسمك. أما ما تبقى فتحصل عليه من المنتجات الحيوانية.



ولكي ينتقل الكولسترول عبر جسمك عن طريق الدم لابد له من أن يرتبط ببروتين خاص يحمله عبر الدم, وهذه المادة المكوّنة من الكولسترول والبروتين تدعى (ليبوبروتين). وهناك نوعان من الكولسترول: الكولسترول الضار وهو ما يسمى: (ليبوبروتين منخفض الكثافة), والكولسترول المفيد الذي يسمى: (ليبوبروتين عالي الكثافة), الأول يمكن أن يتراكم في الشرايين مع مواد أخرى مشكّلا ما يسمى (العصيدة الشريانية), ويمكن لهذه العصيدة أن تسد أحد الشرايين التاجية مما يؤدي إلى حدوث جلطة القلب (احتشاء العضلة القلبية) أو السكتة الدماغية. أما الكولسترول المفيد, فقد سمي بذلك لأنه يسهم في إزالة ما ترسّب على الشرايين من كولسترول.

وقد يكون لديك ارتفاع في الكولسترول الضار بسبب وراثي, أو بسب نمط الحياة التي تحياها أو بكليهما معا, فيمكن للجينات (المورثات) أن تعطي الخلايا أمرا بألا تزيل الكولسترول الضار من الدم بكفاءة, أو توحي إلى الكبد أن يصنع المزيد من الكولسترول. ولاشك أن نمط حياتك الذي تتّبعه يمكن أن يزيد من مستوى الكولسترول عندك, فقلة الحركة تخفض من مستوى الكولسترول المفيد, أما البدانة فتزيد من مستوى الدهون الثلاثية (تريجليسريد) - وهو نوع آخر من الدهون - وتخفض الكوليسترول المفيد.

إذا استمر مستوى الكولسترول الضار مرتفعا على الرغم من الحمية الغذائية والنشاط البدني, فإن طبيبك يمكن أن يختار لك دواء خافضا للكولسترول الضار, ولا تمنع هذه الأدوية من تشكل العصيدة الشريانية فحسب, بل تقلل من حجمها. وخلال بضعة أشهر من تناولها, فإن العصيدة الشريانية تصبح أكثر استقرارًا, وأقل عرضة لحدوث تمزق يمكن أن يسبب انسدادًا في الشريان أو خثرة فيه.

وقد أكّد العديد من الدراسات العلمية أن خفض كولسترول الدم يمكن أن يقلل من خطورة حدوث جلطة في القلب (احتشاء العضلة القلبية) أو الوفاة منها عند المعرضين لحدوث ذلك.

وبسبب تراكم كل هذه المعلومات, فقد صدرت توصيات المعهد الوطني الأمريكي للصحة عام 2001 بعد انتظار دام ثماني سنوات مؤكدة أهمية معالجة المرضى المعرضين لحدوث جلطة قلبية مثل المصابين بداء السكر أو ارتفاع ضغط الدم.

وهناك عدد من الأدوية التي تستعمل في علاج ارتفاع كولسترول الدم, منها:

1- مركبات Resins: مثل كولستيرامين, التي استخدمت لأكثر من عشرين عاما, فهي تنقص كولسترول الدم لارتباطها بالأملاح الصفراوية في الأمعاء. وهذه الأملاح تصنع أساسا في الكبد من الكولسترول, وتعد ضرورية لهضم الطعام. وعندما يرتبط بها هذا الدواء, فإن ذلك يحث الكبد على صنع المزيد من الأملاح الصفراوية. وبما أن الكبد يستخدم الكولسترول لصنع هذه الأملاح, فإن كمية أقل من الكولسترول تصل إلى الدم, فينخفض بذلك مستوى كولسترول الدم.

2- مركبات الفيبرات: مثل Gemfibrozil, وهذه المركبات تخفض الدهون الثلاثية Triglyceride, كما تزيد من مستوى الكولسترول المفيد, ولهذا فهي تستعمل بشكل أساسي في معالجة ارتفاع الدهون الثلاثية.

3- نياسين: الجرعات الكبيرة من الفيتامين (نياسين) يمكن أن تخفض الدهون الثلاثية, كما يمكن لها أن تخفض الكولسترول الضار, وترفع مستوى الكولسترول المفيد.

4- أدوية (ستاتين):

وتعمل مركبات الستاتين على تثبيط مادة يحتاج إليها الكبد لكي يصنع الكولسترول, وبالتالي تقلل من صنعه, وهذا ما يجعل الخلايا الكبدية تزيح الكولسترول من الدم. وتبعا لجرعة الستاتين, فإن هذه المركبات يمكن أن تخفّض الكولسترول الضار بمعدل يصل إلى 40%, وهذا ما يعتبر كافيا عادة لخفض الكولسترول الضار إلى المستويات المرغوبة.

ويمكن لمركبات الستاتين أن تساعد الجسم على امتصاص الكولسترول من داخل العصيدة التي تضيق الشرايين. وليس هذا فحسب, بل إن مركبات الستاتين تخفف العملية الالتهابية حول تلك العصيدة الشريانية, وهذا ما يزيد من ثباتها, ويقلل فرص حدوث تمزق فيها, وقد أكّدت الدراسات العلمية الموثقة أن أدوية الستاتين تخفض مستوى مؤشر التهابي مهم يدعى CRP, والذي ثبت أن له ارتباطا بزيادة حدوث مرض شرايين القلب.

والحقيقة أن مركبات الستاتين هي المركبات الوحيدة من خافضات كولسترول الدم التي ثبت بالدراسات العلمية أنها تخفض خطورة الوفاة من مرض شرايين القلب التاجية.

وطبقا لتوصيات المعهد القومي الأمريكي للصحة, فإن عدد الأشخاص الذين يجب عليهم أن يستخدموا مركبات الستاتين قد قفز في ليلة واحدة (ليلة صدور هذه التوصيات في 16 مايو 2001) من 13 مليون شخص إلى 36 مليون شخص.

وفي عام 2002 نشرت دراسة Heart Protection Study, وهي أكبر دراسة أجريت على أحد مركبات الستاتين على الإطلاق. فقد تضمنت بين جنباتها أكثر من 20 ألف مريض, وأظهرت الدراسة أن خطر الإصابة بجلطة القلب والسكتة الدماغية قد انخفض بمعدل 25% عند من تناول الستاتين. وإثر ذلك, قفزت مبيعات الستاتين بمعدل يصل إلى 33%, وقد وصلت مبيعات هذه الأدوية إلى أكثر من 13 بليون دولار, وهذه الأرقام تعني أرباحا كبيرة لشركات الأدوية العملاقة.

ونحن لا ننكر أن مركبات الستاتين تقلل من حدوث مرض شرايين القلب التاجية, وهو القاتل الأول في العالم الغربي. والمسئول عن موت أكثر من نصف مليون شخص في أمريكا سنويا.

بين الحمية والدواء

وعلى الرغم من التأكيد الشديد الذي وضعه المعهد القومي الأمريكي للصحة على ضرورة الالتزام بتغيير نمط الحياة كأول علاج لمحاربة ارتفاع الكولسترول, فإن العديد من المرضى لا يستطيعون الالتزام بنظام غذائي صارم, ولعل كثيرا من الناس يجدون في تناول قرص من الدواء أهون عليهم من الالتزام بالحمية والحرمان من أطايب الطعام

محمد170
05-11-2007, 08:15 PM
احتشاء القلب .. هل من جديد ؟



الدكتور حسان شمسي باشا



لا يكاد يمر يوم إلا ويدخل وحدة العناية القلبية المركزة ، شاب في الثلاثينات أو الأربعينات من عمره ، وقد أصيب بجلطة ( احتشاء ) في القلب . وتخرب الجدار الأمامي أو السفلي من قلبه ، وحدث عطب في القلب قد يتحسن ولكن ربما لا يشفى منه تماما .

ومرض شرايين القلب الذي يصيب تلك الشرايين المغذية لعضلة القلب بالتضيق أو الانسداد ، هو القاتل الأول في أمريكا وأوروبا . وليس هذا فحسب ، بل إن ذلك الوباء الذي اجتاح العالم الغربي قد امتد إلينا ، وزاد انتشار هذا المرض في بلادنا العربية يوما بعد يوم ، حتى أصبح مرض العصر عندنا يصيب شبابنا ونساءنا ، يفتك بالبعض ، ويترك آخرين عرضة لمزيد من النوبات القلبية إذا لم يعالج معالجة حكيمة .

ويتظاهر مرض شرايين القلب التاجية بصورتين ، الأولى : وهي ما يسمى " الذبحة الصدرية " حيث يشكو فيها المريض من ألم عند القيام بجهد ما ، ويزول ذلك الألم عند التوقف عن الجهد ، والسبب في هذا عدم قدرة شرايين القلب تأمين كمية كافية من الدم لعضلة القلب أثناء الجهد بسبب تضيق في مجرى تلك الشرايين .

وأما الصورة الأخرى فهي ما يسمى بـ " جلطة ( احتشاء ) القلب " ، حيث يشكو المريض عادة من ألم شديد في منتصف الصدر يستمر عادة لأكثر من نصف ساعة ، ويترافق بتعرق شديد ، وغثيان وشحوب . والسبب في ذلك هو انسداد أحد شرايين القلب بخثرة مما يمنع وصول الدم تماما إلى جزء من عضلة القلب ، كان يروى بذلك الشريان ، وقد يتخرب هذا الجزء من العضلة تماما ما لم يعط المريض العلاج الذي يحل جلطة القلب في أسرع وقت ممكن بعد حدوث الألم الصدري ، أو يفتح ذلك الشريان المسدود بواسطة بالون خاص محمول على قسطار ، ويتم ذلك أثناء إجراء قسطرة قلبية فورية في الساعات الأولى من حدوث جلطة القلب . وقد لا يكون ذلك متوفرا إلا في مراكز قلبية محدودة .

ومن هنا كانت أهمية الإسراع لنقل المريض المصاب بجلطة القلب فورا إلى أقرب مشفى ، فكل دقيقة لها أهميتها عند ذلك المريض . ولعل البعض يتساءل ما هي أسباب تضيق أو انسداد شرايين القلب التاجية ؟

والحقيقة أن هناك عوامل هامة تهيئ لإصابة المرء بالذبحة الصدرية أو جلطة القلب . فالتدخين سبب رئيسي في إحداث هذا المريض ، وهو مسؤول عن كثير من حالات جلطة القلب خاصة عند الشباب . وارتفاع كولسترول الدم عامل هام جدا ، وارتفاع ضغط الدم غير المعالج أيضا يعتبر أحد أهم العوامل المهيئة لهذا المرض .

وهناك عوامل أخرى تساعد في إحداث هذا المرض وهي مرض السكر والبدانة وعدم القيام بنشاط بدني ، والتعرض للضغوط النفسية ، ووجود قصة لهذا المرض عند الوالدين أو الأخوة والأخوات ، وغيرها .

ولا تنتهي الحكاية عند هذا الحد ، فهناك أبحاث حديثة تلقي الضوء على عدد آخر من العوامل المسببة لهذا المرض .

فما هي تلك المستجدات ؟

هل الهوموسستين هو السبب ؟

ازداد اهتمام الباحثين حديثا بموضوع الهوموسستين ، ومدى علاقته بحدوث مرض شرايين القلب التاجية ، وخاصة في سن مبكرة من العمر ، وراح كثير من الناس في أمريكا يسألون الأطباء فحص مستوى الهوموسستين في دمائهم ، للتأكد من عدم وجود ارتفاع في مستواه .

والهوموسستين حمض أميني مشتق من تحطم حمض أميني آخر يدعى الميثيونين ، وهو حمض أميني طبيعي يوجد كوحدة بناء في كل بروتينات الغذاء . ويمكن له أن يدمر جدران الشرايين إذا ما سمح له بالتراكم فلي دم الجسم أو أنسجته .

ومن المعروف أن هناك مرض يدعى بيلة الهوموسستين Homocysteinuria ، وهو مرض وراثي نادر يرتفع فيه مستوى الهوموسستين إلى عشرة أضعاف معدله الطبيعي ، ويتميز المرض بتخلف عقلي خفيف ، وعدسات أعين في غير موضعها الطبيعي وقامة طويلة . ويترافق هذا المرض بحدوث تصلب مبكر في شرايين القلب التاجية وشرايين الدماغ والأطراف ، ويموت الكثير من هؤلاء المرضى في طفولتهم من جلطات في القلب أو في الدماغ . إلا أن الجديد في أمر الهوموسستين هو أن الدراسات العلمية الحديثة قد أثبتت أن الارتفاع المعتدل في مستوى الهوموسستين في الدم يزيد من خطر حدوث تصلب شرايين القلب و الدماغ والأطراف دون أن يكون هناك مرض " بيلة الهوموسستين " . فقد أكدت دراسة تحليلية نشرت في مجلة JAMA الأمريكية عام 1997 وشملت 27 دراسة طبية ، أن كل ارتفاع بمقدار 5 ميكرومول / ل في مستوى هوموسستين الدم يزيد خطر حدوث مرض شرايين القلب التاجية بنسبة تصل إلى 60 % عند الرجال ، و 80 % عند النساء .

وأكدت الدراسات العلمية أيضا أن ارتفاع مستوى الهوموسستين في الدم يتناسب عكسيا مع كمية حمض الفوليك وفيتامين ب6 وفيتامين ب12 المتناولة في الطعام .

ومن المؤكد أن العلاج بحمض الفوليك والفيتامين ب6 و ب12 يخفض مستوى الهوموسستين في الدم ، إلا أنه لا توجد في الوقت الحاضر دراسات تثبت أن مثل هذا العلاج يخفض احتمال حدوث مرض شرايين القلب .

وتوصي جمعية تصلب الشرايين العالمية بضرورة قياس مستوى الهوموسستين عند الذين يصابون بمرض شرايين القلب التاجية وهم في سن الشباب . كما ينبغي قياس مستواه عند المرضى الذين أصيبت شرايينهم بتصلب الشرايين وأوردتهم بجلطات في الأوردة .

هل الجراثيم هي السبب ؟

وجهت حديثا أصابع الاتهام إلى عدد من الجراثيم التي يظن الباحثون أنها ربما أن تكون متورطة في إحداث مرض شرايين القلب التاجية . ومن أِهر تلك الجراثيم المتهمة جرثومة

" هليكو باكتر " Helicobacter Pylori والتي يعتقد أنها تسبب قرحة المعدة أيضا .

وأكثرت بعض الدراسات ترافق تصلب الشرايين بالتهاب مزمن بهذه الجرثومة ، وبجرثومة أخرى تدعى " الكلاميديا " وبفيروس يطلق عليه اسم " Cytomegalovirus " ، كما أظهرت الدراسات وجود هذه الكائنات الحية في اللويحات التي تضيق شرايين القلب التاجية ، وعدم وجودها في شرايين القلب الطبيعية . ولا يعني هذا الترافق أن تكون هذه العوامل بالضرورة وراء حدوث تصلب الشرايين ، إلا أن الالتهاب المزمن بأحد هذه الجراثيم يمكن أن يحول اللويحة العصيدية المترسبة على جدار الشريان التاجي والمضيقة للشريان إلى لويحة غير مستقرة ، وهذا ما يؤدي إلى تمزق تلك اللويحة وحدوث جلطة القلب أو الذبحة الصدرية غير المستقرة Unstable Angina .

ويجرى حاليا عدد من الدراسات الكبيرة التي تبحث دور المضادات الحيوية في علاج جلطة القلب أو الذبحة الصدرية غير المستقرة . وحتى ظهور تلك النتائج نظل في حالة ترقب وانتظار ، فربما يأتي اليوم الذي تدخل فيه المضادات الحيوية علاج مرضى جلطة القلب .

ما هو دور الفيبرينوجين في الدم ؟

الفيبرينوجين هو أحد بروتينات البلازما . ويزيد الفيبرينوجين من لزوجة الدم ، وتجمع الصفيحات ، وتشكل جلطة في الشرايين .

وتؤكد الدراسات الحديثة أن ارتفاع مستوى الفيبرينوجين في الدم يعطي مؤشرا يتنبأ بحدوث مرض شرايين القلب عند الأصحاء ، أو نسبة الوفاة من جلطة القلب .

ولا يعرف حاليا فيما إذا كان خفض فيبرينوجين الدم يمكن أن يقلل من خطر حدوث مرض شرايين القلب أم لا .

وبانتظار نتائج الدراسات ، فإن إيقاف التدخين والقيام بتمارين رياضية منتظمة تؤدي إلى خفض حقيقي للفيبرينوجين في الدم ، وتقلل بالتأكيد من خطر حدوث مرض شرايين القلب .

هل ارتفاع التريغليسريد مهم ؟

يعتبر ارتفاع الدهون الثلاثية ( التريغليسريد ) في الدم عاملا هاما من العوامل الهيئة لحدوث مرض شرايين القلب التاجية . فقد أظهرت دراسة نشرت عام 1998 وشملت 46000 رجلا و 10000 امرأة أن كل زيادة في نسبة التريغلسريد في الدم بمقدار 1 ميليمول / ل تترافق بازدياد خطر حدوث مرض شرايين القلب بنسبة تصل إلى 37 % عند الرجال و 14 % عند النساء .

ما هو دور العوامل النفسية ؟

أظهرت دراسة حديثة نشرت في شهر مارس 2000 م أن التعرض المديد للضغوط النفسية يزيد معدل حدوث مرض شرايين القلب التاجية بنسبة تزيد عن الضعف .

وقد أظهرت دراسة White hall التي نشرت حديثا أن العوامل المعروفة المهيئة لمرض شرايين القلب من ارتفاع الكولسترول وارتفاع ضغط الدم والتدخين وربما لا تستطيع تفسير كل الوفيات الحادثة من مرض شرايين القلب

ومن المؤكد أن الضغوط النفسية تلعب دورا هاما في إحداث مرض شرايين القلب . والحقيقة أنه يصعب قياس الضغوط النفسية مثلما نقيس مستوى الكولسترول أو ضغط الدم . ومع ذلك فهناك دلائل قوية من خلال دراسات أجريت على الحيوانات ولإنسان تؤكد أن التعرض المديد للضغوط النفسية يحرض تطور مرض شرايين القلب .

وهناك دراسات أخرى تؤكد أن التعرض الحاد للضغوط النفسية يمكن أن يثير نوبة من نوبات القلب كجلطة القلب أو اضطراب حاد في نظم القلب .

هل السبب مورث خاص ؟

لا شك أن وجود قصة عائلية لحدوث جلطة في القلب عند الأب أو الأم أو أحد الأخوة والأخوات في سن ما قبل الخمسين من العمر يؤهب لحدوث مرض شرايين القلب .

وتتهم بعض الجينات بأن لها ارتباطا بحدوث مرض شرايين القلب عند الشباب ، مثل PIA2 وغيره ، ولكن الأمر يحتاج إلى مزيد من الدراسات قبل ثبوته .

هل لنقص التغذية عند الجنين دور هام ؟

أكدت عدد من الدراسات أن نقص وزن المولود يترافق بازدياد حدوث مرض شرايين القلب التاجية عند البالغين . وتبعا لفرضية Barker فإن نقص التغذية عند الجنين يمكن أن يؤدي إلى تغيرات وظيفية وتشريحية عند الجنين ، تزيد من تعرض الإنسان في المستقبل إلى عدد من الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم ، ومرض السكر ، ومرض شرايين القلب التاجية . وتثير هذه الفرضية عددا من المفاهيم الهامة في الوقاية من المرض ، وتؤكد أن الوقاية من الأمراض تبدأ قبل أن يخلق الإنسان في رحم أمه ، ويستمر حتى وفاته .

وهذا يعني أن صحة الحامل وتغذيتها أمر له تأثير بالغ على صحة الأبناء ويمكن أن تؤثر على صحة المجتمع لقرون عديدة تالية .

والخلاصة أنه إذا أردنا تجنب حدوث مرض شرايين القلب التاجية فعلينا التوقف عن التدخين فورا ، والالتزام بنظام غذائي سليم تقل فيه الدهون ، وتكثر فيه الخضراوات والفواكه ، والقيام بنشاط بدني منتظم كالسير السريع أو السباحة أو الجري بعد استشارة الطبيب إن لم يكن قد مارس ذلك من قبل ، وتخفيف الوزن ، ومعالجة ارتفاع ضغط الدم وارتفاع كولسترول الدم ومرض السكر معالجة حكيمة وبإشراف طبيب دقيق . فإذا ما فعلنا ذلك جنبنا أنفسنا ويلات ذلك المرض بإذن الله

محمد170
05-11-2007, 08:17 PM
الوقاية من مرض شرايين القلب التاجية



يعتبر مرض شرايين القلب التاجية القاتل الأول في أمريكا وأوروبا . وللأسف الشديد يزداد حدوث هذا المرض في بلادنا ازديادا مريعا ، فأصبحنا نرى شبابا في الثلاثينات والأربعينات من عمرهم ، وقد أصيبوا بجلطة في القلب . فالتدخين ، والإفراط في الأكل ، والكسل ، وعدم الحركة ، والتعرض للضغوط النفسية الشديدة يهيء المناخ لمرض شرايين القلب التاجية .

ما هي شرايين القلب التاجية ؟

شرايين القلب التاجية هي الشرايين التي تغذي عضلة القلب ذاتها . فهناك شريانان تاجيان أساسيان يخرجان من الشريان الأبهر ( الأورطي ) ، ثم يتفرع الشريان التاجي الأيسر إلى فرعي .



ما هو مرض شرايين القلب التاجية ؟

يحدث هذا المرض نتيجة تضيق أو انسداد في الشرايين التاجية ، ويحدث ضيق الشريان بسبب تصلبه ، أي أن الشريان يفقد مرونته وتترسب فيه الدهون والألياف مما يعيق مجرى الدم . ويظهر المرض على صورتين : الذبحة الصدرية ، و جلطة القلب ( احتشاء عضلة القلب ) .

ما هي " الذبحة الصدرية " ؟

ويطلق هذا الاسم على الألم الصدري الذي يحدث عندما لا تستطيع عضلة القلب تأمين حاجتها من الأوكسجين ، نتيجة تضيق في شرايين القلب التاجية . ويحدث هذا الألم عادة خلال الجهد ، ويزول بتوقف المريض عن الجهد .

ما هي جلطة القلب ( احتشاء عضلة القلب ) ؟

تحدث جلطة القلب عندما يسد أحد الشرايين التاجية بجلطة ( خثرة ) ، فلا تسمح للدم بالمرور عبره. فيتخرب جزء من عضلة القلب كان يروى بذلك الشريان المسدود . وجلطة القلب هي القاتل الخفي الذي يقبع وراء كثير من حالات الموت المفاجئ التي تداهم الشخص وهو في أوج عافيته وصحته .

ما هي العوامل المسببة للإصابة بمرض شرايين القلب ؟

هناك مجموعة من العوامل المهيئة للإصابة بهذا المرض . ونطلق على هذه العوامل اسم " عوامل الخطر" Risk factors . وتقسم هذه العوامل إلى :

1. عوامل لا يمكن التحكم فيها : كالعمر والجنس والوراثة .

2. عوامل يمكن التحكم فيها والسيطرة عليها : كالتدخين ، وارتفاع كولسترول الدم وارتفاع ضغط الدم ، ومرض السكر ، وعدم القيام بالرياضة البدنية ، والبدانة وغيرها.

وتتضاعف خطورة مرض شرايين القلب إذا كانت لدى المريض عدة عوامل مهيئة للمرض ، فإذا كنت مدخنا فإن خطر حدوث هذا المرض عندك هو ضعف ما هو عليه عند غير المدخنين . وإذا كنت في الوقت ذاته مصابا بارتفاع كولسترول الدم أيضا ، فإن الخطر يزداد إلى أربعة أضعاف .

وإذا كنت مدخنا ومصابا بارتفاع كولسترول الدم ، وارتفاع ضغط الدم ، فإن احتمال حدوث مرض شرايين القلب يصبح ثمانية أضعاف ما هو عليه عند الخالين من هذه الأمراض .

الذبحة الصدرية :

يحدث ألم الذبحة الصدرية غالبا خلف عظم القص في وسط الصدر . وكثيرا ما ينتشر الألم عبر الصدر أو إلى الذراعين ، وخاصة الذراع الأيسر . ويحدث الألم عادة عند الجهد ، ويزول بالراحة أو باستعمال حبوب النيتروغليسرين تحت اللسان .

كيف تشخص الذبحة الصدرية ؟

قد يطلب الطبيب عددا من الفحوص مثل تخطيط القلب الكهربائي ، واختبار الجهد على السير أو بالأشعة النووية . وقد يضطر الطبيب لإجراء القسطرة القلبية للتأكد من التشخيص .

كيف تعالج الذبحة الصدرية ؟

تعالج نوبة الذبحة الصدرية بحبوب النيتروغليسرين تحت اللسان . وتستعمل هذه الحبوب عند الحاجة . ولكن ينصح بعدم تناول أكثر من حبتين في الوقت نفسه .

وهناك عدد من الأدوية التي تستخدم في علاج الذبحة الصدرية كمركبات النترات مثل أيزورديل ، وحاصرات بيتا مثل التنورمين ، أو مضادات الكالسيوم كالأدالات والأملور وغيرها ، وإذا تكررت

الآلام ولم تستجب للعلاج فقد يحتاج المريض إلى توسيع للشريان التاجي بالبالون ، أو ربما عملية وصل شرايين القلب التاجية CABG .

وينبغي التأكيد على ضرورة التوقف عن التدخين ، وتخفيف الوزن ، ومعالجة ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع كولسترول الدم إذا وجد عند المريض .

جلطة القلب ( احتشاء عضلة القلب ) :

تحدث جلطة القلب حينما يسد أحد الشرايين التاجية بخثرة ( جلطة ) فلا تسمح للدم بالمرور عبره . فيتخرب جزء من القلب كان يغذى بهذا الشريان . فإذا كان هذا الجزء صغيرا فإنه يتطور إلى نسيج " ندبي " scar ، ويعود المريض تدريجيا لحياته العادية . أما إذا كانت مساحة الجزء المتموت واسعة ، أو كان مكان الإصابة هاما وحساسا فمن الممكن أن تحدث اختلاطات خطيرة .

كيف تشخص جلطة القلب ؟

يشكو المصاب بجلطة ( احتشاء ) القلب من ألم شديد جدا عبر الصدر ، وينتشر الألم عادة إلى الذراع الأيسر ، وقد يترافق بغثيان أو ضيق نفس أو إغماء .وقد يبدو المريض شاحبا ومتعرقا . ويحتاج تشخيص هذه الحالة إلى توثيق بواسطة تخطيط القلب الكهربائي وإجراء معايرة أنزيمات القلب في الدم .

كيف تعالج جلطة القلب ؟

ينبغي التأكيد على ضرورة نقل المريض المشتبه بإصابته بجلطة القلب إلى المستشفى بأسرع وقت ممكن. فكل دقيقة لها حساب عند مريض الجلطة القلبية . ووصول المريض إلى المستشفى بسرعة يزيد من فرص استعمال الدواء الحديث الذي يمكن أن يحل جلطة القلب . حيث أن الفائدة المرجوة من استعمال هذا الدواء تكون على أشدها في الساعات الأولى من بداية ألم الجلطة القلبية . ويعطى

المريض فورا حبة من الأسبرين ( ما لم يكن مصابا بقرحة في المعدة ) ومسكنات الألم كالمورفين .

ويدخل المريض إلى غرفة العناية القلبية المركزة حيث يوضع تحت الرقابة المكثفة لمدة 24 ساعة على الأقل .وقد يعطى المريض عددا من الأدوية مثل النيتروغليسرين بالوريد ، وحاصرات بيتا كالتنورمين

والهيبارين ، والكابتوبريل وأمثاله .

ويبقى مريض الجلطة في المستشفى حوالي 7 أيام . وقد يجرى اختبار الجهد قبل خروج المريض من المستشفى . وإذا لم يستطع المريض إكمال هذا الاختبار أو حدث ألم في الصدر فقد يفكر الطبيب بإجراء فحوص أخرى كالقسطرة القلبية .

هل يحتاج مريض الجلطة إلى علاج بعد خروجه من المستشفى ؟

معظم المرضى يحتاجون إلى دواءين أو أكثر . واستعمال الأسبرين وحاصرات بيتا كالتنورمين مثلا أمر روتيني في معظم الحالات للوقاية من حدوث جلطة أخرى .

متى يعود مريض الجلطة إلى حياته العادية ؟

إذا كانت الأمور كلها على ما يرام فإن المريض يزيد من نشاطه تدريجيا يوما بعد يوم . ولكن ينبغي تجنب الأعمال المجهدة في الأسابيع الستة الأولى بعد الجلطة . وإذا لم تكن هناك أية أعراض ، يمكن العودة إلى قيادة السيارة بعد 4 - 6 أسابيع ، وإلى المعاشرة الزوجية بعد حوالي 4 أسابيع كما يمكن العودة إلى العمل بعد حوالي 6 - 8 أسابيع .

هل فات الأوان ؟

سؤال يطرحه الكثيرون . والجواب قطعا : لا . فالأمل عظيم في أن يتمكن كل إنسان من التحكم في طريقة الحياة التي يحياها ف مواجهة عوامل الخطر . فلو تحكمت في واحد من هذه الأخطار خطوت خطوة لزيادة فرصتك في حياة أسلم . وإذا تحكمت بها جميعا ، يمكنك أن تقوم بهجوم مضاد لأولئك القتلة الصامتين لقلب الانسان .

كيف تقي نفسك من مرض شرايين القلب التاجية ؟

1) توقف عن التدخين :

فإذا كنت مدخنا ، فإن أيسر وأكثر الوسائل فعالية في حماية قلبك من حدوث جلطة ( احتشاء ) فيه هي أن تتوقف عن التدخين .

والحقيقة أن فوائد التوقف عن التدخين تبدأ منذ اليوم الأول الذي تقلع فيه عن التدخين . وبعد خمس سنين تقريبا من التوقف عن التدخين فإن احتمال حدوث مرض في شرايين القلب يصبح مساويا لمن لم يدخن في حياته قط . وتذكر أن التدخين يشمل الشيشة والسيجار والبايب فكلها تحتوي على مواد ضارة للصحة بنسب مختلفة . وتؤكد الاحصائيات أن تدخين السجائر ذات القطران أو النيكوتين لا تقلل من مخاطر الاصابة بأمراض القلب .

2) تناول غذاء صحيا :

فقد أكدت الدراسات أنه كلما زادت كمية الدهون المشبعة في الطعام زاد انتشار مرض شرايين القلب . والغذاء الغني بالدهون يرفع كولسترول الدم ، وبالتالي يحدث تصلبا في الشرايين . وبالمقابل فإن الغذاء الفقير بالدهون المشبعة ينقص الكولسترول ويوقف عملية تصلب الشرايين ، ويقلل من احتمال حدوث جلطة في القلب .

3) مارس نوعا من أنواع الرياضة البدنية :

فقد أكدت الدراسات الحديثة أن إجراء تمارين رياضية كالمشي السريع أو الجري أو ركوب الدراجة أو السباحة لمدة 20 - 30 دقيقة مرتين أو ثلاث مرات في الاسبوع يفيد في الوقاية من أمراض شرايين القلب .

والمشي السريع من أفضل أنواع الرياضة البدنية ، والأشخاص النشيطون جسديا يتمتعون بشرايين قلبية أوسع من الأشخاص الخاملين .

4) تجنب البدانة :

فالبدانة ترفع ضغط الدم وتؤهب لمرض السكر . ولا شك أن اتباع نظام سليم وممارسة الرياضة بانتظام تجعلك تحافظ على وزنك المثالي .

5) عالج ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري :

فلحماية قلبك من مرض الشرايين لا بد من السيطرة على ضغط الدم إن كان مرتفعا عندك ، ومعالجة مرض السكر بحكمة ودراية .

6) تجنب الانفعالات النفسية قدر الامكان .

ولا شك أن أفضل أساليب الوقاية التي تعود عليك بالفائدة المثلى هي تلك التي تؤثر في أطفالك ، فإذا كان غذاؤك قليل الدسم ، واتبعت بعض التمارين الرياضية بانتظام ،وامتنعت عن التدخين ، وكانت هذه العادات الصحية جزءا من حياتك اليومية في البيت ، فإن أطفالك سوف يترعرعون على هذه الأمور ....

محمد170
05-11-2007, 08:19 PM
الحمى الروماتيزمية .. هل يمكن وقاية قلبك منها ؟



قد يخفى على البعض أن التهاب البلعوم أو اللوزتين - إذا لم يعالج معالجة فعالة - يمكن أن يؤدي إلى إصابة القلب بكثير من المتاعب . فالحمى الروماتيزمية ما هي إلا ارتكاس مناعي يمكن أن يتلو التهاب البلعوم أو اللوزتين،بجرثوم يدعى المكورات السبحية ( streptococci ) . وتصيب الحمى الروماتيزمية المفاصل بالالتهاب ، كما قد تصيب عضلة القلب ، فتظهر أعراض فشل القلب . وإذا لم تعالج معالجة فعالة ، فقد يتلو ذلك - بعد سنين - إصابة صمامات القلب بالتليف والتسمك ، وما يعقبه من تضيق في صمامات القلب أو تسرب فيها . والحمى الروماتيزمية تصيب الأطفال عادة ما بين 5 - 15 سنة .



وفي الوقت الذي كادت تختفي فيه الحمى الروماتيزمية في أمريكا وأوروبا ، فإنها ما تزال تمثل مشكلة طبية كبيرة في بلادنا العربية من المحيط إلى الخليج ، وخاصة في المجتمعات الفقيرة ذات التغذية السيئة ، والتي تعيش في أماكن سكنية مكتظة وغير صحية .

وما تزال أمراض القلب الروماتيزمية أكثر أنواع أمراض القلب المكتسبة عند الأطفال واليافعين شيوعا في عالمنا العربي . وتعتبر سببا رئيسا من أسباب الوفيات والاختلاطات القلبية عند الأطفال في المملكة العربية السعودية .

وتشير الإحصائيات إلى أن ثلاثة أطفال من كل ألف طفل في المملكة يصاب بالحمى الروماتيزمية ، في حين تصيب خمسة أطفال من كل مئة ألف طفل في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان . وهذا ما يثير فينا الدوافع لمحاربة هذا المرض والقضاء عليه .

ما هي الحمى الروماتيزمية ؟

تبدأ علامات الحمى الروماتيزمية عادة بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من التهاب البلعوم أو اللوزتين ، وقد تحدث بعد أسبوع واحد . وتسبب ارتفاعا في الحرارة وآلاما والتهابا وانتفاخا في عدد من المفاصل ، وتبدو المفاصل المصابة حمراء ، منتفخة ، ساخنة ومؤلمة عند الحركة . ويبدو المريض متعرقا وشاحبا . وعادة ما تختفي علامات الالتهاب في المفاصل بعد 24 - 48 ساعة . ولكن إذا لم تعالج الحالة تصاب مفاصل أخرى بالالتهاب.

وأكثر المفاصل إصابة هي مفاصل الرسغين والمرفقين والركبتين والكاحلين . ونادرا ما تصاب مفاصل أصابع اليدين أو القدمين .

وإذا كانت هجمة الحمى الروماتيزمية خفيفة فقد لا تبدو أية أعراض خاصة تشير إلى إصابة عضلة القلب . ولهذا فقد تمر الحالة دون تشخيص .

أما إذا كانت هجمة الحمى الروماتيزمية شديدة فتكون الأعراض أكثر وضوحا ، وقد يشكو المريض حينئذ من ضيق النفس عند القيام بالجهد ، أو حينما يكون مستلقيا في السرير . كما قد تظهر وذمة

( انتفاخ ) في الساقين .

وإذا لم تعالج نوبات الحمى الروماتيزمية أو تكرر حدوثها ، ازداد خطر حدوث إصابة في صمامات القلب ، حيث يحدث تليف وتسمك في صمامات القلب مما يؤدي إلى حدوث تضيق أو تسرب فيها.

وفي الغرب تحدث إصابة الصمامات بعد سنوات عديدة من نوبة الحمى الروماتيزمية ، أما في العالم الثالث ، فتحدث الإصابة القلبية بصورة مبكرة جدا .



كيف تعالج الحمى الروماتيزمية ؟

تعالج هجمة الحمى الروماتيزمية بالراحة التامة في الفراش إلى أن تختفي الحمى تماما ، ويعود عدد ضربات القلب وتخطيط القلب وسرعة التثفل إلى وضعها الطبيعي . ويعطى المريض حبوب الأسبرين ، وقد يحتاج الأمر إلى إعطاء حبوب الكورتيزون .



هل يمكن منع حدوث الحمى الروماتيزمية ؟

والجواب نعم . إذا ما عولج التهاب اللوزتين أو البلعوم الناجم عن المكورات السبحية معالجة صحيحة ، وهذا ما يسمى بالوقاية الأولية Primary Prevention .

كما يمكن وقف تطور الإصابة القلبية باستعمال البنسلين المديد عضليا وبشكل متواصل لمنع حدوث أية هجمات من الحمى الروماتيزمية، وهذا ما يسمى " الوقاية الثانوية " Secondary Prevention .



ما هي طرق الوقاية الأولية من الحمى الروماتيزمية ؟

من المعروف أن معظم حالات ألم البلعوم Sore throat يسببها أحد الفيروسات . إلا أن 10 - 20 % من الحالات يسببها نوع من الجراثيم تسمى المكورات السبحية ( streptococci ) .

والحقيقة أنه يصعبه التفريق بين التهاب البلعوم الفيروسي وبين النوع الجرثومي .

ولكن هناك بعض الأعراض التي ربما توحي بوجود سبب جرثومي لالتهاب البلعوم أو اللوزتين . وتشمل هذه الأعراض : حدوث الألم فجأة في البلعوم ، والصداع وارتفاع الحرارة وقد يترافق ذلك بألم في البطن وغثيان وإقياء .

وإن وجود عقد بلغمية أمامية في الرقبة ، ونتحات بيضاء على اللوزتين والبلعوم ، يثير الاشتباه بالسبب الجرثومي لالتهاب البلعوم .



كيف يمكن التأكد من وجود التهاب جرثومي في البلعوم ؟

يمكن التعرف على وجود سبب جرثومي لالتهاب البلعوم بأخذ مسحة من الحلق وزرعها في المختبر( مزرعة الجراثيم )

كما أن هناك فحص دم خاص يمكن من خلاله التعرف على حدوث إصابة بالمكورات السبحية .

وإذا كان هذا الاختبار إيجابيا ، أو كان الزرع الجرثومي إيجابيا ، فينبغي الاستمرار بالمضاد الحيوي لمدة عشرة أيام .



كيف يعالج التهاب البلعوم الجرثومي ؟

تعتبر معالجة التهاب البلعوم الجرثومي أهم خطوة في الوقاية الأولية لمحاربة حدوث الحمى الروماتيزمية.

وما زال البنسلين هو الدواء الأمثل في هذه الحالات . ويفضل إعطاء جرعة واحدة من البنسلين المديد Benzathin Penicillin بالعضل للأطفال الذين يشكون من التهاب البلعوم عندما يكون الزرع الجرثومي لمسحة الحلق إيجابيا .

ويمكن استخدام البنسلين عن طريق الفم ، أو الايرثرومايسين عند الذين لديهم حساسية للبنسلين لمدة 10 أيام .

وينبغي التأكيد على ضرورة الالتزام بهذه المدة ( 10 أيام ) حتى ولو اختفت الأعراض التي يشكو منها المريض خلال الأيام الأولى من تناول العلاج .

وليس للـ Ampicillin أو الـ Amoxil أية مزايا تفوق تأثير البنسلين في هذه الحالات .



كيف يمكن منع تكرر حدوث الحمى الروماتيزمية ومنع تطور الإصابة القلبية عند من أصيب أحد صمامات قلبه ؟

لا شك أن الطريقة المثلى لذلك هي بإعطاء البنسلين المديد Benzathin Penicillin بالعضل مرة كل 3 - 4 أسابيع باستمرار . ويمكن استعمال البنسلين عن طريق الفم أو sulfadiazine أو الايرثرومايسين عند من لديه حساسية للبنسلين .

ولكن استعمال الحبوب عن طريق الفم لسنوات يعتبر أقل فعالية في الوقاية من هجمات التهاب البلعوم الجرثومي . وإذا تمكنا من منع تكرر هجمات الحمى الروماتيزمية فإن 70 % من نفخات القصور التاجي(التسرب في الصمام التاجي ) ، و 27 % من نفخات القصور الأورطي تختفي تماما خلال 10 سنين ، ولا يحدث تضيق في الصمامات عندهم .



إلى متى يستمر إعطاء البنسلين المديد بالعضل ؟

ليس هناك اتفاق بين العلماء على المدة التي ينبغي الاستمرار فيها بإعطاء حقن البنسلين عضليا .

والحقيقة أن ذلك يعتمد أساسا على ما إذا كانت هناك إصابة قلبية بالحمى الروماتيزمية أم لا .

ففي حال وجود إصابة قلبية فينبغي استخدام البنسلين المديد بالعضل حقنة كل 3 أسابيع وربما مدى الحياة .

أما إذا لم تكن هناك إصابة قلبية فينبغي إعطاء البنسلين بالعضل كل 3 أسابيع لمدة 5 سنوات بعد هجمة الحمى الروماتيزمية أو ربما لأوائل العشرينات من العمر .

ومن الحكمة أن يقرر الطبيب المعالج تلك المدة الزمنية تبعا لحالة المريض وظروفه المعاشية واستجابته للمتابعة الطبية .

ولا يزال الأمل يحدونا في الحصول على لقاح ( vaccine ) لمنع حدوث الحمى الروماتيزمية في المستقبل القريب .



ماذا عن الحساسية للبنسلين ؟

تساور بعض المرضى مخاوف من حقنة البنسلين ، خشية حدوث تحسس للبنسلين عند المريض ، حتى أن تلك المخاوف حالت دون حصول المريض على معالجة فعالة لالتهاب البلعوم ، كما حالت دون إعطاء المريض وقاية كافية ضد الحمى الروماتيزمية ، ورغم أن الارتكاسات التحسسية للبنسلين قد تحدث عند بعض المرضى ، إلا أن ذلك أمر نادر الحدوث عند الذين يعطون البنسلين المديد عضليا كل 3-4 أسابيع . والارتكاس التحسسي ( كالطفح الجلدي مثلا ) يحدث عند حوالي 3 % من الناس . أما الصدمة التحسسية فتحدث عند 2 بالألف من الحالات فقط .

ومعظم هذه الحالات حدثت عند أطفال يزيد عمرهم عن 12 سنة . ولهذا فإن فوائد الوقاية من الحمى الروماتيزمية وأمراض القلب الروماتيزمية تفوق بكثير مخاطر الارتكاس التحسسي للبنسلين .

فقد أكدت الدراسات أن 90 % من الهجمات الأولى من الحمى الروماتيزمية يمكن منعها إذا ما استعمل البنسلين المديد بالعضل بصورة منتظمة .



أمراض صمامات القلب الروماتيزمية

ذكرنا أنه إذا لم تعالج الحمى الروماتيزمية معالجة فعالة ، ولم تتخذ إجراءات للوقاية منها ، فإن صمامات القلب قد تصاب بالتضيق أو القصور .



تضيق الصمام التاجي :

ينجم تضيق الصمام التاجي عادة عن إصابة الصمام بهجمة من الحمى الروماتيزمية . ونتيجة لهذا التضيق تتوسع الأذينة اليسرى التي تقع خلف الصمام التاجي ، وقد تحدث وذمة في الرئة ( تجمع سوائل في الرئتين ) نتيجة ارتفاع الضغط في الأذينة اليسرى من القلب .

والتضيق التاجي هو أكثر حدوثا عند النساء ، إذ تبلغ نسبة إصابة النساء به أربعة أضعاف ما هي عليه عند الرجال .

ولا تحدث أعراض المرض عادة في الغرب إلا بعد سنين مديدة من الإصابة بالحمى الروماتيزمية . ولكن ، للأسف الشديد ، نجد في بلادنا العربية حدوث هذه الأعراض في سن مبكرة جدا . وكثيرا ما نشاهد ذلك في العقد الثاني أو الثالث من العمر .

وأول الأعراض عادة حدوث ضيق في النفس عند الجهد ، ما يلبث أن يزداد بازدياد التضيق في الصمام ، فيحدث عند القيام بجهد أقل . وفي النهاية قد يحدث ضيق النفس أثناء الراحة . كما قد يشكو المريض من الخفقان ، وقد يحدث ما يسمى بالرجفان الأذيني ( وفيه يدق القلب ضربات سريعة وغير منتظمة ) .

ويتم تشخيص المرض بالقصة المرضية ، وبإصغاء القلب ، وببعض الفحوص كتخطيط القلب الكهربائي ، وصورة الصدر الشعاعية . إلا أن الفحص الدقيق والمؤكد للتشخيص هو تخطيط القلب بالأمواج فوق الصوتية ( الايكو ) .

أما العلاج ، فقد تعطى المدرات البولية والديجوكسين عند حدوث الأعراض . وإذا استمرت الأعراض فينبغي التفكير بضرورة توسيع الصمام بالبالون أو إجراء عملية جراحية يوسع فيها الصمام ، أو قد يحتاج الأمر إلى تبديل الصمام .

وينبغي التأكيد على ضرورة إعطاء المضاد الحيوي قبل إجراء أية معالجة سنية أو عملية جراحية لمنع حدوث التهاب في شغاف القلب .



قصور الصمام التاجي :

ويطلق عليه بالعامية " تهريب " أو " تسريب " في الصمام التاجي . ومن المعروف أن الدم يسيل في الحالة الطبيعية باتجاه واحد من الأذينة اليسرى إلى البطين الأيسر فالأبهر ( الشريان الأورطي ) . ولكن عندما يحدث قصور في الصمام التاجي يعود قسم من الدم الذي وصل إلى البطين الأيسر ثانية

إلى الأذينة اليسرى . أي أن الصمام الذي ينبغي أن يكون محكم الإغلاق يسمح برجوع الدم نتيجة عدم إغلاقه بشكل تام .

وبسبب عودة الدم إلى الأذينة اليسرى أثناء انقباض القلب ، فإن على القلب أن يعمل بجد أكبر حتى يتخلص من هذا الدم الراجع . وفي النهاية قد يحصل ما يسمى بفشل القلب ( هبوط القلب ) .

وأكثر أسباب القصور التاجي شيوعا هي الحمى الروماتيزمية . إلا أن هناك أسبابا أخرى منها " تدلي الصمام التاجي " ، وجلطة القلب ، وتوسع الصمام بسبب تضخم البطين الأيسر وغيرها .

أما عن الأعراض التي يشكو منها المريض ، فأهمها ضيق النفس والإعياء ، وقد يحدث الخفقان . وهناك اختلاط قليل الحدوث هو التهاب شغاف القلب . ويشخص المرض بالقصة السريرية وبإصغاء القلب ، ويحتاج الأمر إلى صورة شعاعية للصدر وتخطيط قلب كهربائي . ولكن التشخيص الدقيق يكون بإجراء تصوير القلب بالأشعة فوق الصوتية ( الايكو ) . وقد يحتاج الأمر في بعض الحالات إلى إجراء القسطرة القلبية ، وخاصة حينما يعزم الطبيب على إجراء عمل جراحي . ويصف الطبيب المدرات البولية ومثبطات أيس عندما يشكو المريض من ضيق النفس كما يوصف الديجوكسين أحيانا لزيادة تقلص عضلة القلب وتنظيم ضربات القلب . وقد توصف مسيلات الدم )المميعات الدموية) لمنع تشكل خثرة في الأذينة اليسرى .

وينبغي التأكيد على ضرورة إعطاء المضاد الحيوي قبل إجراء أية معالجة سنية أو عملية جراحية لمنع حدوث التهاب شغاف القلب .

وإذا كانت الحالة الشديدة فقد يحتاج المريض إلى إجراء عملية جراحية لإصلاح الصمام أو تبديله .

تضيق الصمام الأبهري ( الأورطي ) :

وهو عبارة عن تضيق في فتحة الصمام الأبهري ، والذي يمر من خلاله الدم إلى أنحاء الجسم . وحدوث تضيق في هذا الصمام يعيق جريان الدم عبره ، مما يجعل القلب يعمل بصورة أشد ، وهذا ما قد يؤدي إلى حدوث تسمك في عضلة القلب .

وأهم أسباب هذا التضيق : إصابة الصمام بالحمى الروماتيزمية ، أو توضع الكالسيوم على الصمام

( خاصة عند المسنين ) . كما قد يكون سببه عيبا خلقيا .

وقد لا يؤدي تضيق الصمام الأبهري إلى أية أعراض . وقد يكتشفه الطبيب صدفة أثناء فحص طبي ، حيث يسمع صوت نفخة ( لغط ) في القلب .

وقد يشكو المصاب من ألم صدري أو ضيق في النفس ، أو نوبات من الإغماء أو وهن عام .

وقد تبدي صورة الصدر الشعاعية علامات تضخم في القلب ، أو تكلس في موضع الصمام . كما قد يظهر تخطيط القلب الكهربائي علامات تسمك في عضلة القلب . ولكن التشخيص الأكيد يوضع بواسطة تصوير القلب بالأشعة فوق الصوتية ( الايكو ) والدوبلر ، حيث يعطى هذا الفحص فكرة واضحة عن شدة التضيق في الصمام ، وحركة الصمام ، وسماكة عضلة القلب .

وإذا تبين للطبيب وجود تضيق شديد في الصمام الأبهري ، أوصى بإجراء قسطرة قلبية ، وخصوصا عند من هم فوق الأربعين من العمر ، للتأكد من شدة التضيق ، والتأكد من عدم وجود إصابة في شرايين القلب التاجية ، وذلك قبل إجراء عملية تبديل الصمام .

أما إذا كان التضيق خفيفا ، أو متوسط الشدة ، فإن المريض يحتاج إلى متابعة دقيقة ، وإجراء فحص الايكو من حين لآخر ، للتأكد من عدم حدوث أي تطور في شدة تضيق الصمام .

ولا بد من التذكير أن المريض المصاب بمرض صمامات القلب يحتاج إلى مضاد حيوي قبل المعالجة السنية ، أو العمليات الجراحية .



قصور الصمام الأبهري ( الأورطي ) :

وهو عبارة عن تسرب في الدم عبر الصمام الأبهري ، فيعود الدم إلى البطين الأيسر ، والذي هو الحجرة الأساسية التي تضخ الدم إلى الجسم .

ويحدث تسرب الدم عبر الصمام الأبهري نتيجة عدم قدرة الصمام على الانغلاق بشكل سليم . وقد يكون هذا خلقي المنشأ ، أو يكون نتيجة الحمى الروماتيزمية ، أو التهاب في الشريان الأبهر أو التهاب شغاف القلب . وهناك أيضا أسباب أخرى نادرة . وقد يترافق تصلب الشرايين بقصور الصمام الأبهري وتضيق هذا الصمام أيضا .

وقد لا يؤدي قصور الصمام الأبهري إلى أية أعراض ، فقد تكتشف الحالة أثناء فحص طبي لسبب آخر . فيسمع الطبيب صوت نفخة ( لغط ) في القلب .

ونتيجة لتسرب الدم إلى البطين الأيسر ، يقوم هذا البطين بالعمل بصورة أقوى ، مما قد يؤدي في النهاية إلى توسع في البطين الأيسر وتسمك في عضلته . وهذا ما قد يؤدي إلى هبوط ( فشل ) القلب الأيسر . وحينئذ يشكو المريض من ضيق في النفس ، والوهن العام . وقد تحدث وذمة في الرئة نتيجة احتقانها بالسوائل .

وقد تبدي صورة الصدر الشعاعية تضخما في القلب ، وازديادا في عرض الشريان الأبهري . أما تخطيط القلب الكهربائي فقد يبدي علامات تسمك في القلب الأيسر .

ويظهر تصوير القلب بالأشعة فوق الصوتية ( الايكو ) والدوبلر وجود تسرب في الصمام الأورطي وحركة الصمام ، وسماكة البطين الأيسر وحجمه .

أما القسطرة القلبية فيحتاج إليها أحيانا لتحديد شدة القصور في الصمام ، حيث تحقن مادة ظليلة في القلب عبر قثطار يدخل عن طريق الشريان الفخذي عادة ، وتؤخذ صورة شعاعية للقلب .

وإذا اشتكى المريض من أعراض فشل ( هبوط القلب ) أعطي المدرات البولة و " مثبطات أيس " والديجوكسين . وإذا ما كان قصور الصمام شديدا نصح الطبيب بوجوب إجراء عملية تبديل الصمام. وكما هي الحال في أمراض صمامات القلب ، فينبغي إعطاء المضاد الحيوي قبل المعالجات السنية أو العمليات الجراحية .

محمد170
05-11-2007, 08:20 PM
ارتفاع ضغط الدم .. القاتل الصامت



الدكتور حسان شمسي باشا



ارتفاع ضغط الدم مرض شائع جدا ، يصيب 10 – 20 % من البالغين في العالم . وتكمن أهمية المرض في أنه يزيد خطر الإصابة باختلاطات قلبية ، أو بالسكتة الدماغية إذا أهمل ولم يعالج معالجة صحيحة .

فالمصابون بارتفاع ضغط الدم أكثر تعرضا من سواهم لهبوط القلب ( قصور القلب ) أو حدوث جلطة في القلب ، أو فشل في الكلى ، أو السكتة الدماغية .

أما إذا ما عولج الضغط المرتفع معالجة فعالة وتمت السيطرة عليه بنجاح ، فإن الصورة تصبح أكثر إشراقا وأشد وتفاؤلا. فالمعالجة الفعالة لارتفاع ضغط الدم تمنع حدوث اختلاطات هذا المرض . ولكن ينبغي اكتشاف هذا المرض في مرحلة مبكرة ، وهذا يقتضي إجراء قياس ضغط الدم بشكل منتظم .

وكثير من مرضى ارتفاع ضغط الدم لا يعرف أنه مصاب بهذا المرض ، لأن معظم المصابين لا يشعر بالمرض ولا يشكو ألما ولا وهنا .

وقد لا تظهر أعراض ارتفاع الضغط إلا حين يتفاقم المرض . وقد يشكو المصاب بارتفاع الضغط من الصداع في الصباح عادة ، أو الشعور بالتعب والإعياء ، أو الدوخة أو الرعاف .

وللأسف الشديد فإن كثيرا من الناس لا يدرك أهمية هذا المرض ، ففي دارسة أجريت في الولايات المتحدة تبين أن 18 % من المصابين بارتفاع ضغط الدم يعرف أن ذلك المرض هو أحد الأسباب الرئيسة لمرض شرايين القلب ، وواحدا بالمائة يعرف أن السيطرة على ضغط الدم هو إجراء وقائي ضد مرض شرايين القلب .

وهناك معتقدات خاطئة عند بعض الناس حول ارتفاع ضغط الدم ، فالبعض يظن أن ارتفاع الضغط مشكلة عابرة يمكن الشفاء منها بتناول الدواء لفترة محددة ، ويتوقف عن تناول الدواء عندما يشعر بالتحسن . والبعض يظن أنه لا داعي لقياس ضغط الدم طالما أنه لا يشكو من أية أعراض .

وآخرون يظنون أن ارتفاع ضغط الدم هو حالة عابرة من حالات التوتر العصبي ، ويعتقد البروفيسور " كـابـلان " - وهو من أشهر الباحثين في العالم في موضوع ضغط الدم – أن معظم حالات فشل العلاج الدوائي تنجم عن عدم تعاون المريض مع الطبيب ، وعدم تعاطي العلاج بانتظام .

وينبغي التأكيد على مريض ارتفاع الضغط بوجوب مراجعة الطبيب بانتظام لقياس ضغطه وتحديد خطة العلاج .

ومشكلة عدم تناول العلاج بانتظام مشكلة شائعة ، تصيب حتى الأطباء أنفسهم . ويقول البروفيسور كاري :

" لقد كان سلفي في العمل طبيب قلب شهير ، وكان يعاني من ارتفاع حاد في ضغط الدم ، ومع ذلك كثيرا ما كان ينسى تناول الدواء ، ومات ذات يوم نتيجة أحد اختلاطات هذا المرض " .

ولكي يتناول مريض ارتفاع الضغط دواءه في كثير من الأحيان مدى الحياة ، ينبغي أن يكون على قناعة تامة بأن التشخيص صحيح أولا ، وأن يعرف أن إهمال المرض سيؤدي في كثير من الحالات إلى مشاكل لا تحمد عقباها .

ولهذا ينبغي على المريض أن يتعلم كيف يتعايش مع هذا المرض طيلة حياته . وإن اتباع نظام غذائي معقول ، وتخفيف الوزن ، وتخفيف ملح الطعام ، والقيام بتمارين رياضية كالمشي – مثلا – يجعل الأمل كبيرا جدا في أن يعيش المريض حياة عادية دون أية مشاكل أو اختلاطات ، وقد يتطلب الأمر تناول دواء أو أكثر مدى الحياة .

فإذا كنت أحد ملايين الناس المصابين بارتفاع ضغط الدم ، فلا تنظر إلى ذلك نظرة سوء ، واحمد الله أن هذا المرض قد اكتشف في مرحلة مبكرة ، وأنه يمكن السيطرة على ارتفاع ضغط الدم .. في حين هناك ملايين من الناس لا يعرفون أنهم مصابون بهذا المرض .

ورغم كل التطورات العلمية ، فإننا لا نعرف سبب ارتفاع ضغط الدم في 90 – 95 % من الحالات . أما باقي الحالات فتنجم عن أسباب كلوية أو غدية ، أو عن تناول بعض الأدوية كحبوب منع الحمل والكورتيزون .. وغيرهما

وهناك بعض العوامل التي يبدو أن لها علاقة بارتفاع الضغط ، فإذا كان أحد الأبوين مصابا بارتفاع ضغط الدم ، فمن المحتمل إصابة أي من أولادهما به . وارتفاع ضغط الدم شائع عند البدينين ، كما إن الإفراط في تناول ملح الطعام يزيد من ضغط الدم .

وصايا لمرضى ارتفاع ضغط الدم

1. لا داعي لإجراء تغيير جذري في مسلك حياة المصابين بارتفاع الضغط ، إذا يمكن للمصاب بهذا المرض أن يحيا حياة طبيعية تماما ، فهو قادر على الاستمرار في مزاولة أعماله ، والقيام بنشاط رياضي معتدل ، وهو مرض لا يدعو إلى الحد من نشاط المصابين به ، إنما يتطلب فقد بعض الحذر .

2. كثير من حالات ارتفاع ضغط الدم الخفيف تستجيب للعلاج غير الدوائي الذي يشمل إنقاص الوزن ، وتخفيف الملح ، والقيام بتمارين رياضية بانتظام ، والامتناع عن التدخين ، ولكن ينبغي أن يتم ذلك تحت إشراف الطبيب .

3. ينبغي أن يعرف المصاب بارتفاع ضغط الدم أن علاجه طويل الأمد ، ويتوقف إلى حد كبير على تفهمه لإرشادات الطبيب وتقيده بها . وإذا ما ابتع المريض الإرشادات بدقة قل خطر هذا المرض كثيرا ، أما إذا أهمل الإرشادات عرض نفسه لمخاطر ارتفاع ضغط الدم غير المعالج .

4. إذا كنت مدخنا فتوقف عن التدخين .

5. إنقاص الوزن مفيد في خفض ضغط الدم ، فحاول التخلص من البدانة إن كنت بدينا .

6. لا تضع الملح على طاولة الطعام ، وخفف كمية الملح في الطعام المطهي ، وتجنب الأطعمة الغنية بالملح ، وتناول غذاء غنيا بالبوتاسيوم .

7. قم بتمارين رياضية منتظمة ( ثلاث مرات في الأسبوع مثلا ) ولمدة نصف ساعة ، وأفضل تلك التمارين المشي السريع أو السباحة .

8. وتجنب رفع الأثقال أو أعمال الشد و الدفع ، فهي تزيد من ضغط الدم .

محمد170
05-11-2007, 08:21 PM
خفقان القلب



الدكتور حسان شمسي باشا



خفقان القلب عرض شائع لا يكاد يخلو منه إنسان في فترة من الفترات . وهو الشعور بضربات القلب ، أو الإحساس بوجود ضربات سريعة وقوية في القلب .

ويحدث الخفقان عادة عقب القيام بجهد عنيف ، أو في حالات الانفعال الشديد ، أو عند التعرض لخوف مفاجئ ، أو عند رؤية المحبوب ... ولكن حدوث الخفقان أثناء الراحة ، وحين يكون المرء هادئ المزاج يثير قلق المريض . والحقيقة أن أكثر أنواع الخفقان شيوعا هو حدوث ضربات قلب مبكرة ( أي أنها أتت قبل موعدها ) ، ويعقب ذلك فترة سكون قصيرة ، يشعر فيها المرء وكأن قلبه قد توقف ، ثم يعود القلب لضرباته العادية .

ويحس المرء حينئذ برفة في القلب ، وكأنه شعور الإنسان عندما يهوي من مكان عال ، أو حين يهبط به المصعد فجأة وبسرعة .

والشعور بهذه الضربات المبكرة لا يعني ، في أكثر الحالات ، وجود مرض في القلب . وكثيرا ما تحدث عند الإفراط في تناول القهوة والشاي ، أو بعد شرب الخمر أو الإكثار من التدخين .

ولا يكاد يمر يوم إلا وأشاهد في عيادتي شبابا أو فتيات يشكين من الخفقان ، وكثير من هؤلاء من يفرط في شرب القهوة أو الشاي ، كمن يشرب إبريقين من الشاي في اليوم أو أكثر ، ثم يتناول الأدوية المنظمة لضربات القلب . وكثيرا ما يكون حل المشكلة ، لا في الدواء ، بل في التخفيف من شرب القهوة والشاي .

ولكن .. قد ينجم الخفقان عن اضطراب في نظم القلب ، كحدوث تسرع في القلب ، عندما تزيد ضربات القلب فوق 100 ضربة في الدقيقة . وقد يكون هذا التسرع منتظما أو غير منتظم .

ويشخص سبب الخفقان بتخطيط القلب الكهربائي Ecg وتسجيل ضربات القلب لمدة 24 ساعة بواسطة جهاز تسجيل خاص يحمله المريض في بيته أو عمله . كما ينبغي إجراء فحص دم خاص للتأكد من عد وجود مرض في الغدة الدرقية .

ونصيحة للذين يشكون من الخفقان أن يخففوا من القهوة والشاي والكاكاو والكولا ( بيبسي كولا أو كوكا كولا وأشباهها ) ، وأن يتوقفوا عن التدخين فورا .

محمد170
05-11-2007, 08:22 PM
أغذية تحب قلبك ..





نشرت في مجلة صحة القلب - العدد السابع عشر

الدكتور / حسان شمسي باشا
استشاري أمراض القلب


لاشك أن هناك عدداً من الأغذية التي تعنى بسلامة القلب ، ومنها زيت الزيتون والسمك والثوم ، والأغذية الغنية بالألياف وغيرها .
ولكننا نذكر هنا أغذية أخرى أظهرت الدراسات الحديثة بعضاً من فوائدها.
البرتقال .. حماية للقلب


ففي دراسة حديثة أجريت في جامعة ( اونتاريو ) الكندية ، تبين للباحثين أن تناول ثلاثة كؤوس من عصير البرتقال يومياً يساعد في زيادة الكوليسترول المفيد بنسبة تصل إلى ( 21% ) وخفض الكوليسترول الضار بمقدار ( 16 % ) . وقد استمرت تلك التغييرات الإيجابية في الكوليسترول لمدة خمسة أسابيع بعد انتهاء فترة العلاج . ومن المؤكد أنه كلما زاد مستوى الكوليسترول المفيد في الدم قل احتمال حدوث مرض شرايين القلب التاجية . والمعروف أن عصير البرتقال يحتوي على مواد مضادة للأكسدة ، مما يساعد في الوقاية من السرطان والفيروسات إضافة إلى الإقلال من تصلب الشرايين .

المشمش .. دواء للقلب


أظهرت دراسة طبية أجريت في بريطانيا أن تناول المشمش يقلل من مستوى الكوليسترول في الدم ، ويمكن أن يسهم في الحماية من مرض شرايين القلب .
ويحتوي المشمش على مركبات تدعى ( كاروتينويدات ) تتحول في الجسم لتعطي الفيتامين ( أ ) الذي تحتاجه العين للتخلص من المركبات الكيميائية الضارة التي تؤذي العين .
ويعتقد الباحثون أن تناول ثلاث حبات من المشمش تزود الجسم بـحـوالي ( 2800 ) وحدة دولية من فيتامين ( أ ) ، وهو مايزيد عن نصف حاجة الجسم اليومية من هذا الفيتامين . ويعتبر المشمش من أغنى الفواكه بالمعادن كالبوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور وغيرها .

الرمان .. مجمَّةٌ للقلب
وجد الباحثون في مقال نشر في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية أن تناول عصير الرمان قد قلل من ترسب الكوليسترول الضار في الشرايين ، وزاد نشاط أنزيم خاص مضاد للأكسدة بمقدار (20% ) .
كما لاحظ الباحثون الذين أجروا تجاربهم على الفئران أن عصير الرمان يقلل من أكسدة الكوليسترول الضار ويمكن أن يقلل من ترسبه على جدران الشرايين . وما زال الأمر يحتاج إلى مزيد من البحث العلمي .

اللوز .. وسلامة القلب
أكد عدد من الدراسات الحديثة أن تناول اللوز يخفض مستوى الكوليسترول الضار ، كما يساعد في الإقلال من خطر الإصابة بمرض شرايين القلب التاجية . ويعتقد الباحثون أن تناول حفنة من اللوز أو يعادل ( 30 ) جراماً يومياً كجزء من الغذاء الصحي يساعد في تقليل خطر مرض شرايين القلب.
وقد أشارت دراسة حديثة أجريت في جامعة ( تورنتو ) الكندية أن تنـاول ( 30 ) جراماً من اللوز (مع القشر ) يومياً قد أدى إلى خفض مستوى الكوليسترول بنسبة ( 3% ) .
واقترح الباحثون في جامعة ( تافتس ) الأمريكية أن العناصر المغذية الموجودة في اللوز وفي قشوره تقدم معاً حماية أكبر ، مما لو كانت منفصلة عن بعضها ، وفي دراسة أخرى من جامعة كاليفورنيا ، أشار الباحثون إلى أن المواد المضادة للأكسدة في قشور اللوز إضافة إلى محتواه الطبيعي من فيتامين ( E ) تؤثر بصورة إيجابية في الجسم . وهذا ما يدعم الرأي الذي يدعو دوماً إلى تناول الثمار بقشورها .
والمعروف أن اللوز غني بالدهون ، ويحذر من الإفراط في تناوله ، ولكن هناك دراسة حديثة أجريت في ( كلية كنغ ) في لندن أشارت إلى أن جدران الخلايا في ثمار اللوز قد تلعب دوراً في امتصاص الجسم للدهون الموجودة فيها ، فعند تناول اللوز بقشره لا يمتص الجسم جميع الدهون الموجودة فيه ، بل بطرح جزء من الدهون مع البراز . ويحتاج الأمر إلى المزيد من الدراسات .

التفاح يخفض دهون الدم
أشار عدد من الدراسات الغربية مؤخراً إلى فوائد التفاح الصحية إلا أن اليابانيين لم يتقبلوا تلك النتائج . ولكن الباحثين في المعهد القومي لعلوم الفاكهة في اليابان أكدوا في دراسة حديثة أجريت على ( 14 ) متطوعاً أن تناول ( 400 ) جرام ( تفاحتين ) يومياً يسهم في تخفيض معدل الكوليسترول في الدم . فقد تناول المتطوعون تفاحتين يومياً ولمدة ثلاثة أسابيع ، وأظهرت النتائج انخفاضاً في الكوليسترول بنسبة وصلت إلى ( 21 % ) .
وقال البروفسور ( كبيتشي تاناكا ) رئيس فريق البحث : " إن التفاح يزيد نسبة فيتامين سي في الدم بصورة ملحوظة " .
وكان اليابانيون يعتقدون لفترة طويلة أن تناول التفاح غير صحي ، وأن الفواكه الحلوة بشكل عام تؤدي لارتفاع نسبة الدهون .
والحقيقة أن هذه الدراسة دراسة صغيرة ، ومع ذلك نشجع على تناول التفاح ، فلا شك أنه من أفضل الفاكهة ، وخصوصاً تفاحة على الريق .
الجوز يخفض الكوليسترول
وجد الباحثون حديثاً أن تناول الجوز يؤدي إلى خفض الكوليسترول . فقد جاء في دراسة نشرتها مجلة التغذية الإكلينيكية الأمريكية أن للجوز تأثيرات مفيدة خافضة للكوليسترول الضار .
وقد أجريت الدراسة على ( 18 ) شخصاً كلهم تجاوزوا الستين من العمر ، ويعانون من ارتفاع دهون الدم . وقد انخفض الكوليسترول الضار بصورة ملحوظة عند تناول الجوز .
ورغم أن الجوز غني بالسعرات الحرارية ، فإنه لم يطرأ على وزن المرضى تغيير يذكر ، وذلك بسبب التزامهم بحمية معينة .
وأكدت الدكتورة ( كوليت كيلي ) وهي عالمة بريطانية متخصصة في شؤون التغذية ، على ضرورة الانتباه إلى ما يتناوله المرء من دهون . وأوضحت أن الجوز غني بالدهون ، ولذلك يتعين على الأشخاص أن يتناولوا الجوز بدلاً من المأكولات الغنية بالدهون المشبعة كالزبدة والكعك والمعجنات

الشاي الأخضر ومرض شرايين القلب
تعتمد فوائد الشاي في الوقاية من مرض شرايين القلب التاجية على ثلاثة أسس :
1- خصائص الشاي المضادة للأكسدة : والتي يمكن أن تحمي الشرايين من التخرب ، وما ينجم عن ذلك من تضيق في الشرايين أو انسداد فيها وجلطة في القلب .
2- أظهرت الدراسات العلمية أن مستوى الكوليسترول عند شاربي الشاي أخفض منه عند غيرهم . فقد أظهرت دراسة نرويجية نشرت عام 1997م في مجلة التغذية الإكلينيكية الأمريكية أن هناك تناسباً عكسياً بين تناول الشاي ومستوى الكوليسترول في الدم . وليست هذه بالطبع دعوة إلى الإفراط في تناول الشاي ، ولكن للتأكيد على أن الشاي يمكن أن يلعب دوراً في خفض الكوليسترول .
3- أشارت بعض الدراسات العلمية إلى أن معدل حدوث جلطات القلب عند شاربي الشاي أقل مما هو عليه عند من لا يشربون الشاي . ففي دراسة نشرت عام 1999م من مستشفى ( بريغام ) في بوسطن تبين أن معدل حدوث جلطة القلب انخفض بنسبة ( 44% ) عند من كان يشرب كوبين من الشاي في اليوم على الأقل .
وكانت دراسة هولندية سابقة نشرت عام 1993م قد أعطت النتائج نفسها إلا أن دراسة أخـرى نشـرت عام 1999م وشارك فيها ( 11.000 ) شخص تسمى الدراسة الإسكوتلندية لصحة القلب أظهرت أن شرب الشاي لم يؤدي إلى وقاية تذكر من مرض شرايين القلب التاجية

الشاي الأخضر والتهاب المعدة الضموري المزمن
من المعروف أن التهاب المعدة الضموري المزمن حالة تؤهب لحدوث سرطان المعدة . ومن المعروف أيضاً أن التهاب المعدة بجرثوم يدعى هيليكوباكتر بيلوري يزيد من احتمال حدوث التهاب المعدة المزمن .
وقد أشارت دراسة نشرت في شهر سبتمبر ( أيلول ) عام 2000م إلى أن تناول عشرة فناجين من الشاي الأخضر يومياً قد أدي إلى انخفاض حدوث التهاب المعدة الضموري المزمن مما قد يعني خفض حدوث سرطان المعدة .

الشاي الأخضر وقاية للثة
قام باحثون من جامعة كوتينبيرج بإجراء دراسة سريرية ، نشرت في المجلة الأوروبية الطبية في شهر نوفمبر ( تشرين الثاني ) عام 2000م ، على ( 47 ) شخص لمعرفة تأثير العلكة ( لبان ) المصنوعة من خلاصة الشاي الأخضر على الأسنان واللثة . أعطى نصف المشاركين علكة تحتوي على خلاصة الشاي الأخضر والنصف الأخر حبوباً وهمية ، على أن تستعمل تلك العلكة ثمان مرات في اليوم . وجد الباحثون بعد ( 4 ) أسابيع من الدراسة انخفاضاً ملحوظاً في تكلس الأسنان والتهاب اللثة عند من استعمل علكة الشاي الأخضر . واستنتج الباحثون أن الاستخدام الموضعي لخلاصة الشاي الأخضر ربما يسهم في المحافظة على سلامة الأسنان واللثة . ولكن ينبغي التأكيد على أن هذه دراسة أولية وتحتاج إلى المزيد من الدراسات لتأكيدها .

هل هناك تأثيرات ضارة للشاي ؟
تقول أحدث نشرة طبية لجامعة ( هارفارد ) الأمريكية صدرت عام 2000م إنه من غير المحتمل أن تكون للشاي أضرار على الصحة . فالكافئين الموجود في الشاي يختلف باختلاف طريقة تحضير كوب الشاي ومدة غلي الشاي . ولكنه يحتوي في المتوسط على ( 70 ) ملغ من الكافئين ، بالمقارنة مع ( 125 ) ملغ من الكافئين في كوب من القهوة الأجنبية ( مثل نسكافيه وأشباهها ) .
ويمكن للكافئين أن يسبب الأرق ، كما أن الإفراط في تناول الكافئين يمكن أن تكون له تأثيرات ضارة أخرى كالخفقان وسرعة الاستثارة وغيرها . ولكن من غير المحتمل أن يؤدي شرب الشاي باعتدال إلى أية تأثيرات سلبية تذكر . ولا ننسى أن الشاي يمكن أن يمنع امتصاص الحديد من الأمعاء ، وقد يشكل ذلك مشكلة عند المصابين بفقر الدم بنقص الحديد ، وعند الحوامل ، وعند الذين لا يأكلون اللحوم .
ولكن إضافة الليمون أو الحليب يثبط خاصة الشاي في حبه الارتباط بالحديد في الأمعاء مما يخفف اقتناص الشاي للحديد . وإذا ما كنت تشرب الشاي بين وجبات الطعام ، فإن ذلك يزيل تلك المشكلة تماماً . كما ينبغي أن نتذكر أن الشاي يمكن أن يسبب الإمساك .
وقد أثيرت بعض المخاوف من غنى الشاي بالألمنيوم ، وفيما إذا كان لذلك أية علاقة بالخرف المبكر ( مرض الزهايمر ) . ولكن الحقيقة أن مثل تلك العلاقة لم تثبت أبداً .
وإضافة إلى ذلك فإن الألمنيوم الموجود في أوراق الشاي لا يتحلل بالماء بسهولة ، ولذلك فإن كمية الألمنيوم الممتصة عند شاربي الشاي كمية زهيدة جداً ليس لها أية تأثيرات سلبية .
وقد أظهرت بعض الدراسات أن الشاي يمكن أن يزيد إنتاج الحمض في المعدة ، وقد يمثل ذلك مشكلة عند المصابين بقرحة المعدة . وهناك طريقة بسيطة لمعالجة تلك المشكلة ، وهي إضافة الحليب والسكر للشاي ، مما يخفض إنتاج حمض المعدة بصورة ملحوظة .

لا فائدة من الشاي عند المدخنين
قام باحثون من هولندا بإجراء دراسة على ( 64 ) مدخن ، ونشرت في مجلة التغذية الإكلينيكية الأوروبية في شهر أكتوبر ( تشرين الأول ) عام 2000 ، لمعرفة تأثير الشاي الأخضر أو الشاي الأسود على مؤشرات الالتهاب ، أو تخثر الدم ، أو مؤشرات باطن الشرايين ، فوجد الباحثون أن تناول الشاي الأخضر أو الأسود عند المدخنين لم يكن له تأثير إيجابي على هذه المؤشرات ، مما يعني أن ما يحققه غير المدخنين من مكاسب من الشاي في الوقاية من مرض شرايين القلب ، يخسره المدخنون ! .
وأخيراً يقول الدكتور ( يانغ ) في مقـال رئيسـي نشـر عام 2000م في مجلة التغذية ر غم أن التأثيرات المفيدة للشاي الأخضر قد ظهرت جلية عند حيوانات التجربة ، إلا أن مثل تلك التأثيرات المفيدة لم تظهر بشكل مقنع عند الإنسان بعد ، ففي حين أكدت بعض الدراسات مثل تلك التأثيرات المفيدة ، فشلت دراسات أخرى في تأكيدها. وربما تكون تلك التأثيرات الإيجابية خفيفة عند الإنسان ، وبالطبع فإن ذلك يعتمد على العوامل الأخرى المرتبطة بنظام الحياة عند هذا أو ذاك ، وفيما إذا كان لدى المرء عوامل مهيئة أخرى للإصابة بالسرطان أو مرض شرايين القلب التاجية على سبيل المثال.
وهناك مخاوف أخرى منها أن كميات الشاي التي يستهلكها الإنسان هي أقل من الجرعات التي يحتاجها الإنسان لإظهار نفس التأثيرات التي ظهرت عند حيوانات التجارب .
وهناك أمر ثالث وهو التحذير من الإفراط في الشاي من أجل الحصول على الوقاية من الأمراض ، فإن تناول كميات كبيرة من الشاي يمكن أن يسبب مشاكل غذائية ومشاكل أخرى بسبب ما يحتويه الشاي من الكافئين ، والمركبات القانصة الأخرى ، والتي تقنص الحديد مثلاً في الأمعاء . ورغم ذلك فلا توجد أدلة كافية على التأثيرات الضارة لتناول الشاي باعتدال . ولا شك أن الحاجة ماسة جداً لإجراء المزيد من الدراسات التي يمكن أن تكشف ما خفي من تأثيرات الشاي الأخضر والأسود ، وتحدد الكمية المثلى التي يمكن أن تحقق مثل تلك التأثيرات المفيدة المحتملة . وحتى ذلك الحين ما عليك إلا أن تستمتع بكمية معتدلة من الشاي ريثما ينتهي الباحثون من اختلافهم !!

محمد170
05-11-2007, 08:24 PM
ارتفاع ضغط الدم .. الطريقة الأمريكية أم الأوروبية ؟



الدكتور حسان شمسي باشا

قد يختلف الأمريكان والأوروبيون في شؤون ، وقد يتفقون في شؤون.. ولكنهم هذه المرة اختلفوا في علاج مشكلة من أكثر المشاكل الطبية شيوعا في العالم أجمع . ففي الحادي والعشرين من شهر مايو 2003 صدر التقرير السابع لمجموعة من المنظمات الصحية الأمريكية JNC 7 ، وذلك بعد انتظار دام أكثر من ست سنوات .

وبعد شهر واحد – وفي الحادي والعشرين من شهر يونيو 2003 – أطلت علينا توصيات جمعية القلب الأوروبية حول ارتفاع ضغط الدم .

وكان بينهما اختلاف .. فأي التوصيات أحق أن تتبع ؟ وأيها أجدر بالاقتداء ؟

و ارتفاع ضغط الدم يمس شريحة كبيرة من السكان في العالم أجمع ، فحوالي 25-30 % من الناس في عالمنا العربي مصاب بارتفاع ضغط الدم . كما أن نصف الأوروبيين تقريبا (45 % )مصاب بهذا المرض ، ويصيب كذلك 28 % من السكان في أمريكا .

والمصاب بارتفاع ضغط الدم هو من تجاوز عنده ضغط الدم مستوى 140/90 ملم زئبقي . وأعطت التوصيات الأمريكية تركيزا خاصا لمرضى السكر والكلى ، فاعتبرت ضغط الدم الطبيعي عند مرضى السكر والمصابين بمرض مزمن في الكلىهو ما دون 130/ 80ملم زئبقي .

ولعل أهم ما تميزت به التوصيات الأمريكية أنها اعتبرت الناس ذوي الضغط الانقباضي ما بين 120-139 ملم زئبقي ، والضغط الانبساطي 80-89 ملم زئبقي ، اعتبرت هؤلاء مصابين بما يسمى ( مرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم ) ، ولقد كان العالم أجمع حتى صدور هذه التوصيات يعتبر هذه الفئة من الناس طبيعيين تماما . ورغم ذلك فلا تحتاج هذه الشريحة إلى تناول الدواء ، ولكن يوصي التقرير الأمريكي بتغيير نمط الحياة– كتخفيف الملح واتخاذ نظام حمية غذائي - .

إلا أن العلماء الأوروبيين لم يوافقوا على هذا التصنيف ، إذ أن ذلك يعني أن غالبية الناس

في أوروبا ،بل في العالم أجمع سيعتبرون إما مصابين بارتفاع ضغط الدم أو بمرحلة ما قبل

ارتفاع ضغط الدم ، وهذا بالطبع يشكل مشكلة صحية كبيرة تعجز الحكومات والمنظمات الصحية في التغلب عليها ،إضافة إلى أن ذلك سوف يزرع هاجس القلق لدى هذه الشريحة من الناس ، فبالأمس القريب كنا نعتبر هؤلاء الناس طبيعيين واليوم اختلفت نظرة الأطباء إليهم .!!.

واختلف الأمريكان والأوروبيون مرة أخرى في كيفية البدء بعلاج ارتفاع ضغط الدم ، فقال الأمريكان بضرورة البدء بدواء مدر للبول من مجموعة Thiazide ، ومن ثم إضافة دواء آخر أو أكثر إن لزم الأمر . أما الأوروبيون فقرروا في توصياتهم عكس ذلك ، إذ أصروا على إمكانية البدء بأي من خمس مجموعات من أدوية ارتفاع ضغط الدم ، وهي :

حاصرات بيتا Beta Blockers ، مثبطات آيس ACE Inhibitor ، حاصرات الكالسيوم Calcium Channel Blockers ، المدرات البولية Diuretics ، ومثبطات الأنجيوتنسين 2 Angiotensin Receptor Blocker .

و التوصيات الأمريكية محقة في هذه النقطة بالذات ، فالمدرات البولية من مركبات Thiazide متوفرة على نطاق واسع ، ومأمونة الجانب ، ورخيصة الثمن أيضا مقارنة مع الأدوية الحديثة التي تستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم . فارتفاع الضغط مرض مزمن يحتاج معه المريض في أكثر الأحيان إلى تناول دواء خافض لضغط الدم مدى الحياة ، وهذا ما يشكل عبئا ماديا على الفرد والمؤسسات الصحية.

وقد استند العلماء الأمريكان في توصياتهم إلى نتائج أكبر دراسة في العالم أجريت على مرضى ارتفاع ضغط الدم وشملت حوالي 40 ألف مريض وتدعى ALLHAT، وقد نشرت نتائجها في شهر نوفمبر 2002 في مجلة JAMA، وأشارت إلى أن معدل الوفيات أو احتشاء القلب كان متماثلا سواء عولج هؤلاء المرضى بمدر للبول Chlorthalidone أو بأحد مثبطات آيس Lisinopril أو بأحد حاصرات الكالسيوم Amlodopine .

ورغم أن هذه الدراسة قد تعرضت للكثير من النقد ، إلا أن النتيجة الهامة التي خرجت بها هذه الدراسة هي أن دواء متوفرا في العالم أجمع ، وزهيد الثمن – هو أحد المدرات البولية – يمكن أن يعطي الفائدة المرجوة ذاتها على مدى ست سنوات ، كتلك التي تعطيها أدوية حديثة أخرى قد لا تكون متوفرة لكل الناس بسبب ارتفاع ثمنها بالمقارنة مع ثمن المدر البولي .

وإذا لم تتم السيطرة على ضغط الدم بدواء واحد ، زاد الطبيب من جرعة هذا الدواء إلى الحد الأقصى المسموح به ، أو أضاف دواء آخر . والحقيقة أن أكثر من ثلثي المرضى يحتاجون إلى دوائين أو أكثر للسيطرة على ضغط الدم عندهم . ويصر العلماء الأمريكان في توصياتهم على أن يكون مدر البول هو أحد هذه الأدوية ، بل على أن يكون الدواء الأول المستخدم كما ذكرنا سابقا .

وأوصى التقرير الأمريكي بضرورة البدء بدوائين خافضين للضغط عند من كان ضغطه

يتجاوز 160 / 100 ملم زئبقي .

والحقيقة المؤسفة أنه برغم كل التقدم العلمي في معالجة ارتفاع ضغط الدم ، والتثقيف الصحي ، إلا أن نسبة الذين تمت السيطرة على ضغط الدم عندهم بصورة مقبولة لم تتجاوز 8 % في أوروبا ، و 23 % في الولايات المتحدة ، و 8 % في مصر وعدد آخر من الدول العربية ..

وهذا يعني أن الغالبية العظمى من المصابين بارتفاع ضغط الدم يعيشون بضغط مرتفع لم

يسيطر عليه .

والمأساة الكبرى هي أن كثيرا من المرضى لا يعلمون أنهم مصابون بارتفاع ضغط الدم ، ففي مصر مثلا تقدر الدراسات أن حوالي 40 % فقط من المرضى يعلمون بوجود ارتفاع ضغط الدم عندهم ، وأن 25 % فقط من المرضى يتلقون العلاج الدوائي ، وأنه تمت السيطرة على ضغط الدم عند 8 % فقط من المرضى ، وليس هذا محصورا على مصر وحدها ، إنما ينطبق على معظم الدول العربية مثلما ينطبق على الدول الأوروبية المتطورة .

ومن المثير للدهشة حقا أن أغلب المصابين بارتفاع ضغط الدم لا يشكون من أية أعراض ، وكثير منهم يتساءل : لماذا أتناول الدواء وما شكوت في حياتي قط ؟ ولماذا أنا مضطر لتناول الدواء مدى الحياة ؟لماذا أنا !! هل فعلت شيئا يسبب ارتفاع ضغط الدم ؟ هل فات الأوان !!

والحقيقة أن ضغط الدم يعتبر القاتل الصامت ، فإذا ما أهمل علاجه أصاب القلب والدماغ والكلى والعين بآفات شديدة ، إذ يزيد من احتمال الإصابة بجلطة القلب ( احتشاء القلب ) والسكتة الدماغية .

ومن جهة أخرى ، فإن الدراسات العلمية – كما وردت في التقرير الأمريكي الصادر في شهر مايو 2003 – تؤكد أن خفض ضغط الدم إلى المستوى الطبيعي يقلل من نسبة حدوث السكتة الدماغية Stroke بمعدل 40 % ، ويخفض احتمال حدوث فشل القلب بنسبة 50 % ، كما يقلل من احتمال حدوث جلطة القلب بنسبة 25 % .

ومما يميز التوصيات الأمريكية عودتها للتركيز على أهمية الضغط الانقباضي ( الرقم الأعلى) للضغط عند من هم فوق الخمسين من العمر ، فهو أكثر أهمية كعامل مهيء لحدوث مرض شرايين القلب من الضغط الانبساطي ( الرقم الأدنى ) . وكانت التوجيهات فيما مضى تركز على أهمية الضغط الانبساطي .

وأكد التقرير الأمريكي على أن كل الأدوية الخافضة لضغط الدم تقريبا تقلل من سماكة عضلة القلب ، إذ من المعروف أن ارتفاع ضغط الدم المزمن وغير المعالج يؤدي إلى تسمك

في عضلة القلب

ويوصي التقرير بضرورة قياس ضغط الدم والمريض جالس وليس مضطجعا كما كان الأطباء يفعلون من قبل . ويقاس الضغط مرتين ، وبينهما خمس دقائق .

ومن الناس من يرتفع ضغط الدم عنده عندما يلقى الطبيب في عيادته ، وهذا ما يسمى White Coat Hypertension . ويوصي التقرير الأمريكي بضرورة استخدام جهاز قياس ضغط الدم المحمول على مدى 24 ساعة والذي يسجل قياسات ضغط الدم على مدى يوم كامل . فإذا ما تجاوز ضغط الدم 135 / 85 ملم زئبقي أثناء النهار ، و 120 / 75 ملم زئبقي والإنسان نائم ، اعتبر مصابا بارتفاع ضغط الدم .

ولا يرى التقرير بأسا في استخدام أجهزة قياس ضغط الدم المنـزلية ( والتي تقيس ضغط الدم حول المعصم مثلا ، شريطة التأكد من دقة قياساتها بانتظام ) .

والمهم ألا يوقف المريض علاجه حتى ولو لم يشعر بأية أعراض لارتفاع ضغط الدم ، ولا ينقص جرعات الدواء إلا بإشراف الطبيب ، وإذا تناول دواء من العلاج البديل فعلية أن يخبر الطبيب بذلك .

ومن المصابين بارتفاع ضغط الدم من يشكو من الدوخة عند النهوض من السرير أو الوقوف ، ولعل سبب ذلك حدوث انخفاض في ضغط الدم عند الوقوف ، وتكثر هذه الشكوى بشكل خاص عند المسنين أو المصابين بمرض السكر ، أو الذين يتناولون المدرات البولية . والعلاج في تلك الحالة ليس بدواء مضاد للدوخة ، إنما بخفض جرعة الدواء الخافض لضغط الدم بعد التأكد من وجود انخفاض في ضغط الدم أثناء الوقوف .

ارتفاع ضغط الدم عند النساء :

والنساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم ، ولهذا

يجب مراقبة الضغط عندهن بانتظام . وإذا حدث ارتفاع ضغط الدم عندهن ، فكر

الطبيب في اتباع وسائل أخرى لمنع الحمل . وأما تناول العلاج الهرموني في سن اليأس فلا يؤدي إلى زيادة ضغط الدم .

تغيير نمط الحياة :

ويؤكد التقرير الأمريكي على أن خفض وزن الجسم بمقدار 10 كغ يؤدي إلى خفض في ضغط الدم بمقدار يتراوح بين 5-20 ملم زئبقي ، فكلما زاد الوزن 10 % فوق الوزن المثالي ارتفع الضغط بمقدار 6 ملم زئبقي .

واتباع حمية قليلة الملح يخفض ضغط الدم بمقدار 2 – 8 ملم زئبقي ، كما أن اتباع تمارين رياضية بانتظام كالمشي السريع يمكن أن يخفض ضغط الدم بمقدار 4 – 9 ملم زئبقي .

ومن الأغذية ما يرفع ضغط الدم كالعرقسوس ،والأغذية الغنية بالملح كالمعلبات والبطاطس المملحة وغيرها . والتدخين يرفع ضغط الدم ولو ارتفاعا عابرا .

لماذا يعند ارتفاع ضغط الدم على العلاج :

هناك أسباب عديدة لعناد ارتفاع ضغط الدم منها عدم قياس ضغط الدم بشكل صحيح ، ومنها الإفراط في تناول الملح ، أو عدم تناول مدر للبول ، أو عدم إعطاء جرعات كافية من الأدوية الخافضة لضغط الدم . وربما تناول المريض أدوية أخرى تؤدي إلى حبس الأملاح في الجسم ، مثل الأدوية المستخدمة في علاج أمراض المفاصل ( مضادات الالتهاب غير الكورتيزونية ) ، أو الأدوية المانعة للحمل عند النساء وغيرها .. كما أن شرب الخمر يرفع ضغط الدم .

والخلاصة هو أن على الطبيب أن يسيطر على ارتفاع ضغط الدم عند مريضه سواء اتبع الطريقة الأمريكية أم الأوروبية ، فالمهم هو الوصول بضغط الدم إلى شاطئ الأمان ولكن مع النظر إلى كلفة الدواء ، وتقبل المريض للعلاج ، واختيار الدواء الأمثل في كل حالة ، فقد يختلف اختيار الطبيب للدواء من مريض لآخر ، فمن أدوية ارتفاع ضغط الدم ما يقوم بأكثر من تأثير واحد ، وله أكثر من فائدة . وهنا تأتي خبرة الطبيب في اختيار

العلاج الأمثل .

ولا ننسى أبدا أهمية العلاج غير الدوائي في السيطرة على ضغط الدم ، كإنقاص الوزن ، وتناول غذاء قليل الملح ، والقيام بالتمارين الرياضية والتوقف عن التدخين ، وتجنب

الضغوط النفسية .

ولعلنا في الختام نذكر رأي الأطباء في علاج ارتفاع ضغط الدم قبل سبعين سنة خلت فقط ، لنرى مدى البون الشاسع في الاهتمام بعلاج ارتفاع ضغط الدم . ففي عام 1931 كتب البروفيسور Whites يقول إن ارتفاع ضغط الدم آلية تعويضية مهمة ، ولكن يجب عدم التدخل بها ، حتى لو كان الطبيب يعتقد أنه يمكنه السيطرة على ارتفاع ضغط الدم . وفي العام ذاته كتب البروفيسور Hay : " إن أكبر خطر على الإنسان المصاب بارتفاع ضغط الدم يكمن في اكتشافه ، فقد يأتي طبيب"غبي" يحاول السيطرة عليه .

وبعد ، فهكذا كانت نظرة الأطباء إلى ارتفاع ضغط الدم قبل سبعين عاما فقط وهكذا

تغيرت بعد كل التطورات العلمية العظيمة التي حدثت في مجال الطب في العقدين الماضيين.

محمد170
05-11-2007, 08:26 PM
ماذا بعد جلطة القلب ؟



مجلة صحة القلب - الدكتور حسان شمسي باشا

الجلطة القلبية ( أحتشاء العضلة القلبية ) مرض شائع جداً في الغرب ، يصيب سنوياً حوالي 1.5 مليون شخص في أمريكا ، وللأسف فإنه آخذ بالأنتشار في بلادنا العربية يوماً بعد يوم . وأهم عوامل الخطورة المهيئة لحدوث مرض شرايين القلب التاجية هى التدخين ، وأرتفاع كولسترول الدم ، وأرتفاع ضغط الدم ومرض السكر ، وقلة النشاط البدني ، والبدانة ، والتعرض للضغوط النفسية .
وتحدث الجلطة القلبية حينما يُسد أحد الشرايين التاجية في القلب بخثرة ( جلطة ) فلا تسمح للدم بالمرور عبره ، وهذا يؤدي إلى تلف جزء من عضلة القلب كان يُغذى بهذا الشريان . ويعتمد حجم الجلطة القلبية على مكان حدوث الإنسداد في الشريان ، فإذا كان الإنسداد قرب نهاية الشريان ، أو في أحد الشرايين الصغيرة ، كانت الإصابة القلبية طفيفة ، أما إذا كان حدوث الأنسداد قريباً من منشأ الشريان التاجي فقد يكون التلف الناجم عن هذا الأنسداد خطيراً .

- كيف نشخص جلطة القلب ؟
يشكو المريض المصاب بجلطة القلب من ألم شديد جداً في منتصف الصدر ، وينتشر هذا الألم عادة إلى الذراع الأيسر ، وقد ينتشر إلى الفك أو الظهر ، وقد يترافق بغثيان أو ضيق نفس أو إغماء ، كما أن المريض يبدو غالباً شاحباً ومتعرقاً . ويحتاج تشخيص هذه الحالة إلى توثيق بواسطة تخطيط القلب الكهربي ، وإجراء معايرة أنزيمات القلب في الدم .

- العناية المركزة :
يجب التأكيد على ضرورة نقل المريض المشتبه بإصابته بجلطة في القلب إلى المستشفى ، ومن ثم إلى العناية القلبية المركزة بأسرع وقت ممكن . فكل دقيقة لها حسابها عند مريض الجلطة القلبية . وخطورة جلطة القلب تكون على أشدها في الساعات الأولى من بدء الألم الصدري ، كما أن وصول المريض إلى المستشفى بسرعة ، يزيد من فرص فعالية الدواء الحديث المذيب لجلطة القلب (Thrombolytic Drug) مثل الستريبتو كاينيز وأمثاله . ومن المعروف أن الفائدة المرجوة من أستعمال هذا الدواء تكون على أشدها في الساعات الأولى من بداية ألم الجلطة القلبية .
وتشمل الأدوية التي قد تستخدم في علاج مريض الجلطة القلبية : المسكنات القوية كالمورفين ، وحاصرات بيتا ، والأسبرين ، ومركبات النيترات ، والهيبارين ( دواء مسيل للدم ) . وإذا أصيب المريض بفشل القلب فقد يعطى المدرات البولية والديجوكسين أو مضادات آيس .
ويتمكن معظم المرضى من الجلوس على كرسي بجوار السرير في اليوم الثاني أو الثالث وقد ينتقل المريض من العناية المركزة إلى جناح المرضى في اليوم الثالث أو الرابع إذا لم تكن هناك أية أختلاطات أو مضاعفات .

- خارج العناية المركزة :
يحتاج مريض الجلطة القلبية الى المكوث في جناح عادي في المستشفى في اليوم الثامن أو التاسع لبضعة أيام أخرى ، يتمكن خلالها من أسترداد قوته البدنية تدريجياً ، ويستطيع المريض في اليوم الخامس عادة ( إذا لم تحدث أية أختلاطات ) التحرك بحرية في الجناح
وقد يجري أختبار محدود للجهد قبل خروج المريض من المستشفى في اليوم الثامن أو التاسع ، فإذا لم يستطع المريض إكمال هذا الأختبار ، أو حدث ألم في الصدر ، وجب التفكير بإجراء فحوص أخرى قد تشمل القسطرة القلبية لمعرفة وضع الشرايين التاجية . أما إذا أجرى المريض الأختبار بنجاح عظيم ، فإن التوقعات المستقبلية للحالة تكون جيدة جداً .

- الخروج من المستشفى :
يخرج مريض الجلطة القلبية من المستشفى عادة مابين اليوم السابع والعاشر ( إذا لم تترافق جلطة القلب بأية مضاعفات ) ، وقد يمكث فترة أطول من ذلك عند حدوث مضاعفات .
ويعطى المريض عند خروجة من المستشفى دواءين أو أكثر . وقد أصبح أستعمال حبوب الأسبرين ، وحــاصـرات بيتــا ( كالانـدرال أو التنورمين ) ومضـادات آيـس ( كالكابتوبريل ) أمراً روتينياً عند مرضى الجلطة ( مالم تكن هناك محاذير تمنع أستعمالها ) . وقد يحتاج المريض إلى أدوية أخرى في بعض الحالات . وينبغي إعطاء المريض نصائح محددة بشأن زيادة نشاطه البدني وحركته تدريجياً ، وضرورة التوقف عن التدخين وأختيار الغذاء السليم .

- ماذا بعد جلطة القلب :
هناك عدد من الإجراءات التي ينبغي أن يتخذها مريض الجلطة القلبية ، فالإقلاع عن التدخين أمر حتمي ، والتدرج في العودة إلى الحياة الطبيعية أمر أساسي ، وضرورة تناول غذاء صحي أمر حكيم . ولحسن الحظ ، فإن معظم المرضى يتماثلون للشفاء بصورة جيدة . وفيما يلي الإرشادات العامة التي يجب أن يحرص عليها المريض :

1- الرياضة البدنية :
من الواجب على الطبيب أن يعطي مريض الجلطة القلبية نصائح محددة فيما يتعلق بكمية النشاط البدني الذي يمكن للمريض أن يمارسه ومتى يفعل ذلك وطريقة التكييف مع الحالة الصحية ونمط الحياة والتغيرات الجديدة .
وبشكل عام ، يستطيع المريض السير بحرية في جناح المرضى قبل خروجه من المستشفى ، وينصح المريض بألا يزيد نشاطه في اليومين الأولين لخروجة من البيت على ماكان عليه في المستشفى . وينبغي التدرج في زيادة حركة المريض . وأنا أضرب مثلاً لمرضاي فأقول لهم : إذا بدأتم السير مسافة 100 متر بعد الخروج من المستشفى ، فينبغي ألا يزداد ذلك في اليوم التالي إلى 2 كم ، بل يزداد مثلاً إلى 150 متراً ، وفي اليوم الذي يليه 200 متراً وهكذا وما أن تمضي 4 أسابيع على خروج المريض من المستشفى ، حتى يستطيع عادة أن يمشي 1-2 كم ( شريطة ألا يصاحب ذلك ألم في الصدر أو ضيق في التنفس ) .
ويجب على المريض أن يضع علبة حبوب النيتروغليسرين ( تلك التي توضع تحت اللسان ) في جيبه أينما كان ، كما ينبغي التريث في العودة إلى النشاط البدني الطبيعي إذا ترافق ذلك آلام في الصدر أو ضيق في التنفس .
ويحظر على مريض الجلطة القلبية العودة إلى ممارسة أنواع الرياضة العنيفة كالسكواش والتنس الأرضي وحمل الأثقال وماشابهها ، أما الرياضات المناسبة كالسباحة وركوب الدراجة والمشي فهي من الأنواع المستحبة . ومرة أخرى يجب التأكيد على ضرورة التدرج في أي نشاط بدني .

2- النشاط الجنسي :
تعد هذه المسألة إحدى المسائل التي تشغل بال العديد من مرضى الجلطة القلبية . وفي الواقع يمكن العودة إلى ممارسة المعاشرة الجنسية بعد 4-6 أسابيع من حدوث الجلطة ، شريطة أن يكون المريض قد تماثل للشفاء بشكل طبيعي ولا يشكي من آلام بالصدر أو ضيق بالتنفس .
وقد يشكو بعض الرجال من العنة ( العجز الجنسي ) ، وسبب ذلك في أغلب الحالات هو القلق أو الهمود النفسي ، ولكن ذلك يزول بسرعة عند طمأنة المريض ، وقد يكون سبب العنه هو أستعمال الأدوية كحاصرات بيتا ( مثل الأندرال أو التنورمين وغيرهما ) أو المدرات البولية .
ويجب ألا يتردد المريض في ذكر تلك المشكلة للطبيب ، فهو قادر على مساعدته في معظم الحالات.

3- التدخين :
يجب الإقلاع عن التدخين نهائياً ، ويشمل ذلك تدخين الشيشة والسيغار والبايب . وقد أكدت الدراسات العلمية أن أفضل إجراء يمكن لمريض جلطة القلب أن يتخذه ليحمي قلبه في المستقبل هو التوقف عن التدخين .

4- الغذاء :
خصائص العلاج الغذائي :

1. تقديم أغذية طرية سهلة المضغ والبلع والهضم ناضجة ، خالية من البهارات والتوابل الحارة .

2. تجنب الدهون وتناول الغذاء منخفض الكولسترول .

3. تجنب الأكل المقلي .

4. تقديم الفواكه والخضروات الغضة تامة النضج .

5. يمنع تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالكافين والتيوفلين مثل الكاكاو ومنتجاته ، القهوة والشاي ومشروبات الكولا .

6. تجنب الأطعمة القاسية والمنتجه للغازات .

يعطى المريض عند حدوث مضاعفات لإحتشاء القلب مع العلاج الدوائي نظام غذائي محدود من الصوديوم ولقد أنخفضت نسبة الوفيات بين المصابين بالإحتشاء القلبي في الدول الغربية التي أعطت التوعية الغذائية والمعالجة الغذائية أهمية الى نسب متدنية بينما أتجهت نسبة الوفيات في الدول التي أهملت الجانب الوقائي وركزت على الجانب العلاجي فقط .

هذا وبعد تخطي المريض المرحلة الصحية الحرجة يجب التخطيط لتخفيف الوزن الزائد وأتباع نظام غذائي حكيم . وإليك الوصايا العشر للمصابين بأرتفاع دهون الدم والكولسترول :

1. الأبتعاد عن السمن الحيواني والبلدي والزبدة والكريمة والقشدة ، ويسمح بأستعمال السمن المصنوع من زيت الذرة والمازولا في الطبخ .

2. يفضل أستخدام زيت الزيتون أو زيت الذرة أو زيت دوار الشمس في طهي الطعام أو مضافاً للسلطات .

3. أفضل أنواع اللحوم السمك والدجاج بدون جلد ، وينصح بالأقلال من اللحوم بشكل عام وتجنب الدهون في اللحوم ، ويفضل أكل اللحم مشوياً أو مسلوقاً ( وليس مقلياً ) ، وينصح بتجنب الأطعمة المقلية بشكل عام .

4. الأبتعاد عن صفار البيض والجمبري والأستاكوزة والمخ والكبد والكلاوي ، ويسمح ببيضة واحدة أو بيضتين في الأسبوع ، أما بياض البيض فمسموح به.

5. ينصح بالأعتدال في تناول الحليب أو اللبن قليل الدسم والجبن قليل الدسم . أما الحليب المقشور ( skimmed milk ) والجبن منزوع الدسم ، فيمكن تناولها دون قيود .

6. ينصح بتجنب الحلويات العربية والكنافة والبقلاوة والكاتو ( الكيك ) والتورتات والحلويات الأفرنجية والشوكولاته والآيس كريم والكريمات .

7. ينصح بالقليل من المكسرات( peanuts ) مثل الفول السوداني والفستق والبندق لأنها تحتوي على زيوت غير ضارة ، ولكنها غنية جداً بالسعرات الحرارية .

8. ينصح بتناول الخبز الأسمر ( ولو كان رقيقاً ) ، والإكثار من الخضار والفواكه والأعتماد على النشويات مثل البطاطس والقمح ( الجريش والفريك ) والمعكرونة بدلاً من الإعتماد على الدهون .

9. ينصح بممارسة رياضة المشي السريع لمدة 20-30 دقيقة يومياً أو 3-4 مرات أسبوعياً على الأقل ، وذلك بعد أستشارة طبيب القلب .

10. ينصح بتخفيف الوزن والوصول إلى الوزن المثالي قدر الإمكان .

5- الضغوط النفسية :
من المهم جداً أن يقدر الطبيب والأهل والأصدقاء وضع المريض النفسي بعد أصابته بجلطة القلب ، وطمأنة المريض بأنه سيعود بأذن الله إلى وضعه الطبيعي أمر أساسي ، وينصح المريض بتجنب الضغوط النفسية التي كان يتعرض لها من قبل قدر المستطاع .

6- العودة إلى العمل :
يستطيع معظم المرضى الذين أصيبوا بجلطة في القلب العودة إلى عمل خفيف بعد حوالي شهرين من الإصابة ، أما الأعمال التي تتطلب جهداً أكثر فيمكن العودة إليها بعد نحو ثلاثة أشهر بشرط ألا يعاني من آلام بالصدر أو ضيق بالتنفس . ولكن العودة إلى الأعمال المجهدة غير ممكنة في معظم الحالات .

7- قيادة السيارات :
يحظر على مريض الجلطة القلبية قيادة السيارة في الشهر الأول بعد الإصابة ، ويمكن للمريض الذي لايشكو من أية أعراض أن يعود إلى قيادة السيارة بعد ذلك .
وينبغي على الذي يشكو من ألم في الصدر أثناء القيادة تجنب قيادة السيارات ، ويحذر مرضى الجلطة القلبية من قيادة السيارات العمومية التي تحمل الركاب أو الباصات أو سيارات الشحن .

8- الطيران :
ينبغي على مرضى الجلطة القلبية تجنب السفر بالطائرة في الأسابيع الثلاثة أو الأربعة الأول على الأقل ، ومن الحكمة تأخير السفر لفترة أطول من ذلك .
وينبغي أستشارة الطبيب قبل السفر ، وأخبار شركة الطيران بوضع المريض ، حتى نتمكن من تسهيل إجراءات السفر ونقل المريض إلى المطار .

- وأخيراً ، يجب التأكيد على أن هذه الوصايا إنما هى إرشادات عامة ، وقد تختلف بأختلاف حالة المريض ، لذا يجب مراجعة الطبيب في كل الأحوال والألتزام بنصائحه وتعليماته .

محمد170
05-11-2007, 08:27 PM
استنبات خلايا القلب



الدكتور حسان شمسي باشا

استشاري أمراض القلب

مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة

لأول مرة في التاريخ يقوم الأطباء بزراعة خلايا من نخاع العظم في قلب مريض مصاب باحتشاء القلب ( جلطة القلب ) . جاء ذلك في تقرير أصدرته جامعة ( دوسلدورف ) في ألمانية في ( 24 ) أغسطس ( آب ) عام 2001م .
فبعد أربعة أيام من إصابة مريض يبلغ (46 ) عاماً بجلطة كبيرة في القلب أدت إلى موت جزء كبير من عضلة القلب ، قام الدكتور / ( سترور ) وفريقه الطبي بأخذ خلايا جذعية من نخاع عظم المريض ذاته . ثم قاموا بتركيز هذه الخلايا في أنابيب الاختبار ، وفي اليوم التالي حقنت هذه الخلايا في الشريان التاجي المصاب بعد استخدام النفخ بالبالون . وقد أدى ذلك إلى تحسن ملحوظ في وظيفة عضلة القلب. وبعد عشرة أسابيع من زرع تلك الخلايا صغر حجم المنطقة المصابة بالاحتشاء ( جلطة القلب ) . ويعتقد الدكتور ( سترور ) أن هذه الخلايا المزروعة في منطقة ميتة من القلب ، قد تشكلت إلى خلايا قلبية ، مما أدى إلى تحسن في وظيفة عضلة القلب ، رغم أنه لا يمكن في هذا الوقت إثبات تلك الفرضية لأنه لم تؤخذ عينة من عضلة القلب لتدرس خلاياها بالميكروسكوب .
وبعد نجاح هذا الزرع ، قام الفريق ذاته بمعالجة ستة مرضى آخرين بنفس الطريقة وبنجاح جيد .

أصداء وردود
وقد وصلت أخبار هذا الحدث إلى المؤتمر الأوروبي لأمراض القلب الذي عقد في أوائل شهر سبتمبر ( أيلول ) عام 2001م في ستوكهولم . وتباينت آراء الخبراء في هذا المجال بين مشجع ومشكك .
فمن الفريق الأول انبرى البروفيسور ( فيليب بول ويلسون ) من معهد القلب الوطني في لندن الذي أعرب عن تشجيعه لهذا البحث شريطة أن تجرى الأبحاث وفق المعايير العلمية الصحيحة .
ومن الفريق الآخر الدكتورة ( دوريس تايلور )من جامعة ( ديوك الأمريكية ) التي اعتقدت أن وضع مثل تلك الخلايا في قلب مريض مصاب بجلطة في القلب سابق لأوانه ، فليس هناك سوى دراسات قليلة جداً توحي بفعالية وسلامة مثل هذا الإجراء عند حيوانات التجارب .
وقد شجعت الدكتورة تايلور في مقال نشر في شهر سبتمبر ( أيلول ) عام 2001م في مجلة نيو انجلاند استخدام الخلايا المأخوذة من عشر سنوات من الأبحاث المخبرية التي أجريت على الحيوانات والتي أظهرت سلامة هذه التجارب عند الحيوانات . واستعمال هذه الخلايا سهل المنال ، فهي مهيئة بإرادة الله لأن تكون عضلة في المستقبل .
ومن جهة أخرى ، أعلن الطبيب الفرنسي ( فيليب ميناشي ) نتائج دراسته التي قام بها على تسعة مرضى تم خلالها زراعة خلايا مأخوذة من العضلات أعلن عنها في المؤتمر الأمريكي لأمراض القلب الذي عقد في شهر نوفمبر ( تشرين الثاني ) عام 2001م ، وكانت النتائج مشجعه جداً .

ما هي الخلايا الجذعية
هي خلايا أولية تتكون في الجنين في اليوم الخامس إلى السابع من التلقيح ، وتتكون منها كل خلايا الجنين ، ولها القدرة على التحول إلى أي نوع من خلايا الجسم البالغة ( 220 ) نوعاً .
ومنها تتشكل كل الأعضاء والأنسجة ، وتبقى في جسم الإنسان مجموعة محدودة إلى مرحلة الإنسان البالغ ، حيث توجد في نخاع العظم بنسبة خلية جذعية من كل عشرة آلاف خلية .
ويأمل الباحثون أن يتم تحويل هذه الخلايا الجذعية إلى ما يحتاجه المريض من خلايا حسب مرضه ، فيمكن أن تتحول إلى خلايا كلى ، وبالتالي تعالج الفشل الكلوي ، أو خلايا الكبد فتعالج الفشل الكبدي ، أو خلايا قلب ، فتعالج فشل القلب .

من أين نحصل على الخلايا الجذعية ؟
يمكن الحصول على هذه الخلايا من :
1- الإنسان البالغ من نخاع العظم .
2- الحبل السري والمشيمة من المواليد حديثاً .
3- خلايا الأجنة الباكرة ، ويمكن الحصول عليها من أربع مصادر هي
- اللقائح الفائضة من مشاريع أطفال الأنابيب .
- الإجهاض أو السقط .
- الاستنساخ
- تلقيح بيضة من متبرعة بحيوان منوي من متبرع ، وتنمية اللقيحة حتى تصل إلى مرحلة معينة ، وعندها تؤخذ منها الخلايا الجذعية .
وقد تم فعلاً استخدام هذه الطرق الأربعة رغم اعتراض الكنيسة الكاثوليكية والبابا ومجموعات كبيرة من الأخلاقيين في الولايات المتحدة وأوروبا حتى إن الرئيس جورج بوش الإبن ، قد أوحى بأنه يمكن أن يوقف كل التمويل المالي لمثل تلك التجارب .
أما استخدام الخلايا الجذعية الموجودة في الإنسان البالغ لإصلاح عضو آخر فلا يعتقد أنها مثيرة للجدل من الناحية الأخلاقية والدينية ، لأنها تؤخذ من نفس الإنسان ، ولا يتوقع أن تسبب مشاكل " رفض الجسم المزروع " ، كما يحدث عند نقل عضو من إنسان لآخر .

أمل جديد لمرضى القلب
وعندما يصل الأمر إلى مرض شرايين القلب ، فإن شأن الوقاية مهم جداً لسببين
الأول : أنه عندما تموت عضلة القلب فمن غير المحتمل أن ينبعث فيها النشاط من جديد .
الثاني : أن موت خلايا القلب ما زال السبب الرئيسي لفشل القلب .
وعندما يموت جزء من عضلة القلب فإن على الجزء المتبقي أن يعمل بنشاط أكبر ، الأمر الذي يجعلها أكثر عرضة للمضاعفات .
ورغم أن التطورات التكنولوجية الحديثة في جراحة القلب ، كالقلب الاصطناعي ، والجهاز المساعد لبطين الأيسر ، رغم أنها اختراعات مثيرة في علاج اعتلال عضلة القلب مؤقتاً ، إلا أنها تحمل في طياتها مخاطر حدوث النزف والإنتان الجرثومي ، إضافة إلى أننا لا نعرف بالضبط حالياً فعاليتها على المدى الطويل .
ولهذا فإن العلاج المثالي لفشل القلب ربما يكون في زرع أنسجة قلبية طبيعية في الجزء المصاب من عضلة القلب .
ويوحي العديد من الدراسات إلى أن هذا الحل محتمل . ولكن زرع أنسجة جديدة في القلب يترافق بتحديات هامة ، فعضلة القلب تستعمل الكثير من الأكسجين ، الذي تؤمنه لها شبكة من الأوعية الدقيقة تدعى الشعيرات الدموية . والأمر الآخر هو أنه لكي تتقلص عضلة القلب ، ينبغي أن تكون الخلايا موضوعة ومرصوصة باتجاه خاص ، وتستقبل إشارات كهربائية متزامنة .
ولهذه الأسباب ( ولأسباب أخرى عديدة ) فإنه لا يبدو من المحتمل – على الأقل في الوقت القريب – زرع كتلة من أنسجة قلب طبيعي في منطقة ميتة من عضلة القلب .
وكنتيجة لهذا ، عمل الباحثون بفكرة حقن خلايا جديدة في المنطقة الميتة من القلب . وعندئذ ، تنظم هذه الخلايا ، وتصطف بطريقة صحيحة ، وتحصل على اتصالاتها الكهربائية وتوعيتها الدموية . ورغم أن هذا سهل على ما يبدو على الورق ، إلا أنه يحتاج إلى خلايا قلبية فعالة من ناحية التطبيق.

تعليم الخلايا القديمة وظائف جديدة
يفترض العلماء أنه يمكن لبعض الخلايا ( مثل الخلايا الجنينية الأولى ) أن تتطور إلى أنواع مختلفة من الخلايا .
ولكن حتى فترة قريبة جداً ، كان العلماء يعتقدون أنه ما إن يحين وقت الولادة حتى تكون معظم خلايا الإنسان قد صنفت وتخصصت في أعمالها ووظائفها . فخلايا كل عضو تعمل وظيفة ذلك العضو ولا آخر سواه .
والحقيقة أن الأبحاث العلمية في أمريكا على الخلايا الجينية ذات إشكالات كبيرة من الناحية الأخلاقية ، والآراء فيها متعارضة جداً بسبب ما يمكن أن تحدث من مشاكل . ولهذا يبدو أن الاستراتيجية العلاجية التي تعتمد على استخدام الخلايا الجنينية ، ربما تكون صعبة التطبيق ، أو ربما شبه مستحيلة – كما يقول الباحثون في جامعة هارفارد الأمريكية .
ولكن العلماء الآن يرفضون فكرة ( انتهاء تمايز الخلايا ) فكما نعلم فإنه في بعض الظروف ، تتحول بعض خلايا جذعية في نخاع العظم إلى خلايا من نوع آخر .
وقد قام الباحثون في جامعة نيويورك بعزل خلايا جذعية من نخاع العظم عند الفئران ، وحقنوها في قلوب فئران أخرى أحدث الباحثون فيها جلطة في القلب. فتكيفت هذه الخلايا المحقونة في وظيفتها لتصبح خلايا عضلية قلبية أو خلايا أوعية الدم .
وأظهرت نتائج هذه الدراسة التي نشرت في مجلة الطبيعة في شهر أبريل ( نيسان ) عام 2001م تحسناً في وظيفة عضلة القلب .
وليس نخاع العظم بالمصدر الوحيد لإصلاح خلايا القلب . فبعد أن أحدث الباحثون من جامعة ( بوسطن ) جلطة في القلب عند الفئران قاموا بحقن هذه الفئران بخلايا مأخوذة من عضلات ساق الفار . وبعد ستة أسابيع وجد الباحثون أن 29% من الخلايا المحقونة ظلت حية تمارس وظيفة عضلة القلب . وليس هذا فحسب ، بل إن وظيفة القلب عند الفئران الذين أحدثت عندهم جلطة في القلب قد تحسنت وتحسن أداؤهم الوظيفي وتحملهم للجهد .
وقد نشرت نتائج هذا البحث في مجلة الدورة الدموية الأمريكية الشهيرة في شهر أبريل ( نيسان ) عام 2001م وتوحي نتائج هذه التجارب بإمكانية تطبيقها على الإنسان ، واستخدامها في علاج المرضى المصابين بجلطة في القلب . وفعلاً قام الباحثون مثل الدكتور سترور – كما ذكرنا سابقاً – بإجراء أول دراسة من نوعها على الإنسان . ولكن لا نستطيع حتى الآن الجزم بأن الخلايا المزروعة سوف تحصل على التوصيلات الكهربائية الصحيحة في القلب أم لا . فحصول توصيلات كهربائية خاطئة ربما يفاقم مشاكل القلب بدلاً من أن يخففها .
ولا بد من إجراء بحوث مستفيضة في هذا المجال قبل تطبيقها على المستوى السريري في علاج المرضى . ومع ذلك فإن النتائج الأولية كانت مشجعة ، وربما تقهر الاعتقاد السائد الآن أننا لا نستطيع إصلاح العطب الحاصل في عضلة القلب
ولكن علينا دوماً ألا نجري لاهثين خلف تلك التجارب ، وننسى الحقيقة التي تقول : " إن أفضل طريقة لعلاج أي مرض هي تجنب الإصابة به " . فمهما كانت هذه التقنيات العلاجية مثيرة للغاية .. فإنها لن تتفوق أبداً على أهمية الالتزام بالغذاء الصحي ، وبالنشاط الرياضي المنتظم ، وبالتوقف عن التدخين . وإذا كنت مصاباً بمرض شرايين القلب ، فمن الحكمة أن تفعل كل شيء لتحفظ قلبك من خطر جديد ... !!!