المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرق في وصف الحق بين المحبة والعشق !!!


ناصح أمين
04-04-2005, 11:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحبابنا الكرام

هذا بحث مختصر لي نشرته من قبل في أحد المنتديات أعيد نشره هنا ثانية لوجود ما يستدعي ذلك
وفق الله الجمع لما فيه الخير والصلاح



الفرق في وصف الحق بين المحبة والعشق 000


بسم وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما بعد 000

كانت قد نشرت احدى الأخوات موضوعا في أحد المنتديات تحت عنوان 000 أحبك يا 00

فوجدت به بعضا من الأخطاء الشرعية في الألفاظ 000 وخطأ بليغ في مسألة العشق

وهل يليق اطلاق مثل هذا اللفظ في حق رب الأرباب ؟؟؟؟


وانطلاقا من قول :

رسول الله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة 0000 الحديث

كان لا بد من بذل النصيحة وبيان الخطأ من الصواب لأن المسلم مرآة أخيه 000

و كان مما قرأت في النشرة هذا الكلام

(( إلى من عشقه الناس وعشقته... أعشقك ))

((حتى بمعرفتي أن حرقي رهين شفتيك ))

فكان أن بينت الأخطاء ونقلت من كلام العلماء المعتبرين مما يؤيد قولي 000 من وصف

العشق لا يطلق في حق الله تعالى 0

وإليكم ما قاله الإمامين ابن تيمية وابن القيم في مسألة العشق 000

قال شيخ الإسلام ابن تيميه في مجموع الفتاوى :

العشق حركة نفس فارغة فالقلوب تتحرك الى الله تعالى بالمحبة والانابة والتوجه وغير

ذلك من أعمال القلوب وان كان البدن لا يتحرك الى فوق فقد قال النبي صلى الله عليه

وسلم أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ومع هذا فبدنه أسفل ما يكون فينبغى

أن يعرف ان الحركة جنس تحته أنواع مختلفة باختلاف الموصوفات بذلك وما يوصف به

نفس الانسان من ارادة ومحبة وكراهة وميل ونحو ذلك 0

وقال رحمه الله :

والناس في العشق على قولين :

قيل انه من باب الارادات وهذا هو المشهور وقيل من باب التصورات وانه فساد في

التخييل حيث يتصور المعشوق على ما هو به قال هؤلاء ولهذا لا يوصف الله بالعشق ولا

انه يعشق لأنه منزه عن ذلك ولا يحمد من يتخيل فيه خيالا فاسدا 0

وأما الأولون فمنهم من قال يوصف بالعشق فانه المحبة التامة والله يحب ويحب وروى

في اثر عن عبد الواحد ابن زيد انه قال لا يزال عبدى يتقرب إلى يعشقنى وأعشقه وهذا قول بعض الصوفية 0

والجمهور لا يطلقون هذا اللفظ في حق الله لان العشق هو المحبة المفرطة الزائدة

على الحد الذي ينبغى والله تعالى محبته لا نهاية لها فليست تنتهي إلى حد لا تنبغي

مجاوزته قال هؤلاء والعشق مذموم مطلقا لا يمدح لا في محبة الخالق ولا المخلوق

لأنه المحبة المفرطة الزائدة على الحد المحمود و أيضا فان لفظ العشق إنما يستعمل

في العرف محبة الإنسان لا امرأة أو صبى لا يستعمل في محبة كمحبة الأهل والمال

والوطن والجاه ومحبة الأنبياء والصالحين وهو مقرون كثيرا بالفعل المحرم إما بمحبة امرأة

أجنبية أو صبى يقترن به النظر المحرم اللمس المحرم وغير ذلك من الأفعال المحرمة 0

وأما محبة الرجل لامرأته أو سريته محبة تخرجه عن العدل بحيث يفعل لأجلها مالا يحل

ويترك ما يجب كما هو الواقع كثيرا حتى يظلم انه من امرأته العتيقة لمحبته الجديدة

وحتى يفعل من مطالها المذمومة ما يضره في دنيه ودنياه مثل أن يخصها بميراث لا

تستحقه أو يعطى أهلها من الولاية والمال ما يتعدى به حدود الله أو يسرف في الإنفاق

عليها أو يملكها من أمور محرمة تضره في دنيه ودنياه وهذا في عشق من يباح له

وطؤها فكيف عشق الأجنبية والذكر من العالمين ففيه من الفساد مالا يحصيه إلا رب

العباد وهو من الأمراض التي تفسد دين صاحبها وعرض ثم قد تفسد عقله ثم جسمه

قال تعالى ولا تخضعن بالقول بالقول فيطمع الذي في قبله مرض ومن في قلبه مرض

الشهوة وارادة الصورة متى خضع الطلوب طمع المريض والطمع الذي يقوى الإرادة والطلب

طمع بخلاف ما إذا كان آيسا من المطلوب فان اليأس يزيل الطمع فتضعف الإرادة فيضعف

الحب فان الإنسان لا يريد أن يطلب ما هو آيس منه فلا يكون مع الإرادة عمل أصلا بل

يكون حديث نفس إلا أن يقترن بذلك كلام أو نظر ونحو ذلك فيأثم بذلك 0

و قال ابن القيم رحمه الله في كالجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي :

ولما كانت المحبة جنسا تحته أنواع متفاوتة في القدر والوصف كان أغلب ما يذكر فيها

في حق الله تعالى ما يختص به ويليق به من أنواعها ولا يصلح إلا له وحده مثل العبادة

والانابة ونحوهما فان العبادة لا تصلح إلا له وحده وكذا الإنابة وقد ذكر المحبة باسمها

المطلق كقوله تعالى فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه وقوله تعالى ومن

الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله وأعظم

أنواع المحبة المذمومة المحبة مع الله التي سوى فيها المحب بين محبة الله ومحبته

للند الذي اتخذه من دون الله وأعظم أنواعها المحمودة محبة الله وحده وهذه المحبة هي

أصل السعادة ورأسها التي لا ينجو أحد من العذاب إلا بها والمحبة المذمومة الشركية

هي أصل الشقاوة ورأسها التي لا يبقي في العذاب إلا أهلها فأهل المحبة الذين أحبوا

الله وعبدوه وحده لا شريك له لا يدخلون النار من دخلها منهم بذنوبه فانه لا يبقى فيها

منهم أحد مدار القرآن على الأمر بتلك المحبة ولوازمها والنهى عن المحبة الأخرى

ولوازمها وضرب الأمثال والمقاييس للنوعين وذكر قصص النوعين وتفصيل أعمال النوعين

وأوليائهم ومعبود كل منهما واخباره عن فعله ولنوعين وعن حال النوعين في الدور الثلاثة

دار الدنيا ودار البرزخ ودار القرار والقران باقي شأن النوعين وأصل دعوة جميع الرسل من

أولهم إلى آخرهم إنما هو عبادة الله وحده لا شريك له المتضمنة لكمال حبه وكمال

الخضوع والذل له والإجلال والتعظيم ولوازم ذلك من الطاعة والتقوى وقد ثبت في

الصحيحين من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال والذي نفسي

بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين وفي صحيح

البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يا رسول الله والله لانت أحب إلي من كل

شيء إلا من نفسي فقال لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك فقال والذي بعثك

بالحق لانت أحب إلي من نفسي فقال الآن يا عمر فإذا كان هذا شأن محبة عبده

ورسوله صلى الله عليه وسلم ووجوب تقديمها على محبة النفس ووالده وولده والناس

أجمعين فما الظن بمحبة مرسله سبحانه وتعالى ووجوب تقديمها على محبة ما سواه ؟

ومحبة الرب تعالى تختص عن محبة غيره في قدرها وصفتها وإفراده سبحانه بها فان

الواجب له من ذلك كله أن يكون إلى العبد أحب إليه من ولده ووالده بل من سمعه

وبصره ونفسه التي بين جنبيه فيكون إلهه الحق ومعبوده أحب إليه من ذلك كله والشيء

قد يحب من وجه دون وجه وقد يحب بغيره وليس شيء يحب لذاته من كل وجه إلا الله

وحده ولا تصلح الألوهية إلا له ولو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا والتأله هو المحبة

والطاعة والخضوع .

ناصح أمين
04-04-2005, 11:56 PM
الجزء الثاني

وقال أيضا ابن القيم رحمه الله :

وخاصية التعبد الحب مع الخضوع والذل للمحبوب فمن أحب شيئا وخضع له فقد تعبد

قلبه له بل التعبد آخر مراتب الحب ويقال له التتيم أيضا فان أول مراتبه العلاقة وسميت علاقة لتعلق الحب بالمحبوب

قال الشاعر:

وعلقت ليلى وهي ذات تمائم * ولم يبد للاتراب من ثديها ضخم
وقال الآخر :

أعلاقة أم الوليد بعد ما أفنان رأسك كالبغام الابيض *

ثم بعدها الصبابة وسميت بذلك لانصباب القلب إلى المحبوب

قال الشاعر :

يشكى المحبون الصبابة ليتني * تحملت ما يلقون من بينهم وحدي


فكانت لقلبي لذة الحب كلها * فلم يلقها قبلى محب ولا بعدي

ثم الغرام وهو لزوم الحب للقلب لزوما لا ينفك عنه ومنه سمى الغريم غر بما لملازمته

صاحبه ومنه قوله تعالى إن عذابها كان غراما وقد أولع المتأخرون باستعمال هذا اللفظ في الحب وقل أن تجده في أشعار العرب ثم العشق وهو سفر إفراط المحبة 0

ولهذا لا يوصف به الرب تبارك وتعالى ولا يطلق في حقه 0

ثم الشوق وهو سفر القلب إلى المحبوب أحث السفر وقد جاء إطلاقها في حق الرب

تعالى كما في مسند الإمام أحمد من حديث عمار بن ياسر إنه صلا صلاة فاوجز فيه

فقيل له في ذلك فقال أما إني دعوت فيها بدعوات كان النبي صلى الله عليه وسلم

يدعو بهن اللهم إني أسألك بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني إذا كانت الحياة

خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب

والشهادة وأسألك كلمة الحق في الرضاء والغضب وأسألك القصد في الفقر والغنى

وأسألك نعيما لا ينفذ وأسألك قرة عين لا تنقطع وأسألك الرضاء بعد القضاء وأسألك برد

العيش بعد الموت وأسأل لذة النظر إلى وجهك الكريم وأسألك الشوق إلى لقائك في

غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين وفي أثر آخر

طال شوق الأبرار إلى وجهك وأنا إلى لقائهم أشد شوقا وهذا هو المعنى الذي عبر عنه

صلى الله عليه وسلم بقوله من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه وقال بعض أهل البصائر

في قوله تعالى من كان يرجو لقاء الله فان أجل الله لآت لما علم سبحانه شدة

شوق أوليائه إلى لقائه وان قلوبهم لا تهدي دون لقائه ضرب لهم أجلا موعدا للقائه

تسكن نفوسهم به وأطيب العيش واللذة على الإطلاق عيش المشتاقين المستأنسين

فحياتهم هي الحياة الطيبة في الحقيقة ولا حياة للعبد أطيب ولا أنعم ولا أهنأ منها فهي

الحياة الطيبة المذكورة في قوله تعالى من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن

فلنحيينه حياة طيبة وليس المراد منها الحياة المشتركة بين المؤمنين والكفار والأبرار

والفجار من طيب المأكل والمشرب والملبس والمنكح

بل ربما زاد أعداء الله على أوليائه في ذلك أضعافا مضاعفة وقد ضمن الله سبحانه لكل

من عمل صالحا أن يحييه حياة طيبة فهو صادق الوعد الذي لا يخلف وعده وأي حياة

أطيب من حياة اجتمعت همومه كلها وصارت هي واحدة في مرضات الله ولم يستشعب

قلبه بل أقبل على الله واجتمعت إرادته وإنكاره التي كانت منقسمة بكل واد منها شعبة

على الله فصار ذكر محبوبه الأعلى وحبه والشوق إلى لقائه والأنس بقربه وهو المتولي

عليه وعليه تدور همومه وإرادته وتصوره بل خطرات قلبه فان سكت سكت بالله وإن نطق

نطق بالله وإن سمع فبه يسمع وإن أبصر فبه يبصر وبه يبطش وبه يمشى وبه يتحرك وبه

يسكن وبه يحيى وبه يموت وبه يبعث كما في صحيح البخاري عنه صلى الله عليه

وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى أنه قال ما تقرب إلى عبدي بمثل أداء ما افترضت

عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع

به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشى بها في يسمع بي

يبصر وبي يبطش وبي يمشى ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لأعيذنه وما ترددت

في شيء أنا فاعله ترددي عن قبضي روح عبدي المؤمن من يكره الموت وأكره مساءته

ولا بد له منه فتضمن هذا الحديث الشريف الإلهي الذي حرام على غليظ الطبع كثيف

القلب فهم معناه والمراد به حصر أسباب محبته في أمرين أداء فرائضه والتقرب إليه

بالنوافل وأخبر سبحانه أن أداء فرائضه أحب مما تقرب إليه المتقربون ثم بعدها النوافل

وأن المحب لا يزال يكثر من النوافل حتى يصير محبوبا لله فإذا صار محبوبا لله أوجبت محبة

الله له محبة منه أخرى فوق المحبة الأولى فشغلت هذه المحبة قلبه عن الفكرة

والاهتمام بغير محبوبه وملكت عليه روحه ولم يبق فيه سعة لغير محبوبه البتة فصار ذكر

محبوبه وحبه مثله الأعلى مالكا لزمام قلبه مستوليا على روحه استيلاء المحبوب على

محبه الصادق في محبته التي قد اجتمعت قوى حبه كلها له ولا ريب أن هذا المحب أن

سمع سمع لمحبوبه وان أبصر أبصر به وان بطش بطش به وان مشي مشي به فهو في

قلبه ومعه ومؤنسه وصاحبه فالباء ههنا باء المصاحبة وهى مصاحبة لا نظير لها ولا تدرك

بمجرد الاخبار عنها والعلم بها فالمسألة خالية لا علمية محضة وإذا كان المخلوق يجد

هذا في محبة المخلوق التي لم يخلق لها ولم يفطر عليها كما قال بعض المحبين

خيالك في عيني وذكرك في فمي **** ومثواك في قلبي فأين تغيب

وقال الآخر :
وتطلبهم عيني وهم في سوادها **** ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعى


ومن عجب أني أحن إليهم **** فأسأل عنهم من لقيت وهم معي

وقال ابن القيم في اغاثة اللهفان :

فأصل المحبة المحمودة التي أمر الله تعالى بها وخلق خلقه لأجلها : هي محبته وحده

لا شريك له المتضمنة لعبادته دون عبادة ما سواه فإن العبادة تتضمن غاية الحب بغاية الذل ولا يصلح ذلك إلا لله عز وجل وحده 0


ولما كانت المحبة جنسا تحته أنواع متفاوتة في القدر والوصف كان أغلب ما يذكر فيها

في حق الله تعالى : ما يختص به ويليق به كالعبادة والإنابة والإخبات ولهذا لا يذكر فيها

لفظ العشق والغرام والصبابة والشغف والهوى وقد يذكر لفظ المحبة كقوله : يحبهم

ويحبونه وقوله : قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله وقوله والذين آمنوا

أشد حبا لله

ومدار كتب الله تعالى المنزلة من أولها إلى آخرها على الأمر بتلك المحبة ولوازمها

والنهي عن محبة ما يضادها وملازمتها وضرب الأمثال والمقاييس لأهل المحبتين وذكر

قصصهم ومآلهم ومنازلهم وثوابهم وعقابهم ولا يجد حلاوة الإيمان بل لا يذوق طعمه إلا

من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما كما في الصحيحين من حديث أنس رضي

الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان وفي

لفظ لا يجد طعم الإيمان إلا من كان فيه ثلاث من كان الله ورسوله أحب إليه مما

سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله

تعالى منه كما يكره أن يلقى في النار

وفي الصحيحين أيضا عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي

بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين 0

ناصح أمين
04-04-2005, 11:58 PM
الجزء الثالث





ومما جاء في النشرة أيضا هذه العبارة :

*نبضاتي لك وحدك

قال متفائل :

ونقول قال الله تعالى

(( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))


عَنْ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ, عَنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم, أَنّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى

الصّلاَةِ قَالَ: «وَجّهْتُ وَجْهِيَ لِلّذِي فَطَرَ السّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ.

إِنّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لله رَبّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ

الْمُسْلِمِينَ. اللّهُمّ أَنْتَ الْمَلِكُ لاَ إِلَهَ إِلاّ أَنْتَ. أَنْتَ رَبّي وَأَنَا عَبْدُكَ. ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ

بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعاً. إِنّهُ لاَ يَغْفِرُ الذّنُوبَ إِلاّ أَنْتَ. وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأَخْلاَقِ. لاَ

يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلاّ أَنْتَ. وَاصْرِفْ عَنّي سَيّئَهَا. لاَ يَصْرِفُ عَنّي سَيّئَهَا إِلاّ أَنْتَ. لَبّيْكَ.

وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلّهُ فِي يَدَيْكَ. وَالشّرّ لَيْسَ إِلَيْكَ. أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ. تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ.

أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ». وَإِذَا رَكَعَ قَالَ: «اللّهُمّ لَكَ رَكَعْتُ. وَبِكَ آمَنْتُ. وَلَكَ أَسْلَمْتُ. خَشَعَ

لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي. وَمُخّي وَعَظْمِي وَعَصَبِي». وَإِذَا رَفَعَ قَالَ: «اللّهُمّ رَبّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ

السّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ». وَإِذَا سَجَدَ

قَالَ: «اللّهُمّ لَكَ سَجَدْتُ. وَبِكَ آمَنْتُ. وَلَكَ أَسْلَمْتُ. سَجَدَ وَجْهِي لِلّذِي خَلَقَهُ وَصَوّرَهُ,

وَشَقّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ. تَبَارَكَ الله أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ» ثُمّ يَكُونُ مِنْ آخِرِ مَا يَقُولُ بَيْنَ التّشَهّدِ

وَالتّسْلِيمِ «اللّهُمّ اغْفِرْ لِي مَا قَدّمْتُ وَمَا أَخّرْتُ. وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ. وَمَا أَسْرَفْتُ. وَمَا

أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنّي. أَنْتَ الْمُقَدّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخّرُ. لاَ إِلَهَ إِلاّ أَنْتَ».
رواه مسلم

والشاهد من الآية والحديث :

هو أن الصلاة والنسك والمحيا و الممات لله رب العالمين 0

وأيضا مما ورد في النشرة :

· حتى بمعرفتي أن حرقي رهين شفتيك

قال متفائل :

وفي هذه العبارة اثبات ما لم يرد بدليل وقياس باطل 000 ولنرى ولنقرأ ما قاله العلماء في مثل هذه المسائل



قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالته القيمة العقيدة الواسطية " :

( ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد

صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل بل يؤمنون بأن

الله سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا

يحرفون الكلم عن مواضعه ولا يلحدون في أسماء الله وآياته ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته

بصفات خلقه لأنه سبحانه لا سمي له ولا كفو له ولا ند له ولا يقاس بخلقه سبحانه

وتعالى فإنه أعلم بنفسه وبغيره وأصدق قيلا وأحسن حديثا من خلقه 0

قال الإمام أحمد رحمه الله :

لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله ، لا يتجاوز القرآن والحديث 0


قال الشيخ ابن عثيمين في شرحه للعقيدة الواسطية :


سئل الإمام مالك رحمه الله عن قوله تعالى: ]الرحمن على العرش استوى[ [طه: 5]:

كيف استوى؟ فأطرق مالك برأسه حتى علاه العرق، ثم رفع رأسه وقال: "الاستواء غير

مجهول"، أي: من حيث المعنى معلوم، لأن اللغة العربية بين أيدينا، كل المواضع التي

وردت فيها ]استوى[ معداة بـ(على) معناها العلو فقال: "الاستواء غير مجهول والكيف

غير معقول" لأن العقل لا يدرك الكيف، فإذا انتفى الدليل السمعي والعقلي عن الكيفية،

وجب الكف عنها، "والإيمان به واجب"، لأن الله أخبر به عنه نفسه، فوجب

تصديقه، "والسؤال عن بدعة" السؤال عن الكيفية بدعة، لأن من أهم أحرص منا على

العلم ما سألوا عنها وهم الصحابة لما قال الله: ]استوى على العرش[ [الأعراف: 54]،

عرفوا عظمة الله عز وجل، ومعنى الاستواء على العرش، وأنه لا يمكن أن تسأل: كيف

استوى؟ لأنك لن تدرك ذلك فنحن إذا سئلنا، فنقول: هذا السؤال بدعة.

وكلام مالك رحمه الله ميزان لجميع الصفات، فإن قيل لك مثلاً: إن الله ينزل إلى السماء

الدنيا، كيف ينزل؟ فالنزول غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب والسؤال

عن بدعة والذين يسألون: كيف يمكن النزول وثلث الليل يتنقل؟! فنقول: السؤال هذا

بدعة كيف تسأل عن شيء ما سأل عنه الصحابة وهم أحرص منك على الخير وعلى

العلم بما يجب لله عز وجل، ولسنا بأعلم من الرسول عليه الصلاة والسلام، فهو لم

يعلمهم. فسؤالك هذا بدعة، ولولا أننا نحسن الظن بك، لقلنا ما يليق بك بأنك رجل مبتدع.

والإمام مالك رحمه الله قال: "ما أراك إلا مبتدعاً" ثم أمر به فأخرج، لأن السلف يكرهون

أهل البدع وكلامهم واعتراضاتهم وتقديراتهم ومجادلاتهم.

فأنت يا أخي عليك هذا الباب بالتسليم، فمن تمام الإسلام لله عز وجل ألا تبحث في

هذه الأمور، ولهذا أحذركم دائماً من البحث فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته على سبيل

التعنت والتنطع والشيء الذي ما سأل الصحابة عنه، لأننا إذا فتحنا على أنفسنا هذه

الأبواب، انفتحت علينا الأبواب، وتهدمت الأسوار، وعجزنا عن ضبط أنفسنا، فلذلك قل:

سمعنا وأطعنا وآمنا وصدقنا، آمنا وصدقنا بالخبر وأطعنا الطلب وسمعنا القول، حتى تسلم!

ومما قال أيضا :

وأهل السنة والجماعة يثبتون لله عز وجل الصفات بدون مماثلة، يقولون : إن الله عز وجل

له حياة وليست مثل حياتنا، له علم وليس مثل علمنا، له بصر، ليس مثل بصرنا، له وجه

وليس مثل وجوهنا له يد وليست مثل أيدينا.... وهكذا جميع الصفات، يقولون: إن الله عز

وجل لا يماثل خلقه فيما وصف به نفسه أبداً 0

قلت :

وهذا هو المنهج الحق كما جاء في قوله تعالى (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ))

وهو الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ، لا ند له ولا نظير ولا شبيه ولا مثيل ولا يقاس بخلقه 0


هذا مع تحفظنا على بعض من الألفاظ مما ورد في النشرة مما لا يليق في حق الله

تعالى من مثل :

* أتنهد بحرارة كلما ذكرت اسمك على لساني

* حبي لك محشو في شراييني

قلت :

و كأنني أجد في هذه الألفاظ شيئا من تخاريف الصوفية 000 وآهاتهم 000 وتنهداتهم

000 وكثير من عبادتهم الباطلة 000 فليحذر ولينتبه لمثل هذا 000

والحق أحق أن يتبع

اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه 0

فما كان من صواب فمن الله وحده وله الفضل والمنة ومن كان خطأ أو تقصير أو نسيان

فمن نفسي والشيطان 0

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين 0

هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا وسلم






الفقير إلى عفو ربه

أخوكم / متفائل000 ناصح أمين في زمن اليأس

أبو البراء
05-04-2005, 06:38 AM
بارك الله فيكَ أخي الحبيب ( ناصح أمين ) ، مع تمنياتي لكَ بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أبو البراء
06-04-2005, 12:05 AM
للرفع وفق الله الجميع لما يحب ويرضى 000

أبو فهد
30-09-2007, 07:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته