المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : &( "المفاجآت غير المتوقعة" تدمر نفسياً وجسدياً.. واجتماعياً )&


د.عبدالله
05-06-2007, 07:09 AM
أبرز أسبابها رفع القيمة الإيجارية ورسوم التعليم والعلاج
"المفاجآت غير المتوقعة" تدمر نفسياً وجسدياً.. واجتماعياً
أثبتت البحوث النفسية الميدانية ان الانفعال النفسي نتيجة الضغوط قد يحدث في حال تجمع مصادر الشدة الكافية والمختلفة في آن واحد أو بالتتابع تكفي بمجموعها لتكوين أزمة تهز كيان واختلال الفرد حتى تفقده القدرة على التحمل.
وقد اعلنت رابطة الطب النفسي الأمريكية ان الضغوط والمفاجآت غير المتوقعة يمكن ان تقود الى امراض عقلية والتي يعد الاكتئاب اكثرها انتشاراً.
وتختلف ردة الفعل التي يقوم بها كل فرد عن آخر، فهناك ردود افعال فورية تجاه أمر غير متوقع كارتفاع القيمة الايجارية والرسوم الدراسية والعلاجية بصورة مفاجئة قد تؤدي فيما بعد الى الاصابة بأمراض جسدية وأخرى نفسية.
“الصحة والطب” استطلعت آراء عدد من اخصائيي الأمراض النفسية وعلم الاجتماع الذين أوضحوا الآثار السلبية على الصحة النفسية لدى رد الفعل الفوري لأمر مفاجئ مثل ارتفاع القيمة الايجارية أو الرسوم المدرسية والعلاجية، الى جانب اخصائيي الأمراض القلبية والنفسية الذين (بينوا) مخاطر عدة على الصحة الجسدية مثل تجلط الدم وضيق الشرايين والنوبة القلبية، اضافة الى نوبات ضيق التنفس أو الاغماء.


التأثير في الأسرة
يقول الدكتور علي الحرجان، اخصائي الأمراض النفسية: هناك آثار سلبية كبيرة سواء كانت نفسية أو جسمية أو اجتماعية أو اسرية تقع على الفرد بسبب القرارات السريعة والمتغيرات خاصة المادية منها، والتي تجري في المجتمع مثل الارتفاع الكبير والمفاجئ في الايجارات والرسوم المدرسية والجامعية وتكاليف الحياة اليومية حيث نجد الكثير من الآثار السلبية الأسرية نتيجة المتغيرات المفاجئة في القيمة الايجارية والتي قد تصل الى 150% احياناً خرقاً للقوانين.
ويضيف: العديد من الازواج سواء الزوج أو الزوجة يتهم احدهما الآخر بأنه سبب المصائب والاحراجات التي تمر بها الأسرة والتي ليست لديهم حلول لها نتيجة وضع ميزانية اقتصادية على ضوء الأسعار السابقة، فتحدث المشاحنات والخلافات التي قد تصل الى الضرب والعنف الجسدي وتبادل الاتهامات ومن ثم الطلاق، في حين يلجأ قسم آخر من الأزواج الى اعادة عائلته الى بلدانهم الاصلية كردة فعل على المتغيرات السريعة وضغوط الحياة، مما يسبب تفكك العائلة الأمر الذي يؤثر في الأطفال ومستقبلهم.
ويتابع الدكتور الحرجان: هناك بعض الحالات التي اصيب اصحابها بالاحباط والاكتئاب كرد فعل فوري على أمر غير متوقع، وحالات أخرى لجأت الى العمل الاضافي بهدف زيادة الدخل المادي مما يسبب ابتعاد رب الأسرة عن العائلة، بل لجأ البعض الى دفع ابنائه الى سوق العمل مبكراً على حساب إكمال تعليمه لأن دخل الأسرة لا يتناسب مع استقرار الوضع الاجتماعي بالحد الأدنى للعائلة.
واشار الى ان رد الفعل لأمر مفاجئ قد يؤدي الى خلق حالة من الكراهية وروح الانتقام والفروق الطبقية والشعور بالاضطهاد، الأمر الذي يعد مؤشراً خطيراً تستلزم دراسته بشكل علمي والاستفادة من تجارب بلدان أخرى.
وعن الحلول المقترحة للحد من رد الفعل المفاجئ لأمر غير متوقع يرى الدكتور الحرجان أهمية سن قانون يمنع أي زيادات في الايجارات أو الرسوم المدرسية لأنها تمثل الركن الأساسي للأسرة إلا بعد ستة أشهر أو سنة من تبليغ الفرد بنية رفع الرسوم، لأنه وفي حالات كثيرة تحدث الصدمة للأطفال في بداية العام الدراسي نتيجة رفع الرسوم المدرسية بنسبة عالية حيث لا يتمكن رب الأسرة من دفع هذه الرسوم لاستمرار اطفاله في المدرسة نفسها، الأمر الذي يشكل تأثيرا سلبيا فيهم كونهم اعتادوا على المدرسة ولديهم فيها اصدقاء، في حين لو جرى اعلامهم بتغيير المدرسة قبل بداية العام الدراسي بستة شهور على سبيل المثال لقاموا بتهيئة نفسية مسبقة.
ويؤكد ان هذه القرارات المفاجئة تخلق حالة من القلق النفسي والتوتر الأسري والتأثير السلبي في العلاقات مع الغير، مشيراً الى أهمية عدم الاندفاع الى حالة من الجشع اللاإنساني واللاإخلاقي على حساب تدمير الأسر نفسياً واجتماعياً اضافة الى تدمير مستقبل الأطفال.
ومن الحلول التي يقترحها الدكتور الحرجان وجوب انشاء مؤسسات حكومية وخيرية لمساعدة افراد المجتمع لتجاوز المشكلات الناجمة عن الواقع الذي يعيشونه، مشيرا الى ان اكثر المتضررين نتيجة القرارات والمتغيرات المفاجئة هم الوافدون الذين يحتاجهم سوق العمل، بينما يؤدي ارتفاع رسوم الايجارات والمدارس الى ارتفاع وسائل الحياة الأخرى وبالتالي التسبب بالتضخم الأمر الذي يؤثر سلباً كذلك في نفسية المواطن.
كما يؤدي ارتفاع رسوم العلاج الى (التأثير) سلباً في نفسية الفرد والذي يتحول الى هاجس دائم له في حال اصيب بمرض ما، الأمر الذي يؤكد أهمية توفر التأمين الصحي كنوع من المساعدة على تخطي هذا الهاجس العام.
ويضيف: الأمر الأساسي لمعالجة هذه التغيرات المفاجئة والاضطرابات هو وجود مؤسسات اجتماعية رسمية تكون لها مصادر وامكانات مادية لمساعدة المحتاجين ضمن شروط واقعية تتناسب مع المشكلة، وقال: ليس بالضرورة ان تكون هذه المؤسسات للجميع، بل للحالات الصعبة والشديدة والتي تحتاج الى حلول لتجاوز مشكلتها بهدف تجنبها الوقوع في الخطأ وارتكاب الجريمة والاصابة بأمراض نفسية أو التفكك الأسري.
أما بالنسبة لأكثر الحالات التي تطلب العلاج النفسي نتيجة المعاناة والمشكلات المادية بسبب ارتفاع القيمة الايجارية، والرسوم المدرسية أوضح الدكتور الحرجان ان هذه الحالات كثيرة حيث انها اصبحت تعاني من اضطرابات النوم والقلق من المجهول والاحباط، كما ان عدد هذه الحالات في تزايد مؤخراً حيث ان اكثر الحالات هم من الذكور الذين يطلبون العلاج النفسي، بينما تتخوف السيدات من الابتعاد عن ازواجهن نتيجة قرارات البعض منهم بارسال زوجاتهم واطفالهم الى بلادهم الاصلية هرباً من ارتفاع الاسعار وضغوط الحياة العديدة.

ارتكاب الاخطاء والحماقات
ومن جانبه يقول الدكتور عامر سعد الدين، اخصائي الأمراض النفسية ان ضغوط الحياة متعددة وقد تكون بأشكال مختلفة. ومن أسوأ هذه الضغوط هي تلك غير المتوقعة حيث ان اثر هذه الصدمة على المدى القريب يكون تأثيراً سلبياً في الصحة الجسدية كارتفاع الضغط والسكر، كما انها قد تؤدي الى الاصابة بجلطة قلبية أو دماغية عند الذين لديهم استعداد جسدي لهذا الأمر، أما على المستوى البعيد فإن هذه الصدمة تؤثر في صحة الفرد الجسدية والنفسية معاً.
واشار الى اصابة العديد بحالة فقدان الأمل، كما قد يصل الأمر الى الاصابة بالكآبة أو التعود على البقاء في حالة ترقب دائم للأخبار السيئة، وبذلك يعتاد الانسان على ان يكون سلبياً في تفكيره وتصرفاته الحياتية اليومية.
ويضيف: أي فرد يتوقع في بعض الاحيان تلقي مفاجآت غير متوقعة، الا ان أساس العلاج المعرفي السلوكي هو القبول والرضا والقناعة بما كتبه الله ومن ثم محاولة التغيير الدائم والبحث المستمر على التغيير الايجابي، لافتاً الى ضرورة تمالك النفس وتفادي الاختلاطات الجسدية والنفسية، وعدم فقدان القدرة على التفكير الجيد للخروج بحلول مناسبة في حال تلقي أمر مفاجئ وغير متوقع.
وعن ردة الفعل الأولية التي قد تصدر عن الفرد لدى سماع الأمر غير المتوقع كارتفاع الاسعار والقيمة الايجارية أوضح الدكتور سعد الدين ان العديد من الأفراد قد يرتكبون بعض الاخطاء والحماقات نتيجة ردود الفعل غير المحسوبة، كما ان البعض وللأسف يلجأ الى محاولة الانتحار حرباً من المواجهة، إلا ان نسبة العنف الموجهة تجاه الآخرين في المجتمع العربي لا تكاد تذكر، حيث ان رد الفعل الفوري يتمثل في المعاناة من هالة احباط واكتئاب وعزلة وانسحاب.
كما يلجأ البعض الى أخذ الأمور على محمل التحدي ويعمل بشكل اكبر لحل المشكلة، في حين يلجأ القليل الى العلاج الخاطئ بالاقدام على تناول الكحول أو المواد المهدئة الأمر الذي قد يؤدي الى الادمان.
ويضيف: هناك قلة من الحالات دخلت في حالة اكتئاب مزمن نيتجة تلقيها متغيرات غير متوقعة، مشيراً الى ان الحلول لعلاج هذه الظاهرة تشمل زيادة ايمان ورضا الفرد ومحاولة الصبر على المصائب ومن ثم محاولة التغيير من الداخل كما يفعل بعض الذين يخسرون أموالهم في تجارة الأسهم.

“أمراض نفس جسمية”
ومن جانبه يرى الدكتور السيد عبداللطيف السيد، استاذ مساعد في كلية التربية والعلوم الأساسية في جماعة عجمان ان ارتفاع الايجارات المفاجئ وغلاء الاسعار والرسوم المدرسية والجامعية والعلاجية، ما هي إلا دليل على سلبية التخطيط الاقتصادي للمجتمع حيث ان هذه السلوكيات تؤدي الى سوء توافق الفرد في المجتمع الذي يعيش فيه.
واشار الى ان المجتمع يحول بين اشباعات وحاجات أفراده الأمر الذي يجعل الفرد يشعر بعدم الأمن الاقتصادي ما ينعكس في اثره على صحته الجسمية والذي يعبر عنه علمياً بسوء التوافق الصحي.
ويضيف: يلاحظ حدوث مشكلات صحية تتعمق باعتلال الصحة العامة للفرد مع وجود امراض مزمنة مثل السكري وضغط الدم وضيق التنفس حيث انها امراض تسمى نفس جسمية” وهي ناتجة عن سوء الحالة النفسية للفرد بسبب ارتفاع الأسعار المفاجئ كما نجد له تأثيراً في النمو الجسمي للفرد ومثال على ذلك تأثيره السلبي في الجهاز الدوري مثل الذبحة الصدرية وعصاب القلب، والجهاز الهضمي متمثلاً في قرحة المعدة أو فقدان الشهية العصبي اضافة الى الامساك أو الاسهال المزمن.
وتابع قائلا: كما قد تؤدي تلك الصدمة الناتجة عن الأمر غير المتوقع الى تأثير في الجهاز التناسلي الذي يتمثل بالضعف الجنسي عند الرجل نتيجة التفكير الدائم في كيفية حل مشكلات الأسرة الاقتصادية، كذلك يمتد تأثيره الى الجهاز العصبي ونجد أعراضه متمثلة بالصداع النصفي.
وعن الأعراض النفسية الناجمة عن الأمر المفاجئ غير المتوقع كارتفاع الاسعار أوضح الدكتور السيد ان العرض الشائع والمشترك في معظم الأمراض النفسية هو القلق حين يشعر الفرد بعدم الاستقرار العام ما يعيقه عن الانتاج ويجعل سلوكه مضطرباً، كما انه قد يشعر بالاكتئاب الناتج عن سوء الحالة الاقتصادية حيث يشعر بالحزن والكدر وانكسار النفس بسبب عدم تحقيق مطالب الاسرة وحاجاتها الأساسية من مأكل ومشرب ومصروفات دراسية الأمر الذي يجعله يشعر بالتوتر المتمثل بعدم الشعور بالراحة والحيرة التي احدثتها الصدمة الناجمة عن ضغوط الحياة.
أما من حيث الحلول المقترحة فيؤكد على أهمية الاهتمام بالعلاج النفسي الديني الذي يقوم على اساليب ومفاهيم ومبادئ دينية روحية اخلاقية، اضافة الى العلاج الدنيوي المتمثل بالتخطيط الاقتصادي السليم الذي يحد من الاستغلال وارتفاع الاسعار المفاجئ.
واشار الى ضرورة تغيير نمط وعادات الاستهلاك المجتمعي غير الصحية حيث تعد الوقاية من الأمراض النفسية من أهم مستلزمات المجتمع نحو افراده، الأمر الذي يتوجب فيه القضاء على العوامل الاقتصادية المسببة للمرض النفسي وهي مسؤولية اجتماعية تشترك فيها كل الجهات المعنية ضمن اطار تحقيق المساواة والعدالة وتحقيق الحاجات الأساسية للفرد بطريقة مخططة بهدف تحقيق الصحة النفسية والاجتماعية للفرد والأسرة.
وذكر الدكتور السيد ان احدى الحالات عانت كثيرا من ضغوط نفسية بسبب ضياع المال المفاجئ في البورصة الأمر الذي اثر سلباً في الفرد وأسرته، الى جانب حالة أخرى أصيبت بأمراض جسدية ونفسية نتيجة تلقيها خبر فرض رسوم مدرسية جديدة لم تكن تتوقعها.

مخاطر قلبية
وحول تأثير رد الفعل الفوري تجاه امر غير متوقع على القلب يقول الدكتور عبدالله عبدالرحمن الهاجري اخصائي امراض قلبية وباطنية في وزارة الصحة ان رد الفعل النفسي هي حالة الشخص عند تعرضه الى عوامل مجهدة سواء كانت فيزيائية، كيميائية، محيطية أو نفسية، كما انه من الصعب قياس مدى الاجهاد النفسي حيث ان الناس قد يشعرون بضغوط نفسية مختلفة، كما ان تعامل الشخص وما تتركه الصدمة من آثار قد يختلف من شخص الى آخر، فمثلا بعض الاشخاص قد يتعامل بصورة ايجابية عند التعرض لاجهاد مقارنة بأشخاص قد يسبب لهم الارهاق والاجهاد النفسي حالات مرضية كارتفاع في ضغط الدم، الكوليسترول والسكر أو حتى النوبة القلبية والذبحة الصدرية، كذلك فإن البعض يندفع الى عدم الحركة وتناول الطعام بشراسة حتى يزيد الوزن، مشيراً الى ان البعض وكردة فعل فوري يتجه الى التدخين وشرب الكحول وتدخين المخدرات أو حتى الانتحار، حيث هناك دلائل تشير الى ربط بين الاجهاد النفسي بسبب العوامل السيكولوجية أو المحيطية وأمراض الأوعية الدموية، اضافة الى ان الدراسات تشير الى تأثير ايجابي عند التعامل مع الاجهاد والصدمة بصورة صحيحة.
ويتابع الدكتور الهاجري حديثه عن تأثير رد الفعل الفوري في القلب قائلا: يسبب الاجهاد النفسي وبالاخص إذا كان حادا زيادة في ارتفاع هرمون الادرينالين مما يسبب زيادة في ضربات القلب وارتفاعاً في ضغط الدم والسكر كما انه يساعد على تجلط الدم وتقلص شرايين القلب، ايضا قد يؤدي الى عدم استقرارية البلاك أو الكتلة الدهنية في شريان القلب مسببا النوبة القلبية.
ويشير ان من أعراض الاجهاد النفسي ورد الفعل الفوري الغثيان والدوار والارهاق وألم الأطراف وعدم التركيز والنسيان الى جانب الترقب المفرط والبكاء وعدم التفاؤل، والمشاجرة الكثيرة في حين تؤدي مسببات هذه الأعراض الى ضغوط الحياة اليومية ومتطلباتها والغلاء المعيشي مثل ارتفاع الايجار والرسوم المدرسية والعلاجية والمشكلات القانونية والمالية وغيرها.
ويؤكد الدكتور الهاجري أهمية تجنب هذه المسببات قدر الامكان أو التعامل معها بايجابية إذا كان التجنب مستحيلاً حيث هناك ضرورة لفهم وإدراك المسببات وعن وجود حلول لها، كذلك فإن الاسترخاء والراحة تعدان من الوسائل المناسبة للتخلص من الاجهاد والصدمة بالاضافة الى أهمية الاستشارة النفسية حيث قد يحتاج الفرد الى أدوية علاجية.

آثار سلبية في الجهاز التنفسي
وفي السياق ذاته يوضح الدكتور محمد حسين، اخصائي أمراض الصدر والحساسية ان الجسم البشري يتأثر بالعديد من العوامل والمؤثرات النفسية التي تؤثر بدورها في كل أجهزة الجسم مثل الجهاز التنفسي الذي يتأثر بجميع العوامل النفسية التي يمر بها الفرد بما فيها الانفعالات والتوتر والضغط النفسي وضغوط الحياة المتعددة، مشيراً إلى أنه وعند مرور الفرد ببعض المؤثرات النفسية والعصبية مثل سماعه خبر ازدياد القيمة الايجارية يؤثر سلباً في صحة الجهاز النفسي حيث يسهم ذلك في ازدياد هرمونات الانفعال “الجهاز العصبي السمبساوي” ما يؤدي الى حدوث تقلص وضيق في الشعب الهوائية وازدياد ضربات القلب ومن ثم التسبب في أزمة حساسية الصدر والربو الشعبي ومن اعراض هذه الحالة الكجة المستمرة مع تعرض الجسد حيث يطلق على هذه الحالة الأزمة الربوية الحادة والتي قد تستدعي احيانا دخول المريض الى المستشفى للملاحظة والعناية الطبية.
ويشير الى ان الأفراد المصابين بحساسية الصدر والربو الشعبي معرضون اكثر من غيرهم للاصابة بضيق التنفس والشعب الهوائية نتيجة تلقيهم مفاجآت غير متوقعة، وقد أثبتت الابحاث العلمية التأثير السلبي للانفعالات والضغوط النفسية في مناعة الجسم المكتسبة والتي تؤدي الى ضعف هذه المناعة لدى الكبار وذلك للتأثير السلبي في خلايا المناعة وتصنيع البروتين اللازم لبناء الاجسام المضادة الأمر الذي يجعل الجهاز التنفسي عرضة للاصابة بأمراض نقص المناعة المكتسبة مثل الالتهابات الرئوية الفيروسية والبكتيرية الحادة والمزمنة حيث يشعر المريض بأعراض عدة منها السعال المستمر وضيق التنفس وارتفاع درجات الحرارة، وبذلك تستدعي الحالة التدخل الطبي الفوري.
وتابع الدكتور حسين حديثه عن الآثار السلبية لردود الأفعال على المفاجآت غير المتوقعة قائلا: هناك آثار سلبية عديدة منها زيادة في ضربات القلب بشكل سريع ومفاجئ وارتفاع ضغط الدم اللذان يؤديان بدورهما الى ازدياد كبير في سرعة التنفس التي قد تصل الى 30 أو 40 دورة في الدقيقة الواحدة وبذلك تقل نسبة الاوكسجين في الدم مع زيادة نسبة ثاني أوكسيد الكربون التي قد تؤدي الى حدوث بعض أنواع الاغماء نتيجة التعرض للضغوط المفاجئة.
وذكر ان الابحاث العلمية الأخيرة بينت وجود ارتباط وثيق بين الانفعالات النفسية والاخبار المفاجئة التي تسبب الاصابة ببعض الأعراض المرضية المرتبطة بالجهاز التنفسي منها شعور المريض ببعض انواع السعال المستمر من دون معرفة السبب، وكذلك ضيق في التنفس مع زيادة عدد مرات التنفس من دون وجود سبب عضوي لهذه الأعراض.
واشار الى ان الانفعالات والضغوط المفاجئة تؤدي الى ما يسمى عدم انتظام حركية الحجاب الحاجز التي قد تؤثر سلباً في انتظام التنفس حيث يشعر الفرد بنوبات من ضيق التنفس يصحبها نوبات ازدياد عدد مرات التنفس وايضا مرات من انقطاع لحظة في التنفس.
وقال: هناك أحد المرضى عانى مؤخراً من سرعة عدد مرات التنفس كردة فعل فورية بعد سماعه خبر ارتفاع ايجار منزله بشكل مبالغ فيه، الأمر الذي استدعى علاجه وتوجيهه حول كيفية تجنب التأثير السلبي لدى تلقي المفاجآت غير المتوقعة.

آلام انعكاسية في الأذن
بينما توضح الدكتورة أمل شحادة جنيد، اخصائية انف واذن وحنجرة ان ردة الفعل البيولوجية الحقيقية تجاه دوافع خارجية سواء كانت عضوية أو نفسية أو حسية هو انعكاس يأتي بأوجه ثلاثة، كأن يكون بمثابة منبه أو يكون بحركة مقاومة ممتصة للضغط العصبي، أو يكون بشكل انهيار نفسي كامل.
وتضيف: هناك تأثيرات سلبية لدى مرضى الربو وضيق التنفس لدى تلقي المتغيرات المفاجئة تماماً مثل التعرض للعوامل المحسسة كالغبار حيث يشعر الفرد بضيق في الصدر مع صوت صفير، وفي احيان أخرى حدوث ازرقاق في لون الشفاه مع نقص كمية الاوكسجين، الأمر الذي يتوجب تلقي العناية الطبية الفورية لتوسيع القصبات الهوائية وتأمين كمية الاوكسجين اللازمة حيث قد يحتاج المريض الى أيام عدة للعلاج بعد تخطي الازمة.
وتتابع: كذلك هناك تأثيرات في حساسية الأنف يكثر معها العطاس والسيلان الأنفي المائي الذي يصعب في كثير من الاحيان تفاديه بالرغم من تعاطي الأدوية المهدئة لذلك، حيث يشكو الفرد من صداع شديد وثقل في الرأس وأحيانا يصاب بدوار إلا أنه وفي بعض الحالات الشديدة قد يؤدي ذلك الى الاغماء. واشارت الدكتورة جنيد الى انه وعلى المدى البعيد تسبب المفاجآت غير المتوقعة والضغط النفسي صداع توتر عضلي في الجزء الخلفي من الرقبة، واحيانا تؤدي الى وذمة في المفصل الفكي الصدغي امام الاذن حيث قد يتظاهر بآلام في الاذن إلا انه ولدى اجراء الأذن يتبين ان الاذن سليمة، موضحة ان الشدات النفسية المتكررة تؤدي الى ظاهرة سيئة وهي عادة صرير الاسنان بما فيها من تأثيرات سلبية في المفصل الفكي الصدغي المجاور للاذن والذي تظهر مشاكله بآلام انعكاسية في الاذن.
وذكرت ان السيدات اكثر تعرضا لهذه المشكلات الصحية من الرجال، في حين يعد مرضى الربو المزمن أكثر عرضة للوفاة كرد فعل فوري لدى سماع المتغيرات السريعة غير المتوقعة ولكن بنسبة قليلة جداً.

منقول من مجلة الصحة والطب .