لقد من الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم بأن يسر لها تحصيل الأجر والثواب ذلك ما يحفظ لها دينها ويصون لها عقيدتها ويعلي منزلتها 0
ومن ذلك القيام بالحسبه الذي هوالقطب الأعظم في الدين والمهمه التي بعث الله من أجلها الأنبياء والمرسلين0وبها صلاح الدين والدنيا بإهمالها يضعف الدين ويفش الضلال وتظهر البدع ويعم الفساد ويهلك العباد إلا في حق من رحم الله تعالى0
فما هي الحسبه ومافضلها وماحكمها؟
الحسبه في اللغه / تأتي الحسبه في اللغه بعدة تعريفات منها :
الإنكار يقال /( احتسب عليه أنكر ومنه المحتسب) القاموس المحيط(1/57)
وهي بمعنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن الإنكار متضمن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر0
وفي الإصطلاح هي( أمر بالمعروف إذا ظهر تركه ونهي عن المنكر إذا ظهر فعله )
وقد ورد الأمر بالحسبه في الكتاب والسنه وأجمعت عليه الأمه 0
وهناك أدله صريحه أمر الله فيها نبيه صلى الله عليه وسلم بالقيام بالحسبه ويعم الأمر كل من تبعه0
فمن الأدله التي جاء الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم بالحسبه وأمته تبعا قوله تعالى (ياأيها الرسول بلغ ماأنزل إليك من ربك) وقوله تعالى (فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم )وغيرها من الآيات 0
أو تخبر عن دعوته صلى الله عليه وسلم ودعوة اتباعه وأنها على هدى وبصيره قال تعالى( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله أنا ومن اتبعني)
يقول ابن باز رحمه الله تعالى_فبين سبحانه أن الرسول صلى الله عليه وسلم يدعوا على بصيره وأن اتباعه كذلك فهذا فيه فضل الحسبه وأن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم هم الدعاه إلى سبيله على بصيره والبصيره هي العلم بما يدعوا إليه وما ينتهي عنه وفي هذا شرف عظيم0 مجموع فتاوى ومقالات متنوعه للشيخ ابن باز 1/339
كما ورد في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيره تحث على الحسبه وماللمحتسب من الأجر والثواب عنده سبحانه وأنه قد يصل أجره إلى أن يكون مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا قال صلى الله عليه وسلم (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لاينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلاله كان عليه الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا)رواه مسلم0
وهكذا يعطى الداعيه الأجر العظيم وله قدوه وأسوه في رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان يقوم بهذه المهمه على أكمل وجه وأفضله وحث عليها ورغب فيها ومن اتخذه اسوه له وقدوه فهو من السالكين في الطريق القويم وعلى الصراط المستقيم الذي يوصل بإذن الله إلى محابه ورضوانه سبحانه وتعالىويدخل جنته فعلى المحتسب أن يحرص على هذا العمل العظيم والأجر الجزيل0