موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

تم غلق التسجيل والمشاركة في منتدى الرقية الشرعية وذلك لاعمال الصيانة والمنتدى حاليا للتصفح فقط

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > ساحة الأسئلة المتعلقة بالرقية الشرعية وطرق العلاج ( للمطالعة فقط ) > اسئلة وطرق العلاج بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 06-04-2006, 12:01 PM   #1
معلومات العضو
عائذابالله

Question بنيتي تقول : قرأت أذكار النوم ، ورأيت كابوسا ، فكيف أرد على ذلك ؟؟؟

السلام عليكم شيخنا أبا البراء:

هذه معضلة نوعا ما... ولا أدري كيف أجيب عليها. علمت بنتي قراءة أذكار النوم (آية الكرسي، آخر أيتين في سورة البقرة، المعوذات...) ولكنها - حفظها الله وأولادك وأولاد المسلمين - تقول:" بابا أنا قرأت الأذكار، ولكني رأيت كابوسا الليلة.... القراءة لا تنفعني.."

كيف أرد عليها بعد أن أكدت لها أنها إذا ذكرت تلك الأذكار فإن الله يحفظها حتى تصبح؟

هي بنت سبع سنوات ما شاء الله لا قوة إلا بالله، ولكن ذهنها متقد ما شاء الله تبارك الله... وتفهم كل كلمة أشرحها لها....

فماذا أقول لها إذا قرأت الأذكار ورأت كابوسا؟

والحقيقة أن هذا الأمر قد أهمني وأهم أهلي أيضا، فنقرأ... إلا أنني مثلا استيقظت أمس وقد شعرت شعورا حقيقيا لا لبس فيه أن رجلا من رجال ما قبل التاريخ ( هيأته كذلك: يلبس ثيابا خشنة، وشعره كثيف وكث... ولحيته كثيفة وكثة أيضا وأسنانه صفراء....) أتاني ودق في يدي اليسرى مسمارا حديديا صدئا آلمني ألما شديدا جدا.... استيقظت وهو يصرخ في وجهي ويقول:" هذه لك!" وأثر المسمار لا يطاق... ويدي مشلولة من الكف إلى الكوع....

وزوجتي أيضا تقول إنها ترى كوابيس مع أنها تقرأ ثم تنام.

ثم إننا قرأنا سورة البقرة كثيرا... إلا أننا لا زلنا نشعر أن في البيت شياطين يؤذون ولدنا ابن السنة وشهر....

هل هذا من الاعتداء في الدعاء؟ كما قال صلى الله عليه وسلم:" يقول دعوت دعوت ولم يستجب لي" ؟

أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.... وأسأل الله أن أجد عندكم الجواب الشافي...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 06-04-2006, 12:24 PM   #2
معلومات العضو
أبو عبدالله الراقي

إحصائية العضو






أبو عبدالله الراقي غير متواجد حالياً

 

 
آخـر مواضيعي
 

 

افتراضي

السلام عليكم

لعل من بركة أذكار النوم التي قرأتها بنتك أنها كشفت عن شي تعاني منه بنتك فعليك برقيتها ، والجواب أن تستحضر معنى الأذكار فلن يصيبها أذى جسدي بإذن الله تعالى

ثانيا : أقرأ سورة البقرة بيقين يدفع الله عنك ، ثلاثا عليك بتحصين الولد

وأخيرا : أخي الحبيب هذه الأذكار والقرآن وإن لم تروا ذلك أو تشعروا به إلا أنها قد دفعت عنكم أذى كبير وخففته فجائكم شي ضعيف من الأذى ، فيعلم الله لو لم تواظبوا على هذه الأذكار ماذا كان سيحصل لكم ، والله قد استجاب لكم ، أما الاستجابة الكاملة فلها شروط وهي أن تستحضر المعنى وتطيب مطعمك والله يحفظك أنت واهلك بحفظه

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 06-04-2006, 05:11 PM   #3
معلومات العضو
عائذابالله

افتراضي

جزاكم الله خيرا....

سبحان الله.... كلام عجيب فعلا. نعم.... ببركة الأذكار كشف الله لنا معاناتها..... وأنا أتعجب من أننا لم نكن نشعر بشيء قبل الاشتغال بمسألة الجن والشياطين...

ولكن مسألة أن سورة البقرة تطرد الشياطين، فكيف إذن نرى ما هو من الشيطان؟ أقصد الكابوس، وكيف أن أولادي يؤذيهم الشياطين.... أليسوا قد طردتهم بركة سورة البقرة؟

أسأل الله لنا الصبر والثبات....

وجزاكم الله خيرا...


التعديل الأخير تم بواسطة عائذابالله ; 06-04-2006 الساعة 05:28 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 06-04-2006, 08:52 PM   #4
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

((( &&& بسم الله الرحمن الرحيم &&& )))

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( عائذاً بالله ) ، وإضافة لما ذكره أخونا الحبيب ( أبو عبدالله الراقي ) ، أضع بين يديك ثلة من الأحكام والآداب المتعلقة بالدعاء حتى نعلم ونفهم الموضوع برمته ، وإليكم التفاصيل :

* الدعاء وبعض أحكامه وشروطه وآدابه :

تلك هي بعض الأحكام والشروط والآداب المتعلقة بالدعاء :

1)- إخلاص الدعاء :

وهو أصل العمل ، لقوله تعالى : ( وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ 000 ) ( سورة الأعراف - جزء من آية 29 ) 0

قال ابن كثير : ( أي أمركم بالاستقامة في عبادته في مجالها وهي متابعة المرسلين المؤيدين بالمعجزات فيمـا أخبروا به عن الله وما جاءوا به من الشرائع وبالإخلاص له في عبادته فإنه تعالى لا يتقبل العمل حتى يجمع هذين الركنين ؛ أن يكون صوابا موافقا للشريعة وأن يكون خالصـا من الشرك ) ( تفسير القرآن العظيم - 2 / 199 ) 0

2)- أن يبدأ دعاءه بالثناء على الله سبحانه بما هو أهل له :

عن فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - قال : سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في الصلاة ولم يذكر الله عز وجل ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عجل هذا " ثم دعاه وقال له ولغيره : ( إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله تعالى ، والثناء عليه ، ثم ليصل على النبي ، ثم ليدع بعد بما شاء ) ( صحيح الجامع 648 ) 0

قال المناوي : ( قال المقريزي في تذكرته يستجاب الدعاء في أوقات 0 وذكر منها : دعاء تقدمه الثناء على الله تعالى والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم ) ( فيض القدير - 3 / 301 ) 0

3)- اليقين باستجابة الدعاء :

عن أبي هريرة - رضي الله عنه – أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ادعوا الله ، وأنتم موقنون بالإجابة ، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه ) ( السلسلة الصحيحة 594 ) 0

قال المناوي : ( ادعوا الله المنفرد بالإعطاء والمنع والضر والنفع ، فذكره هنا أنسب من ذكر الرب ، أي اسألوه من فضله من الدعاء وهو استدعاء العبد ربه العناية واستمداده منه المعونة ، وحقيقته إظهار الافتقار إليه والتبرؤ من الحول والقوة وهو سمة العبودية ، واستشعار الذلة البشرية ، والدعاء أفضل مطلقا لكن بشرط رعاية الأدب ، والجد في الطلب ، والعزم في المسألة ، والجزم بالإجابة كما أشار إليه بقوله : "وأنتم موقنون" جازمون " بالإجابة " بأن تكونوا على حال تستحقون فيه الإجابة بخلوص النية وحضور الجنان ، وفعل الطاعات بالأركان وتجنب المحظور والبهتان ، وتفريغ السر عما سوى الرحمن ، أما سمعته يقول : ( وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ) ( سورة ق – الآية 33 ) ؟ أي راجع إليه عما سواه مع إظهار الانكسار والاضطرار ورفض الحول والقوة وغلبة ظن الإجابة ؛ بحيث تكون أغلب على القلب من الرد ؛ لأن الداعي إذا لم يكن جازما لم يكن رجاؤه صادقا وإذا لم يصدق الرجاء لم يخلص الدعاء ؛ إذ الرجاء هو الباعث على الطلب ولا يتحقق الفرع بدون تحقق الأصل ، ولأن الداعي إذا لم يدع ربه على يقين أنه يجيبه - فعدم إجابته إما لعجز المدعو أو بخله أو عدم علمه بالابتهال وذلك كله على الحق تقدس محال 0 قال الطيبي : وقيد الأمر بالدعاء باليقين والمراد : النهي عن التعرض بما هنا مناف للإيقان من الغفلة واللهو ، والأمر بضدهما من إحضار القلب كما تقرر أولا ، والجد في الطلب بالعزم في المسألة 0 فإذا حصل حصل اليقين ونبه على ذلك بقوله : " واعلموا أن الله " زاد في رواية الترمذي تبارك وتعالى " لا يستجيب " أي لا يجيب قال في النهاية : المجيب الذي يقابل الدعاء والسؤال بالقبول والعطاء " دعاء " بالمد " من قلب غافل " بالإضافة ويجوز عدمها وتنوينها " لاه " أي لا يعبأ بسؤال سائل غافل عن الحضور مع مولاه مشغوف بما أهمه من دنياه ، ونظيره قوله تعالى : ( وَلا تَموتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) ( سورة آل عمران – الآية 102 ) ، نهاهم عن الموت على غير دين الإسلام وليس بمقدورهم لكنه أمر بالثبات عليه بحيث إذا أدركهم الموت على تلك الحالة والتيقظ والجد في الدعاء من أعظم آدابه ، قال الإمام الرازي : أجمعت الأمة على أن الدعاء اللساني الخالي عن الطلب النفساني قليل النفع عديم الأثر وهذا الاتفاق غير مختص بمسألة معينة ولا بحالة مخصوصة ) ( فيض القدير - 1 / 228 - 229 ) 0

وقد ثبت من حديث عائشة – رضي الله عنها - : ( في سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان – عليه الصلاة والسلام – يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله ، حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا ثم قال : يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه – الحديث ) ( متفق عليه ) 0

قال النووي معقبا على ذلك : ( قوله حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا ، ثم دعا ، هذا دليل لاستحباب الدعاء عند حصول الأمور المكروهات ، وتكريره ، وحسن الالتجاء إلى الله تعالى ) ( صحيح مسلم بشرح النووي - 13 ، 14 ، 15 / 347 ) 0

4)- أن لا يعجز المسلم عن دعاء خالقه :

كما ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أعجز الناس من عجز عن الدعاء ، وأبخل الناس من بخل بالسلام ) ( السلسلة الصحيحة 601 ) 0

قال المناوي : ( " أعجز الناس " أي من أعقهم رأيا وأعماهم بصيرة " من عجز عن الدعاء " أي الطلب من الله تعالى لا سيما عند الشدائد ، لتركه ما أمره الله به وتعرضه لغضبه بأعماله ما لا مشقة عليه فيه ، وفيه قيل :
لا تسألن بني آدم حاجـــــــة وسل الذي أبوابه لا تحجـب
الله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يسأل يغضـب
وفيه رد على من زعم أن الأولى عدم الدعاء ) السلسلة الصحيحة 601 ) 0

5)- الدعاء يرد القضاء :

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يغني حذر من قدر ، والدعاء ينفع مما نزل ، ومما لم ينزل ، وإن البلاء لينزل ، فيتلقاه الدعاء ، فيعتلجان - يعتلجان : أي يتصارعان - لسان العرب - 2/327 - إلى يوم القيامة ) ( صحيح الجامع 7739 ) 0

قال المناوي : ( فيستعمل العبد الحذر المأمور به من الأسباب وأدوية الأمراض والاحتراز في المهمات ؛ معتقدا أنه لا يدفع القضاء المبرم ، وإنما يدفع الدواء والتحرز قضية معلقة بشرط غير مبرم ) ( فيض القدير - 6 / 452 ) 0

وقد ثبت أيضا من حديث سلمان – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يرد القضاء إلا الدعاء ، ولا يزيد في العمر إلا البر ) ( السلسلة الصحيحة 154 ) 0

قال المناوي : ( " لا يرد القضاء " المقدر " إلا الدعاء " أراد بالقضاء هنا الأمر المقدر لولا دعاؤه ، أو أراد برده تسهيله فيه حتى يصير كأنه رد 0 وقال بعضهم : شرع الله الدعاء لعباده لينالوا الحظوظ التي جعلت لهم في الغيب ، حتى إذا وصلت إليهم فظهرت عليهم ، توهم الخلق أنهم نالوها بالدعاء ، فصار للدعاء من السلطان ما يرد القضاء " ولا يزيد في العمر إلا البر " يعني العمر الذي كان يقصر لولا بره ، أو أراد بزيادتـه البركة فيه ، فعلى الأول يكون الدعاء والبر سببين من أسباب السعادة والشقاوة ، ولا ريب أنهما مقدران أيضا 0 قال القاضي : مر أن القضاء قسمان جازم لا يقبل الرد والتعويق ، ومعلق وهو أن يقضي الله أمرا كان مفعولا ما لم يرده عائق ، وذلك العائق لو وجد كان ذلك أيضا قدرا مقضيا ، وقيل : المراد بالقضاء ما يخاف نزوله ، وتبدو طلائعه وإماراته من المكاره والفتن ، ويكون القضاء الإلهي خارجا بأن يصان عند العبد الموفق للخير ، فإذا أتى به حرس من حلول ذلك البلاء ، فيكون دعاؤه كالراد لما كان يظن حلوله ويتوقع نزوله0 وقيل : الدعاء لا يدفع القضاء النازل بل يسهله ويهونه من حيث تضمنه الصبر عليه والتحمل فيه والرضا بالقضاء ) ( فيض القدير 6 / 449 - 450 ) 0

قال الإمام الشافعي - رحمه الله - :

أتهزأ بالدعاء وتزدريـــــه وما تدري بما صنع الدعـاء
سهام الليل لا تخطي ولكن لها أمد وللأمد انقضــــــاء

( ديوان الإمام الشافعي - ص 48 ) 0

قال الغزالي - رحمه الله - : ( فإن قلت : ما فائدة الدعاء ، والقضاء لا مرد له ؟ فاعلم أن من القضاء رد الدعاء ، فالدعاء سبب لرد البلاء واستجلاب الرحمة ، كما أن الترس سبب لرد السهم ، والماء سبب لخروج النبات من الأرض ، فكما أن الترس يدفع السهم فيتدافعان ، فكذلك الدعاء والبلاء ) ( إحياء علوم الدين - 1 / 328 - 329 ) 0

وقال ابن تيميه - رحمه الله - : ( الدعاء سبب يدفع البلاء ، فإذا كان أقوى منه دفعه ، وإن كان سبب البلاء أقوى لم يدفعه ، لكن يخففه ويضعفه ، ولهذا أمر عند الكسوف والآيات بالصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة والعتق 0 والله أعلم ) ( مجموع الفتاوى - 8 / 193 ) 0

وقال ابن القيم - رحمه الله - : ( والدعاء من أنفع الأدوية ، وهو عدو البلاء ، يدفعه ويعالجه ، ويمنع نزوله ، ويرفعه أو يخففه إذا نزل ، وهو سلاح المؤمن 0 وله مع البلاء ثلاث مقامات :
أحدها : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه 0
الثاني : أن يكون أضعف من البلاء ، فيقوى عليه البلاء ، فيصاب به العبد ، ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفـا 0
الثالث : أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه ) ( الجواب الكافي - ص 17 - 18 ) 0

6)- عدم الاعتداء في الدعاء :

عن عبدالله بن مغفل - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنه سيكون في هذه الأمة قوم ، يعتدون في الطهور والدعاء ) ( صحيح الجامع 2396 ) ، وكما ثبت أيضا من حديث سعد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سيكون قوم يعتدون في الدعاء ) ( صحيح الجامع 3671 ) 0

قال المناوي : ( أي يتجاوزون الحدود يدعون بما لا يجوز ، أو يرفعون الصوت به أو يتكلفون السجع ، قال التوربشتي : الاعتداء في الدعـاء يكون في وجوه كثيرة ، والأصل فيه أن يتجاوز عن مواقف الافتقار إلى بساط الانبساط ، أو يميل إلى أحـد شقي الإفراط والتفريط في خاصة نفسه ، وفي غيره إذا دعا له وعليه 0 والاعتداء في الطهور استعماله فوق الحاجة والمبالغة في تحري طهوريته حتى يفضي إلى الوسواس ) ( فيض القدير - 4 / 130 ) 0

قال شمس الحق العظيم أبادي : ( الاعتداء في الدعاء : لما فيه من التجاوز عن حد الأدب ، وقال " يعتدون " يتجاوزون الحد ) ( عون المعبود - 1 / 118 ) 0

7)- استعجال إجابة الدعاء :

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعـة رحم ، ما لم يستعجل ، يقول : قد دعوت وقد دعوت فلم يستجب لي ، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الذكر ( 92 ) - برقم 2735 ) 0

قال النووي : ( قال أهل اللغة : يقال حسر واستحسر إذا أعيا وانقطع عن الشيء ، والمراد هنا أنه ينقطع عن الدعاء ، ومنه قوله تعالى : ( 000 لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ ) ( سورة الأنبياء - جزء من الآية 19 ) أي لا ينقطعون عنها 0 ففيه أنه ينبغي إدامة الدعاء ، ولا يستبطئ الإجابة ) ( صحيح مسلم بشرح النووي - 16 ، 17 ، 18 / 211 ) 0

قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( معنى " يستحسر " ينقطع ، وفي هذا الحديث أدب من آداب الدعاء ، وهو أن يلازم الطلب ولا ييأس من الإجابة ، لما في ذلك من الانقياد والاستسلام وإظهار الافتقار ) ( فتح الباري - 11 / 141 ) 0

فصاحب الدعاء إن كان مخلصا لله صادقا في دعائه ، مراعيا وملما لشروطه وآدابه وأحكامه ، عليه التيقن من الإجابة ، وعليه أن يعلم أن للدعاء ثلاثة أحوال :

1- أن يستجاب الدعاء عاجلا ويتحقق المطلوب 0
2- أن يرد الله سبحانه من القضاء بقدر الدعاء 0
3- أن يؤجل الدعاء إلى اليوم الآخر ويجازى ويثاب بقدر دعائه 0

وقد دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها :

* عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من رجل يدعو بدعاء إلا استجيب له ، فإما أن يعجل له في الدنيا ، وإما أن يدخر له في الآخرة ، 000 ما لم يدع بإثم ، أو قطيعة رحم ، أو يستعجل ، يقول : دعوت ربي فما استجاب لي ) ( صحيح الجامع 5714 ) 0

قال المباركفوري : ( قوله " أو يستعجل " أي ما لم يستعجل " دعوت ربي فما استجاب لي " هو إما استبطاء أو إظهار يأس وكلاهما مذموم ، أما الأول فلأن الإجابة لها وقت معين ؛ كما ورد أن بين دعاء موسى وهارون على فرعون وبين الإجابة أربعين سنة ، وأما القنوط فلا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ، مع أن الإجابة على أنواع منها : تحصيل عين المطلوب في الوقت المطلوب ، ومنها وجوده في وقت آخر لحكمة اقتضت تأخيره ، ومنها دفع شر بدله أو عطاء خير آخر خير من مطلوبه ، ومنها ادخـاره ليوم يكون أحوج إلى ثوابه ، ومنهـا تكفير الذنوب بقدر ما دعا ) ( تحفة الأحوذي - 10 / 49 ) 0

قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( قوله " يقول : دعوت فلم يستجب لي " قال ابن بطال – رحمه الله - : المعنى أن يسأم ، فيترك الدعاء ، فيكون كالمان بدعائه ) ( فتح الباري - 11 / 140 ) 0

قال ابن القيم - رحمه الله - : ( ومن الآفات التي تمنع ترتب أثر الدعاء عليه أن يستعجل العبد ، ويستبطئ الإجابة ، فيستحسر ويدع الدعاء ، وهو بمنزلة من بذر بذرا أو غرس غرسا ، فجعل يتعاهده ويسقيه ، فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله ) ( الجواب الكافي - ص 19 ) 0

* عن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل ، أو كف عنه من سوء مثله ، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ) ( صحيح الجامع 5678 ) 0

قال المناوي : ( فكل داع يستجاب له لكن تتنوع الإجابة فتارة تقع بعين ما دعا به ، وتارة يعوضه بحسب ما تقتضيه مصلحته وحاله 0 فأشار به إلى أن من رحمة الله بعبده أن يدعو بأمر دنيوي فلا يستجاب له ؛ بل يعوضه خيرا منه من صرف سوء عنه أو ادخار ذلك له في الآخرة أو مغفرة ذنبه ، وفيه تنبيه على شرف الدعاء وعظم فائدته أعطي العبد المسئول أو منع ، وكفى بالدعاء شرفا أنه تعالى جعل قلبه بالرغبة إليه ولسانه بالثناء عليه وجوارحه بالمسئول بين يديه فلو أعطي الملك كله كان ما أعطي من الدعـاء أكثر فـدل على أن الداعي مجـاب لا محالة كما تقرر ) ( فيض القدير - 5 / 467 ) 0

8)- اذا دعا فلا يعلق الدعاء بمشيئة الله سبحانه وتعالى :

كأن يقول : ( اللهم اغفر لي إن شئت ) ، كما ثبت من حديث أنس – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا دعا أحدكم فليعزم المسألـة ، ولا يقل : اللهـم إن شئت فأعطني ، فـإن الله لا مستكره له ) ( متفق عليه ) 0

قال النووي : ( قال العلماء عزم المسألة الشدة في طلبها ، والجزم من غير ضعف في الطلب ، ولا تعليق على مشيئة ونحوها 0 وقيل هو حسن الظن بالله تعالى في الإجابة 0 ومعنى الحديث استحباب الجزم في الطلب ، وكراهة التعليق على المشيئة 0 قال العلماء : سبب كراهته أنه لا يتحقق استعمال المشيئة إلا في حق من يتوجه عليه الإكراه ، والله تعالى منزه عن ذلك 0 وقيل : سبب الكراهة أن في هذا اللفظ صورة الاستغفار على المطلوب والمطلوب منه ) ( صحيح مسلم بشرح النووي - 16 ، 17 ، 18 / 178 ) 0

9)- الصلاة والسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم :

كما ثبت من حديث أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل دعاء محجوب حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ) ( السلسلة الصحيحة 2035 ) 0

قال المناوي : ( يعني أنـه لا يرفـع إلى الله حتى يستصحب الرافع معه الصلاة عليه ؛ إذ هي الوسيلة إلى الإجابة لكونها مقبولة ، والله من كرمه لا يقبل بعض الدعاء ويرد بعضا 0 فالصلاة عليه شرط في الدعاء وهو عبادة والعبادة بدون شرطها لا تصح ) ( فيض القدير - 5 / 19 ) 0

10)- الإكثار من الدعاء وقت الرخاء وفي الشدة من باب أولى :

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب ، فليكثر الدعاء في الرخاء ) ( صحيح الجامع 6290 ) 0

قال المناوي : ( أي في حال الرفاهية والأمن والعافية ؛ لأن من شيمة المؤمن الشاكر الحازم أن يريش السهم قبل الرمي ويلتجئ إلى الله قبل الاضطرار ، بخلاف الكافر الشقي والمؤمن الغبي ( وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِىَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا ) ( سورة الزمر - جزء من الآية 8 ) ، فتعين على من يريد النجاة من ورطات الشدائد والغموم أن لا يغفل ولسانه عن التوجه إلى حضرة الحق تقدس بالحمد والابتهال إليه ، والثناء عليه إذ المراد بالدعاء في الرخاء كما قاله الإمام الحليمي دعاء الثناء والشكر والاعتراف بالمنن ، وسؤال التوفيق والمعونة والتأييد والاستغفار لعوارض التقصير ، فإن العبد وإن جهد لم يوف ما عليه من حقوق الله بتمامها ، ومن غفل عن ذلك ولم يلاحظه في زمن صحته وفراغه وأمنه كان صدق عليه قوله تعالى : ( فَإِذَا رَكِبُوا فِى الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ) " سورة العنكبوت - الآية 65 " ) ( فيض القدير - 6 / 150 ) 0

11)- أن يكون مطعمه ومشربه حلالا :

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أيها الناس ، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : ( يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّى بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) ( سورة المؤمنون – الآية 51 ) ، وقال : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ 000 ) ( سورة البقرة - جزء من الآية 172 ) ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر ، أشعث أغبر ، يمد يديه إلى السماء : يا رب يا رب ! ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب له ؟! ) ( السلسلة الصحيحة 1136 ) 0

قال النووي : ( قوله صلى الله عليه وسلم " إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا " قال القاضي : الطيب في صفة الله تعالى بمعنى المنزه عن النقائص ، وهو بمعنى القدوس ، وأصل الطيب الزكاة والطهارة والسلامة من الخبث ، وهذا الحديث أحد الأحاديث التي هي من قواعد الإسلام ومباني الأحكام ، وفيه الحث على الإنفاق من الحلال ، والنهي عن الإنفاق من غيره ، وفيه أن المشروب والمأكول والملبوس ونحو ذلك ينبغي أن يكون حلالا خالصا لا شبهة فيه ، وأن من أراد الدعاء كان أولى بالاعتناء بذلك من غيره 0
قوله :" ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب 00 " إلى آخره معناه والله أعلم أنه يطيل السفر في وجوه الطاعات كحج وزيارة مستحبة وصلة رحم وغير ذلك 0
قوله : صلى الله عليه وسلم " وغذي بالحرام " هو بضم الغين وتخفيف الذال المكسورة 0
قوله : صلى الله عليه وسلم " فأنى يستجاب لذلك " أي من أين يستجاب لمن هذه صفته ؟ وكيف يستجاب له ؟ ) ( صحيح مسلم بشرح النووي - 7 ، 8 ، 9 / 82 - 83 ) 0

12)- أن لا يدعو بمحال شرعا أو عقلا مما كان مخلا بإجلال الربوبية 0 كأن يدعو الله سبحانه وتعالى بأن يجعل الفضة ذهبا 0

13)- أن لا يكون على وجه الاختبار بل بمحض السؤال إذ العبد لا يختبر ربه 0

14)- أن لا يدعو بحرام لنفسه أو لغيره 0 ومنه الدعاء بالشر على غير مستحقه أو على بهيمة 0

15)- أن لا يشتغل بالدعاء عن فرض ، كأن يترك صلاة فريضة لكي يدعو الله سبحانه وتعالى 0

16)- أن يدعو من جوامع الكلم :

عن عائشة - رضي الله عنها – قالت : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كان يستحب الجوامع من الدعاء ، ويدع ما سوى ذلك ) ( صحيح الجامع 4949 ) 0

قال المناوي : ( الجوامع من الدعاء وهو ما جمع مع الوجازة خير الدنيا والآخرة نحو " ربنا آتنا في الدنيا حسنة " الآية أو هو ما يجمع الأغراض الصالحة والمقاصد الصحيحة أو ما يجمع الثناء على الله وآداب المسألة والفضل للمتقدم ) ( فيض القدير - 5 / 217 ) 0

ومن جوامع الكلم عنه عليه الصلاة والسلام :

1- عن سعد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له ) ( صحيح الجامع 3383 ) 0

قال المباركفوري : ( " دعوة ذي النون " أي دعاء صاحب الحوت وهو يونس - عليه الصلاة والسلام- إذ دعا ربه دعوة وهو في بطن الحوت " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " فإنه لم يدع بتلك الدعوة أو بهذه الكلمات " في شيء " أي من الحاجات والتقدير ، فعليك أن تدعو بهذه الدعوة فإنه لم يدع بها رجل مسلم قط إلا استجاب الله له ) ( تحفة الأحوذي – بتصرف - 9 / 336 ) 0

2- عن أم سلمة – رضي الله عنها – قالت : ( كان أكثر دعائه : يا مقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك 0 فقيل له في ذلك ؟ قال : إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين اصبعين من أصابـع الله ، فمن شاء أقام ، ومن شاء أزاغ ) ( السلسلة الصحيحة 2091 ) 0

قال المناوي : ( قال الغزالي : إنما كان ذلك أكثر دعائه لاطلاعه على عظيم صنع الله في عجائب القلب وتقلبه ، فإنه هدف يصاب على الدوام من كل جانب ، فإذا أصابه شيء وتأثر أصابه من جانب آخر ما يضاده فيغير وصفه 0 وعجيب صنع الله في تقلبه لا يهتدي إليه إلا المراقبون بقلوبهم ، والمراعون لأحوالهم مع الله تعالى ) ( فيض القدير – باختصار - 5 / 167 ) 0

( فائدة عقدية )

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - حفظه الله - في قوله : ( قلوب العباد بين اصبعين من أصابع الرحمن ) :

( وقد أخذ السلف أهل السنة بظاهر الحديث وقالوا أن لله تعالى أصابع حقيقة نثبتها له كما أثبتها رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يلزم من كون قلوب بني آدم بين إصبعين منها أن تكون مماسة لها حتى يقال أن الحديث موهم للحلول فيجب صرفه عن ظاهره 0 فهذا السحاب مسخر بين السماء والأرض وهو لا يمس السماء ولا الأرض ويقال : بدر بين مكة والمدينة مع تباعد ما بينها وبينهما فقلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن حقيقة ولا يلزم من ذلك مماسة ولا حلول ) ( القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى - ص 57 ) 0

3- عن أنس – رضي الله عنه – قال : ( كان أكثر دعوة يدعو بها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار ) ( متفق عليه ) 0

قال المناوي : ( " آتنا في الدنيا حسنة " لنتوصل إلى الآخرة بها على ما يرضيك 0 قال الحرالي : وهي الكفاف من مطعم ومشرب وملبس ومأوى وزوجة لا سرف فيه " وفي الآخرة حسنة " أي من رحمتـك التي تدخلنا بها جنتك " وقنا عذاب النار " بعفوك وغفرانك 0 قال الطيبي : إنما كان يكثر من هذا الدعاء لأنه من الجوامع التي تحوز جميع الخيرات الدنيوية والأخروية ، وبيان ذلك أنه كرر الحسنة ونكرها تنويعا ، وقد تقرر في علم المعاني أن النكرة إذا أعيدت كانت الثانية غير الأولى ، فالمطلوب في الأولى الحسنات الدنيوية من الاستعانة والتوفيق والوسائل التي بها اكتساب الطاعات والمبرات ، بحيث تكون مقبولة عند الله ، وفي الثانية ما يترتب من الثواب والرضوان في العقبى ، قوله وقنا عذاب النار تتميم أي إن صدر منا ما يوجبها من التقصير والعصيان فاعف عنا وقنا عذاب النار ، فحق لذلك أن يكثر من هذا الدعاء ) ( فيض القدير - 5 / 168 - 169 ) 0

4- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من دعوة يدعو بها العبد أفضل من : اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا والآخرة ) ( السلسلة الصحيحة 1138 ) 0

5- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أتحبون أيها الناس أن تجتهدوا في الدعاء ؟ قولوا : اللهم أعنا على شكرك ، وذكرك ، وحسن عبادتك ) ( السلسلة الصحيحة 844 ) 0

6- عن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الذكر : لا إله إلا الله ، وأفضل الدعاء : الحمد لله ) ( صحيح الجامع 1104 ) 0

قال المناوي : ( إذ لا يصح الإيمان إلا به ، ولأن فيه إثبات الإلهية لله ونفيها عما عداه وليس ذا في سواه من الأذكار ، ولأن للتهليل تأثيرا في تطهير الباطن عن الأوصاف الذميمة التي هي معبودات في الظاهر" أفرأيت من اتخذ إلهه هواه " فيفيد نفي عموم الإلهية بقوله : " لا إله " ويثبت الواحد بقوله : " إلا الله " ويعود الذكر من ظاهر لسانه إلى باطن قلبه فيتمكن ويستولي على جوارحه ، ويجد حلاوة هذا من ذاق ، وقال بعض العارفين : إنما كانت أفضل لأنها كلمة توحيد والتوحيد لا يماثله شيء ، إذ لو ماثله شيء ما كان واحدا بل اثنين فصاعدا ، فما ثم ما يزنه إلا المعادل والمماثل ، ولا معادل ولا مماثل ، فذلك هو المانع للإله إلا الله أن تدخل الميزان يوم القيامة ، فإن الشرك الذي يقابل التوحيد لا يصح وجوده من العبد مع وجود التوحيد ، فإن الإنسان إما مشرك وإما موحد ، فلا يزن التوحيد إلا الشرك ، ولا يجتمعان في ميزان أبدا ، فعليك بالذكر بها فإنه الذكر الأقوى وله النور الأضوى والمكانة الزلفى ولا يشعر بذلك إلا من لزمه وعمل به حتى أحكمه وحكمه " وأفضل الدعاء الحمد لله " لأن الدعاء عبارة عن ذكر الله ، وأن تطلب منه الحاجة والحمد يشملها ، فإن الحامد لله إنما يحمده على نعمه والحمد على النعم طلب المزيد ) ( فيض القدير- 2 / 33 ، 34 ) 0

7- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عليك بحمل الدعاء وجوامعه ، قولي : اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منـه وما لم أعلم ، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم ، وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل ، وأسألك مما سألك به محمد صلى الله عليه وسلم ، وأعوذ بك مما تعوذ به محمد صلى الله عليه وسلم ، وما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته رشدا ) ( صحيح الجامع 4047 ) 0

قال المناوي : ( " عليك " يا عائشة " بحمل الدعاء وجوامعه " هي ما قل لفظه وكثر معناه أو التي تجمع الأغراض الصالحة والمقاصد الصحيحة أو التي تجمع الثناء على الله وآداب المسألة وغير ذلك ) ( فيض القدير- 4 / 335 ) 0

8- عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ، والجبن والبخل ، والهرم وعذاب القبر ، وفتنة الدجال ، اللهم آت نفسي تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها ، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع ، ومن دعوة لا يستجاب لها ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الذكر ( 73 ) - برقم 2722 ) 0

قال المناوي : ( " اللهم إني أعوذ بك من العجز " ترك ما يجب فعله من أمر الدنيا والقصور عن فعل الشيء وهو ضد القدرة ، وأصله التأخر عن الشيء وصار في التعارف اسما للقصور عن فعل الشيء ، وللزومه الضعف والقصور عن الإتيان بالشيء ، استعمل في مقابلة القدرة واشتهر فيها " والكسل " التثاقل عن الشيء مع وجود القدرة والداعية " والجبن والبخل والهرم وأعوذ بك من عذاب القبر " 0 قال ابن القيم : كل اثنين قرينتان فالهم والحزن قرينتان ؛ إذ المكروه الوارد على القلب إن كان من مستقبل يتوقعه أحدث الهم ، أو من ماض أحدث الحزن ، والعجز والكسل قرينتان ؛ فإن تخلف العبد عن أسباب الخير إن كان لعدم قدرته فالعجز أو لعدم إرادته فالكسل ، والجبن والبخل قرينتان ؛ فإن عدم النفع إن كان ببدنه فالجبن أو بماله فالبخل " وأعوذ بك من عذاب القبر " وما فيه من الأهوال الفظيعة والأشكال الشنيعة ، سأله إرشادا لأمته ليقتدوا به في سؤاله لينجو منه " وفتنة الدجال " فإنها أعظم الفتن وأشد المحن ، ولذلك لم يبعث الله نبيا إلا حذر أمته منه ، وفيه ندب التعوذ مما ذكر بعد الفراغ من التشهد أي الأخير " اللهم آت نفسي تقواها " أي تحرزها عن متابعة الهوى وارتكاب الفجور 0 ذكره القاضي وقال الطيبي : ينبغي أن تفسر التقوى بما يقابل الفجور كما في آية" فألهمها فجورها وتقواها " وهي الاحتراز عن متابعة الهوى والفواحش ،لأن الحديث كالتفسير والبيان للآية ، فدل قوله " آت " على أن الإلهام في الآية هو خلق الداعية الباعثة على الاجتناب عن المذكورات " وزكها " طهرها من كل خلق ذميم " أنت خير من زكاها " أي من جعلها زاكية ، يعني لا مزكي لها إلا أنت 0 فإنه تعالى هو الذي يزكي النفوس فتصير زاكية أي عاملة بالطاعة ، فالله هو المزكي والعبد هو المتزكي " أنت وليها " التي يتولاها بالنعمة في الدارين " ومولاها " سيدها وهذا استئناف على بيان الموجب وأن إيتاء التقوى وتصليح التزكية فيها إنما كان لأنه هو المتولي أمرها وربها ومالكها ، فالتزكية إن حملت على تطهير النفس عن الأفعال والأقوال والأخلاق الذميمة ؛ كانت بالنسبة إلى التقوى مظاهر ما كان مكمنا في الباطن ، وإن حملت على الإنماء والإعلان بالتقوى كانت تحلية بعد التخلية ؛ فإن المتقي شرعا من اجتنب النواهي وأتى بالأوامر ) ( فيض القدير - باختصار - 151 - 154 ) 0

17)- تحرى الأوقات التي يرتجى فيها استجابة الدعاء :

1) - دعاء المضطر :

يقول الحق جل وعلا في محكم كتابه : ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ) ( سورة النمل - جزء من الآية 62 ) 0

قال ابن كثير : ( أي من هو الذي لا يلجأ المضطر إلا إليه ، والذي لا يكشف ضر المضرورين سواه ؟! وأورد الإمام أحمد في مسنده ، عن رجل من بلهجيم قال : ( قلت : يا رسول الله إلام تدعو ؟ قال " أدعو إلى الله وحده الذي إن مسك ضر فدعوته كشف عنك ، والذي إن أضللت بأرض قفر فدعوته رد عليك ، والذي إن أصابتك سنة فدعوته أنبت لك " قال : قلت : أوصني 0 قال :" لا تسبن أحدا ولا توهدن في المعروف ولو أن تلقى أخاك وأنت منبسط إليه وجهك ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستقي ، وأتزر إلى نصف الساق فإن أبيت فإلى الكعبين ، وإياك وإسبال الإزار فإن إسبال الإزار من المخيلة وإن اللـه لا يحب المخيلة ) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 4 / 65 - 5 / 64 ، 378 ، وقال العلامة أحمد شاكر رحمه الله حديث صحيح ) ، 000 ثم أورد قائلا : ( دخل طاوس على عبيد الله بن أبي صالح يعوده فقال له عبيدالله ادع الله لي يا أبا عبدالرحمن 0 فقال : ادع لنفسك فإنه يجيب المضطر إذا دعاه 000 وذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة رجل حكى عنه أبو بكر محمد بن داوود الدينوري المعروف بالدقي الصوفي قال هذا الرجل : كنت أكاري على بغل لي من دمشق إلى بلد الزبداني ، فركب معي ذات مرة رجل فمررنا على بعض الطريق عن طريق غير مسلوكة فقال لي : خذ في هذه فإنها أقرب 0 فقلت : لا خبرة لي فيها ، فقال : بل هي أقرب 0 فسلكناها فانتهينا إلى مكان وعر وواد عميق وفيه قتلى كثيرة ، فقال لي : امسك رأس البغل حتى أنزل 0 فنزل وتشمر وجمع عليه ثيابه وسل سكينا معه وقصدني ، ففررت من بين يديه وتبعني ، فناشدته الله وقلت : خذ البغل بما عليه 0 فقال : هو لي وإنما أريد قتلك 0 فخوفته الله والعقوبة ، فلم يقبل ، فاستسلمت بين يديه وقلت : إن رأيت أن تتركني حتى أصلي ركعتين 0 فقال : وعجل ! فقمت أصلي فارتج علي القرآن فلم يحضرني منه حرف واحد ، فبقيت واقفا متحيرا وهو يقول : هيه 00 افرغ ! فأجرى الله على لساني قوله تعالى : ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ) ( سورة النمل – الآية 62 ) ، فإذا أنا بفارس قد أقبل من فم الوادي وبيده حربة فرمى بها الرجل ، فما أخطأت فؤاده فخر صريعا ، فتعلقت بالفارس وقلت : بالله من أنت ؟ فقال : أنا رسول الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء 0 قال فأخذت البغل والحمل ورجعت سالما ) ( تفسير القرآن العظيم - 3 / 358 ) 0

2)- دعاء المظلوم :

أ )- عن خزيمة بن ثابت - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا دعوة المظلوم ، فإنها تحمل على الغمام ، يقول الله : وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ) ( السلسلـة الصحيحة 868 ) 0

قال المناوي : ( " اتقوا دعوة المظلوم " أي اجتنبوا دعوة من تظلمونه ، وذلك مستلزم لتجنب جميع أنواع الظلم على أبلغ وجه وأوجز إشارة وأفصح عبارة ، لأنه إذا اتقي دعاء المظلوم لم يظلم ، فهو أبلغ من قوله : لا تظلم 0 وهذا نوع شريف من أنواع البديع يسمى ( تعليقا ) ثم بين وجه النهي بقوله : " فإنها تحمل على الغمام " أي يأمر الله برفعها حتى تجاوز الغمام أي السحاب الأبيض ، حتى تصل إلى حضرته تقدس ، وقيل الغمام شيء أبيض فوق السماء السابعة فإذا سقط لا تقوم به السماوات السبع بل يتشققن 0 قال الله تعالى : ( وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ ) ( سورة الفرقان – الآية 25 ) ، وقوله : ( يقول الله وعزتي وجلالي لأنصرنك ) بلام القسم ونون التوكيد الثقيلـة وفتح الكاف أي لأستخلصن لك الحق ممن ظلمك " ولو بعد حين " أي أمد طويل بل دل به سبحانه على أنه يمهل الظالم ولا يهمله ، ووقوع العفو عن بعض أفراد الظلمة يكون مع تعويض المظلوم ، فهو نصر أيضا وفيه تحذير شديد من الظلم وأن مراتعه وخيمة ومصائبه عظيمة قال :

نامت جفونك والمظلوم منتبه عليك وعين الله لم تنـم

( فيض القدير - باختصار - 1 / 141 - 142 ) 0

ب)- عن ابن عمر – رضي الله عنه – قـال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا دعوة المظلوم ، فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة ) ( السلسلة الصحيحة 871 ) 0

قال المناوي : ( " اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء " بالمعنى المقرر فيما قبله " كأنها شرارة " كناية عن سرعة الوصول لأنه مضطر في دعائه ، وقد قال الله سبحانه وتعالى : ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ) ( سورة النمل – الآية 62 ) ، وكلما قوي الظلم قـوي تأثيره في النفس فاشتدت ضراعة المظلوم فقويت استجابته ، والشرر ما تطاير من النار في الهواء ، شبه سرعة صعودها بسرعة طيران الشرر من النار ) ( فيض القدير - باختصار - 142 ) 0

ج )- عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا دعوة المظلوم ، وإن كان كافرا ، فإنه ليس دونها حجاب ) ( السلسلة الصحيحة 767 ) 0

قال المناوي : ( " اتقوا دعوة المظلوم " أي تجنبوا الظلم لئلا يدعو عليكم المظلوم " وإن كان كافرا " معصوما فإن دعوته إن كان مظلوما مستجابة وفجوره على نفسه " فإنه ليس دونها حجاب " أي ليس بينها وبين القبول حجاب مانع 0 والحجاب هنا ليس حسيا لاقتضائه نوعا من البعد واستقرار في مكان ، والله سبحانه وتعالى منزه عن ذلك وأقرب لكل شيء من نفسه ، فهو تمثيل لمن يقصد باب سلطان عادل جالس لرفع المظالم فإنه لا يحجب ) ( فيض القدير - باختصار - 1 / 142 ) 0

د )- عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، واحسب نفسك مع الموتى ، واتق دعوة المظلوم فانها مستجابة ) ( السلسلة الصحيحة 1474 ) 0

3) - الدعاء بين الأذان والإقامة :

أ )- عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الدعاء بين الأذان والإقامة مستجاب فادعوا ) ( صحيح الجامع – 3405 ) 0

قال المناوي : ( بعد أن تجمعوا شروط الدعاء التي منها حضور القلب وجمعه بكليته على المطلوب ، والخشوع والانكسار والتذلل والخضوع والاستقبال وغيرها وتقديم التوبة والاستغفار والخروج من المظالم والطهارة وغير ذلك ، وكثيرا ما يقع أن يرى إنسان إنسانا يدعو في وقت فيجاب ، فيظن أن السر في ذلك الوقت وفي اللفظ ؛ فيأخذه مجردا عن تلك الأمور التي قارنته من الداعي ، وهو كما لو استعمل الرجل دواء نافعا في وقت وحال واستعداد فنفعه فظن غيره أن استعماله بمجرده كاف فغلط ) ( فيض القدير - 3 / 541 ) 0

ب )- عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة ) ( صحيح الجامع 3408 ) 0

قال المناوي : ( قال ابن القيم : هذا مشروط إذا كان للداعي نفس فعالة وهمة مؤثرة ، فيكون حينئذ من أقوى الأسباب في دفع النوازل والمكاره وحصول المآرب والمطالب ، لكن قد يتخلف أثره عنه إما لضعف في نفسه ؛ بأن يكون دعاءً لا يحبه الله لما فيه من العدوان ، وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء ، فيكون كالقوس الرخو فإن السهم يخرج منه بضعف 0 وإما لحصول مانع من الإجابة كأكل حرام وظلم ورين ذنوب واستيلاء غفلـة وسهو ولهو فيبطل قوته أو يضعفها ) ( فيض القدير - 3 / 541 ) 0

4)- الدعاء في الثلث الأخير من الليل :

أ )- عن أبي سعيد وأبي هريرة - رضي الله عنهما - قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى : يمهل حتى إذا كان ثلث الليل الآخر نزل إلى سماء الدنيا فنادى : هل من مستغفر ؟ هل من تائب ؟ هل من سائل ؟ هل من داع ؟ حتى ينفجر الفجر ) ( صحيح الجامع 1918 ) 0

ب )- وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ ) ( متفق عليه ) 0

ج )- وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول : أنا الملك ، أنا الملك ، من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ؟ من ذا الذي يسألني فأعطيه ؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له ؟ فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب المسافرين ( 169 ) - برقم 758 ) 0

قال النووي : ( وفي الأحاديث الحث على الدعاء والاستغفار في جميع الوقت المذكور إلى إضاءة الفجر 0 وفيه تنبيه على أن آخر الليل للصلاة والدعاء والاستغفار وغيرها من الطاعات أفضل من أوله والله أعلم ) ( صحيح مسلم بشرح النووي - 4 ، 5 ، 6 / 377 ) 0

( فائدة هامة )

قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - في تحقيقه لفتح الباري : ( والصواب ما قاله السلف الصالح من الإيمان بالنزول ، وإمرار النصوص كما وردت من إثبات النزول لله سبحانه على الوجه الذي يليق به من غير تكييف ولا تمثيل كسائر صفاته 0 وهذا هو الطريق الأسلم والأقوم والأعلم والأحكم ، فتمسك به ، وعض عليه بالنواجذ ، واحذر ما خالفه تفز بالسلامة والله أعلم ) ( فتح الباري - 3 / 30 ) 0

قال العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - : ( والحق الذي عليه السلف والأئمة : إثبات الصفات بدون تشبيه ، وتنزيه بدون تعطيل ) ( السلسلة الصحيحة - المجلد الأول - القسم الأول - 9 ) 0

قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - حفظه الله - : ( ومعنى النزول عند أهل السنة أنه ينزل بنفسه نزولا حقيقيا يليق بجلاله ولا يعلم كيفيته إلا هو ، ومعنـاه عند أهل التأويل نزول أمره ، وأرد عليهم بما يأتي :-
1)- إنه خلاف ظاهر النص وإجماع السلف 0
2)- إن أمر الله ينزل كل وقت وليس خاصا بثلث الليل الآخر 0
3)- إن الأمر لا يمكن أن يقول من يدعوني فأستجيب له 000 إلخ 0
ونزول سبحانه إلى السماء الدنيا لا ينافي علوه ؛ لأن الله سبحانه ليس كمثله شيء ولا يقاس نزوله بنزول مخلوقاته ) ( العقيدة الواسطية - ص 28 - 29 ) 0

5)- دعاء المسافر :

أ )- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث دعوات مستجابـات : دعوة المظلوم ودعوة المسافر ، ودعوة الوالد على ولده ) ( السلسلة الصحيحة 598 ، 1797 ) 0

قال المباركفوري : ( قوله " دعوة المظلوم " أي لمن يعينه وينصره أو يسليه ويهون عليه ، أو على من ظلمه بأي نوع من أنواع الظلم " ودعوة المسافر " يحتمل أن تكون دعوته بالخير لمن أحسن إليه ، وبالشر لمن آذاه وأساء إليه ، لأن دعاءه لا يخلو عن الرقة " ودعوة الوالد على ولده " لم تذكر الوالدة لأن حقها أكثر فدعاؤها أولى بالإجابة ) ( تحفة الأحوذي - 9 / 287 ) 0

ب )- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث دعوات مستجابات ، لا شك فيهن ، دعوة الوالد على ولده ، ودعوة المسافر ، ودعوة المظلوم ) ( السلسلة الصحيحة – برقم 598 ، 1797 ) 0

قال المناوي : ( " ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن " أي في إجابتهن " دعوة المظلوم " على من ظلمه وإن كان فاجرا ففجوره على نفسه " ودعوة المسافر " في سفر جائز " ودعوة الوالد على ولده " لأنه صحيح الشفقة عليه ، كثير الإيثار له على نفسه ، فلما صحت شفقته استجيبت دعوته 0 ولم يذكر الوالدة مع أن آكدية حقها تؤذن بأقربية دعائها إلى الإجابة من الوالد لأنه معلوم بالأولى ) ( فيض القدير - 3 / 301 ) 0

6)- الدعاء يوم عرفه :

عن عمرو بن شعيب عن أبيه ، عن جده ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ) ( السلسلة الصحيحة 1503 ) 0

قال المناوي : ( " خير الدعاء يوم عرفه " الإضافة فيه يجوز كونها بمعنى اللام أي دعـاء خص به ذلك اليوم ، ذكره الطيبي وسماه دعاء مع كونه ثناء ؛ لأنه لما شارك الذكر الدعاء في كونه جالبا للثواب ، ووصله لحصول المطلوب صار كأنه منه " وخير ما قلت " قال الطيبي : أي ما دعوت فهو بيان له " أنا والنبيون من قبلي " الظاهر أنه أراد بهم ما يشمل المرسلين "لا إله" أي لا معبود في الوجود بحق " إلا الله " الواجب الوجود لذاته " وحده " تأكيد لتوحيد الذات والصفات " لا شريك له " تأكيد لتوحيد الأفعال " له الملك " قال السهيلي : هذا أخذ في إثبات ما له ، بعد نفي ما لا يجوز عليه " وله الحمد " قدم الملك عليه لأنه ملك فحمد في مملكته ثم ختم بقوله : " وهو على كل شيء قدير " ليتم معنى الحمد ؛ إذ لا يحمد المنعم حقيقة حتى يعلم أنه لو شاء لم ينعم وإن كان قادرا على المنع وكان جائزا أن يمنع وأن يجود ، فلما كان جائزا له الوجهان جميعا ثم فعل الإنعام واستحق الحمد على الكمال ) ( فيض القدير - باختصار - 3 / 471 ) 0

7)- الدعاء يوم الجمعة :

عن أبي لبابة بن عبد المنذر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن يوم الجمعة سيد الأيام ، وأعظمها عند الله ، وهو أعظم عند الله ، من يوم الأضحى ويوم الفطر ، فيه خمس خلال : خلق الله فيه
آدم ، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض ، وفيه توفى الله آدم ، وفيه ساعة لا يسأل الله فيها العبد شيئا إلا أعطاه إياه ، ما لم يسأل حراما ، وفيه تقوم الساعة ، وما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا وهو يشفق من يوم الجمعة ، أن تقوم فيه الساعة ) ( صحيح الجامع 2279 ) 0

وأحرى الدعاء بالإجابة يوم الجمعة ، إما المدة التي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة ، أو الساعة التي بعد العصر وقبل الغروب ، لما ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم ، وهو قائم يصلي ، يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه الله إياه ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الجمعة ( 14 ) - برقم 852 ) ، وكما ثبت أيضا من حديث أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( التمسوا الساعة التي ترجى في يوم الجمعة ، بعد العصر إلى غيبوبة الشمس ) ( صحيح الجامع 1237 ) 0

* اختلاف أهل العلم في ساعة استجابة الدعاء :

قال النووي : ( قال القاضي : اختلف السلف في وقت هذه الساعة ، وفي معنى قائم يصلي ، فقال بعضهم : هي من بعد العصر إلى الغروب 0 قالوا : ومعنى يصلي يدعو ، ومعنى قائم ملازم ومواظب كقوله تعالى : ( مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ) ( سورة آل عمران – الآية 75 ) وقال آخرون : هي من حين خروج الإمام إلى فراغ الصلاة - وساق أقوالا أخرى - قال النووي : والصحيح بل الصواب ما رواه مسلم من حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة ) ( صحيح مسلم بشرح النووي - 4 ، 5 ، 6 / 454 ) 0

قال العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - : ( قال الترمذي : ورأى بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن الساعة التي ترجى فيها ، بعد العصر إلى أن تغرب الشمس ، وبه يقول أحمد وإسحق 0 وقال أحمد : أكثر الحديث في الساعة التي ترجى فيها إجابة الدعوة أنها بعد صلاة العصر 0 قال : ( وترجى بعد الزوال ) 0
قال الحافظ أبو بكر بن المنذر : اختلفوا في وقت الساعة التي يستجاب فيها الدعاء من يوم الجمعـة ، فروينا عن أبي هريرة قال : هي من بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، ومن بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس 0
قلت : وهذا قد روي عن أبي هريرة مرفوعا ، ولا يصح أيضا ، وقد خرجته في الضعيفة ( 5299 ) 0
وقال الحسن البصري وأبو العالية : هي عند زوال الشمس 0 وفيه قول ثالث ، هو أنه : ( إذا أذن المؤذن لصلاة الجمعة ) روي ذلك عن عائشة 0 وروينا عن الحسن البصري أنه قال : ( هي إذا قعد الإمام على المنبر حتى يفرغ ) 0 وقال أبو بردة : هي الساعة التي اختار الله فيها الصلاة 0 وقال أبو السوار العدوي : كانوا يرون الدعاء مستجابا ما بين أن تزول الشمس إلى أن يدخل في الصلاة 0 وفيه قول سابع ، وهو أنها ما بين أن تزيغ الشمس بشبر إلى ذراع 0 وروينا هذا القول عن أبي ذر 0 وفيه قول ثامن ، وهو أنها ما بين العصر إلى أن تغرب الشمس 0 وكذا قال أبو هريرة ، وبه قال طاووس وعبدالله بن سلام 0 والله أعلم 0

قلت : وهناك أقوال أخرى كثيرة ، استقصاها الحافظ في الفتح ( 2 / 345 -351 ) فبلغت ثلاثة وأربعين قولا ومال هو إلى هذا الذي حكاه المؤلف وغيره عن الإمام أحمد وإسحاق ، وتبعهما جمع ، وهو الصواب عندي ، لأن أكثر أحاديث الباب عليه ، وما خالفها فليس فيها شيء صحيح ) ( صحيح الترغيب والترهيب - ص 296 - 297 ) 0

8)- الدعاء عند النداء والمطر :

أ )- عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثنتان ما تردان : الدعاء عند النداء ، وتحت المطر ) ( السلسلة الصحيحة 1469 ) 0

قال المناوي : ( " ثنتان " أي دعوتان " لا تردان الدعـاء عند النداء " يعني الأذان للصلاة " وتحت المطر " أي دعاء من هو تحت المطر لا يرد أو قلما يرد ، فإنه وقت نزول الرحمة لا سيما أول قطر السنة ، والكلام في دعاء متوفر الشروط والأركان والآداب ) ( فيض القدير - 3 / 340 ) 0

ب )- عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا نادى المنادي فتحت أبواب السماء ، واستجيب الدعاء ) ( السلسلة الصحيحة 1413 ) 0

قال المناوي : ( " إذا نادى المنادي " أي أذن المؤذن للصلاة أية صلاة كانت " فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء " ما دام المؤذن يؤذن فالفتح كناية عن رفع الحجب وإزالة الموانع وتلقي الدعاء بالقبول ) ( فيض القدير - 1 / 445 ) 0

ج )- عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا نودي بالصلاة فتحت أبواب السماء ، واستجيب الدعاء ) ( السلسلة الصحيحة 1413 ) 0

9)- دعاء الصائم :

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث دعوات مستجابات : دعوة الصائم ، ودعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ) ( السلسلة الصحيحة 1797 ) 0

قال المناوي : ( " ثلاث دعوات " بفتح العين "مستجابات" عند الله تعالى إذا توفرت شروطها " دعوة الصائم " حتى يفطر ومراده كامل الصوم الذي صان جميع جوارحه من المخالفات ، فيجاب دعاؤه لطهارة جسده بمخالفة هواه " ودعوة المظلوم " على من ظلمه حتى ينتقم منه بيد أو لسان " ودعوة المسافر " أي سفرا في غير معصية كما هو القياس الظاهر حتى يصدر إلى أهله ) ( فيض القدير - 3 / 300 - 301 ) 0

10)- دعاء الوالد لولده :

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن : دعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ، ودعوة الوالد لولده ) ( السلسلة الصحيحة 596 ) 0

قال المناوي : ( " ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن " أي في إجابتهن " دعوة المظلوم " على من ظلمه وإن كان فاجرا ففجوره على نفسه " ودعوة المسافر " في سفر جائز " ودعوة الوالد لولده " لأنه صحيح الشفقة عليه ، كثير الإيثار له على نفسه ، فلما صحت شفقته استجيبت دعوته ، ولم يذكر الوالدة مع أن آكدية حقها تؤذن بأقربية دعائها إلى الإجابة من الوالد لأنه معلوم بالأولى ) ( فيض القدير - 3 / 301 ) 0

11)- الدعاء لأخيك المسلم بظهر الغيب :

أ )- عن أم كرز - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دعوة الرجل لأخيه بظهر الغيب مستجابة ، وملك عند رأسه يقول : آمين ولك بمثل ذلك ) ( السلسلة الصحيحة 1339 ) 0

ب)- عن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دعاء المرء المسلم مستجاب لأخيه بظهر الغيب ، عند رأسه ملك موكل به ، كلما دعا لأخيه بخير قال الملك : آمين ولك بمثل ذلك ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الذكر ( 23 ) - برقم 2733 ) 0

قال المناوي : ( " دعاء المرء المسلم مستجاب لأخيه " في الإسلام " بظهر الغيب " لفظ الظهر مقحم ومحله النصب على الحال من المضاف إليه لأن الدعوة مصدر أضيف إلى الفاعل ثم بين الإجابة بجملة استثنائية فقال " عند رأسه ملك موكل به " أي بالتأمين على دعائه بذلك كما يفيده قوله " كلما دعا لأخيه " في الإسلام " بخير " أي بدعاء يتضمن سؤال خير له " قال الملك " الموكل به " آمين " أي استجب يا رب " ولك " أيها الداعي " بمثل ذلك " أي مثل ما دعوت به لأخيك وهـذا يحتمل كونه إخبارا من الملك بأن الله - سبحانه وتعالى - يجعل له مثل ثواب ما دعا به ، لكونه علم ذلك بالاطلاع على اللوح المحفوظ أو غير ذلك من طرق العلم ، ويحتمل أنه دعا به والأول أقرب ) ( فيض القدير - 3 / 525 ) 0

12)- الدعاء عند التقاء الجيوش :

عن مكحول - رضي الله عنه – مرسلا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اطلبوا استجابة الدعاء عند التقاء الجيـوش ، وإقامة الصلاة ، ونزول الغيث ) ( السلسلة الصحيحة 1469 ) 0

13)- دعاء المصلي وهو ساجد :

أ )- عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة ، يراها المسلم أو ترى له ، ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا ، فأما الركوع فعظموا فيه الرب ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء ، فقمن أن يستجاب لكم ) ( صحيح الجامع 2746 ) 0

ب)- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء ) ( صحيح الجامع 1175 ) 0

قال المناوي : ( " فأكثروا الدعاء " أي في السجود لأنها حالة غاية التذلل ، وإذا عرف العبد نفسه بالذلة والافتقار ؛ عرف أن ربه هو العلي الكبير المتكبر الجبار ، فالسجود لذلك مظنة الإجابة ، ومن ثم حث على الدعاء فيه بقوله : فأكثروا إلخ 00 ) ( فيض القدير - 2 / 69 ) 0

14 )- الدعاء باسم الله الأعظم :

أ )- عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، في ثلاث سور من القرآن : في " البقرة " و " آل عمران " ، و " طه " ) ( السلسلة الصحيحة 746 ) 0

قال المناوي : ( " اسم الله الأعظم " قيل الأعظم بمعنى العظيم ، وليس أفعل للتفضيل ، لأن كل اسم من أسمائه عظيم وليس بعضها أعظم من بعض ، وقيل هو للتفضيل لأن كل اسم فيه أكثر تعظيما لله فهو أعظم ؛ فالله أعظم من الرب فإنـه لا شريك له في تسميته به لا بالإضافة ولا بدونها ، وأما الرب فيضاف للمخلوق " الذي إذا دعي به أجاب " بمعنى أنه يعطي عين المسؤول بخلاف الدعاء بغيره فإنه وإن كان لا يرد لكونه بين إحدى ثلاث : إعطاء المسؤول ، في الدنيا أو تأخيره للآخرة أو التعويض بالأحسن " في ثلاث سور من القرآن : في البقرة وآل عمران وطه " قال أبو شامة : فالتمستها فوجدت في البقرة في آية الكرسي : ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ ) ، وفي آل عمران : ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ ) ، وفي طه : ( وَعَنَتْ الْوُجُوهُ لِلْحَىِّ الْقَيُّومِ ) ، كذا في الفردوس ، وقد اختلف في الاسم الأعظم على نحو أربعين قولا أفردها المصنف وغيره بالتأليف : قال ابن حجر : وأرجحها من حيث السند الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) ( فيض القدير - 1 / 510 ) 0

ب )- عن أسماء بنت يزيد – رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) وفاتحة ( آل عمران ) ( الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ ) ( صحيح الجامع 980 ) 0

قال المناوي : ( " اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين " وهما " وإلهكم إله واحد " خطاب عام أي المستحق منكم للعبادة واحد لا شريك له فصح أن يعبد ويسمى إلها " لا إله إلا هو " تقرير للوحدانية " الرحمن الرحيم " كالحجة عليها فإنه لما كان مولى النعم كلها أصولها وفروعها وما سواه إما نعمة أو منعم عليه لم يستحق العبادة أحد غيره " وفاتحة " سورة " آل عمران ألم الله لا إله إلا هو الحي " الحياة الحقيقية التي لا موت معها " القيوم " الذي به قيام كل شيء وهو قائم على كل شيء ) ( فيض القدير - 1 / 510 ) 0

هذا ما تيسر لي أخي الحبيب ( العائذ بالله ) ، تمعن في تلك الأحكام والآداب فسوف تجد الإجابة الكافية الشافية عن الشبهة التي تثار في ذهن ابنتك ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 07-04-2006, 12:02 AM   #5
معلومات العضو
وبالله نستعين

افتراضي

أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون ـ ـ

ـ الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان فإذا رأى أحدكم مايحب فلا يحدث به إلا من يحب الحديث ... ـ
وخلاصة ما يفعل من رشاى ما يكره في منامه أن يفعل ما يأتي :ـ
ـ ينفث عن يساره ثلاثاً
ـ يستعيذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى ثلاث مرات
ـ لا يحدث بها أحد
ـ يتحول عن جنبه الذي كان عليه
ـ يقوم ويصلي إن أراد ذلك

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن و الحسين ((أعيذكما بكلمات
الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة )) ـ

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 07-04-2006, 01:48 AM   #6
معلومات العضو
عائذابالله

افتراضي

سيدي أبوالبراء:

جزاكم الله الخير كله في الدنيا والآخرة، إجابة شافية فجزاكم الله خيرا... والحقيقة أنني أغفلت جانب البدء بتمجيد الله والثناء عليه والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم... مع أن هذه الأمور مذكورة في الرقية الشاملة، إلا أنه وقع في خاطري أن الآيات بحد ذاتها كلام الله.... فسبحان الله....


أبوعبدالله الراقي

جزاكم الله الخير كله في الدنيا والآخرة...

أرجو من الجميع أن يدعو لي الله أن يخلصني من كل مأزق ويفرج عني كل هم.... فرج الله عنكم كل هم ولا أوقعكم في مأزق... آمين...


التعديل الأخير تم بواسطة أبو فهد ; 15-06-2006 الساعة 08:48 AM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 07-04-2006, 09:16 AM   #7
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

((( &&& بسم الله الرحمن الرحيم &&& )))

وإياكم أخي الحبيب ( العائذ بالله ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 11:36 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com