_______
إنما ينكسر قلب من أعدمه الله رضاه ..
رأى ( عمر بن عبدالعزيز ) .. ولداً له يوم عيد ..
وعليه قميص خلِق فبكى ، فقال له الولد :
ما يبكيك يا أمير المؤمنين ؟
- فقال عمر : يا بُني .. أخشى أن ينكسر قلبك في يوم العيد ..
إذا رأيت الصبيان في أحسن الثياب .. وأنت بهذا القميص !
- فقال الولد : يا أمير المؤمنين .. إنما ينكسر قلب من أعدمه الله رضاه ..
أو عق أُمه وأباه .. وإني لأرجو أن يكون الله راضيا عني برضاك ؟
فبكى عمر .. وضمه إليه وقَبَّله بين عينيه .. ودعا له بالخير والبركة ..
فكان أغنى الناس بعد أبيه ..!!
************************************************** *************************
ليتـني كنت ُ طائــرا ً ،،
من منا لا يعرف مكانة أبوبكر الصديق - رضي الله عنه - ،
ومع تلك المكانة ، كانت في قلبه مهابة وخوف من الحساب في يوم القيامة ،
يقول الإمام أحمد في كتاب الزهد :
دخل أبوبكر الصديق - رضي الله عنه - مزرعة رجل من الأنصار وهو خليفة ،
يتنزه مع الناس رضي الله عنه ،
فلما رأى مزارع الأنصار ، رأى طائرا يطير من نخلة إلى نخلة ، ومن شجرة إلى شجرة ، فجلس يبكي - رضي
الله عنه - وكان رجلا حزينا رقيق القلب لما في قلبه من إيمان ومخافة ،
فقال له الصحابة : يا خليفة رسول الله مالك ؟
قال : أبكي لهذا الطائر ، يطير من شجرة إلى شجرة ، ويرد الماء ويرعى الشجر ،
ثم يموت لا حساب ولا عذاب ،
ليتني كنت طائرا
*** ***
هكذا كان حال ، أقرب المقربين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
************************************************** *******************************
قصة لعله خيراً ...
قال النبي صلى الله عليه وسلم "عجباً لأمر المؤمن ، إن أمره كله خير ،
وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابه سراء فشكر الله فله أجر ، وإن
أصابته ضراء فصبر فله أجر ، فكل قضاء الله للمسلم خير ". رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم :
"ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن، حتى الشوكة
يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه"
يقول الحسن البصري رحمه الله : لا تكرهوا البلايا الواقعة ، والنقمات
الحادثة ، فَلَرُبَّ أمرٍ تكرهه فيه نجاتك ، ولَرُبَّ أمرٍ تؤثره فيه عطبك .
(أي هلاكك )
لعله خيراً قصة أترككم لقرائتها لتعلمون ما فيها من العظات والعبر
لعله خيراً :
كان لأحد الملوك وزير حكيم وكان الملك يقربه منه ، ويصطحبه معه في
كل مكان .
وكان كلما أصاب الملك ما يكدره قال له الوزير : لعله خيراً فيهدأ الملك .
وفي إحدى المرات قُطع
إصبع الملك فقال له الوزير : لعله خيراً !!
فغضب الملك غضباً شديداً ، وقال ما الخير في ذلك ؟!
وأمر بحبس الوزير.
فقال الوزير الحكيم لعله خيراً ، ومكث الوزير فترة طويلة في السجن وفي
يوم خرج الملك للصيد وابتعد عن الحراس ليتعقب فريسته ، فمر على قوم
يعبدون صنم ؛ فقبضوا عليه ليقدموه قرباناً للصنم ولكنهم تركوه بعد أن
اكتشفوا أن قربانهم – الملك – إصبعه مقطوع ، فانطلق الملك فرحاً بعد
أن أنقذه الله من الذبح تحت قدم تمثال لا ينفع ولا يضر ، وأول ما أمر به
فور وصوله القصر : أن أمر الحراس أن يأتوا بوزيره من السجن ، واعتذر
له عما صنعه معه ، وقال : إنه قد أدرك الآن الخير في قطع إصبعه ، وحمد
الله تعالى على ذلك ، ولكنه سأل الوزير : عندما أمرت بسجنك قلت لعله
خيراً فما الخير في ذلك ؟ فأجابه الوزير : أنه لو لم يسجنه ، لصاحبه في
الصيد فكان سيقدم قرباناً بدلاً من الملك ...
فكان في صنع الله كل الخير .
في هذه القصة ألطف رسالة لكل مبتلى كي يطمئن قلبه ، ويرضى
يقضاء الله عزوجل وليكن على يقين أن في أي ابتلاء الخير له في
الدنيا والآخرة .