موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > الساحات العامة والقصص الواقعية > العلاقات الأسرية الناجحة وكل ما يهم الأسرة المسلمة

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 10-01-2010, 12:18 PM   #1
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي أمي ....هل كان أبي سيقتلك؟

أمي ....هل كان أبي سيقتلك؟


لعلك فزعت من هذا العنوان، ولكن فزعًا أكبر منه اجتاح أمان الصغار "أسامة وحنين" حينما رأوا بأعينهم ذلك المشهد العنيف من الشجار بين والديْهما، والذي تخلله تشابكهما بالأيدي ثمّ استطالة الأب على زوجته محاولًا –في سَوَْرة غضبه- أن يكتم أنفاسها حتى لا تصرخ وتستغيث مرددًا:
لا تصرخي وإلا سأقتلك!

إن صدى هذا الموقف العنيف ظل عالقًا بأذهانهم، وبحكم أعمارهم الصغيرة لا يدركون إلا أن والدهم سيقتل أمهم بالفعل..!
لقد زعزع هذا الموقف – الذي ربما تكرر- أمانهم النفسي تمامًا، وأثر سلبيًا على أمور كثيرة في حياتهم، وكلما ضمتهم الأم بين أحضانها الدافئة ذكّرَهم قربها منهم بخوفهم من فقدها، فيبتدروها بهذا السؤال: أحقًا يا أمي ..هل كان أبي سيقتلك؟
أين ذهب السكن..وأين ذهبت المودة؟
لقد عدَّ الله تعالى ذلك السكن الذي يجعله بين الزوجين من عظيم آياته وكبير نعمه على عباده، قال تعالى: **وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ** [الروم: 21].
وهذا السكن لا يتحقق إلا بكوْن كل واحد من الزوجين معترفًا بحقوق الآخر قائمًا بواجباته الشرعية تجاهه، فإذا أخل أحدهما أو كلاهما بشيء من هذه الحقوق والواجبات دب النزاع بينهما، وبدأت الأسرة في الانهيار.
والأطفال لديهم حاسة مرهفة،مرتبطة بنفسية الوالدين، فإن أحسّوا اضطرابًا في وضع الوالدين انتقل هذا الاضطراب إلى نفوسهم، وكلما استمرت الخلافات بين الوالدين سافرةَ أمام أعينهم، يعايشون تفاصيلها..كلما ازداد تأثيرها المدمّر عليهم .
أولًا: تؤثر الخلافات الزوجية على شخصية الأبناء وحالتهم النفسية والصحية:
إذا لم يكترث الزوجان بوجود الأولاد في مكان الشجار، وأطلقا لأنفسهما العنان فأخذ كل منهما يعبر عن آلامه وأحزانه ويكيل الاتهامات للطرف الآخر وينعته بالأوصاف السيئة ويكيل له الشتائم ويدعو عليه بالهلاك والشر، مع ما يصاحب ذلك غالبًا من انهيار الأم باكيةً، وارتفاع صوت الأب مهددًا ومتوعدًا! عند هذه الدرجة يصبح النمو الصحي والعاطفي للأبناء في خطر.
أما إذا ازدادت الأمور سوءًا وامتدت يد الأب إلى الأم ضاربًا لها وتكرر هذا المشهد أمام الأبناء..فسيترك أثرًا بالغ السوء على نفوسهم وقد يؤدي بهم إلى الانسحاب من الأسرة والمجتمع والانضمام إلى رفاق السوء والجانحين في صورهم المختلفة، أو فقدان الثقة بالنفس وبالناس، والانغماس في أحلام اليقظة، فقد أثبتت الدراسات التي أجريت على الجانحين من الأطفال أن:
- معظم الأطفال الجانحين يأتون من منازل مفككة، ومنازل تكثر فيها الاحتكاكات بين الزوجين. [عدنان حسن باحارث, مسئولية الأب المسلم في تربية الولد]
- أن سبب انحراف 70- 90 % من الأطفال الجانحين في المجتمعات الغربية؛ يعود إلى عدم وجود وحدة في الرأي والاتفاق بين الوالدين، وأن هؤلاء الأطفال يكونون فيما بعد أفرادًا غير أسوياء، ويتصفون بالخوف والكآبة والصمت، كما يتصفون بالكذب والعصيان وبعض الاضطرابات السلوكية الأخرى.
- يعتبر القلق الليلي من أظهر أعراض إحساس الطفل بالخطر وعدم الأمن، وتَمثُل المشاحنات بين الوالدين يعدّ أهم عامل يهزّ القيم والحب والمثل العليا والأمان عند الطفل. [د.حاتم محمد آدم, الصحة النفسية للطفل من الميلاد وحتى 12 سنة]
- ومن الغريب أن نعرف أن الخلاف الصامت الذى يحاول الوالدان إخفاؤه ظاهريًا عن الأبناء، أشدّ تأثيرًا على الأبناء من الخلاف الصاخب؛ فقد عزّت بعض الآراء العلمية الحديثة أحد أسباب الإصابة بمرض الربوْ فى سنوات الطفولة الأولى إلى الخلاف المكتوم بين الأبوين الذى يستشعره الطفل وإن كان خافيًا.
- وأكدت الدراسات أن الطفل الذي يعيش بين زوجين مختلفين دائمًا يتعرض للأمراض بنسبة 40% عن الطفل العادي، كما يصاب بالهزال وعسر الهضم.[هداية الله أحمد شاش, موسوعة التربية العملية]
- فقد الطفل للإحساس بالأمان يأتي في مقدمة الأضرار النفسية التي تصيبه، في الوقت الذي تكون فيهالحاجة للشعور بالأمن من أهم الحاجات النفسية التي ينبغي توفيرها للطفل في أسرته.
ويزداد أثر ذلك عندما يعي الطفل التركيبة الاجتماعية للأسرة، وضرورة وجود الأبوين معًا لقيامها، والذي يظهر بوضوح بعد سن السادسة .
- في الوقت الذي يحمل الطفلصورة ذات مكانة خاصة لوالديه فإن شجار والديه لاسيما عندما يتضمن سبّا أو تحقيرًا لأحدهما فإن ذلك يؤذي الطفل ويؤدي إلى تشويه صورة الأبوين أو أحدهما في عقله، ويهزّ مكانته لديه.
- قد يكون الأثر النفسي واضحًا ومباشرًا على الأبناء كتعبير عن الهروب من هذا الوسط المشحون بأن يغطي الطفل وجهه أو أذنيه، وقد ينسحب لغرفة أخرى بعيدًا عن ذلك الشجار وقد ينخرط في سلوكيات تعويضيه مثل:زيادة اللعب أو البقاء خارج المنزل كثيرًا وعدم الرغبة في البقاء فيه .
ثانيًا: وأثرها على التحصيل الدراسي للأبناء:
لا شك أن هناك ارتباط بين الاستقرار الأسري والتحصيل الدراسي، أكدته الأبحاث التي أجريت حول أسباب التأخر الدراسي على عينة من طلبة المدارس في مرحلة التعليم الأساسي، في إحدى مدن الوجه البحري بمصر، عام 1996م، حيث أكدت أن اضطراب الجو الأسري من معوقات التحصيل فضلًا عن التفوق الدراسي، وأن إهمال الأسرة أو فقرها أو خلافات الأبوين يعتبر من أسباب فشل الطفل في ملائمة ذاته في الحياة المدرسية؛ وذلك بسبب تشتت ذهنه.
كما أن سماعه لصوت الشجار المرتفع بين والديه يصيبه بضعف الانتباه والتركيز، مما يسبب له العديد من المشاكل الدراسية مثل ضعف الانتباه والشرود الذهني داخل الفصل الدراسي، كذلك قدينتج عن استمرار المشكلة الرسوب ثم التسرب، وترك المدرسة [علم نفس المراحل العمرية من الحمل إلى الشيخوخة والهرم: د. عمر بن عبدالرحمن]
كما تؤثر الخلافات على الأداء التربوي للوالدين أنفسهما:
فكم الإهانات التي تحدث أثناء الشجار وما يترتب عليها من آثار، تصيب الحالة العاطفية للطرف المهان بنوع من الشروخ يصعب إصلاحها، إضافة إلى ما يصل للطفل من مشاعر سلبية تدمر اطمئنانه لزمن بعيد، كما يستمر إحساس الطرف المهان بالعار والخجل أمام الأبناء بشكل لا يمكن إزالة آثاره لوقت بعيد، مما يؤثر سلبًا على أدائه التربوي، ودوره في توجيه الأبناء.
كثرة المشاكل والمشاحنات قد تصيب أحد الوالدين بالاحباط، وانخفاض الروح المعنوية تجاه الأسرة عامة، لأنه يشعر في دخيلة نفسه أن تكوين هذه الأسرة كان قرارًا خاطئًا وجلب له المتاعب، وأن مجيء الأولاد جعله مقيدًا بهم لا يستطيع الفكاك، فيكون رد الفعل لهذه الهواجس إما السلبية وترك البيت غير عابيء بالأبناء، أو سوء معاملة الأبناء انتقامًا من الطرف الآخر وتفريغًا للشحنات الداخلية لديه، وأحيانًا المبالغة في تدليل الأبناء لإغاظة الطرف الآخر وتكوين جبهة مضادة بانضمام الأبناء لصفّه...!
كما أن الأهل ذوو المشكلات الزوجية الحادة يلجئون إلى استخدام متكرر للعقوبات الجسدية للأبناء، ونادرًا ما يعتمدون الحوار المنطقي في استراتيجيتهم التربوية مع أبنائهم.
وهل يوجد أزواج بلا خلاف؟
لعلك تتفق معنا –عزيزي القارئ- أنه لا يوجد زوجان لا يحدث بينهما خلاف قط، إلا أن يكونا يعيشان حياة مثالية لم يصل إليها أغلبية البشر. أو يعيشان حياة سلبية لا تفاعل فيها، رغم وجودهمافي بيت واحد.
وما دامتالخلافات الزوجية نتاج طبيعي للتفاعل بين الزوجين، فالأطفال معرضون لآثار هذه الخلافاتمن بعيد أو قريب، فهل من الممكن أن يتعلم الأبناء من مواقف الخلاف التي يرونها قيمًا إيجابية بدلًا من أن تحرقهم بنارها..؟؟؟؟
نعم يمكننا ذلك إذا تعلمنا فنون ضبط النفس وإدارة الخلاف.. بمعنى أن يكون لدى الوالدين الحنكة والمهارة في إدارة الخلافات الأسرية بينهما، مع ضبط الأمر بين اطلاع الطفل على حقائق الحياة الزوجية بينهما، وبين إشعاره بالأمان والإستقرار والتماسك.
في هذه الحالة يكون هناك بعض الآثار الإيجابية لشهود الأطفال خلافات الوالدين، تتمثل في:
- يتعلم الطفل مما يشاهد من الإدارة الذكية لخلافات والديه، أن الخلاف أمر وارد وطبيعي بين البشر الذين تربطهم علاقات ومعاملات، وأنّ مشاعر الغضب مسموح بها؛ لأنها لاتؤذى أحدًا، وأنّ الإحساس ما لم يرتبط بفعل فهو مازال في نطاق المسموح، كما أنه يتعلم أنّ الاختلاف في الرأي – من المفترض- ألا يفسد للود قضية.
- يتعلم الأبناء أن الخلاف في وجهات النظر لا يعني بالضرورة الكراهية والفراق، فيتعلمون التكيف، وطريقة التعامل مع مثل هذه المواقف .
- من خلال الخلافات الراشدة يتعلم الأبناء قيمًا هامة، مثل التسامح والعفو وتقديم الاعتذار عند الخطأ، وأن ذلك لا يغض من قدر المعتذر.
- عندما ينتهي الأمر بحل الخلاف بالوصول إلى حل يرضي الطرفين وذلكأمام الأطفال, وهذا في غاية الأهمية؛ إذ من خلال ذلك يتعلم الأطفال الأسلوب الناضج لحلالمشكلات، دون إساءة أو انقطاع في علاقة الأطراف المختلفة.
- يتعلم الأبناء كيفية تنفيذ وصيا النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الغضب، فبدلًا من الصراخ الأعمى فليكن الوضوء والصلاة والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ثم المبادرة بتغيير جو الخلاف، كالخروج في نزهة أو ممارسة لعبة، ثم محاولة الطرف الهاديء تطييب خاطر الغاضب بشكل يعلن الاحترام له ولحالته الشعورية.
وأخيرًا..أعزائي المربين..
إن الخلاف الراقي هو الذي يتجادل فيه الزوجان لإثبات صحة رأي كل منهما أو الدفاع عن نفسه ملتزمًا حدود الأدب والاحترام للطرف الآخر، دون أن يتحول إلى سباب أو شتائم، أو أن يحاول كل طرف إيذاء الطرف الآخر بالإهانة أو السب أو الضرب أو نحو ذلك، أو التذكير بأخطاءأو عيوب سابقة.
لقد آن الأوان كي يعي كل من الزوجين حجم وأهمية دوره التربوي تجاه أبنائه، وماذا يمثل بالنسبة لهم، وكيف يتفنن في جعل البيئة الأسرية حصنًا وملاذًا آمنًا لأبنائه..
وليعلم أبناؤنا أن الحب والارتباط العميق هو الأصل في علاقة الوالدين، وأنّ كلا منهما يحترم الآخر ويخشى عليه من كل سوء، وأن كل مشكلة تأخذ وقتها وتنتهي.
فلنتقن فنون الائتلاف الهادئة والناضجة، ولينعم أبناؤنا بأسرهم الآمنة، فيشبّوا أسوياء صالحين، فنسعد بهم في الدنيا والآخرة.
المراجع:
- مسئولية الأب المسلم في تربية الولد, عدنان حسن باحارث
- علم نفس المراحل العمرية من الحمل إلى الشيخوخة والهرم: د. عمر بن عبدالرحمن
- موسوعة التربية العملية للطفل, هداية الله أحمد شاش
- الصحة النفسية للطفل, د.حاتم محمد آدم
بقلم سحر محمد يسري

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 08:27 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com