كتابة على الماء
الشمس تشرق مرسلة خيوطاً ذهبية ..
تبدي حقيقة الأشياء..
كانت الطفلة الصغيرة ذات السنوات الخمس تجثو على ركبتيها على الشاطئ ..
هواء رقيق يتخلخل خصلاتها المسترسلة بوداعة حانية ..
الماء يداعب ركبتيها الجاثيتين برفق ..
تنحني لتحرك الماء بأصبعها الصغير حركات تبدو عشوائية لمن يراها أول ولهة..
كانت تردد مع حركتها ..
أنت كبير جداً أيها البحر ..!
لا أرى لك نهاية ..
وقالوا إنك عميق أيضاً ..
أنت تعرف كل شيء لأنك كبير ..
وتحفظ الأسرار لأنك عميق ..
أريد أن أكون طفلة ..
ألهو بدميتي الحبيبة ..
أحادثها وتحادثني ..
أحضنها عند نومي ..
أجمع قطع القماش لأصنع لها فساتين جميلة مثل الأميرة ..
أريد أن أسمع طرقات أبي على الباب ..
سأترك كل شيء حتى دميتي لأجري نحوه ..
أفتح ذراعي َّ لأحضنه بقوة ..
لأطبع على وجنتيه الكثير من القبلات ..
لأقول له إني أحبك يا أبي ..
ويطلب مني إغماض عينيّ ثم فتحها ..
لأرى أمامي الكثير من قطع الحلوى و الشكولاتة ..
سأشكره بقبلة كبيرة ..
أريد أن أرى أمي تبتسم ..
ويشرق وجهها بالفرح لعودة أبي ..
أريد أن أطلب منها .....
رباه... طائرات مرة أخرى.....!!
و...صوت أمي تناديني ....
نعم إنه صوتها لا يكاد يسمع ..
اختفى الشروق ..
حل ظلام الدخان ..
ودوت أصوات الفزع المألوفة ..
وتطايرت أشلاء صغيرة ..
أحتضنها البحر ..
صراخ أم يعلو أمامه..
والبحر الكبير لا يجيب ..
لأنه أعتاد هذه المشاهد وألفها ..
أم سلمى
بتاريخ 6ـ رجب ــ 1429 ـ هـ
الموافق 9 ـ7ـ2008م
3:33 بعد الظهر