موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

تم غلق التسجيل والمشاركة في منتدى الرقية الشرعية وذلك لاعمال الصيانة والمنتدى حاليا للتصفح فقط

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > المنبر الإسلامي العام

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 11-07-2005, 06:40 AM   #1
معلومات العضو
قندهار
عضو نشط

Arrow جهنم وأعظم المخلوقات فيها عذاباً ومعرفة بعض ما يتعلق بها من أمور !!!

إن السماء تعود رتقاً مثـل مـا كانت وأنجمها يزول ضياؤهـا
هذا لينصفك المقيم بأرضـهـا وعليه قام عمادها وبنـاؤهـا
فأشدّ خلق اللـه آلامـاً بـهـا من كان منها خلقه فسماؤهـا
تكسوه حلة ناره من نـورهـا فلذاك يعظم في النفوس بلاؤها

اعلم عصمنا الله وإياك إن جهنم من أعظم المخلوقات وهي سجن الله في الآخرة يسجن فيه المعطلة والمشركون وهي لهاتين الطائفتين دار مقامة والكافرون والمنافقون وأهل الكبائر من المؤمنين قال تعالى "وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا" ثم يخرج بالشفاعة ممن ذكرنا وبالامتنان الإلهيّ من جاء النص الإلهي فيه وسميت جهنم جهم لبعد قعرها يقال بئر جهنام إذا كانت بعيدة القعر وهي تحوي على حرور وزمهرير ففيها البرد على أقصى درجاته والحرور على أقصى درجاته وبين أعلاها وقعرها خمس وسبعون مائة من السنين واختلف الناس في خلقها هل خلقت بعد أم لم تخلق والخلاف مشهور فيها وكل واحد من الطائفتين يحتج فيما ذهب إليه بما يراه حجة عنده وكذلك اختلفوا في الجنة وأما عندنا وعند أصحابنا أهل الكشف والتعريف فهما مخلوقتان غير مخلوقتين فأما قولنا مخلوقة فكرجل أراد أن يبني داراً فأقام حيطانها كلها الحاوية عليها خاصة فيقال قد بنى داراً فإذا دخلها لم ير إلا سوراً دائراً على فضاء وساحة ثم بعد ذلك ينشىء بيوتها على أغراض الساكنين فيها من بيوت وغرف وسراديب ومهالك ومخازن وما ينبغي أن يكون فيها مما يريده الساكن أن يجعل فيها من الآلات التي تستعمل في عذاب الداخل فيها وهي دار حرورها هواء محترق لا جمر لها سوى بني آدم والأحجار المتخذة آلهة والجنّ لهبها قال تعالى "وقودها الناس والحجارة" وقال "إنكم وماتعبدون من دون الله حصب جهنم" وقال تعالى "فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود إبليس أجمعون وتحدث فيها الآلات بحدوث أعمال الجنّ والإنس الذين يدخلونها وأوجدها الله بطالع النور ولذلك كان خلقها في الصورة صورة الجاموس سواء هذا الذي يعوّل عليه عندنا وبهذه الصورة رآها أبو الحكم بن برجان في كشفه وقد تمثل لبعض الناس من أهل الكشف في صورة حية فيتخيل أن تلك الصورة هي التي خلقها الله عليها كأبي القاسم بن قسي وأمثاله ولما خلقها الله تعالى كان زحل في الثور وكانت الشمس والأحمر في القوس وكان سائر الدراري في الجدي وخلقها الله تعالى من تجلي قوله في حديث مسلم "جعت فلم تطعمني وظمئت فلم تسقني ومرضت فلم تعدني" وهذا أعظم نزول نزله الحق إلى عباده في اللطف بهم فمن هذه الحقيقة خلقت جهنم أعاذنا الله وإياكم منها فلذلك تجبرت على الجبابرة وقصمت المتكبرين وجميع ما يخلق فيها من الآلام التي يجدها الداخلون فيها فمن صفة الغضب الإلهيّ ولا يكون ذلك لا عند دخول الخلق فيها من الجنّ والأنس متى دخلوها وأما إذا لم يكن فيها أحد من أهلها فلا ألم فيها في نفسها ولا في نفس ملائكتها بل هي ومن فيها من زبانيتها في رحمة الله منغمسون ملتذون يسبحون لا يفترون يقول تعالى "ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى" أي ينزل بكم غضبي فأضاف الغضب إليه وإذا نزل بهم كانوا محلاله وجهنم إنما هي مكان لهم وهم النازلون فيها وهم محل الغضب وهو النازل بهم فإن الغضب هنا هو عين الألم فمن لا معرفة له ممن يدعى طريقتنا ويريد أن يأخذ الأمر بالتمثيل والقوّة والمناسبة في الصفات فيقول إن جهنم مخلوقة من القهر الإلهيّ وإن الاسم القاهر هو ربها والمتجلي لها ولو كان الأمر كما قاله لشغلها ذلك بنفسها عما وجدت له من التسلط على الجبابرة ولم يتمكن لها أن تقول هل من مزيد ولا أن تقول أكل بعضي بعضا فنزول الحق برحمته إليها التي وسعت كل شيء وحنانه وسع لها المجال في الدعوى والتسلط على من تجبر على من أحسن إليها هذا الإحسان وجميع ما تفعله بالكفار من باب شكر المنعم حيث أنعم عليها فما تعرف منه سبحانه إلا لنعمه المطلقة التي لا يشوبها ما يقابلها فالناس عالطون في شأن خلقها ومن أعجب ما روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قاعداً مع أصحابه في المسجد فسمعوا هدة عظيمة فارتاعوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أتعرفون ما هذه الهدة قالوا الله ورسوله أعلم قال حجر ألقي من أعلى جهنم منذ سبعين سنة الآن وصل إلى قعرها" فكان وصوله إلى قعرها وسقوطه فيها هذه الهدة فما فرغ من كلامه صلى الله عليه وسلم إلا والصراخ في دار منافق من المنافقين قد مات وكان عمره سبعين سنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر فعلم علماء الصحابة أن هذا الحجر هو ذاك المنافق وأنه منذ خلقه الله يهوي في نار جهنم وبلغ عمره سبعين سنة فلمات مات حصل في قعرها قال تعالى "إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار" فكان سماعهم تلك الهدة التي أسمعهم الله ليعتبروا فانظر ما أعجب كلام النبوّة وما ألطف تعريفه وما أحسن إشارته وما أعذب كلامه صلى الله عليه وسلم ولقد سألت الله أن يمثل لي من شأنها ما شاء فمثل لي حالة خصامهم فيها وهو قوله تعالى "إن ذلك لحق تخاصم أهل النار" وقوله تعالى "قالوا وهم فيها يختصمون تالله إن كنا لفي ضلال مبين" لضلاّلهم وآلهتهم إذ نسوّينكم برب العالمين وما أضلنا إلا المجرمون وهم أهل النار الذين هم أهلها الذين يقول الله فيهم "وامتازوا اليوم أيها المجرمون" يريد بالمجرمين أهل النار الذين يعمرونها ولا يخرجون منها يمتازون عن الذين يخرجون منها بشفاعة الشافعين وسابق العناية الإلهية في الموحدين فهذا مثل لي في وقت منها فما شبهت خصامهم فيها إلا كخصام أصحاب الخلاف في مناظرتهم إذا استدل أحدهم فإذا رأيت ذلك تذكرت الحالة التي أطلعني الله عليها ورأيت الرحمة كلها في التسليم والتلقي من النوّة والوقوف عند الكتاب والسنة ولقد نهى الناس عن قوله صلى الله عليه وسلم عند نبيّ لا ينبغي تنازع وحضور حديثه صلى الله عليه وسلم كحضوره لا ينبغي أن يكون عبداً يراده تنازع ولا يرفع السامع صوته عند سرد الحديث النبويّ فإن الله يقول "لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبيّ" ولا فرق عند أهل الله بين صوت النبي أو حكاية قوله فمالنا إلا التهيء لقبول ما يرد به المحدث من كلام النبوّة من غير جدال سواء كان ذلك الحديث جواباً عن سؤال أو ابتداء كلام فالوقوف عند كلامه في المسئلة أو في النازلة واجب فني ما قيل قال الله أو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ينبغي أن يقبل ويتأدّب السامع ولا يرفع صوته على صوت المحدّث" إذا قال ما قال الله أو سرد الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى فأجره حتى يسمع كلام الله وما تلاه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما سمعه السامع إلا منه ثم إذا شاركه السامع في حال كلامه فهو ليس بسامع فإنه من الآداب التي أدّب الله نبيه صلى الله عليه وسلم قوله ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليك وحيه والله يقول لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبيّ ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض وتوعد على ذلك بحبط العمل من حيث لا يشعر الإنسان فإنه يتخيل في ردّه وخصامه أنه يذب عن دين الله وهذا من مكر الله الذي قال فيه سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وقال "ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون" فالعاقل المؤمن الناصح نفسه إذا سمع من يقول قال الله تعالى أو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينص ويصغ ويتأدّب ويتفهم ما قال الله أو ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله "وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون فأوقع الترجي مع هذه الصفة وما قطع بالرحمة فكيف حال من خاصم ورفع صوته وداخل التالي وسارد الحديث النبويّ في الكلام وارجو أن يكون الترجي أجب الإشياء في عمارة إلا حياز وإن جوهرين لا يكونان في حيز واحد وإن الحيز لن شغله وفي هذه الرؤية علمت أبطال التوالد وإن المحرك للأشياء هو الله تعالى وإن السبب لا أثر له في الفعل جملة واحدة وفي هذه الرؤية علمت إن الألطف أقوى من الأكثف فإنّ لهواء ألطف من الماء بلا شك وقد منعه ولم يقاومه الماء في القوّة ومنعه من النزول فإني رأت نفسي في الهواء والماء فوقي ويمنعه لهواء من النزول إلى الأرض وفي هذه الرؤية علمت علوماً جمة كثيرة وفي هذه الرؤية رأيت من دركات أهل النار من كونها جهنم لا من كونها ناراً ما شاء الله أن يطلعني منها ورأيت فيها موضعاً يسمى المظلمة نزلت في درجه نحو خمسة أدراج ورأيت مهالكها ثم زج بي في الماء علواً فاخترقته وقد رأيت عجباً وعلمت في أحوال مخاصمتهم حيث يختصمون في الجحيم وإن ذلك الخصام هو نفس عذابهم في تلك الحال وإن عذابهم في جهنم ما هو من جهنم وإنما جهنم دار سكناهم وسجنهم والله يخلق الآلام فيهم متى شاء فعذابهم من الله وهم محل له وخلق الله لجهنم سبعة أبواب لكل باب جزء من العالم ومن العذاب مقسوم وهذه الأبواب السبعة مفتحة وفيها باب ثامن مغلق لا يفتح وهو باب الحجاب عن رؤية الله تعالى وعلى كل باب ملك من الملائكة ملائكة السموات السبع عرفت أسماءهم هنالك وذهبت عن حفظي إلا إسماعيل فهو بقي على ذكري وأمّا الكواكب كلها فهي في جهنم مظلمة الأجرام عظيمة الخلق وكذلك الشمس والقمر والطلوع والغروب لهما في جهنم دائماً فشمسها شارقة لا مشرقة والتكوينات عن سيرها بحسب ما يليق بتلك الدار من الكائنات وما تغير فيها من الصور في التبديل والانتشار ولهذا قال تعالى النار يعرضون عليها غدوّا وعشيا والحالة مستمرة ففي البرزخ يكون العرض وفي الدار الآخرة يكون الدخول فذوات الكواكب فيها صورتها صورة الكسوف عندنا سواء غير أن وزن تلك الحركات في تلك الدار خلاف ميزانها اليوم فإن كسوفها ما ينجلي وهو كسوف في ذاتها لا في أعيننا والهواء فيها فيه تطفيف فيحول بين الأبصار وبين إدراك الأنوار كلها فتبصر الأعين الكواكب المنتثرة غير نبرة الأجرام كما يعلم قطعاً إن الشمس هنا في ذاتها نيرة وإن الحجاب القمري هو الذي منع البصر أن يدركها أو يدرك نور القمر أو ما كان مكسوفاً ولهذا في زمان كسوف شيء منها في موضع يكون في موضع آخر أكثر من ذلك وفي موضع آخر لا يكون منه شيء فلما اختلفت الأبصار في إدراك ذلك لاختلاف الأماكن علمنا قطعاً أن ثم أمراً عارضاً عرض في الطريق حال بين البصر وبينها أو بين نورها كالقمر يحول بينك وبين إدراك جرم الشمس وظل الأرض يحول بينك وبين نور القمر لا بينك وبين جرمه مثل ما حال القمر بينك وبين جرم الشمس وذلك بحسب ما يكون منك ويكون منه وهكذا سائر الكواكب ولكن أكثر الناس لا يعلمون كما أن أكثر الناس لا يؤمنون فإن ذلك الكسوف كله على اختلاف أنواعه خشوع من المكسوف عن تهجل إلهيّ حصل له وحدّ جهنم بعد الفراغ من الحساب ودخول أهل الجنة الجنة من مقعر فلك الكواكب الثابتة إلى أسفل سافلين فهذا كله يزيد في جهنم مما هو الآن ليس مخلوقاً فيها ولكن ذلك معدّ حتى يظهر الأماكن التي قد عينها الله من الأرض فإنها ترجع إلى الجنة يوم القيامة مثل الروضة التي بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قبره صلى الله عليه وسلم وكل مكان عينه الشارع وكل نهر فإن ذلك كله يصير إلى الجنة وما بقي فيعود ناراً كله وهو من جهنم ولهذا كان يقول عبد الله بن عمر إذا رأى البحر يقول يا بحر متى تعود ناراً وقال تعالى "وإذا البحار سجرت" أي أججت ناراً من سجرت التنور إذا أوقدته وكان ابن عمر يكره الوضوء بماء البحر ويقول التيمم أعجب إليّ منه ولو كشف الله عن أبصار الخلق اليوم لرأوه يتأجج ناراً ولكن الله يظهر ما يشاء ويخفي ما يشاء ليعلم إن الله على كل شيء قدير وإن الله قد أحاط بكل شيء علما وأكثر ما يجري هذا لأهل الورع فيرى الطعام الحرام صاحب الورع المحفوظ خنزيراً أو عذرة والشراب خمراً لا يشك فيما يراه ويراه جليسه قرصة خبز طيبة ويرى الشراب ماء عذباً فيا ليت شعري من هو صاحب الحس الصحيح من صاحب الخيال هل الذي أدرك الحكم الشرعيّ صورة أو هل الذي أدرك المحسوس في العادة على حاله وهذا مما يقوي مذهب المعتزلة في أن القبيح قبيح لنفسه والحسن حسن لنفسه وإن الإدراك الصحيح إنما هو لمن أدرك الشراب الحرام خمراً فلولا أنه قبيح لنفسه ما صح هذا الكشف لصاحبه ولو كان فعله عين تعلق الخطاب بالحرمة والقبح ما ظهر ذلك الطعام خنزيراً فإن الفعل ما وقع من المتكلف فإن الله أظهر له صورته وأنه قبيح حتى لا يقدم على أكله وهذا بعينه يتصوّر فيمن يدركه طعاماً على حاله في العادة ولكن هذا أحق في الشرع فعلم قطعاً أن الذي يراه طعاماً على عادته قد حيل بينه وبين حقيقة حكم الشرع فيه بالقبح ولو كان الشيء قبيحاً بالقبح الوضعيّ لم يصدق قول الشارع في الأخبار عنه أنه قبيح أو حسن فإنه خبر بالشيء على خلاف ما هو عليه فإن الأحكام أخبار بلا شك عند كل عاقل عارف بالكلام فإن الله أخبرنا أن هذا حرام وهذا حلال ولذا قال تعالى في ذم من قال عن الله ما لم يقل "ولا تقولا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب" فإنه ألحق الحكم بالخبر لأنه خبر بلا شك إلا أنه ليس في قوّة البشر في أكثر الأشياء إدراك قبح الأشياء ولا حسنها فإذا عرّفنا الحق بها عرفناها ومنها ما يدرك قبحه عقلاً في عرفنا مثل كالكذب وكفر المنعم وحسنه عقلاً مثل الصدق وشكر المنعم وكون الإثم يتعلق ببعض أنواع الصدق والأجر يتعلق ببعض أنواع الكذب فذلك لله يعطي الأجر على ما شاءه من قبح وحسن ولا يدل ذلك على حسن الشيء ولا قبحه كالكذب في نجاة مؤمن من هلاك يؤجر عليه الإنسان وإن كان الكذب قبيحاً في ذاته والصدق كالغيبة يأثم بها الإنسان وإن كان الصدق حسناً في ذاته فذاك أمر شرعيّ يعطي فضله من شاء ويمنعه من شاء كما قال يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم واعلم أن أشد الخلق عذاباً في النار إبليس الذي سنّ الشرك وكل مخالفة وسبب ذلك أنه مخلوق من النار فعذابه بما خلق منه ألا ترى النفس به تكون حياة الجسم الحساس فإذا منع بالشنق أو الخنق خروج ذلك النفس انعكس راجعاً إلى القلب فأحرقه من ساعته فهلك لحينه فبالنفس كانت حياته وبه كان هلاكه وهلاكه على الحقيقة بالنفس من كونه متنفساً لا من كونه ذا نفس ولا من كونه متنفساً فقط بل من كونه يجذب بالقوّة الجاذبة نفس الهواء البارد إلى قلبه ويخرج بالقوّة الدافعة النفس الحار المحرق أمن قلبه فسبب هذه الأحوال بها تكون حياته فإن الذي يرمي في النار هو متنفس ولكن لا يخلو من أحد الوجهين إمّا أنه لا يتنفس في النار فتكون حالته حالة المشنوق الذي يخنق بالحبل فيقتله نفسه وأمّا أن يتنفس فيجذب بالقوّة الجاذبة هواء نارياً محرقاً إذا وصل إلى قلبه أحرقه فلهذا قلنا في سبب الحياة هذه الأمور كلها فعذاب إبليس في جهنم بما فيها من الزمهرير فإنه يقابل النار الذي هو أصل نشأة إبليس فيكون عذابه بالزمهرير وبما هو الغالب عليه في أصل خلقه والنار ناران حسية وهي المسلطة على إحساسه وحيوانيته وظاهر جسمه وباطنه ونار معنوية وهي التي تطلع على الأفئدة وبها يتعذب روحه المدير لهيكله الذي أمر فعصى فمخالفته عذبته وهي عين جهله بمن استكبر عليه فلا عذاب على الأرواح أشدّ من الجهل فإنه غبن كله ولهذا سمي يوم التغابن يريد يوم عذاب النفوس فيقول يا ولتا على ما فرّطت وهو يوم الحسرة يقول يوم الكشف من حسرت عن الشيء إذا كشفت عنه فكأنه يقول يا ليتني حسرت عن هذا الأمر في الدنيا فأكون على بصيرة من أمري فيغتبن في نفسه والتغابن يدرك في ذلك اليوم الكل الطائع والعاصي فالطائع يقول يا ليتني بذلت جهدي ووفيت حق استطاعتي وتدبرت كلام ربي فعملت بمقتضاه مع كونه سعيداً والمخالف يقول يا ليتني لم أخالف ربي فيما أمرني به ونهاني فذلك يوم التغابن وسيأتي هذا في باب يوم القيامة إن شاء الله ولما أعلمناك بمرتبة النفس والتنفس إنما جئنا به لتعلم أن جهنم لما اختص بآلام أهلها صفة الغضب الإلهيّ واختص بوجودها التنزل الرحمانيّ الإلهيّ وجاء في الخبر الصحيح نفس الرحمن مشعراً بصفة الغضب فكان التنفس ملحقاً صفة الغضب بمن حل به ولهذا لما أتى نفس الرحمن من قبل اليمن حل الغضب الإلهيّ بالكفار بالقتل والسيف الذي أوقعت بهم الأنصار فنفس الله بذلك عن دينه ونبيه صلى الله عليه وسلم فإن ذا الغضب إذا وجد على من يرسل غضبه ينفس عنه ما يجده من ألم الغضب وأكمل الصورة في محمد صلى الله عليه وسلم فقام به على الكفار لأجل ردّهم كلمة الله صفة الغضب فنفس الرحمن عنه بما أمره به من السيف ونفس عنه بأصحابه وأنصاره فوجد الراحة فإنه وجد حيث يرسل غضبه فأفهم من هذا آلام أهل النار والصورة الحجابية المحمدية على الغضب الإلهيّ على أعداء الله وإن الآلام أرسلت على الأعداء فقامت بهم ونفس الله عن دينه وهو أمره وكلامه وهو عين علمه في خلقه وعلمه ذاته جل وتعالى وقد بينا لك أمر جهنم من حيث ما هي دار فلنبين إن شاء الله في الباب الذي يلي هذا الباب مراتب أهل النار ثم اعلم أن الله قد جعل فيها مائة درك في مقابلة درج الجنة ولكل درك قوم مخصوصون لهم من الغضب الإلهي الحال بهم آلام مخصوصة وإن المتولي عذابهم من الولاة الذين ذكرناهم في الباب قبل هذا من هذا الكتاب القائم والإقليد والحامد والنائب والسادن والجابر فهؤلاء الأملاك من الولاة هم الذين يرسلون عليهم العذاب بإذن الله تعالى ومالك هو الخازن وأمّا بقية الولاة مع هؤلاء الذين ذكرناهم وهم الحائر والسائق والماتح والعادل والدائم والحافظ فإن جميعهم يكونون مع أهل الجنان وخازن الجنان رضوان وأمدادهم إلى أهل الدارين منهم بحسب ما تعطيهم نشأتهم فيقع العذاب بما به يقع النعيم من أجل المحل كما قلنا في المبرود أنه يتنعم بحرّ الشمس والمحرور يتعذب بحر الشمس فنفس ما وقع به النعيم به عينه وقع به الألم عند الآخر فالله ينشئنا نشأة النعماء كما قال تعالى في حق الأبرار تعرف في وجوههم نضرة النعيم أي هم في خلقهم على هذه الصفة ونشأة أهل النار تخالف نشأة أهل الجنان فإن نشأة الجنة إنما هو من الحق سبحانه على أيدي الولاة خاصة ونشأة أهل النار على أيدي الولاة والحجاب والنقباء والسدية على كثرتهم فإنه لا يحصي عددهم إلا الله ولكل ملك منهم في هذه النشأة الدنياوية ونشأة النار ونشأة أهلها حكم سخره الله في ذلك فهم كالفعلة في المملكة وإنشاء الدار المبنية وسيأتي إن شاء الله ذكر الجنة وما فيها والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.ينه وقع به الألم عند الآخر فالله ينشئنا نشأة النعماء كما قال تعالى في حق الأبرار تعرف في وجوههم نضرة النعيم أي هم في خلقهم على هذه الصفة ونشأة أهل النار تخالف نشأة أهل الجنان فإن نشأة الجنة إنما هو من الحق سبحانه على أيدي الولاة خاصة ونشأة أهل النار على أيدي الولاة والحجاب والنقباء والسدية على كثرتهم فإنه لا يحصي عددهم إلا الله ولكل ملك منهم في هذه النشأة الدنياوية ونشأة النار ونشأة أهلها حكم سخره الله في ذلك فهم كالفعلة في المملكة وإنشاء الدار المبنية وسيأتي إن شاء الله ذكر الجنة وما فيها والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 12-07-2005, 11:55 AM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( محب العلم والخير ) ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 13-07-2005, 01:16 PM   #4
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

وفيكم بارك الله أخي الحبيب ( اسماعيل مرسي ) ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 31-07-2005, 10:12 PM   #6
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

وفيكم بارك الله أخي الحبيب ( فندهار ) ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 01:31 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com