سحقا ,,, سحقا
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله أرسله ربه رحمه للعالمين بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وتبعهم بإحسان إلى يوم الدين... وبعد
فمن المعلوم أن الله أرسل محمد بدين الحق في مجتمع وثني يعيش في ظلمات الشرك فأخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربه فدعاهم إلى الله بدعوة صادقة واحدة أن اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا فأمن به الناس وصدقوا قوله وانقادوا لأمره وتبعوه في كل أوامره فعذبو وأوذوا في سبيل الله أشد إذاء فما صدهم هذا عن سبيل الله ولم تكن إلا كلمات النبي الحبيب هي التى تذهب الألام والأذى فطمعهم في الآخرة وذهدهم في الدنيا وما وعدهم بالدنيا بل حين يشتكي له احد الصحابةالعذاب والألم فيقول:
"إنكم أناس تتعجلون إنه كان يؤتي بالمرء في من كان قبلكم فيوضع المنشار في مفرق رأسه حتى يرجع عن دينه فيأبى فيشق به نصفين ويمشط بأمشاط الحديد اللحم دون العظم حتى يرجع عن دينه فيأبى"
فصبروا رضي الله عنهم بل وأمروا بما هو أشد فقد أمروا بالهجرة وترك البلد والأهل ففعلواذلك حتى ذاقوا طعم الإيمان حين بذلوا من أجله كل غال ونفيس فاستحقوا الفضل من الله تعالى حين قال في حقهم من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"
وقال جل وعلا : {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً **الفتح29
وجاءت السنة لتوضح لنا فضل هؤلاء ففي الحديث الذي رواه أصحاب السنن أن رسول الله قال: "وإن الله اختارني واختار لى أصحابي فجعل لي منهم وزراء وأنساب وأصهار فمن آذاهم فقد آذاني"
وجاءت تلك الرواية المباركة عند البخاري عن أبي هريرة قال رسول الله: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"
فعلمت الأمة كلها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل هذا الجيل الفريد الذي لم يتكرر في زمن من الأزمنة فهم خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم :
وجاء التابعين وتابعيهم يعرفون فضل أصحاب النبي ولكل صحابي من كلام النبي r ما يرفع به على رؤس الناس وتلقت الأمة الأخبار التي تشير إلى عدالة الصحابة حتى زمن ليس ببعيد ونظر أعداء الدين من غير المسلمين إلينا نظرة حسد وغيره وأراد هدم هذا الدين بهدم الرؤوس والقادة رضى الله عنهم فغيروا التاريخ والأحداث.
وانشأوا مدارس من بلادهم الغربية ليتربى فيها أبناء المسلمين على هدم الرموز والقادة وهذه الدعوى أى الانتقاص من أصحاب النبي منذ زمن بعيد من يوم أن خرج عبد الله بن سبأ اليهودي الأصل وقد لبس لباس الإسلام لهدم الإسلام وجمع الجموع الذين هم على شاكلته يتشككون في ذمة ودين عثمان رضي الله عنه وسمع لقولهم هذا عدد ممن ينتسبون إلى هذا الدين حتى خرجوا على أمير المؤمنين في مسجد رسول الله وقتلوه في داره وهو صابرا محتسبا وأنشأوا الفتنة بين علي بن أبي طالب ومعاوية رضي الله عنهم جميعا ولم يكتفوا لهذا بل سبوا زوجة النبي الطاهرة الصديقة بنت الصديق عائشة أبي بكر زوج النبي وفي كثير من أصحاب النبي وتبنى هذا المذهب أناس فرفعوا في شأن البعض من الصحابة حتى حد الغلو كما فعل الشيعة وحطوا من قدر أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة إلى درجة تكفير هؤلاء الأمجاد رضي الله عنهم جميعا وهذا ليس بالعجيب على القارئ وإنما العجيب أن يخرج علينا من يدعي الإنصاف والعدالة وقد لبس لباس الجهل بالدين بل وبالتاريخ وفي مجتمع يعرف قدر الصحابة وإذا به يناقش القوانين الوضعية والأعراف الإنسانية ويميل بقلبه إلى الليبرالية والعلمانية فرفع شأنهما ثم دخل في طريق آخر فقال كيف نفسر فعل عثمان بن عفان حين كان أمير المؤمنين فكان ينهب من بيت المال ليعطي أقاربه أو فعل معاوية مع علي أو خروج الأرملة من بيتها لكى تشتغل بالسياسة بل وصل الأمر أن افترى على أبي بكر وعمر ولو أننا أفردنا لكل فرية رداً لطال المقام ولكنني أقول لهذا الرجل وأمثاله " َاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ " البقرة281 .
وإن كنت تريد ذكر في الناس وعلواً وأن يشار إليك بالبنان فلا تتخذ أصحاب النبي r وسيلة من باب خالف تعرف فعند أبي صحيح الأخبار وإلى المراجع التي ردت تلك الأباطيل والأشباه للصحابة بتلك الحروب التي نشأت بين الأفكار السائدة من ديمقراطية والليبرالية والشيوعية والعلمانية ودعوهم في جانب فلهولاء الناس خصائص وحدود لا يجوز أن يتعداها المرء خاصة وهذه الإدعائات كاذبة وباطلة ورحم الله العالم الجليل أبو بكر بن العربي المالكي لما قام يدافع بهذا الكتاب التي قام مقام السيف المسلول على أمثال هذا وسماه "العواصم من القواصم" تحقيق موافق الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .
وأخيرا أخي المسلم ...
علينا جميعا أن نعرف تاريخ أمتنا الصحيح حتى لا يدخل علينا المفتونون بالدنيا المتبرعون بمثل هذا الأباطيل فيشككوننا في قادتنا الذين نقلوا لنا أخبار النبي محمد صلى الله عليه وسلم فكانوا خير نموذج يقتدا به وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي.
والله أسأل أن يعذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن
سحقا ,,, سحقا
