بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لانبي بعده وعلى آله وصحبه ...وبعد
أخي في الله:يقول المولى عزوجل:
(الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)
فلقد جعل الله القوامة للرجل على المرأة موافقة لأصل الفطرة التي فطر الناس عليها،ليعمر بذلك الكون بحكمته،فكان لزاما على الرجل أن يقوم بتربية أهله وأولاده تربية صحيحة تكفل لهم سعادة الدنيا والنجاة في الآخرة.
وأهم أنواع التربية أن يرشدهم إلى معرفة دينهم الحنيف ،وأن يؤدبهم بآدابه،اقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام وتأسيا بأخلاقه ..
فيا أيها الآباء علموا أولادكم ،وأدبوهم وربوهم وأحسنوا تربيتهم بالعلم النافع ،والعمل الصالح
علموهم أصول الإيمان....وألزموهم بأركان الإسلام.
حببوا الله إلى أهليكم وذرياتكم ،واغرسوا في قلوبهم الإيمان بالرسول عليه الصلاة والسلام ومحبته وتعظيمه وتكريمه،حقه أن يطاع فيما أمر وأن يُصدق فيما أخبر،وأن لايعبد الله إلابما شرع،وأن من خالف هديه فهو المبدع.
نشؤوهم على محبة صحابة رسوله الكرام الإئمة المهديين،بينوا لهم ما كانوا عليه رضوان الله عليهم من العبادة العظيمة ،والأخلاق الكريمة والعلم الغزير، والجد والتشمير،وماكانوا عليه من الجهاد العظيم حتى فتح الله بهم القلوب والأسماع والممالك والأمصار..وأذاق الله على أيديهم أهل الكفر والنفاق الذل والصغار...حتى أظهر الله بهم الإسلام.
علموهم أن السعيد من اتبعهم والشقي من تنقصهم وسلك غير سبيلهم.
مروا أولادكم بالصلاة لسبع وحثوا على الذكور منهم لأدائها في المسجد مع الجماعة ،والإيناث في البيت مع أمهاتهن.
قال تعالى
وأمر أهلك بالصلاة واصطبرعليها)..
فرقوا بينهم في المضاجع لعشر سنين ،وجنبوا أولادكم قرناء السوء.
نشؤوهم على أخلاق أهل الإيمان من بر الوالدين وصلة الأرحام وحسن صحبة الأخوان،وبذل الصدقة،وفعل المعروف
وكف الأذى عن الخلق.
علموهم الإيمان بالقضاء والقدر ومقابلة ذلك بالتسليم لله رب العالمين،وأن له ما أخذ وله ما أعطى ،وكل شيء عنده بأجل مسمى.
قو أنفسكم وأهليكم النار بفتح أبواب الخير لهم وتوجيههم إليها ،وأن تكونوا قدوة صالحة لهم فيها.
فلاتهملوا تربيتهم وتأديبهم ولاتتهاونوا في إرشادهم فأنتم مسؤولون أمام الله عما استرعاكم عليه لقول نبينا عليه الصلاة والسلام ان الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع ،حتى يسأل الرجل عن أهل بيته) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
إن الوالد إذا عني بتربية أبنائه وأهل بيته ومن يعولهم كان كمن يضع في الأرض الطيبة أنفع البذور وأحسنها،فإذا بها تأتي بالثمر اليانع والنتيجة الحسنة.
وأما إذا أهمل تربيتهم واقتصر على أن يعولهم ويطعمهم ويكسوهم ثم يتركهم كالأنعام السائبة لايعرفون حلالا ولاحراما
ولايرعون حرمة كبير ولارحمة صغير فإنهم يصبحون بذلك نقمة على أنفسهم وأهليهم ومجتمعهم.
فجاهد أخي أهلك وأولادك على مايصلحهم في دنياهم وآخرتهم لعل الله تعالى يجعلك ممن قال فيهم:
(جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار).
إن أولادنا وفلذات أكبادنا هم شباب اليوم ورجال المستقبل، فلا تنسوهم من دعائكم لهم بالهداية والتوفيق لما يحبه الله ويرضاه
(ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عذرا على الإطالة..نداءات الرحمن نظرا لغياب أختكن جميلة فأنا أنوب عنها حتى تعود لنا بالسلامة وتكتب في موضوعها (أخلاق المصطفى عليه الصلاة والسلام)
أخي ارعني سمعك.
