الأخت المكرمة ( اللهم اغفر لنا ) حفظها الله ورعاها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
قبل أن أقدم لكِ بعض الوصفات الخاصة بعلاج هذا النوع من أنواع السحر ، فالأولى أخذ فكره عن طبيعته وكيفيته :
اعلمي يا رعاك الله أن هذا النوع من أنواع السحر إما :
أولاً : أن يتوزع عن طريق المعدة إلى جميع أنحاء الجسم ، وهذا بالتالي يحتاج إلى استفراغ مادة السحر بواسطة الحجامة :
* الحجامة :
قال ابن القيم :- وقد ذكر أبو عبيد في كتاب ( غريب الحديث ) له بإسناده ، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى ، أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم على رأسه بقرن حين طب 0 قال أبو عبيد : معنى طب أي سحر ، وقد أشكل هذا على من قل علمه ، وقال : ما للحجامة والسحر ، وما الرابطة بين هذا الداء وهذا الدواء ، ولو وجد هذا القائل أبقراط ، أو ابن سينا ، أو غيرهما نص على هذا العلاج لتلقاه بالقبول والتسليم ، وقال : قد نص عليه من لا يشك في معرفته وفضله 0 فعلم أن مادة السحر الذي أصيب به صلى الله عليه وسلم انتهت إلى رأسه إلى إحدى قواه التي فيه بحيث كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولم يفعله ، وهذا تصرف من الساحر في الطبيعة والمادة الدموية بحيث غلبت تلك المادة على البطن المقدم منه ، فغيرت مزاجه عن طبيعته الأصلية ) ( الطب النبوي – ص 125 ) 0
وقال – رحمه الله - في سياق ذكر طرق علاج السحر : ( واستعمال الحجامة في ذلك المكان الذي تضررت أفعاله بالسحر من أنفع المعالجة إذا استعملت على القانون الذي ينبغي ) ( زاد المعاد – 4 / 125 ، 126 ) 0
وقال أيضا : ( وكان استعمال الحجامة إذ ذاك من أبلغ الأدوية وأنفع المعالجة فاحتجم 0 وكان ذلك قبل أن يوحى إليه أن ذلك من السحر ) ( الطب النبوي – ص 118 ) 0
قال الدكتور عمر يوسف حمزة بعد أن ساق جملة الأحاديث الصحيحة في الحجامة : ( ويستفاد من هذه الأحاديث المتقدمة : استحباب التداوي ، واستحباب الحجامة ، وأنها تكون في الموضع الذي يقتضيه الحال ؛ وجواز احتجام المحرم : وإن آل إلى قطع شيء من الشعر ؛ فإن ذلك جائز 0 وفي هذه الأحاديث دليل على استئجار الطبيب وغيره ، من غير عقد إجارة ، بل يعطيه أجرة المثل ، أو ما يرضيه ) ( التداوي بالقرآن والسنة والحبة السوداء – ص 17 ) 0
وقد وقفت على كلام لفضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله – يبين أنه لا توجد علاقة ما بين الممسوس بالجان وبين الحجامة كون أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، حيث يقول : ( لم يعهد أن الحجامة علاج لمس الجن والشياطين ، وإذا كان الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فإخراج الدم بالحجامة توسعة للعروق التي هي مجاريه فيزداد تمكنه ، مع أن الدم يوجد في اللحم في غير العروق ، فالشيطان والجني يلابس الإنسان في كل جسده حتى يغلب على إحساسه ، فهو كالروح التي تجري في جميع البدن ) ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة ) 0
قلت تعقيباً على ما ذكره فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله : ( إن المصروع بالجان قد يكون على أحوال ، فمنها أن يكون المس ناتجاً عن أفعال سحرية خبيثة ، ويكون إعطاء السحر في هذه الحالة عن طريق الأكل أو الشرب ، ومن ثم استقرار مادة السحر في مكان معين من الجسم ، وغالباً ما يكون الرأس أو المعدة ، وفي هذه الحالة تنفع الحجامة نفعاً عظيماً لاستفراغ مادة السحر من الرأس كما أشار لهذا المفهوم ابن القيم –رحمه الله– هذا من جهة ، إما من جهة أخرى فقد يكون المس أو الصرع ناتجاً عن أسباب عديدة أخرى ، وفي هذه الحالة تنفع الحجامة أيما نفع فيما لو استطاع المعالج القيام بتجميع الجني الصارع وفصده في الجبهة أو اليد أو القدم ، ويعتبر هذا الفعل نوع من أنواع الحجامة ، ومن هنا يرى أن للحجامة أثر بين واضح في علاج بعض حالات الصرع أو السحر ، أما دون ما أشرت إليه آنفاً فلا اعتقد أن للحجامة أي أثر بين على شفاء مرضى الأمراض الروحية ، كما أشار لذلك فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله – والله تعالى أعلم ) 0
قلت : وقد دلت النصوص على الآثار النافعة والفعالة للحجامة ، وقد أوردت كلام العلامة ابن القيم - رحمه الله - الذي يوضح ذلك المعنى ويبينه ، ويوضح كذلك علاقة الحجامة بالسحر ، وأثرها الفعال في إبطاله حال وقوعها في المكان الذي استقر فيه ، والشواهد العملية تؤكد ذلك وهي خير دليل عليه 0
ثانياً : أن تستقر مادة السحر في المعدة ، وهذا بالتالي يحتاج إلى استفراغ مادة السحر من المعدة :
* الاستفراغ :
قال ابن القيم - رحمه الله - : ( الاستفراغ في المحل الذي يصل إليه أذى السحر ، فإن للسحر تأثيرا في الطبيعة ، وهيجان أخلاطها ، وتشويش مزاجها ، فإذا ظهر أثره في عضو ، وأمكن استفراغ المادة الرديئة من ذلك العضو ، نفع جدا 0 انتهى ) ( الطب النبوي – ص 125 ) 0
ولذلك تستخدم الحجامة لاستئصال مادة السحر إن توصلت للرأس بواسطة الطرد ، وأما إن استقرت المادة في المعدة وهذا غالبا ما قد يحصل ، فيكون بالاستفراغ إما عن طريق الفم أو الشرج ، وهناك بعض الملينات التي يمكن استخدامها كمسهل للأمعاء ، ومن هذه المسهلات :
1- زيت الخروع ( Castor Oil )
زيت الخروع مسهل قوي يؤثر على الأمعاء الدقيقة للإنسان 0 وتقوم أنزيمات البنكرياس ( الليباز ) بتحليل الزيت إلى العنصر الفعال ( حمض ريسينوليك ) الذي يقوم بتنبيه الأمعاء وتسهيل حركتها لحدوث التأثير المطلوب 0
الجرعة :
يتم تناول 15 ملليلتر من زيت الخروع لتفريغ الأمعاء وإزالة التطبل والغازات قبل إجراء التحليل بأشعة اكس 0 ( وبفضل في حالة السحر استخدام 60 ملليلتر ) 0
دواعي الاستعمال :
يستخدم زيت الخروع كمسهل لتفريغ الأمعاء من أية بقايا غذائية 0
الأعراض الجانبية :
في حالة استخدام جرعات كبيرة يحدث غثيان وقيء ومغص وإسهال شديد 0
احتياطات الاستخدام :
يجب أن يراعى عدم استخدام زيت الخروع كمسهل لفترة طويلة وذلك لأن التأثير القوي للزيت يساعد على حدوث تقلصات معوية وجفاف نتيجة للإسهال الشديد المصاحب لاستخدام الزيت 0 كما أن استخدامه لمدة طويلة يؤدي إلى احتمال نقص امتصاص بعض العناصر الغذائية 0
موانع الاستعمال :
* في حالة السيدات الحوامل خوفا من حدوث الاجهاض 0
* في حالة وجود مغص أو انسداد معوي 0
( المصدر - النشرة الخاصة بدواء - Castor Oil ) 0
مع مراعاة أن هذا النوع من أنواع الزيوت يحتوي على مادة دهنية عالية قد تؤثر على مرضى الكبد أو من يعاني من مشاكل في المعدة 0
2- أقراص ملينة ( Dulcolax ) :
وهو ملين بالتلامس 0 عند إعطائه بالفم أو عن طريق الشرج يحدث حركة دودية طبيعية بتأثيره المباشر على مخاطية القولون ، ينشأ عنه عادة براز لين ، وهو خال من الأعراض الجانبية الشديدة ، ولا توجد أية موانع معروفة لاستعماله ، ويمكن إعطاؤه للأطفال ولكبار السن وللحوامل والسيدات المرضعات ، وللمرضى فاقدي الحيوية ، وعلى أي حال يجب توخي الحذر خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل ، ويجب استشارة الطبيب قبل إعطاء الملين للأطفال أقل من 4 سنوات 0
( المصدر - النشرة الخاصة بدواء Dulcolax ) 0
3- شراب ملين - لاكتيولوز ( Lactulose ) :
لاكتيولوز من السكريات الثنائية المخلقة ، يؤخذ عن طريق الفم ، ولا ينصح استخدامه في حالات الانفتال وعدم تحمل الجلاكتوز والفركتوز ، ولا ينبغي أن يؤخذ مطلقا على معدة خالية ويجب أن يؤخذ فقط بعد الأكل 0
4)- السنا المكي :
يقول الدكتور محمد علي البار : ( ولا شك أن السنا من أفضل الملينات ، إن لم يكن أفضل الملينات على الإطلاق 0 وذلك لأن مفعوله لا يبدأ إلا في القولون حيث يتم تحلله بواسطة البكتيريا القولونية 0 ولذا فإنه لا يؤثر على المعدة ولا الأمعاء الدقيقة 0 ولا يؤثر بالتالي على امتصاص الغذاء كما تفعل بعض الملينات والمسهلات 0 ولا يسبب إمساكا بعد فترة الإسهال ، كما تفعل بعض المسهلات التي يحدث بعد استعمالها خمول لحركة الأمعاء فيحدث الإمساك بعد الإسهال 0 ويضطر المرء إلى معاودة تعاطيها ، والتعود عليها 0 ولا يسبب السنا تقلصات في الأمعاء كما تفعل معظم المسهلات الأخرى ، وقد يحدث منه مغص خفيف سرعان ما يزول 0 ويبدأ التأثير والإسهال عندما يصل السنا إلى القولون وذلك يستدعي 6 – 12 ساعة أو أكثر ) ( الموسوعة الصيدلانية مارتيندال - Martindale 1989 وكتاب أفري جونس عن الإمساك ) 0 ولا يمتص السنا من الأمعاء ، وبالتالي لا يؤثر على الجنين ، كما أن الأم المرضع تستطيع استعماله لأنه لا يفرز في لبنها من الثدي " الموسوعة الصيدلانية مارتيندال - Martindale 1989 " ) ( الطب النبوي للألبيري - شرح وتعليق د 0 محمد علي البار 227 – 228 ) 0
ولابد من المشورة الطبية بالنسبة لكافة الاستخدامات السابقة ، مع مراعاة توفر الشروط التي تم ذكرها آنفا وهي : الكمية المستخدمة ، وطريقة الاستخدام الصحيحة والفعالة ، وطريقة الحفظ الصحيحة ، وفترة الاستخدام 0
أما بخصوص بعض طرق العلاج فإليك ذلك :
أولاً : استخدام زيت خلاوع ( 60 ملليلتر ) مع كوب عصير برتقال طبيعي قبل النوم 0
ثانياً : استخدام سنا مكي يعد من قبل الحواجي ( العطار ) ويؤخذ كوب يحلى بالعسل قبل النوم 0
ثالثاً : يؤخذ على رأس الملعقة من خليط دم الأخوين + قصة الأخت ( الحديدية ) وتخلط مع لبن زبادي وتؤخذ قبل النوم 0
ويفضل قراءة سورة البقرة على كل ما ذكر ، إضافة إلى الالتزام بالبرنامج العلاجي المذكور في علاج السحر 0
هذا ما تيسر لي أختي الفاضلة ( اللهم اغفر لنا ) ، مع تمنياتي لك بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
هل من الممكن موافاتي بطرق لعلاج السحر المشروب أو الماكول للتخلص من مادة السحر ؟؟؟
لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى ) 
