د. محمد خير الشرع
ماجستير طب أسرة
تعتبر الحمى وارتفاع الحرارة من العلامات والأعراض التي غالباً ما تثير قلقنا، وترافق الكثير من الأمراض. وهي علامة قيمة على فعالية المرض.
وهناك اعتقاد شائع بين عامة الناس أنه كلما كانت الحرارة مرتفعة دل ذلك على خطورة المرض وهذا غير صحيح. مثال ذلك (التهاب اللوزتين يمكن أن يرفع درجة حرارة جسم المريض إلى 40مْ (أما احتشاء العضلة القلبية يرفع حرارة الجسم حتى 38مْ وبعض أجزاء من الدرجة).
أي أن درجة الحرارة لا تعبر عن شدة المرض وتزودنا الحمى بمعلومات مهمة حول وجود المرض (لا سيما في حالة الانتانات) وتبدل الحالة السريرية للمريض. كما أن نمط الحمى مفيد في وضع التشخيص.
وتعرف الحمى بأنها ارتفاع مفاجئ في درجة حرارة الجسم المستقرة.
والمعدل الطبيعي لحرارة جسم الإنسان المأخوذة عن طريق الفم (الفموية) هو ما بين (36 4,37 مْ) أما المأخوذة عن طريق الابط تكون أقل بنصف درجة، والمأخوذة عن طريق المستقيم أكثر بنصف درجة عن الفموية.
وهناك حالات يكون فيها ارتفاع الحرارة طبيعياً (فيزيولوجياً) وليس مرضياً مثل الارتفاع الطفيف في الحرارة الذي يحدث بعد الإباضة أثناء الدورة الطمثية وخلال الثلاث الأول من الحمل.
وللحمى درجات: وهي الحمى الخفيفة تكون درجة الحرارة (38 39مْ) والحمى المتوسطة تكون ما بين (39 40مْ) والحمى الشديدة أكثر من (40مْ). وهناك مصطلح الحمى مجهولة السبب أو المنشأ وهي ارتفاع الحرارة أكثر من (38مْ) لفترة أكثر من 20 يوماً عند المرضى الذين يكون التشخيص المرضي لديهم غير معروف.
ولارتفاع الحرارة والحمى تأثير على جسم المريض منها:
تجفاف
تسرع عمل القلب (النبض)
تزيد من أذية وتخريب خلايا الأنسجة
تزيد من قصور القلب
اختلاجات (حرورية)
الحمى الشديدة في الثلث الأول من الحمل قد تسبب عيباً ولادياً (مثل غياب الدماغ)
ومن الأسباب المؤدية إلى الحمى وارتفاع الحرارة:
الأخماج بكل أنواعها (الجرثومية، الحموية، الطفيلية، الفطرية) مثل (الانتانات التنفسية، الانتانات البولية، السل، داء الشعيات، داء المقوسات الملاريا، داء الامبيات، داء السالمونيلات، داء البروسيلات، الخراجات، تحت الحجاب، حول الكلية، التهاب الشفاف الخمجي وغيرها).
* الأمراض القلبية الوعائية: (احتشاء العضلة القلبية، الصمة الرئوية)
* الأمراض الهضمية: (التهاب الكبد، الكبد الكحولي، خراجة الكبد، الأمراض المعوية الالتهابية).
* أمراض الدم: (اللمفومات، الابيضاضات، فاقات الدم الانحلالية).
* أمراض الغدد الصم: (فرط نشاط الدرق، ورم القواتم).
* الأمراض العصبية: (النزف الدماغي، أذيات الدماغ، أمراض الدماغ والنخاع الشوكي، أذيات النخاع الشوكي، الأمراض التنكسية).
* الأمراض المناعية: الذأب الحمامي الجهازي، الحمى الرئوية، التهاب الشرايين العقد، التهاب الغضاريف الناكس، التهاب الجلد والعضل، داء ستيل.
* الامراض الناجمة عن العوامل الكيمائية: (التفاعلات الدوائية، فرط الحرارة الخبيث نتيجة التخدير).
* الأورام الخبيثة ومنها الأورام البدائية، في القولون، الكبد، المستقيم، الكلية، والأورام الانتقالية في الكبد.
* أسباب أخرى مثل الداء الغرناوي، الساركوئيد، حمى البحر المتوسط العائلية.
المعالجة: يجب تشخيص ومعرفة المرض الذي أدى إلى الحمى وارتفاع الحرارة، وهناك خطوات يجب اتباعها وأدوية يجب اعطاؤها للمريض لخفض الحرارة المرتفعة منها:
* الأدوية الخافضة للحرارة:
الاسبرين: للأطفال من 30 - 65 مغ/كغ/4 جرعات يومياً
للكبار من 300 - 600 مغ/كغ/4 جرعات يومياً
الباراسيتامول: للأطفال من 30-40 مغ/كغ/يوم
للكبار حتى 3 غ/24 ساعة.
* الكمادات الخافضة للحرارة (المبردة) - الماء البارد، حمام الثلج.
* تعويض السوائل.
إن معظم حالات ارتفاع الحرارة والحمى تنجم عن الانتانات وهي قصيرة الأمد وسهلة التشخيص ويجب ألا تثير قلقنا ولكن يجب التعامل معها بجد واهتمام وخصوصاً عند الأطفال.
المصدر : مجلة الصحة والطب .
&( مقال ... الحمى وارتفاع الحرارة )&
