الاخ الفاضل عبدالله بن كرم:
أجريت حجامة في التاسع عشر من هذا الشهر وكان الدم الخارج من منطقة الكاهل متخثرا وكما تقول الدكتورة يحتوي على اخلاط كثيرة ....هل معنى هذا اني احتاج للاحتجام مرة اخرى؟؟
وكم المدة التى يجب ان انتظرها بين كل حجامة واخرى؟؟
عندي تقرحات في الفم ولذلك عملت لي الطبيبة حجامة في منطقة الذقن فهل هذا كافي ام تقترح علي اماكن اخرى للاحتجام؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ( أختي الفاضلة .. المحتسبة .. ) حفظها الله ورعاها .
إعلمي أختي الفاضالة ( لقد اجريت الحجامة في تاريخ ويوم مناسبين جدا .. وهي أفضل تواريخ وأيام الحجامة .. 19 من هذا الشهر ، و كان يصادف يوم الخميس بالتحديد ) . أوصى بهما الصادق المصدوق .. رسول الله صلى الله عليه وسلم .
(( فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ الحجامة على الريق أمثل ، وفيها شفاء وبركة ، وتزيد في الحفظ وفي العقل ، فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس ، واجتنبوا الحجامة يوم الجمعة ، ويوم السبت ويوم الأحد ، واحتجموا يوم الأثنين ويوم الثلاثاء فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب ، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء فإنه اليوم الذي أُبتلي فيه أيوب ، وما يبدو جذام ولا برص إلا في يوم الأربعاء ، أو في ليلة الأربعاء )) ــ رواه ابن ماجه والحاكم والسني وأبو نعيم ــ
وعن ابن عباس رضي الله عنهما : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة وتسع عشرة ويوم إحدى وعشرين )) ــ رواه الترمذي 2066 ــ
ويقول الإمام إبن قيم الجوزية رحمه الله تعالى :
** وهذه الأحاديث موافقة لما أجمع عليه الأطباء ، وأن الحجامة في النصف الثاني ، وما يليه من الربع الثالث من أرباعه أنفع من أوله وآخره ، وإذا استعملت عند الحاجة إليها نفعت أي وقت كان من أول الشهر وآخره ** .
والإنسان بطبيعته يتأثر بعملية المد والجزر ، فالأرض مكونة من 70% ماء و30 % يابسة تقريبا ، وكذلك حجم الإنسان فإنه يتكون من 70% دم وسوائل و30% جسم ، والدم إذا كان في حالة مد ( هيجان وثوران ) فإنه يصبح مهيئا للتدفق بكميات كبيرة ، فلا تصلح الحجامة وقد تكون ضارة جدا ، وهو أمر غير مرغوب فيه ، لذا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يختار هذه الأيام والبذات 17 ، 19 ، 21 ، إلا لهذه الحكمة ، وهي أنسب الأيام لعمل الحجامة .
ولقد أثبتت الدراسات العلمية مؤخرا [[ إن الإنسان يتأثر ، بنتيجة حدوث المد العالي ، ويكون مزاجه حادا ، فيزداد غضبه ، وتزداد انفعالاته ]] .
وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم صوم الأيام البيض من الشهر ( أي بياض وجه القمر ) وهي أيام المد العالي ( وهو ارتفاع منسوب المياه عن سطح الكرة الأرضية في كل العالم ) .
ويبلغ القمر أوج اكتماله في الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر ، وهو ما عبر عنه القدماء بقولهم : يتبيغ به الدم ، وتهيج به الأخلاط .
وفي تلك الأيام ، أي 17 ، 19 ، 21 ، من الشهر القمري يكون فيها دم الإنسان مهيئا لإخراج ما به من أخلاط كانت راكدة ، أثارتها تلك الحركة الكونية ، فحركت في جسم الإنسان أعضائه الحيوية وزادت من نشاطها حتى اصبحت عملية اخراج تلك الأخلاط الفاسدة سهلة وميسرة .
لذا يا أختي الفاضلة : لا تتعجبي أو تستغربي من خروج هذه الأخلاط أو التخثرات .
أما بخصوص سؤالك أختي الفاضلة ، عما إذا كنت تحتاجين الحجامة مرة أخرى ، فهذا الأمر تحدده الأخت الفاضلة جزاها الله خيرا ، التي قامت بحجامتك ، فهي تستطيع أن تحكم بذلك بمجرد النظر إلى الدم في كأس الحجامة ، فإن كانت هناك أخلاط ، تحاول السحب مرة ثانية وثالثة ، وعموما فإن عملية الشفط لا تتعدى أكثر من ثلاث كاسات كحد أقصى ، وسنلاحظ بتوقف خروج الدم تلقائيا وببطئ شديد وبقطرات قليلة بالكاد أن تخرج ، وخروج الدم النقي الأحمر الذي يميل إلى اللون الوردي مما يدل على خروج كل الأخلاط .
وقد نلاحظ في بعض الأحيان خروج سائل البلازما بكثرة وهو سائل يميل إلى اللون الأصفر وهذا يدل على سلامة العضو الذي خرج منه .
أما بخصوص سؤالك أختي الفاضلة عن المدة التي يجب أن تنتظرينها بين كل حجامة وأخرى ، فاعلمي وفقك الله ، إن هذا الأمر يختلف من بين شخص وآخر ، مع مراعاة السن والفرق بين الجنسين والتحمل البدني على حسب السن ، بالإضافة إلى الأمور الصحية والتي يجب مراعاتها ، والحجام الماهر الممارس هو وحده من يقدر هذا الأمر ويميز بين هذا وذاك ، فمثلا الشخص السليم يمكن أن يعمل الحجامة مرتين أو ثلاثة مرات في السنة ، بين كل ثلاثة أشهر أو بين كل ستة أشهر كوقاية ضد الأمراض ، وخاصة في هذا العصر الذي يشهد أكبر عملية تلوث بيئي . لم يشهده التاريخ البشري من قبل .
وهناك حجامات خاصة تعمل للمريض في كل شهر أو شهرين (( وخاصة الذين يعانون من الضغط والسكر ، والكبد الوبائي ، والسرطان ، والجلطة )) مع المتابعة الدقيقة والمستمرة والرعاية الخاصة ، بالإضافة إلى التحاليل والفحوصات الطبية والأشعة .. حتى يتم العلاج بأكمل وجه وثم الشفاء بإذن الله .
أما بخصوص تقرحات والتهابات الفم : فإني أنصحك أولا وقبل كل شيئ ( بأكل الرمان ) فهو مجرب .
أما بخصوص الحجامة ، فبالإضافة إلى موضع الذقن الذي قمت باجراء الحجامة عليه ، فاقترح عليك بأن تجري حجامة جافة على المعدة بدون تشريط الموضع رقم ( 41 ) وحجامة رطبة ( تشريط على فم المعدة ) رقم ( 121 ) وحجامة رطبة على ( مثلث اللوز ) رقم ( 20 ، 21 ) ، قد تكون هذه الإلتهابات بسبب المعدة .
ويمكنك الدخول في قسم الحجامة بهذا المنتدي ( مواضع الحجامة على حسب المرض ) للتعرف على المواضع التي ذكرناها لك أعلاه أختنا الفاضلة .
مع تمنياتي لك بالشفاء العاجل إن شاء الله تعالى . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وبارك فيكم إن شاء الله تعالى .. ( أختي الفاضلة ) مع تمنياتي لك بالصحة والسلامة والعافية . واشكرك على هذا السؤال الهام . ( مع شكري واحترامي وتقديري للشيخ والمربي الفاضل ) أبو البراء .. حفظه الله تعالى .
لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
إحصائية العضو
آخـر
مواضيعي
الشكر موصول للجميع على تكاثفهم وتعاضدهم في السؤال والاستشارة والمشورة وطلب العلم وصولاً للحق ، لا لأمر آخر ، شكر الله سعيكم ، وأعانكم على تحمل أمانة هذا الدين ، مع تمنياتي لكم جميعاً بالصحة والسلامة والعافية :
سؤال عن الحجامة ( خروج الدم وبه أخلاط ) ؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم ( الحمد لله )
لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى ) 
