بقلم :د. بسام درويش
من المعروف أن أساس السعادة الزوجية التوافق بين الزوجين، القائم على الاحترام الذي ينبع من تقدير كل من الشريكين للآخر. فالزواج مسؤولية مشتركة وسعادة طرف لا تكفي، ولكي نضمن استمرارية الحياة الزوجية السعيدة لابد أن يسعى كل زوج لإسعاد الآخر وهذا يتحقق بالتعاون الخلاق والمثمر، فالسعادة الحقيقية للإنسان لا تتحقق إلا عندما يضيء الطريق للآخرين ويشع نوراً لنفسه، حينها يدرك الإنسان ماهية السعادة.
واستناداً للدراسات الاجتماعية فقد تبين أن العديد من الأشخاص قد نسي كيف يحافظ على حب دام بناؤه سنوات عديدة. فالنجاح باستمرارية الحب يعتمد أساساً على الاحترام المتبادل والحوار الفعال والتواصل المستمر، إضافة إلى ضبط النفس والتزام الهدوء لدى التعرض لأي مشكلة.
إذ أن أي مشكلة مهما كانت كبيرة يمكن حلها بالهدوء والتفكير الايجابي، أما العصبية والتفكير السلبي فيدمران ما يأتي أمامهما، وغالباً ما تتفاقم المشكلة وتكبر إلى درجة يصبح من الصعب حلها، وان تم ذلك فإن آثارها تطفو على السطح بين الحين والآخر.
إن مقومات المحافظة على علاقة جميلة تقتضي من كل شخص أن يقف وقفة الجريء أمام مرآة ذاته، ويناقش ما يفكر به وما يطمح إليه وكيف ينظر إلى الشريك الآخر كإنسان وكيف يتعامل معه في حالتي الخطأ والصواب.
ومما لاشك فيه أن الاعتراف بالخطأ وسيلة خلاقة في منع تصدع جدران العلاقة الزوجية.
وبالطبع ليس مهماً الاعتراف بالخطأ بقدر ما هو مهم تحليل الظروف التي أدت لارتكاب هذا الخطأ أو الوقوع فيه، والعمل على وضع خطة فعالة لتجنبه مستقبلاً وتصحيح مسبباته.
أما التعالي والتكبر والأنانية وتهميش الآخر فهي من العوامل المساعدة ليس على تصدع الجدران بل على نسفها من جذورها.
يعتقد الكثير من الأشخاص أن الأخصائي النفسي يعالج المرضى المختلين عقلياً، ولهذا يكفون عن زيارته وهذا الاعتقاد خاطئ. إذ أن الطبيب النفسي يمكنه أن يساعد الكثير من الأشخاص على تجاوز مشكلاتهم بتأثيراتها النفسية والجسدية، ولهذا فإنه لدى عدم تمكن الزوجين من حل مشكلاتهما وللحد من تفاقمها يمكنها مراجعة الطبيب المختص بالصحة النفسية أو المختص بالمشاكل الاجتماعية، ومثل هذه الاستشارة يمكنها أن تحقق فوائد عديدة وبشكل خاص تؤمن حماية كل شريك للآخر، والمحافظة على جوهر العلاقة السامية التي تربط بينهما تحت سقف واحد.
يعتبر الزواج النهاية السعيدة لقصة حب حالمة يمكنها أن تظل يانعة وتفوح منها الروائح الطيبة كل صباح إذا ما أدرك كل من الشريكين أن الزواج رحلة كفاح مشتركة للحفاظ على القلب الذي ينبض بالحب دائماً.
ولأن الحياة المعيشية صعبة وتعترضها الكثير من الصعاب فإنه ينبغي أن نحاول ألا نعكر صفو مزاج أفراد الأسرة أو الشريك الآخر، فالبيت يجب أن يكون واحة غناء لتحقيق الصفاء والهدوء وهو التربة الخصبة التي تنبت فيها الأزهار الجميلة والمعاني الإنسانية الرائعة. وشعلة الحب المتقدة تحتاج إلى الاحترام والصدق وتبادل أحاديث الإطراء والكلمات الجميلة وتقديم الهدايا الرمزية التي تثمن دور الآخر وتزيد من قدره واحترامه.
همسة
«الاحترام أساس متين لعلاقة مميزة».
المصدر : مجلة الصحة أولا .