( 1 )
لدي سؤال فهل أجد لديك الجواب ؟
لماذا هذا الحزن جزء من نسيجنا البشري ،
كأننا لن نكون إلا به ، ولا نعرف الحياة إلا بوجوده الدائم والملاصق لنا ،
وكأنه القاعدة الأساسية على سطح هذا الكوكب ؟ هل ( الإنسان ) مزيج من ماء وطين و حزن ؟؟
ولماذا الفرح مجرد ضوء خاطف في حياتنا الإنسانية لا نراه إلا لماما ،
ولا يقترب منا أو نقترب منه إلا أحيانا ، ولا نعايشه إلا برهة بين الحزن والحزن
أو كاستراحة قصيرة لمحارب بين حـرب و حـرب ؟ أو كأنه سراب خادع في صحراء الحزن ؟
( 2 )
ماذا أكتب ??!
الحزن مطبق بظلاله الكثيفة على قلبي الدامي ؟
و آلامي تزداد
والجراح تتفتح
والأشواك تملأ الطريق
والجو خانق
اللزوجة تلتصق بالصدر
تعتلج الأنفاس
ويضيق الخناق
أكاد لا أجد نسمة هواء
هم ثقيل على الصدر كأثقل ما تكون الجبال
شيء لا يحتمل
ربِ
أنقذني من وهدة هذا الظلام
من مستنقع الأحلام
من العفاريت الضخام
من أصوات
من دائرة الأحزان
من آلام
من أسئلة لا تنام
( 3 )
ذات يوم التقى الأمل والذكريات واليأس والسعادة ودار بينهم هذا الحديث
قال الأمل
قد كنت يوما شمس الحياة يحملني النسيم لكل مكان
أشدو في أذان الناس أجمل الألحان و اليوم أصبحت كلمة تتناقلها الأفواه دون معنى .
وسكت لبرهة
فتحدثت الذكريات لتقول
أنا ماض لا يعود من حياة البشر
وقد أصبحت مقيدة في خطوط القلم يصفعني الشوق و الألم فأين أنا ؟
وأغلقت عيناها لتنحدر دمعة على وجنتيها .
فقال اليأس في كبرياء
في الحياة أسرار و أعظم أسرارها أنا
كم خلفت ورائي من عيون أتعبها البكاء
و أشواقا قطعتها ليحل محلها الجفاء
لا تحسبوني مذنب فهكذا طبع الإنسان يشتكي من دون أن يفكر
ويبكي من دون أن يخبر وهو يعلم أن بيده أن يستمتع بالدنيا
و يستغني عني .
وحينما سكت اليأس
تطلع الجميع إلى السعادة التي كانت تقف بعيدا عنهم
فأخذوا ينظرون إليها ببرود إلى أن قالت
أنا حلم يعانق الأجفان و خيال يعيش في عنق الأذهان
أنا مفتاح الدنيا و لن يعثر علي أحد إلا ذوو القلوب الصافية
و أنا قريبة من اليأس لأزيحها عن اليأس وأزيحه عن صاحبه
و أكون في عمق الذكريات لأضفي عليها شيئا من بريق الأمس
. فأنا عماد الأمل لهذا لا يحق لكم تشكوا أو تبكوا لأنكم تعلمون
أن الحياة مدرسة و تجاربها شهادة لن تنالوها من أعلى الجامعات
فهل عرفتم أين أكون وكيف يمكنكم الوصول إلي
وهكذا أسدل الستار على حديثهم
و في النهاية كانت السعادة هي ما نبحث عنه
و لكن لا نعلم كيف السبيل إلى الوصول إليها .............
لأن الأمل ضائع ..والذكريات حبيسة الأدراج ..
واليأس مسيطر على الإنسان
*****
حياتنا
عالم صغير
يتضاءل يوميا
هل يستحق أن يعاش ؟
( 4 )
أعوام تمر و نحن نجرب بل و نمارس طقوس الحياة ،
ونشاهد نفس الشمس كل يوم ، ونحاول جاهدين إقناع أنفسنا بأن شمس اليوم تختلف عن شمس أمس ،
وأن شمس الغد ستكون أفضل من شمس اليوم ، كما أن الوجوه هي نفس الوجوه ،
والأسئلة تدور في دوائر غير مكتملة ، والملل والسأم و الروتين المستمر، وحياة متكررة معادة ،
قد تضيق بوجودنا فيها أو صدورنا بها ، ورغم مرور الأيام فإننا لم نستمرئ تقبل هذه الآلام إلا بمضض لا يحتمل ،
وأصبحت طقوس الوجود لا معنى لها و لا هدف ،
يوم يأتي و يمضي ، وليل يكر إثر نهار ، و شمس متبلدة الإحساس ، و قمر لا معنى لوجوده فقد فَقَدَ جدواه ،
ونجوم غائرة في البعد ، والأرض كوكب تافه في خضم المجرات .
أصبح كل شئ لا يطاق رغم إنه يحبب تجربة الموت و يحض عليها ..
لولا :
شعلة حب
ابتسامة أمل
وردة تتفتح
و طفلة تمرح
لولا :
إيمان مطلق بالخالق جل في علاه
لكانت هناك تجربة أخيرة على سطح هذا الكوكب .
منقول