إن شهرَكم هذا قد آذَن بالوداع، وإن ما بقِيَ منه فسيمُرُّ كطرفة عينٍ أو لمحِ بصرٍ؛ فإنه عند ذوِي الألباب كفَيْءِ الظلِّ، بينما يرونَه سابغًا حتى قلَص، وزائدًا حتى نقَص. وإن ما بقِيَ من الشهر هو المِضمار، وفي خِتامِه السبق، والجائزةُ الجنَّة.
وإنما تزدادُ الجِيادُ سُرعةً في النهايات، والعبدُ الموفَّقُ هو من أدركَ أن حُسن النهاية يطمِسُ تقصيرَ البداية، وما يُدريكَ - يا عبد الله -! لعل بركة عملك فيه مُخبَّأةٌ في آخره؛ فإن الأعمال بالخواتيم. وكم من عبدٍ شمَّ مِسكَ الختام في خِتامِ المِسك.
الشيخ سعود الشريم حفظه الله.