تبين لي أنه لا فائدة من وجود مربٍ حكيم في مجتمع أو أناس لا يقدِّرون له صفاته! أو لا ينظرون إليه على أنه كذلك! وكم من عالم ربانيّ عاش بين أُناس لم يستفيدوا منه سوى إقامة حجة الله عليهم !! وكم من عالم ربانيّ عاش بين أناس تخرجوا على يديه زرافاتٍ ووحداناً علماء ربانيين!! بل كم من أناس رحلوا إلى من بَعُدَ عنهم من العلماء الربانيين والهداة الهادين فاستفادوا منهم واقتبسوا من هديهم على البعد، في الوقت الذي حُرِمَ منه بعض مَنْ يعيش بين ظهرانيهم!!.
اوافقه على ذلك .. واعتقد ان لكلامه شبيه في مجتمعنا ..
نجد جماعة من الصديقات واحداهم ملتزمة .. عند سماعهم للاغاني تنكر ذلك .. فيستهزؤن بها ..
عند سفورهم تنكر عليهم ذلك .. فيستهزؤن بها ..
عند الحديث وغيبة فلانة وفلانة تنكر هي ذلك .. فيستهزؤن بها ..
نهاية المطاف تصبح هي النكدية هي مفرقة الشمل هي المعقدة .. هي .. هي .. هي
لانهم لم يعرفوا قيمتها .. فيا حسرتهم على فقدانها..
استمري كلمات بارك الله فيك ..
نعم أختي وجدتني وأنا كذذلك أوافقه الرأي إذا كان الناصح والمرب قد أدى حق النصيحة بالحكمة والموعظة الحسنة وبالأخلاق ورعاها حق رعايتها لا أعلم إن كنت مصيبة أم مخطئة لكن أرى كثيراً من النصحاء ينفرون الناس بأسلوبهم أكثر من الدعوة لهدايتهم، وأرى أن الصبر وتحمل الأذى والرفق بالناس وتكرار الدعوة من طرق متعددة وبأساليب مختلفة خصوصاً في بعض المسائل المنتشرة والتي تحتاج وقتاً لتغيير نمط الناس عليها في هذا الزمن والله المستعان
والله أعلم
بالنسبة لصديقاتك واسمحي لي بهذه المداخلة حاولي توضيح موقف صديقتك منهم واسعي لاصلاح ذات بينهم وأنها تريد مصلحتهم وتسعى لخيرهم وكذلك هي أخبريها أن تصبر عليهم وترفق بهم وشيئاً فشيئاً بالتدريج لعل الله يهديهم بها ويجعلك سبباً لذلك بإذنه تعالى الأمور هذه تحتاج وقتاً وجهداً أختي وحكمة الا إذا كان الأمر مستفحل كثيرا في صديقاتك وتأثيرهن السلبي غلب الطبع السوي فيهن وهي لم تقصر في نصحهن بالمعروف عندها فعلاً يكن قد خسرنها ولا حول ولا قوة إلا بالله
بالنسبة لما ذكرته أختي وجدتني أريد التنبيه أن الذي يأمر بالمعروف و ينهي لا يلتفت إلى ردود الفعل
و إنما يشتغل بنفسه و يحذر من أن يقع فيما نهى عنه ( هذا هو المهم )
و ألا يخالف شروط و ضوابط الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
و إلا سيقع في أمور لا تحمد عقباها و ربما يسبب نفور الناس من الدين
و بما انكِ أختي ' وجدتني ' ذكرت موضوع من يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و ما يلاقيه من أذى
فقصص الأنبياء خير دليل على فن الدعوة إلى الله
و أيضا منه نلتفت أختي كلمات إلى جملة ذكرها الكاتب و هي أن الأخلاق الحميدة موجودة في القرآن
أذكر من بين تلك الأخلاق بآية " يا ليت قوم يعلمون "
( و أرجو أن تشاركوني بآيات أخرى عن الأخلاق)
كلمة قالها رجل سور يس بعدما قتله أصحاب القرية
لم يأبه إلى فعلهم الشنيع و لكنه من شفقته عليهم تمنى لو يراه القوم و ما هو فيه من النعيم حتى يسلموا
و من أعجب ما يستنبطه المرأ من مقولته " يا ليت قوم يعلمون " أنه داعي إلى الله حيا و ميتا
فالشفقة على الناس تحث على الدعوة إلى الله دون عناء
كثيرة هي الآيات التي تلفتنا إلى الأخلاق ومنها ما ذكرته في حسن الخلق عند الدعوة .. عدة آيات وقصص طرأت في ذهني عند ذكرك للرجل في قصة يس وأعتقد أن قصته مفصلة بسرد أطول في سورة غافر أو هي لغيره والله أعلم لكن القصة لمن يتدبر في السورة الكريمة تبين كيفية دعوته لقومه وحرصه على هدايتهم بصورة تتجلى فيها الأخلاق والرفق واللين ولا أدل على ذلك أيضاً من قوله تعالى للنبي موسى عليه السلام حين بعثه مع أخاه هارون عليه السلام لدعوة الطاغية فرعون فأمره تعالى في سورة طه بقوله : ( فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44))
وكذلك أختي حكيمة تتجلى صفة الحلم والصبر في نبينا إبراهيم عليه السلام حتى عاتبه ربه في مجادلته لإمهال أمر الله في قوم لوط حين جائته الملائكه تخبره بذلك وتبشره باسحاق، ثم أثنى عليه بصفة الحلم ودافعه لذلك من هذه الخصلة الكريمة فيه عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم، والآيات في ذلك وردت في عدة سور منها سورة هود حيث قال تعالى: (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ (75))
وآيات أخرى عديدة في ذلك هذا ما استحضرته منها حالياً
بالنسبة للأخت الصديقة هى في موقع دفاع و تبرير وضعها و ليس في موضع دعوة ..
قد يدعوا الإنسان الناس إلى الأخلاق الحسنة بأسلوبه في العمل و المعاملة و صون نفسه عن مواضع الزلل و الشبهات دون أن يدعوا مباشرة ..
و لكن أهم شيء الثبات و عدم التأثر بالإستهزاء أو السخرية من الغير .. فهناك ضعاف النفس الذين إذا كثر حولهم رفاق السوء أنقادوا إليهم فكما يقولون الصاحب ساحب ..و المرء على دين خليله
و لذا يجب الحرص على الصحبة الطيبة التي تعين على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
أما التصدر للدعوة و النصح فلها شروطها و يجب أن تتوفر في الشخص الداعي حتى يستطيع تحقيق الهدف المرجوا..
بارك الله فيكِ أختي أم سلمى مشكورة على مرورك الرائع وكلماتك الطيبة جهد متواضع أختي جزيتِ خيراً
أختي وجدتني نعم فهمت الموضوع أنها تحاول دعوتهن لكن كما ذكرت أختي أم سلمى في تعقيبها ما دام الأمر كما وضحته أسأل الله لنا ولها الثبات والصحبة الصالحة المعينة على ذكره