ليلة القدر منحه إلهيه .. وعطية ربانية .. وهي أفضلُ ليالي السنة اختصها الله عز وجل من بين الليالي ،فجعل العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر ، وهي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر ..
قال تعالى في سورة القدر :** إنا أنزلناهُ في ليلةِ القدر *وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِ أمر *سلامٌ هي حتى مطلع الفجر **
سبب تسميتها بليلة القدر :
أولا : سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم ، أي ذو شرف .
ثانيا : أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة ، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام ، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه .
وقال تعالى في سورة الدخان :** إنا أنزلناهُ في ليلةٍ مباركةٍ إنا كنا مُنذٍرين * فيها يُفرَقُ كلُ أمرٍ حكيم **
ثالثا : وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )متفق عليه
وقد اختلف في تعيين هذه الليلة من بين اللّيالي الوتر من العشر الأخير من رمضان، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: « تحرَّوا ليلةَ القَدر في الوِتر من العَشر الأخير من رَمضان » رواه البخاري. فمنهم من يَرى أنها ليلة الحادي والعِشرين، ومنهم من قال: إنها ليلة الثالِث والعشرين، ومنهم من يقول: إنها ليلة الخامِسِ والعشرين، ولكن أكثرهم على أنها ليلة السابع والعشرين من رَمضان.
علامات ليلة القدر :
لليلة القدر علامات مقارنة وعلامات لاحقة .....
العلامات المقارنة .....
قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة ، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيداً عن الأنوار .
الطمأنينة ، أي طمأنينة القلب ، وانشراح الصدر من المؤمن ، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي .
أن الرياح تكون فيها ساكنة أي لا تأتي فيها عواصف أو قواصف ، بل بكون الجو مناسبا .
أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام ، كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم .
أن الانسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي .
العلامات اللاحقة :
أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع ، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام ، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال : أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنها تطلع يومئذ ٍ لا شعاع لها )-رواه مسلم .
فضائل ليلة القدر:
أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن ، قال تعالى:** إنا أنزلناه في ليلة القدر **
أنها ليلة مباركة ، قال تعالى:** إنا أنزلناه في ليلة مباركة **
يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام ،قال تعالى ** فيها يفرق كل أمر حكيم **
فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي ، قال تعالى ** ليلة القدر خير من ألف شهر**
تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة ، قال تعالى ** تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر **
ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر ، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها ، قال تعالى:** سلام هي حتى مطلع الفجر **
فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عز وجل ، قال صلى الله عليه وسلم :
( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) - متفق عليه
*** ليلة القدر ***
إنها ليلة الخيرات .. ليلة النفحات ..
ليلة العتق من النار .. ليلة الرحمة ..
من فاتته هذه الليلة فهو المحروم حقا ! قال صلى الله عليه وسلم : ( من حرمها فقد حرم الخير كله ! ولا يحرم خيرها إلا محروم ) رواه ابن ماجه ..
أخي : ألا تحب أن تكون من المغفور لهم ؟!
ألا تحب أن تنال خيري الدنيا والآخرة ؟!
إن ليلة القدر ليلة الدعاء .. ليلة طلب الحاجات من ملك الملوك .. من الغني .. من بيده خزائن السموات والأرض .. فاجعل طلب الغفران والعفو في تلك الليلة في مقدمة دعائك .. وسل الله تعالى المعافاة في الدنيا والآخرة .. ولا تدخرن دعاء فيه صلاحك من خير الدنيا والآخرة ..
ليلة القدر .. فرصة غالية في عمرك .. فلا تمرن عليك وأنت غافل !!
وقد سألتْ عائشةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت إن علمتُ أيّ لَيلةٍ ليلةُ القدر ما أقول فيها ؟ فقال: « قولي: اللّهمّ إنَّك عفوٌّ تُحبُّ العفو فاعفُ عَني » رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
فهيا نسارع إلى الخيرات فلم يبق من رمضان إلا القليل , فمن أحسن فيه فعليه بالتمام , ومن كان فرط فيه فليختمه بالحسنى فالعمل بالختام....
جعلني الله وإياكم من المقبولين في شهر الصيام .. ومن الموفقين لقيام ليلة القدر إيمانا واحتسابا ..... آمين ...
==========
منقول بتصرف...