عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 15-03-2007, 07:11 AM   #2
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

ضرب الزوجة الناشز (الهدى) تغضب وتعقب!



السؤال:

السلام عليكم :عاجلة للمستشار : علي بن مختار بن محمد بن محفوظ حفظه الله لفت انتباهي استشارة منشورة بتاريخ: 26 شوال 1426 هـ: 27- نوفمبر -2005 للسائلة : اختكم في الله ((أعانها الله على ماهي فيه))
http://www.lahaonline.com/index-coun...ew&sectionid=2
حقيقة سبب إرسالي بهذه المشكلة هو إجابتك عليها واخص بها بعض النقاط الاخيرة منها فقط.. شيخي الكريم هل قرأت المشكلة كما هي وبإحساس حيادي يقف على حقيقة مكانة المرأة في الاسلام ام انه كان ردا نابعا من رغبة في اكمال هذه الحياة بأقل الاهانات والتنازلات والتي للاسف تتحمل الزوجة اغلبها؟!
هل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لو كان حيا إلى يومنا هذا وعرضت عليه مثل هذه المشكلة من رجل (يضرب) امرأته ويهينها قولا وفعلا.. هل كان عليه الصلاة والسلام سيرد بهذه الطريقة التي لا تخلو من ظلم صريح واجحاف في حق هذه المسكينة؟!
هل ضرب المرأة في الإسلام مباح؟!
هل يحق للزوج ضرب امرأته متى شاء واهانتها متى شاء وعلى الزوجة التغاضي والتذلل والاعتذار ايضا كما ذكرت يا شيخي الجليل؟!
استحلفك بالله ان تكون منصفا ولا اعني بذلك ان تدعو هذه الزوجة إلى طلب الطلاق ولكن على الاقل لا تلقي بكل الحمل عليها هي وهي فوق كل هذا المظلومة والملكومة؟!
وتقول: (ويحب الزوجة المنكسرة المطيعة، أو يحب المرأة السلسة المستسلمة، إلا في حالات شاذة يحب فيها الرجل المرأة القوية وهذه الحالات تحتاج لعلاج نفساني.. فزوجك لم يستجب للحل الذي توصلت إليه بأنه يحبك قوية أو متسلطة، وازداد زوجك عنادا ودخل معك في التحدي وفي النهاية أنت الخاسرة) هل ترى أن تقبل المرأة للزوج الذي يتجرأ ليمد يده عليها ويهينها يعد من الطاعة للزوج؟
هل هذا ما أمر الله به.. ولماذا تقول إنها ستكون الخاسرة إن هي اعترضت على هذه المعيشة الضنكة ويكفي اهانته لها!.. والله لو فعل ما فعل فهو قابل للتحمل إلا أن يصل الأمر إلى الضرب او حتى مجرد التفكير فيه؟ ما أكرمهن الا كريم وما أهانهن الا لئيم
ولا تمتنعي عن النوم معه بحجج واهية أو لخلافات مستمرة خاصة، فالعلاقة العاطفية الجنسية قد تصلح ما انكسر إضافة إلى تقديم طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (إذا دعا الرجل امرأته إلى الفراش فلم تأته فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى الصبح) متفق عليه.
لِمَ تغض البصر عن المشاعر.. فحين يقوم زوج بضرب زوجته أو التقليل من احترامها وإسماعها ما لا تحب من القول هل تتصور كيفية هذه العلاقة الجنسية بينهم حينها؟؟ كيف تستطيع أن تضغط على كل هذه المشاعر المنهارة وتستجيب له في الفراش...؟؟ وان لم تفعل كذلك تصبح مذنبة وهو الضحية؟!
هل هذا هو الزواج الذي أمر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟؟
هل كل الأمور تقع على عاتق المرأة حتى ان اهينت وظلمت وسحقت اسماعها بغلظة القول وبشاعة الالفاظ!
وافعلي ما يريد ولو كان مالا تحبين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حق الزوج على زوجته؛ لو كانت به قرحه، أو انتثر منخراه صديداً أو دماً، ثم بلعته؛ ما أدت حقه)هل هذا الحديث صحيح؟ وان كان صحيح فهو لا يقصد به الا الزوج الصالح الذي يكرم زوجته كما يجب قولا وفعلا.. اليس كذلك ياشيخ ؟لماذا حملت المرأة إلى جانب ماهي عليه من البلاء.. سبب كل اعمال زوجها تجاهها؟ هل اصبح كل زوج يضرب زوجته ويهينها محكوم عليه بالاعفاء سلفا ومحكوم على المجني عليها تهمة ماحدث لها؟ والله اني اصبت بالكثير الحيرة والحزن من اجابتك على هذه المشكلة خصوصا في جانب ماعلقت انا عليه
اما ما بداية اجابتك ونهايته فهو من البديهيات طبعا عند اي مشكلة او حتى من باب التقرب لله عز وجل والعلم للآخره...
أتمنى أن لا يقابل استفهامي بالغضب أو سوء الفهم من إني فتاة قوية متمردة عصبية او او...الخ من صفات هي والله غير حقيقتي بل انا ولله الحمد على دين وخلق وعلى اتصال دائم بالله عز وجل قلبا وقالبا.. والله يثبتنا على ذلك ماحيينا.. ولكن اشعر بغصة وبنوع من الظلم وقع على المرأة حين يقبل أن تضرب وتعامل هكذا معاملة ومن ثمة تحمل هي كل عبء القيام بموجبات الإصلاح التي يجب ان تقوم عليه اسرتها والزوج يصبح في هذه الحالة هو من يجب ان تفهمه الزوجة دائما وابدا وهو من يجب ان يدلل ويحافظ على مشاعره وتعمل كل ما يحبه وتنتهي عن كل مالا يحبه..وفي المقابل.. في المقابل الزوج له حرية ان يقوم بما (يحبه هو فقط) وان قصرت المرأة في شي من راحته النفسية او الجسدية فآذاها او اهانها تصبح هي السبب في ماحدث لها؟! اريد ان افهم هل حفظ الاسلام للمرأة كرامتها وكينونتها كأنثى ووكإبنة وكاخت وكزوجة وكام وكجدة ؟؟ فان كان نعم..فلماذا لم تنصف هذه المرأة حينما وضعت جل الثقل عليها في حين انها هي المتألمة؟!
واسال الله تعالى ان يوفقكم لما فيه الخير والصلاح ويجزاكم كل خير على ماتقدمونه من استشارات نافعة باذن الله تعالى
واسال الله ان يغفر لي ان كنت اغضبته في شي مما قلته
واسالكم أن تسامحوني إن كنت سببت لكم ضيقا أو إزعاجا
وبالتوفيق.

الهدى



الاجابة :

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
الأخت الفاضلة صاحبة الرد الشيق: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
جزاك الله خيرا على رسالتك اللطيفة، وعلى شكرك وثنائك ودعاءك, وأشكرك على حرصك واهتمامك، وأبشرك أن ردك لم يسبب لي أي إزعاج بل لقد فرحت لشخصيتك الإيجابية، وأفكارك المنوعة، وكنت أتمنى لو جاء رد من صاحبة المشكلة الأصلية لنعرف رأيها، وهل انتفعت بالحل أم لا؟
وأحب أوضح لك أننا حينما نحل المشكلة التي تعرض علينا لا ندعي العصمة بل نطلب من الله التوفيق والسداد والوصول للحق والصواب، ونحاول إتباع كتاب ربنا سبحانه وتعالى، والسير على هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وبحسب ما تعلمنا من علمائنا ومشايخنا، ومع كل هذا نعلم أن هذه الأمور غالبيتها اجتهادية، وقد نصل للحل الصواب أو الأصوب أو الأمثل، وإن وصلنا إليه ونجحنا حمدنا الله تعالى، وإلا فنرحب بأي تعليق ونفتح صدورنا لأي نقد أو تصويب، ونفرح بكل نصح أو توجيه، وإذا وقع طالب العلم منا في خطأ فنجد أنه يبادر للتصحيح، ويعلن ذلك للجميع. ويستغفر الله تعالى ويتوب إليه.
وقد تعلمت من خبرتي في حل المشكلات أن أقبل الآراء الأخرى حتى لو كانت متعارضة، فالخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، ولكن هذه المشكلة فتحتها وقرأتها مرة أخرى فلم أجد شيئا خالفت فيه الكتاب أو السنة، أو خبرات العلماء أو المصلحين في حل المشكلات الزوجية.
ومع ذلك فقد حاولت أن أكون منصفا كما طلبت في رسالتك، فعرضت الموضوع (المشكلة والحل) على طالب علم آخر غيري، وعلى خبير في حل المشكلات للتأكد من سلامة الرأي الذي ذهبت إليه، فوجدت الثناء على الحل الذي ذكرته.
واعلمي مرة أخرى أنني أحب النقد و أقبل النصائح خصوصا إذا كانت سديدة، وأرحب بالتوجيهات الرشيدة، خصوصا من شخص بعيد، أو قارئ دقيق مثلك أي ممن لا تربطني به زمالة أو صداقة أو أي علاقة، لأن النصائح ستكون خالية من المجاملات، أو مراعاة العلاقة أو الصداقات.
والحل الذي ذكرته في حل المشكلة من تفضيل مد جسور المودة والحفاظ على كيان الأسرة، وتقديم التنازل للزوج، ومحاولة معالجة الزوجة لزوجها بخطوات محددة، واستجابة الزوجة للعلاج المتواصل كل هذا مستمد من قصة أبناء آدم ويكفي قراءة الآيات لتعرفي الهدف، وتعي الدرس: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ، لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ، فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ، فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ {المائدة من 27إلى31**.
وقد استغربت من قولك: (هل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لو كان حيا إلى يومنا هذا وعرضت عليه مثل هذه المشكلة من رجل ((يضرب)) امرأته ويهينها قولا وفعلا..هل كان عليه الصلاة والسلام سيرد بهذه الطريقة التي لا تخلوا من ظلم صريح وإجحاف في حق هذه المسكينة!؟؟
هل ضرب المرأة في الإسلام مباح!..؟؟ هل يحق للزوج ضرب امرأته متى شاء واهانتها متى شاء وعلى الزوجة التغاضي والتذلل والاعتذار ايضا كما ذكرت ياشيخي الجليل ؟؟؟!)
وعليك أن تعرفي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أمر زيد بن حارثة زوج أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش (في البداية قبل زواج النبي صلى الله عليه وسلم منها لإقرار تشريع معين) أمره بالصبر والتقوى في المشكلة التي كان يعاني منها أليس كذلك؟ فمنهج النبي صلى الله عليه وسلم في حل المشكلات معروف وهو باختصار يعتمد على إيقاظ الإيمان في النفوس، والأمر بالتقوى والصبر والرضا
قال الله تعالىوَإِذْ تَقُولُ لِلّذِيَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتّقِ اللّهَ وَتُخْفِي فِي نِفْسِكَ مَا اللّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النّاسَ وَاللّهُ أَحَقّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمّا قَضَىَ زَيْدٌ مّنْهَا وَطَراً زَوّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِيَ أَزْوَاجِ أَدْعِيَآئِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً) سورة الأحزاب
وأرجو أن تقرأي المشكلة والحل مرة أخرى لكن بحيادية وبتجرد، و أرجو أن تسألي الله تعالى أن يوفقك للوصول لأسلم الحلول وأفضل النصائح، ولكن اقرئيها هذه المرة بعين العقل لا بعاطفتك الجياشة، أو بنظرتك كزوجة أو امرأة غاضبة من الرجال بسبب ظلمهم أو اعتدائهم المتكرر بالضرب على الزوجات.
ثم بالنسبة للموضوع الذي تحدثت عنه وهو تكريم الإسلام للمرأة، وعدم ضربها أو إهانتها، فلا أختلف معك في هذا الأمر، ولكني أريد أوضح لك أن الإسلام أباح الضرب في حالة خاصة سأذكرها بالتفصيل بعد قليل في مقال مستقل، ولكن قبل ذلك أرجو أن تقرأي المشكلة وتركزي على:
لب الموضوع أو السبب الرئيس في الرسالة وستجدي أن الزوجة السائلة صاحبة الشخصية الضعيفة أو الطيبة، تحب الحياة الزوجية، و لا ترغب في الطلاق وكررت ذلك مرات، فقط تريد نصائح لتحل مشكلتها، وتسأل هل يمكنها أن تتحول لزوجة مختلفة قوية أو متسلطة، تتبادل الضرب مع زوجها، وتتحداه وتناطحه، ثم هي جربت هذا الحل ولم تنجح، فلا بد من تقديم النصائح التي أرشدتها إليها، وبينت لها أن عليها أن تبحث إن كانت هي السبب في لجوء زوجها لضربها، وقدمت لها الحلول المناسبة لتلافي وصول زوجها لهذه الحالة، ولتحافظ على كيان الأسرة من الانهيار، ولم أخجل من تقديم الأحاديث الصحيحة التي تنفر منها الزوجات لأنها تأمر بالمبالغة في طاعة المرأة لزوجها.
ثم أعطيت للزوجة بعض الحلول للوصول لقلب الزوج أو قدمت لها بعض الأساليب لسرعة العلاج مع هذا الزوج، ومنها طبعا عدم الامتناع عن الفراش واستخدام الأساليب المناسبة التي تغفلها بعض النساء أحيانا، و التي تحسن استخدامها الكثير من النساء المتدربات على كيفية قيادة الحياة الزوجية بسلاسة، واعلمي أن بعض النساء تستطيع استخدام مجموعة من الأساليب المؤثرة في امتصاص غضب الرجل، و استخدام أسلحتها الأنثوية الخارقة التي تعجل من حل المشكلات وعدم استمرارها أو تفاقمها.
وقد ركزت على ترسيخ مبدأ الهدف من الحياة الزوجية فارجعي له، وحاولت أن أبين للزوجات أن يلجأن لأساليب نسائية من تذلل وخضوع، إضافة للأسلحة الأنثى التي لا يملكها الرجل، فخير للزوجة أن تستخدم ذكاءها الاجتماعي والعاطفي، وتستخدم ما لديها من أنوثة وحنان وعاطفة وذلة وتواضع وانكسار، فستكسب قلب الرجل وحبه، بدلا من أن تتسايق معه على حب السيطرة، أو تدخل معه في سباق لقيادة الأسرة والسيطرة عليها التي هي من خصائص الرجل، فهو قائد السفينة وإذا تنازل عنها غرقت السفينة.
مع العلم أنني سبق وقد قمت بحل مجموعة من المشكلات المشابهة في بعض المواقع التي نرى فيها تأثير الحل،ونقرأ ردود الأعضاء وتحصل المداخلات التي تنصح الزوجة بالعناد وطلب الطلاق، و في كل هذه المشكلات المشابهة نصحت تقريبا النصائح نفسها، ووجدت وبحمد لله أنها هي التي نجحت، واختارت أكثر من زوجة الحل السلمي مع الزوج، بدلا من تصعيد المشكلة وفشلت الحلول التي تأمر بالتنازع على قيادة الأسرة من المرأة.
مع العلم أن المرأة تشعر بالسعادة أكثر إذا نجحت في حل مشكلة استخدمت فيه أنوثتها، أو سعت في حل المشكلة بطرق وأساليب تستخدم فيها وظيفتها التي تؤكد على أنوثتها أو شعورها بأنها امرأة.
ومن خلال قراءتي أو مشاركتي في حلول لمشكلات متشابهة، وجدت أن الأزواج عموما من رجال ونساء ينقصهم جميعا حسن التعامل وجودة العشرة، وعدم معرفة الحقوق والواجبات، أما القدرة على معالجة المشكلات فالحصيلة مرعبة، وحالات الطلاق مذهلة، و أرقام العوانس مخيفة، واستخدام الحلول السلمية معدوم، واللجوء للعنف والغضب والانفعال هو المرغوب، والتخلق بالرفق والحلم، أو التحلي بالصبر هو المهجور، والأسرة المسلمة تتعرض لعدد من الغارات المنظمة والمتواصلة من الأعداء وضعاف النفوس لأن هدم الأسر، وانهيارها، يؤدي ولا شك إلى انهيار المجتمع، الذي يعاني حاليا من التمزق الداخلي بسبب السوس الذي ينخر في عظامه، و إذا لم يتدارك المخلصون والمصلحون الأمر فسوف نجد نتائج خطيرة نسأل الله تعالى أن يوفق الجميع للإصلاح.
فالمطلوب تكاتف عدة جهات، حكومية وأهلية لحل هذه المشكلات، و عمل دورات مكثفة لكل من يرغب في الإقدام على الزواج حتى تحدث الوقاية قبل الوقوع في المشكلات.
وقد اشتكت المحاكم في عدة بلدان من كثرة المشكلات بين الأزواج، ومن حجم القضايا الهائل، ودرس بعض المصلحين هذه الأمور ومن الحلول المقترحة تأسيس محاكم خاصة للأسرة تختص بحل المشكلات قبل رفعها للقاضي، وتهتم بتعريف الحقوق والواجبات للأزواج.
فهل الأفضل أن نلم الشمل أم نتوسع في توسيع دائرة الانشقاقات، ؟ و هل نستمر بسبب كسب موقف لزوجة مقهورة بزيادة حالات الطلاق و الانفصال؟ وهل نترك التعقل بسبب الدفاع عن حقوق المرأة المعروفة بصورة عاطفية أو مندفعة و التي لا نزاع عليها(أي حقوق المرأة) إلا من قلة جاهلة، والزوجات غالبا لم تشتكِ من هضم حقوقهن في الإسلام، لأن الإسلام حفظ للمرأة حقها، والأخطاء تقع من الأزواج، بسبب ضعف الإيمان أو ضعف المراقبة أو بسبب جهل الرجال بحقوق الزوجة أو بسبب عدم المطابقة بين القول والعمل، أو لأسباب كلها من التطبيق وليس الخطأ في أصل المنهج.
فهل ننصح بالحب والتنازل والرحمة و نبتعد عن بذر حبوب النزاعات، و لا نتوسع في تكبير حجم الخلافات لمجرد الحصول على الفوز في موقف تنتصر فيه المرأة أو الرجل ثم يندم في بقية الأعمار؟
يا ابنتي أو يا أختي الفاضلة نحن نحل المشكلات بطريقة نستخدم فيها نور العلم الذي يتبعه عمل، و نحاول البناء، ونبتعد عن الهدم، وهو ما أسهله. نحاول البعد عن خراب البيوت، وهذا الإعمار يحتاج لمجهود متواصل ومشقة وصبر، من أصحاب المشكلة، حتى يصلوا للحل المناسب.
وأحب أن أوضح أنني لم أتوسع في بيان موضوع أن الإسلام كرم المرأة، أو لم أبين متى يجوز ضربها، أو لم أتكلم في هذا الموضوع بالتفصيل كما ذكرتِ أنتِ لأن الموضوع منتشر ويحتاج لجهود كبيرة ذكرت شيئا منها، و مع العلم أن الإسلام أباح للزوج ضرب زوجته بطريقة رفيقة للتأديب في حالة معينة سأذكرها بتوسع كما وعدت، ولكن بعد قليل.
ثم أوصيت الزوجة صاحبة المشكلة بأمر مهم لم تنتبهِ أنت له في ردك أو تعقيبك، فقد أوصيت الزوجة صاحبة المشكلة أن تنصح زوجها برفق، وتستعين بالصبر والدعاء وقيام الليل، وإن لم يقبل الزوج النصح ترسل له رسالة أو شريط أو تهديه كتابا مناسبا لبيان حقوق الزوجة، أو تشتكي لمن يؤثر فيه، بالنصح أو التوجيه أو يضغط عليه ليحسن معاملة زوجته. أو ترفع الأمر لمن يستطيع أن يحله إذا لم ينجح النصح معه أو إذا لم ينجح الحل من جهة خارجية مؤثرة.
لكن هل سألت نفسك لماذا لم أتوسع في هذا الموضوع؟ أليس لسبب وجيه أو لأسباب مقنعة: ومنها: عدم وجود الزوج لكي أنصحه، ولسب آخر مهم أن هذا الأمر مشهور ومعروف ويخجل الرجل منه، ولا يحب أن يذكره، وكل من يضرب زوجته يندم خاصة إذا كان صاحب خلق متين، أو يحاول أن يتخلق بأخلاق الأنبياء والمرسلين، ولسبب أكثر أهمية أنني أحل المشكلة الخاصة بهذه الزوجة، وأعالج قضية محددة، ولا أناقش قضية مخالفة الرجال لأخلاق الإسلام ومبادئه، وإذا أردت معرفة المعلومات الموسعة في تكريم المرأة، ومتى يجوز ضربها، وبأي طريقة فعليك بقراءة الموضوع المرفق، وجزاك الله خيرا.

علي مختار محفوظ
الخميس 13/11/1426هـ=15/12/2005م

والآن اقرأي بتمهل هذا الموضوع لتتعرفي على:
كيف كرم الإسلام المرأة
و متى الزوج يضرب زوجته
وقد كتبت بعضه ونقلت بقيته من بعض المواقع المهتمة بالحياة الزوجية:
بسم الله الرحمن الرحيم

العلاقة بين الزوج وزوجته تقوم على المودة والرحمة والسكينة، والزوج الذي يضرب زوجته يحتاج إلى تربية وتهذيب، ومعرفة متى يضرب ، وكيف يضرب، وبأي شيء يضرب كما أوضحت السنة المطهرة يقول الله تعالى :
(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا {4/34** وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا {4/35** وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا)
قال الإمام الكاساني في هذه الآية: \"أمر الله تعالى بتأديبهن بالهجر والضرب عند عدم طاعتهن، ونهى عن ذلك إذا أطعن أزواجهن. بقوله عز وجل: (فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً) فدل أن التأديب كان لترك الطاعة، فدل على لزوم طاعتهن للأزواج.
وقال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف)، قال الرازي في تفسير هذه الآية: \"إن الزوج كالأمير والراعي، والزوجة كالمأمور والرعية، فيجب على الزوج بسبب كونه أميرًا وراعيًا أن يقوم بحقها ومصالحها، ويجب عليها في مقابلة ذلك إظهار الانقياد والطاعة للزوج.
والزوجة الصالحة هي التي تطيع زوجها، قال تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم، فالصالحات قانتات..). قال الإمام الرازي في تفسير قوله تعالى: (فالصالحات قانتات) ما يأتي: \"واعلم أن المرأة لا تكون صالحة إلا إذا كانت مطيعة لزوجها؛ لأن الله تعالى قال: (فالصالحات قانتات) وحرف الألف واللام في الجمع يفيد الاستغراق، فهذا يقتضي أن كل امرأة تكون صالحة فهي لا بد أن تكون قانتة مطيعة. قال الواحدي رحمه الله: لفظ القنوت يفيد الطاعة، وهو عام في طاعة الله وطاعة الأزواج\".أ.هـ

الإسلام وتكريمه للمرأة ومنع الرجال من إهانتها:

ومن صور تكريم الإسلام للمرأة أن نهى الزوج أن يضرب زوجته بلا سبب، وجعل لها الحق الكامل في أن تشكو حالها إلى أوليائها، أو أن ترفع للحاكم أمرها؛ لأنها إنسان مكرم تدخل في قوله-تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) الإسراء: 70.
وليس حسن المعاشرة أمراً اختيارياً متروكاً للزوج إن شاء فعله وإن شاء تركه، بل هو تكليف واجب.
قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: \"لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد، ثم يضاجعها \"رواه البخاري ومسلم.
فهذا الحديث فهي التشنيع الشديد والإنكار البليغ لمن يضرب النساء؛ إذ كيف يليق بالزوج أن يجعل امرأته - وهي كنفسه- مهينة كمهانة عبده بحيث يضربها بسوطه، مع أنه يعلم أنه لا بد من معاشرتها وملاطفتها قبل الجماع، لما في ذلك من تنفيذ لوصية النبي صلى الله عليه وسلم :\" ليكن بينك وبينها رسول\" من كلام جميل أو تقبيل أو حسن تهيئة بمدح وثناء ، وغير ذلك لتصل مع الزوج للنشوة والاستمتاع، ولتتجاوب في جودة الأداء.
وليس معنى ذلك الاعتراض على مشروعية ضرب الزوجة بضوابطه، ولا يعني هذا أن الضرب مذموم بكل حال.
فلا يجوز الطعن في مشروعية الضرب حتى ممن لم يطلع على ضوابط ذلك أو لم يقف على الحكم من ذلك، فالضرب مشروع بضوابط وقواعد ولحكم تشريعة لم يطلع عليها أعداء الإسلام وأتباعهم ممن نبتوا من حقل الغرب، وتربوا على مائدته، ورضعوا من لبنه، ونشأوا في ظله.
هؤلاء الذين يتظاهرون بتقديس النساء والدفاع عن حقوقهن؛ فهم يطعنون في هذا الحكم، ويتأففون منه، ويعدونه إهانة للمرأة.
وما ندري من الذي أهان المرأة؟ أهو ربّها الرحيم الكريم الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير، أم هؤلاء الذين يريدونها سلعة رخيصة تمتهن وتهان، فإذا انتهت مدة صلاحيتها ضربوا بها وجه الثرى؟!
إن هؤلاء القوم يستنكفون من مشروعية تأديب المرأة الناشز، ولا يستنكفون أن تنشز المرأة، وتترفع على زوجها، فتجعله -وهو رأس البيت- مرؤوساً، وتصر على نشوزها، وتمشي في غلوائها، فلا تلين لوعظه، ولا تستجيب لنصحه، ولا تبالي بإعراضه وهجره.
تُرى كيف يعالجون هذا النشوز؟ وبم يشيرون على الأزواج أن يعاملوا به الزوجات إذا تمَرَّدْنَ ؟
لعل الجواب تضمنه قول الشنفرى الشاعر الجاهلي حين قال مخاطباً زوجته:

إذا ما جئتِ ما أنهاكِ عنه فلم أنكر عليك فطلقيني
فأنتِ البعلُ يومئذٍ فقومي بسوطك-لا أبا لك- فاضربيني

نعم لقد وجد من النساء -وفي الغرب خاصة- من تضرب زوجها مرة إثر مرة، والزوج يكتم أمره، فلما لم يعد يطيق ذلك طلَّقها، حينئذٍ ندمت المرأة، وقالت: أنا السبب؛ فلقد كنت أضربه، وكان يستحيي من الإخبار بذلك، ولما نفد صبره طلَّقني!
وقالت تلك المرأة القوامة: أنا نادمة على ما فعلت، وأوجه النصيحة بألا تضرب الزوجات أزواجهن!
لقد أذن الإسلام بضرب الزوجة كما في قوله -تعالى-: (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ) [النساء: 34
وكما في قوله - عليه الصلاة والسلام - في حجة الوداع: \"ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مُبَرِّح\".
ولكن الإسلام حين أذن بضرب الزوجة لم يأذن بالضرب المبرح الذي يقصد به التشفي، والانتقام، والتعذيب، وإهانة المرأة وإرغامها على معيشة لا ترضى بها.

وإنما هو ضرب للحاجة وللتأديب، تصحبه عاطفة المربي والمؤدب؛ فليس للزوج أن يضرب زوجته بهواه، وليس له إن ضربها أن يقسو عليها؛ فالإسلام أذن بالضرب بشروط منها:

أ- أن تصر الزوجة على العصيان حتى بعد التدرج معها.
ب- أن يتناسب العقاب مع نوع التقصير؛ فلا يبادر إلى الهجر في المضجع في أمر لا يستحق إلا الوعظ والإرشاد، ولا يبادر إلى الضرب وهو لم يجرب الهجر؛ ذلك أن العقاب بأكثر من حجم الذنب ظلم.
ج- أن يستحضر أن المقصود من الضرب العلاجُ والتأديب والزجر لا غير؛ فيراعي التخفيف فيه على أحسن الوجوه؛ فالضرب يتحقق باللكزة، أو بالمسواك ونحوه.
د- أن يتجنب الأماكن المخوفة كالرأس والبطن والوجه.
هـ - ألا يكسر عظماً، ولا يشين عضواً، وألا يدميها، ولا يكرر الضربة في الموضع الواحد.
و- ألا يتمادى في العقوبة قولاً أو فعلاً إذا هي ارتدعت وتركت النشوز.
فالضرب - إذاً - للمصلحة لا للإهانة، ولو ماتت الزوجة بسبب ضرب الزوج لوجبت الدية والكفارة، إذا كان الضرب لغير التأديب المأذون فيه.
أما إذا كان التلف مع التأديب المشروع فلا ضمان عليه، هذا مذهب أحمد ومالك.
أما الإمام الشافعي و الإمام أبو حنيفة فيرون الضمان في ذلك، ووافقهم القرطبي - وهو مالكي.
وقال النووي -رحمه الله- في شرح حديث حجة الوداع السابق: \"وفي هذا الحديث إباحة ضرب الرجل امرأته للتأديب، فإن ضربها الضرب المأذون فيه فماتت وجبت ديتها على عاقلة الضارب، ووجبت الكفارة في ماله\".
ومن هنا يتبين لنا أن الضرب دواء ينبغي مراعاة وقته، ونوعه، وكيفيته، ومقداره، وقابلية المحل، لكن الذين يجهلون هداية الإسلام يقلبون الأمر، ويلبسون الحق بالباطل.
ثم إن التأديب بالضرب ليس كل ما شرعه الإسلام من العلاج، بل هو آخر العلاجات مع ما فيه من الكراهة؛ فإذا وجدت امرأة ناشز أساءت عشرة زوجها، وركبت رأسها، واتبعت خطوات الشيطان، ولم ينجع معها وعظ ولا هجران-؛ فماذا يصنع الرجل في مثل هذه الحال؟
هل من كرامته أن يهرع إلى مطالبة زوجته كل ما نشزت؟ وهل تقبل المرأة ذلك، فينتشر خبرها، فتكون غرضاً للذم، وعرضة للَّوم؟
إن الضرب بالمسواك، وما أشبهه أقلُّ ضرراً على المرأة نفسها من تطليقها الذي هو نتيجة غالبة لاسترسالها في نشوزها، فإذا طُلِّقت تصدع بنيان الأسرة، وتفرق شملها، وتناثرت أجزاؤها.
وإذا قيس الضرر الأخف بالضرر الأعظم كان ارتكاب الأخف حسناً جميلاً، كما قيل:
وعند ذكر العمى يستحسن العورُ.
فالضرب طريق من طرق العلاج يجدي مع بعض النفوس الشاردة التي لا تفهم بالحسنى، ولا ينفع معها الجميل، ولا تفقه الحجة، ولا تقاد بزمام الإقناع.
ثم إذا أخطأ أحد من المسلمين سبيل الحكمة، فضرب زوجته وهي لا تستحق، أو ضربها ضرباً مبرحاً- فالدين براء من تبعة هذه النقائص، وإنما تبعتها على أصحابها.
هذا وقد أثبتت دراسات علم النفس أن بعض النساء لا ترتاح أنفسهن إلا إذا تعرضن إلى قسوة وضرب شديد مبرح؛ بل قد يعجبها من الرجل قسوته، وشدته، وعنفه؛ فإذا كانت امرأة من هذا النوع فإنه لا يستقيم أمرها إلا بالضرب.
وشواهد الواقع والملاحظات النفسية على بعض أنواع الانحراف تقول: إن هذه الوسيلة قد تكون أنسب الوسائل لإشباع انحراف نفسي معين، وإصلاح سلوك صاحبه، وإرضائه في الوقت ذاته؛ فربما كان من النساء من لا تحس قوة الرجل الذي تحب أن يكون قواماً عليها إلا حين يقهرها عضلياً.
وليست هذه طبيعة كل امرأة، ولكن هذه الصنف من النساء موجود، وهو الذي يحتاج إلى هذه المرحلة الأخيرة؛ ليستقيم على الطريقة.
والذين ينبهرون بالغرب، أو من تربى على مائدته يوحون إلينا أن نساء الغرب ينعمن بالسعادة العظمى مع أزواجهن ولكن الحقيقة الماثلة للعيان تقول غير ذلك؛ فتعالوا نطالع الإحصاءات التي تدل على وحشية الآخرين الذين يرمون المسلمين بالوحشية.
أ- نشرت مجلة التايمز الأمريكية أن ستة ملايين زوجة في أمريكا يتعرضن لحوادث من جانب الزوج كل عام، وأنه من ألفين إلى أربعة آلاف امرأة يتعرضن لضرب يؤدي إلى الموت، وأن رجال الشرطة يقضون ثلث وقتهم للرد على مكالمات حوادث العنف المنزلي. (انظر دور المرأة المسلمة في المجتمع إعداد لجنة المؤتمر النسائي الأول ص45).
ب- ونشر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي عام 1979م أن 40% من حوادث قتل النساء تحدث بسبب المشكلات الأسرية، وأن 25% من محاولات الانتحار التي تُقْدم عليها الزوجات يسبقها نزاع عائلي [انظر دور المرأة المسلمة في المجتمع ص46].
ج- دراسة أمريكية جرت في عام 1407هـ-1987م أشارت إلى 79% يقومون بضرب النساء وبخاصة إذا كانوا متزوجين بهن.
وكانت الدراسة قد اعتمدت على استفتاء أجراه د.جون بيرير الأستاذ المساعد لعلم النفس في جامعة كارولينا الجنوبية بين عدد من طلبته.
وقد أشارت الدراسة إلى أن استعداد الرجال لضرب زوجاتهم عالٍ جداً، فإذا كان هذا بين طلبة الجامعة فكيف بمن هو دونهم تعليماً؟
د- وفي دراسة أعدها المكتب الوطني الأمريكي للصحة النفسية جاء أن 17% من النساء اللواتي يدخلن غرف الإسعاف ضحايا ضرب الأزواج أو الأصدقاء، وأن 83% دخلن المستشفيات سابقاً مرة على الأقل للعلاج من جروح وكدمات أصبن بها كان دخولهن نتيجة الضرب.
وقال إفان ستارك معد هذه الدراسة التي فحصت (1360) سجلاً للنساء: إن ضرب النساء في أمريكا ربما كان أكثر الأسباب شيوعاً للجروح التي تصاب بها النساء، وأنها تفوق ما يلحق بهن من أذى نتيجة حوادث السيارات، والسرقة، والاغتصاب مجتمعة.
وقالت جانيس مور-وهي منسقة في منظمة الائتلاف الوطني ضد العنف المنزلي ومقرها واشنطن-: إن هذه المأساة المرعبة وصلت إلى حد هائل؛ فالأزواج يضربون نساءهم في سائر أنحاء الولايات المتحدة، مما يؤدي إلى دخول العشرات منهن إلى المستشفيات للعلاج.
وأضافت بأن نوعية الإصابات تتراوح ما بين كدمات سوداء حول العينين، وكسور في العظام، وحروق وجروح، وطعن بالسكين، وجروح الطلقات النارية، وما بين ضربات أخرى بالكراسي، والسكاكين، والقضبان المحماة.
وأشارت إلى أن الأمر المرعب هو أن هناك نساء أكثر يُصبن بجروح وأذى على أيدي أزواجهن ولكنهن لا يذهبن إلى المستشفى طلباً للعلاج، بل يُضمِّدن جراحهن في المنزل.
وقالت جانيس مور: إننا نقدر بأن عدد النساء اللواتي يُضربن في بيوتهن كل عام يصل إلى ستة ملايين امرأة، وقد جمعنا معلومات من ملفات مكتب التحقيقات الفيدرالية، ومن مئات الملاجئ التي توفر المأوى للنساء الهاربات من عنف وضرب أزواجهن.انظر من أجل تحرير حقيقي ص16-21 وانظر المجتمع العاري بالوثائق والأرقام ص56-57.
هـ - وجاء في كتاب ماذا يريدون من المرأة لعبد السلام البسيوني ص36 -66 ما يلي:
-ضرب الزوجات في اليابان هو السبب الثاني من أسباب الطلاق.
-772 امرأة قتلهن أزواجهن في مدينة ساوباولو البرازيلية وحدها عام1980م.
-يتعرض ما بين ثلاثة إلى أربعة ملايين من الأمريكيات للاهانات المختلفة من أزواجهن وعشاقهن سنوياً.
-أشارت دراسة كندية اجتماعية إلى أن ربع النساء هناك-أي أكثر من ثمانية ملايين امرأة- يتعرضن لسوء المعاملة كل عام.
-في بريطانيا تستقبل شرطة لندن وحدها مئة ألف مكالمة سنوياً من نساء يضربهن أزواجهن على مدار السنين الخمس عشرة الماضية.
-تتعرض امرأة لسوء المعاملة في أمريكا كل ثمان ثوان.
-مئة ألف ألمانية تضرب أزواجهن سنوياً، و مليونا فرنسية.
-60% من الدعوات الهاتفية التي تتلقاها شرطة النجدة في باريس أثناء الليل-هي نداءات استغاثة من نساء تُساء معاملتهن.
وبعد فإننا في غنى عن ذكر تلك الإحصاءات؛ لعلمنا بأنه ليس بعد الكفر ذنب، ولكن هذه هي المجتمعات المتقدمة كما يزعمون.
ولكن نفراً من بني جلدتنا غير قليل لا يقع منهم الدليل موقعه إلا إذا نسب إلى الغرب وما جرى مجراه؛ فها هو الغرب تتعالى صيحاته من ظلم المرأة؛ فهل من مدكر؟!
إذا لم يكن للمرء عين صحيحة… فلا غرو أن يرتاب والصبح مسفر.
وأخيرا أنقل لك المشكلة السابقة والحل السابق لتتأكدي بنفسك من صحة كلامي وشكرا.

المستشار : علي بن مختار بن محمد بن محفوظ

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة