[أبو البراء]

الأخ الحبيب ( العزامي ) حفظه الله ورعاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

بالنسبة للمسألة المطروحة ومعرفة السحرة بعض الأمور الخاصة والعامة المتعلقة بالإنسان فقبل أن أعرج على كلامك يا رعاك الله أريد أن أبين أن الغيب ثلاثة أنواع :

الأول : غيب الماضي : وهو كل ما يتعلق بالأحداث الماضية بصفة عامة ، وهذا سهل بالنسبة للجن والشياطين فلديهم من القدرات والإمكانيات ما يتيح لهم المعرفة ونقلها إلى السحرة والمشعوذين 0

الثاني : غيب الحاضر : وهذا يتعلق بكافة الأحداث المعاصرة وقد يكون معرفة كثير من الأحداث والوقائع أسهل من سابقه باعتبار ما للجن والشياطين من قدرات وامكانيات تتيح لهم مثل تلك المعرفة 0

الثالث : غيب المستقبل : وهذا يتعلق بكافة الأحداث المستقبلية ، وهذا ما لا طاقة للإنس والجن على معرفته ، وعلم الغيب هذا لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى 0

ومعلوم أخي الحبيب أن للساحر أتباع ومعاونون من الجن والشياطين والمردة ، يبحثون ويتحرون عن السائل بواسطة بعض الجن والشياطين ، أو عن طريق القرين الملازم له ، فيقومون بجمع كثير من المعلومات المتعلقة بحياته الشخصية وكثير من دقائق الأمور المتعلقة به ، فيلقونها على الساحر ، وعند الاتصال بهذا الخبيث مرة ثانية يبدأ بإعطاء تلك المعلومات للسائل أو السائلة ، وبطبيعة الحال فإن كافة المعلومات التي يخبر بها الساحر تكون واقعية وصحيحة بناء على المعطيات السابقة ، وعندئذ يعتقد العامة والجهلة ومن لا يملك كما من العلم الشرعي ، بأن الساحر يعلم الغيب وما تخفي الصدور ، وأن بيده مقاليد الأمور ، وهذا هو الكفر بعينة ، فعلم الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى 0

وقد لا يخفى عليكَ أخي الحبيب أن بعض هؤلاء السحرة قد يصادفون رجلاً غريباً فيستدرجونه بمعلومات صحيحة عن أحواله وأهل بيته وخصائص عن حياته الخاصة والعامة ، وكل ذلك استعانة بشياطينهم 0

ويستخدمون في ذلك اسم الأم الخاص بالمريض ، وكون أن نطرق أبواب السحرة والمشعوذين هاتفيا أو بالذهاب إليهم ، فهذا يعني اقتحام باب الكفر من أوسع أبوابه ، كما بينت ذلك النصوص الصريحة الثابتة في الكتاب والسنة ، وقد يندم المسلم على ذلك الفعل يوم لا ينفع الندم والبكاء ، فيجب على المسلمة العفيفة الطاهرة تقوى الله في نفسها وأهلها ومالها ، فلا تذهب أو تتصل بهذا الرجل وأمثاله ، وقد تبتز المرأة في مالها وعفافها وطهرها وشرفها ، وقد لا تدرك ذلك إلا بعد فوات الأوان ، وقد أفتى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - بعدم جواز الاستعانة أو التعامل بكل من يطلب اسم المريض واسم أمه لأنه من السحرة والمشعوذين 0

هذا ما تيسر لي أخي الحبيب بخصوص هذه المسألة ، فما أصبت من الله وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان والله ورسوله بريئان ، مع تمنياتي لكَ بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0