عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 27-11-2023, 01:02 PM   #2
معلومات العضو
أحمد بن علي صالح

افتراضي

علي بن أبي طلحة أجمع الحفاظ - كما في "الإتقان" (1) عن الخليلي - على أنه لم يسمع من ابن عباس. وقال بعضهم: إنما يروي عنه بواسطة مجاهد أو سعيد بن جبير. ولا دليل على أنه لا يروي عنه بواسطة غيرهما. والثابت عنهما في تفسير الصمد خلاف هذا، [2/ 293] كما مرَّ.
لكن ابن جرير قال (2): "الصمد عند العرب هو السيد الذي يُصمَد إليه، الذي لا أحد فوقه، وبذلك تُسمَّي به أشرافَها. ومنه قول الشاعر (3):
__________
= ابن عباس، إن ثبت أن بينهما مجاهد وسعيد [كذا]، ولكن أين السند بذلك؟ وما ذكره من اعتماد ابن جرير وابن أبي حاتم لروايته عن ابن عباس، فيه نظر، فإن مجرد الاعتماد على الرواية لا يدل على ثبوت إسنادها, لجواز أن يكون هناك ما يشهد لها من سياق أو سبب نزول، أو غير ذلك مما يسوغ به الاعتماد على الرواية مع كون إسنادها في نفسه ضعيفًا. على أنه ليس من السهل إثبات أن الإمامين المذكورين اعتمدا هذه الرواية في كل متونها، اللهم إلا إن كان المقصود بالاعتماد المذكور إنما هو إخراجهما لها، وعدم الطعن فيها، وحينئذ فلا حجة في ذلك لثبوت إخراجهما لكثير من الروايات بالأسانيد الضعيفة. وقد ذكرت بعض الأمثلة على ذلك من رواية ابن أبي حاتم في بعض تآليفي، منها قصة نظر داود عليه السلام إلى المرأة وافتتانه بها، وقصة هاروت وماروت، وقد خرَّجتهما في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" برقم (314/ 170).
على أنه لو سلمنا بما ذكره فضيلته من الاتصال، فلا يسلم السند إلى علي من كلام كما ذكره المصنف، مشيرًا بذلك إلى الضعف الذي عُرف به صالح كاتب الليث، ففي "التقريب": "صدوق كثير الغلط، ثبْت في كتابه، وكانت فيه غفلة" [ن].
(1) (6/ 2332).
(2) "تفسيره" (24/ 737).
(3) هو سبرة بن عمرو الأسدي، والبيت في "مجاز القرآن" (2/ 316) و"جمهرة اللغة"


يتبع:

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة