عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 13-01-2007, 08:07 PM   #1
معلومات العضو
د.عبدالله
اشراقة ادارة متجددة

Thumbs up ( && اضطراب القلق الاجتماعي مرض نفسي سلوكي وراثي && ) !!!

10% يخافون المناسبات الاجتماعية والحياتية
الصحة النفسية ...
الرهاب الاجتماعي أو الفوبيا، حالة طبية مرضية مزعجة جدا تحدث في ما يقارب واحد من كل عشرة اشخاص، وتؤدي الى خوف شديد قد يشل الفرد احيانا ويتركز الخوف في الشعور بمراقبة الناس، حيث ان هذا الخوف اكبر بكثير من الشعور العادي بالخجل او التوتر الذي يحدث عادة في التجمعات بل ان الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي قد يضطرون لتكييف جميع حياتهم ليتجنبوا أي مناسبة اجتماعية تضعهم تحت المجهر، كما ان علاقاتهم الشخصية ومسيرتهم التعليمية وحياتهم العملية معرضة جميعها للتأثر والتدهور الشديد، حيث تبدأ حالة الخوف اثناء المراهقة وإذا لم تعالج فقد تستمر طوال الحياة، وقد تجر الى حالات أخرى كالاكتئاب والخوف من الاماكن العامة والواسعة. وحسب الدراسات فإن اسباب الخوف الاجتماعي ترتبط بعوامل وراثية وعائلية وعوامل تربوية وسلوكية ونفسية واخرى اجتماعية إلا ان له علاجا دوائيا فعالا وآخر نفسيا مثل العلاج السلوكي والمعرفي وتنمية المهارات. “الصحة والطب” استطلعت آراء عدد من الاخصائيين الذين تحدثوا عن اسباب الخوف الاجتماعي وانواعه واعراضه وسبل علاجه، اضافة الى طريقة التعامل مع المصابين بمثل هذا المرض.

نظريات الاضطراب الاجتماعي
يقول الدكتور علي الحرجان، اخصائي الطب النفسي ان معظم الناس يشعرون بالخجل في المناسبات الاجتماعية، أو اثناء إلقاء الكلمات أو مقابلات التوظيف او الالتقاء بشخص ما لأول مرة، أو التحدث بالهاتف امام الناس والاعراض مألوفة: خفقان القلب ورجفة اليدين أو الارتعاش إلا ان هذا النوع من القلق مؤقت بطبيعته، وحالما تنقضي المناسبة.
ولكن إذا كان القلق من المناسبات الاجتماعية حاداً جداً بحيث يمنع الفرد من ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي، فربما يكون الفرد يعاني من حالة القلق الاجتماعي، وهذا القلق هو خوف مفرط مرتبط وملازم بالمناسبات الاجتماعية أو المناسبات التي تتطلب أداء امام الغير ومثال على ذلك “كنت اتجنب الذهاب الى المدرسة خشية ان يطرح علي المدرس سؤالا، كنت مرتعبا من ان يحمر وجهي خجلا امام زملائي بالفصل، مجرد فكرة الذهاب الى عرس او حفل كانت تجعلني اتصبب عرقا... وبدأت اشعر بالوحدة والانعزال”.
“كان الخروج مع زملائي واصدقائي لتناول وجبة بمثابة عذاب مؤلم، كنت اخشى ألا عرف ماذا اقول، أو ان اتفوه بقول سخيف او غير لائق. لذلك تفاديت الذهاب الى المطاعم واختلقت اعذاراً كثيرة... وكرهت نفسي لهذا السبب”. يمكن لأعراض هذا القلق ان تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة. وهذا النوع من القلق قد ينتاب الرجال والنساء على السواء في اية مرحلة من حياتهم.
ويضيف: تصل نسبة الاشخاص الذين يخافون المناسبات الاجتماعية بشكل مفرط الى 10%. وهذه الحالة تؤثر سلباً في سير دراستهم، وربما تحطم مستقبلهم المهني وتسيء الى علاقاتهم الشخصية ولكن من حسن الحظ ان هذه الحالة قابلة للعلاج. فالعديد من الناس قد يشفون منها بمرور الوقت، وان كان هذا لا يتحقق بين يوم وليلة. بالعلاج السليم، يمكن السيطرة على هذا القلق للعيش حياة طبيعية.
ومن جملة الدلائل والأعراض لاضطراب القلق الاجتماعي هي:
الخوف المفرط من المواقف التي تتطلب لقاء اشخاص جدد او التي يتعرض فيها الفرد للانتقاد من قبل الغير. المواقف الاجتماعية المثيرة للرهبة تتم تأديتها بقلق بالغ او يتم تجنبها بالمرة.
المواقف الاجتماعية المثيرة للقلق تسبب اعراضا جسمانية مثل احمرار الوجه والعرق والرجفة والارتعاش والتوتر العضلي وارتجاف الصوت وجفاف الفم او تسارع ضربات القلب.
وعلى الرغم من ان كل شخص معرض لأن يصاب بالقلق بالاجتماعي في مرحلة ما من مراحل حياته، إلا ان هؤلاء الذين يعانون من مرض القلق الاجتماعي لا يستطيعون ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي سواء في العمل أو اقامة علاقة صادقة مع الآخرين وقد يؤدي هذ الى فقدان فرص وظيفية مهمة. ومثال على ذلك “رفضت الترقيات مرارا في مجال عملي لأنني لم استطع السيطرة على قلقي من كيفية التصرف امام حشد من الزملاء، وحينما كان علي ان اتعرف الى مجموعة من الزملاء كنت اشعر بسرعة دقات قلبي ولا اكاد اقوى على الكلام وكانت تراودني رغبة شديدة في ترك الغرفة”.
كما ان القلق الاجتماعي يشمل الرهبة من المناسبات الاجتماعية كالاجتماعات الرسمية والزيارات العائلية، أو من المواقف التي تتطلب الأداء، وفي حين يتجنب الكثير من المصابين بالقلق الاجتماعي كل المناسبات الاجتماعية، يتأثر آخرون بمناسبات معينة فقط.
إلا ان تغيير وارباك روتين الحياة اليومية لمجرد تجنب تلك المواقف الباعثة على القلق قد يكون له اثر عميق في حياة الفرد. للأسف ان العديد من المصابين بهذه الحالة يتعاملون معه بتغيير اسلوب حياتهم لتفادي المواقف المثيرة للقلق، على سبيل المثال رفض الترقية بالعمل لكي يتجنب ضرورة الوقوف امام الزملاء في العمل.
وعلى الرغم من انه لا يوجد سبب واحد يسبب بمفرده حالة القلق الاجتماعي، فالدراسات تشير الى ان العوامل البيولوجية والنفسية لها يد في ذلك.
وتعزو احدى النظريات هذا الاضطراب الى خلل في مادة كيميائية اسمها السيروتوتين ووظيفتها نقل الاشارات بين خلايا الاعصاب في المخ وهو نفس الخلل الكيميائي الذي يسبب اضطرابات القلق والاضطرابات المزاجية الاخرى، والنظرية الاخرى مفادها انه اما ان يكون وراثيا او ناشئا عن موقف اجتماعي محرج حدث في الماضي، ولكن من المهم جدا ان يدرك المصاب ان هناك عددا من الطرق لعلاج القلق الاجتماعي، مهما طالت مدته والعلاج الفعال يتضمن الأدوية وجلسات الحوار العلاجية، أو مزيجا من الاثنين.
كما يتعلم المرضى تغيير انماط تفكيرهم، وبمرور الوقت تخف حدة الاعراض وتتلاشى تدريجيا والجمع بين هذا الاسلوب واساليب في بيئة مصطنعة، يساعد على تفهم السلوك المساهم في القلق ويعمل على تعديل هذا السلوك.
واشار الى عدد من الأدوية المستخدمة في علاج القلق الاجتماعي، منها العقاقير الانتقائية المثبطة لاعادة امتصاص السيروتونين، ويميل الاطباء لاستخدام احيانا اكثر من غيرها نظرا لأن آثارها الجانبية اقل بالمقارنة مع العقاقير الأخرى، وقال ان معرفة وتفهم القلق الاجتماعي يعد الخطوة الاولى على طريق الشفاء وعليك بعدها طلب المساعدة من طبيبك والالتزام بخطة العلاج الموصى بها.
وذكر الدكتور الحرجان عدة وسائل لمواجهة الخجل الاجتماعي وهي:
اولا: تخيل الموقف الذي انت مقبل عليه، كأن يكون حفلة أو مقابلة لوظيفة.. انظر لنفسك وانت تتصرف وتتعامل مع ما تعتقد انه سيحدث خلال هذه الحفلة او المقابلة. ثانيا: ادخل في تحد مع نفسك بدلا من تجنب جميع المواقف المربكة والمثيرة للحرج، حاول التعامل مباشرة مع الاقل منها اهمية وهذه الطريقة سوف تتمكن من بناء الثقة في نفسك بصورة تدريجية حتى يأتي اليوم الذي تتمكن فيه من التعامل مع اكثر المواقف حرجا وارباكا.
ثالثا: اختر لنفسك نموذجا تحتذي به.. اختر شخصا مشهورا على قدر من الاحترام والثقة بنفسه وحاول تقليده في حركاته وايماءاته.
رابعا: حاول ان تتنفس ببطء عندما يداهمك الخجل.. جرب ان تأخذ نفسا عميقا وطويلا ستجد ان هذه الطريقة قد ساعدتك على التخفيف من حدة التوتر الذي يصيبك.
خامسا: استغل اصدقاءك في التدريب... خذ احد اصدقائك معك عندما تقبل على موقف تعتقد انه سوف يثير خجلك. سوف تشعر بالثقة بنفسك تدريجيا في مواجهة مثل هذه المواقف.
سادسا: اسأل نفسك ما هو أسوأ شيء سيحدث؟ معظم توترنا ينشأ عن أشياء نخافها ولم تحدث.
أنواع الخوف الاجتماعي
ويقول الدكتور احمد جاد استشاري اول الطب النفسي ان الخوف الاجتماعي يتضمن نوعين، أولهما الخوف والقلق والارتباك تجاه أي واجبات او مهام او مواقف اجتماعية مثل التواجد مع عدد كبير من الناس في آن واحد، اما النوع الثاني فهو الاضطرار للتحدث امام جمع كبير من الناس، حيث يتخيل المريض ان كل الانظار تتجه اليه وتدقق في جميع حركاته وتحكم عليه من خلالها فيصاب بالارتباك الشديد ويتصبب عرقا وتتسارع نبضات قلبه ويتلعثم في الكلام، كما انه وعندما تتكرر هذه المواقف وبنفس الاضطرابات العنيفة يكون رد الفعل الطبيعي تجاهها الابتعاد عنها وتفادي المواقف التي يكون فيها عرضة لتقويم قدراته، الأمر الذي يؤدي الى انعزاله تدريجيا عن الناس والمجتمع والاصابة بالاكتئاب أو يودي الى خلل وانعكاسات سلبية على حياة المريض. ويضيف: حقيقة الكثير من الناس ان الخوف الاجتماعي ليس مرضا ولا يستلزم استشارة طبيب، وان تلك الاعراض عادية بل تافهة، حتى انهم يعتبرونها من مبادئ التربية الاخلاقية السليمة وهذا مفهوم خاطئ حيث ان تلك الاعراض وان كانت تحدث احياناً لبعض الناس فإن استمرار وجودها وتكرارها في الوقت نفسه وفي كل مرة بالاضافة الى اثرها السلبي على الحياة الاجتماعية للفرد يعتبر عائقا كبيرا في حياته ويتطلب علاجا، مشيرا الى ان الخوف الاجتماعي يعد من الامراض النفسية المنتشرة نسبيا، إذ تقدر نسبة المصابين به طوال حياتهم ما بين 3 - 13% ولدى حوالي 40% من الحالات تبدأ لدى من هم دون العشر سنوات وحوالي 95% لدى من هم دون العشرين من العمر، وغالبا ما تتساوى نسبة الاصابة بين الرجال والسيدات، إلا انها تكثر لدى السيدات في المجتمعات الاوروبية، وتكون اكثر لدى الرجال في المجتمعات العربية ولا يوجد فرق يذكر للاصابة بهذا المرض بين المتزوجين أو غير المتزوجين.
وأوضح الدكتور جاد انه يوجد فرق بين الخوف الاجتماعي والخوف من الاشياء الأخرى مثل الأماكن المتسعة او المغلقة والخوف من الحيوانات والأمراض أو الخوف بصفة عامة من الظلام والرعد والعواصف والاطباء خاصة اطباء الاسنان، ولكن في معظم الحالات يكون الخوف الاجتماعي مصحوباً بنوع آخر من انواع الخوف المذكورة سابقا، وقد وجد ان الخوف الاجتماعي تكون نسبته في الابناء الذين لديهم احد الابوين مصابا بهذا المرض، ومن المعتقد ان هناك عاملا وراثيا في الاصابة بهذا المرض، كذلك فإن الاصابة به تكثر عند الاطفال الذين يمتازون بالانطواء والخجل المتزايد وعدم الانطلاق.
وتابع: للخوف وظيفة دفاعية فهو المنبه للفرد ضد المؤثرات الخارجية المؤلمة التي سببت له قلقا شديدا في الماضي، وبذلك يتجنب هذه المؤثرات ومن الضروري معالجة الخوف الاجتماعي عندما يؤثر بطريقة سلبية واضحة على حياة الفرد في عمله وعلاقاته الاجتماعية حيث يصبح منعزلاً عن الناس الى حد كبير، ومن المهم ايضا معرفة ان الخوف الاجتماعي يعتبر من الأمراض النفسية المزمنة التي تحتاج لعلاج دوائي طويل المدى لا يقل عن ستة أشهر وتظل فيها نسبة الانتكاسة فائقة بنسبة 50%، لذلك فإن العلاج قد يستمر عدة سنوات ثم يتوقف تدريجيا حسب استجابة المريض، مشيرا الى ان التحسن الكبير قد يظهر بعد فترة قصيرة جدا من بداية العلاج ويستمر مع استمرارية العلاج، حيث هناك أدوية فعالة في علاج هذا المرض مثل بروزاك واوروريكس وسيروكزات. وقد بينت الدراسات ان العلاج السلوكي الذي يعتمد على تدريب المريض على تبني استراتيجية معينة في مواجهة المواقف الصعبة وتقليل حساسية تجاهلها يكون بنفس فاعلية الدواء إذا توفر الاختصاصي النفسي ذو الخبرة في هذا المجال، حيث يكون العلاج المثالي في الجمع بين العلاج بالأدوية والعلاج السلوكي.
عوامل الخوف المرضي
ومن جانب آخر يوضح الدكتور السيد عبداللطيف ان هناك فرقا بين الخوف العادي والخوف المرضي، حيث ان الأول غريزة وحالة يشعر بها كل انسان في حياته العادية حين يخاف ما يخيف فعلا مثل الخوف والقلق من حيوان مفترس حيث يلجأ الى سلوك ضروري للحفاظ على الحياة وهو الهرب، أما الخوف المرضي فهو خوف شاذ ودائم ومتضخم مما لا يخيف في العادة وقد يرجع الخوف الى عدة أسباب وعوامل هي بالنسبة للأطفال تتمثل بالحكايات المخيفة التي تحكى لهم.
أما الخوف الاجتماعي عند الكبار فقد تكون له أسباب اخرى، فهو قد يكون ناتجا عن الفشل أو حالة دفاعية لحماية المريض من رغبة لا شعورية مستهجنة جنسية مثلا أو عدوانية.
واشار الى مثال (المرأة أو) الرجل الذي قد يشعر بالخوف من الوحدة ويكون هذا الأمر بمثابة دفاع لحمايته من احتمال قيامه بعلاقة جنسية محرمة يرغب فيها لا شعورياً.
ويضيفك يعتبر الخوف اخطر على الفرد ألف مرة من الخطر نفسه ويقول المثل “وخوفك من الهزيمة يلحقها بك” ومن اعراضه كافة انواع المخاوف المرضية مثل الخوف من الجنس والنساء والأماكن المتسعة والمرتفعة والمغلقة، كذلك الخوف من الفصل من العمل والظلام والطرق والجراثيم والزحام واللغات الاجنبية، وعادة ما تظهر على المريض شدة الحرص والانسحاب والهروب أو التهاون (والاستهتار) والاندفاع وسوء السلوك، إلا انه يمكن علاج الخوف باثارة رغبة المريض في العلاج حيث يستخدم التحليل النفسي للكشف عن الأسباب الحقيقية والدوافع المكبوتة وتنمية بصيرتيه، الى جانب الفهم الحقيقي للخوف والشرح والاقناع وتكوين عاطفة طيبة نحو مصدر الخوف.
كما يستخدم العلاج النفسي في تنمية الثقة بالنفس وتشجيع النجاح والاعتماد على النفس وتنمية الشعور بالأمن والاقدام حيث ان مآل الخوف حسن ويدعو الى التفاؤل بصفة عامة شريطة التشخيص الدقيق والعلاج السليم اضافة الى علاج الأمراض المصاحبة للخوف خاصة إذا كانت تعرقل حياة المريض وتعوق توافقه الاجتماعي بشكل واضح.
وذكر الدكتور عبداللطيف ان الخوف الوظيفي قد يكون ناتجاً عن فقدان الثقة بالنفس وعدم القدرة على اقامة علاقات جيدة مع الآخرين في العمل أو مواجهة المواقف الضاغطة أو المحرجة، بالرغم من ان المريض قد يمتلك قدرات ومهارات افضل من الغير إلا ان الخوف يمنعه من تحقيق أي انجاز، كما ان الخوف الوظيفي الذي ينتشر بنسبة 60% بين المقيمين في الدولة يؤدي الى سوء العلاقات مع زملاء العمل بهدف حماية الوظيفة، الأمر الذي يؤثر سلباً وليس ايجاباً.
أعراض نفسية وجسدية
وعلى الصعيد ذاته يذكر الدكتور عامر سعد الدين استشاري الامراض النفسية ان اضطراب القلق الاجتماعي يصيب واحداً من كل ثمانية من الامريكيين أي حوالي 14%، كما تختلف الاعراض في شدتها من شخص لآخر، فقد تمنع البعض من القيام ببعض الأعمال او المقابلات الضرورية للحصول على عمل ما أو النجاح في الحصول على شهادة علمية حيث ان الشخص المصاب بهذا الاضطراب يشعر بالارتباك والخوف وهذا يترافق مع بعض الاعراض الجسدية كاحمرار الوجه وتقطع الصوت وزيادة في ضربات القلب والتعرق الشديد، اضافة الى الاحساس بأن الجميع ممن حوله يشعرون بهذه الأعراض ويبدأون بالحكم على انه ليس ناجحا او ليس على قدر المسؤولية.
وعادة ما تحدث هذه الاعراض في المواقف الاجتماعية او التي تحتم على الفرد الوقوف امام جمهور او مجموعة، وقد تصيبه امام مسؤوليه او امام السلطات كالشرطة.
وأشار الى ان الكثير من المصابين بهذا الاضطراب يعتزلون الحياة الاجتماعية ويتحاشون لقاء الغرباء او الذهاب الى العديد من المناسبات الاجتماعية الضرورية، وقد يصابون بنوع من الكآبة وفقدان الثقة بالنفس الامر الذي يعطل الكثير من مشاريعهم الحياتية.
وأوضح الدكتور سعد الدين حالة احد الموظفين ممن عانوا من هذا الاضطراب حيث بقي في وظيفته لأكثر من 12 عاما دون ترقية او تقدم بسبب خوفه من تقديم محاضرة للتحدث عن استراتيجية في العمل ومدى تقدم عمله، الا انه اضطر للعلاج عندما اجبر من قبل رئيسه في العمل على تقديم هذه المحاضرة، حيث انه وبعد العلاج وخلال ثلاثة اعوام تلقى اكثر من ترقية ووصل الى مراتب عليا في عمله لأنه استطاع توظيف قدراته الحقيقية في التقدم الوظيفي، مضيفا حالة اخرى حيث حاول احدهم تأجيل زواجه مدة طويلة لعدم قدرته على الوقوف امام المدعوين في حفل الزفاف حتى تم علاجه.
وأشار الى انه وفي هذه الايام تحتم بعض الجامعات في العالم قيام الطلبة بتقديم محاضرة امام زملائهم في الصف بهدف زيادة وتنمية مهاراتهم الاجتماعية وزيادة ثقتهم بأنفسهم كذلك تعليم الطلبة كيفية الالقاء.
وتابع: هناك علاج لاضطراب القلق الاجتماعي ناجح يتكون من شقين الاول نفسي وهو عبارة عن جلسات نفسية تحوي التدريب السلوكي والاسترخاء ومحاولة التعلم على مواجهة المواقف الصعبة، اما الشق الآخر فهو العلاج الدوائي حيث هناك بعض الادوية التي يتناولها المصاب بهذا الاضطراب قبل الموقف او خلاله بهدف السيطرة على الاعراض الجسدية والقلق والخوف، حيث ان بعض الادوية يتناولها المصاب لفترة طويلة قد تصل لمدة ستة اشهر او اكثر، كما انها تساعد على زيادة جرأة الفرد في مثل هذه المواقف.
الشعور الوهمي
ويوضح الدكتور رعد حيدر الخياط، ان الخوف المرضي ينتاب الفرد ويستمر معه بشكل ملحوظ حيث يؤثر فيه في المواجهات الاجتماعية التي تتطلب الظهور والتعرض للآخرين والذي ينتج من تدقيق النظر اليه من قبلهم مما يؤدي الى الاعتقاد بأنه سيتعرض الى الاحراج والاذلال.
وأضاف ان التعرض لمثل هذه الاجواء يثير الشعور بالقلق والخوف، حيث سيرتبط هذا الشعور مع هذه المواقف ارتباطا اقترانيا يدور معها حيثما تدور، كما ان هذا الشعور يكون قويا وشديدا بحيث لا يستطيع صاحبه تفسيره أو فهمه منطقيا، لذلك فإن الفعل المتوقع نتيجة ذلك هو الهروب وتجنب المواقف قدر المستطاع، اضافة الى خلق المبررات والاعذار، مشيرا الى ان ما يزيد ذلك هو شعور المصاب بأن الذي يحدث خارج نطاق سيطرته وتحكمه مما يجعله عاجزا عن منعه أو تقليله الا بوساطة الهروب والابتعاد عن الموقف المسبب للحالة وبالتالي يشعر الفرد بالاطمئنان.
وذكر الدكتور الخياط امثلة على مثل هذه الحالات منها التلميذ الذي يتوجب عليه الاجابة او الشرح امام المدرس وبقية التلاميذ، اضافة الى الموظف الذي يحضر اجتماعا اداريا مع مسؤوليه، كذلك حضور المجالس في مناسبات الافراح والاتراح.
وقال ان الحالة قد تبدأ بشكل بسيط وغير واضح لكنها تزيد في حالة اهمالها كما انه ومع مرور الوقت وبوجود آلية الهروب والتي تؤدي الى شعور آني وهمي بالارتياح لكنها في الواقع تزيد الحالة تفاقما واضطرابا وقد تصل الى حد الاعتزال عن الآخرين وندرة الخروج من المنزل الا للحاجة الضرورية، مضيفا ان العلاج يتمثل بشرح مفصل عن الحالة وكيفية نشأتها وتطورها بهدف خلق وعي كامل حولها من اجل فهم الامر على صاحبه، حيث ان الدور الاكبر في العلاج سيقوم به (المريض) مع التشجيع والدعم اضافة الى الاستعانة بشخص آخر يكون عونا له في مواجهة هذه المواقف بمعنويات افضل وقدرة على الصمود بشكل اكبر، كما يمكن ان يؤدي دور النموذج الذي يحتذى به مما يكون له دور علاجي جيد.
دور الأهل
أما سناء عبدالعظيم فرغلي، موجهة رعاية نفسية في وزارة التربية والتعليم فتقول ان نوبات الهلع او الفوبيا هي واحدة من الحالات النفسية التي تؤثر بصورة مباشرة في اداء الفرد وسلوكه وتعامله مع الآخرين في الحياة اليومية وهو خوف غير مبرر أو غير منطقي من مثير لا يسبب الخوف اصلا، كالخوف المرضي من الحشرات المنزلية أو من الاماكن المرتفعة أو المتسعة حيث يعرف بالأرجورافوبيا وهو خوف مرضي من الاماكن المفتوحة يظهر في الهلع من مغادرة المنزل الى اي مكان حيث يشعر المريض ان سلامته مهددة وانه سيتعرض لخطر مؤكد بمجرد خروجه من المنزل، كما تظهر اعراض هذا الخوف في سرعة تدفق الدم في جسم الانسان وبالتالي تسارع دقات القلب مع تعرق شديد وجفاف في اللعاب، ونتيجة لهذه التغيرات الفسيولوجية التي تصيب المريض فقد تتوقف مؤقتا بعض الوظائف الحيوية كالهضم، وقد تنتابه حالة من الدوخة والغثيان واحيانا الاغماء.
وتضيف: تؤثر المخاوف المرضية في سلوك الفرد وتصرفاته اليومية، حيث يتجنب العديد من المواقف التي يعتقد انها تقترب ولو نسبيا من الشيء المخيف بالنسبة له، ففي حالة الطالب مثلا قد يتغيب عن المدرسة بأعذار مختلفة اذا كان مصابا بالخوف من الاماكن المفتوحة ولا يرغب في مغادرة المنزل، او يرفض مثلا الدخول في الفصل الدراسي اذا شاهد احدى الحشرات وكان مصابا بالفوبيا منها.
وتشير فرغلي الى حالة تلميذ كان مصابا بالفوبيا من احدى الحشرات الطائرة وكان يصاب بنوبة هلع حتى ولو اخبره احد زملائه مازحا بأن الحشرة موجودة في الفصل او في الساحة المدرسية، حيث جرت دراسة حالة التلميذ واتضح ان خوفه من الحشرة مكتسب من بعض المخاوف المرضية لدى والدته، الامر الذي يؤكد ضرورة حرص الوالدين على عدم زرع الخوف او القلق في نفوس الاطفال وعدم اظهار مخاوفهم الخاصة بصورة مبالغ فيها امام اطفالهم حتى لا يتأثرون بها ويتمثلوها في سلوكهم، مضيفة انه يتحتم على الاهل توجيه المصاب الى العلاج النفسي المتخصص والذي يعتمد على اساليب متعددة بهدف شفاء المريض وعودته لممارسة حياته بصورة طبيعية.
العامل الوراثي
ويقول الدكتور عرفان عابدين، اختصاصي الامراض الباطنية والقلبية ان التجربة السريرية تكشف عن مدى الارتباط الاجتماعي والبيئي اضافة الى التربية الاسرية والضغوط النفسية بالعديد من الامراض الشائعة، حيث ان الرهاب او الفوبيا phobia هو ذلك الاحساس بالخوف او الهلع الذي قد يصيب الاطفال او اليافعين لدى دخولهم او وجودهم في اماكن كبيرة ولكنها مغلقة حيث تكون ابواب الخروج ليست بالكبيرة كما انها مليئة بالناس مثل مراكز التسوق او قاعات السينما او السوبرماركت وهذا النوع يسمى argoraphboia أي رهاب الساحة، الا ان البعض قد يخاف من الاماكن المرتفعة مثل قمم الجبال او الطوابق العليا من الابراج أو حتى ركوب الطائرات، كما أن هناك بعض الافراد الذين يخافون من الاماكن الصغيرة والمغلقة كالمصاعد أو الساونا أو غرف الهاتف وما شابه ذلك.
ويشير الى ان الفرد بهذه الحالة عادة ما يشكو من تسارع ضربات القلب مع آلام صدرية تكون مصحوبة بتعرق شديد وضيق في التنفس، اضافة الى انه قد يشعر بتنميل في الاطراف مع بعض الغثيان، أو الاحساس بأن شيئا خطيرا قد يحدث ولا يمكنه السيطرة عليه، وهو ما يصيب الاناث غالبا ضعف الذكور، كذلك فإن نسبة اصابة ذوي البشرة السوداء اكثر من ذوي البشرة البيضاء، ايضا وجد حسب الدراسات العلمية ان الفوبيا تصيب بنسبة اكبر ممن يعانون من الاضطرابات النفسية كالاكتئاب والعزلة او ممن تعرضوا لصدمات عاطفية اكبر من طاقتهم الاستيعابية.
ويتابع: تعد النشأة الاسرية عاملا مهما في هذا المرض حيث ان الابناء الذين لا يلتقون بوالدهم بسبب طبيعة عمله وانشغاله، ووالدتهم التي تصرف انتباهها لأمور الحياة، اضافة الى متابعتهم الدائمة لبرامج التلفاز وتقليدهم للشخصيات المهزوزة فإنهم معرضون بشكل كبير لمثل هذه الامراض.
وذكر انه وبهدف التشخيص السليم لا بد من دراسة كل حالة بمفردها والتأكد من عدم وجود بعض الامراض المعروفة كالسكري او اضطراب الغدة الدرقية او تعاطي بعض المنبهات كالقهوة او الادوية بشكل دائم دون استشارة طبية، كذلك يجب دراسة العامل الوراثي حيث ان هذه الاعراض قد يتوارثها الابناء من الآباء، حيث وجد ان نشاط الجهاز العصبي الودي يكون اكبر من الاعتيادي، كما ان بعض الهرمونات يكون افرازها اكبر من الطبيعي مثل هرمون الدوبامين او الفورادرينالين مما يجعل المظاهر السريرية اكثر وضوحا او انتشارا.

منقول ...

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة