عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 12-01-2024, 04:07 PM   #6
معلومات العضو
أبوسند
التصفية و التربية
 
الصورة الرمزية أبوسند
 

 

افتراضي




عن أبي هريرة قال قال النبيُّ
صلى الله عليه وسلم :
( ما مِن الأنبياء نبيٌّ إلاّ أُعطيَ
ما مثله آمن عليه البشر وإنّما كان الذي أُوتيتُه وحياً أوحاه الله إليَّ فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا
يوم القيامة ) .
رواه البخاري .


قال الحافظ ابن حجر العسقلاني
رحمه الله :

" قوله : ( وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي )

أي : إن معجزتي التي تَحديتُ بها ،
الوحي الذي أُنزل عليَّ
وهو القرآن لما اشتمل عليه من الإعجاز الواضح ،
وليس المراد حصر معجزاته فيه
ولا أنه لم يؤتَ من المعجزات ما أوتي مَن تقدمه ،
بل المراد أنه المعجزة العُظمى التي اختُصَّ بها دون غيره ،
لأنّ كلَّ نبيٍّ أُعطي معجزة خاصة به لم يُعطَها بعينها غيرُه
تحدى بها قومه ،
وكانت معجزة كل نبي تقع مناسبة لحال قومه كما كان السحر فاشيا
عند فرعون فجاءه موسى بالعصا على صورة ما يصنع السحرة
لكنها تلقفت ما صنعوا ،
ولم يقع ذلك بعينه لغيره
وكذلك إحياء عيسى الموتى
وإبراء الأكمه والأبرص لكون الأطباء والحكماء كانوا في ذلك الزمان
في غاية الظهور ،
فأتاهم من جنس عملهم بما لم تصل قدرتهم إليه ،
ولهذا لما كان العرب الذين بُعِثَ فيهم النبي - صلى الله عليه وسلم -
في الغاية من البلاغة
جاءهم بالقرآن الذي تحداهم
أن يأتوا بسورة مثله
فلم يقدروا على ذلك ،
وقيل المراد أن القرآن ليس له مِثلٌ
لا صورة ولا حقيقة ،
بخلاف غيره من المعجزات
فإنها لا تخلو عن مِثلٍ ،

وقيل : المراد أن كل نبي أُعطي من المعجزات ما كان مثله لمن كان قبله صورة أو حقيقة ،
والقرآن لم يؤت أحد قبله مثله ،
فلهذا أردفه بقوله :
( فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا ) .

وقيل المراد أن الذي أُوتيته
لا يتطرق إليه تخييل ،

وإنما هو كلامٌ معجزٌ لا يقدرُ أَحدٌ
أن يأتي بما يتخيل منه
التشبيه به ،

بخلاف غيره فإنه قد يقع في معجزاتهم ما يقدر الساحر أن يُخيل شِبْهَه فيحتاج من يميز بينهما
إلى نظر ،
والنظر عرضة للخطأ ، فقد يُخطئ الناظر فيظن تساويهما ،

وقيل المراد أن معجزات الأنبياء انقرضت بانقراض أعصارهم
فلم يشاهدها إلا من حضرها ،

ومعجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة ،

وخَرقُه للعادة في أسلوبه وبلاغته وإخباره بالمغيبات ،

فلا يمر عصر من الأعصار
إلاّ ويظهر فيه شيء ممّا أخبرَ به
أنه سيكون
يدل على صحة دعواه ،
وهذا أقوى المحتملات ،
وتكميله في الذي بعده ،
وقيل المعنى أن المعجزات الماضية كانت حسية تشاهد بالأبصار
كناقة صالح وعصا موسى ،

ومعجزة القرآن تُشاهَدُ بالبصيرة فيكون من يتبعه لأجلها أكثر ،

لأن الذي يشاهد بعين الرأس ينقرض بانقراض مشاهده ، والذي يشاهد بعين العقل باقٍ يشاهده
كل من جاء بعد الأول مستمرا " .


فتح الباري ( 9 / 9 - 10 )
ط : دار الحَديث القاهرة .





 

 

 

 


 

توقيع  أبوسند
 

يقول العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

طالب الحق يكفيه دليل ...
... وصاحب الهوى لايكفيه ألف دليل

الجاهل يُعلّم
وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

--------------------------
حسابي في تويتر

@ABO_SANAD666



    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة